منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية Empty
مُساهمةموضوع: ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية   ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023, 9:51 am

ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية:
1- أبو عثمان محمد ابن ابن عم الإمام الشافعي، قال ابن يونس: كان فقيهًا توفي بمصر سنة إحدى وثلاثين ومائتين، قال الدارقطني: أخذ عن أبيه، ابن عم الشافعي.
2، 3، 4، 5- ابن بنت الشافعي، البويطي، حرملة، المزني، مروا في المجتهدين (1).
6، 7- الربيع بن سليمان المرادي، يونس بن عبد الأعلى، مرَّا في الحفاظ (2).
8- عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة المصري النحوي أبو زيد المعروف بكيد، أخذ عن الشافعي، وكان فقيهًا عالمًا بالأخبار، أعجوبة فيها، مات في شوال سنة إحدى وعشرين ومائتين.
9- أبو علي عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص الخزاعي المصري، كان فقيهًا فاضلًا، زاهدًا ثقة، وكان من أكابر العلماء المالكية، فلما قدم الشافعي مصر لزمه، وتفقه على مذهبه، مات في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين ومائتين (3).
10- الربيع بن سليمان بن داود الأزدي الجيزي أبو محمد، مات بالجيزة، ودفن بها في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومائتين (4).
11- قحزم بن عبد الله الأسواني، يكنى بأبي حنيفة، كان أصله قبطيًّا، وكان من
_________
(1) تقدم ذكرهم في المجتهدين ص306، 307.
(2) الربيع ص348 يونس ص309.
(3) طبقات الشافعية 2: 143 ص309.
(4) تقريب التهذيب 1: 245، طبقات الشافعية 1: 259.
(1/398)
_________
جلة أصحاب الشافعي الآخذين عنه، كان مقيمًا بأسوان، يفتي بها على مذهبه مدة سنين، مات بها سنة إحدى وسبعين ومائتين (1).
12- أخت المزني، كانت تحضر مجلس الشافعي، ونقل عنها الرافعي في الزكاة وذكرها ابن السبكي والإسنوي في الطبقات.
13- أبو علي كنيز، خادم الخليفة المنتصر بن المتوكل، قال الذهبي: كان من أئمة المذهب، تفقه على الزعفراني، فلما قتل المنتصر خرج إلى مصر، وأخذ الفقه عن حرملة والربيع، وكان يجلس في حلقة ابن عبد الحكم ويناظرهم فقامت قيامتهم منه، فسعوا به إلى أحمد بن طولون، وقالوا: هذا جاسوس، فحبسه سبع سنين، فلما مات ابن طولون ذهب إلى الإسكندرية، فأقام سبع سنين، وأعاد كل صلاة صلاها في الحبس، ثم ذهب إلى الشام وأقام بجامع دمشق (2).
14- يوسف بن عبد الأعلى، قال العبادي: كان أحد فقهاء عصره، من أصحاب المزني.
15- عبدان المروزي، مر في الحفاظ (3).
16- أبو زرعة محمد بن عثمان بن إبراهيم الدمشقي، ولي قضاء مصر عن أحمد بن طولون، فأقام فيه ثماني سنين، ثم ولي قضاء دمشق، فأدخل فيها مذهب الشافعي، وحكم به القضاة بعد أن كان الغالب عليهم مذهب الأوزاعي، وكان عفيفًا شديد التوقف في الأحكام، بالغًا في الكرم أكولًا، توفي سنة اثنتين وثلاثمائة (4).
17- وولده أبو عبد الله الحسين، عارف بالقضاء، كريم، جُمع له بين قضاء
_________
(1) طبقات الشافعية 2: 161 "الحلبي".
(2) طبقات الشافعية 2: 161، 162 "طبعة الحلبي".
(3) ص395.
(4) ملحق الولاة والقضاة 508 "فيما نقله عن كتاب رفع الإصر".
(1/399)
_________
مصر والشام، مات يوم عيد الأضحى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، عن ثلاث وأربعين سنة (1).
18- أبو القاسم بشر بن نصر بن منصور البغدادي، يُعرف بغلام عرق، قال، ابن يونس: ارتحل إلى مصر وتفقه على مذهب الشافعي، وكان متضلعًا من الفقه دينًا، توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة (2).
19- النسائي، مر في الحفاظ (3).
20- منصور بن إسماعيل بن عمر أبو الحسن الفقيه، أحد أئمة الشافعية، له مصنفات في المذهب وشعر حسن، سكن الرملة، ثم قدم مصر فمات بها سنة ست وثلاثمائة، ذكره ابن كثير (4).
21، 22، 23، 24- ابن حربويه، أبو إسحاق المروزي، ابن الحداد، الماسرجسي، مروا في المجتهدين (5).
25- عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني أبو القاسم، سكن مصر، وأخذ عن يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان المرادي، وكان له حلقة للفتوى والإشغال بمصر وللرواية، مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة نقل عنه الرافعي (6).
26- أبو علي الروذباري محمد بن أحمد بن القاسم البغدادي الزاهد، قال في العبر: نزيل مصر وشيخها، صحب الجنيد وجماعة، وكان إمامًا مفتيًا، ورد عنه أنه قال:
_________
(1) ملحق الولاة والقضاة 562 "فيما نقله عن كتاب رفع الإصر".
(2) طبقات الشافعية 3: 79999 "الحلبي".
(3) ص349 من هذا الجزء.
(4) البداية والنهاية 11: 103.
(5) ابن حربويه أبو عبيد وأبو إسحاق المروذي مرا في ص312، وأبو بكر الحداد والماسرجسي مرا ص313.
(6) العبر 2: 192.
(1/400)
_________
أستاذي في التصوف الجنيد، وفي الحديث إبراهيم الحربي، وفي الفقه ابن سريج، وفي الأدب ثعلب، مات بمصر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائه (1).
27- أبو هاشم إسماعيل بن عبد الواحد الربعي المقدسي، قال الذهبي: كان من كبار الشافعية، تولى قضاء مصر في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ثم عزل وأصابه فالج، فتحول إلى الرملة، فمات بها سنة خمس وعشرين (2).
28- أبو بكر محمد بن علي المصري المعروف بالعسكري، نسبته إلى حارة من مدينة مصر تسمى بالعسكر، نزلها عسكر صالح بن علي أمير مصر، قال ابن يونس: كان مختار أهل العسكر ومفتيهم، روى عن يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان، مات يوم الأربعاء سابع ربيع الأول سنة سبع عشرة وثلاثمائة (3).
29- أبو بكر محمد بن بشر بن عبد الله الزبيري العسكري -بفتح المهملة والكاف- قال ابن الصلاح: من أهل مصر، حدث عن الربيع بمختصر البويطي
وغيره، وقال ابن يونس: توفي يوم الخميس تاسع شوال سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة (4).
30- أبو رجاء محمد بن أحمد بن الربيع الأُسواني، كان فقيهًا أديبًا شاعرًا، سمع وحدث وألف قصيدة نظم فيها قصص الأنبياء وكتاب المزني والطب والفلسفة مائة بيت وثلاثين ألفًا، مات في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة (5).
31- عبد الرحمن بن سلمويه الرازي، قال ابن يونس: قدم مصر وتفقه بها، وأفتى ودرس في جامعها العتيق، وتوفي بها سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة (6).
_________
(1) العبر 2: 195؛ وفي حواشيه عن طبقات الصوفية 354، أن اسمه أحمد بن محمد بن القاسم.
(2) ملحق الولاة والقضاة 544 فيما نقله عن كتاب رفع الإصر.
(3) اللباب 2: 136.
(4) شذرات الذهب 2: 332.
(5) الطالع السعيد 267.
(6) طبقات الشافعية 2: 237.
(1/401)
_________
32- محمد بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق، أبو الفرج البغدادي الفقيه الشافعي، يُعرف بابن سكرة، قال ابن كثير: سكن مصر، وحدث بها، مات سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة (1).
33- أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسين بن الخصيب بن الصقر الخصيبي الأصبهاني، له كتاب في الفقه يسمى المجالسة، ولي قضاء دمشق، ثم قضاء مصر سنة أربعين وثلاثمائة، فأقام بها إلى أن مات بها في المحرم سنة ثمان وأربعين، وولي بعده ابنه محمد، فأقام شهرًا واحدًا، ثم مرض، ومات في سادس ربيع الأول من السنة (2).
34- أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي المصري، يُعرف بابن الجبي، نسبة إلى جبة موضع بمصر، يلقب سيبويه، وكان فقيهًا شاعرًا فصيحًا أخذ عن ابن الحداد، وكان يتظاهر بالاعتزال، ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، ومات في صفر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة (3).
35- أبو طاهر محمد بن عبد العزيز بن حسون الإسكندراني الفقيه الشافعي، حدث بدمشق، وتوفي في رجب سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
36- أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح المفسر، كان فقيهًا شافعيًّا، روى عنه الدارقطني وأثنى عليه، ولد بدمشق في ربيع الأول سنة
ثلاث وسبعين ومائتين، وسكن مصر ومات بها يوم الثلاثاء في رجب سنة خمس وستين وثلاثمائة (4).
37- أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية القاضي النيسابوري ثم
_________
(1) البداية والنهاية 11: 327.
(2) رفع الإصر 293.
(3) معجم البلدان 3: 58.
(4) شذرات الذهب 3: 51.
(1/402)
_________
المصري، كان إمامًا من أئمة الشافعية في الفرائض رحل مع عمه الحافظ يحيى بن زكريا الأعرج إلى مصر واستوطنها، ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وتوفي بمصر في رجب سنة ست وثلاثمائة.
38- أبو العباس أحمد بن محمد الديبلي، نزل مصر، كان جيد المعرفة بالمذهب، كثير النظم في الأم، صالحًا زاهدًا، صاحب كرامات، كثير العبادات، مات في رمضان سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وكان يرى الجمع بين الصلاتين بعذر المرض، وكانت جنازته شيئًا عجيبًا لم يبق بمصر أحد إلا حضرها.
39- أبو الحسن الحلبي علي بن محمد بن إسحاق القاضي الشافعي، نزيل مصر، وروى عن علي بن عبد الحميد الغضائري وطبقته، توفي سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وقد عاش مائة سنة، قاله في العبر (1).
40- القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى البغدادي، تفقه على الشيخ أبي حامد، وسمع من جماعة كثيرة، وسكن مصر وأملى وأفاد، مات بها في شعبان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة (2).
41- أبو الحسن عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن صهيب بن مسكين المصري المعروف بالزجاج، كان فقيهًا، سمع من أبيض بن محمد الفهري (3) صاحب النسائي، مات سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
42- أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، صاحب الشهاب والخطط وغيرهما، كان فقيهًا شافعيًّا، تولى القضاء بالديار المصرية، روى عنه الخطيب البغدادي.
_________
(1) العبر 3: 61.
(2) العبر 3: 197.
(3) في الأصل: "العتري"، والصواب ما أثبته من ح، ط وشذرات الذهب 3: 88.
(1/403)
_________
قال ابن ماكولا: كان متفننًا في عدة علوم، توفي بمصر ليلة الخميس سابع عشر ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربعمائة (1).
43- أبو القاسم نصر بن بشر بن علي العراقي نزيل مصر، كان فقيهًا محققًا مناظرًا مبرزًا، سمع وحدث، ومات في ذي الحجة سنة سبع وسبعين وأربعمائة (2).
44- أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسين بن شريح الأموي، كان فقيهًا شافعيًّا، سمع وحدث، وتوفي بمصر سنة ستين وأربعمائة.
45- أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أحمد المعروف بالمصيصي، كان فقيهًا فرضيًا، تفقه على القاضي أبي الطيب الطبري، وروى الحديث عن جماعة بمصر والشام والعراق، وأصله من المصيصة، ولد بمصر في رجب سنة أربعمائة، ومات بدمشق في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربعمائة (3).
