أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: ختم القرآن في رمضان الخميس 13 أبريل 2023, 5:32 pm | |
| ختم القرآن في رمضان
القرآن غذاء للأرواح، وعلاج للنفوس، ودستور للحياة، فهو الشرع الحكيم، والذكر العظيم، وبه صلاح الإنسان في الدارين، فيه نبأ مَنْ قبلنا، وخبرُ مَنْ بعدنا، مَنْ اعتصم به فقد هُدِيَ إلى صراط مستقيم، ما تركه مَنْ جبار إلا قصمه الله، ومَنْ ابتغى العزة في غيره أضله الله، حثَّنا اللهُ على قراءته، فقال: “اتْلُ مَا أوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ” وقال: ”فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ”، وقد يتيسَّر لبعض الناس قراءته في مدة قصيرة، وقد لا يستطيع البعض ختمه إلا في مدة طويلة، ومن هنا تحدَّث العلماءُ عن مدة ختمه.
فجاء في كتاب غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للمرداوي ما نصه: يستحب ختم القرآن العظيم في كل أسبوع نصًا: {لقوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما اقرأ القرآن في كل أسبوع ولا تزيدن على ذلك} رواه أبو داود.
وإن قرأه في ثلاثة أيام فَحَسَنٌ لِمَا روي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: {قلت يا رسول الله إن لي قوة, قال اقرأه في ثلاث} رواه أبو داود أيضًا.
ولا بأس بالختم فيما دونها أحيانًا, وفي الأوقات الفاضلة كرمضان خصوصًا في الليالي التي تطلب فيها ليلة القدر كأوتار العشر الأخير, وفي الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها, فَيُسْتَحَبُّ الإكثار فيها من قراءة القرآن اغتنامًا للزمان والمكان.
قال في الآداب: وتجوز قراءته كله في ليلة واحدة، وعنه تكره المداومة على ذلك. قال وعنه أن ذلك غير مقدر بل هو على حسب حاله من النشاط والقوة; لأنه روي عن عثمان -رضي الله عنه- أنه كان يختمه في ليلة, وروي ذلك عن جماعة من السلف.
ويُكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يومًا بلا عُذْرٍ نصًا, وحرم إن خاف نسيانه. ويكون الختم في الشتاء أول الليل, وفي الصيف أول النهار, قال ذلك ابن المبارك, وذكره أبو داود للإمام أحمد, فكأنه أعجبه. وروى طلحة بن مصرف قال: أدركت أهل الخير من صدر هذه الأمة يستحبون الختم أول الليل وأول النهار، يقولون إذا ختم في أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي, وإذا ختم أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح.
ورواه الدارمي عن سعد بن أبي وقاص بإسناد حسن.
ويجمع أهله وولده عند الختم ندبًا رجاء عود البركة عليهم أجمعين، وقد نص على ذلك الإمام علي -رضي الله عنه-.
|
|