الأَعْلَى
الأدلة:
وَرَدَ اسمُ (الأَعْلى) في القرآنِ الكريمِ في موضِعَين: قوله تعالى: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ [الأعلى: 1]، وقوله تعالى: ﴿إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى﴾ [الليل:20].
وأمَّا في السُّنّة:
فعن حذيفة رضي الله عنه قال: صَلَّيْتُ مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-ذاتَ ليلة، فافْتَتَحَ البَقَرَةَ، فقلت: يركعُ عند المائة، ثُمَّ مَضَى، فقلتُ: يُصلِّي بها في رَكْعَةٍ، فَمَضَى... الحديث، وفيه: ثُمَّ سَجَدَ فقال: (سبحان ربي الأعلى)، فكان سُجُودُه قَريباً مِن قيامِهِ.
أخرجه مسلم برقم (772).
أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (الأعلى) مِن الأسماءِ الثابتةِ للهِ تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحُسنى.
أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (والرَّبُّ تعالى لا يَكونُ شيءٌ أَعْلى مِنه قَطّ، بَلْ هُوَ العَلِيُّ الأَعْلى، ولا يَزالُ هو العليُّ الأعلى مع أنّه يَقْرُبُ إلى عِبادِهِ ويَدْنُو مِنهم).
وقال ابنُ القيم: (هو الأَعلى بِكُلِّ مَعْنىً مِن مَعاني العُلُوّ).
وقال الشيخُ السعديُّ: ( دَالٌّ على أنَّ جَميعَ معاني العُلُوّ ثابتةٌ للهِ من كُلِّ وَجْهٍ).
المعنى المختصر:
الأَعْلَى: اسمٌ دَالٌّ على ثُبُوتِ جميعِ معاني العُلُوِّ للَّهِ مِن كُلِّ وَجهٍ، عُلُوّ الذَّاتِ، وعُلُوّ القَدْرِ، وعُلُوّ القَهْر.
الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: العَلِي - المُتَعَال.
الصفات: العُلُوّ
قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.
تنبيهات:
- أَوَّلَ بَعضُهم اسمَ (الأعلى) بمعنى أنّه أعلى مِن أنْ يَمَسَّه حاجةٌ أو يَلْحَقَه آفة، وفَسَّروا الأعلى بِالعُلُوِّ الذي هو القَهْر والاقتدار، دون عُلُوِّ الذَّات، ولا شكَّ أنّ هذا قُصُورٌ، فاسمُهُ تعالى الأعلى يَقتضي أنّه أعلى من غيره قَدْرَاً، وأنّه العالي عليهم بالقَهْر والغَلَبَة، وكلاهما يَتَضَمَّنُ أنّه نَفْسُهُ فوقَ كلِّ شيءٍ، فَعُلُوُّه ثلاثةُ أقسام:
1- عُلُوّ شَأْنٍ.
2- عُلُوّ قَهْرٍ.
3- عُلُوّ فَوْقِيَّة.
ولا يَجُوزُ قَصرُ العُلُوِّ على عُلُوّ القَدْر فقط، بل مِن لَوَازِمِ اسمِ (الأعلى) العُلُوُّ المُطْلَقِ بكلِّ اعتبار، فَلَهُ العُلُو المطلق من جَميعِ الوُجُوه، ومَن جَحَدَ عُلُوَّ الذاتِ فَقَد جَحَدَ لوازِمَ اسمِهِ (الأعلى).
المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي،الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ - مجموع الفتاوى لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، طبعة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية.
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف دار الهجرة.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ.
- منهج ابن القيم في شرح الأسماء الحسنى لمشرف الغامدي، رسالة ماجستير بجامعة أم القرى.
الرقم الموحد: (176555).