46- الخِلَعي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين (4) الموصلي، ونسبته إلى بيع الخِلَع (5) ؛ لأنه كان يبيعها لملوك مصر، ولد بمصر في المحرم سنة خمس وأربعمائة، وكان فقيهًا صالحًا، له كرامات وتصانيف وروايات متسعة، وكان أعلى أهل مصر إسنادًا، جمع له أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازي عشرين جزءًا، وخرجها عنه، وسماها الخِلَعيات (6)، وولي قضاء الديار المصرية يومًا واحدًا ثم استعفى واختفى بالقرافة (7)، مات بصر في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة؛ وكان والده أيضًا فقيهًا شافعيًّا، توفي
_________
(1) ابن خلكان 1: 462، طبقات الشافعية 3: 62.
(2) سقطت هذه الترجمة وتاليها من الأصل، وأثبته من ح، ط.
(3) شذرات الذهب 4: 398.
(4) ح، ط: "الحسين"، والصواب ما أثبته من الأصل وابن خلكان.
(5) الخلعي، بكسر الخاء المعجمة، وفتح اللام.
(6) في ابن خلكان: "أجزاء من مسموعاته آخر من رواها عنه أبو رفاعة".
(7) في ابن خلكان: "القرافة الصغرى"، قال: "هما قرافتان، كبرى وصغرى، فالكبرى منهما ظاهر مصر والصغرى ظاهر القاهرة".
(1/404)
_________
بمصر في شوال ثمان وأربعين وأربعمائة (1).
47- أبو الفتح سلطان بن إبراهيم بن مسلم المقدسي، قال السلفي في معجم شيوخه: كان من أفقه الفقهاء بمصر، وعليه قرأ أكثرهم؛ وهو شيخ صاحب
الذخائر، ولد بالقدس سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وتفقه على الشيخ نصر المقدسي، ودخل مصر بعد السبعين، وتوفي سنة ثماني عشرة وخمسمائة (2).
48- أبو الحسين يحيى اللخمي المقدسي، تفقه على الشيخ نصر المقدسي، وحدث عنه، وتولى قضاء الإسكندرية.
49- أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن علي اللخمي الميورقي، كان عالمًا بارعًا فقيهًا أصوليًّا خلافيًّا، زاهدًا، تفقه على الكيا الهراسي ببغداد، واستوطن الإسكندرية، وصنف تعليقه في الخلاف، روى عنه السلفي، مات في آخر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة (3).
50- مجلِّي بن جُمَيع بن نجا المخزومي الأرسوفي الأصل (4)، ثم المصري القاضي أبو المعالي، صاحب الذخائر، تفقه على الفقيه سلطان المقدسي، وبرع فصار من كبار الأئمة، وتفقه عليه جماعة، منهم العراقي شارح المذهب، وولي قضاء الديار المصرية سنة سبع وأربعين وخمسمائة، ثم عزل سنة تسع وأربعين، ومات في ذي القعدة سنة خمس "وخمسمائة"، ومن تصانيفه: كتاب أدب القضاء، وكتاب الجهر بالبسملة، نقل عنه في الروضة (5).
_________
(1) شذرات الذهب 4: 398، والعبر 3: 334، وابن خلكان 1: 338، وفي كل هذه المراجع ذكر أن وفاته كانت سنة 292.
(2) شذرات الذهب 4: 85.
(3) شذرات الذهب 4: 67، والعبر 4: 54.
(4) منسوب إلى أرسوف، بالفتح ثم السكون، وهي مدينة على ساحل بحر الشام.
(5) العبر 4: 141.
(1/405)
_________
51- أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي المصري، قاضي الجيزة، كان فقيها ماهرا في الفرائض والمقدرات، صالحا دينا، تفقه على القاضي الخلعي، ولازمه، وهو آخر من حدث عنه، ثم ترك القضاء واعتزل في القرافة، مشتغلا بالعبادة، ولد في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وستين وخمسمائة (1).
52- عمارة -بضم أوله- بن علي بن زيدان اليمني نجم الدين أبو محمد، كان فقيها فرضيا شاعرا ماهرا، ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة، ودخل مصر سنة خمسين، ومدح الخليفة الفائز ووزيره الصالح بن رزيك واستوطنها، فلما أزال السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى دولة بني عبيد، اتفق عمارة هذا مع جماعة
من الرؤساء على إعادة دولتهم، فعلم بهم السلطان، فأمر بشنقهم، ومن جملتهم عمارة هذا، فشنقوا في رمضان سنة تسع وستين وخمسمائة (2).
53- أبو القاسم علي بن أبي المكارم بن فتيان الدمشقي، أحد الأعيان بمصر، قال النووي: تفقه على أبي المحاسن يوسف الدمشقي، وله معرفة بفنون، مات سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
54- الخُبوشاني نجم الدين أبو البركات محمد بن سعيد بن علي، كان فقيها فاضلا، كثير الورع، وبه يضرب المثل في الزهد، تفقه على محمد بن يحيى تلميذ الغزالي، وألف تحقيق المحيط في شرع الوسيط في ستة عشر مجلدا، وتفقه بالمدرسة الصلاحية المجاورة لضريح الإمام الشافعي، وكان شيخها وناظرها، وله بنيت، ولد في رجب
_________
(1) العبر 4: 174.
(2) العبر 4: 208.
(1/406)
_________
سنة عشر وخمسمائة، ومات يوم الأربعاء ثاني عشر ذي القعدة سنة سبع وثمانين، ودفن في قبة مفردة تحت رجلي الإمام الشافعي (1).
55- أبو العباس أحمد المظفر بن الحسين الدمشقي، المعروف بابن زين التجار، كان من أعيان الشافعية، تولى تدريس الناصرية المجاورة للجامع العتيق بمصر، وطالت مدته فيها، فعرفت المدرسة به، وهي الآن معروفة بالشريفية؛ لأن الشريف العباسي شيخ ابن الرفعة تولاها، وطالت مدته أيضًا بها، مات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة (2).
56- الشهاب الطوسي أبو الفتح محمد بن محمود بن محمد، قال النووي في طبقاته: كان شيخ الفقهاء، وصدر العلماء في عصره، إماما في فنون؛ تفقه على جماعة من أصحاب الغزالي؛ منهم محمد بن يحيى، وقدم مصر فنشر بها العلم، ووعظ وذكر، وانتفع به الناس، وكان معظما عند الخاصة والعامة، وعليه مدار الفتوى في مذهب الشافعي، ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، وتوفي بمصر في ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة، وحمله أولاد السلطان على رقابهم (3).
57- العراقي شارح المهذب أبو إسحاق بن منصور بن المسلم المصري، وإنما قيل له العراقي؛ لأنه سافر إلى بغداد وأقام بها مدة يشتغل بها، ولد بمصر سنة عشر وخمسمائة، واشتغل على صاحب الذخائر، وبالعراق على ابن الخل وغيره؛ ثم عاد إلى مصر، وتولى خطابة الجامع العتيق بها، وشرح المهذب شرحا حسنا، مات يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى سنة ست وتسعين، ودفن بسفح المقطم، وله
_________
(1) العبر 4: 262، واسمه هناك: "محمد بن الموفق".
(2) طبقات الشافعية 4: 55.
(3) طبقات الشافعية 4: 185.
(1/407)
_________
ولد فاضل جليل القدر اسمه أبو محمد عبد الحكم، ولي الخطابة بعد وفاة والده، وله خطب جيدة وشعر لطيف (1).
58- أبو القاسم هبة الله بن معد بن عبد الكريم القرشي الدمياطي المعروف بابن البوري، نسبة إلى بور بلد قرب دمياط، ينسب إليها السمك البوري، تفقه على ابن أبي عصرون، وابن الخل، ثم انتقل إلى الإسكندرية، ودرس بمدرسة السلفي، توفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة (2).
59- إسماعيل بن محمد بن حسان القاضي أبو طاهر الأسواني الأنصاري، رحل إلى بغداد، وتفقه على ابن فضلان، ورجع فأقام بأسوان حاكمًا مدرسًا، مات بالقاهرة في رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة (3).
60- صدر الدين أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس الكردي الموصلي قاضي القضاة بالديار المصرية، ولد سنة ست عشرة وخمسمائة، وتفقه بحلب على أبي الحسن المرادي، مات بمصر في رجب سنة خمس وستمائة (4).
61- أخوه ضياء الدين أبو عمرو عثمان بن عيسى بن درباس الكردي الموصلي، صاحب الاستقصاء في شرح المهذب، كان من أعلم الفقهاء في وقته بالمذهب، ماهرًا في أصول الفقه، قرأ على الخضر بن عقيل الإربلي وابن أبي عصرون، وشرح اللمع لأبي إسحاق، وناب عن أخيه صدر الدين في الحكم بالقاهرة، مات في الثاني من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وقد قارب التسعين، ودفن بالقرافة (5).
وله ولد يقال له:
_________
(1) العبر 4: 291.
(2) طبقات الشافعية 4: 322.
(3) الطالع السعيد 96.
(4) رفع الإصر 367.
(5) طبقات الشافعية 5: 125.
(1/408)
_________
62- جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم، كان فقيهًا محدثًا شاعرًا، رحل، فمات بين الهند واليمن سنة اثنتين وعشرين وستمائة (1).
63- السديد بن سماقة أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الإسعردي، كان عالمًا صالحًا، حدث بمصر والإسكندرية، وولي قضاء دمياط، ثم عاد إلى بلاده، فمات بها سنة اثنتي عشرة وستمائة.
64- المقترح تقي الدين مظفر بن عبد الله بن علي المصري؛ ولقب بالمقترح لأنه كان يحفظه، وهو كتاب في الجدل؛ كان إمامًا كبيرًا، له التصانيف في الفقه والأصول والخلاف، دينًا متورعًا، كثير الإفادة، متواضعًا، تخرج به جماعة بالقاهرة والإسكندرية، ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة، ومات في شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة (2).
65- عبد الواحد بن إسماعيل بن ظافر الدمياطي صابر الدين، كان إمامًا فقيهًا متكلمًا، درس وأفاد، ولد سنة ست وخمسين وخمسمائة، ومات في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وستمائة (3).
66- ضياء الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل القرشي المصري المعروف بابن الوراق، كان إمامًا عالمًا، تفقه بالطوسي وأعاد عنده، وسمع من ابن بري، تفقه على المنذري، مات في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وستمائة.
67- صدر الدين شيخ الشيوخ محمد بن شيخ الشيوخ عماد الدين محمود بن حمويه الجويني برع في المذهب، وأفتى ودرس، وولي تدريس الشافعي والمشهد الحسيني ومشيخة سعيد السعداء، وكان كبير القدر، بعثه الملك الكامل رسولًا إلى الخليفة يستنجد به على الفرنج
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 156.
(2) طبقات الشافعية 5: 133.
(3) طبقات الشافعية 5: 65.
(1/409)
_________
لما أخذوا دمياط، فأدركه الموت بالموصل سنة سبع عشرة وستمائة عن ثلاث وسبعين سنة (1).
68- شهاب الدين محمد بن إبراهيم الحموي المعروف بابن الجاموس، كان من كبار الشافعية، تفقه بحماة، وقدم الديار المصرية، فولي خطابة الجامع العتيق، وتدريس المشهد الحسيني، مات في ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة.
69- عبد السلام بن علي بن منصور الدمياطي المعروف بابن الخراط، ولد بدمياط ورحل إلى بغداد، فتفقه بها، وتميز في الفقه والخلاف، ورجع إلى بلده فأقام بها قاضيًا مدرسًا، ثم ولي قضاء مصر والوجه القبلي، ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، ومات سنة تسع وستمائة.
