أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: ذكر ما قيل من الشعر فى الشوق والحنين إلى المدينة الثلاثاء 03 أكتوبر 2023, 12:11 am | |
| ذكر ما قيل من الشعر فى الشوق والحنين إلى المدينة قال محمد بن عبد الملك بن حبيب الفقعسى: نفى الـــــــنومَ عنِّى فالفـــؤاد كئــيب نــــــــــــوائبُ همٍّ ما تـزالُ تـــــــنـوبُ وأحراضُ أمراضٍ بـبغدادَ جُمَّعتْ علىَّ وأنــــــــــــهارٌ لـهن قــسيــــــــبُ فظلَّت دموعُ العيـنِ تمرى غروبَـــها من المـــــــــاء درَّاتٌ لهن شـــــعـوبُ وما جَزَعٌ من خشيـــة المـــوت أخْــــضَ لْتُ دموعى ولكنَّ الغريبَ غريبُ ألا ليت شعــرى هل أبيــــتنَّ ليــلةً بســــــــــــلعٍ ولم تُــــــغْـلقْ علىَّ دروبُ وهَــلْ أحـــدٌ بـــــادٍ لــنا وكــــأنَّــه حَصَانٌ أمام المُقرَبــــــــاتِ جَنــــيـــبُ يَخِبُّ السرابُ الضَّحلُ بينى وبينَه فيـبـــــــــدو لعيــنى تــارةً ويغـيــــبُ فإن شــــفائـى نــــــظرة إنْ نظرتـُـها إلى أحـــــدٍ والحرتــــــــــان قريــــــبُ وإنِّى لأرعى النَّـجمّ حتَّى كأنَّـــنى على كل نجمٍ فى الســــــماءِ رقيـبُ وأشتاقُ للبــرقِ اليَمَانى إن بَــــدَا وأزداد شـــــــوقاً أن تهبَّ جَنـــوبُ
(بيان) قوله (تمرى غروبها): تجرى دموعها. قوله (درَّات): جاريات سائلات. ومنه قولهم: دَرّ اللبنُ والدمع ونـحوهما يَدِرُّ و يَدُرُّ دَرّاً ودُرُوراً؛ وكذلك الناقة إِذا حُلِبَتْ فأَقبل منها علـى الـحالب شيء كثـيـر قـيل: دَرَّتْ، وإِذا اجتمع فـي الضرع من العروق وسائر الـجسد قيل: دَرَّ اللبنُ. والدِّرَّةُ -بالكسر-: كثرة اللبن وسيلانه. قوله (أخضلت دموعى): بللتها، وقد خَضِلَ خَضَلاً واخْضَلَّ واخْضَالَّ وأَخْضَلَ الثوب دمعُه: بلَّه، وكذلك أَخْضَلَتْه السماءُ حتـى خَضِلَ خَضَلاً. و أَخْضَلَتْنا السماءُ: بَلَّتْـنا بلاًّ شديداً؛ ونبات خَضِلٌ بالنَّدَى. وأَخْضَلْت الشيءَ فهو مُخْضَل: إِذا بَلَلْته. وشيء خَضِل أَي رَطْب. قوله (أمام المُقرَبات جنيـب) المُقرَبات: الـمُقْرَبةُ والـمُقْرَب من الـخيـل: التـي تُـدْنى، و تُقَرَّبُ، وتُكَرَّمُ؛ قال ابن دريد: إِنما يُفْعَلُ ذلك بالإِناث، لئلا يَقْرَعَها فَحْلٌ لئيم. وأَقْرَبَتِ الـحاملُ، وهي مُقْرِبٌ: دنا وِلادُها، وجمعها مَقاريبُ، فواحدَها علـى هذا مِقْرَاب. وكذلك الفرس والشاة، ولا يقال للناقةِ إِلاّ أَدْنَتْ، فهي مُدْنٍ؛ قالت أُمُّ تأَبَّطَ شَرّاً، تُؤَبِّنُه بعد موته: وابــْناهُ وابنَ الَّلـيـل، لـيس بزُمَّيْـل شَروبٍ للقَـيْـل، يَضْرِبُ بالذيْـل كمُقْرِبِ الـخَيْـل. لأَنها تُضَرِّجُ من دَنا منها؛ ويُرْوى كمُقْرَب الـخيـل، بفتـح الراء، وهو الـمُكْرَم. وجنيب، جَنَبَ الفَرَسَ والأَسيرَ يَجْنُبُه جَنَباً ـ بالتـحريك ـ، فهو مَـجْنُوبٌ و جَنِـيبٌ: قادَه إِلـى جَنْبه. وخَيْـلٌ جَنائبُ وجَنَبٌ، وقـيـل: مُـجَنَّبةٌ: شُدِّدَ للكثرة.