الرَّحِيْم Ayoa10
 الرَّحِيْم
الأدلة:
الاسمُ (الرّحيم) ثابتٌ بالكتابِ والسُّنةِ في مواطنَ كثيرةٍ، وقد ورد في القرآن الكريم (114) مرة تقريباً، منها: قوله تعالى: ﴿إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم﴾ [النمل: 30]، وقوله تعالى: ﴿إنّه هو التواب الرحيم﴾ [البقرة: 54]، وقوله تعالى: ﴿وهو الغفور الرحيم﴾ [يونس: 107].

وأمّا في السُّنّة:
فحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: (قل: اللهم إني ظَلَمْتُ نفسي ظُلْماً كثيراً، ولا يَغفرُ الذنوبَ إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً مِن عِندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) رواه البخاري برقم (834).

أقوال العلماء في الثبوت:
هذا الاسمُ مِن الأسماءِ المُتفق عليها، وقد ذَكَرَه جَميعُ مَن كَتَبَ في الأسماء الحسنى.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (هو الذي يَرحمُ العِبادَ بِمشيئتِهِ وقُدرتِه).
وقال ابنُ القيم: (الرحيمُ دالٌّ على أنّه يَرحمُ خَلقَه برحمتِه).
وقال السعدي: (الرحيمُ ذو الرحمةِ العظيمةِ التي اتصفَ بها المُتَعَلِّقةِ بالمرحوم).

المعنى المختصر:
الرحيم: ذو الرّحمةِ العظيمةِ التي يَرحمُ بها عبادَه.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:

الأسماء: الرحمن.
الصفات: الرحمة.
الأفعال: يَرْحمُ.

الفرق بين اسمِ الرحمنِ والرحيم أن:
1- الرحمنُ أشدُّ مبالغةً مِن الرحيم؛ لأنّ بِناءَ (فَعْلان) أشدُّ مبالغةً من (فَعِيْل).
2- الرحمنُ دالٌّ على الصفةِ القائمةِ بهِ سبحانه، والرحيمُ دالٌّ على تَعَلُّقِها بالمرحوم، فكان الأولُ للوصفِ والثاني للفعلِ، فالأول دالٌّ أنَّ الرحمةَ صفتُه والثاني دالٌّ على أنه يَرحمُ خَلْقَه برحمتِهِ.

قواعد:
-أسماء الله تعالى كلُّها حسنى.
-أسماء الله تعالى توقيفية لا مجالَ للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
-أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
-أسماء الله عز وجل تدل على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات مُتعدية وصفات غير مُتعدية.

تنبيهات:
1- غالبُ مجيءِ اسمِ "الرحيم" إمّا مُقيَّداً، أو مَقْروناً باسمِ "الرحمن"، كما في سورة الفاتحة والبسملة، أو باسم نحو: ﴿العزيز الرحيم﴾، ﴿الغفور الرحيم﴾، ﴿البر الرحيم﴾، ﴿التواب الرحيم﴾.

2- اسمُ "الرحيمُ" دالٌّ على اتصافه تعالى بصفةِ الرحمة، وهي صفةٌ حقيقيةٌ له سبحانه، على ما يليق بجلاله، ولا يجوز القول بأنَّ المرادَ بها لازمُها؛ كإرادة الإحسان ونحوه؛ كما يزعم المعطلة.

المصادر والمراجع:
النهج الأسمى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي الكويت.
- بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية، تحقيق علي بن محمد العمران، طبعة دار عالم الفوائد.
- تفسير أسماء الله الحسنى لعبد الرحمن بن سعدي، طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- معتقد أهل السنة والجماعة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار أضواء السلف للنشر والتوزيع.
- القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية، مدار الوطن للنشر.
- جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات، لوليد بن محمد بن عبد الله العلي، طبعة المبرة الخيريرة لعلوم القرآن والسنة.
-مدارج السالكين لابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد المعتصم بالله البغدادي، دار الكتاب العربي.
- مذكرة على العقيدة الواسطية، لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين،مدار الوطن للنشر.
- شرح العقيدة الواسطية، لمحمد بن خليل حسن هرّاس،طبعة دار الهجرة للنشر والتوزيع.
- فقه الأسماء الحسنى لعبد الرزاق البدر، الطبعة الأول، مطابع الحميضي.
الرقم الموحد: (176419).