الضَّارّ Ocia1131
الضَّارّ
الأدلة:
لَمْ يَرِدْ ذِكْرُ (الضَّار) في القرآنِ الكريمِ اسماً، وإِنَّما وَرَدَ في قوله تعالى: ﴿قل فمن يملك لكم من الله شيئًا إن أراد بكم ضَرًّا أو أراد بكم نفعًا﴾ [الفتح: من الآية11].
وقوله تعالى: ﴿وإن يمسسك اللهُ بضرٍ﴾ [الفتح: من الآية11].

أقوال العلماء في الثبوت:
(الضَّار النَّافِع) اسمان مِن أسماءِ اللهِ تعالى، وقد عَدَّهما جَمْعٌ مِن العلماءِ في الأسماءِ الحسنى، منهم: الخطابي، والحليمي، والبيهقي، وابنُ العربي، والقرطبي، والشرباصي، ونور الحسن خان.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (وهو سبحانه الضَّارُّ النّافِع: قَادرٌ على أنْ يَضُرَّ مَن يَشاءُ، وإنْ كان ما يُنزِلُهُ مِن الضُّرِّ بعابِدِيه هو رحمةٌ في حقِّهم).
وقال ابنُ القيم: (وَصِفَةُ الوهَّابِ الرّازقِ المُعطي المانِعِ الضَّار النافع المُقَدِّم المُؤخِّر المُعز المُذل العَفُوّ الرّءوف تستدعي آثارَها وأحكامَها... فالكمالُ كلّ الكمالِ في العطاءِ والمنع، والخفض والرفع، والثوابِ والعقاب، والإكرامِ والإهانة، والإعزازِ والإذلال، والتقديمِ والتأخير، والضر والنفع، وتخصيص هذا على هذا، وإيثار هذا على هذا، ولو فَعَلَ هذا كلَّه بنوعٍ واحدٍ مُتَمَاثِلِ الأفرادِ لكان ذلك مُنافِياً لحكمتِهِ).
وقال الشيخُ السعدي: (وهو تعالى النافِعُ لِمَن شاء مِن عبادِهِ بالمنافِعِ الدينيةِ والدنيوية، الضَّارُّ لِمَن فَعَلَ الأسبابَ التي تُوجِبُ ذلك).

المعنى المختصر:
الضَّارّ: هو الذي يَضُرُّ مَن يَشاءُ بِمُقْتَضَى حكمتِهِ وعدلِهِ.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: المُعِزُّ المُذِلُّ - الخافِضُ الرّافِعُ - القابِضُ الباسِطُ - القَوِيُّ - العَزيز - الحكيم.
الصفات: الضر والنفع - الإعزاز والإذلال - الخفض والرفع - القُوّة - العِزّة - الحكمة.
الأفعال: يَضُرّ - يَنفَع - يُعِز - يُذِل - يَخفِض - يَرفع.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.- - أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- الضَّارُّ النافِعُ مِن الأسماءِ المُتقابِلةِ التي يَجِبُ أنْ تَجريَ مَجرى الاسمِ الواحِدِ ولا يَفصِلُ بينها، فلا يُذكرُ ولا يُدعَى بأحَدِ هذه الأسماءِ دونَ مُقابِلِهِ، لأنَّ الاسمين إذا ذُكِرا مَعَاً دَلَّ ذلك على عُمُومِ قدرتِهِ وتدبيرِه وأنَّه لا رَبَّ غيرُهُ، وعموم خلقِهِ وأمرِهِ فيه مدحٌ له، وتنبيهٌ على أنَّ ما فَعَلَه مِن ضَرَرٍ خاصٍّ ومنعٍ خاصٍّ؛ فيه حكمةٌ ورحمةٌ بالعموم، وأَمَّا إذا ذُكِرَ أحدُهُما لم يكن فيه هذا المدح، والله له الأسماءُ الحسنى، ليس له مَثَلُ السَّوْءِ قط، فكذلك أيضاً الأسماء التي فيها عمومٌ وإطلاقٌ لِمَا يُحمَد ويُذَم؛ لا توجد في أسماء الله تعالى الحسنى.
2- ليس في المخلوقات شيءٌ يَنفعُ ويَضُرُّ استقلالاً، ولا يَفعلُ شيئاً إلا بإذنِ الله.

المصادر والمراجع:
جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي، الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- جهود ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى، لأرزقي بن محمد السعيد سعيدي، دار المنهاج.
- تفسير أسماء الله الحسني للسعدي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ.- القواعد المثلى لابن عثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، أضواء السلف.
- بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- الأسماء والصفات للبيهقي، مكتبة السوادي.
- توضيح الكافية الشافية لابن سعدي، دار أضواء السلف.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
الرقم الموحد: (176925).