وفَرَسٌ طَوعُ الـجِنابِ، بكسر الـجيم، وطَوْعُ الـجَنَبِ، إِذا كان سَلِسَ القِـيادِ أَي إِذا جُنِبَ كان سَهْلاً مُنْقاداً. قوله (يخبُّ السراب): يعدو مسرعاً. والـخَبَبُ: ضَرْبٌ من العَـدْوِ؛ وقـيل: هو مِثْلُ الرَّمَلِ؛ وقـيل: هو أَن يَنْقُل الفَرَسُ أَيامِنَه جميعاً وأَياسِرَه جميعاً؛ وقيـل: هو أَن يُراوِحَ بـين يديهِ ورجلـيهِ، وكذلك البعيـرُ؛ وقـيـل الـخَبَب: السُّرْعَة، وقد خَبَّت الدَّابَّةُ تَـخُبُّ ـ بالضَّمِّ ـ خَبَّاً وخَبَباً وخَبِيباً. قوله (الضحل): القريبُ القَعْر. والضَّحْل: الماءُ الرقـيق علـى وجه الأَرض لـيس له عَمْقٌ، وقـيل: هو كالضَّحْضاح إِلاَّ أَن الضَّحْضاح أَعمُّ منه لأَنه فـيما قَلَّ أَو كثُر، وقيل: الضَّحْل الـماء القلـيل يكون فـي العين والبئر والجُمَّة ونحوها، وقـيل: هو الـماء القلـيل يكون فـي الغَدِيـر ونحوه.
وقال أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبى معيط بن أبى عمرو بن أمية، لما أخرج عبد اللَّه بن الزبيـر بنى أمية من الحجاز إلى الشام: إنَّ ردِّى نحو المديــــنةِ طــرفى حيــن أيقـــــنتُ أنّــَه التـــــوديـعُ زادنى ذاك عبــرة واشــتـيـاقاً نحو قومى والدهــر قدماً ولـوعُ كلما أسْهَلتْ بنا العــيسُ بيْـناً وبـــدا مــن أمــامــــهن ملــيـــــعُ ذِكَـــــــرٌ ما تــزال تتــــبع قومى ففــؤادى بــه لـــذاك صـــدوعُ وقال، يذكر البقيع ويلبُـن وبرام: لَيْـتَ شعـري وأيــن منِّـي ليْـتُ أعــلى العهـد يلبُـنٌ فــبــــــرامُ أم كـعـهـدي العـقــيـقُ أم غيَّـرتُــــه بعدي الـحادثـــاتُ والأيــــــــامُ مَنـْـــزلٌ كـنـــتُ أشـتـــهــى أن أراه ما إلــــيـه لمَــنْ بحــمصَ مـــــرامُ حال مـن دون أن أحــلَّ بــه النأ ىُ وصرفُ النَّوى وحربٌ عَقَــامُ وبقومـــي بُدِّلـــتُ لخـمــاً وعــكَّـا وجُذاماً وأيـــــنْ منِّي جُــــــذامُ وتبدَّلــتُ مــن مســاكـــن قومــي والقصـــــور التي بهــــــا الآطــــامُ كـــلِّ قــصــرٍ مشيَّـــــدٍ ذي أواسٍ يتغـــــنَّــى علــى ذراه الحَمَـــــامُ أقطـــعُ الليــــلَ كـــــلَّه باكتـــئــابٍ وزفـيــــرٍ، فمــا أكـــــاد أنــــــــــامُ نحو قــومي إذا فرقت بينـنـا الدا ر وحادت عن قصدها الأحلامُ خشية أن يصيـبَهم عنتُ الدهــ ر وحـربٌ يشــيـبُ منها الغــلامُ ولقد حــــان أن يكـون لهذا الدهـ رعنـَّـــــا تـبـــــاعـــدٌ وانـصـــرامُ ولحىٌّ بين العريـــــض وســـيــــعٌ حيــــث أرسى أوتادَه الإســـلامُ كـــان أشهى إلىَّ قُـــــرب جوارٍ مـن نصارى فى دورها الأصنامُ يضربُون الناقوسَ فى كلِّ فـــــجرٍ فى بـِــلادٍ تنـــتــــابُها الأســـــــقامُ ففؤادى من ذكــــر قومى حزيــنٌ ودمــوعى على الذرى سِجــــَامُ أقَــرِ منِّي السلامَ إنْ جِئْتَ قومي وقليــــــلٌ منِّى لقومى الســـــــــلامُ
فبلغت هذه الأبيات وغيرها من شعره إلى عبد الله بن الزبيـر، فقـال: حـنَّ أبو قطيفة، ألا مَنْ رآه فليبلغه عني أني قد أمَّنْتُهُ فليرجع، فرجع فمات قبل أن يـبلغ المدينة.
وقال: أيُّـهــا الراكـــــبُ المـقـحـــمُ فى السَّــيـــْ ـر إذا جئـــــتَ يلــــــبـناً فبـرامـــا أبلغـــــيــه عـــنِّى وإن شطَّـــتْ الـــدا رُ بنا عن هوى الحبيـــب السلاما مــــــــا أرى إنْ ســألـــــتَ إنَّ إلـــــــيـه يا خلــيلى لــمـن بحمــصَ مرامــا تلك دارُ الحبيب فى سالــف الــدهـ ـر سـقاها الإلـــــهُ ربــى الغــمامـا زانَهــــــا اللَّهُ واســـتهــلَّ بهـــــــا المــــزْ نُ ولـــجَّ السـحابُ فيـــهـا ودامـــا خُصَّــــراتٍ مــن البهــالـيــــلِ مـن عبـ ــــد منـــافٍ مُعَلِّــــقاتٍ وســـــامـا وإذا ما ذكــــــــــــرتُ دهـــــراً تــولَّـى فاض دمعى على ردائى سِجامــا وقال، يذكر أيام صباه ومقامه بالمدينة: سقى اللَّهُ أكنــــافَ المدينـــةِ مُسْـبـــلاً ثقيــــلَ التَّــوالى مِــنْ مَعيــنِ الأوائـــلِ أحسُّ كــأنَّ البـــــرقَ فـى حُجُــزاتـــه سيــوفُ ملوكٍ فى أكـفِّ الصيــاقـلِ ويا ليـــــتَ شِعْـــرى هَـــلْ تَغيَّـر بَعْدنـا بقيــــعُ المصلّى أمْ بُــطـــونُ المَسَابـــلِ أمْ الدورُ أَكنـــافِ البـــلاطِ كـعـــهــدِنا لـيــالـى لاطتْـــنـــا بــوشْــكِ التزايــلِ يُجِدُ لـــى البـــرقُ اليمـــانـــىُّ صــبابةً تُذكِّــــر أيــــامَ الصـــــبـــا والخــلائـــلِ فإن تـك دارٌ غــــرَّبتْ عــن دارنــــــــا فقد أبقت الأشجانُ صـفو الوسائلِ وقال، يذكر منازله بالمدينة: القصـر فالنخـل فالجـمَّاءُ بيــنهمـــا أشهـى إلى القلب من أبواب جيــرونِ إلى البلاط فـمــا حــازت قرائـــنــه دورٌ نَزَحـْــــنَ عن الفحشاءِ والهــونِ قد يكتُمُ الناسُ أســـراراً وأعلمُهـا وليـــس يدرون طولَ الدهرِ مَكنوني إنِّى مررتُ بما زال منَّا فى شبيبتنا مـــع الرجـــاءِ لعـــلَّ الدهرَ يُدنيــــنـى
وقال عبد الصمد بن عبد الوهاب بن زيـن الأمناء الدمشقى: يا نزولا بيـــن سلعٍ وقُبــــــــــا جئتكم أسعى على شُقَّةِ بيني ونـعـم واللهِ إنـــي زائـــــــــــــرٌ لمغانيكم على رأسي وعيـــني إن من أمَّ حمـــــــــــاكم آمــــلا راح بالمأمـــــول ملـيء اليديـــن فاشفعوا لي قد تشفَّعْــــــتُ بكم لوصالٍ واتصـالٍ دائمـيــن
وقال الوليد بن عقبة: طرب الفــؤاد إلى المديــــــنة بـعدمــــا نزل المشيبُ محلَ غصنِ شبــابِ ودعى الهوى سدل فداعى ساجعا فانـهلَّ دمعى واكـــــفَ الأتــرابِ سيلا كما ارفـــــــضَّ الجُمـانُ أســالَهُ أحـــزانُه فى إثــــر حـــبِ ربــابِ ذكر الفــؤادُ مـهـــا برمـــلـــة حـــــــرَّةٍ فى مونق جعد الثــــرى معشــابِ نزحـــت بيـــثرب أن تــزار ودونهــا بـلـدٌ يقـــلُّ منــــــاطق الأحبـــــابِ لا يرجع الحــزن الممـــرُّ ســـفاهــــه زمنَ العقيــــــق ومسجدَ الأحزابِ
وقال: إذا البــرقُ من نحــو الحجـــــاز تعرضتْ مخايــلُه هـــــاج الفــــــؤادُ المتيَّمـــا وهيَّــــج أيـــامــاً خــلــــت ومـــــلاعبــاً بأكنافِ سلعٍ فالبــــــلاط المكرَّما وذكَّــــر بيــــضاُ كُـــــن لا أهـــل ريــــبةٍ يــمرون لا يـــــــأتين من كان مُـحرما ويبدين حقَّ الودِ للكفءِ ذى الحجى ويأبــــيــــــن إلا عــــفةً وتكـــــــرَّمـا
وقال ابن أبي عاصية السُّـلمي، وهو عند معن بن زائدة باليمن يتشوَّق المدينة: أهلْ ناظرٌ من خلفِ غُـمدان مبصرٌ ذرى أحـدٍ رُمتَ المدى المتراخيا فلو أن داءَ إليــاس بــي وأعانـني طبيبٌ بأرواح العقيـــــــق شفانـيـا
وكان إلياس بن مضر قد أصابه السُّل، فكانت العرب تسمى السُّل ((داء إلياس)).
وقال: تــــــطاول ليــــلـى بـالعراق ولم يكن علىَّ بأكنـــــاف الحـــجاز يـطولُ فهل لى إلى أرض الحجــاز ومـن بـه بعاقبــــةٍ قبـل الفــــــوات سبيـــلُ فتـُشفى حزازاتٌ وتنـــــقع أنــفسٌ ويُشفى جوىً بين الضلوع دخيلُ إذا لم يـــــكن بينى وبينك مُرســـلٌ فريح الصبـا منى إليــــك رســولُ
وقال سعيد بن سليمان المساحقي، يتـشوَّق عقيـق المدينة وهو في بغداد، ويذكر غلاماً له اسمه زاهر، وأنه ابتلي بمحادثته بعد أحبته. فقال: أرى زاهـــراً لـــــمــا رآنــــي مُسْهَــدا وأن ليس لي من أهلِ بغدادَ زائرُ أقــــــــام يُعاطيـــنـي الحـديــــثَ وإنـَّـ ـنا لمختـــلفان يـوم تُبـلـى السرائـرُ يحــــدِّثــنــى ممـــــــا يُجَــمِّعُ عـقــــلُـه أحاديــثَ منها مستقيمٌ وجـــائرُ وما كنتُ أخشى أن أراني راضيا يُعـــلِّلني بعـــــد الأحــبـَّــةِ زاهــــرُ وبعــد المصلَّى والعقيـــقِ وأهلِــه وبعــد البلاط حيث يحــلو التزاورُ إذا أعشـبــت قريـــانه وتزيَّــنـت عِــراضٌ بهــا نـبـتٌ أنيـــقٌ وزاهــــرُ وغنَّى بها الذبـانُ تغزو نـبــاتــهـا كمـــا واقعـت أيدي القيانِ المزاهـرُ
وتزوجت أعرابية ممن يسكن عقيق المدينة، وحملت إلى نجدٍ، فقالت: إذا الريـح من نحو العقيـق تنسَّمتْ تجدَّد لي شـوقٌ يضاعفُ من وجـدي إذا رحلوا بي نحو نجـــدٍ وأهـــــله فحسبي من الدنيـا رجوعي إلى نجدي
ولله در القائل -لا فض فوه-: فسقى المدينةَ والحرار كذا الحمى متواصل الأرهــام منفصم العرى حتى ترى وجه الرياض بعارض أحـــوى وفـــود الــدوح أزهــر نيـرا تلك المنازل لا ملاعب عــــــالج ورمــــال كـاظـمة ولا وادي القــرى أرض إذا مرت بها ريح الصــبا حملت على الأغصان مسكا أذفرا
|
|