الغَفُوْر Ocia1085
الغَفُوْر
الأدلة:
 وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ (الغَفُوْر) في القرآنِ الكريمِ في (71) مَوضِعاً تَقريباً، منها: قوله تعالى: ﴿ألا إنّ الله هو الغفور الرحيم﴾ [الشورى:5]، وقوله تعالى: ﴿نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم﴾ [الحجر:49]، وقوله تعالى: ﴿إنّ الله غفور شكور﴾ [الشورى:23].

وأمَّا في السُّنَّة:
فَعَن أبي بكرٍ الصِّديقِ رضي الله عنه أنه قال لرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: عَلِّمني دعاءً أدعو بِهِ في صَلاتي، قال: (قل: اللهم إني ظَلَمتُ نفسي ظُلماً كثيراً، ولا يَغفرُ الذُّنُوبَ إلا أنت، فاغفِرْ لي مَغفرةً مِن عِندك، وارحمني إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرّحيم) أخرجه البخاري(834)، ومسلم (2705).

أقوال العلماء في الثبوت:

اسمُ (الغَفُور) مِن الأسماءِ الثابِتةِ للهِ تعالى، وقَد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحُسنى.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (الغَفُورُ الذي يَغفِرُ ذُنُوبَ العباد، فإنّ المَغفرةَ معناها وِقاية شَرِّ الذَّنْب، بِحيثُ لا يُعاقَبُ على الذَّنْب، فمَن غُفِر ذَنبُهُ، لم يُعاقَبْ عليهِ).
وقال ابنُ القيم: (الغَفُورُ [الذي] يَغفِر لمَن تاب إليه).
وقال الشيخُ السعديُّ: (الغَفُورُ الذي لم يَزَلْ يَغفِرُ الذُّنوب).

المعنى المختصر:
الغَفُوْر: الذي يَقِي عِبادَه شَرَّ ذُنُوبِهِم، ولا يُعاقِبُهُم عليها.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: غافِرالذَّنْب - الغَفَّار- السِّتِّيْر- العَفُوّ.
الصفات: المَغْفِرة - السِّتْر - العَفْو.
الأفعال: يَغفِر - يَعْفو - يَسْتُر.

الفرقُ بين الغَفَّار والغَفُور والغَافِر:
أنّ (الغافِر) اسم فاعل مِن غَفَر، و(الغفور) للمبالغة إذا تكرَّر، والغَفّار أَشَدُّ مُبالغة منه.
وقيل إنّ (الغافِر) بِسترِهِ في الدنيا، و(الغفور) بِسترِهِ في الآخرة، و(الغفار) بِستره عن أعينِ الخلائق.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- لكلِّ اسمٍ مِن أسماءِ اللهِ أَثَرٌ مِن الآثارِ في الخَلْقِ والأمرِ لابُدَّ مِن تَرَتُّبِهِ عليه، كَتَرَتُّبِ المَرزوقِ والرِّزق على الرَّازِق، وتَرَتُّب المَرحوم وأسبابِ الرحمةِ على الرّاحم، ونظائر ذلك في جميع الأسماء، فلو لم يكن في عِبادِهِ مَن يُخطئُ ويُذنِبُ لِيَتَوبَ عليه ويَغفرَ له ويعفوَ عنه لَمْ يَظهرْ أَثَرُ أسمائِهِ الغَفُورِ والعفوِّ والحليمِ والتوابِ وما جرى مَجْرَاها.

2- تَأوَّلَ بَعضُهُم أنَّ الغفورَ يَجوزُ أن لا يَغفرَ لأحدٍ، كما يَجوز أنْ يغفرَ للجميع، وهذا القولُ باطلٌ كما دَلَّتْ على ذلك النصوصُ، فقَد ثَبَتَ أنَّ اللهَ يَغفرُ ما دونَ الشِّرْك، وأنَّ المَغفرَةَ هي لمن يَشاء، وخَصَّ الشركَ بأنه لا يَغفرُه، وعلَّقَ ما سِواهُ على المَشيئة، ولو كان كُلُّ ظالِمٍ مَغفورٌ له بِلا تَوبةٍ ولا حَسَناتٍ مَاحِيَةٍ لَم يُعَلِّقْ ذلك بِالمَشِيئَة.

المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي، الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ.
- منهج ابن القيم في شرح الأسماء الحسنى لمشرف الغامدي، رسالة ماجستير بجامعة أم القرى.
- ولله الأسماء الحسنى، لعبد العزيز بن ناصر الجلي، الشاملة.
- شرح أسماء الله الحسنى، لسعيد بن وهف القحطاني، دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع.
- مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة لابن قيم الجوزية، دار الكتب العلمية.
الرقم الموحد: (176635).