منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني   الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 8:30 am

الفصل السادس
الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني

من المشاكل الرئيسة التي تقابل الباحث العربي والدارس للصهيونية، هي طريقة تصنيف هذه الظاهرة.
إذ يبحث كثير من الدارسين عن الأصول اليهودية للصهيونية في التوراة والتلمود والبروتوكولات ويسقطون فيما أسميه النصوصية، أي نزع النصوص المختلفة من الكتب المقدسة (ونصف المقدسة وغير المقدسة) اليهودية، وتصور أن مثل هذه النصوص تفسر سلوك اليهود (إذ أن التصور السائد هو وجود علاقة تقابل كامل بين هذه النصوص وواقع اليهود الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي).
وينتج عن هذا أن الباحث العربي يخفق في التمييز بين الجوهر والعرض، وبين الحقيقة والديباجة.
ونحن نذهب الى أن الصهيونية نشأت في أحضان الاستعمار الغربي، وأنها ظاهرة استيطانية احلالية، لا تختلف في جوهرها عن أية حركة استعمارية أخرى.

اسطورة الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني
يمكن تعريف الاستعمار الاستيطاني بأنه انتقال كتلة بشرية من مكانها وزمانها الى مكان وزمان آخر، حيث تقوم الكتلة الواحدة بإدارة السكان الأصليين او طردهم او استعبادهم، او خليط من كل هذه الأمور (كما حدث في أميركا الشمالية وفي فلسطين).
ومهما بلغ الإنسان من وحشية وحياد، فهو لا يستطيع القيام بمثل هذه الأفعال إلا إذا كان هناك مبرر، من هنا لجأ الاستعمار الاستيطاني الغربي الى الديباجات والى الاسطورة التي نعرفها بأنها نموذج معرفي، أي رؤية كاملة للكون (الإله ـ الإنسان ـ الطبيعة)، علاقتها بالواقع واهية الى أقصى درجة ولكنها تظل -مع هذا- بالنسبة للبعض دليل للعمل للإنسان الذي يتحرك في اطارها.

