التَّوَّاب Ocia1094
التَّوَّاب
الأدلة:
وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ (التَّوَّاب) في القرآنِ الكريمِ (11) مَرّةً، منها: قوله تعالى: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنّه هو التواب الرحيم﴾ [البقرة:37]، وقوله تعالى: ﴿وأنا التواب الرحيم﴾ [البقرة:160]، وقوله تعالى: ﴿وأنّ الله هو التواب الرحيم﴾ [التوبة:104].

وأمَّا في السُّنَّة:
فعن ابنِ عُمَر رضي الله عنهما قال: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم في المَجلسِ الواحدِ مائةَ مَرّةً: (ربِّ اغفِر لي، وتُبْ عَلَيَّ، إِنّك أنت التَّوَّابُ الرّحيم) أخرجه أبو داود برقم (1516).

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (التَّوَّاب) مِن الأسماءِ الثابتةِ للهِ تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحُسنى.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: ([الذي] يَتوبُ على مَن تاب).
قال ابنُ القيم: (هو الذي جَادَ على [عبدِهِ] بِأَنْ وَفَّقَه للتوبة، وأَلْهَمَه إياها، ثُمَّ قَبِلَها منه، فَتابَ عليه أوَّلاً وآخِراً).
قال الشيخُ السعديُّ: (التَّوّابُ الذي لم يَزَلْ يَتوبُ على التائبين، ويَغفِر ذُنُوبَ المُنيبين، فكلُّ مَن تاب إلى الله توبةً نَصوحاً تابَ اللهُ عليهِ).

المعنى المختصر:
التَّوَّاب: هو الذي يُوَفِّق العَبدَ للتَّوبةِ ويَتَقَبَّلُها مِنه.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: الغَفُور - الغَفَّار - قَابِلُ التَّوب.
الصفات: المَغفِرة - الرَّحمة.
الأفعال: يَغفِر - يَتُوب - يَرحَم - يَقبَل التوبة.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- تَوبةُ العبدِ إلى ربِّهِ مَحفوفَةٌ بِتوبةٍ مِن اللهِ عليه قَبلَها وتَوبةٌ منه بعدها، فتوبتُه بين تَوبَتين مِن اللهِ سابِقة ولاحقة، فإنه تابَ عليهِ أوَّلاً إِذْناً وتَوفِيقاً وإِلْهاماً، فَتابَ العبدُ فَتابَ اللهُ عليهِ ثانياً قَبُولاً وإثابةً.

2- تَأوَّلَ المُعطِّلةُ أَنَّ اللهَ تَوَّابٌ دُونَ أَنْ يَقومَ بِهِ سبحانه وَصْفٌ، وهذا القولُ باطلٌ؛ لأنَّ التوابَ هو المَوصوفُ بالتّوبةِ وهي صفةٌ له، قائمةٌ به، ولأنَّ إثباتَ المُشْتَقِّ يُؤذِنُ بِثُبُوتِ المُشْتَقِّ مِنْه.

المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي،الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي - معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ
- مجموع الفتاوى لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، طبعة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ منهج ابن القيم في شرح الأسماء الحسنى لمشرف الغامدي، رسالة ماجستير بجامعة أم القرى.
- مدارج السالكين، لابن القيم، دار الكتاب العربي.
- المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام لابن تيمية، الطبعة الأولى.
الرقم الموحد: (176702).