70- أمين الدين مظفر بن محمد بن إسماعيل التبريزي، صاحب المختصر المشهور، لخصه من الوجيز، كان عالمًا عابدًا زاهدًا، ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وتفقه ببغداد على ابن فضلان، وقدم مصر فأعاد بالمدرسة الشريفية، واختصر المحصول، وصنف كتابًا في الفقه، ثلاثة مجلدات، سماه سماط سمط الفوائد، سافر إلى شيراز، فمات بها في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وستمائة (2).
71- صدقة بن أبي كرم اليعقوبي، تفقه ببغداد على ابن فضلان وغيره، وقدم مصر، وولي القضاء بأعمال الأشمونين، ثم رجع إلى بغداد، وأعاد بالنظامية، وولي قضاء يعقوبا.
72- عماد الدين أبو عمرو عثمان الكردي، تفقه بالموصل على جماعة، ثم رحل إلى أبيه عصرون، فتفقه عليه، ثم قدم فتولى قضاء دمياط، ثم ناب بالقاهرة،
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 41.
(2) طبقات الشافعية 5: 156.
(1/410)
_________
ودرس بالجامع الأقمر وغيره، مات في ربيع الأول سنة عشرين وستمائة (1).
73- أبو الطاهر طاهر خطيب الجامع العتيق بمصر، كان علامة، فقيهًا ورعًا، نقل عنه ابن الرفعة في المطلب.
74- الجمال المصري يونس بن بدران بن فيروز، ولد بمصر في حدود خمس وخمسين وخمسمائة، وسمع من السلفي وغيره، وكان يشارك في علوم
كثيرة، واختصر الأم للشافعي، وألف في الفرائض، ودرس التفسير بالعادلية بدمشق، وولي قضاء الشام، مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
75- زين الدين أبو الحسن علي بن أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بدران الدمشقي، تفقه ببغداد على والده، وبرع في المذهب، وسمع وحدث، وولي قضاء الديار المصرية، ومات بها في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وله اثنتان وسبعون سنة.
76- عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلي المعروف بابن السكري، ولد بمصر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وتفقه على الشهاب الطوسي، وله مصنف في الدور، وحواش على الوسيط، نقل عنه ابن الرفعة في المطلب، ولي قضاء الديار المصرية، ومات في شوال سنة أربع وعشرين وستمائة (2).
77- تقي الدين صالح بن بدر بن عبد الله الزفتاوي، تفقه على الشهاب الطوسي وتولى القضاء، مات في ذي القعدة سنة ثلاث وستمائة، وهو ابن سبعين سنة (3).
78- جلال الدين أبو الغنائم همام الدين بن راجي الله بن سرايا الصعيدي، ولد بالصعيد سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وقدم القاهرة، وأخذ العربية عن ابن بري، والأصول عن ابن ظافر بن الحسين، ورحل إلى العراق فتفقه على ابن فضلان والمجير
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 125.
(2) طبقات الشافعية 5: 63.
(3) طبقات الشافعية 5: 57.
(1/411)
_________
البغدادي، ثم عاد إلى مصر، وتولى الخطابة بجامع الصالح بن رُزّيك، ودرس وأفتى، وصنف في الفقه والخلاف والأصول، مات في ربيع الأول سنة ثلاث وستمائة (1).
وله حفيد يقال له:
79- تقي الدين أبو الفتح محمد بن محمد؛ صنف كتابا في الأدعية والأذكار، سماه سلاح المؤمن، مات في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وستمائة بشاطئ النيل.
80- شمس الدين عثمان بن سعيد بن كثير الصنهاجي، قدم في صباه مصر واستوطنها، وتفقه بها على الشهاب الطوسي، وبرع في المذهب، ودرس بالجامع الأقمر، وتولى قضاء الأعمال القوصية، ولد في حدود سنة خمس وستين وخمسمائة ومات بالقاهرة في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستمائة (2).
81- شرف الدين أبو المكارم محمد بن عبد الله بن الحسن الكندري المعروف بابن عين الدولة، قال المنذري: كان عالما بالأحكام الشرعية على غوامضها، ولد بالإسكندرية سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وتفقه بالعراقي شارح المهذب، وولي قضاء الديار المصرية، مات في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وستمائة، وله ولد يقال له:
82- محيي الدين عبد الله، ولي قضاء مصر أيضًا، توفي في رجب سنة ثمان وسبعين، ومولده سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
83- علم الدين علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي أبو الحسن، كان فقيها مفتيا إمام في القراءات والتفسير والنحو واللغة، لازم الشاطبي، سكن دمشق، وتصدر للإقراء، وانتفع به الناس، وله مصنفات كثيرة؛ منها التفسير، وشرح المفصل وشرح
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 164.
(2) طبقات الشافعية 5: 136.
(1/412)
_________
الشاطبية، مات ليلة ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة (1).
84- شرف الدين عبد الله بن محمد بن علي الفهري المعروف بابن التلمساني، كان إماما عالما بالفقه والأصلين، تصدر للإقراء بمدينة مصر، وانتفع به الناس، وصنف الكتب المفيدة؛ منها شرح التنبيه، وشرحان على المعالم للإمام محيي الدين عثمان بن يوسف القليوبي، ولد سنة سبع وستين وخمسمائة، وأجاز له أبو اليمن الكندي، وناب في الحكم بالقاهرة، وألف المجموع في الفقه، وشرح الخطب النباتية، أجاز للدمياطي، مات بالقاهرة ليلة السبت حادي عشر جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وستمائة (2).
85- بهاء الدين أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة اللخمي المعروف بابن الجُميزي، كان فقيها مقرئا، محدثا، ولد بمصر يوم عيد الأضحى سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وقرأ على الشاطبي، وتفقه بالعراقي والشهاب الطوسي وابن أبي عصرون، وسمع من الحافظ ابن عساكر والسلفي، كتب له ابن أبي عصرون ما نصه: "لما ثبت عندي علم الولد الفقيه الإمام بهاء الدين، وفقه الله، ودينه وعدالته رأيت تمييزه من بين أبناء جنسه، وتشريفه بالطيلسان..، " إلى آخر ما كتب، قال في العبر: تفرد في زمانه، ورحل إليه الطلبة، وانتهت إليه مشيخة العلم بالديار المصرية، مات في رابع عشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين وستمائة (3).
86- الشريف شمس الدين محمد بن الحسين بن محمد الحسيني الأموي المصري المعروف بقاضي العسكر، كان إمام فقيها أصوليا، نظارا دينا، درس بالشريفية، وشرح المحصول وفرائض الوسيط، وولي نقابة وقضاء العسكر، مات في ثالث
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 126.
(2) طبقات الشافعية 5: 60.
(3) طبقات الشافعية 5: 127، شذرات الذهب 5: 246.
(1/413)
_________
عشر شوال سنة خمسين وستمائة، وقد جاوز السبعين.
87- الشهاب القوصي أبو المحامدي إسماعيل بن حامد بن أبي القاسم الأنصاري وُلد بقوص في المحرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وسمع وتفقه، ودرس وحدث، وخرج لنفسه معجما في أربع مجلدات، وكان بصيرا بالفقه، أديبا إخباريا، روى عنه الدمياطي وغيره، ووقف دار حديث بدمشق، ومات بها في سابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وستمائة (1).
88، 89- الزكي المنذري، الشيخ عز الدين بن عبد السلام، مَرَّا (2).
90- الشريف عماد الدين العباسي، كان إماما عالما بالفروع، درس بالشريفية مدة طويلة، وبه عُرِفت، واشتغل عليه ابن الرفعة، ونقل عنه في المطلب.
91- ابن الأستاذ كمال الدين أحمد بن القاضي زين الدين عبد الله بن عبد الرحمن الحلبي، كان عالما فقيها، محدثا أصيلا في العلم والرياسة والوجاهة، شرح الوسيط في عشرة مجلدات وولي قضاء حلب، ثم لما أخذها التتار ارتحل إلى مصر، ودرس بالكهارية وغيرها، مات في شوال سنة اثنتين وستين وستمائة، مولده سنة إحدى وعشرين.
92- تاج الدين أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الإسكندراني، تفقه على الفخر ابن عساكر؛ حتى برع في المذهب، ودرس وأفتى، وحدث، مات في سابع ذي الحجة سنة ثلاث وستين وستمائة.
93- شرف الدين يعقوب بن عبد الرحمن قاضي القضاة شرف الدين أبي سعد عبد الله بن أبي عصرون، روى وحدث، ودرس بالمدرسة القطبية بالقاهرة مدة، مات
_________
(1) الطالع السعيد 88.
(2) الزكي المنذري ص355، والعز بن عبد السلام ص314.
(1/414)
_________
بالمحلة في رمضان سنة خمس وستين وستمائة، وله مسائل جمعها على المذهب.
94- صدر الدين موهوب بن عمر بن موهوب الجزري، ولد بالجزيرة في جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، وأخذ عن العلم السخاوي والشيخ عز الدين بن عبد السلام وتفقه وبرع في المذهب والأصول والنحو، وتخرجت به الطلبة، وجُمعت عنه الفتاوي المشهورة، وولي القضاء بمصر، مات فجأة في تاسع رجب سنة خمس وستين وستمائة (1).
95- ابن بنت الأعز تاج الدين أبو محمد عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي (2) -والأعز كان وزير الكامل- كان المذكور عالما فاضلا صالحا، نزها، ولي قضاء الديار المصرية، وتدريس الشافعي والصالحية والوزارة وغير ذلك، مات في سابع عشر رجب سنة خمس وستين وستمائة (3)، وله ولدان.
96- أحدهما: صدر الدين عمر، كانة فقيها عارفا بالمذهب له معرفة بالعربية، ودين وصلابة، درس بالصالحية وغيرها، مات يوم عاشوراء سنة ثمانين وستمائة، عن خمس وخمسين سنة.
97- والآخر تقي الدين أبو القاسم عبد الرحمن، كان فقيها إماما بارعا، شاعرا، تفقه على والده، وعلى ابن عبد السلام، وولي قضاء القضاة والوزارة
وتدريس الشريفية والشافعي والصالحية وغيرها، مات في سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة.
ولصدر الدين ولد يقال له:
98- محيي الدين، ولي نظر الخزانة وقضاء الإسكندرية ومات في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.
99- نجم الدين أبو نصر الفتح بن موسى بن جماد المغربي الخضراوي، كان
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 162.
(2) منسوب إلى علامة، قبيلة.
(3) طبقات الشافعية 5: 133
(1/415)
_________
عالما فاضلا في فنون كثيرة، ولد بالجزيرة الخضراء سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، وتفقه بدمشق، وأخذ النحو عن الكندي، والأصول عن الآمدي، ونظم السيرة لابن هشام، والمفصل للزمخشري والإشارات لابن سينا، تولى قضاء أسيوط وتدريس الفائزية بها، مات في رابع جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة.
100- النصير ابن الطباخ، نصير الدين المبارك بن يحيى بن أبي الحسن البصري، كان إماما متبحرا في الفروع، له اعتناء بالتنبيه، يدعي أنه يخرج وسائل الفقه كلها منه، درس بالقبطية، وأعاد بالصالحية عند ابن عبد السلام، ولد في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ومات في جمادى الآخرة سنة تسع وستين وستمائة.
101- أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي الأندلسي، قال النووي: كان شافعيا إماما حافظا، متقنا محققا، زاهدا، ورعا، لم تر عيني مثله في وقته، وكان بارعا في معرفة الحديث وعلومه؛ ذا عناية بالفقه والنحو واللغة ومعارف الصوفية، توفي بمصر سنة ثمان وستين وستمائة (1).
102- الكمال التفليسي أبو الفتح عمر بن عمر، كان فقيها فاضلا، أصوليا بارعا خيرا، ولد سنة إحدى وستمائة، وولي قضاء الشام، وأقام بمصر مدة ينشر العلم إلى أنه مات في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وستمائة.
103- سديد الدين عثمان بن عبد الكريم بن أحمد التِّزْمِنْتي، ولد بتزمنت (2) سنة خمس وستمائة، وتفقه بالقاهرة، وصار إماما بارعا عارفا،
بالمذاهب، ودرس بالفاضلية وناب في الحكم، مات في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وستمائة (3).