ويمكن تلخيص السمات الأساسية لأسطورة الاستعمار الاستيطاني الغربي والصهيوني فيما يلي:
1ـ جوهر الاسطورة، أية اسطورة، هو الغاء الزمان او تجميده والانفصال عن المكان، وعرّف عالم الانثرويولوجيا الفرنسي كلود ليفي شتراوس الاسطورة بأنها آلة لكبح جماح الزمان.
هذا الاتجاه يأخذ شكلاً متطرفاً في حالة اسطورة الاستعمار الاستيطاني بشكل عام، فهو ينطلق من الإنكار الكامل للتاريخ بشكل متطرف، وإعلان نهايته.
ولكن يزداد الإنكار حدة وعنفاً في حالة المجتمعات الاستيطانية الإحلالية، التي لابد أن تغيّب السكان الأصليين تماماً.
ونقطة البداية عند المستوطنين البيض المهاجرين من العالم الغربي هي عادة رفض تاريخ بلادهم الأصلية، باعتباره تاريخ (اضطهاد وكفر) وفساد.
ويحاول المهاجرون أن يضعوا (حلاً نهائياً) لمشاكلهم وأن يبدأوا من نقطة الصفر الفردوسية في الأرض الجديدة.
ومع هذا عادة ما يتباهى هؤلاء المستوطنون بانتمائهم للعالم الغربي الذي لفظهم.
ويتضح هذا الجانب في أسطورة الاستيطان الصهيونية التي تبدأ برفض تاريخ اليهود في المنفى (وضمن ذلك العالم الغربي).
ثم تطرح الصهيونية الحل النهائي: الاستيطان في صهيون باعتباره نقطة البداية والصفر.
ومع هذا لا يكف الصهاينة عن الحديث عن دولتهم باعتبارها واحة الديموقراطية الغربية في الشرق وقاعدة الحضارة الغربية فيه.
2ـ ينكر المستوطنون البيض تاريخ السكان الأصليين في الأرض التي سيهاجرون اليها ويستوطنون فيها.
فهي عادة -حسب ادعائهم- أرض عذراء بلا تاريخ، غير مأهولة بالبشر (أرض بلا شعب)، على عكس الأرض التي يأتي منها المستوطنون، فهي مكتظة بالسكان.
ومرة أخرى نجد ان اسطورة الاستيطان الصهيونية تعبر عن هذا بشكل متبلور، إذ يزعم الصهاينة أن فلسطين هي اسرائيل او صهيون، وأن تاريخها قد توقف تماماً برحيل اليهود عنها.
بل إن تاريخ اليهود انفسهم قد توقّف هو الآخر برحيلهم عنها، ولن يستأنف هذا التاريخ إلا بعودتهم اليها، ولكنه تاريخ جديد خال من الاضطهاد والصراع، فهو أقرب الى التاريخ المقدّس.
3ـ لا تؤكد اسطورة الاستيطان الغربية نهاية التاريخ وحسب وإنما نهاية الجغرافيا كذلك، فالأرض التي يستوطن فيها الإنسان الأبيض هي أرض وحسب، ليس لها حدود واضحة، ولذا فهي تتسع حسب قوة الإنسان الأبيض الذاتية، كلما زاد عدد المستوطنين وازدادوا قوة اتسعت الحدود.
ومن هنا فكرة الرائد والجبهة المتسعة دائماً.
والرائد هو الذي يرتاد ارضاً جديدة دائماً، لا يعرف حدوداً ولا قيوداً ولا سدود.
وارتباط نهاية التاريخ بنهاية الجغرافيا أمر متوقّع، ففكرة الحدود فكرة إنسانية حضارية غير طبيعية، اما عالم الطبيعة فلا يعرف الإنسان، ومن ثم فهو لا يعرف الحدود.
وأسطورة الاستيطان الصهيونية هي أسطورة التوسع بالدرجة الأولى، فإرتس يسرائيل ليس لها حدود واضحة، فالعهد القديم يحتوي أكثر من خريطة.والمستوطنون الصهاينة اطلقوا على أنفسهم مصطلح (حالوتسيم)، أي (رواد).
4ـ إذا حدث أن كانت (الأرض العذراء) مأهولة بالسكان فإن اسطورة الاستيطان الغربية تحاول تهميشهم، فهم قليلو العدد متخلفون يفتقرون الى الفنون والعلوم والمهارات المختلفة، يهملون الثروات الطبيعية الكامنة في الأرض.
وهم عادة مجرد رحالة لا يستقرون في أرض ما، وهم شعب لا تاريخ له، فأعضاؤه جزء لا يتجزأ من الطبيعة (كالثعالب والذئاب) ومن ثم لا حقوق لهم.
لكل هذا فإن وجود مثل هؤلاء الناس هو وجود عرضي ومن الضروري وضع حل جذري ونهائي للمشكلة الديموغرافية، أي مشكلة وجود السكان الأصليين في الأرض العذراء، وضرورة اجتثاث شأفتهم تماماً.
وأسطورة الاستيطان الصهيونية تنظر للوجود الفلسطيني باعتباره امراً عرضياً هامشياً، والديباجات الصهيونية مليئة بالحديث عن فلسطين باعتبارها ارض مهجورة مهملة، وكثيراً ما يتحدث الصهاينة عن الفلسطينيين كما لو كانوا جزءاً من الطبيعة بلا تاريخ.
وكل هذا ينتهي بطبيعة الحال بتأكيد حق اليهود المطلق في فلسطين (ومن هنا قانون العودة) وينكرون هذا الحق على الفلسطينيين (ومن هنا مخيمات اللاجئين).
وتحاول الحركة الصهيونية وضع حل نهائي للمشكلة الديموغرافية فقامت احياناً بالإبادة (دير ياسين ـ كفر قاسم) ولكن الطرد كان الشكل الأساسي.
وبعد اتفاقيات اوسلو أخذ الحل النهائي شكل عزل السكان الاصليين داخل مجموعة من القرى والمدن ومحاصرتهم بالقوات العسكرية الاسرائيلية والطرق الالتفافية.
5ـ تم تبرير الرؤى الاستيطانية الإحلالية عن طريق القصص الانجيلية، وهنا يحدث تلاق كامل بين أسطورة الاستيطان الغربية العامة وأسطورة الاستيطان الصهيونية.
فالمستوطنون البيض (وضمنهم الصهاينة) ينظرون الى أنفسهم باعتبارهم من الآباء (البطارقة) الذين تركوا بلادهم ليستقروا في بلاد أكثر اتساعاً، او في أرض عذراء لم يستوطن فيها أحد من قبل.
وهم مثل العبرانيين يخرجون من مصر (أو بابل) أرض المنفى البغيضة، وينسلخون من تاريخها ليعودوا الى صهيون (الجديدة) بأن (يصعدوا) لها.
فإن وجدوها مأهولة فأهلها إذن من الكنعانيين الذين لا حق لهم في الأرض ومصيرهم هن الحل النهائي: الطرد أو الإبادة.
وغني عن القول أننا حينما نتحدث عن (اسطورة) فنحن لا نتحدث عن واقع تشكل ولا حتى عن برنامج عمل، وإنما عن قصة او قصص يوجد فيها بشكل كامن نموذج معرفي، وهذه القصة مستبطنة تماماً، تعبّر عن نفسها بشكل جزئي وتتحقق بعض جوانبها في أماكن وأزمنة متفرقة، ولا تتحقق مجتمعة إلا في لحظة نماذجية نادرة.



الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني   الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 8:31 am


الاستعمار الاستيطاني الصهيوني: اهدافه وآلياته وسماته الأساسية
وضع الرؤية (او الاسطورة) الصهيونية موضع التنفيذ لم يكن أمراً سهلاً، إذ أن المستوطنين الصهاينة حلّوا في أرض لا يعرفونها وهي أرض مأهولة بالسكان، ومن هنا كان من الضروري أن ينظّموا أنفسهم بطريقة صارمة، وأن تكون لهم مؤسساتهم الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية لوضع المشروع الصهيوني موضع التنفيذ.
وقد فرض هذا على الاستعمار الاستيطاني كثيراً من سماته ومن أهمها العنف والطابع العسكري المتكامل (أنظر الفصل السابع).
فتم تأسيس الوكالة اليهودية ومهمتها القيام بمعظم عمليات التخطيط والتطبيق الفعلي لهجرة وتدريب المستوطنين وتأمين كل ما يحتاجونه من وسائل وأدوات انتاج وخدمات للمهاجرين.
وكانت مهمة الصندوق القومي اليهودي شراء الأراضي لصالح الفلسطينيين.
وتعتبر المؤسسة العسكرية والتنظيمات شبه العسكرية من أبرز القواعد التي تضطلع بتطبيق المخطط الاستيطاني الصهيوني والمحافظة على استمرار العملية الاستيطانية وحمايتها.
فتقوم المؤسسة العسكرية بتعبئة الجماهير وتجنيدهم حول فكرة الاستيطان باعتبارها المثل الأعلى للمواطن الاسرائيلي.
أما التنظيمات العسكرية وشبه العسكرية مثل الهاجاناه والناحال والجدناع فتقوم بأدوار الحراسة والأدوار الامنية ورفع الروح المعنوية.

ويمكن القول بأن الأهداف والسمات الأساسية للاستيطان الصهيوني هي ما يلي:
1ـ يهدف الاستيطان الصهيوني الى أن تحل الكتلة البشرية (الصهيونية) الواحدة محل السكان الأصليين فهو استعمار إحلالي، واحلاليته هي سمته الأولى والأساسية (حتى عام 1967).
2ـ حددت منظمة الهاجاناه جوهر الاستراتيجية الاستيطانية عندما أكدت (عام 1943) أن الاستيطان ليس هدفاً في حد ذاته، وإنما هو وسيلة الاستيلاء السياسي على البلد، أي فلسطين.
وقد استمرت هذه السياسة قبل وبعد عام 1948، أي أنها العنصر الأساسي الثابت في الاستراتيجية الصهيونية.
ومن ثم عرّف بن جوريون الصهيونية بأنها الاستيطان، وهو محق في ذلك تماماً.
ولذا يمكن القول بأن الاستيطان هو نفسه التوسع الصهيوني، لا يوجد أي فاصل بينهما.
وهذه هي السمة البنيوية الثانية من سمات الاستيطان الصهيوني.
3ـ ارتبط انتشار المستوطنات بحركة الهجرة اليهودية، وهو ما جعل استراتيجية الاستيطان تتخذ خطاً متوازياً مع الخطوات التي قطعها المشروع الصهيوني لجذب المهاجرين اليهود واقتلاعهم من البلاد التي أقاموا فيها.
4ـ من الملاحظ أن المؤسسات الاستيطانية الصهيونية تقف على رأسها بدلاً من أن تقف على قدميها (ويمكن ان نسميها الهرم الاستيطاني الصهيوني المقلوب)، فقد كان هناك مزارع الكيبوتس وهي تنظيمات زراعية هدفها الاستيلاء على الأرض التي ستزرع وتكوين طبقة مزارعين يهود.
كما كان هناك الهستدروت، وهو نقابة عمال تهدف الى خلق الطبقة العمالية (وذلك على خلاف النقابات العمالية التي لا تظهر إلا كتعبير عن وضع قائم بالفعل).
ثم كانت هناك جماعات الحراس المختلفة مثل الحارس والهاجاناه والبالماخ وهي تنظيمات عسكرية تهدف الى خلق الشعب اليهودي (أي أن الجيش يسبق الشعب، او كما قال شاعر اسرائيلي، كل الشعوب تملك سلاح الطيران الا في اسرائيل حيث يوجد سلاح طيران يملك شعباً).
بل إن الجامعة العبرية نفسها أسست بادئ الأمر كمبان وهيئة تدريس في انتظار الطلبة.
ويمكن سحب هذا المنطق على كل الحركة الصهيونية، فهي قد بدأت بتأليف الحكومة التي كان هدفها الأساسي اقامة الدولة التي كانت ترمي اساساً الى تجميع السكان (حكومة فدولة فشعب).
وما من شك في أن هذا يعود الى أن الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة هي صيغة غير يهودية تم تهويدها لتجنيد المادة البشرية التي رفضت هذه الصيغة او تملّصت منها.
كما أن الأصول الطبقية لبعض العناصر البشرية المستوطنة صعّبت عليهم الاضطلاع بوظائف معينة، ولذا كان حتمياً أن يسبق عملية الاستيطان مؤسسات استيطانية مختلفة، مهمتها جذب المستوطنين وتدريبهم.
كما أن من أهم سمات الاستيطان الصهيوني أن الكيان الاجتماعي الصهيوني في فلسطين لم يكن متكاملاً، بل كان في مرحلة بداية التكوّن والتشكّل، ولم يكن هدف المستوطنين الاندماج في المجتمع القائم بل إقامة كيان اجتماعي وسياسي مستقل.
5ـ يتسم الاستيطان الصهيوني بأنه استيطان جماعي عسكري بسبب الهاجس الأمني (استجابة لمقاومة السكان) ولأن جماعة المستوطنين ترفض الاندماج في المحيط الحضاري الجديد الذي انتقلت اليه.
وتساهم عمليات التمويل من الخارج في تعميق هذه السمة.
6ـ الاستيطان الصهيوني ليس مشروعاً اقتصادياً وانما مشروع عسكري استراتيجي، ولذا فهو لا يخضع لمعايير الجدوى الاقتصادية، ولابد أن يموّل من الخارج (الخارج يمكن أن يكون الدياسبورا اليهودية الثرية (أي الجماعات اليهودية في العالم) او الراعي الامبريالي).
ويعد عام 1967 لحظة فارقة في تاريخ الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، إذ ضمت الدولة الصهيونية مساحات شاسعة من الأراضي، وقررت الاحتفاظ بها وتأسيس المستوطنات فيها، رغم وجود كثافة سكانية فلسطينية فيها.
ومن ثم تحوّل الاستعمار الاستيطاني الصهيوني من استعمار استيطاني احلالي الى استعمار استيطاني مبني على الابارتهايد وفكرة المعازل البشرية للسكان الاصليين.
ولكن، مع هذا، لم تتغير الثوابت الاستراتيجية الصهيونية، وإن اختلفت الأهداف والآليات بسبب تغير الظروف.



الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني   الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 8:32 am


ويمكن تحديد أهداف الاستيطان الصهيوني في الأراضي المحتلة بعد عام 1967م بما يلي:
1ـ أن تكون المستوطنات رأس جسر لكسب مزيد من الأرض من خلال نزع الملكية او سبل اخرى اكثر دهاء مثل ازالة المزروعات واقتلاع الأشجار ورفض التصريح بإقامة مبان جديدة او إصلاح المباني القديمة.
2ـ خلق الحقائق الاستيطانية الجديدة في الأراضي المحتلة بحيث تصبح العودة الى حدود عام 1967 مستحيلة.
ومما يجدر ذكره أن الأستيطان قام، دائماً، بدور أساسي في رسم حدود الكيان الصهيوني، وخصوصاً منذ بداية عرض خطط تقسيم فلسطين في النصف الثاني من الثلاثينيات، وصولاً الى صدور قرار تقسيمها سنة 1947.
ولاشك في أن الإسرائيليين يطمعون في أن يقوم الاستيطان الجديد بدور مماثل في توسيع حدود كيانهم.
واستهدفت السياسة الاستيطانية بناء خط من المستوطنات من الجولان حتى شرم الشيخ مروراً بغور الأردن.
وأهم مشروع استيطاني كان مشروع ايجال آلون الذي استهدف بناء حاجز بين الضفتين الغربية والشرقية وتصحيح الحدود وتعديل مسار الخط الأخضر، وتجزئة الضفة الغربية الى منطقتين.
3ـ ايجاد القاعدة البشرية من المهاجرين اليهود من مختلف انحاء العالم.
4ـ بعد فشل الصهاينة في (اقناع) الفلسطينيين (عن طريق شراء الأراضي والارهاب) بترك الأرض بحيث تصبح ارضاً بلا شعب، قرر الصهاينة اللجوء الى اسلوب الابارتهايد التقليدي وهو تأسيس المعازل، ومن ثم اصبح من أهم أهداف المستوطنات قطع التواصل بين مناطق سكنى الفلسطينيين، بحيث ينقطع الاستعمار بين المراكز السكانية الفلسطينية الأساسية، أي أن وظيفة المستوطنات اصبحت تحويل الضفة الغربية الى كانتونات ممزقة مفصولة بعضها عن بعض ولا تربطها سوى ممرات محدودة تحيط بها من كل جانب المستوطنات والثكنات العسكرية للجيش الاسرائيلي بحيث لا يستطيع الفلسطينيون التحرك بحرية داخل الاراضي المحتلة.
وبالفعل قامت المستوطنات الموزعة في كتل أو أطواق بخدمة استراتيجية (الفصل) و(الوصل) الاستيطانية.
5ـ تهيئة الفرصة لوجود عسكري اسرائيلي، سواء من خلال قوات الجيش الرئيسية او عن طريق الاستعانة بمستوطنين مسلحين يتبعون هذه القوات او باستخدام وحدات من جيش الاحتلال يتم نشرها.



الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني   الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 8:32 am


الجيبان الاستيطانيان في اسرائيل وجنوب افريقيا: منظور مقارن
يأخذ الاستعمار الاستيطاني شكل هجرة جماعية منظمة لكتلة سكانية من العالم الغربي لأرض خارج أوروبا.
وتتم هذه الهجرة تحت الإشراف الكامل لدولة غربية لها مشروع استعماري (تسمّى (الدولة الأم)) أو بدعم مالي وعسكري منها.

ويوجد نوعان من الاستعمار الاستيطاني:
1ـ الاستعمار الاستيطاني الذي يهدف لاستغلال كل من الأرض ومن عليها من البشر، وهذا هو الاستعمار الاستيطاني المبني على التفرقة اللونية (التي يقال لها الابارتهايد).
وجنوب افريقيا من أفضل الأمثلة على ذلك النوع من الاستعمار.
كما يمكن القول بأن الولايات المتحدة ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر تنتمي هي الأخرى لهذا النمط.
2ـ الاستعمار الاستيطاني الذي يهدف الى استغلال الأرض بدون سكانها، وهذا هو النوع الإحلالي حيث يحل العنصر السكاني الوافد محل العنصر السكاني الأصلي الذي يكون مصيره الطرد او الإبادة.
والولايات المتحدة في سنوات الاستيطان الأولى هي أكثر الأمثلة تبلوراً على هذا النوع من الاستعمار.
والدولة الصهيونية مثل آخر (وإن كانت الإبادة هي الآلية الأساسية في حالة الولايات المتحدة، بينما نجد أن الطرد هو الآلية الأساسية في حالة الدولة الصهيونية).
وكما تحولت الولايات المتحدة من النظام الاستيطاني الإحلالي الى النظام المبني على الأبارتهايد، تحولت الدولة الصهيونية هي الأخرى بعد عام 1967 من النظام الإحلالي الى النظام المبني على الأبارتهايد.
وهكذا يمكن القول بأنه رغم الاختلاف العميق بين اسرائيل وجنوب افريقيا من منظور مرحلة التكوين الأولى، إلا أن التطورات التاريخية اللاحقة جعلت نقط التماثل بين الجيبين الاستيطانيين أكثر أهمية من نقط الاختلاف بينهما، ولها مقدرة تفسيرية أعلى.



الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني   الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 8:34 am


ولنحاول الآن أن نتناول بعض نقط الالتقاء هذه:
1ـ كلتا الدولتين بدأ كجيب استيطاني يخدم المصالح الغربية على عدة مستويات (قاعدة استراتيجية وعسكرية، استيعاب الفائض البشري، عمالة رخيصة، مصدر للمواد الخام) نظير الدعم والحماية الغربيين.
وليس من قبيل الصدفة أن الشخصيات الأساسية وراء اصدار وعد بلفور هي نفسها الشخصيات التي كانت وراء إصدار اعلان اتحاد جنوب افريقيا وهم: آرثر بلفور ولويد جورج واللورد ملنر وإيان سمطس.
2ـ كانت الدولة الامبريالية الأم عادة ما تعطي احدى الشركات حق استغلال رقعة من الأرض ثم تتحول هذه الشركة نفسها الى حكومة المستوطن.
وقد قامت المنظمة الصهيونية / الوكالة اليهودية بهذا الدور في حالة المشروع الصهيوني.
تستمر العلاقة بين الدولة الأم والجيب الاستيطاني حتى بعد اعلان (استقلال) الدولة، إذ أن الدولة الاستيطانية ترى نفسها جزءاً لا يتجزأ من التشكيل الحضاري الغربي.
ومع هذا لا تتسم العلاقة بين الوطن الأم والدولة الاستيطانية بالمودة دائماً، فرغم ادعاء الرابطة الحضارية إلا أن العلاقة مع الوطن الأم هي علاقة نفعية.فالدولة الاستيطانية دولة وظيفية يستند وجودها الى وظيفتها.
فإن فقدت وظيفتها أو أصبحت تكاليف دعمها أعلى من عائدها فقدت وجودها (كما حدث مع كل الجيوب الاستيطانية ومنها جنوب افريقيا).
وعادة ما يحدث الصدام بين الوطن الأم والجيب الاستيطاني بسبب اختلاف رقعة المصالح.
فالوطن الأم له مصالح عالمية امبريالية عريضة، أما الجيب الاستيطاني فمصالحه محلية ضيقة.
وأحياناً يأخذ التوتر شكل مواجهة مسلحة (حرب بريطانيا مع البوير ـ المواجهة العسكرية بين حكومة الانتداب البريطاني وبعض المنظمات العسكرية الصهيونية ـ المواجهة العسكرية بين الحكومة الفرنسية والمستوطنين الفرنسيين في الجزائر)، أو مواجهة سياسية (موقف الدول الغربية من نظام الأبارتهايد ـ التوتر بين الولايات المتحدة واسرائيل ابان حرب 1956).
4ـ يلاحظ أن الخطاب الاستعماري الاستيطاني خطاب توراتي.فالمستوطنون سواء في جنوب افريقيا او اسرائيل هم (عبرانيون) او (شعب مختار) أو (جماعة يسرائيل)، وديباجات المستوطنين عادة ديباجات توراتية، فالأرض التي يستولون عليها هي صهيون، أرض وعد الإله بها أعضاء هذا الشعب دون غيرهم.
والسكان الأصليون إن هم إلا (كنعانيين) او (عماليق)، وجودهم عرضي في هذه الأرض (أو غير موجدين أساساً).
ولذا فمصيرهم الإبادة او الطرد او ان يتحولوا الى عمالة رخيصة.
5ـ عادة ما ترى الجيوب الاستيطانية نفسها باعتبارها موجودة عرضاً في المكان الذي توجد فيها (افريقيا أو العالم العربي) ولكنها، في واقع الأمر، ليست منه.
وذلك لأنها جزء من التاريخ الاوروبي (وإن كان الصهاينة ايضاً يرون أنفسهم جزءاً من التاريخ اليهودي).
ومع هذا يمكن القول بأن الكتل الاستيطانية عادة كتل معادية للتاريخ، فقد جاء المستوطنون من اوروبا التي لفظتهم الى ارض عذراء (صهيون الجديدة) لا تاريخ لها -حسب تصورهم- يمكنهم ان يبدوا فيها من نقطة الصفر.
(وإنكار تاريخ البلج الجديد مسألة اساسية من الناحية المعرفية والنفسية، لأن المستوطنين لو اعترفوا بوجود تاريخ لسانه الأصليين لفقدوا شرعية وجودهم).
6ـ عادة ما يتبنّى الجيب الاستيطاني رؤية قومية عضوية، إذ يرى المستوطنون أن ثمة وحدة عضوية تضمنهم كلهم وتربطهم بأرضهم.
هذا على مستوى الإدراك والرؤية، أما على مستوى البنية الفعلية فالأمر جد مختلف.
ففي جنوب افريقيا -على سبيل المثال- نجد أن المستوطنين هناك قد انقسموا الى شيع وجماعات، ولكن الانقسام بين العنصر الهولندي والعنصر البريطاني يظل أهم الانقسامات.
وفي اسرائيل نجد أيضاً انقسامات حادة بين أعضاء الجماعات اليهودية المختلفة التي هاجرت الى اسرائيل، ولكن مع هذا يظل الانقسام الأساسي هو الانقسام بين السفارد والإشكناز.
7ـ يتفرع من هذا كله خطاب عنصري يؤكد التفاوت بين الكتلة الوافدة (التي ينسب لها التفوق العرقي والحضاري)، والسكان الأصليين (الذين ينسب لهم التخلف العرقي والحضاري).
8ـ ويترجم هذا نفسه الى نظرية في الحقوق.
فحقوق الكتلة الاستيطانية حقوق مطلقة، أما السكان الأصليون فلا حقوق لهم، وإن كان ثمة حقوق فهي عرضية (كنعانية) تجبّها حقوق المستوطنين (العبرانيين!).
9ـ انطلاقاً من كل هذا يتحدد مفهوم المواطنة في البلدين، فالمواطن ليس من يعيش في الجيب الاستيطاني وإنما هو صاحب الحقوق المطلقة، أي اليهودي في الدولة الصهيونية والأبيض في جنوب افريقيا.
ويتضح هذا في قانون العودة الاسرائيلي الذي يمنح حق العودة لليهود وحسب، كما يتضح في قوانين الهجرة في جنوب افريقيا التي تمنع هجرة غير البيض.
هذا يعني أن التمييز العنصري في الجيوب الاستيطانية لا يشكل انحرافاً عن القانون او خرقاً له (كما هو الحال الآن في الولايات المتحدة) وإنما هو من صميم القانون نفسه.
فمقولة (يهودي) و(أبيض) هي مقولات قانونية تمنح صاحبها حقوقاً قانونية وسياسية ومزايا اقتصادية تنكرها على من هو غير يهودي في اسرائيل، ومن هو غير أبيض في جنوب افريقيا.
10ـ تترجم نظرية الحقوق (والتفاوت) نفسها الى بنية سياسية واجتماعية وثقافية.
فعلى المستوى السياسي ينشأ نظامان سياسيان واحد ديمقراطي حديث مقصور على المستوطنين، والآخر شمولي يحكم علاقة الجماعة الاستيطانية بأصحاب الأرض الاصليين.
وبينما يسمح لأعضاء الكتلة الوافدة بالتنظيم السياسي والمهني، يحرم هذا على السكان الأصليين.
ويلاحظ أنه رغم أن النظام الاستيطاني نظام غربي حديث إلا أنه يشكل عنصراً أساسياً في محاولات اعاقة تحديث السكان الأصليين.
11ـ أما في المجال الاقتصادي فنجد أن المستوطنين يحاولون الاستيلاء على الأرض إما عن طريق الاستيلاء المباشر او عن طريق شرائها او عن طريق اصدار قوانين تسهل عملية الاستيلاء هذه ونقل الأرض من السكان الأصليين للمستوطنين.
وهذه عملية مستمرة لا تتوقف إذ أن الجيب الاستيطاني بسبب إحساسه بالعزلة وبسبب خوفه من المشكلة الديموغرافية يسمح لمزيد من المهاجرين بالاستيطان، الأمر الذي يتطلب المزيد من الأرض، فيزداد الصراع.
وقد قام المستوطنون البيض في جنوب افريقيا بالتوسع على حساب السكان الاصليين البوشمان والهوتنتوت والبانتو، تماماً مثلما قام المستوطنون الصهاينة بالتوسع على حساب الفلسطينيين.
ويتقاضى العمال من السكان الأصليين أجوراً أقل كثيراً من التي يتقاضاها العمال الاستيطانيون.
كما أن معظم العمال من السكان الأصليين عليهم الانتقال من أماكن انتقالهم الى أماكن عملهم، وهو ما يعني جهداً اضافياً شاقاً يتجشمه العامل دون مقابل.
كما يقوم النظام الاستيطاني بإعاقة تطور اقتصاد محلي للسكان الأصليين أو أي شكل من أشكال التراكم الرأسمالي.
12ـ ويلاحظ على المستوى الثقافي ظهور نظامين قوميين: القومية الأولى قومية أصحاب الأرض الاصليين سواء الفلسطينيين او الأفارقة في كلتا الدولتين، أما القومية الثانية فهي قومية مصطنعة، وهي قومية المستوطنين الذين لا تتوافر لهم في مجموعهم من البداية غالبية خصائص القومية الواحدة.
ومع هذا يحتفل (بالقومية) الاصطناعية الواحدة وتصبح رموزها هي الرموز السائدة في الدول الاستيطانية.
وفي مجال التعليم، لا تتاح لأبناء السكان الاصليين فرص تعليمية متميزة، خشية أن يحققوا حراكاً اجتماعياً وثقافياً وتظهر بينهم نخبة متعلمة تقود كفاحهم الوطني.
13ـ تواجه الجيوب الاستيطانية مشكلة ديموغرافية دائمة إذ أن السكان الاصليين يأخذون في التكاثر، ولذا لابد أن يضمن الجيب الاستيطاني تدفق الهجرة من الغرب.
وتستصدر التشريعات المختلفة لهذا الهدف (كما أسلفنا) وتعد الهجرة قضية امنية عسكرية.
14ـ لابد أن تساند نظرية الحقوق هذه ومحاولة ترجمتها الى بنية اجتماعية وسياسية قدراً كبيراً من العنف الفكري والارهاب الفعلي والقمع المستمر بهدف إبادة السكان او طردهم او استرقاقهم.
وآليات الإرهاب تبدأ من عمليات المذابح المباشرة (دير ياسين وشاربفيل) والطرد الجماعي والعقاب الجماعي ووضع السكان في معازل جماعية (البانتوستان في جنوب افريقيا ـ المناطق العسكرية من الضفة في فلسطين المحتلة)، وفرض شبكة أمنية ضخمة وشبكة مواصلات ومجموعة من القوانين (مثل ضرورة استصدار تصريح من السلطات) بهدف تقييد حرية انتقال السكان الاصليين من مكان لآخر وتقليل الاحتكاك بين السكان الأصليين والمستوطنين.
15ـ رغم كل عمليات القمع هذه يظهر ما يمكن تسميته (شرعية الوجود)، أي احساس المستوطنين الوافدين أن السكان الأصليين لا يزالون هناك يطالبون بحقوقهم ويحاربون من أجلها، وتأكيد هذا الوجود يعني في واقع الأمر غياب / اختفاء المستوطنين.
ولذا يصر المستوطنون على أن وجودهم مهدد دائماً.
ولذا فهدف الأمن القومي في النظم الاستيطانية هو البقاء (وأهم مقومات البقاء القوة العسكرية وتدفق المادة البشرية بشكل دائم).
وهذا التوافق والإدراك المتبادل لوحدة المصير أدّى الى خلق درجة كبيرة من الاعتماد المتبادل بين الدولتين في عدة مجالات.
ففي المجال التجاري كانت العلاقات بين الجيبين الاستيطانيين من القوة بحيث نجد أن جنوب افريقيا ـ قبل زوال النظام العنصري ـ كانت شريكة اسرائيل الأولى في التجارة.
ولم يكن التعاون العسكري بين الدولتين أقل قوة، فقد ارسلت الدولة الصهيونية متطوعين اسرائيليين ليحاربوا جنباً الى جنب مع قوات جنوب افريقيا في حربها ضد قوى التحرر الوطني.
وشاركت جنوب افريقيا بدورها في امداد اسرائيل بالسلاح في حرب اسرائيل ضد العرب.
ويعد التعاون في مجال صناعة الأسلحة من أهم اشكال التعاون، وكانت الدولتان تحاولان تنسيق جهودهما لتحقيق الاستقلال في مجال انتاج المعدات العسكرية وفي مجال السلاح النووي.
ومع بداية التسعينات تمت تصفية كل الجيوب الاستيطانية في انحاء العالم.ولم يتبق غير اسرائيل وجنوب افريقيا: الأولى تقبع على بوابة افريقيا (تفصل بينها وبين آسيا)، والثانية تقبع في اطرافها.
فكأنهما كانا يشكلان ما يشبه الكماشة التي تطبق على افريقيا.
وبزوال الجيب الاستيطاني في جنوب افريقيا، لم يبق سوى اسرائيل، الحفرية الأخيرة في نظام قضي وانتهى.



الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل السادس الاستعمار الاستيطاني: الغربي والصهيوني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: جـــديــد المـوضــوعـــــات بالمنتــدى :: الصهيــونيـة والعُنف-
انتقل الى: