أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: أم سليم المؤمنة الداعية الثلاثاء 10 أكتوبر 2023, 11:57 pm | |
| أم سليم المؤمنة الداعيةنسبها: أم سليم الغميصاء، أو الرميصاء، بنت ملحان -رضي الله عنها-، أم أنس بن مالك -رضي الله عنه-، خادم رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.
أخوها: حرام قتل شهيداً يوم بئر معونة.
وأختها: أم حرام بنت ملحان الشهيدة في قبرص.
وهي خالة النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وأول امرأة في العالم مهرها الإسلام، وهي امرأة من نساء الجنة،رزقت بعشرة أطفال يحفظون القرآن.
ولَمَّا آمنت رضي الله عنها ودخلت في الإسلام جاء زوجها أبو أنس، وكان غائباً، وعندما علم بإسلامها غضب غضباً شديداً، وقال لها: أصبوت؟ قالت: ما صبوت ولكني آمنت.
وكانت -رضي الله عنها- تلقن ابنها أنس فتقول: قل: لا إله إلا الله، قل: أشهد أن محمداً رسول الله، ففعل، فيقول لها أبوه: لا تفسدي عليَّ ابني، فتقول: إني لا أفسده!
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قال: "أريتُ الجنَّةَ فرأيتُ أمرأةَ أبي طلحة".
عن أنس -رضي الله عنه- قال خَطَبَ أبو طلحة أمَّ سُليم فقالت: والله ما مِثْلُكَ يا أبا طلحة يُرد ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مُسلمة ولا يحل لي أن أتزوجك فإن تُسلم فذاك مهري، وما أسألك غيره، فأسْلم فكان ذلك مهرها.
قال ثابت الراوي عن أنس: فما سمعتُ بامرأةٍ قطْ كانت أكرمَ مَهراً من أمَّ سُليم، الإسلام فدخل بها فولدت له. رواه النسائي.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي فَخَرَجَ أبو طلحة فَقُبِضَ الصَّبِيُّ فلَمَّا رَجَعَ أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت: أمُّ سُليم هو أسْكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فَرَغَ قالت: وارِ الصبَّي، فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فأخبره فقال: "أعرستم الليلة؟" قال: نعم. قال: "اللهم بارك لهما في ليلتهما"، فولدت غُلاماً قال لي أبو طلحة احفظه حتى تأتي به النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فأتى به النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وأرسلتْ معه بتمراتٍ فأخذهُ النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فقال: "أمَعَهُ شئ؟" قالوا: نعم تمرات فأخذها النبيُ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فمضغها ثم أخذ من فيِه فجعلها في فيَّ الصبي وحنَّكه به وسماه عبد الله.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قال: "دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت من هذه؟" قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك.
الخفشة: ما يسمع من حس وقع القدم.
وكان رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: يعظمها ويقدرها وكان يكثر من زيارتها، ويأكل عندها، ويقيل في بيتها.
عن أنس أن رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- كان يزور أم سليم فتتحفه بالشيء تصنعه له، قال: أنس: وأخ لي أصغر مني يكنى أبا عمير، فزارنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: "يا أم سليم، ما شأني أرى أبا عمير ابنك خائر النفس".
فقالت: يا نبي الله؛ ماتت صعوة له كان يلعب بها، قال: فجعل النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يمسح رأسه، ويقول: "يا أبا عمير، ما فعل النغير".
قالت أم سليم -رضي الله عنها-: كان النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يجئ يقيل عندي على نطع وكان معراقاً.
قالت: فجاء ذات يوم، فجعلت أسلت العرق، فأجعله في قارورة لي، فاستيقظ النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، فقال: "ما تجعلين يا أم سليم"؟ فقالت: باقي عرقك أريد أن أدوق به طيبي.
نطع: فراش من جلد وشعر.
معراقاً: أي كثير العرق.
أدوق: أخلط.
ولقد كان النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يجل أم سليم ويحترمها، ويزورها، فعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- دخل على أم سليم فأتته بسمن وتمر، فقال: "إني صائم" ثم قام، فصلّى ودعا لأم سليم ولأهل بيتها، فقالت: إنَّ لي خويصة قال: "ما هي"؟ قالت: خادمك أنس، فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به، وبعثت معي بمكتل من رطب إلى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.
خويصة: تصغير خاصة.
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: لم يكن رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يدخل بيتاً غير بيت أم سليم. فقيل له. فقال: "إني أرحمها، قُتل أخوها معي".
قال الإمام الذهبي رحمه الله: أخوها هو حرام بن ملحان الشهيد الذي قال يوم بئر معونة: فُزْتُ وَرَبِّ الكعبة، لَمَّا طُعِنَ من ورائه، فطلعت الحَرْبَة من صدره -رضي الله عنه-.
عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يغزو بأم سليم رضي الله عنها ونسوة معها من الأنصار يسقين الماء ويداوين الجرحى.
وفي غزوة حنين خرجت أم سليم تبتغي أجر الجهاد مع رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وكان معها خنجر قد حزمته على وسطها، وهي يومئذٍ حامل بعبد الله بن أبي طلحة، فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر! فقالت: يا رسول الله، إن دنا مني مشرك بقرت بطنه.
فجعل رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يضحكُ.
قالت: يا رسول الله اقتُل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك، فقال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "يا أُم سليم! إن الله قد كفى وأحسن".
من بعدنا: أي من سوانا.
الطلقاء: هم الذين أسلموا من أهل مكة يوم الفتح سمُّوا بذلك؛ لأن النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- منَّ عليهم وأطلقهم، وكان في إسلامهم ضعفٌ، فاعتقدت أم سليم أنهم منافقون وأنهم استحقوا القتل بانهزامهم وغيره.
وقولها: "انهزموا بك": الباء في (بك) هنا يعني (عن)؛ أي: انهزموا عنك، على حدَّ قوله تعالى: (فَاسْئَلْ بِهِ خَبِيراً). أي: عنه.
وربما تكون للسببية، أي: انهزموا بسببك لنفاقهم، انتهى؛ قاله النووي رحمه الله.
قال ابن حجر: وفي قصة أم سليم هذه من الفوائد: جواز الأخذ بالشدة وترك الرخصة مع القدرة عليها والتسلية عن المصائب وتزين المرأة لزوجها وتعرضها لطلب الجماع منه واجتهادها في عمل مصالحه ومشروعية المعاريض الموهمة إذا دعت الضرورة إليه وشرط جوازها أن لا تبطل حقا لمسلم وكان الحامل لأم سليم على ذلك المبالغة في الصبر والتسليم لأمر الله تعالى ورجاء إخلافه عليها ما فات منها إذ لو أعلمت أبا طلحة بالأمر في أول الحال تنكد عليه وقته ولم تبلغ الغرض الذي أرادته فلما علم الله صدق نيتها بلغها مناها وأصلح لها ذريتها وفيه إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأن من ترك شيئا عوضه الله خيرا منه وبيان حال أم سليم من التجلد وجودة الرأي وقوة العزم.
روت عن النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- أربعة عشر حديثاً واتفق لها الشيخان على حديث واحد، وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديثين.
بشارتها بالجنة وعن جابر بن عبد الله، أن رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قال: "أريت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة ثم سمعت خشخشة أمامي فإذا بلال".
عن أنس عن النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قال: "دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك".
توفيت نحو سنة 30 هـ، كما ذكر الزركلي.
رحم الله أم سليم ورضي عنها، وأكرم مثواها في جنات الخلد وزوجها وأولادها.
وجزاها عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ورزق المسلمين الاقتداء بها وبأمثالها، والسير على منوالها. آمين. |
|