أميمة بنت صبيح أم سيد الحُفَّاظ. Ocia1005
أميمة بنت صبيح
أم سيد الحُفَّاظ.

نسبها:
هي: أميمة بنت صبيح بن الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هنيَّة بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس.

أم سيد الحفاظ الصحابي الجليل أبو هريرة الدوسي اليماني -رضي الله عنه- توفي والده وهو صغير وعاش يتيماً في كنف أمِّهِ أميمة والتي تُعرف بأم أبي هريرة.

قَدِمَ أبو هريرة -رضي الله عنه- على النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- مسلماً في المُحَرَّمِ من سنة سبع للهجرة، ورفضت أمُّهُ أن تُسلم، وظلّت على شِرْكِهَا، وكان يدعوها إلى الإسلام فتأبَى أن تُسلم لله ولرسوله، حتى جاء يوماً إلى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يشتكي حال أمِّهَ وما هي عليه من الشِّرْكِ، وطمعاً بدعوة رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- لها فأسلمت وقَرَّتْ عينا أبي هريرة بإسلام أمِّهِ.

قال أبو هريرة -رضي الله عنه-:
كنت أدعو أمِّي إلى الإسلام وهي مُشركة فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ما أكره، فأتيتُ رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله إني كُنْتُ أدعو أمِّي إلى الإسلام فتأبَى عَلَيَّ فدعوتها اليوم فاسمعتني فيك ما أكره فادع اللهَ أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "اللهم اهد أمَّ أبي هريرة"، فخرجتُ مُستبشراً بدعوة نبي الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، فلمَّا جئتُ فصرتُ إلى الباب فإذا هو مُجَاف، فسمعت أمِّي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعتُ خضخضة الماء، قال: فاغْتَسَلَتْ ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، قال: فرجعتُ إلى رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فأتيتُهُ وأنا أبكي من الفرح، قال قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب اللهُ دعوتك وهَدَى أمَّ أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه، وقال خيراً، قال قلتُ: يا رسول الله ادع اللهَ أن يُحَبِّبَنِي أنا وأمِّي إلى عباده المؤمنين ويُحَبِّبَهُمْ إلينا، قال فقال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "اللهم حَبِّبْ عُبيدك هذا -يعني أبا هريرة وأمَّهُ- إلى عبادك المؤمنين، وَحَبِّبْ إليهم المؤمنين"، فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحَبَّنِي.

وعندها -رضي الله عنها- من الكرم والجود ما يجعلها مثالاً يُحتذَى به.

عن حميد بن مالك بن خثيم، أنه قال: كنت جالساً مع أبى هريرة بأرضه بالعقيق، فأتاهُ قومٌ من أهل المدينة على دواب فنزلوا، قال حميد: فقال أبو هريرة: اذهب إلى أمِّي وقُلْ لها إن ابنكِ يُقْرئِكِ السلام ويقول أطعمينا شيئاً، قال: فوضعت ثلاثة أقراص من شعير وشيئاً من زيت وملح في صحفة فوضعتها على رأسي فحملتها إليهم فلمَّا وضعته بين أيديهم كَبَّرَ أبو هريرة، وقال: الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودان التمر والماء، فلم يصب القوم من الطعام شيئاً فلمَّا انصرفوا، قال: يا بن أخي أحسن إلى غنمك وامسح الرغام عنها وأطب مراحها وصل في ناحيتها فإنها من دواب الجنة، والذي نفسي بيده ليوشك أن يأتى على الناس زمان تكون الثلة من الغنم أحَبُّ إلى صاحبها من دار مروان.

وفاتها:
لم نعلم سَنَةَ وفاتها غير أنها قبل ابنها، ومعلوم أن أبا هريرة مات سنة (59)هـ.

فرضي الله عنها وأرضاها، ورضي عن ابنها، وجعل جنة الفردوس مأواهم.