104- ابن العامرية، مر في الحفاظ.
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 48.
(2) تزمنت، بالكسر ثم السكون: قرية من عمل البهنسا بمصر -ياقوت.
(3) طبقات الشافعية 5: 142.
(1/416)
_________



ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية   ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023, 9:52 am


105- أبو الفضل محمد بن علي بن الحسين الخلاطي، سمع ببغداد ودمشق، ثم انتقل إلى القاهرة، فناب في الحكم، وحدث، وصنف كتبا، منها قواعد الشرع وضوابط الأصل، والفرع على الوجيز، مات بالقاهرة في رمضان سنة خمس وسبعين وستمائة (1).
106- الكمال طه بن إبراهيم بن بكر الإربلي، كان فقيها أديبا، ولد بإربل ودخل القاهرة شابا، وانتفع به خلق كثيرون، روى عنه الدمياطي، مات بمصر في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وستمائة وقد جاوز الثمانين.
107- جلال الدين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الكندي الدشناوي، كان إماما فقيها ورعا، تفقه بقوص رفيقا للشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، ثم بالقاهرة على ابن عبد السلام، هو وإياه، وشرح التنبيه، وألف مناسك وكتابا في الأصول، وآخر في النحو وعاد إلى قوص، فتفقه عليه بها جماعة، وتحكى عنه مكاشفات وأحوال صالحة، مات بقوص في رمضان سنة سبع وسبعين وستمائة (2).
وله ولد يقال له:
108- تاج الدين محمد، كان فقيها محدثا قارئا بالسبع، ولد في رجب سنة ست وأربعين وستمائة، تفقه على والده وغيره، سمع وحدث ودرس، وأفتى بقوص، مات بها ليلة الجمعة، ثالث الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة (3).
109- ابن رزين تقي الدين أبو عبد الله محمد بن الحسين بن رزين العامري، كان إماما بارعا في الفقه والتفسير، مشاركا في علوم كثيرة، قال الإسنوي: ويكفيك أن النووي نقل عنه في الأصول والضوابط، مع تأخر موته عنه، ولد بحماة، يوم الثلاثاء، ثالث شعبان سنة ثلاث وستمائة، وقرأ النحو على
ابن يعيش،
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 32.
(2) الطالع السعيد 43.
(3) الطالع السعيد 390.
(1/417)
_________
والفقه على ابن الصلاح، ولازمه، وانتقل إلى الديار المصرية، فانتفع به الطلبة، وولي قضاءها وتدريس الشافعي، مات ليلة الأحد، ثالث رجب سنة ثمانين وستمائة، ودفن بالقرافة (1)، وله ولدان:
110- أحدهما: صدر الدين عبد البر، كان إماما فاضلا، ومدرسا، مات بدمشق في رجب سنة خمس وتسعين.
111- والآخر: بدر الدين أبو البركات عبد اللطيف، كان فقيها فاضلا معتنيا بالحديث، درس وأفتى، وناب في الحكم، مات بالقاهرة في جمادى الآخرة سنة عشر وسبعمائة، ولبدر الدين ولد يقال له:
112- علاء الدين عبد المحسن، كان فقيها فاضلا، عارفا بالأدب والتاريخ، مات في شعبان سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.
113- الجمال يحيى بن عبد المنعم المصري، كان إماما كبيرا في مذهب الشافعي، أخذ عن أبي الطاهر المحلي، وتولى قضاء الغربية، مات في رجب سنة ثمانين وستمائة وقد قارب الثمانين.
114- ظهير الدين جعفر بن يحيى التزمنتي، كان شيخ الشافعية في زمانه، تفقه على ابن الجميزي، وشرح مشكل الوسيط، وأخذ عنه فقهاء زمانه كابن الرفعة فمن دونه، مات سنة اثنتين وثمانين وستمائة (2).
115- سراج الدين موسى، أخو الشيخ تقي الدين بن دقيق العبد، كان فقيها نظارا شاعرا، تصدر بقوص لنشر العلم والفتوى، وصنف المغني في الفقه، ولد بقوص سنة إحدى وأربعين وستمائة، ومات في شوال سنة خمس وثمانين (3).
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 19.
(2) طبقات الشافعية 5: 54.
(3) طبقات الشافعية 5: 157، الطالع السعيد 380.
(1/418)
_________
116- الوجيه البهنسي عبد الوهاب بن الحسن، كان إماما كبيرا في الفقه دينا، ولي قضاء الديار المصرية، ومات سنة خمس وثمانين وستمائة (1).
117- القطب القسطلاني، قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المصري، ولد بمصر سنة أربع عشرة وستمائة، وتفقه وأفتى، وكان ممن جمع
العلم والعمل، وألف في الحديث والتصوف، وولي مشيخة دار الحديث الكاملية، مات في المحرم سنة ست وثمانين وستمائة.
118- الكمال القليوبي أحمد بن عيسى بن رضوان، كان عالما صالحا، له مصنفات كثيرة، منها شرح التنبيه، ولي قضاء المحلة، ومات سنة تسع وثمانين وستمائة (2).
وله ولد يقال له:
119- فتح الدين أحمد، كان فقيها أديبا شاعرا، وله موشحات فائقة، مات سنة خمس وعشرين وسبعمائة.
120- ابن المرحَّل زين الدين أبو حفص عمر بن مكي بن عبد الصمد، كان من علماء زمانه، دينا مستمسكا بطريقة السلف، تفقه بابن عبد السلام، وسمع من المنذري، وقرأ الأصلين على الخِسْرُوشاهي، ودرس وأفتى وناظر، وولي خطابة دمشق ووكالة بيت المال بها، مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وستمائة (3).
121- ولده الشيخ صدر الدين محمد، كان إماما جامعا للعلوم الشرعية والعقلية واللغوية، ولد بدمياط في شوال سنة خمس وستين وستمائة، وتفقه بأبيه وغيره، ودرس بالخشابية والمشهد الحسيني والناصرية، وجمع كتاب الأشباه والنظائر، ومات
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 133.
(2) طبقات الشافعية 5: 10.
(3) طبقات الشافعية 5: 145.
(1/419)
_________
قبل تحريره، فحرره وزاد عليه ابن أخيه، مات بالقاهرة في ذي الحجة سنة ست وسبعمائة.
122- ابن أخيه زين الدين محمد بن عبد الله الشيخ زين الدين عمر، كان عالما فاضلا في الفقه، والأصلين، ولد بدمياط، وتفقه على عمه وغيره، مات في رجب سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
123- عماد الدين عبد الرحمن بن أبي الحسن بن يحيى الدمنهوري، كان فقيها فاضلا، له نكت على التنبيه، ولد في ذي القعدة سنة ست وستمائة، ومات في رمضان سنة أربع وتسعين.
124- عبد اللطيف بن الشيخ عز الدين بن عبد السلام، ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة، وتفقه بأبيه، وتميز في الفقه والأصول، ومات بالقاهرة في ربيع الآخر سنة خمس وتسعين.
125- بهاء الدين هبة الله بن عبد الله بن سيد الكل القِفطي، ولد سنة ستمائة، وقيل: في أواخر المائة قبلها، وتفقه وبرع في علوم كثيرة، وولي الحكم بإسنا، ودرس، وقصده الطلبة من كل مكان، وانتهت إليه رياسة العلم في إقليمه، وصنف تفسيرا وكتبا كثيرة في علوم متعددة، مات بإسنا سنة سبع وتسعين وستمائة عن مائة سنة أو نحوها (1).
126- ضياء الدين أبو الفضل جعفر بن محمد بن الشيخ عبد الرحيم القناوي الشريف، أحد كبار الشافعية، كان إماما فقيها أصوليا أديبا مناظرا، ولد سنة ثماني عشرة وستمائة، وتفقه على المجد ابن دقيق العيد، والبهاء القفطي، وتولى قضاء قوص، ووكالة بيت المال، واشتهر بمعرفة المذهب، وحدث، ومات في ربيع الأول سنة ست وتسعين (2).
_________
(1) طبقات الشافعية 5: 131.
(2) طبقات الشافعية 5: 53.
(1/420)
_________
وله ولد يقال له:
127- تقي الدين أبو البقاء محمد، كان عالما صالحا، شاعرا زاهدا ورعا، وكانت والدته أخت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، ولد بقوص سنة خمس وأربعين وستمائة، وتولى مشيخة الرسلانية بمنشاة المهراني، وأقام بها إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة (1)، ولتقي الدين ولدان:
128- أحدهما فتح الدين علي، كان فقيها فاضلا، أديبا شاعرا، كثير الانقطاع، لد يد في حل الألغاز، درس بإسنا، ومات بقوص في رمضان سنة ثمان وسبعمائة.
129- والآخر عز الدين أحمد بن محمد، أعاد بالجامع الطولوني، وولي حسبة القاهرة، ومات بها سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
130- عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الديريني، كان عالما صالحا، نظم التنبيه والوجيز وسيرة نبوة، وله تفسير، مات سنة سبع وتسعين وستمائة.
131، 132، 133- ابن دقيق العيد، الشرف الدمياطي، ابن الرفعة، مروا (2).
134- العلم العراقي عبد الكريم بن علي بن عمر الأنصاري، كان إماما فاضلا في فنون كثيرة، خصوصا التفسير، وكان أبوه من الأندلس، فقدم مصر، فولد ولده هذا بها سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وقيل له العراقي نسبة إلى جده لأمه العراقي شارح المهذب، واشتغل هذا وبرع، وصنف الإنصاف بين الزمخشري وابن المنير، وشرح التنبيه، وأقرأ الناس مدة طويلة، وولي مشيخة التفسير بالمنصورية، مات في سابع صفر سنة أربع وسبعمائة (3).
135- نور الدين علي بن هبة الله بن أحمد المعروف بابن الشهاب الإسنائي، كان
_________
(1) الطالع السعيد 279.
(2) ابن دقيق العيد ص317، والشرف الدمياطي ص357، وابن الرفعة ص320.
(3) الدرر الكامنة 2: 399.
(1/421)
_________
إماما في الفقه، دينا صالحا، تفقه بالبهاء القفطي، والجلال الدشناوي، ولما حج كتب الروضة بمكة، وهو أول من أدخلها إلى قوص، وأقام بقوص يدرس إلى أن مات بها سنة سبع وسبعمائة (1).
136- عز الدين الحسن بن الحارث المعروف بابن مسكين، كان من أعيان الشافعية الصلحاء، كتب ابن الرفعة تحت خطه على فتوى: "جوابي كجواب سيدي وشيخي"، درس بالشافعي، ومات في جمادى الأولى سنة عشر وسبعمائة.
137- عز الدين عبد العزيز بن عبد الجليل الغمراوي، كان عالمًا نظارًا، تصدى للاشتغال والإفتاء، وولي درس التفسير بالمنصورية، مات في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
138- محب الدين علي بن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، ولد بقوص، في صفر سنة سبع وخمسين وستمائة، وكان فاضلًا ذكيًّا، شرح التعجيز
شرحًا جيدًا، وولي تدريس الكهارية والسيفية، مات في رمضان سنة ست عشرة وسبعمائة، ودفن عند والده، قال في العبر: وهو زوج ابنه أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله (2).
139- عز الدين النشائي أبو حفص عمر بن أحمد بن مهدي، كان إمامًا بارعًا في الفقه والنحو والعلوم الحسابية، أصوليًّا محققًا، دينًا ورعًا، زاهدًا متصوفًا، يحب السماع ويحضره، درس بالفاضلية والجامع الأقمر، وتخرج به خلق؛ منهم المجد الزنكلوني، وصنف نكتًا على الوسيط، مات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة (3).
140- ولده كمال الدين أبو العباس أحمد، ولد في ذي القعدة سنة إحدى
_________
(1) الطالع السعيد 227.
