منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 ذكر قضاة مصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

ذكر قضاة مصر Empty
مُساهمةموضوع: ذكر قضاة مصر   ذكر قضاة مصر Emptyالأحد 03 ديسمبر 2023, 10:47 pm

ذكر قضاة مصر:
قال ابن عبد الحكم: أول قاض استقضى بمصر في الإسلام -كما ذكر سعيد بن عفير- قيس بن أبي العاصي، [فمات] (1) سنة أربع وعشرين، فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أن يستقضي كعب بن يسار بن ضنة [العبسي] (1).
قال ابن أبي مريم: وهو ابن بنت خالد بن سنان العبسي الذي "تزعم عبس فيه" أنه (2) تنبأ في الفترة بين عيسى بن مريم، وبين رسول الله (3) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأبى كعب أن يقبل القضاء، وقال: قضيت في الجاهلية ولا أعود إليه في الإسلام (4).
حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا ابن لهيعة، قال: كان قيس بن أبي العاصي بمصر، ولاه عمرو بن العاص القضاء.
وقد قيل: إن أول من استقصى بمصر كعب بن ضنة بكتاب عمر بن الخطاب فلم يقبل (5).
حدثنا المقرئ عبد الله بن يزيد، أنبأنا حيوة بن شريح، أنبأنا الضحاك بن شرحبيل الغافقي، أن عمار (6) بن سعيد التجيبي أخبرهم أن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص، أن يجعل كعب بن ضنة على القضاء، فأرسل إليه عمرو، فأقرأه كتاب أمير المؤمنين، فقال كعب: والله لا ينجيه الله من أمر الجاهلية وما كان فيها من الهلكة، ثم يعود فيها أبدًا إذ أنجاه الله منها، فأبى أن يقبل القضاء، فتركه عمرو.
قال ابن عفير: وكان حكمًا في الجاهلية (7).
فلما امتنع كعب أن يقبل القضاء ولى عمرو بن العاص عثمان
_________
(1) من فتوح مصر.
(2) من ابن عبد الحكم.
(3) بعدها في ابن عبد الحكم: "ولخالد بن سنان حديث فيه طول".
(4) فتوح مصر لابن عبد الحكم 229.
(5) فتوح مصر: 230، وفي آخر الخبر هناك: "والله أعلم".
(6) ح، ط: "عماد" تحريف.
(7) في ابن عبد الحكم: "وخطة كعب بن ضنة بمصر، بسوق بربر في الدار التي تعرف بدار النخلة".
(2/135)
_________
بن قيس بن أبي العاص القضاء، وقد كان عمر بن الخطاب قد كتب إلى عمرو بن العاص أن يفرض له في الشرف (1).
قال: ودعا عمرو خالد بن ثابت الفهمي ليجعله على المكس، فاستعفاه منه، فكان شرحبيل بن حسنة على المكس، وكان مسلمة بن مخلد على الطواحين؛ طواحين (2) البلقس.
وأقام عثمان على القضاء إلى أن صرف سنة اثنتين وأربعين، ثم ولي سليم بن عتر التجيبي على القضاء في أيام معاوية بن أبي سفيان، وجعل إليه القصص والقضاء جميعا (3).
حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا الحجاج بن شداد الصنعاني، أن أبا صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أخبره، أن سليم بن عتر كان يقص على الناس وهو قائم، فقال له صلة بن الحارث الغفاري -وهو من أصحاب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والله ما تركنا عهد نبينا، ولا قطعنا أرحامنا، حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا! وكان سليم بن عتر أحد العباد المجتهدين، وكان يقوم في ليله فيبتدئ القرآن حتى يختمه، ثم يأتي أهله، ثم يقوم فيغتسل ثم يقرأ فيختم، ثم يأتي أهله "فيقضي منهم حاجته" (4)، وربما فعل ذلك في الليلة مرات، فلما مات قالت امرأته: رحمك الله! فوالله لقد كنت ترضي ربك وتسر أهلك (5).
ثم لما ولي مسلمة بن مخلد البلد، ولي السائب بن هشام بن عمرو أحد بني مالك بن
_________
(1) في ابن عبد الحكم: "كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أن افرض لكل من قبلك ممن بايع تحت الشجرة في مائتين من العطاء، وأبلغ ذلك لنفسك بإمارتك، وافرض لخارجة بن حذافة في الشرق لشجاعته، وافرض لعثمان بن قيس بن أبي العاص في الشرف لضيافته".
(2) ابن عبد الحكم: "قال عبد الرحمن: طواحين البلقس".
(3) ابن عبد الحكم 231، وفيه: "وقد أدرك عمر بن الخطاب، وحضر خطبته بالجابية، وجعل إليه القصص والقضاء جميعا".
(4) من ابن عبد الحكم.
(5) ابن عبد الحكم 232.
(2/136)
_________
حسل شرطه، وكان هشام بن عمرو أحد النفر الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كانت في قريش كتبت.وكان عمرو بن العاص ولي السائب بن هشام شرطه بعد خارجة بن حذافة، وكان أيضًا على شرطه عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثم عزل مسلمة السائب وولي عابس بن ربيعة المرادي الشرطة، ثم جمع له القضاء مع الشرطة (1).
وسبب ذلك أن معاوية كتب إلى مسلمة يأمره بالبيعة ليزيد، فأتى مسلمة الكتاب وهو بالإسكندرية، فكتب إلى السائب بذلك، فبايع الناس إلا عبد الله بن عمرو بن العاصي، فأعاد عليه مسلمة الكتاب فلم يفعل، فقال مسلمة: من لعبد الله بن عمرو؟ فقال عابس بن سعيد: أنا، فقدم الفسطاط، فبعث إلى عبد الله بن عمرو فلم يأته، فدعا بالنار والحطب ليحرق عليه قصره، فأتى فبايع، واستمر عابس على القضاء حتى دخل مروان بن الحكم مصر في سنة خمس وستين، فقال: أين قاضيكم؟ فدعى له عابس -وكان أميًّا لا يكتب- فقال له مروان: أجمعت كتاب الله؟ قال: لا، قال: فأحكمت الفرائض؟ قال: لا، قال: فبم تقضي؟ قال: أقضي بما علمت، وأسأل عما جهلت، قال: أنت القاضي.
فلم يزل عابسًا على القضاء إلى أن توفي سنة ثمان وثمانين (2).
فولى عبد العزيز بن مروان بشير بن النضر المزني القضاء (3).
ثم ولي عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني، وجمع له القضاء والقصص وبيت المال، فكان يأخذ رزقه في السنة ألف دينار على القضاء؛ فلم يكن يحول عليه الحول وعنده ما تجب فيه الزكاة، فلم يزل على القضاء حتى مات سنة ثلاث وثمانين.
ويقال: بل ولي في سنة ثلاث وثمانين، ومات في سنة خمس وثمانين.
ثم ولي القضاء مالك بن شراحيل الخولاني، فلم يزل على القضاء حتى مات (4).
_________
(1) فتوح مصر: 234، 245.
(2) فتوح مصر 234، قضاة مصر للكندي 312.
(3) قضاة مصر: "وكان أبوه النضر ممن حضر فتوح مصر واختط بها".
(4) في كتاب قضاة مصر: "ولي القضاء مالك بن شراحبيل من قبل عبد العزيز بن مروان في المحرم سنة ثلاث وثمانين".
(2/137)
_________
فولي من بعده يونس بن عطية الحضرمي، وجمع له القضاء والشرطة، فلم يزل حتى مات سنة ست وثمانين (1).
فولي بعده ابن أخيه أوس، ثم ولي عبد الرحمن بن معاوية بن حديج الكندي، وجمع له القضاء والشرطة، فتوفي عبد العزيز بن مروان، وولي بعده عبد الله بن عبد الملك فأراد عزل ابن حديج فاستحيا من عزله عن غير شيء، ولم يجد عليه مقالا ولا متعلقا، فولاه مرابطة الإسكندرية.
وولي عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة القضاء، والشرطة فلم يزل إلى سنة تسع وثمانين، فغضب عليه عبد الله بن عبد الملك، فعزله وولى عبد الأعلى بن خالد بن ثابت الفهمي مكانه (2).
ثم أتى عبد الله بن عبد الملك فعزله.
وولي قرة بن شريك العبسي الإمرة، فعزل عبد الأعلى، وولي عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، وهو ابن حجيرة الأصغر، ثم عزل في سنة ثلاث وتسعين.
وولي عياض بن عبد الله الأزدي ثم السلامي، ثم صرف في سنة ثمان وتسعين، وأعيد ابن حجيرة ثم صرف وأعيد، فلم يزل إلى سنة مائة.
ثم صرف (3) وولي عبد الله بن خذامر ثم صرف سنة اثنتين ومائة (4).
وولي يحيى بن ميمون الحضرمي فأقام إلى سنة أربع عشرة ومائة، ثم صرف ولم يكن بالمحمود في ولايته (5).
ثم ولي يزيد بن عبد الله بن خذامر ثم صرف.
وولي الخيار بن خالد المدلجي، فأقام نحو سنة، ومات سنة خمس عشرة ومائة وكان محمودًا جميل المذهب.
_________
(1) قضاة مصر 333 "كان يونس أول قاض بمصر من حضرموت".
(2) قضاة مصر 238.
(3) فتوح مصر 239.
(4) فتوح مصر 240.
(5) فتوح مصر 244.
(2/138)
_________
ثم ولي توبة بن نمر الحضرمي، فأقام ما شاء الله، ثم استعفي، فقيل له: فأشر علينا برجل نوليه، فقال: كاتبي خير بن نعيم الحضرمي، فولي خير سنة إحدى وعشرين ومائة، فلم يزل حتى صرف سنة ثمان وعشرين ومائة.
وولي عبد الرحمن بن سالم بن أبي سالم الجيشاني، فلم يزل إلى ولاية بني العباس سنة ثلاث وثلاثين ومائة، فصرف عن القضاء واستعمل على الخراج، ورد خير بن نعيم؛ فلم يزل حتى عزل نفسه في سنة خمس وثلاثين؛ وذلك أن رجلا من الجند قذف رجلًا، فخاصمه إليه وثبت عليه بشاهد (1) واحد، فأمر بحبس الجندي إلى أن يثبت الرجل شاهدا آخر، فأرسل أبو عون عبد الملك بن يزيد، فأخرج الجندي من الحبس، فاعتزل خير وجلس في بيته، وترك الحكم، فأرسل إليه أبو عون، فقال: لا، حتى يرد الجندي إلى مكانه! فلم يرد، وتم على عزمه، فقالوا له: فاشر علينا برجل نوليه، فقال: كاتبي غوث بن سليمان.
فولي غوث بن سليمان الحضرمي، فلم يزل حتى خرج مع صالح بن علي إلى الصائفة.
ثم ولي أبو خزيمة إبراهيم بن يزيد الحميري (2)، وذلك أن أبا عون- ويقال: صالح بن علي شاور في رجل يوليه القضاء، فأشر عليه بثلاثة نفر.
حيوة بن شريح، وأبو خزيمة، وعبد الله بن عياش القتباني (3)، وكان أبو خزيمة يومئذ بالإسكندرية، فأشخص، ثم أتى بهم إليه، فكان أول من نوظر حيوة بن شريح، فامتنع، فدعي له بالسيف والنطع، فلما رأى ذلك حيوة أخرج مفتاحا كان معه، فقال: هذا مفتاح بيتي، ولقد اشتقت إلى لقاء ربي، فلما رأوا عزمه تركوه، فقال لهم حيوة: لا تظهروا ما كان من إبائي لأصحابي فيفعلوا مثل ما فعلت، فنجا حيوة.
ثم دعي بأبي خزيمة فعرض عليه القضاء
_________
(1) ابن عبد الحكم: "ثبت عليه شاهدًا واحدًا".
(2) ابن عبد الحكم: "الثاني"، وقال: "بطن من حمير".
(3) ح، ط: "الغساني"، وصوابه من الأصل وابن عبد الحكم.
(2/139)
