القَرِيْب Ocia1119
القَرِيْب
الأدلة:
 وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ (القَرِيْب) في القرآنِ الكريمِ في (3) مَواضِع، هي: قوله تعالى: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾ [البقرة: 186].
وقوله تعالى: ﴿فاستغفروه ثم توبوا إليه إنّ ربي قريب مجيب﴾ [هود: 61].
وقوله تعالى: ﴿إنّه سميع قريب﴾ [سبأ: 50].

وأَمَّا في السُّنَّة:
فَحَديثُ أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أيها الناس! اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) رواه مسلم (2704).

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (القَرِيْب) مِن الأسماءِ الثابتةِ للهِ تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحسنى.

أقوال العلماء في المعنى:

قال ابنُ تيمية: (قرن القريب بالمجيب، ومعلومٌ أنّه لا يُقال: إنّه مُجيبٌ لكل موجود، وإنما الإجابةُ لِمَن سألَه ودعاه، فكذلك قُرْبُهُ).
وقال ابنُ القيم: ([أي] أنّه أقربُ [إلى عبدِهِ المؤمن] مِن كلِّ قَرِيب).
وقال الشيخُ السعدي: (هذا القُرْبُ قُرْبٌ لا تُدْرَك له حقيقة، وإنما تُعلم آثارُه مِن لُطفِهِ بعبدِهِ، وعنايتِهِ به وتوفيقِهِ وتسديدِهِ، ومِن آثارِه الإجابةُ للداعين والإثابةُ للعابدين).

المعنى المختصر:
القَرِيْب: القريب مِن مُطيعِهِ بالإثابة، ومِن داعيهِ بالإجابة.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: السَّميع - البَصير - المُجيب.
الصفات: القُرْب - المَجِيء - النُّزُول - الإجابة.
الأفعال: يَقرُب - يَدنُو- يَجيء - يَنزل - يُجيب - يَسمع - يُبصر.

الفرقُ بين القُربِ والمَعيّة:
أنّ قربَ اللهِ خاصٌّ بأوليائِهِ والطائعين من عبادِه، وأمّا المعية فهي خاصّةٌ وعامّة.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- قُرْبُ الربِّ تعالى إنما وَرَدَ خاصّاً لا عامّاً، وهو نوعان: قُربٌ مِن داعِيْهِ بالإجابة، وقُرْبٌ من مُطيعِهِ بالإثابة، ولم يجئ القُربُ كما جاءت المعية خاصّة وعامّة، فليس في القرآن ولا في السُّنة إنّ اللهَ قريبٌ من كلِّ أحد.

2- قُرْب الله تعالى لا ينافي عُلُوَّه، فالله تعالى قَريبٌ من المُحسنين قُرْباً ليس له نظيرٌ، وهو مع ذلك فوق سماواتِه على عرشِه، كما أنه سبحانه يَقرُبُ من عبادِه في آخِرِ الليلِ وهو فوق عرشِهِ، فإنّ عُلوَّه سبحانه على سماواتِهِ مِن لوازِم ذاتِه، فلا يكونُ قَطُّ إلا عالياً ولا يكون فوقَه شيء ألبتة.

3- تَأوَّلَ المُعطلةُ اسمَ (القريب) بأنه داني الرّحمة، وهذا تأويلٌ للمعنى الحقيقي لأنّ الله قريبٌ لِمَن تقرّب منه قُرْباً يَليق به سبحانه، وإنْ كان جاء في بعضِ النصوصِ ما يُثبِت قُربَ رحمتِهِ لكن هذا لا يُسَوِّغ نفيَ ما دَلَّتْ عليه النصوصُ الأخرى مِن قُربِهِ مِن المؤمِنينَ قُرْباً يليق بجلاله.

المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي، الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ.- مختصر الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة لابن قيم الجوزية، دار الحديث القاهرة.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ.
- منهج ابن القيم في شرح أسماء الله الحسنى، مشرف الغامدي، رسالة ماجستير بجامعة أم القرى.
- معاني أسماء الله الحسنى بين أهل السنة والمخالفين، لمريم الصاعدي، رسالة دكتوراه بجامعة أم القرى.
الرقم الموحد: (176907).