(2) الطالع السعيد 217.
(3) الدر الكامنة 3: 149.
(1/422)
_________
وتسعين وستمائة، وأخذ عن والده، وكان إمامًا حافظًا للمذهب، متصوفًا طارحًا للتكلف، درس بجامع الخطيري ببولاق، وصنف جامع المختصرات وشرحه، والمنتقى ونكت التنبيه، مات يوم السبت عاشر صفر سنة سبع وخمسين وسبعمائة ودفن بالقرافة (1).
141- محيي الدين يحيى بن عبد الرحيم بن زكير القرشي الفرضي، كان فقيهًا بارعًا، أخذ عن الجلال الدشناوي، وانتصب للتدريس والإفتاء، وكان مدار ذلك عليه في إقليمه، واختصر الروضة، وانتشرت طلبته، مات بقوص في المحرم سنة ثماني عشرة وسبعمائة (2).
142- قطب الدين محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي، كان إمامًا حافظًا للمذهب، عارفًا بالأصول، دينًا سريع الدمعة، صنف تصحيح التعجيز، وأحكام البعض، واستدراكات على تصحيح التنبيه، واختصر قطعة من الروضة، مات بالقاهرة في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة (3).
143- نور الدين إبراهيم بن هبة الله بن علي الإسنائي، كان إمامًا عالمًا ماهرًا في فنون كثيرة: الفقه والأصول والنحو، أخذ عن البهاء القفطي، والشمس
الأصبهاني، والبهاء بن النحاس، واختصر الوسيط والوجيز، وشرح المنتخب في الأصول وألفية ابن مالك، مات بالقاهرة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة (4).
144- نور الدين علي بن يعقوب بن جبريل البكري، كان عالمًا صالحًا نظارًا، ذكيًّا متصوفًا، أوصى إليه ابن الرفعة بأن يكمل المطلب، لما علمه من أهليته لذلك
_________
(1) الدرر الكامنة 1: 224.
(2) الطالع السعيد 408.
(3) الدرر الكامنة 4: 116.
(4) الطالع السعيد 32.
(1/423)
_________
دون غيره، فلم يتفق له ذلك، لما كان يغلب عليه من التجلي والانقطاع، مات سنة أربع وعشرين وسبعمائة (1).
145- سراج الدين يونس بن عبد المجيد الأرمنتي، ولد في المحرم سنة أربع وأربعين وستمائة، واشتغل بقوص على المجد ابن دقيق العيد، وأجازه بالفتوى، ثم ورد مصر، فأخذ عن علمائها، وصار في الفقه من كبار الأئمة مع أفضليته في النحو والأصول، وتصدر للإقراء، وصنف كتاب الجمع والفرق والمسائل المهمة في اختلاف الأئمة اسمه ثعبان بقوص، فمات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة (2).
146- القَمُولي نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكي، كان إمامًا في الفقه، عارفًا بالأصول العربية، صالحًا متواضعًا، صنف البحر المحيط في شرح كافية ابن الحاجب، وشرح الأسماء الحسنى، وَلِيَ حسبة مصر، مات في رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة (3).
147- فخر الدين محمد بن محمد بن محمد المعروف بابن الصقلي: تفقه بالقطب السنباطي، وصنف التنجيز في تصحيح التعجيز، مات في ذي القعدة سنة سبع وعشرين وسبعمائة (4).
148- عز الدين عبد العزيز بن أحمد بن عثمان الكردي، يُعرف بابن خطيب الأشمونين، درس وأفتى، وألف على حديث الأعرابي الذي جمع في رمضان كتابًا نفيسًا فيه ألف فائدة وفائدة، ولي قضاء الأعمال القوصية والمحلة، ودرس بالمعزية بمصر، مات في أواخر سنة سبع وعشرين وسبعمائة (5).
149- جمال الدين أحمد بن محمد بن سليمان الواسطي، المعروف بالوجيزي، لكونه
_________
(1) الدرر الكامنة 3: 139.
(2) الطالع السعد 421.
(3) الطالع السعيد 63، البداية والنهاية 14: 131، النجوم الزاهرة 8: 279.
(4) الدرر الكامنة 4: 236.
(5) الدرر الكامنة 2: 368.
(1/424)
_________
كان يحفظ الوجيز للغزالي، كان إمامًا حافظًا للفقه؛ ولد بأشمون الرمان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، وتفقه بالقاهرة إلى أن برع، وناب في الحكم بها، نقل عنه ابن الرفعة على حاشية المطلب، مات في رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة، أخذ عنه الإسنوي.
150- نجم الدين محمد بن عقيل بن أبي الحسن البالسي، كان فقيهًا محدثًا؛ ورعًا قوامًا في الحق، شرح التنبيه، ودرس بالمعزية، وناب في الحكم بمصر عن ابن دقيق العيد مات سنة تسع وعشرين وسبعمائة (1).
151- بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي، قاضي القضاة بالديار المصري، ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة، واشتغل بعلوم كثيرة، وأفتى قديمًا، وعرضت فتواه على النووي فاستحسن جوابه، وألف في فنون كثيرة وحدث ودرس بالكاملية وغيرها، مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، ودفن بالقرافة (2).
152، 153، 154، 155- وولده قاضي القضاة عز الدين، تقدم في الحفاظ، وكذا ابن سيد الناس، وتقدم الكمال ابن الزملكاني في المجتهدين، وكذا الشيخ تقي الدين السبكي (3).
156- زين الدين عمر بن أبي الحزم بن الكناني، شيخ الشافعية في عصره بالاتفاق، ولد بالقاهرة سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وتفقه على التاج بن الفِرْكاح، وأفتى وولي قضاء دمياط عن ابن دقيق العيد، وناب بالقاهرة ودرس
_________
(1) الدرر الكامنة 4: 50.
(2) نكت الهميان 235، والبداية والنهاية 14: 163.
(3) ابن جماعة ص356، وابن سيد الناس ص358، وابن الزملكاني ص32، والسبكي ص321.
(1/425)
_________
بعدة أماكن، وله حواش على الروضة، مات في رمضان سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة (1).
157- نجم الدين حسين بن علي بن سيد الكل الأسواني، كان ماهرًا في الفقه فاضلًا في غيره؛ أفتى وتصدر للإقراء بالقاهرة، ومات فيها في صفر سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، وقد قارب المائة (2).
158- الزَّنكلوني مجد الدين أبو بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز، كان إمامًا في الفقه أصوليًا، محدثًا، نحويًّا صالحًا، قانتًا لله، صاحب كرامات؛ لا يتردد إلى أحد من الأمراء، ويكره أن يأتوا إليه، ملازمًا للاشتغال، وله شرح التنبيه الذي عم النفع به؛ وشرح المنهاج، ولي مشيخة البيبرسية؛ ودرس الحديث بها وبجامع الحاكم، مات سنة أربعين وسبعمائة (3).
159- ابن القماح شمس الدين محمد بن أحمد إبراهيم بن حيدة، كان عالمًا فقيهًا فاضلًا محدثًا، سريع الحفظ، ولد بالقاهرة سنة ست وخمسين وستمائة، واشتغل على الظهير التزمنتي، وولي تدريس الشافعي، مات في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وسبعمائة (4).
160- أبو الفتح السبكي تقي الدين محمد بن عبد اللطيف، كان فقيهًا أصوليًّا، أديبًا شاعرًا، تفقه على قريبه العلامة تقي الدين السبكي، وألف تاريخًا، مات في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وسبعمائة (5).
161- ضياء الدين محمد بن إبراهيم المناوي، ولد بمنية القائد، سنة خمس وخمسين
_________
(1) شذرات الذهب 5: 17، وذكره في وفيات سنة 732.
(2) الطالع السعيد 117.
(3) شذرات الذهب 6: 125.
(4) شذرات الذهب 6: 132.
(5) شذرات الذهب 6: 141.
(1/426)
_________
وستمائة، وأخذ عن ابن الرفعة والأصبهاني والبهاء بن النحاس، ودرس بالشافعي، وشرح التنبيه، مات في رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة (1).
وله ولدا أخٍ، أحدهما:
162- شرف الدين إبراهيم بن بهاء الدين إسحاق، عالم فاضل منقطع عن أبناء الدنيا، أخذ عن عمه، ودرس وأفتى، وشرح فرائض الوسيط، مات في رجب سنة سبع وخمسين.
163- والآخر: تاج الدين محمد، أخو شرف الدين، كان على نمط أخيه، وتولى قضاء العسكر وتدريس الشافعي، مات في جمادى الأولى سنة خمس وستين وسبعمائة.
164- الشهاب بن الأنصاري أبو العباس أحمد بن محمد بن قيس، ويُعرف بابن الظهير أيضًا، شيخ الشافعية بالديار المصرية، كان إمامًا في الفقه والأصلين، ولد في حدود ستين وستمائة بالجيزة، وأخذ عن الظهبر والسديد التزمنتي، وسمع من ابن خطيب المزة، ودرس بالخشابية والكهارية والمشهد الحسيني، مات بالطاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة (2).
165- زين الدين عمر بن محمد بن عبد الحكم (3) بن عبد الرزاق البلفيائي، من إقليم البهنسا، كان إمامًا في الفقه، غواصًا على المعاني الدقيقة، منزلًا للحوادث على القواعد والنظائر تنزيلا عجيبًا، تفقه على العلم العراقي والعلاء الباجي، وشرح مختصر التبريزي، مات في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالطاعون، وكان والده أيضًا عالمًا، شرع في شرح الوسيط ولم يتمه (4).
_________
(1) شذرات الذهب 6: 15.
(2) الدرر الكامنة 1: 156.
(3) في الدرر: "الحاكم".
(4) الدرر الكامنة 3: 186.
(1/427)
_________
166- عماد الدين محمد بن إسحاق بن محمد بن المرتضى البلبسي، كان من حفاظ المذهب، أخذ عن ابن الرفعة وغيره، وولي قضاء الإسكندرية، مات بالطاعون في شعبان سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وقد قارب السبعين (1).
167- ابن عدلان شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم الكناني، كان إمامًا يضرب به المثل في الفقه، عارفًا بالأصلين والنحو والقراءات ذكيًّا نظارًا، فصيحًا، ولد بمصر في صفر سنة ثلاث وستين وستمائة، وأخذ الفقه عن الوجيه البهنسي، والأصول عن الشمس الأصبهاني، والنحو عن البهاء بن النحاس، وشرح مختصر المزني، مات بالطاعون في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة (2).
168- ابن اللبان شمس الدين محمد بن أحمد الدمشقي ثم المصري، كان عارفًا بالفقه والأصلين والعربية، أديبًا شاعرًا، ولد بدمشق ثم قدم إلى الديار المصرية، فأنزله ابن الرفعة بمصر وأكرمه إكرامًا كثيرًا، وولي تدريس الشافعي، واختصر الروضة، ورتب الأم، مات بالطاعون في شوال سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
169- نجم الدين الأصفوني أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن إبراهيم، ولد سنة سبع وسبعين وستمائة، وتفقه على البهاء القفطي، وغيره، وانتفع به خلق بقوص، وألف مختصر الروضة المشهور، مات بمكة في ذي الحجة سنة خمسين وسبعمائة، وكان صالحًا يُتبرك به (3).
170- الفخر المصري محمد بن علي بن عبد الكريم، كان فقيهًا أصوليًّا، نحويًّا ذكيًّا، تفقه بابن الزملكاني، واشتهر بمعرفة المذهب، وأفتى وناظر، وأشغل الناس مدة، ولد سنة اثنتين وتسعين وستمائة، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
_________
(1) الدرر الكامنة 3: 383.
(2) الدرر الكامنة 3: 333.
(3) الدرر الكامنة 2: 350.
(1/428)
_________
171- ناصر الدين محمد بن إبراهيم النوبري، كان خبيرًا بالمذهب، مطلعًا على دسائس متعلقة بالروضة، ولي قضاء المحلة، ومات بها في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
172- محيي الدين سليمان بن جعفر الإسنوي، خال الشيخ جمال الدين، كان فاضلًا في علوم، ماهرًا في الجبر والمقابلة، صنف طبقات الشافعية، ودرس بالمشهد النفيس، ولد سنة سبعمائة، ومات في جمادى الأولى سنة ست وخمسين (1).
173- نجم الدين محمد بن ضياء الدين أحمد بن عبد القوي الإسنوي، كان عالمًا فاضلًا، انتفع به خلق، وألف في علوم متعددة، مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وكان والده أيضًا عالمًا فاضلًا من كبار الصالحين، له كرامات، تفقه بالبهاء القفطي، مات سنة اثنتي عشرة وسبعمائة في شوال (2).
174- العماد الإسنوي محمد بن الحسن بن علي الإسنوي، قال أخوه الشيخ جمال الدين في طبقاته: كان فقيهًا إمامًا في الأصلين والخلاف والجدل والتصوف نظارًا بحاثًا، طارحًا للتكلف، مؤثرًا للتقشف، ولد سنة خمس وتسعين وستمائة، وأخذ عن مشايخ القاهرة، وانتصب للتدريس والإفتاء والتصنيف، مات في رجب سنة أربع وستين وسبعمائة (3).
175- أخوه الشيخ جمال الدين عبد الرحيم، شيخ الشافعية، وصاحب التصانيف السائرة، ولد سنة أربع وسبعمائة، وأخذ عن التقي السبكي والزنكلوني والقونوي وأبي حيان وغيرهم، وبرع في الأصول العربية والعروض، وتقدم في الفقه فصار إمام زمانه، وانتهت إليه رياسة الشافعية، ومن تصانيفه المهمات والجواهر، وشرح المنهاج والألغاز، والفروع، ومختصر الشرح الصغير، والهداية إلى أوهام الكفاية، وشرح
_________
(1) الدرر الكامنة 2: 144.
(2) الطالع السعيد 276.
(3) شذرات الذهب 6: 202.
(1/429)
_________
منهاج البيضاوي، وشرح عروض ابن الحاجب، والتمهيد والكوكب وتصحيح التنبيه، والتنقيح، وأحكام الخناثي، والزوائد على منهاج البيضاوي، وطبقات الفقهاء، والرياسة الناصرية في الرد على من يعظم أهل الذمة ويستخدمهم على المسلمين، وكتاب الأشباه والنظائر، مات عن مسودة، وشرح التنبيه، كتب منه مجلدًا، وشرح الألفية لابن مالك، كتب منه ستة عشر كراسًا، وشرح التسهيل، كتب منه قطعة، مات في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة، ورثاه البرهان القيراطي بقوله:
نعم قبضت روح العلا والفضائل..، بموت جمال الدين صدر الأفاضل
تعطل من عبد الرحيم مكانه..، وغيب عنه فاضل أي فاضل
أحقًّا وجوه الفقه زال جمالها..، وحطت أعالي هضبها للأسافل
لقد هاب طرق المذهب اليوم سالك..، ولو كان يحمي بالقنا والقنابل
لقد حل في ذ العام فقدان عالم..، يقول فلا يلفى له غير قائل
قفوا خبرونا من يقوم مقامه..، ومن ذا يرد الآن لهفة سائل
قفوا خبرونا من يوقف ظالمًا..، ويجزي في ميدان كل مناضل
قفوا خبرونا هل له من مشابه..، قفوا خبرونا هل له من مماثل
فأعظم بحبر كان للعلم ساعيًا..، بعزم صحيح ليس بالمتكاسل
وأعظم به يوم الجدال مناظرًا..، إذا قال لم يترك مقالًا لقائل
وأسيافه في البحث قاطعة الظبا..، بجوهرها لم يفتقر للصياقل
يقوم بإنضاج المسائل مرشدًا..، لمستفهم أو طالب أو مسائل
ويجمع أشتات الفوائد جاهدًا..، ويسعى بجد نحوها غير هازل
طوى الموت حقًا شافعي زمانه..، فمن بعده للأم وجد الثواكل
ومنذ رأته خير نجل لبره..، بها أرضعته من ثدي الحوافل
(1/430)
_________
أبان الخفايا شارحًا ببيانه..، منزهة في الوصف عن سحر بابل
له قدم في الفقه سابقة الخطا..، يقصر عنها كل حاف وناعل
تبارك من أعطاه فيه مراتبًا..، يقر له بالفضل كل مجادل
فكم كان يبدي فيه كل غريبة..، ويظهر من أبكاره بالعقائل
وكم بات يحيى فيه ليلًا كأنما..، يصيد دراري زهره بالحبائل
فأقلامه قيد الأوابد لم تزل..، يقيد منها كل صعب التناول
مثقفة ألفاظه حلوة الجنى..، فما هز في الحالين غير عوامل
مضى فمضى فقه كثير إلى الثرى..، وهالت عليه الترب راحة هائل
تنكرت الدنيا ولكن تعرفت..، بطيب الثنا عن فضله المتكامل
وما شقت الأقلام إلا تعسفا..، لفقدانها بالرغم خير أنامل
وكم لبست ثوب الحداد محابر..، لحبر غدا في سندسٍ أي رافل
لقد كان للأصحاب منه بلا مرا..، جمال فدع قول الغبي المجامل
حوى من مواريث النبوة إرثه..، وحاز حقيقًا سهمه غير عائل
هو النجم إلا أنه البدر كاملا..، على أنه شمس الضحى في التعادل
وبلدته إسنا محلا ومحتدًا..، ومنزله في الخلد أسنى المنازل
إذا ما أفاد النقل فهو ختامه..، فلا تسمعن من بعد نقل ناقل
صدوق لدى عزو النقول محقق..، وحاشاه من تلك النقول البواطل
وسحبان نطق في الدروس فصاحة..، فدع من له في درسه عيّ باقل
يؤدي من الأشغال بالعلم للورى..، فروضًا ويفتي مقدمًا بالنوافل
وينصر نص الشافعي ولم يزل..، يناضل عنه كل خصم مناضل
حوى العلم والعلياء والجود والتقى..، وحاز بسبق فضل هذي الخصائل
(1/431)
_________
هو النجم من أفق المعارف قد هوى..، فعاد دجى ضوء البدور الكوامل
هو الجبل الراسي تصدع ركنه..، فللأرض ميد بعده بالزلازل
فمن ذا تطيب النفس يومًا بقوله..، إذا هو أفتى في عويص المسائل
لئن مهد التمهيد مضجعه له..، فكوكبه من بعده غير آفل
فيا عالمًا قد أذكر الناس آخرًا..، مزايا أولي العلم الكرام الأوائل
كفيت الورى أمر المهمات ناهضًا..، بأعبائها، يا خير كاف وكافل
وأعلمت فيها الدهر حتى تنقحت..، ولم تشتغل عن أمرها بالشواغل
وأبرزت مكنون الجواهر للورى..، لأنك بحر ماله من مساحل
وأوضحت في الإيضاح للخلق مشكلا..، فليس يرى في حسنه من مشاكل
وإن جمعت أهل العلوم محافل..، فألغازك العليا طراز المحافل
فروقك يا من كان للعم جامعًا..، تحير أذهان الرجال الأماثل
تصانيف لا تخفي محاسنها التي..، هدايتها تهدي الورى بالدلائل
وتبدو فتغني عن رياض أنيقة..، وتتلى فتغني عن سماع البلابل
تمحض منها القصد فيها فأرشدت..، حيارى ثووا من جهلهم في مجاهل
توفرت سهمًا في الأصول لأجله..، غدا السيف نائى الحد واهي الحمائل
لعمرك إن النحو يا زيد قد بدا..، لموتك في حال من الحزن حائل
فلو فارسي الفن غامرك اغتدي..، لنحوك يسعى وهو في زي راجل
عدمناك شيخًا كم جلا من علومه..، عقائل صينت بعده في معاقل
وكم جاء في فن الخليل بن أحمد..، بأحمد أقوال أتت بالفواصل
لئن نال أسباب السماء بعلمه..، فأوتاده في المجد غير مزايل
وأدمعنا بحر مديد وحزننا..، طويل لبحر وافر الجود كامل
(1/432)
_________
وكان أبا للطالبين يريهم..، فواضله مقرونة بالفضائل
نصيحًا لطلاب العلوم جميعهم..، فلم يأل جهدًا عند تعليم جاهل
يحرر في علم ابن إدريس للورى..، دروسًا تولى جملها خير حامل
ويرشد بالتهذيب طلاب علمه..، فينظر منهم كاملًا بعد كامل
ولا يرتئي في شكره غير حاسد..، ولا يمتري في علمه غير ناكل
يجود بأنواع الفضائل جهرة..، ويجهد في إخفائها للفواضل
هو البحر علمًا بل هو البحر في ندى..، لقد مرج البحرين منه لآمل
وإن ابن رفعة لو تقدم عصره..، طوى نحوه البيداء سير المحامل
ولو شاهد القفال يومًا دروسه..، لما كان يومًا عن حماه بقافل
ترنم في أمداحه كل صادق..، فأطرب في إنشادها سمع ذاهل
سأبكيه بالدرين دمع ومنطق..، لبحرين من علم وبر حواصل
لقد هجرت صاد المناصب نفسه..، كما هجرت راء الهجا نفس واصل
تنزه عنها وهي لا تستفزه..، بزخرفها الخداع خدع المجامل
وما مد عينًا نحوها إذ تبرجت..، تبرج حسناء الحلى في الغلائل
ويلقاك بالترحيب والبشر دائمًا..، فلم تره إلا كريم الشمائل
صفت منه أخلاق لقاصده كما..، صفا منه للعافين شرب المناهل
أعزي محاريب العلا بإمامها..، وإن كان مأمومًا بأعظم نازل
أعزي دروس الفقه بعد دروسها..، لتصديرهم من بعده كل خامل
فقل لحسود لا يسد مكانه..، سيفضحك التخجيل بين المحافل
بحق حوى عبد الرحيم سيادة..، وأعداؤها كم حاولوها بباطل
تطاول قوم كي يحلوا محله..، فما ظفروا مما تمنوا بطائل
(1/433)
_________
أتمتد نحو النجم راحة قاصر..، وأين الثريا من يد المتناول
ومن رام في الإقراء عالي شأنه..، فذلك عند الناس ليس بعاقل
أحل جمال الدين في الخلد ربه..، ليحظى بعفو منه شافٍ وشامل
ورواه مولاه الرحيم برحمة..، يحييه منها هاطل بعد هاطل
ووافاه رضوان الجنان مبادرًا..، بشيرًا برضوان سريع معاجل
وحياه بالريحان والروح والرضا..، إله البرايا في الضحى والأصائل
لقد كان في الأعمال والعلم مخلصًا..، لمن لم يضيع في غد سعى عامل
فلهفي لأمداح عليه تحولت..، مراثي تبكي بالدموع الهوامل
يساعدني في الحمام بشجوها..، وأغلبها من لوعتي بالبلابل
صرفت عليه كنز صبري وأدمعي..، فأفنيت من هذا وهذا حواصلي
سأنشد قبرًا حل فيه رثاءه..، وأسمع ما أمليه صم الجنادل
وما نحن إلا ركب موت إلى البلى..، تسيرنا أيامنا كالرواحل
قطعنا إلى نحو القبور مراحلًا..، وما بقيت إلا أقل المراحل
وهذا سبيل العالمين جميعهم..، فما الناس إلا راحل بعد راحل



ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية   ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023, 9:52 am

وله أخ يقال له:
176- نور الدين علي، كان فقيهًا، فاضلًا، شرح التعجيز، مات في رجب سنة خمس وسبعين وسبعمائة.
177- شهاب الدين بن النقيب، أبو العباس أحمد بن لؤلؤ، أحد علماء الشافعية، وصاحب مختصر الكفاية ونكت التنبيه وتصحيح المهذب، وغير ذلك، ولد بالقاهرة سنة اثنتين وسبعمائة، ومات بها في رمضان سنة تسع وستين "وسبعمائة" (1).