_________
فامتنع، فدعي له بالسيف والنطع فضعف قلبه (1)، ولم يحتمل ذلك، فأجاب إلى القبول فاستقضى (2).وكان أبو خزيمة يعمل الأرسان ويبيعها قبل أن يلي القضاء، فمر به رجل من أهل الإسكندرية، وهو في مجلس الحكم، فقال: لأختبرن أبا خزيمة، فوقف عليه فقال له: يا أبا خزيمة، احتجت إلى رسن لفرسي، فقام أبو خزيمة إلى منزله، فأخرج رسنًا فباعه منه، ثم جلس.
وكان أبو خرشة المرادي صديقاً لأبي خزيمة، فمر به يوما، فسلم عليه، فلم ير منه ما كان يعرف، وكان "أبو خرشة" (3) قد خوصم إليه في جدار، فاشتد ذلك على أبي خرشة، "فشكاه إلى بعض قرابته، فسأل أبا خزيمة، فقال" (4): ما كان ذلك إلا أن خصمك خفت أن يرى سلامي عليك، فيكسره ذلك عن بعض حجته، فقال أبو خرشة: فإني أشهدك أن الجدار له.
ثم استعفى أبو خزيمة فأعفي.
وولي مكانه عبد الله بن بلال الحضرمي، ويقال: إنما هو غوث الذي كان استخلفه حين شخص غوث إلى أمير المؤمنين أبي جعفر، وذلك في سنة أربع وأربعين (5).
ثم قدم غوث، فاقره خليفة له يحكم بين الناس حتى مات عبد الله بن بلال.
قال يحيى بن بكير: لم يزل أبو خزيمة على القضاء، حتى قدم غوث من الصائفة فعزل أبو خزيمة، ورد غوث "على القضاء" (6).
ثم إن غوثا شخص إلى العراق، فأعيد أبو خزيمة إلى القضاء، فلم يزل حتى توفي سنة أربع وخمسين.
وكان ابن حديج إذ ذاك بالعراق، قال: فدخلت على
_________
(1) ابن عبد الحكم: "قلب الشيخ".
(2) بعدها في ابن عبد الحكم: "وأجرى عليه في كل شهر عشرة دنانير، وكان لا يأخذ ليوم الجمعة رزقا، ويقول: "إنما أنا أجير المسلمين، فإذا لم أعمل لهم آخذ متاعهم.
فكان يقال لحيوة بن شريح: ولي أبو خزيمة القضاء، فيقول حيوة: أبو خزيمة خير مني، اختبر ففتح".
(3) من ابن عبد الحكم.
(4) ابن عبد الحكم: "فشكا ذلك إلى بعض قرابته، فقال له: إن اليوم يوم الخميس -أو قال: الاثنين- وهو صائم، فإذا صلى المغرب ودخل، فاستأذن عليه، ففعل أبو خرشة، قال: فدخلت عليه وبين يديه ثريد عدس، فسلمت عليه، فرد علي كما كان يعرف، وقال: ما جاء بك؟ فأخبره أبو خرشة فقال ... .".
(5) بعدها في ابن عبد الحكم: "وكان يجلس للناس في المجلس الأبيض".
(6) من ابن عبد الحكم.
(2/140)
_________
أمير المؤمنين أبي جعفر، فقال لي: يا بن حديج، لقد توفي ببلدك رجل أصيبت به العامة! قلت: يا أمير المؤمنين، ذاك إذا أبو خزيمة، قال: نعم (1).
ثم ولي مكانه ابن لهيعة، وأجرى عليه في كل شهر ثلاثين دينارا؛ وهو أول قاض بمصر أجري عليه ذلك، وأول قاض استقضاه بها خليفة، وإنما كان ولاة البلد هم الذين يولون القضاة، فلم يزل قاضيًا حتى صرف سنة أربع وستين.
وولي إسماعيل بن اليسع (2) الكوفي، وعزل سنة سبع وستين.
وكان محمودا عند أهل البلد، إلا أنه كان يذهب إلى قول أبي حنيفة، ولم يكن أهل البلد يومئذ يعرفونه.
قال ابن عبد الحكم: حدثنا أبي "عبد الله" قال: كتب فيه الليث بن سعد إلى أمير المؤمنين: يا أمير المؤمنين: إنك وليتنا رجلا يكيد سنة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بين أظهرنا، مع أنا ما علمنا في الدينار والدرهم إلا خيرا، فكتب بعزله.
ورد غوث بن سليمان على القضاء، فأقام حتى توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين.
حدثنا أبو رجاء حماد بن مسور، قال: قدمت امرأة من الريف، فرأت غوثا رائحًا إلى المسجد، فشكت إليه أمرها، فنزل عن دابته، وكتب لها بحاجتها، ثم ركب إلى المسجد فانصرفت المرأة وهي تقول: أصابت والله أمك حتى سمتك غوثا، أنت غوث عند اسمك (3).
وقيل: إنه أول قاض ركب للهلال مع الشهود.
وقيل: بل ابن لهيعة.
فلما مات غوث ولي المفضل بن فضالة بن عبيد القتباني، ثم عزل سنة تسع وستين،
_________
(1) بعدها في ابن عبد الحكم: "فمن ترى أن نولي القضاء بعده؟ قلت: أبو معدان اليحصبي، قال: ذاك رجل أصم، ولا يصلح للقاضي أن يكون أصما، قال: قلت: فابن لهيعة يا أمير المؤمنين، قال: ابن لهيعة على ضعف فيه، فأمر بتوليه ... .".
(2) في الأصول: "سميع"، وصوابه من ابن عبد الحكم.
(3) ابن عبد الحكم 244، والخبر هناك: "قدمت امرأة من الريف، وغوث قاض في محقة، فوافت غوث بن سليمان عند السراجين رائحًا إلى المسجد، فشكت إليه أمرها، وأخبرته بحاجتها، فنزل عن دابته في حوانيت السراجين، ولم يبلغ المسجد، وكتب لها بحاجتها، وركب إلى المسجد، فانصرفت المرأة وهي تقول: أصابت أمك ... .".
(2/141)
_________
وهو أول القضاة بمصر طول الكتب، وكان أحد فضلاء الناس وخيارهم.
ثم ولي أبو طاهر الأعرج عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن حزم الأنصاري، وكان محمودا في ولايته (1)، ثم استعفي فأعفي في سنة أربع وسبعين.
قالوا: فأشر علينا برجل، فأشار بالمفضل بن فضالة، فولي المفضل، فأقام إلى صفر سنة سبع وسبعين وعزل.
وولي محمد بن مسروق الكندي من أهل الكوفة، ولم يكن بالمحمود في ولايته، وكان فيه عتو وتجبر، فلم يزل إلى سنة أربع وثمانين، فخرج إلى العراق.
واستخلف إسحاق بن الفرات التجيبي، فعزل في صفر سنة خمس وثمانين (2).
وولي عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب؛ وهو أول من دون أسماء الشهود، فأقام إلى عزل في جمادى الأولى سنة أربع وتسعين (3).
وولي هاشم بن أبي بكر البكري من ولد أبي بكر الصديق، وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، فأقام حتى توفي في أول يوم من المحرم سنة ست وتسعين.
ثم ولي إبراهيم بن البكاء؛ ولاه جابر بن الأشعث، وجابر يومئذ والي البلد، فأقام إلى أن صرف جابر سنة ست وتسعين، وولي مكانه عباد بن محمد، فعزل ابن البكاء.
ولي لهيعة بن عيسى الحضرمي، فأقام حتى قدم المطلب بن عبد الله بن مالك سنة ثمان وتسعين فعزل لهيعة.
_________
(1) وذكر ابن عبد الحكم قال: "كتب إليه صاحب البريد؛ إنك تبطئ بالجلوس للناس، فكتب إليه أبو الطاهر: إن كان أمير المؤمنين أمرك بشيء، وإلا فإن في أكفك وبراذعك ودبر دوابك ما يشغلك عن أمر العامة".
(2) ابن عبد الحكم: "فلم يزل على القضاء إلى صفر سنة خمس وثمانين ومائة فعزل".
(3) في ابن عبد الحكم: "وقد كان قوم تظلموا منه، ورفعوا فيه إلى أمير المؤمنين هارون، فقال: انظروا في الديوان: كم لي من وال من آل عمر بن الخطاب؟ فنظروا فلم يجدوا غيره فقال: والله لا أعزله أبدًا".
(2/142)
_________
وولي الفضل بن غانم، وكان قدم مع المطلب من العراق فأقام نحو سنة، ثم غضب عليه المطلب فعزله.
وولي لهيعة بن عيسى، فأقام حتى توفي في ذي القعدة سنة أربع ومائتين.
فولي السري بن الحكم بعد مشاورة أهل البلد إبراهيم بن إسحاق القارئ حليف بني زهرة، وجمع له القضاء والقصص؛ وكان رجل صدق، ثم استعفي لشيء أنكره فأعفي.
وولي مكانه إبراهيم بن الجراح؛ وكان يذهب إلى قول أبي حنيفة، ولم يكن بالمذموم في ولايته، حتى قدم عليه ابنه من العراق، فتغيرت حالته، وفسدت أحكامه؛ فلم يزل "قاضيا" (1) إلى سنة اثنتي عشرة ومائتين، فدخل عليه عبد الله بن الطاهر البلد فعزله.
وولي عيسى بن المنكدر بن محمد بن المنكدر، وخرج إبراهيم بن الجراح إلى العراق ومات هناك.
وأجرى (2) عبد الله بن طاهر على عيسى بن المنكدر أربعة آلاف درهم في الشهر؛ وهو أول قاض أجري عليه ذلك، وأجازه بألف دينار، فلما قدم المعتصم مصر في سنة أربع عشرة ومائتين كلمه فيه بن أبي دؤاد، فأمره فوقف عن الحكم، ثم أشخص بعد ذلك إلى العراق، فمات هناك.
وبقيت مصر بلا قاض حتى قدم المأمون الخليفة مصر في محرم سنة سبع عشرة، وولي القضاء يحيى بن أكثم فحكم بها ثلاثة أيام، وخرج المأمون إلى سخا، وأصلح أحوالها وتوجه إلى الإسكندرية وعاد إلى مصر، وخرج عنها في الخامس من صفر (3).
_________
(1) من ابن عبد الحكم.
(2) ح، ط: "فأحرز" وما أثبته من الأصل وابن عبد الحكم.
(3) ابن عبد الحكم: "وبقيت مصر بلا قاض حتى ولي المأمون هارون بن عبد الله الزهري القضاء، فقدم البلد لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة سبع عشرة ومائتين، وكان محمودًا عفيفًا محببا في أهل البلد فلم يزل قاضيا إلى شهر ربيع الأول من سنة ست وعشرين ومائتين، فكتب إليه أن يمسك عن الحكم، وقد كان ثقل مكانه على ابن أبي دؤاد".
(2/143)
_________
وجعل القضاء بمصر إلى هارون بن عبد الله الزهري المالكي، قلده ذلك وهو بالشام، فقدم في رمضان سنة ربيع تسع عشرة ومائتين، وكان محمودًا عفيفًا محببًا في أهل البلد، فأقام إلى ربيع الأول سنة ست وعشرين، فكتب إليه أن يمسك عن الحكم، وقد كان ثقل مكانه على ابن أبي دؤاد.
وقدم أبو الوزير واليًا على خراج مصر، وقدم معه بكتاب ولاية محمد بن أبي الليث الأصم "على القضاء" (1)، فلم يزل قاضيًا إلى شعبان سنة خمس وثلاثين ومائتين، فعزل وحبس.
وبقيت مصر بلا قاض حتى ولي الحارث بن مسكين في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين (2)، ثم صرف في ربيع الآخر سنة خمس وأربعين.
وولي دحيم بن اليتيم عبد الرحمن بن إبراهيم بن اليتيم الدمشقي جاءته ولايته بالرملة، فتوفي قبل أن يصل إلى مصر في العام (3) المذكور.
ولي بعده بكار بن قتيبة [أبو بكرة الثقفي] (4) من أهل البصرة من ولد أبي بكرة صاحب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودخل البلد في جمادى الآخرة فأقام قاضيًا، [وأحمد بن طولون يصله في كل سنة بألف دينار.
ثم إن ابن طولون بلغه أن الموفق خرج عن طاعة أخيه المعتمد، وكان المعتمد ولي عهد أخيه، فأراد ابن طولون خلع الموفق من ولاية العهد، فوافقه فقهاء مصر، وخالف القاضي بكار فحبسه أحمد بن طولون، وذلك في سنة سبع وخمسين ومائتين، ورتب في الحكم عوضا عنه، وهو كالخليفة عنه محمد بن شاذان الجوهري، ومات بكار ذي الحجة سنة خمس وسبعين ومائتين]. (4)
_________
(1) من ابن عبد الحكم.
(2) ابن عبد الحكم: "جاءته ولاية القضاء وهو بالإسكندرية".
(3) ابن عبد الحكم: "وكانت وفاته سنة خمس وأربعين ومائتين".
(4) ساقط من المطبوع التي رجعت إليها من كتاب فتوح مصر.
(2/144)
_________



