المَجِيْد Ocia1114
المَجِيْد
الأدلة:
 وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ (المَجِيْد) في القرآنِ الكريمِ في مَوضِعَين: قوله تعالى: ﴿إنّه حميد مجيد﴾ [هود: 73].
وقوله تعالى: ﴿وهو الغفور الودود (14) ذو العرش المجيد﴾ [البروج: 14،15]، على قراءة الرَّفْعِ على أنَّه صفة للرَّبِّ عز وجل.

أَمَّا في السُّنَّة:
فقولُهُ -صلى عليه وسلم-: (قولوا: اللهم صَلِّ على مُحمدٍ وعلى آل محمد كما صَلَّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إِنك حَمِيْدٌ مَجِيدٌ) رواه البخاري (4797) ومسلم (614).

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (المَجِيد) مِن الأسماءِ الثابِتةِ لله تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحُسنى.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (والمَجْدُ يَقتضي تعظيمَها [أي المَحامِد] وتوسيعَها والزيادةَ في قَدْرِها وصِفتِها).
قال ابنُ القيم: (إنّ المَجيد: من اتصفَ بصفاتٍ متعددةٍ من صفاتِ الكمال).
قال الشيخُ السعدي: (المَجيدُ الذي له المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات وسعتها، فكل وصفٍ من أوصافِهِ عظيمٌ شأنُه، فهو العليمُ الكامل في علمه، الرحيمُ الذي وسعت رحمتُهُ كلَّ شيء، القديرُ الذي لا يعجزه شيء، الحليمُ الكامل في حلمِهِ، الحكيمُ الكاملُ في حكمتِهِ، إلى بقية أسمائِهِ وصفاتِهِ).

المعنى المختصر:
المَجِيْد: المُتَّصِفُ بالصفاتِ المُتعددةِ العظيمةِ مِن صفاتِ الكَمال.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: الحَميد - العَظيم - الوَاسِع - الكَبِِير - الجَلِيل - الجَميل.
الصفات: الحَمْد - المَجْد - العَظَمَة - السَّعَة - الكِبْر - الجَلال - الجَمال.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- مِن أسمائِهِ الحُسنى ما يكونُ دَالّاً على عِدَّةِ صِفاتٍ، ويكونُ ذلك الاسمُ مُتناوِلاً لجميعِها تَنَاوُلَ الاسمِ الدَّالِّ على الصفةِ الواحِدةِ لها كاسمِهِ العَظيم، والمَجيد، والصَّمَد.

2- اسمُ (المَجِيد) فيه رَدٌّ على مُنكِري الصفاتِ والأفعال، لأنّ مَن ليس له صفاتُ كمالٍ ولا أفعالٌ حميدةٌ فليس له من المَجدِ شيءٌ، والمخلوقُ إنما يَصيرُ مَجيداً بأوصافِهِ وأفعالِهِ فكيف يكونُ الرب تبارك وتعالى مَجيداً وهو مُعَطَّلٌ عن الأوصافِ والأفعالِ؟ تعالى اللهُ عمّا يقولُ المُعطِّلون عُلُوَّاً كبيراً.

3- تَأوَّلَ المُعَطِّلةُ اسمَ المَجيد، وزعموا أنّه مَجيدٌ بلا مَجْد، ولا يَقومُ به وَصفٌ من ذلك؛ لأنّ أسماءَ الله عندهم أعلامٌ مُجرّدة، وهذا باطلٌ؛ فإنَّ الله تعالى وَصَفَ أسماءَه بأنها حسنى، وأَمَرَنا بدعائِه بها، وهذا يقتضي أن تكونَ دَالَّةً على معانٍ عظيمةٍ تكونُ وسيلةً لنا في دعائنا، ولأنه مخالفٌ لمُقتضى اللسان العربي فلا يمكن أن يقالَ مجيدٌ لِمَن لا مَجدَ له.

المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي، الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ.
- مجموع الفتاوى لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، طبعة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ.
- صفات الله الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.
- التبيان في أقسام القرآن، لابن قيم الجوزية دار المعرفة.
- شرح اسماء الله الحسنى، لسعيد بن وهف القحطاني، دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع.
الرقم الموحد: (176895).