أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: اخش عذاب الله وعامله بتقواه الأربعاء 28 يونيو 2023, 8:48 pm | |
| اخش عذاب الله وعامله بتقواه قال الأصمعي رضي الله عنه: دخلت المارستان ببغداد، فإذا أنا بشاب حسن الوجه وهو مربوط في عامود. فلمَّا رآني أنشد يقول شعراً: همومك بالفكر مقطوعة... وهل تقطع اليوم إلا بهم مصائب دنياك ممزوجة... وهل يؤكل الشهد إلا بسم فقلت له: ما الاسم؟ فغاب عني، ثم أنشد يقول: غدي اسمي وكنيتي وفؤادي... ضل عقلي من هول يوم المعاد فقلت له: فيما جلست؟ قال: في الحب، فقلت له: وما الحب؟ قال: شيئان دقيق له لون كلون النار في الحجر، إذا قدحته أورى، وإن تركته توارى. وقيل في المعنى شعر: - باتوا فأضحى الجسم من بعدهم... ما تبصر العين له قباء وأخجلتني منهم ومن قولهم... ما ترك الفقر لهم شياء بأي شيء ألقاهم في غد... إن وجدي من بعدهم خباء قال الأصمعي رضي الله عنه: قلت له: صفهم لي، أين أجدهم؟ فقال: ركبوا سفن الخشية، واستعملوا مقاديف الطاعة، وأرخوا قلاع التوكل، وعصفت عليهم رياح الشوق، فألقتهم في بحار المعرفة، فنقلتهم أمواج الرضا، وحملتهم تيارات اليقين، فصار القوم سائرين حتى غابوا عن كل أعين الناظرين، وكأني بمراكبهم تخرق لهم الحجب، والملائكة تتلقاهم بالروح والريحان، فيقولون: يا ملائكة الله، أين يكون الصراط؟ فتقول لهم الملائكة: أبشروا يا أولياء الله، فقد جاوزتم الصراط بخمسمائة عام، ثم شهق شهقة فمات رحمه الله تعالى. وقيل في المعنى شعر: من عامل الله بتقواه... وكان في الخلوات يخشاه سقاه كأس من لذيذ المنى... يغنيه عن لذة دنياه وقال بعض السادات رضي الله عنهم: "من كان الذكر في الخلوة جليسه، كان المذكور في الوحدة أنيسه". قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ مقت نفسه في ذات الله، أمَّنَهُ اللهُ من مقته يوم القيامة".
|
|