ذكر قضاة مصر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

ذكر قضاة مصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قضاة مصر   ذكر قضاة مصر Emptyالأحد 03 ديسمبر 2023, 10:48 pm


وأقامت مصر بعد بكار بلا قاض، حتى ولي خمارويه بن أحمد بن طولون أبا عبد الله محمد بن عبدة بن حرب القضاء سنة سبع وسبعين ومائتين، فأقام إلى سنة ثلاث وثمانين، فألزم منزله في جمادى الآخرة.
"وبقيت مصر بلا قاض حتى ولي أبو زرعة محمد بن عثمان الدمشقي، فأقام ثماني سنين، وعزل في صفر سنة اثنتين وتسعين.
وأعيد ابن عبدة، ثم صرف في رجب من السنة.
وولي أبو مالك بن أبي الحسن الصغير.
ثم ولي بعده أبو عبيدة علي بن الحسين بن حرب المعروف بابن حربويه، في شعبان سنة ثلاث وتسعين، ثم عزل في سنة إحدى وثلاثمائة.
قال ابن يونس في تاريخ مصر: كان أبو عبيد بن حربوية شيئًا عجبا، ما رأينا قبله ولا بعده مثله.
وكان آخر قاض يركب إليه أمراء مصر، وكان لا يقوم للأمير إذا أتاه، ثم أرسل موقعه الإمام أبا بكر بن الحداد إلى بغداد سنة إحدى وثلاثمائة في طلب إعفائه من القضاء فأعفي" (1). انتهى.
هذا ما ذكره ابن عبد الحكم (2).
وولي مكانه أبو الذكر محمد بن يحيى (3) الأسواني خلافة لأبي يحيى عبد الله بن إبراهيم بن مكرم، إلى أن صرف في صفر سنة اثنتين وثلاثمائة.
وولي أبو علي عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد بن معتمر الدوسي، وصرف في ربيع الآخر سنة أربع عشرة (4).
وولي أبو عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد، وصرف في ذي الحجة سنة ست عشرة.
_________
(1) ساقط من النسخة المطبوعة لابن عبد الحكم.
(2) أخبار القضاة في ابن عبد الحكم من ص226-247.
(3) انظر الولاة والقضاة للكندي 481.
(4) في الولاة والقضاة، أن الذي تولى بعد أبي الذكر هو إبراهيم بن محمد الكريزي، ثم هارون بن إبراهيم بن حماد، ثم أحمد بن إبراهيم بن حماد.
(2/145)
_________
وولي أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان الربعي الدمشقي، وصرف في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة.
وأعيد أبو عثمان بن حماد، وصرف في ربيع الآخر سنة عشرين.
وأعيد الربعي، وصرف في صفر سنة إحدى وعشرين.
وولي أبو هاشم إسماعيل بن عبد الواحد الربعي المقدسي الشافعي، وصرف في ربيع الآخر من السنة (1).
وولي أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وصرف في رمضان سنة اثنتين وعشرين (2).
وولي أبو عبد الله محمد بن موسى بن إسحاق السرخسي (3).
ثم ولي أبو بكر بن الحداد الإمام المشهور صاحب المولدات، بأمر أمير مصر في ربيع الأول سنة أربع وعشرين، فباشر مدة لطيفة (4).
ثم ولي محمد بن بدر مولى أبي خيثمة خلافة لمحمد بن الحسن بن أبي الشوارب إلى أن مات سنة خمس وثلاثين.
وولي أبو محمد عبد الله بن أحمد بن شعيب بن الفضل بن مالك بن دينار، يعرف بابن أخت وليد، وصرف سنة ثلاث وثلاثين.
_________
(1) في الولاة والقضاة أن الذي تولى بعد أحمد بن إبراهيم بن حماد، عبد الله بن أحمد بن زبر، ثم أعيد أحمد بن إبراهيم بن حماد، ثم أعيد عبد الله بن أحمد بن زبر، ثم تولى إسماعيل بن عبد الواحد المقدسي، ثم أحمد بن عبد الله بن قتيبة.
(2) في الولاة والقضاة أن الذي تولى بعد ابن قتيبة هو أحمد بن إبراهيم بن حماد، الثالثة.
(3) في الولاة والقضاة أن الذي تولى بعد السرخسي، هو محمد بن بدر الصيرفي، ثم عبد الله بن أحمد بن زبر الثالثة، ثم محمد بن أحمد بن الحداد.
(4) في الولاة والقضاة، أن الذي تولى بعده الحسين بن زرعة، ثم محمد بن بدر الصيرفي الثالثة، ثم عبد الله بن زبر الرابعة، ثم عبد الله بن أحمد بن شعيب، ثم محمد بن بدر الصيرفي الثالثة، ثم أبو الذكر محمد بن يحيى الثانية، ثم الحسن بن عبد الرحمن بالجوهري، ثم أحمد بن عبد الله الكشي، ثم عبد الله بن شعيب الثانية، ثم الحسن بن عبد الرحمن الجوهري الثالثة، ثم محمد بن أحمد الحداد الثانية، ثم عبد الله بن أحمد بن شعيب الثالثة، ثم عمر بن الحسن الهاشمي، ثم عبد الله بن محمد بن الخصيب، ثم محمد بن عبد الله بن محمد بن الخصيب، ثم أبو طاهر الذهلي".
(2/146)
_________
وأعيد ابن الحداد وولي بعده عبد العزيز بن الحسن بن عبد العزيز العباسي الهاشمي خليفة لأخيه، ثم صرف في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وولي أبو بكر عبد الله بن محمد الخصيبي الشافعي سنة خمس وأربعين؛ فأقام إلى أن مات في المحرم سنة ثمان وأربعين.
وولي بعده ابنه محمد، فأقام شهرا واحدا، ثم اعتل ومات في سادس ربيع الأول من عامه.
فولى كافور بعده أباه الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي الدهلي المالكي، فأقام ست عشرة سنة -وقبيل ثماني عشرة سنة- إلى أن قامت الدولة العبيدية بالقاهرة، وقدم المعز ومعه قاضيه أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور القيرواني، فاجتمع أبو الطاهر بالمعز، فأعجب به، وأقره على ولايته.
وأقام النعمان بمصر لا ينظر في شيء، ثم إن أبا الطاهر استعفي قبل موته بيسير فأعفي؛ وذلك في صفر سنة ست وستين.
وولي بعده أبو الحسن علي بن النعمان، وكان شيعيًّا غاليًا، وشاعرًا مجيدًا، فأقام إلى أن مات في رجب سنة أربع وسبعين؛ وهو أول من نعت قاضي القضاة في مصر؛ ولم يكن يدعى بذلك إلا ببغداد.
وولي بعده أخوه أبو عبد الله محمد، وكان شيعيًّا أيضا، قال ابن زولاق: ولم نشاهد بمصر لقاض من الرياسة ما شاهدناه له، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق، ووافق ذلك استحقاقًا؛ لما فيه من العلم والصيانة والهيئة وإقامة الحق، وقد ارتفعت رتبته؛ لأن العزيز أجلسه معه يوم العيد على المنبر، وزادت عظمته في دولة الحاكم، إلى أن مات في صفر سنة تسع وثمانين.
وولي القضاء بعده ابن أخيه الحسين بن علي بن النعمان، ثم صرف سنة أربع وتسعين.
(2/147)
_________
وولي أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن النعمان، ثم صرف في رجب سنة ثمان وتسعين.
وولي بعده مالك بن سعد الفارقي، ثم صرف في ربيع الآخر سنة خمس وأربعين.
وولي أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي العوام، إلى أن مات في ربيع الأول سنة ثماني عشرة وأربعمائة (1).
وولي أبو محمد قاسم بن عبد العزيز بن النعمان، ثم صرف في رجب سنة تسع عشرة وأربعمائة.
وولي أبو الفتح عبد الحاكم بن سعيد الفارقي، ثم صرف في ذي القعدة سنة تسع وعشرين (2).
وأعيد أبو محمد القاسم بن عبد العزيز بن النعمان، ولقب بقاضي القضاة وداعي الدعاة، وثقة الدولة، وأمير الأمراء، وشرف الحكام؛ واستخلف عنه القاضي يحيى الشهاب فأقام ثلاث عشرة سنة، ثم عزل في المحرم سنة إحدى وأربعين.
وأعيد قاسم ثم صرف من عامه، وولي مكانه أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الرحمن البازوري، ثم أضيف إليه الوزارة أيضًا، وهو أول من جمع بينهما، ثم صرف عنهما في المحرم سنة خمس وأربعين.
وولي القضاء أبو علي أحمد بن قاضي القضاة عبد الحاكم بن سعيد الفارقي، ثم صرف في ذي القعدة من السنة.
ولي أبو القاسم عبد الحكم بن وهب بن عبد الرحمن المليجي، ثم صرف في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين.
_________
(1) في الولاة والقضاة: "فكان بين ولايته وموته اثنتا عشرة سنة، وستة أشهر وخمسة وعشرون يومًا".
(2) انظر الولاة والقضاة ص497، وص604.
(2/148)
_________
وولي أبو عبد الله أحمد بن محمد أبو زكريا بن عمر بن أبي العوام، إلى أن مات في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين.
وأعيد أبو علي أحمد بن عبد الحاكم بن سعيد، ثم صرف في رجب.
وأعيد أبو القاسم عبد الحاكم بن وهب ثم صرف في رمضان.
وولي أبو محمد عبد الكريم بن عبد الحاكم بن سعيد، ثم صرف في صفر سنة أربع وأربعين.
وأعيد أبو القاسم عبد الحاكم بن وهب بن عبد الرحمن، ثم صرف في المحرم سنة أربع وأربعين.
وأعيد أبو علي أحمد بن عبد الحاكم مضافًا للوزارة، ثم صرف في صفر.
وأعيد أبو القاسم عبد الحاكم بن وهب، ثم صرف في شعبان.
وولي أبو محمد الحسن بن مجلي بن أسد بن أبي كدينة مضافًا للوزارة، ثم صرف في ذي الحجة.
وولي جلال الملك أحمد بن عبد الكريم بن عبد الحاكم بن سعيد مضافًا للوزارة، ثم صرف في المحرم سنة ست وأربعين.
وأعيد الحسن بن مجلي بن أبي كدينة، ثم صرف في ربيع الآخر.
وأعيد أبو القاسم عبد الحاكم بن وهب، ثم صرف في رمضان.
وأعيد ابن أبي كدينة ثم صرف في ذي الحجة.
وأعيد ابن عبد الحاكم، ثم صرف في نصف المحرم سنة سبع وأربعين.
وأعيد ابن أبي كدينة، ثم صرف في السادس والعشرين منه.
وأعيد جلال الملك أحمد بن عبد الكريم، ثم صرف في جمادى.
(2/149)
_________
وأعيد أبن أبي كدينة، ثم صرف في نصف رجب.
وأعيد عبد الحاكم بن وهب، ثم صرف.
وأعيد ابن أبي كدينة، ثم صرف في صفر سنة ثمان وأربعين.
وأعيد جلال الملك، ثم صرف.
وأعيد ابن أبي كدينة، ثم صرف في المحرم سنة تسع وأربعين.
وولي عبد الحكم المليجي، ثم صرف في سابع جمادى الآخرة.
وأعيد ابن أبي كدينة، ثم صرف في ذي القعدة.
وأعيد جلال الملك، ثم صرف في صفر سنة خمس وستين.
وأعيد المليجي ثم صرف في ربيع الأول.
وأعيد ابن أبي كدينة، ثم صرف في جمادى الأولى.
وأعيد جلال الملك، ثم صرف في رمضان.
وأعيد المليجي، ثم صرف في ذي الحجة.
وأعيد ابن أبي كدينة، ثم صرف في صفر سنة إحدى وستين.
وأعيد المليجي، ثم صرف بعد يوم.
وولي خطير الملك بن قاضي القضاة الوزير البازوري، ثم صرف في شوال.
وأعيد ابن أبي كدينة، قم صرف في ذي القعدة.
وأعيد المليجي، ثم صرف.
وأعيد ابن أبي كدينة في ربيع الأول سنة أربع وستين، ثم صرف سنة ست وستين.
وولي أبو يعلى حمزة بن الحسين بن أحمد العراقي إلى أن مات سنة اثنتين وسبعين.
(2/150)
_________
وولي أبو الفضل طاهر بن علي القضاعي.
ثم ولي بعدن جلال الدولة أبو القاسم علي بن أحمد بن عمار، ثم صرف.
ولي سنة خمس وسبعين أبو الفضل هبة الله بن الحسين بن عبد الرحمن بن نباتة.
ثم ولي أبو الحسن علي بن يوسف بن الكمال، ثم صرف.
وولي سنة سبع وثمانين فخر الحكام أبو الفضل محمد بن الحاكم المليجي.
ثم ولي الحسن بن علي بن أحمد المكرمي، ثم صرف بعد شهر.
وولي أبو الطاهر محمد بن رجاء إلى أن مات سنة ثلاث وتسعين.
وولي أبو الفرج محمد بن جوهر بن ذكاء النابلسي، ثم صرف في ربيع الأول سنة أربع وتسعين، لكونه أحدث في مجلس الحكم.
وولي حسين بن يوسف بن أحمد الرصافي، ثم صرف.
وولي أبو النجم بدر بن بدر الحراني.
ثم ولي أبو الفضل نعمة بن بشير النابلسي المعروف بالجليس، ثم استعفي فأعفي سنة أربع وأربعين.
وولي الرشيد أبو عبد الله محمد بن قاسم بن زيد الصقلي إلى أن مات، فأعيد الجليس إلى أن مات.
وولي ثقة الملك أبو الفتح مسلم بن علي الرسعني سنة ثلاث وأربعين.
قال ابن ميسر في تاريخ مصر: لما ولي الحكم رفع إلى الأفضل: إني قد اعتبرت ما في مودع الحكم من مال المواريث -وكان يقارب مائة ألف دينار- ورفعها إلى بيت المال أولى من تركها في المودع، وإن لها سنين طويلة لم يطلب شيء منها.
فوقع على رقعته: إنما قلدناك الحكم ولا أرى لنا فيما لا نستحقه، فاتركه على حاله لمستحقه، ولا تراجع فيه.
ثم اتفق أنه صلى
(2/151)
_________
إماما في مجلس صلاة الصبح، وخلفه الوزير المأمون، فقرأ سورة الشمس وضحاها.
فأرتج عليه، وقرأ "ناقة الله وسقناها" بالنون، فعزل عن القضاء سنة ست وأربعين.
وولي أبو الحجاج بن أيوب المغربي إلى أن مات سنة إحدى وعشرين.
وولي أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن الميسر القيرواني، ولقب القاضي الأمير سناه الملك شرف الأحكام قاضي القضاة عمدة أمير المؤمنين، قال في تاريخ مصر: وهو الذي أخرج الفستق الملبس بالحلوى، ثم صرف في ربيع الأول سنة ست وعشرين..
وولي أبو الفخر صالح بن عبد الله بن رجاء، ثم صرف في جمادى الآخرة.
وولي سراج الدين نجم بن جعفر إلى أن قتل في شوال سنة ثمان وعشرين.
وأعيد ابن الميسر، ثم صرف في المحرم سنة إحدى وثلاثين.
وولي الأعز أبو المكارم أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عقيل إلى أن مات في شعبان سنة ثلاث وثلاثين، وأقام الحكم "بعده شاغرا" (1) ثلاثة أشهر.
ثم اختير أبو العباس أحمد بن الحطيئة، فاشترط ألا يحكم بمذهب الدولة، فلم يمكن من ذلك.
وولي فخر الأمناء هبة الله بن حسين الأنصاري؛ يعرف بابن الأزرق في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين، ثم صرف في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين.
وولي أبو الطاهر إسماعيل بن سلامة الأنصاري (2)، ثم صرف في المحرم سنة ثلاث وأربعين.
وولي أبو الفضل يونس بن محمد بن حسن المقدسي، ثم صرف سنة سبع وأربعين.
وولي عبد المحسن بن محمد بن مكرم، ثم صرف.
_________
(1) من رفع الإصر.
(2) بعدها في رفع الإصر: "الجلجلوتي".
(2/152)
_________
ثم ولي أبو المنجم بدر بن غالي (1).
ثم ولي أبو المعالي مجلي بن جميع الشافعي صاحب الذخائر، فأقام إلى سنة تسع وأربعين، ثم صرف.
وأعيد أبو [[الفضل]] يونس ثم صرف.
وولي المفضل أبو القاسم جلال الدين هبة الله بن عبد الله بن كامل بن عبد الكريم الصوري، في شعبان سنة سبع وأربعين، ثم صرف في المحرم سنة ثمان وأربعين.
وأعيد أبو [[الفضل]] يونس، ثم صرف في ذي الحجة من السنة.
وأعيد ابن كامل، ثم صرف في ربيع الأول سنة تسع وأربعين.
وولي الأعز أبو محمد الحسن بن علي بن سلامة المصري ثم صرف (2).
وولي أبو الفتح عبد الجبار بن إسماعيل بن عبد القوي، ثم صرف (3).
وأعيد ابن كامل في ذي الحجة سنة أربع وستين، فلما استولى الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب على القاهرة، وزيرًا عن العاضد، أزال دولة الرفض والشيعة، وصرف ابن كامل.
وولي صدر الدين عبد الملك بن درياس الكردي الشافعي قضاء القضاة بالقاهرة، وذلك في سنة ست وستين وأربعمائة، فأقام إلى أن صرف بعد وفاة صلاح الدين في ربيع الأول في سنة تسعين في أيام العزيز.
وولي في سنة خمس وتسعين وأربعمائة محيي الدين محمد أبو حامد بن الشيخ شرف الدين عبد الله بن هبة الله بن أبي عصرون؛ ثم صرف في سنة إحدى وتسعين.
وولي زين الدين علي بن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي، ثم عزل في جمادى الأولى من السنة.
_________
(1) في رفع الإصر 1: 137، "بدر بن بدر بن عالي"، وفي صفحة 138، "بدر بن عبد الله بن عالي".
(2) رفع الإصر 1: 189، "الحسن بن علي بن سلامة أبو محمد المعروف بابن العدريس".
(3) رفع الإصر: "عبد الجبار بن إسماعيل بن جعفر بن عبد القوي بن الجليس".
(2/153)
_________
وأعيد ابن أبي عصرون، ثم عزل في محرم سنة اثنتين وتسعين.
وأعيد ابن بندار، ثم صرف في محرم سنة أربع وتسعين.
وأعيد صدر الدين، ثم صرف في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين.
وأعيد زين الدين بن بندار؛ وذلك لما انتزع الملك الأفضل علي بن السلطان صلاح الدين بن أيوب مملكة مصر من ابن أخيه المنصور محمد العزيز عثمان؛ وكتب له الصاحب ضياء الدين نصر الله بن الأثير الجزري تقليدا، هذا صورته:
{أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (1).
من السنة أن تفتح صدور التقليدات بدعاء يعم بفضله، ويكون وزانًا للنعمة الشاملة من قبله، وخير الأدعية ما أجرم الله على لسان نبي من أنبيائه أو رسول من رسله، وكذلك جعلنا من هذا التقليد الذي أمضى الله قلمنا في كتابه، وصرف أمرنا في اختيار أربابه، ثم صلينا على رسوله محمد الصادع بخطابه، الساطع بشهابه، الذي جعلت الملائكة من أحزابه، وضرب له المثل بقلب قوسين في اقترابه؛ وعلى آله وصحبه الذين منهم من خلفه في محرابه، ومنهم من كملت به عدة الأربعين من أصحابه، ومنهم من جعل أثواب الحياء من أثوابه، ومنهم من بشر أنه من أحباب الله وأحبائه، أما بعد:
فإن منصب القضاء في المناصب بمنزلة المصباح الذي به يستضاء، أو بمنزلة العين التي عليها تعتمد الأعضاء؛ وهو خير ما رقمت به الدول مسطور كتابها، وأجزلت به مذخور ثوابها، وجعلته بعد الأعقاب كلمة باقية في أعقابها.
وقد جعله الله ثاني النبوة حكما، ووارثها علما؛ والقائم بتنفيذ شرعها ما دام الإسلام يسمى، لا يستصلح له إلا الواحد الذي يعد محفلا، وإذا جاءت الدنيا بأسرها خفت على أنمله، وقد أجلنا النظر
_________
(1) سورة النمل: 19.
(2/154)
_________