_________
(1) الدرر الكامنة 1: 239.
(1/434)
_________
178- بهاء الدين أبو حامد ابن الشيخ تقي الدين السبكي (1)، ولد في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبعمائة، وأخذ عن أبيه وأبي حيان والأصبهاني وابن القماح والزنكلوني والتقي الصائغ وغيرهم، وبرع وهو شاب، وساد وهو ابن عشرين سنة، وولي تدريس الشافعي والشيخونية أول ما فتحت، وله تصانيف، منها شرح الحاوي، وتكملة شرح المنهاج لأبيه، وعروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح، مات بمكة في رجب سنة ثلاث وسبعين (2).
وقال البرهان القيراطي يرثيه:
ستبكيك عيني أيها البحر بالبحر..، فيومك قد أبكى الورى من ورا النهر
لقد كنت بحرًا للشريعة لم تزل..، تجود علينا بالنفيس من الدر
لقد كنت في كل الفضائل أمة..، مقالة صدق لا تقابل بالنكر
لقد كنت في الدنيا جليلًا يعده..، بنوها لتيسير الجليل من العسر
إليك يرد الأمر في كل معضل..، إلى أن أتى ما لا يرد في من الأمر
تعزِّي بك الأمصار مصرًا لعلمها..، بأنك ما زلت العزيز على مصر
مضيت فما وجه الصباح بمسفر..، وبنت فما ثغر الأقاحي بمفتر
وزُلْتَ فما ودق النوال بهاطل..، وغبت فما برق المنى باسم الثغر
وأوحش أرض العلم منك وأفقه..، فذاك بلا زهر وهذا بلا زهر
تكاملت أوصافًا وفضلًا وسؤددًا..، ولابد من نقص فكان من العمر
نحاك بهاء الدين ما لا يرده..، إذا ما أتى تدبير زيدٍ ولا عمرو
لئن غادرتك الأرض حملًا ببطنها..، فإنا حملنا كل قاصمة الظهر
_________
(1) اسمه كما في الدرر الكامنة: "بهاء الدين أبو حامد أحمد بن علي بن عبد الكافي بن يحيى بن تمام السبكي".
(2) شذرات الذهب 6: 226.
(1/435)
_________
وأطلقت مني دمع عيني بأسره..، وصيرت مني مطلق القلب في أسر
بكت عين شمس الأمن للبدر موت من..، مناقبه تزهو على الأنجم الزهر
تبوأ بالفردوس ممدود ظله..، وأصبح من قصر يسير إلى قصر
توقع قلب النيل فقدان ذاته..، ألست تراه في احتراق وفي كسر
أضاء بشمس منه مغرب لحده..، وأظلم لما أن مضى مطلع البدر
لئن عطرت أعماله ترب قبره..، سيبعث في يوم اللقا طيب النشر
فلا حلو لي بالصبر من بعد يوم من..، بكته عيون الناس في الحول والشهر
وقد كان شهدي حين منطقه وقد..، ترحل، لا شهدي أقام ولا صبري
ولو أن عيني يطرق النوم جفنها..، تعللت بالطيف الذي منه لي يسري
تطهر أخلاقًا ونفسًا وعنصرًا..، وصار لجنات الرضا كامل الطهر
ثوى في الثرى جسمًا ولكن روحه..، سمت نحو عليين عاليه القدر
فرواه تحت الترب لله دره..، سحاب من الغفران متصل الدر
ووافاه رضوان برضوان ربه..، بشيرًا ولاقى ما يؤمل من ذخر
وحياه ريحان الإله وروحه..، وآنسه بالعفو في وحشة القبر
عفا الله عن ذاك المحيا فإنه..، محلى بأنواع البشاشة والبشر
مع السلف الماضين يذكر فضله..، ويحسب وهو الصدر من ذلك الصدر
لقد عطلت منه الرياسة جيدها..، وقد كان حلاها بعقد من الفخر
وطرف الدواة الأسود أبيض بسعده..، من الحزن يشكو فقد أقلامه الخضر
لقد كان للتفسير في الذكر آية..، يفوق إذا قابلته بفتى حبر
179- أخوه جمال الدين الحسين أبو الطيب ابن الشيخ تقي الدين السبكي، ولد في رجب سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وأخذ عن أبيه والأصبهاني والزنكلوني.
(1/436)
_________
وأبي حيان وفضل ودرس بعدة أماكن، وألف كتابًا في "من اسمه الحسين بن علي"، مات في حياة أبيه في رمضان سنة خمس وخمسين (1).
180- قاضي القضاة أبو البقاء محمد بن عبد البر بن الصدر يحيى بن علي بن تمام السبكي، ولد سنة ثمان وسبعمائة، وأخذ عن القطب السنباطي والزنكلوني (2) والكتناني وأبي حيان والقونوي، وكان إمامًا في علوم شتى، وله شرح الحاوي، واختصر قطعة من المطلب، وولي قضاء الديار المصرية، وتدريس الشافعي، مات في ربيع الأول سنة سبع وسبعين "وسبعمائة" (3).
181- ولده بدر الدين محمد، ولي قضاء الديار المصرية مرارًا، وتدريس الشافعي، وكان ماهرًا في الفنون، منصفًا في البحث، مات سنة اثنتين وثمانمائة (4).
182- بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وأخذ عن الإسنوي ومغلطاي وابن كثير والأذرعي وغيرهم، وألف تصانيف كثيرة في عدة فنون، منها الخادم على الرافعي والروضة، وشرح المنهاج، والديباج، وشرح جمع الجوامع وشرح البخاري والتنقيح على البخاري وشرح التنبيه، والبرهان في علوم القرآن، والقواعد في الفقه، وأحكام المساجد، وتخريج أحاديث الرافعي، وتفسير القرآن، وصل إلى سورة مريم، والبحر في الأصول، وسلاسل الذهب في الأصول والنكت على ابن الصلاح وغير ذلك، مات يوم الأحد ثالث رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة، ودفن بالقرافة الصغرى (5).
183- البرهان الأبناسي (6)، إبراهيم بن موسى بن أيوب، الورع الزاهد، شيخ
_________
(1) شذرات الذهب 6: 177.
(2) الدرر الكامنة: "السنكلوني".
(3) الدرر الكامنة 3: 490.
(4) الضوء اللامع 9: 88.
(5) الدرر الكامنة 3: 397، شذرات الذهب 6: 335.
(6) الأبناسي: منسوب إلى أبناس قرية صغيرة بالوجه البحري بمصر، الضوء اللامع.
(1/437)
_________
الشيوخ بالديار المصرية، ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وأخذ عن الإسنوي وغيره، وله تصانيف، وولي مشيخة سعيد السعداء، وعين لقضاء الشافعية فاختفى، وكان مشهورًا بالصلاح، تقرأ عليه الجن، مات في المحرم سنة اثنتين وثمانمائة، راجعًا من الحج، ودفن بعيون القصب (1).
ورثاه الحافظ زين الدين العراقي بقصيدة يقول فيها:
زهدت حتى في القضاء إذ أتى..، إليك مسئولًا بلا تردد
184- ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد بن محمد الأنصاري، ولد سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، وسمع على ابن سيد الناس، ولازم الزين الرحبي ومغلطاي، واشتغل بالتصنيف وهو شاب حتى كان أكثر أهل العصر تصنيفًا، مات في ربيع الأول سنة أربع وثمانمائة.
ومن تصانيفه شرح البخاري وشرح العمدة، وشرحان على المنهاج وعلى التنبيه، وعلى الحاوي، وعلى منهاج البيضاوي، والأشباه والنظائر وغير ذلك (2).
185، 186، 187- البلقيني والعراقي وولده مروا (3).
188- بدر الدين محمد بن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، أبو اليمن، ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
189- أخوه جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن قاضي القضاة، ولد في رمضان سنة ثلاث وستين وسبعمائة، واشتغل على والده وغيره، وكان ذكيًّا قوي الحافظة، واشتهر اسمه، وطار ذكره في البلاد، وخصوصًا بعد موت والده، وانتهت إليه رياسة الفتيا، وكان حسن السيرة في القضاء، عفيفًا نزهًا، قامعًا للمبتدعة، مات في عاشر
_________
(1) الضوء اللامع 1: 172.
(2) الضوء اللامع 6: 100.
(3) انظر ص329، 360، 363.
(1/438)
_________
شوال سنة أربع وعشرين وثلاثمائة (1).
190- الكمال الدميري محمد بن موسى بن عيسى، لازم البهاء السبكي، وتخرج به وبالإسنوي وغيرهما، وسمع على العُرْضي وغيره، ومهر في الأدب، ودرس الحديث بقبة بيبرس، وله تصانيف؛ منها شرح المنهاج والمنظومة الكبرى وحياة الحيوان، واشتهرت عنه كرامات، وأخبار بأمور مغيبات، مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانمائة (2).
191- ابن العماد شهاب الدين أحمد بن عماد بن يوسف الأقفهسي، اشتغل قديما، وأخذ عن الإسنوي وغيره، وله تصانيف كثيرة، منها التعقبات على المهمات، وشرح المنهاج، مات سنة ثمان وثمانمائة (3).
192- البرهان البيجوري إبراهيم بن أحمد (4)، ولد في حدود الخمسين وسبعمائة، وأخذ عن الإسنوي ولازم البلقيني، ورحل إلى الأذرعي بحلب، وكان الأذرعي يعترف له بالاستحضار، وشهد العماد الحُسْباني (5) عالم دمشق بأنه أعلم الشافعية بالفقه في عصره، وكان يسرد الروضة حفظًا، وانتفع به الطلبة، ولم يكن في عصره من يستحضر الفروع الفقهية مثله، ولم يخلف بعده من يقاربه في ذلك، مات سنة خمس وعشرين وثمانمائة (6).
193- البِرْماوي شمس الدين محمد بن عبد الدائم بن موسى، ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وستين، ولازم البدر الزركشي، وتمهر به، وأخذ عن السراج البلقيني، وله تصانيف؛ منها شرح العمدة، ومنظومة في الأصول، مات سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة (7).
_________
(1) الضوء اللامع 4: 106.
(2) الفوائد البهية 203.
(3) الضوء اللامع 2: 47.
(4) اسمه في الضوء اللامع: "إبراهيم بن أحمد بن علي بن سليمان".
(5) الحسباني بضم المهملة: منسوب إلى حسبان، من أعمال دمشق.
(6) الضوء اللامع 1: 17.
(7) الضوء اللامع 7: 280، والبرماوي، بكسر أوله: نسبة إلى برمة من نواحي الغربية.
(1/439)
_________
194- المجد البِرماوي إسماعيل بن أبي الحسن علي بن عبد الله، ولد في حدود الخمسين وسبعمائة، ومهر في الفقه والفنون، وتصدى للتدريس، وأخذ عنه شيخنا البلقيني وغيره، مات في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.
195- ابن المحمرة شهاب الدين أحمد بن صلاح بن محمد بن محمد بن عثمان (1) بن علي بن السمسار، ولد سنة سبع وتسعين، ولازم البلقيني والزين العراقي، وولي مشيخة الصلاحية بالقدس، مات في ربيع الآخر سنة أربعين وثمانمائة (2).
196- ابن المجدي شهاب الدين أحمد بن رجب بن طيبغا، ولد سنة ستين وسبعمائة، واشتغل بالعلوم فبرع في كثير منها، وصار رأس الناس في الفرائض والحساب بأنواعه والهندسة وعلم الوقت بلا منازعة، وله في ذلك مصنفات فائقة، مات ليلة السبت عاشر ذي القعدة سنة خمسين وثمانمائة (3).
