الجَبَّار Ayo10
الجَبَّار
الأدلة:
 وَرَدَ اسمُ (الجَبَّار) في القرآنِ الكريمِ مَرَّةً واحدةً في قوله تعالى: ﴿العزيز الجبار المتكبر﴾ [الحشر:23].

وأَمّا في السُّنَّة:
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (تكونُ الأرضُ يومَ القيامة خُبْزَةً واحدةً، يَتَكَفَّؤُها الجَبَّارُ بِيَدِه كما يَكْفَأُ أحدُكُم خُبْزَتَه في السَّفر، نُزُلاً لأهلِ الجَنّة) أخرجه البخاري برقم (6520)، ومسلم برقم (2792).

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (الجَبَّار) مِن الأسماءِ الثابِتةِ للهِ تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحُسنى.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (الرَّبُّ هو الجَبَّارُ عليهِم المُسَيْطِر، وذلك يَستلزِمُ قدرتَه عليهم).
وقال ابن القيم: (فالجَبَّارُ في صِفةِ الربِّ سبحانه تَرجِعُ إلى ثلاثةِ مَعَانٍ: المُلْك والقَهْر والعُلُو).
وقال الشيخُ السعدي: (الجَبَّارُ بِمعنى العَلِيِّ الأعلى، وبمعنى القَهّار، وبمعنى الرَّؤوف، الجَبّارُ للقُلُوبِ المُنْكَسِرة، وللضعيفِ العاجِزِ، ولِمَن لاذَ به، ولَجَأَ إليه).

المعنى المختصر:
الجَبَّار: العَلِيُّ على كلِّ شيءٍ، الذي دَانَ له كلُّ شيء، وخَضَعَ له كلُّ شيء، الذي يَجبُرُ مَن التَجأَ إليه.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: القَهّار- العَلِي - الأعلى- القَدِير- المُهَيمِن - المتكبر.
الصفات: القَهْر - العُلُو - القُدْرة.
الأفعال: يَجْبُر.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
هناكَ فرقٌ بين الجَبَّارِ والإِجبارِ مِن جِهةِ المعنى والحُكْم، أَمَّا مِن جِهةِ المَعنى فإنّ الجَبَّارَ هو الذي دَانَ له كلُّ شيء، وخَضَعَ له كلُّ شيء، الذي يَجبُرُ مَن التجأ إليه، وأَمَّا الإِجبارُ فهو القَهْرُ والإكراهُ على الشيء.

وأَمَّا مِن جِهة الحُكْم فإنّ الجَبارَ اسمٌ يليقُ بالله وقد جاءت النصوص بإطلاقِهِ، فيُطلقُ عليه، وأَمّا الإجبارُ والجَبرُ فهو لفظٌ لم يَرِد في كتابٍ ولا سُنّةٍ لا بنفيٍ ولا إثباتٍ، فهو مثل لفظِ الجِهةِ والحَيِّزِ ونحوِ ذلك، ولهذا كان المنصوصُ عن أَئِمةِ الإسلامِ أنّ هذا اللفظُ لا يُثبَتُ ولا يُنفَى مطلقاً؛ فلا يقال مطلقاً (جَبَرَ) ولا يُقال (لم يُجْبِر) فإنه لفظٌ مجمل، ومن علماء السلف من أطلقَ نفيَه وقد نَظَرَ إلى المعنى المشهور مِن معناه في اللغة؛ فإن المشهورَ إطلاقُ لفظِ الجبرِ والإجبارِ على ما يُفعل بدونِ إرادة المَجبورِ بل مع كراهتِهِ كما يُجْبِر الأبُ ابنتَه على النكاح، وهذا المعنى مُنتَفٍ في حقِّ الله تعالى، ولذلك قالوا نقول (جَبَلَ) ولا نقول (جبَرَ) لأنَّ الجَبْلَ جاءت به السُّنَّة، وعلى هذا فإذا أُريدَ بالجَبرِ هذا المعنى فهذا حقٌّ، وإن أريدَ بِهِ الأولُ فهو باطلٌ.

المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي، الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ.
- شرح اسماء الله الحسنى، لعلوي السقاف، دار الهجرة.
- منهاج السنة النبوية لابن تيمية، مؤسسة قرطبة.
الرقم الموحد: (176546).