ذكر قضاة مصر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

ذكر قضاة مصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قضاة مصر   ذكر قضاة مصر Emptyالأحد 03 ديسمبر 2023, 10:49 pm


مجتهدين، وعولنا على توفيق الله معتضدين، وقدمنا قبل ذلك صلاة الاستخارة وهي سنة متبوعة، وبركة في الأعمال موضوعة؛ لا جرم أنا أرشدنا في أثرها إلى من صرح الرشد فيه بآثاره، وقال الناس هذا هو الذي جاء على فترة من وجود انتظاره (1) ؛ وهو أنت أيها القاضي فلان، مهد الله لجنبك، وجعل التوفيق من صحبك، وأنزل الحكمة على يدك ولسانك وقلبك؛ وقد قلدناك هذا المنصب بمدينة مصر وأعمالها، وهي مصر من الأمصار تجمع وجوهًا وأعيانًا، وقد رسم بأنه كرسي مملكته عزًّا وتبيانًا، وعظمت سلطانا، ولما قلدناك هو علمنا أنه سيعود وهو بك غض طري، وإن ولايته نيطت منك بكفء فهي بك حرية وأنت بها حري، ممن طلبها ومن الناس فإنها لم تكن عندك مطلوبة، ومن انتسب في وجاهته إليها فليست وجاهتك إليها منسوبة، وما أردت بها شيئا سوى تحمل الأثقال، وبيع الراحة بالتعب في الأشغال؛ وتعريض النفس لمضاضة الضيم والحيف، والوقوف على الصراط الذي هو أدق من الشعرة وأحد من السيف؛ ولكنك في خلال ذلك تشتري الجنة بساعة من ساعاتك، وإذا رعيت مقام ربك فقد أرصدته لمارعاتك؛ وليس في الأعمال الصالحة أقوم من إحياء حق وضع في لحده، أورد حق مطلت الأيام برده.
فاستخر الله تعالى، وتول ما وليناك بعزيمة؛ لأنك بها شامة، ولا تأخذها في الله ملامة.
وهذا زمان قد تلاشت فيه العلوم، وعفت رسوم الشريعة حتى صارت كالرسوم، ومشت الأمة المطيطى (2) وخلفها ابنا فارس والروم؛ وإذا نظر إلى دين الله وجد وقد خلط أمره خلطا، وتخطى رقاب الناس من هو جدير بأن يتخطى، وآذنت الساعة بالاقتراب حتى كاد أن يستوي ما بين السبابة والوسطى؛ والمتصدي لحفظه يعد ثقله بثقلين، وفضله بفضلين، ويؤتيه الله من رحمته كفلين، وحق له أن يتقدم على السلف الصالح الذي
_________
(1) ح: "أنظاره".
(2) المطيطى: مشية التبختر.
(2/155)
_________
كان كثيرًا رشده، حسنا هديه وقصده، وكان قريبًا برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فان أولئك لم يؤتوا من جهالة، ولا حرموا من مقالة، ولا حدث في زمانهم بدعة وكل بدعة ضلالة، ونحن نرجو أن يكون ذلك الرجل الذي وزن بالناس فرجح وزنه، وسبق القرون الأولى وإن تأخر قرنه.
ولقد ألبسنا الله بك لباسًا يبقى جديدًا، ويسرنا للعمل الذي يكون محضرًا، لا للعمل الذي نود لو أن بيننا وبينه أمدا بعيدا.
وإياك ثم إياك أن تقف معنا موقف الاعتذار، وما نخشى عليك إلا الشيطان الناقل للطباع في تقليب الأطوار، ولطالما أقام عابدًا من مصلاه، وغره بامتساك حبله ودلاه، ولمكانتك عندنا أضربنا عن وصيتك صفحًا، وتوسمنا أن صدرك قد شرحه الله فلم نزده شرحًا؛ والذي تضمنه تقليد غيرك من الوصايا لم يسفر إلا عن نقاب خطأ الأقلام، وقصر أقوالها عن المماثلة من مراتب أولي التعليم وبين العلماء الأعلام، ولا يفتقر إلى ذلك إلا من ثقل منصب القضاء على كاهله، وقضى جهله بتحريمه عليه، وفرق بين عالم أمرٍ وجاهله.
وأما أنت فإن علم القضاء بعض مناقبك، وهو من أوانسك لا من غرائبك؛ لكن عندنا أربع من الوصايا لا بد من الوقوف فيها على سنن التوقيف، وإبرازها إلى الأسماع في لباس التحذير والتخويف: فالأولى منهن، وهي المهم الذي زاغت عنه الأبصار، وهلك من هلك فيه من الأبرار، ولربما سمعت هذا القول فظننته مما تجوز في مثله القائلون، وليس كذلك بل هو نبأ عظيم أنتم غافلون، وسنقصه عليك كما فوضناه إليك؛ وذلك هو التسوية في الحكم بين أقوالك وأفعالك، والأخذ من صديقك لعدوك ومن يمينك لشمالك.
وقد علمت أنه لم تخل دولة من الدول من قوم يعرفون بطيش الحلوم، ويغترون بقرب السلطان وهو ظل عليهم ولا يدوم، وإذا دعوا لمجلس الحكم حملهم البطر والأشر على الامتناع من مساواة الخصوم، ولا يفرق بين هؤلاء وبين
(2/156)
_________
ضعيف لا يرفع يدًا ولا طرفا، ونحن نبرأ من مخالفة الدرجات في حكم العزيز الحكيم، ولعن الله اليهود الذين نسخوا آية الرجم بما أحدثوه من التجبية والتحميم، وقد بسطنا يدك بسطا ليس له انقباض، ولا عليه اعتراض؛ وأنت القاضي الذي لا يكون اسمك منقوصًا فيقال فيه: إنك قاض.
وإذا استقللت بهذه الوصية، فانظر فيما يليها من أمر الوكلاء القائمين بمجلس الحكم الذين لا ترد أحدًا منهم إلا خليًّا لويًّا، أو خادعا خلويًّا، وإذا اعتبرت أحوالهم وجدوا عذابا على الناس مصبوبًا، ولا يتم لهم إلا في ستر القضايا ونعيمها، ولا ينحون في شيء منها إلا نحو إمالتها وترخيمها؛ فأرح الناس من هذه الطائفة المعروفة بنصب الحبالة، التي تأكل الرشاء وتخرجها في مخرج الجعالة، وطهر منها مجلسك الذي ليس بمجلس ظلم وزور، وإنما هو مجلس عدل وعدالة؛ ومن العدل أن يخلى بين الخصوم حتى يكافح بعضهم بعضا، والمهل في مثل هذا المقام لرعاية لرعي الرعاية لما يقضى؛ وغن كان أحدهم ألحن بحجته فكله إلى عالم الأسرار، وإذا حكمت له بشيء من حق أخيه فلا تبال أن تقطع له قطعة من النار.
وكذلك فانظر في الوصية المختصة بالشهداء؛ فإنهم قد تكاثرت أعدادهم وأهمل انتقادهم، وصار منصب الشهادة يسأله وسؤاله من الحرام لا من الحلال، وأصبح وهو يورث عن الآباء والأولاد والوراثة تكون في الأموال، والشاهد دليل يمشي القضاء على منهاجه، ويستقيم باستقامته ويعوج باعوجاجه؛ فانف كل من شانتك منه شائنة، أو رابتك منه رائبة، وعليك منهم بمن تخلق بخلق الحياء والورع، وأخذ بالقول الذي على مثلها فاشهد أو فدع.
وأما الوصية الرابعة فإنها مقصورة على كاتب الحكم الذي إليه الإيراد والإصدار، وهو المهيمن على النقض والإمرار؛ وينبغي أن يكون عارفا بالحلي والوسوم والحدود والرسوم، وان يكون فقيها في البيوع والمعاملات، والدعاوي والبينات؛ ومن أدنى
(2/157)
_________
صفاته أن يكون قلمه سائحًا، وخطه واضحا؛ وإذا استكمل ذلك فلا يستصلح حتى يكون العفاف شعاره، والأمانة عياره، والحفظ والعلم سوره وسواره، وهذا الرجل إن خلوت به فامض يده فيما يقول ويفعل، واستتم إليه استتامة الواثق الذي لا يخجل؛ والله يختار لنا فيما بيناه من المراشد، ويجعل أقوالنا ثمارا يانعة إذا كانت الأقوال من الحصائد.
وبعد أن بوأناك هذه المكانة، وحملناك هذه الأمانة، فقد رأينا أن نجمع لك من تنفيذ الأحكام وحفظ أصولها، وألا نخليك من النظر في دليلها ومدلولها؛ فإن الترك يوحش العلوم من معهود أماكنها، ويذهب بها من تحت أقفال خزائنها، ومنصب التدريس كمنصب القضاء أخ يشد (1) من عضده، ويكثر من عدده؛ فتول المدرسة الفلانية عالمًا أنك قد جمعت بين سيفين (2) في قراب، وسلكت بابين إلى تحصيل الثواب، وركبت أعز مكان وهو تنفيذ الحكم، وجالست خير جليس وهو الكتاب.
ونحن نوصيك بطلبة العلم وصيتين؛ إحداهما أعظم من الأخرى؛ وكلتاهما ينبغي أن تصرف إليهما من اهتمامك شطرا؛ فالأولى أن تتخولهم (3) في أوقات الاشتغال، وتكون لهم كالرائض الذي لا يبسط لهم بساط الراحة ولا يكلفهم مشقة الكلال.
والثانية أن تدر عليهم أرزاقهم إدرار (4) المسامح، وتنزلهم فيها على قدر الإفهام والقرائح؛ وعند ذلك لا تعدم منهم منبعا في كل حين، ويسرك في حالتيه من دنيا ودين؛ والله يتولاك فيما تنويه صالحة، ويوفقك للعمل بها لا لأن يكون في قلبك سانحة.
وقد فرضنا لك في بيت المال قسما طيبا مكسبه، هنيئا مأكله ومشربه؛ لا تعاقب غدا على كثيره، وإن حوسبت على فتيله ونقيره (5).
والمفروض في هذا المال ينبغي أن يكون على
_________
(1) ط: "يشهد" تحريف.
(2) ح، ط: "سبعين" تحريف.
(3) تتخولهم: تتعهدهم.
(4) ط: "إذرار" تحريف.
(5) فتيله وتقيره؛ أي على الصغير والكبير.
(2/158)
_________
قدر الكفاف لا على نسبة الأقدار، ورب متخوض فيما شان نفسه من مال الله، ومال رسوله ليس له في الآخرة إلا النار؛ والدنيا حلوة خضرة تلعب بذوي الألباب، وعلاقاتها بتجدد الأيام فلا تنتهي الآراب منها إلا إلى آراب (1).ومن أراد الله به خيرًا لم يسلك إليها، وإن سلك كان كمن استظل بظل شجرة ثم راح وتركها، ونحن نخلص الضراعة والمسألة (2) في السلامة من تبعاتها، وأن نوفق لرعي ولاية العدل والإحسان إذ جعلنا من رعاتها.
وهذا التقليد ينبغي أن يقرأ في المسجد الجامع بعد أن يجمع له الناس على اختلاف المراتب، ما بين الأباعد والأقارب، والعراقيب والذوائب، والأشائب وغير الأشائب؛ ولتكن قراءته (3) بلسان الخطيب وعلى منبره، وليقل: هذا يوم رسم بجميل صيته واعتضاض محضره؛ ثم بعد ذلك فأنت مأخوذ بتصفح مطلوبه على الأيام، وإثباته في قلبك بالعلم الذي لا يمحى سطره إذا محيت سطور الأقلام.
واعلم أنا غدا وإياك بين يدي الحكم العدل الذي تكف لديه الألسنة عن خطابها، وتستنطق الجوارح بالشهادة على أربابها، ولا ينجو منه حينئذ إلا من أتى بقلب سليم؛ وأشفق من قول نبيه: "لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم".
والله يأخذ بناصية كل منا إليه، ويخرجه من هذه الدنيا كفافًا لا له ولا عليه، والسلام.
فولى عماد الدين بن عبد الرحمن بن عبد العلي بن السكري مصنف الحواشي على الوسيط، ثم صرف في المحرم سنة ثلاث عشرة؛ لأنه طلب منه قرض شيء من مال الأيتام فامتنع.
_________
(1) الآراب: الحاجات.
(2) ط: "والمسلمة".
(3) ط: "ولكن قرأته" تحريف.
(2/159)
_________
قال القاضي تاج الدين السبكي في الطبقات الكبرى: وبلغني أنه كان في زمانه رجل صالح يقال له: الشيخ عبد الرحمن النويري، وكان كثير المكاشفات والحكم بها، وكان القاضي عماد الدين ينكر عليه؛ فبلغ القاضي أنه أكثر الحكم بالمكاشفات، فعزله، فقال النويري: عزلته وذريته.
فكان كما قال.
وبلغني عن الظهير التزمنتي شيخ ابن الرفعة، قال: زرت قبر القاضي عماد الدين بعد موته بأيام، فوجدت عنده فقيرًا، فقال لي: يا فقيه، يحشر العلماء وعلى رأس كل واحد منهم لواء، وهذا القاضي عماد الدين منهم؛ وطلبته فلم أره.
وولي بعده شرف الدين محمد بن عبد الله الإسكندراني المعروف بابن عين الدولة قضاء القضاة بالقاهرة والوجه البحري، وتاج الدين عبد السلام بن الخراط مصر والوجه القبلي، ثم صرف ابن الخراط في شعبان سنة سبع عشرة وستمائة، وجميع العملان لابن عين الدولة.
ثم صرف ابن عين الدولة عن مصر والوجه القبلي بالقاضي بدر الدين يوسف بن الحسن السنجاري في ربيع الآخر تسع وثلاثين، وبقي قاضيا بالقاهرة والوجه البحري فقط.
وفي زمنه اتفقت الحكاية التي اتفقت في زمان الإمام محمد بن جرير الطبري (1) ؛ وهو أن امرأة كادت زوجها، فقالت: إن كنت تحبني فأحلف بطلاقي ثلاثا: مهما قلت لك تقول مثله في ذا المجلس؛ فحلف، فقالت له: أنت طالق
ثلاثا، قل كما قلت لك.
فأمسك، وترافعا إلى ابن عين الدولة، فقال: خذ بعقصتها: وقل: أنت طالق ثلاثًا إن طلقتك.
_________
(1) هي قصة محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن نصر المروزي ومحمد بن هارون الروياني؛ حيثما اجتمعوا في تاريخ مصر، وأرملوا ولم يبق عندهم زاد يقوتهم؛ وأضر بهم الجوع؛ وما كان من أمرهم مع الوالي.
وانظر تفصيل القصة في تاريخ بغداد 2: 164، 165.
(2/160)
_________
قال ابن السبكي: وكأنهما ارتفعا إليه في المجلس؛ وكان بمصر مغنية تدعى عجيبة، قد أولع بها الملك الكامل، فكانت تحضر إليه ليلا وتغنيه بالجنك (1) على الدف في مجلس بحضرة ابن شيخ الشيوخ وغيره.
ثم اتفقت قضية شهد فيها الكامل عند ابن عين الدولة، وهو في دست ملكه، فقال ابن عين الدولة: السلطان يأمر ولا يشهد، فأعاد عليه القول، فلما زاد الأمر، وفهم السلطان أنه لا يقبل شهادته، قال: أنا أشهد، تقبلني أم لا؟ فقال القاضي: لا ما أقبلك، وكيف أقبلك وعجيبة تطلع إليك بجنكها كل ليلة! وتنزل ثاني يوم بكرة وهي تتمايل سكرى على أيدي الجواري، وينزل ابن الشيخ من عندك! أيحسن ما نزلت، فقال له السلطان: يا كيواج -وهي كلمة شتم بالفارسية- فقال: ما في الشرع يا كيواج، اشهدوا على أني قد عزلت نفسي ونهض.
فقام ابن الشيخ إلى الملك الكامل، وقال: المصلحة إعادته لئلا يقال: لأي شيء عزل القاضي نفسه؟ وتطير الأخبار إلى بغداد، ويشيع أمر عجيبة! ونهض إلى القاضي، وترضاه، وعاد إلى القضاء (2).
ومن شعره:
وليت القضاء وليت القضاء ... لم يك شيئًا توليته
وقد ساقني للقضاء القضاء ... وما كنت قدمًا تمنيته
وأقام إلى أن توفي في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وستمائة.
فولي بعده قضاء القاهرة بدر الدين يوسف السنجاري.
وولي الشيخ عز الدين بن عبد السلام قضاء مصر والوجه القبلي، وكان قدم في هذه السنة من دمشق بسبب أن سلطانها الصالح إسماعيل استعان بالفرنج وأعطاهم مدينة صيدا وقلعة الشقيف.
فأنكر عليه الشيخ عز الدين، وترك الدعاء له في الخطبة، وساعده في ذلك الشيخ جمال الدين أبو عمرو بن الحاجب المالكي، فغضب السلطان منهما، فخرجا
_________
(1) الجنك من آلات الطرب، فارسي معرب.
(2) طبقات الشافعية 5: 27.
(2/161)
_________
إلى الديار المصرية فأرسل السلطان إلى الشيخ عز الدين؛ وهو في الطريق قاصدا يتلطف به في العود إلى دمشق، فاجتمع به ولاينه، وقال له: ما نريد منك شيئًا إلا أن تنكسر للسلطان، وتقبل يده لا غير.
فقال الشيخ له: يا مسكين، ما أرضاه يقبل يدي فضلا عن أن أقبل يده! يا قوم، أنتم في واد وأنا في واد! والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم.
فلما وصل إلى مصر، تلقاه سلطانها الصالح نجم الدين أيوب وأكرمه، وولاه قضاء مصر، فاتفق أن أستاداره (1) فخر الدين عثمان بن شيخ الشيوخ -وهو الذي كان إليه أمر المملكة- عمد إلى مسجد بمصر، فعمل على ظهره بناء طبلخاناه، وبقيت تضرب هناك، فلما ثبت هذا عند الشيخ عز الدين حكم بهدم ذلك البناء، وأسقط فخر الدين، وعزل نفسه من القضاء، ولم تسقط بذلك منزلة الشيخ عند السلطان، وظن فخر الدين وغيره أن هذا الحكم لا يتأثر به في الخارج، فاتفق أن جهز السلطان رسولا من عنده إلى الخليفة المستعصم ببغداد، فلما وصل الرسول إلى الديوان، ووقف بين يدي الخليفة، وأدى الرسالة له، خرج إليه، وسأله: هل سمعت هذه الرسالة من السلطان؟ فقال: لا، ولكن حملنيها عن السلطان فخر الدين بن شيخ الشيوخ أستاداره، فقال الخليفة: إن المذكور أسقطه ابن عبد السلام، فنحن لا نقبل روايته.
فرجع الرسول إلى السلطان حتى شافهه (2) بالرسالة، ثم عاد إلى بغداد، وأداها.
ولما تولى الشيخ عز الدين القضاء تصدى لبيع أمراء الدولة من الأتراك، وذكر أنه لم يثبت عنده إنهم أحرار، وإن حكم الرق مستصحب عليهم لبيت مال المسلمين، فبلغهم ذلك، فعظم الخطب عندهم، واجترم الأمر، والشيخ مصمم لا يصحح لهم بيعا ولا شراء ولا نكاحا، وتعطلت مصالحهم لذلك؛ وكان من جملتهم نائب السلطنة، فاستثار غضبا، فاجتمعوا وأرسلوا إليه، فقال: نعقد لكم مجلسًا، وننادي عليكم لبيت مال المسلمين، فرفعوا الأمر إلى السلطان، فبعث
_________
(1) الأستادار: هو الذي يتولى شئون مسكن السلطان أو الأمير.
(2) ط: "شافه".
(2/162)
_________
إليه فلم يرجع، فأرسل إليه نائب السلطنة بالملاطفة فلم يفد فيه، فانزعج النائب، وقال: كيف ينادي علينا هذا الشيخ، ويبيعنا ونحن ملوك الأرض! والله لأضربنه بسيفي هذا، فركب بنفسه في جماعته، وجاء إلى بيت الشيخ والسيف مسلول في يده، فطرق الباب، فخرج ولد الشيخ، فرأى من نائب السلطان ما رأى، وشرح له الحال، فما اكترث لذلك، وقال: يا ولدي، أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله، ثم خرج.
فحين وقع بصره على النائب يبست يد النائب، وسقط السيف منها، وأرعدت مفاصله، فبكى وسأل الشيخ أن يدعو له، وقال: يا سيدي إيش تعمل؟ فقال: أنادي عليكم وأبيعكم، قال: ففيم تصرف ثمننا؟ قال: في مصالح المسلمين، قال: من يقبضه؟ قال: أنا.
فتم ما أراد، ونادى على الأمراء واحدا واحدا، وغالى في ثمنهم ولم يبعهم إلا بالثمن الوافي، وقبضه وصرفه في وجوه الخير.
وأتفق له في ولايته القضاء عجائب وغرائب، وفيه يقول الأديب أبو الحسين يحيى بن عبد العزيز الجزار:
سار عبد العزيز في الحكم سيرًا ... لم يسره سوى ابن عبد العزيز
عمنا حكمه بعدل وسيط ... شامل الورى، ولفظ وجيز
ولما عزل الشيخ نفسه عن القضاء، تلطف السلطان في رده إليه، فباشره مدة، ثم عزل نفسه منه مرة ثانية، وتلطف مع السلطان في إمضاء عزله، فأمضاه وأبقى جميع نوابه من الحكام، وكتب لكل حاكم تقليدا، ثم ولاه تدريس مدرسته التي أنشأها بين القصرين (1).
وولي بعده أفضل الدين محمد الخونجي صاحب المنطق والمعقولات، فأقام إلى أن
_________
(1) رفع الإصر: 350-353.
(2/163)
_________
مات في رمضان سنة ست وأربعين وستمائة، ورثاه العز الإربلي بقصيدة أولها:
قضى أفضل الدنيا، نعم وهو فاضل ... وماتت بموت الخونجي الفضائل
وكان يخلفه على الأحكام الجمال يحيى، فلم يزل إلى أن تولى القاضي عماد الدين القاسم بن إبراهيم بن هبة الله الحموي، فبقي إلى أن صرف في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين.
وتولى القاهرة وصرف عنها القاضي بدر الدين، ورتب قاضيا بمصر والوجه القبلي صدر الدين موهوب بن عمر الجزري، وكان نائبا عن الشيخ عز الدين ثم صرف.
وأعيد القاضي عماد الدين الحموي بمصر، ورتب بالقاهرة بدر الدين السنجاري، وذلك في رجب سنة ثمان وأربعين، ثم بعد ذلك بأيام يسيرة أضيف له مصر أيضا، وذلك في شوال من السنة.
ثم صرف عنه القضاء بمصر، وكان يخلفه أخوه برهان الدين، وذلك في رمضان سنة أربع وخمسين.
ورتب فيه تاج الدين عبد الوهاب بن بنت الأعز، ثم صرف السنجاري عن القاهرة أيضا، وأضيف لابن بنت الأعز إلى أن توفي الملك المعز.
فرتب في القاهرة البدر السنجاري في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين، وبقي مع ابن بنت الأعز مصر خاصة.
ثم أضيف قضاء مصر أيضا إلى السنجاري في رجب من السنة، فأقام إلى جمادى الأولى سنة تسع وخمسين، فعزل.
وأعيد تاج الدين بن بنت الأعز لقضاء مصر والقاهرة معا، ثم في شوال سنة إحدى وستين عزل ابن بنت الأعز عن قضاء مصر وحدها.
ووليه برهان الدين الخضر بن الحسن السنجاري، وبقي مع ابن بنت الأعز قضاء القاهرة، فلم يزل إلى رمضان سنة اثنتين وستين.
(2/164)
_________



