أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: المقدمة الجمعة 06 أكتوبر 2023, 5:15 pm | |
| قصص وعبر وعظات من حياة الصحابيات
قصص وعبر وعظات من حياة الصحابيات
تأليف: أبي أنس ماجد إسلام البنكاني إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله، فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً). أمَّا بعد: فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فإن الإسلام قد أكرم المرأة أيَّما إكرام، أُمَّاً كانت، أو بنتاً، أو زوجاً، أو أختاً، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم بعض النساء اللاتي كان لهن دور بارز وفعال في تاريخ البشرية كأم موسى، ومريم بنت عمران، وامرأة فرعون، وذكر الله تعالى أيضاً بعضاً منهن من المبايعات والمهاجرات، كما في سورة الممتحنة. فقد ذكر الله من ثباتهنَّ وإيمانهنَّ. وقد برزت المرأة في الصدر الأول من الإسلام، وفي القرن الأول وهو خير القرون، بالصبر واليقين، وفي وقوفها بجانب رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، في تسكين النفس وتهدئة الروع، وفي ثباتها، ووقوفها في خندق واحد مع زوجها ومع أبيها، وأخيها، وضحت بمالها ونفسها، ووقفت كالطوت الشامخ مع رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، أمثال خديجة، وعائشة، وفاطمة، وأسماء، وأم سليم، وأمثالهن كثير رضي الله عنهنَّ وأرضاهنَّ جميعاً. وقد كانت الصحابيات مثالاً فريداً للنساء إلى قيام الساعة، في الدعوة، والدفاع عن الحق، وعن هذا الدين العظيم، وفي حمل راية الإسلام. فإلى المسلمات اللاتي يتخذن من الصحابيات مثالاً لهنَّ في التضحية، والإيمان، والتقوى والورع، والفداء، إلى نسائنا الكريمات اللواتي يتخذنَّ من الصحابيات مثالاً يقتدى بهن في الإيثار، والصمود. إليكن جميعاً أيتها الأخوات والأمهات نقدم هذه النماذج الطيبة من النساء اللاتي كنَّ حول الرسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وشاركن في إقامة هذا الدين العظيم، وتحملن هذه المسؤولية العظيمة. ستجد الأخت المسلمة في هذا الكتاب نساء وقفت كل واحدة منهن على ثغرة من ثغر الإسلام، وستجدين في كل واحدة منهن مثالاً يحتذى بهنَّ في التقوى والإخلاص والثبات والفداء. وأذكِّر الأخوات المسلمات أن يقرأن سيرة هؤلاء الصحابيات الكريمات، ليكونوا على علم بهن وبما قمن به في صدر الدعوة، والوقوف على سِيَر سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ليكون ذلك سبباً لتثبيت الإيمان في قلب المؤمن، ويكون كذلك دافعاً لهم على زيادة الطاعات، والتضحيات في سبيل الله تعالى. لأن المرأة سلاح ذو حدين، فإذا صلحت وأدت وظيفتها الأصلية، وهدفها المرسوم، كانت لبنة صالحة في بناء مجتمع إسلامي متماسك قوي الأخلاق، متين الدعائم. فسنقضي لحظات ممتعة ومؤلمة في نفس الوقت مع هذه الصفحات ونحن نقرأ حياة الصحابيات الكريمات. نسأل الله العظيم أن يرزق أخواتنا المسلمات الاقتداء والسير على نهج الصحابيات الفاضلات، في التضحية، واليقين، والثبات، والصبر، والتقوى، والتوكل. هذا وأشكر كل من قدم لي يد المساعدة لإخراج هذا الكتاب لما فيه من المنفعة، ولقد استفدت من كتاب صور من حياة الصحابيات للأخ عبد الرحمن السحيباني كثيراً، وكذلك كتاب نساء حول الرسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وقصص من حياة الصحابيات لصلاح بن فتحي، وصفحات مشرقة من حياة الصحابيات. و"لا يشكر الله من لا يشكر الناس"، كما قال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-. فجزاهم الله عنا خير الجزاء وجعل عملهم هذا في ميزان حسناتهم يوم القيامة. وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل هذا الكتاب سبباً لصلاح المسلمين، كما أسأله سبحانه أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يكون حُجَّةً لنا لا علينا، وأن ينفعنا به في يوم الدين، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه. اللهم آمين. وأصلّي وأسلّم على المبعوث رحمةً للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتب ماجد بن خنجر البنكاني أبو أنس العراقي يوم الجمعة الموافق 14/ جمادى الآخرة / 1424ه- 11/ 8 / 2003م |
|