أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52580 العمر : 72
| موضوع: درة بنت عم النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- الثلاثاء 10 أكتوبر 2023, 10:57 pm | |
|
درة بنت عم النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.
درة بنت عم النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ورضي الله عنها.
الصحابية الهاشمية درَّة بنت أبي لهب، وأمُّهَا أم جميل بنت حرب بن أمية اللذان بَشَّرَهُمَا القرآنُ الكريم بالنَّار.
كان إسلامها وفرارها من أبيها وأمِّهَا إلى الله ورسوله مثاراً للإعجاب والعجب، كانا أبويها يتعاونون على إلحاق الضرر برسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وإيذائه بكل وسيلة، فأبو لهب يمشي وراء النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ويُحَذِّرُ الناس منه، وعندما يسمع الناس كلامه يقولون إذا كان هذا رأي عَمِّهِ فيه، فَمَا يضرُّنا أن نجافيه، ويتأذى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- لذلك، ويزداد هماً وغماً.
وأمَّا أمُّهَا أم جميل –حَمَّالَةَ الحَطَبِ– وهي امرأة أبي لهب، فكلها مُلئت شراً وحقداً على رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- حتى كان من كُرهها له أن تضع الحسك والشوك في طريقه -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، ناسية أن الله هو كافيه وناصره، وهو قادر على أن يمنع الأذى عنه.
وكان عتيبة –وهو أخوها– يحاول أذِيَّةَ رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- بكل الوسائل، بعد أن طَلّقَ أم كلثوم، حيث ذهب إلى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وسطى عليه وشَقَّ قميصه أمام الملأ من قريش، وأبو طالب حاضر، فقال النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "اللهم سَلِّطْ عليه كلباً من كلابك". فوجم لها وقال ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره وحزنت درة لِمَا صنع عتيبة أخوها برسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وأيقنت أنه لن يفلت من العقاب.
ولم يلبث أبو لهب أن خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلاً فأشرف عليهم راهب من الدير، فقال لهم: إن هذه أرض مسبعة، فقال أبو لهب لأصحابه: أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخَافُ على ابني من دعوة مُحَمَّدٍ، فجمعوا جِمَالَهُمْ وأناخُوها حولهم وأحدقوا بعتبة، فجاء الأسَدُ يَتَشَمَّمُ وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله.
نعم وثب عليه فإذا هو فوقه فَمَزَّقَهُ وقد كان أبوه ندبه وبكى، وقال: ما قال مُحَمَّدٌ شيئاً قَطُّ إلا كان.
وعندما نزلت سورة المَسَدْ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَب وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)، جُنَّ جُنُونُ أبي لهب وامرأته أم جميل، فقالت لزوجها: إذاً ابن أخيك شاعر وقد هجاني، وأنا أيضاً شاعرة وسأهجوه.
عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله تعالى عنهما-، قالت: لَمَّا نزلت سورة تبت يدا أبي لهب، أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فِهْر. وهي تقول: مذمماً عصينا وأمره أبينا ودينه قلينا.
قلينا: أي أبغضنا.
والنبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قَاعِدٌ في المسجد ومعه أبو بكر -رضي الله عنه- فلَمَّا رآها أبو بكر، قال يا رسول الله لقد أقبلت وأنا أخاف أن تراك، قال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "إنها لن تراني"، -وفي رواية: قال: "لا ما زال مَلَكٌ بيني وبينها يسترني حتى ذهبت"- وقرأ قرآناً فاعتصم به، كما قال وقرأ: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً).
فوقفت على أبي بكر -رضي الله عنه- ولم تر رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، فقالت: يا أبا بكر أخْبِرْتُ أن صاحبك هجاني، فقال: لا ورب هذا البيت ما هجاكِ، قال: فولّت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها.
ومع كل ذلك تَحَدَّتْ درة -رضي الله عنها- أسرتها وبيئتها من أجل الإسلام، وأعلنت كلمة التوحيد، وأسلمت وحَسُنَ إسلامُها وكانت من المُهاجرات إلى المدينة.
وبعد أن دخلت درة -رضي الله عنها- رحاب الإسلام تقدَّم لخطبتها الصحابي الجليل دحية الكلبي وتَمَّ الزواج الميمون.
وكانت درة قد تزوَّجت في الجاهلية من الحارث بن نوفل بن عبد المطلب وقد أنجبت له عقبة والوليد وأبا مسلم، وقُتِلَ عنها الحارث مُشْرِكَاً في يوم بدر، هذا اليوم الذي نَصَرَ اللهُ فيه الإسلامَ وأذَلَّ فيه الكُفْرَ.
أبدلها اللهُ تعالى بالصحابي الجليل دحية، وهو من أجمل الناس طلعة، وكان جبريل -عليه السلام- يأتي بصورته، فَأَيُّ شرف أصابت درة بعد أن أسلمت.
وقويت علاقتها بأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وأرضاها، وأخذت تُكْثِرُ الدخول عليها لتأخذ منها العلم والفقه في دينها.
توفيت -رضي الله عنها- في سنة عشرين للهجرة في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. |
|