الحَكِيْم Ocia1083
الحَكِيْم
الأدلة:
وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ اللهِ (الحَكِيْم) في أكثر من (90) موضعاً من كتابِ اللهِ، منها: قوله تعالى: ﴿والله عزيز حكيم﴾ [البقرة: 228]، وقوله تعالى: ﴿وهو الحكيم الخبير﴾ [الأنعام: 18]، وقوله تعالى: ﴿وهو العزيز الحكيم﴾ [فاطر: من الآية2].

وأمَّا في السُّنَّة:
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-تلا قولَ اللهِ عز وجل في إبراهيم: ﴿ربِّ إنهن أضْلَلْنَ كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني﴾ [إبراهيم: 36] الآية، وقال عيسى عليه السلام: ﴿إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم﴾ [المائدة: 118]، فَرَفَعَ يَديهِ وقال: «اللهمَّ أُمَّتي أُمَّتي»، وبَكَى...) الحديث أخرجه مسلم برقم (202).

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (الحَكِيْم) مِن الأسماءِ الثابتةِ للهِ تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحُسنى.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (الحَكِيْمِ يَتَضَمَّنُ حُكْمَهُ وعِلْمَهُ وحِكْمِتَهُ فيما يَقُولُهُ ويَفعلُهُ).
قال ابنُ القيم: (الحكيم: يَتَضمنُ حِكمتَهُ في خَلْقِهِ، وأَمْرَهُ في إرادتِهِ الدِّيْنِيّةِ والكَوْنِيةِ، وهو حَكِيمٌ في كلِّ ما خَلَقَهُ وأَمَرَ بِهِ).
قال الشيخُ السعديُّ: (الحَكِيمُ هو الذي لَه الحِكْمةُ العُليا في خَلْقِهِ وأَمْرِهِ الذي أَحسَنَ كلَّ شيءٍ خَلَقَه).

المعنى المختصر:
الحَكِيْم: الموصوفُ بِكَمالِ الحِكمَةِ في أوامرِهِ وتشريعاتِهِ وبكمالِ الحُكمِ بين مَخلوقاتِهِ.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: الحَكَم - أحكم الحاكمين - العليم - الخبير.
الصفات: الحكمة - الحُكم - العِلْم - الخِبْرة.
الأفعال: يَحْكُم.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدل على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدّية.

تنبيهات:
1- الذي عليهِ جُمهُورُ المسلمين -من السلف والخلف- أن الله تعالى يَخْلُقُ لِحِكْمَةٍ ويَأمُرُ لِحكمةٍ وهذا مذهبُ أئمة الفقه والعلم.
2- تَأوَّلَ بَعضُهُم أنّ الحكيمَ هو الذي يَفعل لِينفعَ العبادَ، مِن غيرِ أنْ يَعودَ إليه من ذلك حُكْمٌ، ولا قامَ بِهِ فِعْلٌ ولا نَعْتٌ، وهذا القولُ باطلٌ، فإنّ الحَكِيمَ مَن لَهُ الحِكْمة، وهي صفةٌ له، لأنَّ إثباتَ المُشتَقَّ يُؤذِنُ بِثُبُوتِ المُشْتَقِّ منه.

وحِكمَتُهُ تتضمنُ شيئين:
- أحدهما: حكمة تَعودُ إليهِ يُحبُّها ويَرضاها.
- والثاني: حِكْمة تعودُ إلى عِبادِهِ، هي نِعَمُهُ عليهم يَفرحون بها، ويَلْتَذُّون بها.

المصادر والمراجع:
- منهج ابن القيم في شرح الأسماء الحسنى لمشرف الغامدي،رسالة ماجستير بجامعة أم القرى.
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي،الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي - معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ
- مجموع الفتاوى لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، طبعة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ.
الرقم الموحد: (176609).