197- الوَنَائي محمد بن إسماعيل بن محمد [بن أحمد] (4) القرافي قاضي القضاة، شمس الدين الشافعي، ولد في شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وأخذ عن الشيخ شمس الدين البرماوي وطبقته، وبرع في الفقه والعربية والأصول، واشتهر بالفضيلة، وكان ممن جمع المنقول والمعقول، ولي تدريس الشيخونية والصلاحية المجاورة لضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه، وقضاء الشام مرتين، ثم صرف، ومات يوم الثلاثاء ثامن عشر صفر سنة تسع وأربعين وثمانمائة (5).
198- القاياتي محمد بن علي بن يعقوب قاضي القضاة شمس الدين الشافعي العلامة النحوي المفنن، ولد تقريبًا سنة خمس وثمانين وسبعمائة، وحضر درس الشيخ سراج
_________
(1) في الضوء اللامع: "أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان".
(2) الضوء اللامع 1: 186.
(3) الضوء اللامع 2: 30.
(4) من الضوء اللامع.
(5) الضوء اللامع 7: 140، قال: "الونائي، بفتح الواو والنون وبالقصر، نسبة لقرية بصعيد مصر الأدنى".
(1/440)
_________
الدين البلقيني، وأخذ عن البدر الطنبذي والعز بن جماعة والعلاء البخاري وغيرهم، وبرع في الفقه والعربية والأصلين والمعاني، وسمع الحديث، وحدث باليسير، وولي تدريس الحديث بالبرقوقية، ودرس الفقه بالأشرفية والشافعي والشيخونية وقضاء الشافعية بمصر، فباشره بنزاهة وعفة، وأقرأ زمانًا، وانتفع به خلق، ولازمه والدي رحمه الله ثلاثين سنة، وشرع في شرح على المنهاج للنووي، مات يوم الاثنين ثامن عشر المحرم سنة خمسين وثمانمائة.
198- والدي الإمام العلامة كمال الدين أبو المناقب أبو بكر بن محمد بن سابق الدين أبي بكر الخضيري السيوطي، ولد رحمه الله بسيوط بعد ثمانمائة تقريبًا، واشتغل ببلده، وتولى بها القضاء قبل قدومه إلى القاهرة، ثم قدمها فلازم العلامة القاياتي، وأخذ عنه الكثير من الفقه والأصول والكلام والنحو والإعراب والمعاني والمنطق؛ وأجازه بالتدريس في سنة تسع وعشرين، وأخذ عن الشيخ باكير، وعن الحافظ ابن حجر علم الحديث، وسمع عليه صحيح مسلم إلا فوتًا، مضبوطًا بخط الشيخ برهان الدين بن خضر سنة سبع وعشرين، وقرأ القرآن على الشيخ محمد الجيلاني، وأخذ أيضًا عن الشيخ عز الدين القدسي وجماعة، وأتقن علومًا جمة، وبرع في كل فنون، وكتب الخط المنسوب، وبلغ في صناعة التوقيع النهاية، وأقر له كل من رآه بالبراعة في الإنشاء، وأذعن له فيه أهل عصره كافة، وأفتى ودرس سنين كثيرة، وناب في الحكم بالقاهرة عن جماعة، بسيرة حميدة، وعفة ونزاهة، وولي درس الفقه بالجامع الشيخوني، وخطب بالجامع الطولوني؛ وكان يخطب من إنشائه خطبة، بل كان شيخ قاضي القضاة شرف الدين المناوي في أوقات الحوادث يسأله في إنشاء خطبة تليق بذلك ليخطب بها في القلعة، وأمَّ بالخليفة المستكفي بالله، وكان يجله إلى الغاية ويعظمه، ولم يكن يتردد إلى أحد من الأكابر غيره، وأخبرني بعض القضاة أن الوالد دار يومًا على الأكابر ليهنئهم بالشهر، فرجع آخر
(1/441)
_________
النهار عطشان، فقال له: قد درنا في هذا اليوم ولم تحصل لنا شربة ماء، ولو ضيعنا هذا الوقت في العبادة لحصل لنا خير كثير، أو ما هذا معناه، ولم يهنِّئ أحدًا بعد ذلك اليوم بشهر ولا غيره، وعين مرة لقضاء مكة، فلم يتفق له، وكان على جانب عظيم من الدين والتحري في الأحكام وعزة النفس والصيانة، يغلب عليه حب الانفراد وعدم الاجتماع بالناس، صبورًا على كثرة أذاهم له، مواظبًا على قراءة القرآن، يختم كل جمعة ختمة، ولم أعرف من أحواله شيئًا بالمشاهدة إلا هذا.
وله من التصانيف: حاشية على شرح الألفية لابن المصنف، وصل فيها إلى أثناء الإضافة، وحاشية على شرح العضد كتب منها يسيرًا، ورسالة على إعراب قول المنهاج: "وما ضبب بذهب أو فضة ضبة كبيرة"، وأجوبة اعتراضات ابن المقرئ على الحاوي، وله كتاب في التصريف وآخر في التوقيع؛ وهذان لم أقف عليهما.
توفي شهيدا بذات الجنب وقت أذان العشاء، لليلة الاثنين من صفر سنة خمس وخمسين وثمانمائة، وتقدم في الصلاة عليه قاضي القضاة شرف الدين المناوي (1).
وذكر لي بعض الثقات أنه قيل له وهو ينتظر الصلاة عليه: لم يبق هنا مثله، فقال: لا هنا ولا هناك -يشير إلى المدينة- ودفن بالقرافة قريبًا من الشمس الأصفهاني، ولصاحبنا الشيخ شهاب الدين المنصوري فيه أبيات يرثيه بها وهي:
مات الكمال فقالوا..، ولي الحجا والجلال
فللعيون بكاءٌ..، وللدموع انهمال
وفي فؤادي حزن..، ولوعة لا تزال
لله علم وحلم..، وارته تلك الرمال
بكى الرشاد عليه..، دمًا وسر الضلال
_________
(1) نظم العقيان 95، الضوء اللامع 11: 72.
(1/442)
_________
قد لاح في الخير نقص..، لما مضى واختلال
وكيف لم تر نقصًا..، وقد تولى الكمال
علومه راسخات..، تزول منها الجبال
يقبره العلم ثاوٍ..، والفضل والإفضال
199- علاء الدين القرقشندي علي بن أحمد بن إسماعيل، ولد في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وتفقه بعلماء مصر، وأفتى ودرس، وانتفع به جماعة وتولى عدة مدارس، ورشح لقضاء الديار المصرية، مات في المحرم سنة ست وخمسين وثمانمائة (1).
200- الشيخ جلال الدين المحلي محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد، ولد بمصر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، واشتغل وبرع في الفنون؛ فقهًا وكلامًا وأصولًا ونحوًا ومنطقًا وغيرها، وأخذ عن البدر محمود الأقصرائي والبرهان والبيجوري والشمس البساطي والعلاء البخاري وغيرهم، وكان علامة آيةً في الذكاء والفهم؛ كان بعض أهل عصره يقول فيه: إن ذهنه يثقب الماس، وكان يقول عن نفسه: أنا فهمي لا يقبل الخطأ؛ ولم يكن يقدر على الحفظ، وحفظ كراسًا من بعض الكتب، فامتلأ بدنه حرارة، وكان غرة هذا العصر في سلوك طريق السلف، على قدم من الصلاح والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يواجه بذلك أكابر الظلمة والحكام، ويأتون إليه فلا يلتفت إليهم، ولا يأذن لهم بالدخول عليه؛ وكان عظيم الحدة جدًّا، لا يراعي أحدًا في القول، يوصي في عقود المجالس على قضاة القضاة وغيرهم؛ وهم يخضعون له، ويهابونه ويرجعون إليه؛ وظهرت له كرامات كثيرة، وعرض عليه
_________
(1) الضوء اللامع 5: 161، والقرقشندي، منسوب إلى قرقشندة؛ قرية بأسفل مصر؛ ذكرها ياقوت؛ وقال: "ولد بها الليث بن سعد بن عبد الرحمن".
(1/443)
_________
القضاء الأكبر فامتنع، وولي تدريس الفقه بالمؤيدية والبرقوقية، وقرأ عليه جماعة، وكان قليل الإقراء، يغلب عليه الملل والسآمة، وكان سمع الحديث من الشرف ابن الكويك، وحدث، وكان متقشفًا في ملبوسه ومركوبه، ويتكسب بالتجارة، وألف كتبًا تشد إليها الرّحال؛ في غاية الاختصار والتحرير والتنقيح، وسلامة العبارة وحسن المزج، والحل بدفع الإيراد؛ وقد أقبل عليها الناس وتلقوها بالقبول، وتداولوها؛ منها شرح جمع الجوامع في الأصول، وشرح بردة المديح، ومناسك؛ وكتاب في الجهاد؛ ومنها أشياء لم تكمل؛ كشرح القواعد لابن هشام، وشرح التسهيل؛ كتب منه قليلًا جدًّا، وحاشية على شرح جامع المختصرات، وحاشية على جواهر الإسنوي، وشرح الشمسية في المنطق، ومختصر التنبيه، كتب منه ورقة، وأجل كتبه التي لم تكمل تفسير القرآن، كتب منه أول الكهف إلى آخر القرآن في أربعة عشر كراسًا؛ في قطع نصف البلدي، وهو ممزوج محرر في غاية الحسن؛ وكتب على الفاتحة وآيات يسيرة من البقرة، وقد أكملته بتكملة على نمطه من أول البقرة إلى آخر الإسراء، توفي في أول يوم من سنة أربع وستين وثمانمائة (1).
201- البلقيني شيخنا قاضي القضاة علم الدين صالح بن شيخ الإسلام سراج الدين، حامل لواء مذهب الشافعي في عصره؛ ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وأخذ الفقه عن والده وأخيه، والنحو عن الشطنوفي والأصول عن العز ابن جماعة، وسمع على أبيه جزء الجمعة وختم الدلائل وغير ذلك؛ وعلى الشهاب ابن حجي جزء ابن نجيد، وحضر عند الحافظ أبي الفضل العراقي في الإملاء، وتولى مشيخة الخشابية، والتفسير بالبرقوقية بعد أخيه؛ وتدريس الشريفية بعد الفمني، والحديث بمدرسة قايتباي، وتولى القضاء الأكبر سنة ست وعشرين، بعزل الشيخ ولي الدين، وتكرر عزله وإعادته؛ وتفرد
_________
(1) شذرات الذهب 7: 303، والضوء اللامع 7: 39.
(1/444)
_________
بالفقه؛ وأخذ عنه الجم الغفير، وألحق الأصاغر بالأكابر، والأحفاد بالأجداد، وألف تفسير القرآن، وكمل التدريب لأبيه وغير ذلك، قرأت عليه الفقه، وأجازني بالتدريس وحضر تصديري؛ وقد أفردت ترجمته بالتأليف.، مات يوم الأربعاء خامس رجب سنة ثمان وستين وثمانمائة (1).
202- المناوي قاضي القضاة شرف الدين يحيى بن محمد بن محمد بن محمد، شيخنا شيخ الإسلام، ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة، ولازم الشيخ ولي الدين العراقي، وتخرج به في الفقه والأصول، وسمع الحديث عليه، وعلى الشرف ابن الكويك، وتصدى للإقراء والإفتاء وتخرج به الأعيان، وولي تدريس الشافعي وقضاء الديار المصري، وله تصانيف، منها شرح مختصر المزني، توفي ليلة الاثنين ثاني عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وهو آخر علماء الشافعية ومحققيهم (2).
وقد رثيته بقولي:
قلت لما مات شيخ الـ..، ـعصر حقًّا باتفاق
حين صار الأمر ما بيـ..، ـن جهول وفساق
أيها الدنيا لك الويـ..، ـل إلى يوم التلاق
_________
(1) شذرات الذهب 7: 306.
(2) شذرات الذهب 7: 312.
(1/445)
_________



ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـضــــــــــــــائـل مـصـــــــــــــــــر :: تـاريـــخ مـصــــــــر-
انتقل الى: