أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: أسماء بنت عميس صاحبة الهجرتين الثلاثاء 10 أكتوبر 2023, 11:50 pm | |
| أسماء بنت عميسصاحبة الهجرتين
هي: أسماء بن عميس بن مَعَد بن تميم، بن الحارث، بن كعب، بن مالك، بن قحافة، الخثعمية، وتكنى بأم عبد الله، صحابية جليلة، لها مواقف مشرفة، وهي من السابقات للإسلام، ولها هجرتان.
هاجرت أسماء رضي الله عنها الهجرة الثانية إلى المدينة، وهذه من مناقبها، ومن مواقفها المشرفة رضي الله عنها.
أمها: هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث.
دخلت أسماء بنت عميس على حفصة زوج النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: الحبشية هذه البحرية هذه، فقالت أسماء: نعم، فقال عمر: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- منكم، فغضبت، وقالت كلمة كذبت يا عمر كلا والله كنتم مع رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء في الحبشة وذلك في الله وفي رسوله وأيم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لرسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وأسأله ووالله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك،قال: فلما جاء النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ، قالت: يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا، فقال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم هجرتان".
قالت: فلقد رأيت أبا موسى يأتوني أرسالا يسألوني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، قال أبو بردة: فقالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني.
ونالت وسام الإيمان هي وأخواتها من رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "الأخواتُ مؤمنات ميمونةُ وأم الفضلُ وأسماء".
فهي من المهاجرات الأول، قيل أسلمت قبل دخول رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- دار الأرقم وهاجر بها زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة فولدت له هناك عبد الله ومحمدا وعونا، فلما هاجرت معه إلى المدينة سنة سبع واستشهد يوم مؤتة تزوج بها أبو بكر الصديق فولدت له محمدا وقت الإحرام فحجت حجة الوداع ثم توفي الصديق فغسلته وتزوج بها علي بن أبي طالب.
لما توجه جيش المسلمين إلى الشام لقتال الروم، كان جعفر بن أبي طالب من بين أمرائه الثلاثة، وهناك نال الشهادة في سبيل الله تعالى.
حزنت أسماء حزناً شديداً على وفاة زوجها جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
وقالت يوم قتل جعفر: دخل عليَّ رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، فدعا بُنَيَّ جعفر، فرأيته شَمَّهُمْ، وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء؟ قال: "نعم قُتِلَ اليوم" فقمنا نبكي، ورجع فقال: "اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم".
صبرت أسماء واحتسبت زوجها عند الله تعالى، بل وتمنَّت أن تكون معه لتفوز بالشهادة خاصة بعد أن سمعت أحد رجال بني مرة بن عوف يقول –وكان في تلك الغزوة– والله لكأني أنظر إلى جعفر حيث اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها. ثم قاتل حتى قتل وهو يقول: يا حبــذا الجنــة واقترابها طيبةً وبارداً شرابها والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيـدة أنسابها عليَّ إذ لاقيتها ضرابها
ثم أخذ اللواء بيمينه فَقُطِعَتْ، ثم أخذه بشماله فَقُطَعَتْ، فاحتضنه بعضديه حتى قُتِلَ -رضي الله عنه-.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- أنه قال: "دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير".
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: "رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطيرُ في الجنة مع الملائكة".
وبعد مقتل جعفر تزوَّج أسماء أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، فولدت له محمداً وقت الإحرام، فحجَّت حَجَّةَ الوداع، ثم توفي الصديق -رضي الله عنه- فغسلته.
وبعد وفاة الصديق -رضي الله عنه- تزوَّجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. فولدت له: يحيى وعوناً.
عن الشعبي قال: تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر.
فقال كل منهما أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك.
فقال لها علي: اقضي بينهما.
فقالت: ما رأيت شاباً خيراً من جعفر ولا كهلاً خيراً من أبي بكر.
فقال لها علي: فما أبقيتِ لنا.
وفاتها رضي الله عنها: لَمَّا بلغها قتل ولدها محمد بن أبي بكر -رضي الله عنه- بمصر -وكان أثر هذا المصاب عليها عظيماً- قامت إلى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دماً.
وما كاد العام ينتهي حتى ثَقُلَتْ وأحَسَّتْ بالوَهَنْ يسري في جسمها سريعاً ثم فارقت الحياة.
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: فإن وفاتها قبل سنة خمسين.
رحمها الله تعالى ورضي عنها، وحشرنا وإيَّاها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقاً. اللهم آمين. |
|