ذكر قضاة مصر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

ذكر قضاة مصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قضاة مصر   ذكر قضاة مصر Emptyالأحد 03 ديسمبر 2023, 10:50 pm


فصرف قضاء مصر عن السنجاري، وأضيف إلى ابن بنت الأعز، فلم يزل على هذه الولاية إلى أن مات يوم الأحد سابع عشر رجب سنة خمس وستين.
قال ابن السبكي في الطبقات الكبرى: وفي ولايته هذه جدد الملك الظاهر بيبرس القضاة الثلاثة من كل مذهب: قاض في القاهرة، ثم في دمشق، وكان سبب ذلك أنه سأل القاضي تاج الدين في أمر، فامتنع من الدخول فيه، فقيل له: مر نائبك الحنفي، وكان القاضي هو الشافعي يستنيب من شاء من المذاهب الثلاثة، فامتنع عن ذلك، فجرى ما جرى، وكان الأمر متمحضا للشافعية، فلا يعرف أن غيرهم حكم في الديار المصرية منذ وليها أبو زرعة محمد بن عثمان الدمشقي في سنة أربع وثمانين إلى أن مات الظاهر، إلا أن يكون نائب بعض قضاة الشافعية في جزئية خاصة، وكذا دمشق لم يلها بعد أبي زرعة المشار إليه إلا شافعي.
قال ابن ميسر في تاريخ مصر: في سنة خمس وعشرين وخمسمائة رتب أبو أحمد بن الأفضل في الحكم أربع قضاة، يحكم كل قاض بمذهبه، ويورث بمذهبه، فكان قاضي الشافعية سلطان بن رشا، وقاضي المالكية أبا محمد عبد المولى بن اللبنى، وقاضي الإسماعيلية أبا الفضل بن الأزرق، وقاضي الإمامية ابن أبي كامل، ولم يسمع بمثل هذا.
وقال ابن ميسر: وقد تجدد في عصرنا هذا الذي نحن فيه أربع قضاة على الأربعة مذاهب. انتهى.
قال ابن السبكي: وقال أهل التجربة: إن هذه الأقاليم المصرية والشامية والحجازية، متى كانت البلد فيها لغير الشافعية خربت، ومتى قدم سلطانها غير أصحاب الشافعي زالت
دولته سريعا.

(2/165)
_________
قال: وكأن هذا السر جعله الله في هذه البلاد، كما جعله الله لمالك في بلاد المغرب، ولأبي حنيفة فيما وراء النهر.
قال: وسمعت الشيخ الإمام الوالد يقول: سمعت الشيخ صدر الدين بن المرحل يقول: ما جلس على كرسي مصر غير شافعي إلا وقتل سريعا، قال: وهذا الأمر يظهر بالتجربة، فلا يعرف غير شافعي إلا قطز، كان حنفيا، ومكث يسيرا وقتل، وأما الظاهر فقلد الشافعي يوم ولاية السلطنة، ثم لما ضم القضاء إلى الشافعي استثنى للشافعي الأوقاف، وبيت المال والنواب وقضاة البر والأيتام، وجعلهم الأرفعين، ثم إنه ندم على ما فعل.
وذكر أنه رأي الشافعي في النوم لما ضم إلى مذهبه بقية المذاهب، وهو يقول: تهين مذهبي! البلاد لي أو لك! قد عزلتك، وعزلت ذريتك إلى يوم الدين.
فلم يمكث إلا يسيرا ومات، ولم يمكث ولده السعيد إلا يسيرًا، وزالت دولته، وذريته إلى الآن فقراء، هذا كلام ابن السبكي.
قال: وجاء بعده قلاوون، وكان دونه تمكنا ومعرفة، ومع ذلك مكث الأمر فيه وفي ذريته إلى هذا الوقت، وفي ذلك أسرار الله لا يدركها إلا خواص عباده.
قال: وقد حكي أن الظاهر رئي في النوم، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: عذبني عذابا شديدا لجعلي القضاة أربعة، وقال: فرقت كلمة المسلمين!
وقال أبو شامة: لما بلغهم ضم القضاة الثلاثة لم يقع مثل هذا في ملة الإسلام قط، وكان إحداث القضاة الثلاثة في سنة ثلاث وستين وستمائة؛ وأقام ابن بنت الأعز قاضيا إلى أن توفي سنة خمس وستين، وكان شديد التصلب في الدين، فكان الأمراء الكبار يشهدون عنده فلا يقبل شهادتهم؛ وكان ذلك أيضا من جملة الحوامل على ضم القضاة الثلاثة إليه.
وحكي أنه ركب وتوجه إلى القرافة، ودخل على الفقيه مفضل، حتى
(2/166)
_________
تولى عنه الشرقية، فقيل له: تروح إلى شخص توليه، فقال: لو لم يفعل لقبلت رجله حتى يقبل، فإنه يسد عني ثلمة من جهنم.
قال ابن السبكي: وكان يقال: إن القاضي تاج الدين آخر قضاة العدل؛ واتفق الناس على عدله؛ وقد اجتمع له من المناصب الجليلة ما لم يجتمع لغيره؛ فإنه ولي خمس عشرة وظيفة: القضاء، والوزارة، ونظر الأحباس، وتدريس الشافعية، والصالحية، والحسبة، والخطابة، ومشيخة الشيوخ، وإمامة الجامع.
وولي بعده مصر والوجه القبلي محيي الدين عبد الله بن القاضي شرف الدين بن عين الدولة، والقاهرة والوجه البحري تقي الدين محمد بن الحسن بن رزين، ثم مات ابن عين الدولة في رجب سنة ثمان وسبعين، وعزل ابن رزين في رجب أيضا سنة ثمان وسبعين لكونه توقف في خلع الملك السعيد.
وولي صدر الدين عمر بن القاضي تاج الدين بن بنت الأعز، فمشى على طريقة والده في التحري والصلابة، ثم عزل نفسه في رمضان سنة تسع وسبعين.
وأعيد ابن رزين فأقام إلى أن مات في رجب سنة ثمانين، وولي بعده وجيه الدين عبد الوهاب بن الحسين البهنسي قضاء الديار المصرية، ثم عزل عن القاهرة والوجه البحري، واستمر على قضاء مصر والوجه القبلي، إلى أن توفي سنة خمس وثمانين.
وولي القاهرة بعد عزله عنها شهاب الدين بن الخويي (1)، فأقام إلى أول سنة ست وثمانين، فعزل.
وولي بعده برهان الدين الخضر السنجاري، فأقام شهرا، ثم توفى.
_________
(1) الخوبي، بضم الخاء وفتح الواو المشددة وتشديد الياء، منسوب إلى خوي، مدينة بأذربيجان، واسمه أحمد بن خليل بن سعادة، انظر شذرات الذهب 5: 183.
(2/167)
_________
وولي بعده تقي الدين عبد الرحمن بن القاضي تاج الدين بن بنت الأعز، مضافا لما كان معه من قضاء مصر؛ فإنه وليه بعد موت البهنسي، وكان من أحسن القضاة سيرة، وكان ابن السلعوس وزير الملك الأشرف يكرهه؛ فعمل عليه، ورتب من شهد عليه بالزور بأمور عظام، منها أنهم أحضروا شابا حسن الصورة، واعترف على نفسه بين يدي السلطان بأن القاضي لاط به، وأحضروا من شهد بأنه يحمل الزنار في وسطه، فقال القاضي: أيها السلطان كل ما قالوه ممكن؛ ولكن حمل الزنار لا يعتمده النصراني، تعظيمًا ولو أمكنه تركه لتركه؛ فكيف أحمله! ثم عزل القاضي، وكان رجلًا صالحًا لا يشك فيه، بريئا من كل ما رمي به.
وولي بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة؛ وذلك في رمضان سنة تسعين وستمائة، فتوجه القاضي تقي الدين إلى الحجاز، ومدح النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بقصيدة، وكشف رأسه، ووقف بين يدي الحجرة الشريفة، واستغاث بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقسم عليه ألا يصل إلى وطنه إلا وقد عاد إلى منصبه، فلم يصل إلى القاهرة إلا والأشرف قد قتل، وكذلك وزيره، فأعيد إلى القضاء، ووصل إليه الخبر بالعود قبل وصوله إلى القاهرة، وذلك في أول سنة ثلاث وتسعين؛ فأقام في القضاء إلى أن مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين.
وولي بعده الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد بعد امتناع شديد، حتى قالوا له: إن لم تفعل ولوا فلانا أو فلانا -لرجلين لا يصلحان للقضاء- فرأى أن القبول واجب عليه حينئذ.
ذكره الإسنوي في الطبقات.
قال ابن السبكي: وعزل نفسه غير مرة ثم يعاد.
قال الإسنوي: وكانت القضاة يخلع عليهم الحرير، فامتنع الشيخ من لبس الخلعة، وأمر بتغييرها إلى الصوف، فاستمرت إلى الآن.
وحضر مرة عند السلطان
(2/168)
_________
لاجين، فقام إليه السلطان، وقبل يده؛ فلم يزده على قوله: أرجوها لك بين يدي الله.
وكان يكتب إلى نوابه، ويعظهم ويبالغ في وعظهم، ومع ذلك رآه بعض خيار أصحابه في المنام وهو في مسجد، فسأله عن حاله، فقال: أنا معوق ههنا بسبب نوابي.
هذا مع الاحتراز التام والكرامات الصحيحة الثابتة عنه.
فهذا كله كلام الإسنوي.
ومن لطائفه ما كتب إلى نائبه بإخميم: صدرت هذه المكاتبة إلى مجلس مخلص الدين، وفقه الله تعالى لقبول النصيحة، وآتاه لما يقربه إليه قصدا صحيحا ونية صحيحة، أصدرناه إليه بعد حمد الله الذي يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، ويمهل حتى لا يلتبس الإمهال بالإهمال على المغرور؛ وتذكره بأيام الله {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (1)، ونحذره صفقة من باع الآخرة بالدنيا فما أحد سواه مغبون؛ عسى الله أن يرشده بهذا التذكار وينفعه، وتأخذ هذه النصائح بحجزته عن النار؛ فإني أخاف أن يتردى فيخر من ولاه معه.
والعياذ بالله.
والمقتضي لإصدارها ما لمحناه من الغفلة المستحكمة على القلوب، ومن تقاعد الهمم مما يجب للرب على المربوب، ومن أنسهم بهذه الدار وهم يزعجون عنها، وعلمهم بما بين أيديهم من عقبة كؤود وهم لا يتخففون منها.
ولا سيما القضاة الذين تحملوا أعباء الأمانة على كواهل ضعيفة، وظهروا بصور كبار وهمم نحيفة، ووالله إن الأمر عظيم، والخطب جسيم؛ ولا أرى مع ذلك أمنا ولا قرارا، ولا راحة ولا استمرارا، اللهم إلا رجلا نبذ الآخرة وراه، واتخذ إلهه هواه، وقصر همه وهمته على حظ نفسه ودنياه، فغاية مطلبه حب الجاه.
والرغبة في قلوب الناس وتحسين الزي والملبس، والركبة والمجلس، غير مستشعر خساسة حاله ولا ركاكة مقصده، فإنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور.
فاتق الله الذي يراك حين تقوم، وأقصر أملك عليه فإن المحروم من فضله غير
_________
(1) الحج: 47.
(2/169)
_________
مرحوم، وما أنا وإياكم أيها النفر إلا كما قال حبيب العجمي، وقد قال له قائل: ليتنا، لم نخلق! قال: قد وقعتم فاحتالوا!.
وإن خفي عليك مثل هذا الخطر، وشغلتك الدنيا عن معرفة الوطر، فتأمل كلام النبوة: "القضاة ثلاثة قاض في الجنة، وقاضيان في النار"، وقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي ذر مشفقا عليه: "لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم" وما أنا والسير في متلف مبرح بالذاكر الضابط، هيهات جف القلم، ونفذ حكم الله، فلا راد لما حكم.
إيه، ومن هناك شم الناس من فم الصديق رائحة الكبد المشوي.
وقال الفاروق: ليت أم عمر لم تلده! وقال علي والخزائن مملوءة ذهبا وفضة: من يشتري سيفي هذا ولو وجدت ما أشتري به رداء ما بعته.
وقطع الخوف نياط قلب عمر بن عبد العزيز فمات من خشية العرض، وعلق بعض السلف سوطا يؤدب به نفسه إذا فتر.
فترى ذلك سدى، أم نحن المقربون وهم البعداء! فهذه أحوال لا تؤخذ من كتاب السلم، والإجارة (1)، والجنايات، وإنما تنال بالخضوع والخشوع، وأن تظمأ وتجوع.
ومما يعينك على الأمر الذي دعوتك إليه، ويزودك في السفر المعرض عليه، أن تجعل لك وقتا وتعمره بالتذكر والتفكر، وإنابة تجعلها معدة لجلاء قلبك، فإنه إن استحكم صداه صعب تلافيه، وأعرض عنه من هو أعلم بما فيه.
فاجعل أكثر همومك الاستعداد ليوم المعاد، والتأهب لجواب الملك الجواد، فإنه يقول: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ومهما وجدت من همتك قصورًا، واستشعرت من نفسك عما بدا لها نفورا، فاجررها إليه وقف ببابه واطلب، فإنه لا يعرض عمن صدق، ولا يعزب عن علمه خفايا الضمائر {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ}.
_________
(1) النجوم الزاهرة.
(2/170)
_________
فهذه نصيحتي إليك، وحجتي بين يدي الله إن فرطت إذا سئلت عليك؛ فنسأل الله لي ولك قلبا شاكرا، ولسانًا ذاكرًا، ونفسا مطمئنة بمنه وكرمه، وخفي لطفه، والسلام.
واستمر الشيخ إلى أن توفي في صفر سنة اثنتين وسبعمائة.
وأعيد بعده القاضي بدر الدين بن جماعة، ثم صرف في ربيع الأول سنة عشر وسبعمائة.
وولي جمال الدين بن عمر الزرعي، ثم صرف.
وأعيد ابن جماعة في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة، فلم يزل إلى أن عمي سنة سبع وعشرين.
فولي بعده جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني مصنف التلخيص في المعاني والبيان، فأقام مدة ثم صرف في سنة ثمان وثلاثين.
وولي بعده عز الدين بن القاضي بدر الدين بن جماعة، فاستمر إلى سنة تسع وخمسين، فعزل بواسطة صرغمتش.
وولي مكانه بهاء الدين بن عبد الله بن عقيل مؤلف شرح الألفية وشرح التسهيل، فأقام ثمانين يوما وصرف.
وأعيد ابن جماعة، فولي على كره منه، واستمر يطلب الإقالة إلى جمادى الأولى سنة ست وستين، فعزل نفسه، وصمم على عدم العود، ونزل إليه الأمير الكبير يلبغا إلى داره، ودخل عليه أن يعود فأبى.
فولي مكانه بهاء الدين أبو البقاء محمد بن عبد البر السبكي، فأقام إلى أن عزل في سنة ثلاث وسبعين.
وولي بعده برهان الدين إبراهيم بن جماعة، ثم عزل نفسه، وولي بدر الدين محمد بن عبد البر السبكي في صفر سنة تسع وسبعين.
(2/171)
_________
ثم أعيد البرهان بن جماعة في سنة إحدى وتمانين، ثم أعيد البدر بن أبي البقاء في صفر سنة أربع وثمانين، ثم ولي ناصر الدين محمد بن الميلق في شعبان سنة تسع وثمانين ثم عزل.
وولي صدر الدين محمد بن إبراهيم المناوي في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين.
ثم أعيد بدر الدين بن أبي البقاء في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين.
ثم ولي عماد الدين أحمد بن عيسى الكركي في رجب سنة ثنتين وتسعين، ثم عزل في ذي الحجة سنة أربع وتسعين.
وأعيد الصدر المناوي في المحرم (1) سنة خمس وتسعين.
ثم أعيد البدر بن أبي البقاء في ربيع الأول سنة ست وتسعين.
ثم أعيد المناوي في شعبان سنة سبع وتسعين.
ثم ولي تقي الدين الزبيري في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين.
ثم أعيد المناوي في رجب سنة إحدى وثمانمائة.
ثم ولي ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن الصالحي في شعبان سنة ثلاث.
ثم ولي جلال الدين البلقيني في جمادى الأولى سنة أربع في حياة والده.
ثم أعيد الصالحي في شوال سنة خمس، ومات في المحرم سنة ست.
فولي شمس الدين محمد بن الأخنائي.
ثم أعيد البلقيني في ربيع الأول من السنة.
ثم أعيد الأخنائي في شعبان من السنة.
ثم أعيد البلقيني في ذي الحجة من السنة.
ثم أعيد الأخنائي في جمادى الأولى سنة سبع.
_________
(1) ط: "الحرم".
(2/172)
_________
ثم أعيد البلقيني في ذي القعدة من السنة.
ثم أعيد الأخنائي في صفر سنة ثمان.
ثم أعيد البلقيني في ربيع الأول من السنة، فأقام إلى محرم سنة خمس عشرة، فعزله المستعين.
وولي شهاب الدين الباعوني، فأقام شهرا، وعزل.
ثم أعيد البلقيني في صفر سنة خمس عشرة، فأقام إلى جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين.
وولي شمس الدين محمد بن عطا الله الهروي، وفي ولايته هذه وجد في مجلس السلطان ورقة فيها شعر، وهو:
يأيها الملك المؤيد دعوة ... من مخلص في حبه لك ينصح
انظر لحال الشافعية نظرة ... فالقاضيان كلاهما لا يصلح
هذا أقاربه عقارب وابنه ... وأخو وصهر، فعلهم مستقبح
غطوا محاسنه بقبح صنيعهم ... ومتى دعاهم للهدى لا يفلحوا
وأخو هراة بسيرة اللنك اقتدى ... وله سهام في الجوانح تجرح
لا درسه يقرا، ولا أحكامه ... تدرى، ولا حين الخطابة يفصح
فأرح هموم المسلمين بثالث ... فعسى فساد منهم يستصلح
وكان ذلك في أول شعبان، فعرض السلطان الورقة على الجلساء من الفقهاء الذين يحضرون عنده، فلم يعرفوا كاتبها، وطالت الأبيات.
فأما الهروي فلم ينزعج من ذلك، وأما البلقيني فقام وقعد، وأطال البحث والتنقيب عن ناظمها، وتقسمت الظنون؛ فمنهم من اتهم شعبان الأثاري، ومنهم من اتهم تقي الدين بن حجة.
قال العيني: وبعضهم نسبها لابن حجر؛ قال: والظاهر أنه هو.
(2/173)
_________
ثم أعيد البلقيني في ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين، فأقام إلى أن مات في شوال سنة أربع وعشرين.
وولي الشيخ ولي الدين العراقي، ثم عزل في ذي الحجة سنة خمس وعشرين.
وولي شيخنا شيخ الإسلام علم الدين صالح بن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني.
ثم تولى الحافظ ابن حجر في المحرم سنة سبع وعشرين.
ثم أعيد الهروي في ذي القعدة من السنة.
ثم أعيد ابن حجر في رجب سنة ثمان وعشرين.
ثم أعيد شيخنا البلقيني في صفر سنة ثلاث وثلاثين.
ثم أعيد ابن حجر في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين.
ثم أعيد شيخنا البلقيني في شوال سنة أربعين.
ثم أعيد ابن حجر في شوال سنة إحدى وأربعين.
ثم ولي شمس الدين القاياتي في المحرم سنة تسع وأربعين، فأقام إلى أن مات في المحرم سنة خمسين.
وأعيد ابن حجر.
ثم أعيد شيخنا البلقيني في أول المحرم سنة إحدى وخمسين.
ثم ولي ولي الدين السقطي في نصف ربيع الأول من السنة؛ ثم عزل.
وأعيد ابن حجر في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين، ثم عزل نفسه في آخر جمادى الآخرة من السنة.
وأعيد شيخنا البلقيني في صفر سنة سبع وخمسين، فأقام إلى شوال سنة خمس وستين، فعزل.
(2/174)
_________



ذكر قضاة مصر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

ذكر قضاة مصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قضاة مصر   ذكر قضاة مصر Emptyالأحد 03 ديسمبر 2023, 10:51 pm


وأعيد المناوي ثم أعيد البلقيني في شوال سنة سبع وستين، فأقام إلى أن مات في سنة ثمان وستين.
وأعيد المناوي، ثم عزل في جمادى الآخرة سنة سبعين.
وولي صلاح الدين المكيني ربيب شيخنا البلقيني.
ثم عزل بعد ستة أشهر.
وولي بدر الدين أبو السعادات محمد بن تاج الدين بن قاضي القضاة جلال الدين البلقيني في أول سنة إحدى وسبعين، ثم عزل بعد أربعة أشهر.
وولي ولي الدين أحمد بن أحمد الأسيوطي في نصف جمادى الأولى من السنة فأقام خمس عشرة سنة، ثم عزل في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين.
وولي الشيخ زكريا محمد الأنصاري السبكي.
وقد نظم محمد بن دانيال الموصلي إرجوزة فيمن ولي قضاء مصر من حين فتحت إلى عهد البدر بن جماعة، فقال:
يقول راجي كرم الله العلي ... محمد بن دانيال الموصلي (1)
من بعد حمد للعلي حاكم ... غامرنا بالجود والمراحم
ثم الصلاة بعد ترتيل اسمه ... على أحمد الهادي أمين حكمه (2)
وآله وصحبه العدول ... شهود حجة أحمد الرسول
فإنني ضمنت هذا الشعرا ... أنباء كل من تولى مصرا
من سائر القضاة والحكام ... مذ ملكتها ملة الإسلام (3)
من لدن ابن العاص أعني عمرا ... لفتحها إلى هلم جرا (4)
_________
(1) أوردها ابن حجر في رفع الإصر 1: 2-4، وقال: أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان مشافهة عن أبي عمرو بن أبي عبد الله بن إسحاق الكناني، قال: "أنشدنا ابن دانيال لنفسه".
(2) رفع الإصر: "على النبي الهادي".
(3) رفع الإصر: "دولة الإسلام".
(4) رفع الإصر: "من فتحها".
(2/175)
_________
لكنني اخترت الكلام الراجزا ... في حصرهم إذ كان لفظا موجزا (1)
أول من ولي القضا للحكم ... قيس فتى عدي بن سهم
وآل بعده لكعب عبس ... ثم لعثمان بغير لبس
ثم ولي سليم نجل عتر ... وبعده السائب نجل عمرو
ثم يليه عابس المرادي ... وبعده ابن النضر في البلاد
وآل بعده لعبد الرحمن ... ثم إلى مالك نجل خولان
ويونس من بعده ولي القضا ... ثم ولي أوس بعزم منتضى
ثم تولى الحكم عبد الرحمن ... ثم وليه بعد ذاك عمران
وبعده صار لعبد الأعلى ... وابن حديج ذي الفخار الأعلى (2)
ثم لعبد الله ذاك القاضي ... آل ومن بعده إلى عياض (3)
_________
(1) بعده في رفع الإصر:
ليغتدي عقدا من اللآلي ... ينفسه ذكر الجناب العالي
العالمي العاملي الأوحد ... بدر التمام ذو السنا محمد
أعني الكناني ابن إبراهيما ... السيد المفضل الكريما
قاضي القضاة وإمام العصر ... مفتي الفريقين بأرض مصر
تظمتها وسيلة إليه ... معتمدا دون الورى عليه
لأزال سترا مسبلا علينا ... يبعث فضل رفده إلينا
وها أنا بذكر ذاك مبتدي ... بحمد ذي الحمد البديع الصمد
(2) ط: "جريح"، وصوابه من الأصل ورفع الإصر.
(3) رفع الإصر.
(2/176)
_________
وعاد للقضا بحكم ثان ... ابن حجيرة الفتى الخولاني (1)
ثم إلى عياض آل ثانيه ... ثم لعبد الله غير وانيه
والحضرمي ثم للخيار ... ثم يزيد جاء في الآثار
وآل بعد توبة وخبر ... إلى ابن سالم بكل خير
هذا وفي عصر بني العباس ... صار نعيم ثابت الأساس
وعاد غوث بعد ذاك يحكم ... ثم ولي يزيد بعد فاعلموا
وعاد غوث قبل إبراهيما (2) ... والحضرمي بعده مأموما
ثم لإسماعيل نجل اليسع ... ثم تلاه الغوث خير تبع
وبعد هذا حكم المفضل (3) ... ثم أبو طاهر ذاك الأفضل
ثم المفضل الأمين حكما ... ثم ابن مسروق وما إن ظلما
ثم وليها بعده التجيبي (4) ... والعمري أيما نجيب
وبعده البكري وابن ألبكا ... ثم ابن عيسى وهو أزكى نسكا
والأسلمي حاكم الشريعة ... ثم ابن عيسى واسمه لهيعه
ثم لإبراهيم نجل القاري ... ثم لابن إبراهيم ذي الفخار
ثم لعيسى آلت الأحكام ... وبعده زهريها الإمام (5)
ثم ولي الأحكام نجل شداد ... وبعده الحارث خير الأجواد (6)
وبعد ما ولي دحيم الأمصار (7) ... صار لها قاضي القضاة بكار
هذا ونجل عبدة تولى (8) ... ثم أبو زرعة لما ولى
_________
(1) رفع الإصر: "نجل حجيرة".
(2) رفع الإصر: "قبل إبراهيما".
(3) رفع الإصر: "ولي المفضل".
(4) رفع الإصر: "ثم وليى من بعده التجنيبي".
(5) رفع الإصر: "هارون الإمام".
(6) رفع الإصر: "خير من جاد".
(7) رفع الإصر: "الأنصار".
(8) رفع الإصر: "محمد بن عبدة تولى".
(2/177)
_________
ثم ابن عبدة تولى الحكما ... وكان فيه بالمحل الأسمى
ثم ابن حرب وأبو الذكر حكم ... قبل الكريزي زمانا في الأمم
والجوهري، وهو نعم القاضي ... ومن به قد وقع التراضي
وبعده أحمد وابن أحمدا ... وأحمد ثانية فيه اغتدى
وصرفوه بابن زبر فقضى ... من قبل إسماعيل فيما قد مضى
ثم ابن مسلم ونجل حماد ... والسرخسي والصيرفي بإسناد
وبعد عبد الله نجل زبر ... ولي أبو بكر جميع الأمر
ثم ابن زرعة ونجل بدر ... من قبل عبد الله نجل زبر
ثم ابن بدر بعد عبد الله ... أمسى عليها آمرا وناهي
ثم أبو ذكر تولى والحسن ... وبعده الكشي في ذاك زمن
وبعد ذا ابن أخت وليد لم يزل ... حاكمها والعدل عنه ما عدل (1)
وبعده ولي القضا ابن الحداد (2) ... وبعده ابن أخت وليد قد عاد
وبعد ذاك ولد الخطيب ... ولي القضا وولد الخصيب
وبعده محمد قد حكما ... ثم أبو الطاهر فيما علما
الدولة المصرية:
وبعد هذا ولد النعمان (3) ... ونجله في ذلك الزمان
ثم أبنه وصنوه الحسين ... ولم يشنه في القضاء شين
وبعد ذاك مالك تولى ... ثم أبو العباس فيما يتلى
وقاسم ثم أبو الفتح ولي ... وهو بغير قاسم لم يعزل (4)
_________
(1) هذا البيت ساقط من رفع الإصر.
(2) رفع الإصر: "ثم تولى حكمها ابن الحداد".
(3) رفع الإصر: "وبعد ذاك".
(4) بعده في رفع الإصر:
وصرفوه بأبي محمد ... قبل أبي علي المسدد
(2/178)
_________
ثم ابن وهب جاءها في الإثر ... ونالها من قبل نجل ذكري (1)
ثم أعيد أحمد للحكم ... ثم ابن وهب فاستمع لنظمي
ثم ولي الحكم ابن عبد الحاكم ... ثم أعيد بعده للقاسم
ثم لعبد الحاكم الإمام ... وقاسم وجه بالأحكام
وبعده ولي القضا نجل أسد ... وبعده أحمد ذو الحكم الأسد
ثم أعيد ابن أبي كدينه ... لما ارتضوا سيرته ودينه
ثم علي بعده الميسر (2) ... ثم الرصافي الجميل الذكر
وبعده ولي القضا ابن وهب ... وابن أبي كدينة ذو اللب
وبعده المليجي في المدينة ... ولي القضا وابن أبي كدينه
ثم وليه بعده البازور ... وابن أبي كدنة بغير زور (3)
وبعده العرقي والقضاعي ... ولي القضا حقًّا بلا نزاع
ثم جلال الدولة ابن القاسم ... عاد فأضحى وهو خير حاكم (4)
وبعده نجل نباتة ولي ... وولد الكحال ذو التفضل
وبعده المليجي والمكرم ... ثم أبو الطاهر ذو التكرم
وبعده ولي القضا نجل ذكا ... وبعده الحسين وهو ذو الذكا
ثم ابن بدر وأبو الفضل قضى ... من بعده الصقلي وأبو الفضل الرضى
وبعده ابن ظافر تولى ... وابن الحسين ذو المقام الأعلى
ثم أبو الفتح ويوسف ولي ... وكان كل ذا محل أفضل
ثم وليه ولد الميسر ... أعني سناء الملك رب المفخر
_________
(1) في الأصل: "ذكر"، وما أثبته من رفع الإصر؛ وهو أحمد بن أبي محمد بن زكريا.
(2) ط: "المعري"، صوابه من الأصل ورفع الإصر.
(3) رفع الإصر: "وابن كدينة بغير زور".
(4) رفع الإصر: "عاد وولي وهو خير حاكم".
(2/179)
_________
ثم أبو الفخر ونجل جعفرا ... ثم محمد ولي بلا مرا
وبعد هذا ولي الرعيني ... ثم سنا الملك بغير مين
وبعده نجل عقيل لم يزل ... وابن حسين صار حاكم العمل
وابن سلامة ونجل المقدسي ... وكان فيها ذا محل أنفس
وابن مكرم ونجل عالي ... ثم ضياء الدين ذو الإفضال
ثم الأعز وأبو الفتح ولي ... وبعده أعيد نجل كامل
وبعد ذاك في زمان الغز ... ذوي الفخار والعلا والعز
وليه عبد الملك بن عيسى ... قبل علي أعني الفتى الرئيسا
ثم ابن عصرون تولى الحكما ... وعاد صدر الدين وهو الأسمى
والسكري وأبو محمد ... قبل ابن عين الدولة الممجد
ثم تولى يوسف السنجاري ... وجاء عز الدين في الآثار
وبعده موهوب -أعني الجزري ... والخونجي ثم العماد الحموي
ثم أعيد يوسف السنجاري ... ثم تلاه التاج ذو الفخار
وولي البرهان أعني الخضرا ... وعاد تاج الدين فيما غبرا
ثم ولي الأحكام محيي الدين ... وابن رزين ذو الحجى الرزين
وبعد عزله تولاه عمر ... أعني العلامي وبالعدل أمر (1)
ثم أعيد ابن رزين فحكم ... من بعد صدر الدين عدلا في الأمم
ثم الوجيه البهنسي للقضا ... عين بعد ذا التقى إذ قضى
وعندما استعفى لبعد القاهرة ... عن مصره خص بها أوامره
ثم الشهاب رفعوا محله ... واشخصوه من ربى المحله (2)
_________
(1) في الأصول: "العلاقي"، وصوابه من رفع الإصر.
(2) رفع الإصر: "واستحضروه من قضا المحلة".
(2/180)
_________
ولم يزل حتى توفاه الردى ... وولي الشام الفتى ابن أحمدا
ثم ولي القاضي التقي ابن خلف ... بعد الوجيه والشهاب المنصرف
وعزلوه عن قضاء القاهرة ... ثم وليه سيد السناجرة
ثم ولي التقى عبد الرحمن ... وبان بدر الدين لما أن بان
وعاد بدر الدين للشام ... ثم ولي الحكم الفتى العلامي
ولم يزل حتى توفاه القضا ... ثم ولي التقي أبو الفتح القضا (1)
وإذ أتاه نازل الحمام ... عاد إليها البدر في التمام
بدر منير كامل الأوصاف ... والمنهل العذب المنير الصافي (2)
لا برحت نافذة أحكامه ... وخلدت زاهرة أيامه (3)
قلت: وقد ذيلت عليه بمن جاء بعد ذلك، فقلت:
وبعد ذاك قد وليه الزرعي ... ثم أعيد البدر لما أن دعي
ثم وليه بعده القزويني ... وبعده ابن البدر عز الدين
وبعده نجل عقيل قد ولي ... ثم أعيد العز ذا تبجل
وبعده ولي أبو البقاء ... وبعده البرهان ذو ارتقاء
_________
(1) رفع الإصر: "الرضا".
(2) بعده في رفع الإصر:
قاضي القضاة حاكم الحكام ... واسطة العقود في النظام
(3) بعده في رفع الإصر:
ما لاح بدر كامل الإبدار ... وما انجلى الهلال من سرار
والحمد لله على إنعامه ... وفضل ما سدد من أحكامه
وأفضل الصلاة والسلام ... على النبي سيد الأنام
وآله وصحبه وعترته ... وكل من أخلص في محبته
(2/181)
_________
وبعده البدر هو السبكي ... ثم أتى برهاننا الزكي
ثم أعيد البدر ذو التحقق ... ثم وليه الناصر ابن الميلق
ثم وليه صدرنا المناوي ... ثم أعيد البدر ذو الفتاوي
ثم تولاه العماد الكركي ... ثم أعيد الصدر ذو التمسك
ثم أعيد البدر ثم الصدر ... ثم الزبيري وعاد الصدر
ثم وليه بعد ذاك الصالحي ... ولم يكن في علمه بالراجح
ثم وليه ولد البلقيني ... عالم عصره جلال الدين
ثم أعيد الصالحي النائي ... ثم ولي محمد الإخنائي
وبعده عاد الجلال للقضا ... ثمت الأخنائي وهو من مضى
ثم الجلال بعده الباعوني ... ثم الجلال باذل الماعون
ثم ولي الهروي فالجلالي ... ثم العراق وهو ذو الكمال
ثم وليه العلم البلقيني ... فحافظ العصر شهاب الدين
ثم أعيد الهروي ثم استقر ... من بعد عزله شهاب ابن حجر
ثم أعيد شيخنا فابن حجر ... ثم أعيد شيخنا فابن حجر
ثم وليه بعده القاياتي ... ثم أعيد حافظ السنات
ثم أعيد شيخنا البلقيني ... ثم أتى السفطي ولي الدين
ثم أعيد بعد ذاك ابن حجر ... ثم أعيد شيخنا ثم استقر
من بعد ذاك الشرف المناوي ... وشيخنا من بعد ذو الفتاوي
ثم أعيد بعد ذاك الشرف ... ثم أعيد شيخنا فالشرف
ثم الصلاح وهو المكيني ... ثم ولي البدر هو البلقيني
(2/182)
_________
ثم السيوطي ولي الدين ثم ... للشيخ أعني زكريا الحكم عم (1)
_________
(1) وفي رفع الإصر: "وقد ذيل عليها بعض أصحابنا إلى عصرنا، فسرد الشافعية على منوال ابن دانيال، ثم سرد القضاة الثلاثة مذهبا بعد مذهب إلى عصره، وهذا صورة ما نظم في قضاة الشافعية: أنشدنا العز أحمد بن إبراهيم العسقلاني لنفسه مكاتبة قال:
والزرعي والبدر والقزويني ... والعز والبها وعز الدين
أبو البقا البرهان ثم البدر ... وعاد برهان لها وبدر
وبعده ابن الميلق المناوي ... والبدر والعماد والمناوي
وبعده هذا البدر والمناوي ... ثم الزبيري مع المناوي
والصالحي مع جلال الدين ... والصالحي ثم شمس الدين
ثم جلال الدين والإخنائي ... ثم جلال الدين والإخنائي
ثم جلال الدين ثم الشمس ... ثم جلال الدين ثم الشمس
ثم الجلالي ولي الدين ... والعلمي مع شهاب الدين
والهروي مع شهاب الدين ... والعلمي مع شهاب الدين
عين الوجود ثم رأس المحتفي ... ومن به منصبه تشرفا
كم قلد الأعناق منا منه ... مواسي القلب الضعيف منه
وأوصل الإجداء في الإجداب ... واستعمل الإغضاء في الإغضاب
دام علاه في سما السعود ... ما أمطرت بوارق الرعود
وسيأتي ما نظمه في قضاة المذاهب، أما المؤلف فلم يعقد فصلا لقضاة الشافعية.
(2/183)
_________



ذكر قضاة مصر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

ذكر قضاة مصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قضاة مصر   ذكر قضاة مصر Emptyالأحد 03 ديسمبر 2023, 10:53 pm

ذكر قضاة الحنفية:
أول من ولي منهم زمن الظاهر بيبرس في سنة ثلاث وستين وستمائة صدر الدين سليمان بن أبي العز.
وولي بعده معز الدين النعمان بن الحسن، إلى أن مات في شعبان سنة اثنتين وتسعين.
وولي شمس الدين محمد السروجي، ثم عزل أيام المنصور لاجين.
وولي حسام الدين الحسن بن أحمد الرازي، ثم عزل سنة ثمان وتسعين.
وأعيد السروجي، ثم عزل في ربيع الآخر سنة عشر وسبعمائة.
وولي شمس الدين محمد بن عثمان الحريري إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين.
وولي برهان الدين إبراهيم بن عبد الحق، وقال بعض الشعراء في ذلك:
طوبى لمصر فقد حل السرور بها ... من بعد ما رميت دهرًا بأحزان
كنانة الله قد قام الدليل على ... تفضيلها من نبي حق ببرهان
ثم عزل في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين.
وولي حسام الدين الحسن بن محمد الغوري، ثم عزل في سنة اثنتين وأربعين.
وولي زين الدين عمر البسطامي، ثم عزل في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين.
وولي علاء الدين التركماني إلى أن مات في المحرم سنة خمسين.
وولي ولده جمال الدين عبد الله إلى أن مات في شعبان سنة تسع وستين.
ولي سراج الدين عمر بن إسحاق الهندي إلى أن مات في رجب سنة ثلاث وسبعين.
(2/184)
_________
وولي صدر الدين محمد بن جمال الدين التركماني، إلى أن مات في ذي القعدة سنة ست وسبعين.
وولي نجم الدين أحمد بن العماد إسماعيل بن الكشك، طلب من دمشق في المحرم سنة سبع وسبعين، ثم عزل.
وولي صدر الدين علي بن أبي العز الأذرعي، ثم استعفي فأعفي.
وولي شرف الدين أحمد بن منصور الدمشقي، ثم عزل نفسه في سنة ثمان وسبعين.
وولي جلال الدين جار الله إلى أن مات في رجب سنة اثنتين وثمانين.
وولي صدر الدين محمد بن علي بن منصور إلى أن مات في ربيع الأول سنة ست وثمانين.
وولي شمس الدين محمد بن أحمد الطرابلسي، ثم عزل نفس سنة اثنتين وتسعين.
وولي مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم الكناني، ثم عزل في شعبان سنة اثنتين وتسعين.
وولي جمال الدين محمود القيصري إلى أن مات في ربيع الأول سنة تسع وتسعين.
وأعيد الطرابلسي إلى أن مات في آخر الستة.
وولي الجمال الدين يوسف بن موسى الملطي، طلب من حلب في ربيع الآخر سنة ثمانمائة، فأقام إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ثلاث.
وولي أمين الدين عبد الوهاب بن قاضي القضاة شمس الدين الطرابلسي، ثم عزل في رجب سنة خمس.
وولي كمال الدين عمر بن العديم إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة.
(2/185)
_________
وولي ابنه ناصر الدين محمد، ثم عزل في رجب من السنة.
وأعيد الأمين بن الطرابلسي، ثم عزل في المحرم سنة اثنتي عشرة.
وأعيد ناصر الدين بن العديم، ثم عزل في سنة خمس عشرة.
وولي صدر الدين علي بن الآدمي إلى أن مات في رمضان سنة ست عشرة.
وأعيد ابن العديم إلى أن مات في ربيع الآخر سنة تسع عشرة.
وولي شمس الدين الديري، طلب من القدس، ثم عزل في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين.
وولي زين عبد الرحمن بن علي التفهني، ثم عزل في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين.
وولي بدر الدين العيني، ثم عزل في صفر سنة ثلاث وثلاثين.
وأعيد التفهني، ثم عزل في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين.
وأعيد العيني، ثم عزل في سنة اثنتين وأربعين.
وولي سعد الدين بن الديري، فأقام إلى ان عزل قبل موته بيسير في شوال سنة ست وستين.
وولي محب الدين بن الشحنة، ثم عزل في رجب سنة سبع وستين.
وولي بدر الدين بن الصواف الحموي إلى أن مات آخر العام، وأعيد ابن الشحنة، ثم عزل في جمادى الآخرة سنة سبعين.
ولي البرهان ابن الديري، ثم عزل.
وأعيد ابن الشحنة في أول سنة إحدى وسبعين، ثم عزل في سنة ست وسبعين.
وولي شمس الدين محمد بن الحسن الأمشاطي، إلى أن مات في رمضان سنة خمس وثمانين.
(2/186)
_________
وولي شرف الدين موسى بن عيد، طلب من دمشق، فأقام دون الشهرين، ومات من واقع وقع عليه من الزلزلة بالمدرسة الصالحية في المحرم سنة ست وثمانين.
وولي شمس الدين محمد بن المغربي، ثم عزل في رمضان سنة إحدى وتسعين.
وولي القاضي ناصر الدين الإخميمي (1).
_________
(1) وفي قضاة الحنفية نظم أحمد بن إبراهيم العسقلاني هذه الأرجوزة، ونقلها ابن حجر في رفع الإصر 1: 17:
وابن أبي العز معز الدين ... ثم السروجي حسام الدين
ثم السروجي مع الحريري ... ثم ابن عبد الحق ثم العوري
والزين والعلا جمال الدين ... كذلك الهندي صدر الدين
والنجم والصدر كذا ابن منصور ... والجار والصدر هو ابن منصور
والشمس والمجد كذاك العجمي ... والشمس ثم الملطي فاعلم
ثم أمين الدين والعديمي ... ونجله الأمين والعديمي
والآدمي وابن العديم يا فتى ... عينيهم، والسعد بعده أتى
(2/187)
_________



ذكر قضاة مصر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

ذكر قضاة مصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قضاة مصر   ذكر قضاة مصر Emptyالأحد 03 ديسمبر 2023, 10:54 pm


ذكر قضاة المالكية:
أول من ولي منهم زمن الظاهر شرف الدين عمر بن السبكي، إلى أن مات سنة سبع وستين وستمائة.
وولي بعده نفيس الدين بن شكر إلى أن مات سنة ثمانين وستمائة.
وولي تقي الدين بن شاس، إلى أن مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين.
وولي زين الدين بن مخلوف النويري إلى أن مات سنة خمس وسبعمائة.
وولي نور الدين علي بن عبد النصير السخاوي، إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ست وخمسين.
وولي تقي الدين محمد بن شاس، إلى أن مات في شوال سنة ستين وسبعمائة.
وولي تاج الدين محمد بن القاضي علم الدين محمد بن أبي بكر بن الأخنائي إلى أن مات في أول سنة ثلاث وستين.
وولي أخوه برهان الدين بن إبراهيم، إلى أن مات في رجب سنة سبع وسبعين.
وولي ابن أخيه بدر الدين عبد الوهاب بن الكمال أحمد، ثم صرف في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين.
وولي علم الدين سليمان بن خالد البساطي، ثم عزل في صفر سنة تسع وسبعين.
وأعيد البدر الأخنائي، ثم صرف في رجب من السنة.
وأعيد البساطي في سنة ثلاث وثمانين.
وولي جمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن خير السكندري، وقال بعضهم في ذلك:
قالوا تولى ابن خير ... فقيه ثغر الرباط
فقلت: ذا فيض خير ... من بعد خير البساط
(2/188)
_________
ثم عزل في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين.
وولي عبد الرحمن بن خلدون، ثم عزل في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين.
وأعيد ابن خير إلى أن مات سنة إحدى وتسعين.
وولي تاج الدين محمد بن يوسف الكركي، إلى أن مات في شوال سنة ثلاث وتسعين.
وولي شهاب الدين النحريري، ثم عزل في ذي الحجة من السنة.
وولي ناصر الدين أحمد بن محمد التنسي، إلى أن مات في رمضان سنة إحدى وثمانمائة.
وولي ولي الدين بن خلدون، ثم عزل في المحرم سنة ثلاث.
وولي نور الدين علي بن الخلال إلى أن مات من عامه.
وولي جمال الدين عبد الله الأقفهسي، ثم عزل بعد شهر.
وأعيد ابن خلدون، ثم عزل في شعبان سنة أربع.
وولي جمال الدين يوسف البساطي، ثم صرف في ذي الحجة من نفس السنة.
وأعيد ابن خلدون، ثم صرف في ربيع الأول من سنة ست.
وأعيد البساطي، ثم صرف في رجب سنة سبع.
وأعيد ابن خلدون، ثم صرف في ذي القعدة من عامه.
وأعيد الجمال الأقفهسي.
ثم ولي جمال الدين عبد الله القاضي ناصر الدين التنسي في مستهل ربيع الأول سنة ثمان، ثم عزل بعد يومين.
وأعيد البساطي، ثم صرف في رمضان من عامه.
وأعيد ابن خلدون، ثم لم يلبث أن مات فيه.
(2/189)
_________
وأعيد جمال الدين التنسي، ثم صرف في سادس عشر من شوال.
وأعيد البساطي، ثم صرف في شوال سنة اثنتي عشرة.
وولي شمس الدين محمد بن علي المدني ثم صرف في ربيع الآخر سنة ست عشرة.
وولي شهاب الدين الأموي، ثم أعيد الجمال الأقفهسي إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين.
وولي العلامة شمس الدين البساطي، فأقام إلى أن مات في رمضان سنة اثنتين وأربعين.
وولي بدر الدين بن القاضي ناصر الدين التنسي إلى أن مات في صفر سنة ثلاث وخمسين.
وولي ولي الدين السنباطي، إلى أن مات في رجب سنة إحدى وستين.
وولي حسام الدين بن جرير إلى أن مات سنة ثلاث وسبعين.
وولي أخوه سراج الدين ثم عزل، وولي البرهان اللقاني، ثم عزل في جمادى سنة ست وثمانين.
وولي صاحبنا محيي الدين بن تقي (1).
_________
(1) ونظم أيضا أحمد بن إبراهيم العسقلاني في قضاة المالكية، ونقله ابن حجر في رفع الإصر 1: 18، 19:
والحسني وابن شكر وابن شاس ... ثم ابن شكر قد تلا ابن شاس
ثم ابن مخلوف تقي تاج ... ثم السخاوي تلاه التاج
وبعد البرهان بدر وعلم ... أعني البساطى وبدر وعلم
ثم ابن خلدون مع خير ... بهرام ثم العدني النحريري
ثم ابن خلدون مع البساطي ... ثم ابن خلدون مع البساطي
ثم ابن خلدون مع البساطي ... والتنسي هكذا البساطي
ثم ابن خلدون جمال الدين ... ثم البساطي ثم شمس الدين
ثم البساطي المدني الأموي ... ثم الجمال والبساط المحتوي
ابن التنسي والبساطي ولوه ... وابن جرير بعده أخوه
(2/190)
_________



ذكر قضاة مصر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

ذكر قضاة مصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قضاة مصر   ذكر قضاة مصر Emptyالأحد 03 ديسمبر 2023, 10:54 pm


ذكر قضاة الحنابلة:
أول من ولي منهم زمن الظاهر شمس الدين محمد بن العماد الجماعيلي، ثم عزل سنة سبعين وستمائة، ولم يل الوظيفة بعد عزله أحد حتى توفي سنة ست وسبعين.
وولي عز الدين عمر بن عبد الله بن عوض في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين، إلى أن مات سنة ست وتسعين.
وولي شرف الدين عبد الغني بن يحيى الحراني، إلى أن مات في ربيع الأول سنة تسع وسبعمائة.
وولي الحافظ سعد الدين الحارثي، ثم عزل في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة.
وولي تقي الدين بن قاضي القضاة عز الدين عمر، ثم عزل.
وولي موفق الدين عبد الله بن محمد المقدسي في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين، إلى أن مات في المحرم سنة تسع وستين.
وولي ناصر الدين نصر الله بن أحمد العسقلاني، إلى أن مات في شعبان سنة خمس وتسعين.
وولي ابنه برهان الدين إبراهيم، إلى أن مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة.
وولي أخوه موفق الدين أحمد بن نصر الله، ثم صرف.
وولي نور الدين علي الحكري (1)، ثم صرف.
وأعيد موفق الدين إلى أن مات في رمضان سنة ثلاث وثمانمائة.
وولي مجد الدين سالم ثم صرف في سنة ثماني عشرة.
وولي علاء الدين علي بن مغني، إلى أن مات في صفر سنة ثمان وعشرين.
_________
(1) في الأصول: "الكرى"، وما أثبته من النجوم الزاهرة 7: 134.
(2/191)
_________
وولي محب الدين أحمد بن نصر الله البغدادي، ثم صرف في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين.
وولي عز الدين عبد العزيز بن علي البغدادي، ثم صرف في سنة إحدى وثلاثين.
وأعيد محب الدين إلى أن مات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين.
وولي بدر الدين محمد بن عبد المنعم البغدادي، إلى أن مات في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين.
وولي شيخنا عز الدين أحمد بن قاضي القضاة برهان الدين بن قاضي القضاة نصر الله إلى أن مات في سنة ست وسبعين.
وولي تلميذه البدر السعدي (1).
_________
(1) وفي قضاة الحنابلة نظم أيضا أحمد بن إبراهيم العسقلاني، هذا الرجز، ونقله ابن حجر في رفع الإصر 1: 20:
وابن العماد قد تلاه ابن عوض ... عبد الغني والحارثي وابن عوض
ثم موفق الدين تلاه الناصر ... ثم ابنه، ثم أخوه الآخر
وبعده الحكري والموفق ... وسالم ثم ابن فعله يلحق
ثم محب ثم عز والمحب ... والبدر والناظم نال ما يحب
(2/192)
_________



ذكر قضاة مصر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
ذكر قضاة مصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـضــــــــــــــــــائـل مـصــــــــــــــــــــر :: تـاريـــخ مـصــــــــر-
انتقل الى: