القَيُّوْم Ocia1112
القَيُّوْم
الأدلة:
 وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ (القَيُّوْم) في القرآنِ الكريمِ (3) مَرَّاتٍ، هي: قوله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولانوم﴾ [البقرة:255].
وقوله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ [ال عمران:2].
وقوله تعالى: ﴿وعنت الوجوه للحي القيوم﴾ [طه:111].

أَمَّا في السُّنّة:
فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كَرَبَه أَمْرٌ قال: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) رواه الترمذي في سننه برقم (3524) وحسّنه الألباني فيها.

أقوال العلماء في الثبوت:

اسمُ (القَيُّوْم) مِن الأسماءِ الثابِتةِ للهِ تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحُسنى.

أقوال العلماء في المعنى:

قال ابنُ تيمية: (القائِمُ المُقيمُ لِمَا سِواه).
وقال ابنُ القيم: (هو الذي قامَ بنفسِهِ؛ فلم يَحتجْ إلى أحدٍ، وقامَ كلُّ شيءٍ به، فكلُّ ما سِواه مُحتاجٌ إليه بالذات).
وقال الشيخُ السعدي: (القائِمُ بنفسِهِ، القَيُّومُ لأهلِ السماواتِ والأرضِ، القائمُ بتدبيرِهِم وأرزاقِهِم وجميعِ أحوالِهم).

المعنى المختصر:
القَيُّوْم: هو الذي قَامَ بنفسِهِ؛ فلَمْ يَحْتَجْ إلى أحدٍ، وقام كلُّ شيء به فلا غِنى لأحدٍ عنه.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: الوَكِيل - الحَي - الرّزاق.
الصفات: القَيُّومِيّة - الحَياة - الرِّزق - الوكالة.
الأفعال: قام - يُقِيم - يَرزق.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- مَدارُ الأسماءِ الحُسنى كلِّها على هذين الاسمين (الحَيّ القَيّوم) فإليهما مرجعُ معانيها جميعِها، فإنّ الحياة مستلزمةٌ لجميعِ صفاتِ الكمال، وأمَّا القيوم فهو متضمنٌ كمالَ غناه وكمالَ قدرتِه، فإنه القائمُ بنفسِهِ لا يحتاج إلى مَن يُقيمُهُ بوجهٍ مِن الوجوه، وهو المُقيم لغيرِه؛ فلا قيامَ لغيرِهِ إلا بإقامتِهِ، فانتظم هذانِ الإسمانِ صفاتِ الكمالِ والغنى التامّ والقدرة التامة.

2- تأوّلَ المُعطلةُ اسمَ (القَيُّوم) بأنّه الذي لا يزول مِن مَكَانِه ولا يَتَحَرّك، وهذا مردود، لأنَّ معنى (لا يزول) لا يَفنى ولا يبيد، لا أنه لا يتحرك، ولا يَزول مِن مكان إلى مَكانٍ إذا شاء، فإنَّ أَمارَةَ ما بين الحيِّ والميتِ التَّحَرُّك، وما لا يتحرك فهو مَيتٌ لا يُوصَف بحياة، فالله الحيُّ القيومُ القابضُ الباسطُ يفعل ما يشاء.

3- قال بعضُ أهلِ العِلْمِ إنّ (الحي القيوم) هما اسم الله الأعظم، لأنّ الحي: مَن له الحياةُ الكاملةُ المُستلزمةُ لجميع صفاتِ الذات، والقيوم: هو الذي قامَ بنفسِهِ وقام بغيرِهِ، وذلك مستلزمٌ لجميعِ صفاتِ الأفعال.

المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي، الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ.
- بدائع الفوائد، لابن قيم الجوزية، دار عالم الفوائد.
- منهج ابن القيم في شرح الأسماء الحسنى لمشرف الغامدي، رسالة ماجستير بجامعة أم القرى.
- القواعد المثلى لابن عثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.
الرقم الموحد: (176884).