منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 “آيا صوفيا” حان الوصال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

“آيا صوفيا” حان الوصال Empty
مُساهمةموضوع: “آيا صوفيا” حان الوصال   “آيا صوفيا” حان الوصال Emptyالإثنين 10 أبريل 2023, 10:39 pm

“آيا صوفيا” حان الوصال
الشيخ أحمد البان
 “آيا صوفيا” حان الوصال Ocia_273
ودَّعَ الشاعر حافظ إبراهيم مسجد “آيا صوفيا” سنة 1934م، حينما أعلنه كمال أتاتورك متحفاً عالمياً باقتراح من الأمريكي توماس ويتيمور الذي تعجَّب من سهولة المهمة، فكتب: “كانت آيا صوفيا مسجداً يوم حديثي معه، وحين زرتُ المسجد صبيحة اليوم التالي وجدتُ على بابه إعلاناً بخط أتاتورك يقول: “المتحف مغلق للصيانة”.

كان حافظ إبراهيم في هذه القصيدة يتحدث بلسان الأمَّة المفجوعة في حضارتها، وكان يتحسَّر على ما آل إليه أمر تلك الأمَّة التي تغلق رموز دينها العمرانية معتبراً أنها لو كانت ما تزال موجودة لما حصل ذلك الأمر، ولذلك كان يوصي أيا صوفيا نفسها بأن تحفظ العهد، فليس -في نظره- في الحِمَى مَنْ سيحفظ العهد غير هي نفسها..

فخاطبها:
أَيا صوفِيا حانَ التَفَرُّقُ فَاِذكُري
عُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وَسَلَّموا
إِذا عُدتِ يَوماً لِلصَليبِ وَأَهلِهِ
وَحَلّى نَواحيكِ المَسيحُ وَمَريَمُ
وَدُقَّت نَواقيسٌ وَقامَ مُــزَمِّـــرٌ
مِنَ الرومِ في مِحرابِهِ يَتَــرَنَّمُ
فَلا تُنكِري عَهدَ المَآذِنِ إِنَّـــهُ
عَلى اللَهِ مِن عَهدِ النَواقيسِ أَكرَمُ


ليست “آيا صوفيا” مجرد مبنى عادٍ تداولته الدول والامبراطوريات، بل ظلّت رمزاً دينياً وحضارياً منذ الحكم البيزنطي إلى الحكم الإسلامي، فقد كانت قبل الفتح الإسلامي إحدى أكبر كنيستين تمثلان المسيحية في الأرض، وهما كنيسة “أيا صوفيا” في القسطنطينية وكنيسة المهد في بيت لحم، واللتان تعودان إلى عهد الإمبراطور “جستنيان” “527-565م”، وقد تأثَّرت جميعها بالفن البيزنطي.

وظلّت “أيا صوفيا” تمثل في المخيال العالمي رمزاً حضارياً، حرص القادة عبر التاريخ على الاهتمام به وترميمه وتزيينه من حين لآخر، لما اكتمل بنيانها في عهد جستنيان، سار بمفرده إلى المنبر ورفع يديه إلى السماء ونادى قائلاً: “المجد لله الذي رآني خليقًا بأن أتم هذا العمل! الجليل! أي سليمان! لقد انتصرت عليك!”، كان محمد الفاتح واعياً بتلك الرمزية الحضارية التي تتحلّى بها كنيسة أيا صوفيا، ولذلك صلّى فيها أول جمعة بعد الفتح، وأعلن تحويلها إلى مسجد، ونافس سليمان جده محمد الفاتح في تشييد سبعة مساجد تتفق مع جلاله وعظمته، وفاق أحدها، وهو الذي حمل اسمه كنيسة أيا صوفيا في جمالها، حتى في محاكاته إياها في مجموعة القباب الصغرى المحيطة بالقبة الرئيسية الوسطى.

ولم يخف الفيلسوف الأمريكي ويل ديورانت مشاعره الجيَّاشة تجاه تلك الكنيسة، فكتب عنها بانفعال عاطفي ظاهر في كتابه قصة الحضارة: “.. وكنيسة أيا صوفيا التي تُجَدَّدُ زينتها على الدوام، تتلألأ فيها الشموع والمصابيح، مثقلة بالبخور؛ رائعة المناظر المهيبة، تتردَّد في جنباتها الترانيم الرَّنَّانَة التي لا تترك شكاً في النفوس”.

وقد كانت قضية تحويل المسلمين كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد أهم قضية استغلها نقولاس الخامس في رسائله التي كان يُحَرِّضُ فيها أوروبا المسيحية على استعادة القسطنطينية، يقول ويل ديورانت: “.. بأن الأتراك استولوا على القسطنطينية فوق خمسين ألفًا من جُثَثِ المُدافعين عنها، وأنهم اتخذوا كنيسة أياً صوفياً مسجداً”، وأهاب بالدول الأوربية أن تضم صفوفها لتقوم بحملة صليبية “تستعيد بها حصن المسيحية الشرقية الحصين، وطالب بعشر إيراد أوربا الغربية بأجمعه ليمول به هذه الحملة، وتعهّد بأداء جميع إيرادات الأملاك البابوية، والحكومة البابوية، وغيرها من الموارد الكنسية؛ ثم طالب بوقف جميع الحروب المستعرة بين الأمم المسيحية، وإلا حرم القائمون بها من حظيرة الدين”.

ولا ريب أن الأمريكي توماس ويتيمور حين اقترح على أتاتورك تحويل مسجد أيا صوفيا إلى متحف بعد 480 سَنَةً من رفع الأذان على منارته وصدحها بآي القرآن، لا ريب أنه كان يريد الانتقام من اللحظة التاريخية الأليمة على المسيحية حينما دَكَّتْ سنابك خُيُول المسلمين القسطنطينية، وأعلنوا كنيسة أيا صوفيا مسجداً، وقد حصل له ما أراد في أسرع وقت.

إن أمارة عافية أي أمَّةٍ هي اهتمامها بالرموز الثقافية والدينية والحضارية وحرصها على استعادة المسلوب منها، ذلك بأن هذه القضية الثقافية بمفهومها العام (الفكر - الدين - الأدب) هي جوهر الإنسان وحقيقته التي تُجَسِّدُ إنسانيته، وما وراء ذلك من عالم المادة يأخذ قيمته من خدمته لهذا العنصر الثقافي، والأمَّةُ التي تُفَرِّطُ فيها رموزها وتستهين بأهميتها هي أمًّةٌ مُدْبِرَةٌ، تولّي ظهرها للمجد والتقدم والازدهار.

هناك كلمة بليغة أجاب بها تشرشل وزير الحربية الإنجليزية عندما طلب عقب إحدى المعارك الفاصلة تغطية عجز ميزانيته من ميزانية وزارة الثقافة، فغضب تشرشل ورد عليه: “إذا فقدنا الثقافة، لماذا نقاتل إذن!..”.

من المُفرح جداً ما رأيناه من احتفاء المسلمين في العالم بقرار إلغاء المحكمة الإدارية التركية بإلغاء المرسوم الصادر 1934م، بتحويل مسجد أيا صوفيا إلى متحف، وهو احتفاءٌ يدل على أنه هذه الأمَّةَ ما تزال تنبض بالحياة، وأن قِيَمِهَا الثقافية والدينية والحضارية ما تزال فعالة ونشطة رغم ما تَمُرُّ به من أزمات، وما يعتريها من ضعف وتراجع على مستوى المسرح العالمي.

كما أن الذي يرى رَدَّةَ فعل العالم المسيحي على قرار المحكمة التركية المتعلق بوضع أيا صوفيا يدرك مدى استحضاره لهذه الكنيسة الرمز، وأن القرار كان إيقاظاً للذاكرة الصليبية التي ما تزال تحز فيها أحداث 857هـ، حينما اقتحم جيش المسلمين القسطنطينية بقيادم محمد الفاتح.

رَحِمَ اللهُ الشاعر حافظ إبراهيم الذي ترك لنا قصيدته جذوة حَيَّةً من أيا صوفيا، ظلت أجيالنا ترددها فتتحسَّر، وتنشدها فتشد عزيمتها لاستعادة ذلك المسجد الرمز، وستظل قصائده وقصائد غيره من شعراء الأمَّة تحدوها نحو استعادة أمجادها إلى أن يقضي اللهُ أمراً كان مفعولاً، وليت حافظ إبراهيم كان معنا هذه الأيام ليكتب قصيدة أخرى، وسيبدؤها لا محالة بالقول:
“أيا صوفيا” حان التعانق فاذكري
عـهـــود رجال ما نَسَوْكِ وصَمَّمُوا



“آيا صوفيا” حان الوصال 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

“آيا صوفيا” حان الوصال Empty
مُساهمةموضوع: رد: “آيا صوفيا” حان الوصال   “آيا صوفيا” حان الوصال Emptyالثلاثاء 11 أبريل 2023, 2:08 am

مسجد آيا صوفيا والحُكم القضائي
الدكتور: علي الصلابي
 “آيا صوفيا” حان الوصال Ocia_277
تعدُّ مدينة القسطنطينيَّة (إستانبول اليوم) من أهمِّ المدن العالميَّة، وقد أُسِّست في عام (330م) على يد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأوَّل.

وقد كان لها موقعٌ عالميٌّ فريدٌ، حتَّى قيل عنها: «لو كانت الدُّنيا مملكةً واحدةً، لكانت القسطنطينيَّة أصلح المدن، لتكون عاصمةً لها».

ومنذ تأسيسها فقد اتَّخذها البيزنطيُّون عاصمةً لهم، وهي من أكبر وأهم المدن في العالم (الصلابي، 2003، 69).

عندما دخل المسلمون في جهادٍ مع الدَّولة البيزنطيَّة كان لهذه المدينة مكانتها الخاصَّة في ذلك الصِّراع، ولذلك فقد بشَّر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بفتحها في عدَّة مواقف، من ذلك ما حدث أثناء غزوة الخندق، ولهذا فقد تنافس خلفاء المسلمين وقادتهم على فتحها عبر العصور المختلفة طمعاً في أن يتحقَّق فيهم حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لتفتحنَّ القسطنطينية على يد رجلٍ، فلنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعْمَ الجيشُ ذلك الجيشُ!» (الصلابي، 2003، 69).

لقد كانت القسطنطينيَّة قبل فتحها عقبةً كبيرةً في وجه انتشار الإِسلام في أوروبا، ولذلك فإِنَّ سقوطها يعني: فتح الإِسلام لدخول أوروبا بقوَّةٍ وسلامٍ لمُعتنقيه أكثر من ذي قبل.

ويُعتبر فتح القسطنطينيَّة من أهمِّ أحداث التَّاريخ العالميِّ، وخصوصاً تاريخ أوروبا، وعلاقتها بالإِسلام؛ حتَّى عَدَّهُ المؤرِّخون الأوربيُّون، ومَنْ تابعهم نهاية العصور الوسطى، وبداية العصور الحديثة (أوزنتونا، 1988، 384).

ويمكن القول:
إن من أكثر الأحداث التي أثارت الاهتمام العالمي هو فتح مدينة القسطنطينية وتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد…

فما هي حيثيات وسياقات ذلك الحدث التاريخي الكبير؟
أولاً: مسار الفتح الإسلامي العثماني لمدينة القسطنطينية ومكانة آيا صوفيا
استبسل العثمانيُّون المهاجمون على المدينة وعلى رأسهم محمَّد الفاتح، وصمد البيزنطيُّون بقيادة قسطنطين صموداً بطوليَّاً في الدِّفاع، وحاول الإمبراطور البيزنطيُّ أن يُخَلِّصَ مدينته وشعبه بكلِّ ما يستطيع من حيلةٍ، فقدَّم عروضاً مختلفةً للسلطان ليغريه بالانسحاب مقابل الأموال، أو الطَّاعة، أو غير ذلك من العروض الَّتي قدَّمها، ولكنَّ الفاتح (رحمه الله) يردُّ بالمقابل طالباً تسليم المدينة تسليماً، وأنَّه في هذه الحالة لن يتعرَّض لأحَدٍ من أهلها، ولا لكنائسها بالأذى (الصلابي، 2003، 75).

وقد أيقن محمَّد الفاتح بأنَّ المدينة على وشك السُّقوط، ومع ذلك حاول أن يكون دخولها بسلامٍ، فكتب إِلى الإمبراطور رسالةً دعاه إِلى تسليم المدينة دون إِراقة دماء، وعرض عليه تأمين خروجه، وعائلته، وأعوانه، وكلِّ مَنْ يرغب من سكَّان المدينة إِلى حيث يشاؤون بأمانٍ، وأن تُحقن دماء النَّاس في المدينة، ولا يتعرَّضوا لأيِّ أذىً، ويكونوا بالخيار في البقاء في المدينة، أو الرَّحيل عنها.

ولَمَّا وصلت الرِّسالة إِلى الإمبراطور جمع المستشارين، وعرض عليهم الأمر، فمال بعضهم إِلى التَّسليم، وأصَرَّ آخرون على استمرار الدِّفاع عن المدينة حتَّى الموت، فمال الإمبراطور إِلى رأي القائلين بالقتال حتَّى اخر لحظةٍ، فردَّ الإمبراطور رسول الفاتح برسالةٍ، قال فيها: «إِنَّه يشكر الله إِذ جنح السُّلطان إِلى السِّلم، وأنَّه يرضى أن يدفع له الجزية، أمَّا القسطنطينية فإِنَّه أقسم: أنه سيدافع عنها إِلى آخرِ نَفَسٍ في حياته، فإِمَّا أن يحفظ عرشه، أو يُدفن تحت أسوارها» (فهمي، 1987، 116).

فلمَّا وصلت الرِّسالة إِلى الفاتح، قال: «حسناً عن قريبٍ سيكون لي في القسطنطينية عرشٌ، أو يكون لي فيها قبرٌ».

وبعد أن عاد السلطان الفاتح إِلى خيمته، ودعا إِليه كبار رجال جيشه، أصدر إِليهم التَّعليمات الأخيرة.

ثمَّ ألقى عليهم الخطبة التَّالية:
«إِذا تمَّ لنا فتح القسطنطينيَّة، تحقَّق فينا حَدِيثٌ من أحاديث رسول الله، ومعجزةٌ من معجزاته، وسيكون من حظِّنا ما أشاد به هذا الحديث من التَّمجيد، والتَّقدير، فأبلغوا أبناءنا العساكر فرداً فرداً: أنَّ الظفر العظيم الَّذي سنُحرزه سيزيد الإِسلام قدراً، وشرفاً، ويجب على كلِّ جندي أن يجعل تعاليم شريعتنا الغرَّاء نصب عينيه، فلا يَصدر عن أحدٍ منهم ما يُجافي هذه التَّعاليم، وليتجنَّبوا الكنائس، والمعابد، ولا يمسُّوها بأذىً، ويدعوا القُسس، والضُّعفاء، والعَجَزَةَ الَّذين لا يُقاتلون…» (الصلابي، 2003، 85).

وفي هذا الوقت، كان الإمبراطور البيزنطيُّ يجمِّع النَّاس في المدينة لإقامة ابتهالٍ عامٍّ، دعا فيه الرِّجال، والنِّساء، والصِّبيان للدُّعاء، والتَّضرُّع، والبكاء في الكنائس على طريقة النَّصارى لعلَّه أن يُستجاب لهم، فتنجو المدينة من هذا الحصار، وقد خطب فيهم الإمبراطور خطبةً بليغةً كانت آخر خطبةٍ خطبها؛ حيث أكَّد عليهم بالدِّفاع عن المدينة حتَّى لو مات هو، والاستماتة في حماية النَّصرانيَّة أمام المسلمين العثمانيِّين، وكانت خطبةً رائعةً كما يقول المؤرِّخون أبكت الجميع من الحاضرين، كما صلَّى الإِمبراطور ومن معه من النَّصارى الصَّلاة الأخيرة في كنيسة آيا صوفيا أقدس الكنائس عندهم، ثمَّ قصد الإِمبراطور قصره يزوره الزِّيارة الأخيرة، فودَّع جميع من فيه، واستصفحهم، وكان مشهداً مؤثِّراً، وقد كتب مؤرخو النَّصارى عن هذا المشهد، فقال مَنْ حضره: «لو أنَّ شخصاً قلبُه من خشبٍ، أو صخرٍ؛ لفاضت عيناه بالدُّموع لهذا المنظر» (الصلابي، 2003، 85).

عمد السلطان محمد الفاتح (رحمه الله) بعد اليأس من تسليم المدينة صُلحاً إلى تكثيف الهجوم وإلى استهداف الأسوار والقلاع وأخذ بأسباب النصر المعنوية والمادية، وعند الساعة الواحدة صباحاً من يوم الثلاثاء في جمادي الأولى سَنَةَ 857هـ/ 29 مايو 1453م، بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن أصدرت الأوامر للمجاهدين الذين علت أصواتهم بالتكبير وانطلقوا نحو الأسوار، وخاف البيزنطيون خوفاً عظيماً وكان الهجوم الثاني متزامناً برياً وبحرياً في وقت واحد حسب خطة دقيقة، أعِدَّتْ بإحكام، وكان المجاهدون يتقدَّمون بكل شجاعة وتضحية وإقدام نحو الأعداء رغبة في النصر والشهادة ونال الكثير منهم الشهادة، وفي نهاية المطاف تمكَّنت الجيوش العثمانية من دخول المدينة. (سالم الرشيدي، محمد الفاتح).

وبعد أن تم فتح القسطنطينية عُنْوَةً، توجَّه مُحَمَّدٌ الفاتح إِلى كنيسة آيا صوفيا، وقد اجتمع فيها خلقٌ كبيرٌ من النَّاس، ومعهم القُسُسَ، والرُّهبان الَّذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم، وأدعيتهم، وعندما اقترب من أبوابها خاف النَّصارى داخلها خوفاً عظيماً، وقام أحد الرُّهبان بفتح الأبواب له، فطلب من الرَّاهب تهدئة النَّاس، وطمأنتهم، والعودة إِلى بيوتهم بأمانٍ، فاطمأنَّ الناس، وكان بعض الرُّهبان مُختبئين في سراديب الكنيسة، فلمَّا رأوا تسامح الفاتح، وعفوه، خرجوا، وأعلنوا إِسلامهم (زيادة أبو غنيمة، جوانب مضيئة من تاريخ العثمانيين).

وقد أمر الفاتح بعد ذلك بتحويل الكنيسة إِلى مسجدٍ، وأن يعدَّ لهذا الأمر حتَّى تقام بها أوَّلُ جمعةٍ قادمة، وقد أخذ العمَّال يعدُّون لهذا الأمر، فأزالوا الصُّلبان، والتَّماثيل، وطمسوا الصُّور بطبقةٍ من الجير، وعملوا منبراً للخطيب، وقد يجوز تحويل الكنيسة إِلى المسجد، لأنَّ البلد فُتِحَتْ عُنْوَةً، والعُنْوَةُ لها حُكمها في الشَّريعة الإِسلاميَّة.

وقد أعطى السُّلطان للنَّصارى حرِّيَّة إقامة الشَّعائر الدِّينيَّة، واختيار رؤسائهم الدِّينيِّين، الَّذين لهم حقُّ الحُكم في القضايا المدنيَّة، كما أعطى هذا الحقَّ لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى، ولكنَّه في الوقت نفسه فرض الجزية على الجميع (العمري، 1997، 384).

وكان الشيخ آق شمس الدِّين أوَّل مَنْ ألقى خطبة الجمعة في مسجد آيا صوفيا (حرب، 1994، 374).

ثانياً: آيا صوفيا وتاريخه
سُمِّيَتْ آيا صوفيا بهذا الاسم نسبةً إلى قِدِّيسَةٍ قبطيةٍ من مصر، ومعنى اسمها باليونانية “الحكمة الإلهية”، وكانت هذه المرأة تعبد الأوثان ثم تأثَّرت بالمسيحية واعتنقتها، وتعمَّقت في العبادة وطقوسها حتى أثَّرت فيمَنْ حولها من المسيحيين، فذاع صيتها الديني حتى وصل إلى أسماع الحاكم الروماني الوثني أقلوديوس الذي أمر بضربها وقتلها، وبذلك أصبحت آيا صوفيا شهيدة الإيمان المسيحي.

وفي عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأكبر تم نقل جثمانها إلى القسطنطينية حيث تم دفنه، وبنيت حوله كنيسة ضخمة في عام 360م (إسماعيل، 2010).

لكن هذا المبنى الأول للكنيسة قد تعرَّض للتدمير بسبب زلزال حصل أو بسبب تمرد ضد حاكم بيزنطة آنذاك بحسب بعض المصادر، فأعاد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بناءها وافتتحها للعبادة في عام 415م.

ثم تدمرت مرة أخرى بسبب إحدى الثورات عام 532م، فأعاد الإمبراطور جوستنيان الأول بناءها للمرة الثالثة وقد استمر بناءها خمس سنوات إلى أن اكتمل وتم افتتاحها مرة أخرى في عام 537م، وفي هذه المرة بنيت آيا صوفيا على الشكل الذي نعرفه اليوم، وبالصورة ذاتها (اردوغان، 2012، 3).

والبناء هو تحفة معمارية تمثل قمة الفن المعماري البيزنطي، وقد بني على الطراز البازيليكي، وقد توّج بقبة هي من أكبر قباب العالم حيث يبلغ قِطرها 21 متراً، وترتفع عن الأرض بعلوِ 55 متراً، ترتكز أطرافها على أربعة أكتاف مربعة، ويزين هذا المعبد من الداخل الكثير من اللوحات والرسوم والنقوش التي تغطي جدرانه من الداخل.

وقد كتب الرحالة العربي ابن بطوطة في وصف آيا صوفيا، فاعتبرها بأنها: “أعظم كنائس الروم وأروعها” (إسماعيل، 2010).

وفي عام 1204م، وبعد سقوط القسطنطينية في يد الصليبيين الكاثوليك، تم تحويل آيا صوفيا إلى كاتدرائية رومانية كاثوليكية، وقد استمرت هكذا إلى أن استعادها الروم البيزنطيين في عام 1261م، وبعد أن تم تأسيس الإمبراطورية البيزنطية من جديد، عادت آيا صوفيا إلى كونها كاتدرائية بطريركية أرثوذكسية (قان ديمير، 2014، 18).

وبعد الفتح الإسلامي للقسطنطينية في عام 1453م، أمر السلطان محمد الفاتح بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، فَرُفِعَ الأذان فيها لأول مرة بحضور السلطان وأقيمت الصلاة فيها، وكان من عادة الأتراك العثمانيين إذا افتتحوا مدينة أو قلعة، قاموا بنصب رايات العثمانية على أسوارها وأبراجها، ومن ثَمَّ يرفعون الأذان فيها، ويقومون بتحويل أكبر كنائسها إلى مسجد كعلامة للفتح وعنوان له (قان ديمير، 2014، 33).

ومنذ ذلك الحين أصبحت آيا صوفيا مسجداً للمسلمين يُعْبَدُ فيها اللهُ الواحدُ ولا يُشْرَكَ بِهِ، بعد أن كانت كنيسة لمئات السنين، واستمرت على وضعها كمسجد طوال فترة الحكم العثماني، وقد تخلل هذه الفترة بعض التعديلات العمرانية فقط.

وبعد انهيار الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية وفي إطار علمنة الدولة وتغريبها فقد أغلق مسجد آيا صوفيا في عام 1931م، إلى أن اتخذت حكومة أتاتورك قرارها بتحويله إلى متحف عام 1934م، وتم فتحه للزوار في 1 فبراير 1935م (قان ديمير، 2014، 19).

وفي العاشر من يوليو لعام 2020م، ألغت محكمة تركية قرار وضع آيا صوفيا كمتحف وأعلنت عدم مشروعيته قانونياً، وأعقب هذا القرار مرسوم من رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان يقضي بإعادة تصنيف آيا صوفيا كمسجد وافتتاحه للعبادة.

وهكذا تكون آيا صوفيا قد مرَّت بعدة تحولات تاريخية، فآيا صوفيا التي بدأت ككنيسة أرثوذكسية يونانية ثم تحولت إلى كنيسة كاثوليكية رومانية، ومن ثَمَّ عادت إلى أصلها الأرثوذكسي لتتحوَّل بعد الفتح الإسلامي إلى مسجد، ثم تُصبح متحفاً بقرار من حكومة الجمهورية التركية، ثم لتعود اليوم مسجداً للمسلمين بفضل من الله تعالى.

ثالثاً: مشروعية تحويل آيا صوفيا إلى مسجد
اعتمد السلطان محمد الفاتح في إجراءه تحويل أيا صوفيا إلى مسجد على فتوى شرعية تقول بجواز تحويل الكنيسة إلى مسجد في البلد الذي فُتِحَ عُنْوَةًّ، فالبلد الذي فُتِحَ حرباً تجري عليه وتحكمه أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة في الفتح عُنْوَةً.


وهذه الفتوى أفتى بها الشيخ آق شمس الدين مُرَبِّي السلطان وأول مَنْ ألقى خطبة الجمعة في مسجد آيا صوفيا.

وهناك قول آخر بأن السلطان محمد الفاتح اشترى كنيسة آيا صوفيا من الروم بماله الخاص وجعلها مسجداً وأوقفها للمسلمين (إسماعيل، 2010).

إلا أن القول الأول بأنها حُوِّلَتْ بحُكم أن المدينة أخِذَتْ عُنْوَةً هو الأرجح.

يقول المؤرخ الدكتور محمد حرب في كتابه: “العثمانيون في التاريخ والحضارة”: “كان من حق الفاتح قانوناً –مادام أن المدينة أخِذَتْ عُنْوَةً– أن يكون هو نيابةً عن الجيش الفاتح مالكاً لكل ما في المدينة وكان أيضاً من حقه تحويل نصف الكنائس والبيع وعلى مدى زمني طويل إلى مساجد وجوامع، وترك النصف الآخر لشعب المدينة على ما هو عليه، وفي وقفيات السلطان محمد الفاتح بنود كثيرة على بقاء أديرة جوكاليجا وآيا وليبس وكيرا ماتو والكس في يد البيزنطيين” (حرب، 1994، 53).

وقد قال البروفيسور الدكتور أحمد شيمشيرغيل وهو أستاذ التاريخ في جامعة مرمرة: “لا يوجد أي مانع سياسي أو حقوقي أو إداري يمنع تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، وأن قرار تحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف تم اتخاذه من قبل مجلس الوزراء فهو قرار وزاري تنفيذي لا مشروعية حقوقية له، وليس له مرجعية قانونية.

وأضاف بأن آيا صوفيا حولت إلى مسجد بأمر من السلطان محمد الفاتح وبما يتوافق مع الحقوق والأحكام الإسلامية فيما يخص البلاد المفتوحة عنوة والتي رفضت عروض السلم والتسليم بالصلح، وكان السلطان محمد الفاتح قد عرض على إمبراطور بيزنطة عدة مرات أن يسلم القسطنطينية سلماً ووفق معاهدة توافقية، إلا أن الإمبراطور قسطنطين الحادي عشر أصر على مواصلة القتال والدفاع عن المدينة، وبذلك فقد أخذت إستانبول بالسيف، ومن حق من أخذ بالسيف أن يكون له الأمر في التصرف في شؤون البلد المفتوح بحكم أنه يمتلك ما فيها” (انجي كايا، 2020).

وأدلى الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو بدلوه في هذه القضية في تمييزه أرض الصلح عن الأرض التي فتحت عُنْوَةً من قبل المسلمين إذ قال: القسطنطينية وأرضها هي وقف للمسلمين إلى يوم القيامة باعتبار أنها فُتِحَتْ عُنْوَةً، أمَّا أيا صوفيا فهي لم تكن كنيسة وإنما كانت تابعة لكنيسة، يُتَوَّجُ فيها القياصرة والأباطرة باعتبار أنها مكان مقدَّس، وإن السلطان محمد الفاتح اشتراها من أهلها ولم يأخذها عُنْوَةً مع أنه كان من حقه ذلك، وذلك من باب إحسان المعاملة من قِبَلِهِ -رَحِمَهُ الله-.

رابعاً: الأتراك العثمانيون أهل فتح وحضارة وليسوا غُزَاةٌ ومُحْتَلِّين
حاول المؤرخ الإنجليزي إدوارد شيبر دكريسي في كتابه “تاريخ العثمانيين الأتراك” أن يُشَوِّهُ صورة الفتح العثماني للقسطنطينية، ووصف السلطان محمد الفاتح بصفات قبيحة حقداً منه وبُغضاً للفتح الإسلامي المجيد وسارت الموسوعة الأمريكية المطبوعة عام 1980م، في حمأة الحقد الصليبي ضد الإسلام فزعمت أن السلطان محمد قام باسترقاق غالبية نصارى القسطنطينية وساقهم إلى أسواق الرقيق في مدينة أدرنه، حيث تم بيعهم هناك.

ولكن الحقيقة التاريخية الناصعة تقول:
إن السلطان محمد الفاتح عامل أهل القسطنطينية معاملة رحيمة وأمر جنوده بحُسن معاملة الأسرى والرفق بهم وافتدى عدداً كبيراً من الأسرى من ماله الخاص وخاصة أمراء اليونان ورجال الدين واجتمع مع الأساقفة وهَدَّأَ من رَوْعِهِمْ وطمأنهم بأنه سيحافظ على عقائدهم وشرائعهم وبيوت عبادتهم وأمرهم بتنصيب بطريكاً جديداً فانتخبوا أجناديوس بطريركاً وتوجَّه هذا بعد انتخابه في موكب حافل من الأساقفة إلى مقر السلطان، فاستقبله السلطان الفاتح بحفاوة بالغة وأكرمه أيُّمَا تكريم، وتناول معه الطعام، وتحدَّث معه في موضوعات شتَّى؛ دينية وسياسية واجتماعية.

وخرج البطريرك بعد لقاء الفاتح وقد تغيَّرت فكرته تماماً عن السلاطين العثمانيين وعن الأتراك، وبل عن عامَّة المسلمين، وشعر أنه أمام سلطان مثقف صاحب رسالة وعقيدة دينية راسخة، وإنسانية رفيعة ورجولة مكتملة ولم يكن الروم أنفسهم أقل تأثراً ودهشة من بطريركهم فقد كانوا يتصورون أن القتل العام لا بد لاحقهم فلم تمض أيام قليلة حتى كان الناس يستأنفون حياتهم المدنية العادية باطمئنان وسلام.

وإن السلطان الفاتح لم يُظهر ما أظهره من التسامح مع نصارى القسطنطينية إلا بدافع التزامه الصادق بالإسلام العظيم، وتأسياً بالنبي الكريم ثم بخلفائه الراشدين من بعده الذين امتلأت صحائف تاريخهم بمواقف التسامح الكريم مع أعدائهم.

وإن كثيراً من المواقف التي سجلت في تاريخ الفاتح تدلنا على عمق إخلاصه للقيم الإنسانية.

فقد كانت حماسته لبذل الجهد في نشرها ابتغاء مرضاة الله وكان عزمه منصباً على إزالة الاستبداد والدكتاتورية وإعطاء الشعوب حقها في اختيار العقائد التي تراها مناسبة لها.

فدولته دولة العدل والقانون والحرية والكرامة الإنسانية والفتوحات القلبية والتشييد العمراني والحضاري تحت راية الإسلام العظيم.

خامساً: إنصاف الأحفاد الأتراك للسلطان محمد الفاتح
في إعلانه عن إعادة أيا صوفيا إلى سابق عهده أكَّدَ الرئيس التركي بأن قرار القضاء والقيادة هو قرار شعبي تركي وسيادي.

وقد وصف الرئيس أردوغان، في كلمة ألقاها بمناسبة إعادة آيا صوفيا للعبادة كمسجد، قرار الحكومة التركية بتحويل المسجد إلى متحف في ثلاثينات القرن الماضي بأنه: “لم يكن خيانة للتاريخ فحسب، بل وأيضاً مُخالفة للقانون لأن آيا صوفيا ليست مِلْكًا للدولة ولا أي مؤسسة فهي مِلْكٌ لوقف السلطان محمد الفاتح”.


وأضاف: “هذه العقلية في الماضي فكَّرت في استخدام هذا المسجد كمعرض للصور، وقصر يلديز التاريخي بإسطنبول كدار للقمار، وآيا صوفيا كناد لموسيقى الجاز، حتى أنهم نَفَّذُوا بعض هذه الأمور”.

وأفاد بأن من حق تركيا تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد بشكل يوافق ما جاء في سند الوقف (الوقفية).

وأهم ما ذكره قوله: “إن مسجد “آيا صوفيا” سيبقى تراثاً إنسانياً، يفتح أبوابه أمام الجميع من مواطنين وأجانب وغير مسلمين”.

وهكذا نرى أن الشعب التركي المسلم حافظ على هويته الحضارية عبر القرون، معتزاً بتاريخ أجداده الكرام وعلى رأسهم السلطان محمد الفاتح، وكذلك الشعوب الإسلامية وأحرار العالم في مشارق الأرض ومغاربها.

ولقد تعرَّض مسجد آيا صوفيا لظلم كبير، بعد ما كان مقصداً للمصلين والركع السجود ومجمعاً للعلم والحكمة والثقافة والمعرفة من خلال المؤسسات العلمية التي بنيت حوله في شتى المجالات؛ ابتداء من علم الفلك إلى الفقه ومن الرياضيات إلى العقائد وعلم التفسير واللغة والحديث والسلوك.

ففي عام 1934م – 1935م، تم تحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف بقرار جائر، وذلك يُخالف قِيَمِ العدل والمُكتسبات التاريخية النافعة لبني الإنسان وأحكام الوقف الإسلامي مما أحدث حُزناً كبيراً في نفوس المسلمين، وتحوَّل مسجد آيا صوفيا إلى مصدر خيبات للأمل وضنكاً أثَّرَ في النفوس وأفقدها طمأنينتها في داخل تركيا وخارجها، فتحوَّلت قضية آيا صوفيا إلى عُقدة دائمة أحدثت جروحاً عميقة استمرت في نزيفها الدامي إلى أن وصلنا قرار الإنصاف القضائي وتأييد إعادته إلى سابق عهده.

وهذا القرار الذي نال قبولاً سياسياً وحزبياً وشعبياً تركياً وإسلامياً واسعاً، لهو إنصاف وعدل من بني الإنسان، ولا علاقة لهذا القرار بالصراع بين الأديان والحضارات، وإنما إعادة الأمور إلى نصابها، ورفع الظلم التاريخي على معلم من معالم الإنسانية الراقية.

وإن قرار إعادة آيا صوفيا إلى مسجد مَرَّ بمراحل شَتَّى على مدار عقود من الزمن وتحقَّق قول تعالى: “وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا” (الأحزاب: 38)، وقوله سبحانه: “ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ” (الجمعة: 4).

إن فتح أبواب العبادة من جديد لمسجد ظل محروماً من أهله على مدار قرن تقريباً لهو أمْرٌ عظيمٌ استبشر به الأحرار ومُحبي العدل وأنصار الحق الإنساني في العالم، وإنه لحَدَثٌ عظيمٌ يُعِينُ الإنسان على الاتعاظ والاعتبار واستلهام الدروس والعِبَرِ وفق أقدار الله وتعريفه في هذا الكون.

فهناك من بني الإنسان مفاتيح للخير ومغاليق للشر وهناك العكس ولله في خلقه شؤون.
________________________________________
المراجع:
1. إسراء غوزال أردوغان، آيا صوفيا في العهد البيزنطي، مجلة استنبول للعلوم الاجتماعية، العدد (1)، صيف 2012.
2. إسماعيل قان ديمير، آيا صوفيا المعبد العظيم، إستانبول، 2004.
3. سيد علي إسماعيل، آيا صوفيا … الكنيسة … المسجد … المتحف، مجلة تراث الإماراتية، عدد (132)، سبتمبر 2010.
4. عبد السَّلام عبد العزيز فهمي، السُّلطان محمَّد الفاتح فاتح القسطنطينيَّة وقاهر الرُّوم، دار القلم، دمشق، الطَّبعة الرَّابعة، 1407هـ/1987م.
5. عبد العزيز العمري، الفتوح الإِسلاميَّة عبر العصور، دار إِشبيلية، الرِّياض، الطَّبعة الأولى، 1418هـ/1997م.
6. علي محمد الصلابي، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، دار ابن كثير، دمشق، 2003، ط1.
7. كلثوم انجي كايا، البروفيسور شيمشيرغيل، لا يوجد أي مانع من إعادة آيا صوفيا إلى مسجد، وكالة الأناضول الإخبارية، 10/6/2020، انظر: https://bit.ly/38Qyle8
8. محمد حرب، العثمانيون في التاريخ والحضارة، المركز المصري للدراسات العثمانية وبحوث العالم التركي، 1994م.
9. يلماز أوزنتونا، تاريخ الدولة العثمانيَّة، ترجمة: عدنان محمود سلمان، المجلَّد الأوَّل، منشورات مؤسَّسة فيصل للتَّمويل، تركيا، إِستانبول 1988م.



“آيا صوفيا” حان الوصال 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

“آيا صوفيا” حان الوصال Empty
مُساهمةموضوع: رد: “آيا صوفيا” حان الوصال   “آيا صوفيا” حان الوصال Emptyالثلاثاء 11 أبريل 2023, 11:10 am

آيا صوفيا .. عودة الحكمة المقدسة
نورالدين قلالة
 “آيا صوفيا” حان الوصال Ocia_278
لا أحد يمكنه أن يشكك، أن “آيا صوفيا” التي يعني اسمها باليونانية “الحكمة المقدسة”، تعتبر “أثراً دينياً” مُهِمًّا لدى المسلمين والمسيحيين على السواء.

وهي تقع على مدخل مضيق البوسفور من الجانب الأوروبي لمدينة إسطنبول التركية التي كانت عاصمة لاثنتين من أهم الامبراطوريات في التاريخ، الإمبراطورية البيزنطية المسيحية ثم الإمبراطورية العثمانية المسلمة.

وقد شهدت آيا صوفيا تحولات تاريخية كبيرة تزامنت مع التحولات السياسية والدينية في تركيا.

فمن كاتدرائية كبيرة للروم الأرثوذكس في قسطنطينية القرن السادس الميلادي إلى مسجد للمسلمين في آستانة أو إسطنبول آل عثمان في القرن الخامس عشر للميلاد.

وها هي تعود مسجدا مرة أخرى بعد أن كانت متحفا لأكثر من ثمانية عقود.

انتفاضة جديدة متأخرة
إثر قرار القضاء التركي بإلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934م، الذي قضى بتحويل “آيا صوفيا” في مدينة إسطنبول من مسجد إلى متحف، ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطاباً تاريخياً استعرض فيه تاريخ إسطنبول وآيا صوفيا، وتحدَّث عن الإمبراطورية البيزنطية والفتح العثماني، وتناول وجود الكنائس في تركيا، وتاريخ منطقة البلقان الحديث.

واعتبر أردوغان أن القرار الذي تم اتخاذه خلال فترة الحزب الواحد عام 1934م، “ليس خيانة للتاريخ فحسب، بل أيضاً ضد القانون، لأن “آيا صوفيا” ليست ملكاً للدولة ولا أي مؤسسة، فهي ملك لوقف السلطان محمد الفاتح، مؤكداً حقوق تركيا التاريخية والقانونية التي تعود إلى 567 سنة”.

وقال أردوغان أنه من حق تركيا تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد بشكل يوافق ما جاء في سند الوقف (الوقفية)، وعرض سند وقفية السلطان محمد الفاتح، مؤكداً أن “كل ما تضمه هذه الوقفية أساسٌ لنا”، ولفت النظر إلى أن هناك أكثر من 453 كنيسة في تركيا.

واعتبر الرئيس التركي فتح إسطنبول وتحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد من بين أنصع صفحات التاريخ التركي.

بل ذهب إردوغان إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر “آيا صوفيا” أمانة تركها السلطان الفاتح، وتحولها إلى مسجد بعد 86 عاماً “ما هو إلا انتفاضة جديدة متأخرة”، مؤكداً أن المشهد الجديد لهذا المعلم التاريخي والديني “بمثابة أجمل رد على الاعتداءات والهجمات الوقحة التي تستهدف قيمنا الرمزية في كافة أنحاء العالم الإسلامي”.

وقرار المحكمة يعني إعادة “آيا صوفيا” مُجدداً إلى مسجد، ونقل تبعيته من وزارة الثقافة والسياحة إلى رئاسة الشؤون الدينية، وتحويلها للعبادة.

جدل تاريخي
الجدل حول آيا صوفيا ليس وليد اليوم، بل يعود تاريخه إلى أكثر من قرن من الزمن، فخلال أعوام احتلال الأناضول وإسطنبول دار نقاش حول تحويل آيا صوفيا إلى كنيسة، وكخطوة أولى تعكس النوايا، حطت وحدة احتلال مجهزة بالعتاد الكامل عند باب آيا صوفيا.

وفي ذلك الوقت، قال القائد الفرنسي لهذه الوحدة العسكرية للضابط العثماني حينها إنه يريد التموضع في المكان، وعلى الجنود الأتراك مغادرة المسجد.

لكن الضابط العثماني حينها، وهو الرائد توفيق باي، منعه من ذلك.

لكن اهتمام الأجانب بآيا صوفيا استمر في السنوات اللاحقة بمختلف الأعذار، سواء كان ذلك من قبيل التقرب الديني أو من قبيل أعمال ترميم الفسيفساء.

وعليه كان منتظراً أن تتعرَّض تركيا ورئيسها إلى حملة انتقادات كبيرة قادتها جهات رسمية وغير رسمية رافضة لتغيير صورة آيا صوفيا شكلاً ودوراً ورسالةً.

فما كان من إردوغان إلا الرد على هذه الانتقادات قائلاً:
“لا نستغرب إذا ما نادى هؤلاء لاحقاً بتحويل الكعبة التي هي أقدم دار عبادة أو المسجد الأقصى إلى متحف”.

كما أشار إلى نفس هذه العقلية (التي تعارض مسألة إعادة آيا صوفيا لمسجد) التي من الممكن أن تتقدم بمقترح لتحويل مسجد السلطان أحمد، درة مساجد إسطنبول إلى متحف أو معرض للصور، فقد سبق وأن تمَّت الدعوة أيضاً لتحويل “قصر يلديز” (التاريخي بإسطنبول) كدار للقمار، وآيا صوفيا كنادٍ لموسيقى الجاز.

