أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: أم الدحداح الأنصارية الثلاثاء 10 أكتوبر 2023, 11:55 pm | |
| أم الدحداح الأنصارية أم الدحداح الأنصارية هي واحدة من نساء الصحابة اللاتي كان لهن دور جليل في تاريخ الإسلام، وهي واحدة مِمَّنْ آثرن نعيم الآخرة المُقيم على متاع الدنيا الزَّائل.
أسلمت أم الدحداح حين قدم مصعب بن عمير المدينة سفيراً لرسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ليدعو أهلها إلى الإسلام حيث كانت مِمَّنْ ناله شرف الدخول في الإسلام، كما أسلمت أسرتها كلها، ومشوا في ركب الإيمان.
زوجها أبي الدحداح الصحابي الجليل واحد من فرسان الإسلام، وأحد التلامذة النجباء، وهو من الباذلين في سبيل الله نفوسهم وأرواحهم وأموالهم.
وقد كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها غنية وفي ثمرها، فلمَّا نزل قوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً).
قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غَنِيٌ عن القرض؟ قال: "نعم يريد أن يدخلكم الجنة به".
قال: فإني إن أقرضتُ رَبِّي قرضاً يضمنُ لي به ولصبيتي الدَّحَادِحَةَ معي في الجنة؟ فقال -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "نعم".
قال: فناولني يدك.
فناوله رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يده.
فقال: إن لي حديقتين: إحداهما بالسَّافلة والأخرى بالعالية، والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضاً لله تعالى.
فقال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "اجعل إحداهما لله، والأخرى دعها معيشة لعيالك".
قال: فأشهدك يا رسول الله أني جعلت خيرها لله تعالى وهو حائط فيه ستمائة نخلة.
قال: "إذاً يجزيك اللهُ به الجنة".
فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح، وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل.
فأنشأ يقول: هداك الله سبل الرشاد إلى سبيل الخير والسداد بيني من الحائط بالواد فقد مضى قرضاً إلى التناد أقرضتهُ اللهَ على اعتمادي بالطوع لا مَنًّا ولا ارتداد إلا رجاء الضعف في المعاد فارتحلي بالنفس والأولاد والبر لا شك فخير زاد قدمه المرء إلى المعاد
قالت أم الدحداح رضي الله عنها: ربح بيعك! بارك الله لك فيما اشتريت.
ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول: بشرك الله بخير وفرح مثلك أدَّى ما لديه ونصح قد متع الله عيالي ومنح بالعجوة السوداء والزهو البلح والعبد يسعى وله ما قد كدح طول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تُخرج ما في أفواههم، وتنقص ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر.
فقال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح".
وفي غزوة أحُدٍ صاح أبو الدحداح: يا معشر الأنصار، إليَّ، أنا ثابت بن الدحداحة، قاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم، فنهض إليه نفر من الأنصار، فجعل يحمل بِمَنْ معه من المسلمين، وقد وقفت له كتيبة خشناء، فيها رؤساؤهم، خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل، وضرار بن الخطاب، فجعلوا يناوشونهم، وحمل خالد بن الوليد بالرمح، فأنفذه فوقع ميتاً -رضي الله عنه-، واستشهد أبو الدحداح فعلمت بذلك أم الدحداح، فاسترجعت، وصبرت، واحتسبته عند اللهِ تَعَالَى، الَّذِي لَا يُضِيعُ أجْرَ مَنْ أحْسَنَ عَمَلاً.
|
|