لكن الغريب أن الانتقادات ومواقف الرفض لقرار تركيا بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، لم تصدر فقط من دول غربية، وإنما أيضاً من طرف دول عربية وإسلامية، فضَّلت تغليب المصالح الضيقة والخلافات السياسية على المنطق والحق الديني والتاريخي، بحجة ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي كقيمة عالمية إنسانية وإرث بشري لجميع الشعوب والثقافات والحضارات.

حتى أن مستشاراً لمُفتي إحدى هذه الدول اعتبر تحويل معلم آيا صوفيا إلى مسجد “لعبة سياسية خطيرة!!”.

المساجد التي تحولت إلى كنائس
لكن يبدو أن الذين انتقدوا القرار التركي من غير الغربيين، لم يتحدثوا ولو مرة في حياتهم عن عدد المساجد التي حولت إلى كنائس ومعابد بعد أن طمست هويتها وجردت من معالمها ورموزها الإسلامية.

فلماذا لا يتحدثون عن مسجد “قصر الحمراء” في غرناطة، وهو أحد أبدع الآثار الإسلامية حتى اليوم، الذي تحول إلى كنيسة “سانتا ماريا”، بعد استغرق المسلمون في بناءه أكثر من 150 عاماً؟

لماذا لا يتحدثون عن مسجد قرطبة الذي استمر المسلمون في تطويره قرابة قرنين ونصف القرن من الزمان، والذي تحول إلى “كاتدرائية مريم”؟

لماذا لا يذكرون “مسجد باب المردوم” في طليطلة في الأندلس، الذي بُني في العهد الأموي عام 999م، والذي استولى عليه جيش ألفونسو السادس سنة 1085م، ثم منحه لفرسان القديس يوحنا ليتم تحويله إلى كنيسة “نور المسيح”، قبل أن يصبح مزاراً سياحياً.
 
لماذا لا يتحدثون عن مئات المساجد في الجزائر التي دمَّرها الاستعمار الفرنسي الذي دام 132 سنة؟ وحوالي 300 مسجد حولت إلى كنائس، لعل أشهرها “جامع كتشاوة” الذي بُني عام 1792م، في العهد العثماني، وهو تحفة معمارية تركية فريدة من نوعها، حوّلها الدوق دو روفيغو إلى كنيسة تحت إمرة قائد الحملة الفرنسية دي بولينياك.

فأخرج جميع المصاحف إلى ساحة الماعز المقابلة، التي حملت لاحقا اسم ساحة الشهداء، وأحرقها عن بكرة أبيها، كما عمد إلى قتل 4 آلاف مسلم اعتصموا في المسجد، اعتراضاً على قرار تحويله إلى كنيسة، قبل أن يحوّل الجامع إلى إسطبل للخيول.

ولم يكن للجزائريين أن يسترجعوا مسجدهم إلا بعد ثورة عارمة واستقلال وطني عام 1962م.

وهناك أمثلة كثيرة جداً في العالم العربي والإسلامي، عن المساجد التي تحولت إلى كنائس، مثل مسجد عمرو بن العاص، ثاني مسجد في مصر، أنشأه المسلمون بعد فتح المدينة عام 642م، على طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط، والذي تحول لكنيسة أكثر من مرة.

و جامع إشبيلية، الذي كان آية في الجمال العمراني الذي يعكس الفن الإسلامي بتلك الحقبة، والذي تم تحويله إلى كنيسة ماريا.

في الواقع، تعتبر مسألة تحويل دور العبادة من دين إلى آخر، إجراء طبيعي وتقليدي مارسته مختلف الأديان والحكومات منذ زمن بعيد، فصفحات التاريخ تزخر بمئات النماذج لمساجد تحولت إلى كنائس والعكس، حيث تفرض القوة المنتصرة أو المسيطرة على الوضع هويتها على ما في حوزتها من معالم وكيانات، وهو أمر ما زالت أصداؤه تخيم على الأجواء حتى اليوم.

قانون العدل وقانون الظلم
لكن الذي يُحدث الفرق في عملية تحويل المساجد إلى كنائس والكنائس إلى مساجد، هو مسألة الحق والباطل، ومسألة القانون العادل والقانون الظالم، والقوة العادلة والقوة الظالمة، فمن حق بعض الدول عدلاً وقانوناً ومنطقاً وتاريخاً أن تسترجع أملاكها، وتعطيها الصبغة الأحق بها، كما ليس من حق دول أن تسطو على أملاك غيرها وتغير من ملامحها وهويتها أو تهين رموزها على هواها.

لقد ظلت المساجد في عالمنا العربي والإسلامي تهدم وتحرق وتدمر وتنتهك حرماتها، لأسباب عدة لا يتسع المجال لذكرها، لكننا لم نسمع -للأسف- عن أصوات تطالب، على الأقل باسم التراث الإنساني، بحمايتها وصونها.

أمَّا المساجد في الغرب فلها ما لها وعليها ما عليها، فقد ظل مسجد قرطبة مثلاً في قبضة الكنيسة الكاثوليكية ومُحَرَّماً على المسلمين دخوله، منذ 1236م، وحتى ثمانينيات القرن الماضي، حيث سَلَّمَ عمدة قرطبة خوليو أنغويتا، المُلقَّب بالخليفة الأحمر، مفاتيح الجامع للجمعية الإسلامية عام 1981م، وسمح للمسلمين لأول مرة برفع الأذان وأداء صلاة العيد.

كما أن كثيراً من المساجد التي أقيمت في الغرب، تم بناؤها على أنقاض كنائس مهجورة، أو معابد لم يعد أحد يوليها أي اهتمام.

ثم تأتي إحدى الدول وتعترض وفي بيان رسمي على بث برنامج تلفزيوني ينقل تلاوات للقرآن من داخل آيا صوفيا.



“آيا صوفيا” حان الوصال 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
“آيا صوفيا” حان الوصال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـضــــائل الـشهـــور والأيـــام :: شـهــــــر رمـضـــــــان الـمـبـــــــارك :: الكـتـابـات الرمضـانيـة-
انتقل الى: