استغلال شهر رمضان

استغلال شهر رمضان
سيدي محمد أحمد عيسى

المواسم تستغل، والفرص تنتهز، والصالحون يشمرون، ويستعدون، فرب فرصة لا تتكرر، وربح لم ير مثله.

واستغلال رمضان يقوم على مقومات يمهد لها معرفة الهدف من رمضان.

ما هي أهداف شهر رمضان في القرآن الكريم؟
ويمكن أن نلخص الأهداف القرآنية من رمضان في أهداف ثلاثة:
الأول: التقوى:
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣﴾ ([1])، وحاصل التقوى “الخوف من الجليل والعمل بما في التنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل”([2])، ولو لخصناها في الأخير لكفى، كما أننا لو جعلنا التقوى فعل الطاعة وترك المعصية لكفاها ذلك تعريفا.

الثاني: الهداية:
وهي إصابة الخير، بعد معرفته، والتوفيق له بعد بذل الجهد من أجل ذلك، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧﴾ ([3]).

الثالث: الشكر:
وهو صرف العبد كل طاقاته فيما خلق له وهو عبادة الله تعالى، وهو الثمرة المرجوة من التقوى والهداية، وإلى الهدفين الأخيرين أشار القرآن ﴿وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٨٥﴾ ([4]).

فإذا تحددت هذه الأهداف واتضحت هذه الغايات، وجعلها الإنسان المسلم نصب عينيه، وأدرك أنه في دورة تدريبية ذات أهداف ووسائل، وذات مقاصد وغايات وأن النجاح ليس في المشاركة فيها فقط (وإن كان الحرمان منها فشلاً أيضاً) بل فيما تحقق منها على مستوى أخلاقه وسلوكه “رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع” ([5])، “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طاعمه وشرابه” ([6])، وفي رواية: زيادة كلمة “والجهل” ([7])، “وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم” ([8]).

كما أنه لا بد في صدارة الاستعداد للصيام من إدراك مسألة في غاية الأهمية، وهي أن الصيام من قسم التروك، إذ العبادات قسمان: فعلية وتركية، والفعلية بحسب الطاقة، والتركية لا خيرة فيها: “إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم” ([9]) فلما كان الصيام تركيا كان فعله أولى، ولا عذر لأحد فيه، والصيام أشمل من مجرد الإمساك عن شهوتي البطن والفرج كما أشارت الأحاديث المذكورة أعلاه.

ما هي مقومات الاستعداد لشهر رمضان؟
الاستعداد له يقوم على المقومات التالية:
أولاً: الاستعداد القلبي:
بحبه والشوق له، والعزم على الطاعة فيه، وهذا معنى: “اللهم بلغنا رمضان”، وكأن الإنسان يعاهد الله إن أمهله حتى يبلغ هذا الموسم أن يصدق العبادة، ويحسن التغيير، ويستثمر الوقت، ويجد ويشد المئزر.

الثاني: التوبة والإنابة:
فلا حاجب عن الخير ولا حاجز عن البر أعظم من الذنوب، لذلك فأول الاستعداد التوبة والإنابة، حتى يوفق الإنسان، وكم من مصر على ذنب حرمه إصراره من الخيرات، والأخطر من الإصرار هو الرضا بالمعاصي، وهو آفة الآفات، وجريمة الجرائم، وسبب البعد عن الله، والطرد من حزبه ورحمته، وفوات مواسم الخير، قال تعالى: ﴿فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَ‍ٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٖ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ ٨٣﴾ ([10])، وقال جل جلاله: ﴿رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ﴾ ([11])، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا مَنَعَهُمۡ أَن تُقۡبَلَ مِنۡهُمۡ نَفَقَٰتُهُمۡ إِلَّآ أَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِۦ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ ٥٤﴾ ([12])، فكراهة الطاعة والرضا بالمعصية سبب هذا القدر من الشر والصرف عن الخير.

الثالث: مراجعة أحكام الصيام:
حتى يكون الإنسان على علم بما يأتي وما يذر، فتعلم الإنسان لأحكام دينه العينية واجب عليه، وتركه لذلك إعراض عن الله وعن رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأكمل أن يقرأها في كتاب، وليكن كتاب حديث يجمع بين الأحكام والفقه، والمقاصد والغايات والمواعظ، والآداب، وإلا ففي كتاب فقه، وإلا فليسأل أهل العلم عما يشكل عليه، وذلك أضعف الإيمان.

الرابع: التعلق بالدعاء:
فرمضان ذو فرص إجابة كثيرة، ومن لم يتعود الدعاء تمر عليه الفرص دون أن يسأل شيئاً، وبما أن “للصائم دعوة لا ترد” ([13])، وله عند الفطر دعوة ([14])، وله عند السحر دعوة ([15])، وله عند الإخبات دعوات ودعوات ([16])، وفي الثلث الأخير ([17])، وفي ساعة الجمعة ([18])، وفي غير ذلك فرص كثيرة، ونفحات ربانية غزيرة، وفي ليلة القدر ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢﴾ ([19]) الخير الكثير ([20]).

وقد أشار القرآن للدعاء بالنسبة للصائم في قول الله تعالى أثناء عرض آيات الصيام: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ٢١﴾ ([21]).

الخامس: تجديد العلاقة بالقرآن وزيادتها:
فرمضان شهر القرآن ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ ([22])، ولا ينبغي للمسلم أن يفوت فيه ختمة على الأقل، والأكمل أن يختم عشر ختمات ([23])، وقد كان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل رمضان، وفي رمضان وفاته دارسه القرآن مرتين ([24])، وكان مالك والبخاري وغيرهما من الأعلام يتفرغون للقرآن في رمضان.

السادس: صلاة التروايح:
فهي قيام رمضان الخاص، والأكمل للحافظ أن يقوم بنفسه في بيته حتى يتدبر، ويطيل الصلاة كما يشاء، وإلا فمع الناس، وليختر من يتأثر بقراءته، ويستفيد من سمته، ويخشع بالاستماع إليه.

السابع: الصدقة:
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان “فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة” ([25])، فلا بد من الإنفاق فيه ولو بالقليل “فاتقوا النار ولو بشق تمرة” ([26])، ومن لم يجد “فبكلمة طيبة” ([27])، ومن لم يجد فليكف عن الناس أذاه فتلك صدقة منه على نفسه ([28]).

ومعلوم أن “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” ([29]).

الثامن: الاعتكاف:
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان ما لا يعتكف في غيره، وكان يعتكف منه عشراً، ومرة اعتكف منه عشرين يوماً ([30])، واستقر اعتكافه في العشر الأواخر ([31])، والقرآن عرض للاعتكاف أثناء سرد آيات الصيام، وفي ذلك إشارة لارتباطهما ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ١٨٧﴾ ([32])، وشرط الإمام مالك في الاعتكاف الصيام ([33]).

وكذلك الإمام أبو حنيفة ([34])، والغاية من الاعتكاف التفرغ من الشواغل عن العبادة، ومن استطاعه فليفعل، عشراً ([35])، أو أقل حتى يوماً وليلة ([36])، وليكونا في وتر([37])، ومن لم يستطع، فليعتكف من أوقاته في المساجد ([38])، وفي بيته ما استطاع ([39])، فذلك أجمع لقلبه، وأنفع له، وقد قال تعالى: ﴿وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا٨﴾ ([40])، وقال: ﴿وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا١٠﴾ ([41])، ففي ذلك من وسائل التربية ما يكفي العاجز عن الاعتكاف، وهو أنفع من تركه لا محالة.

التاسع: التغيير العام في السلوك كله، وخاصة في اللسان:
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طاعمه وشرابه” ([42])، «إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤٌ شاتمه، أو قاتله فليقل: ‌إني ‌صائم، ‌إني ‌صائم» ([43])، فلا يمكن للصائم أن يبقى على عاداته، بل لا بد أن يغير السلبي منها، وأن يبدأ بالأيسر عليه، ولا أيسر من الصمت، وإمساك اللسان على من وفقه الله له، ثم كف باقي الجوارح عن المعاصي، غضا للبصر، وحفظا للسمع.

وسمعك صن عن سماع القبيـح
 كصون اللسان عن النطق به
فإنك عند استماع القبيح
شريك لقائله فانتبه.

ومعلوم أن من سدر مع عاداته ومألوفاته في رمضان سدورها فيها في سائر السنة، فإنه لم يستفد من رمضان، ولم يستشعر معنى:  ﴿لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣﴾ ([44])، ولا غاية: ﴿وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٨٥﴾ ([45]).

العاشر: الأذكار:
وخاصة أمهاتها كالهيللة ([46])، والحمد، والتسبيح والتكبير، والحوقلة ([47])، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ([48])، وفروع هذه الأصول، وأقل ذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء وخاصة (سبحان الله وبحمده([49]) سبحان الله العظيم ([50])، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ([51])، سبحان اللهوالحمد لله والله أكبر ([52])، أستغفر الله العظيم ([53]))، وغير ذلك من أذكار، فكله نافع للعبد معين له على الاستفادة من صيامه.

وأخيراً:
فإن الإنسان في سيره إلى الله إمَّا متقدم أو متأخر، ولا واسطة بينهما ﴿لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَتَقَدَّمَ أَوۡ يَتَأَخَّرَ ٣٧﴾ ([54])، ومن استطاع أن يتقدم وترك التقدم فيوشك أن يصرفه الله كما صرف المنافقين عن الخير، أو يمنع -قَدَراً- قبول طاعاته كما وقع للمنافقين فقد قال الله جل جلاله عنهم: ﴿قُلۡ أَنفِقُواْ طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمۡ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ ٥٣﴾ ([55]).

والله أمرنا بالمسابقة ([56]) والمسارعة ([57]) والمنافسة في الخيرات ([58])، فإذا لم ننافس الأولين من الصديقين والصحابة والصالحين فلا أقل من أن ننافس المعاصرين، وأن نتمنى على الله أن تكون أعمالنا خير عمل يرفع على وجه الأرض، وإلا فمن خيره، ومن فاتته المواسم فقد فاته الخير الكثير.
________________________________________
([1]) سورة البقرة:183.
([2]) الصالحي، سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، 1/421.
([3]) سورة الليل:7.
([4]) سورة البقرة:185.
([5]) ابن ماجه، السنن، 1/539.
([6]) البخاري، الجامع الصحيح، 3/26.
([7]) البخاري، الجامع الصحيح، 8/17.
([8]) البخاري، الجامع الصحيح، 3/26.
([9]) البخاري، الجامع الصحيح، 3/94-95.
([10]) سورة التوبة:83.
([11]) سورة التوبة:87.
([12]) سورة التوبة:54.
([13]) ابن عساكر، معجم ابن عساكر، 1/307، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال، ص: 52. وانظر: الضياء، الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل، 4/655.
([14]) أبو داود، السنن، 4/20، وابن ماجه، السنن، 2/636. والحاكم، المستدرك، 1/583. والبيهقي، شعب الإيمان، 3/407.
([15]) لقول الله تعالى: ﴿وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ ١٧﴾ [سورة آل عمران:17]، وقوله: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ١٦﴾ [سورة السجدة:16]، وقوله: ﴿وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨﴾ [سورة الذاريات:18].
([16]) الطيبي، شرح مشكاة المصابيح، 2/703.
([17]) والحديث: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”، البخاري، الجامع الصحيح، 9/143.
([18]) البخاري، الجامع الصحيح، 7/51.
([19]) سورة القدر:2.
([20]) جاء في فضل ليلة القدر: “من ‌قام ‌ليلة ‌القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”، البخاري، الجامع الصحيح، 3/26. وجاء في الدعاء فيها: “عن ‌عائشة قالت: «قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: ‌»اللهم ‌إنك ‌عفو تحب العفو فاعف عني»”، الترمذي، السنن، 3/490.
([21]) سورة البقرة:21.
([22]) سورة البقرة:185.
([23]) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في الختم في ثلاث، وقال: «لم يفقه من قرأ القرآن ‌في ‌أقل ‌من ‌ثلاث»، (الترمذي، السنن، 5/64).
([24]) البخاري، الجامع الصحيح، 4/203.
([25]) البخاري، الجامع الصحيح، 1/8.
([26]) البخاري، الجامع الصحيح، 2/108.
([27]) المصدر السابق.
([28]) مسلم، 1/62.
([29]) أحمد المسند، من حديث جابر رضي الله عنه في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة رضي الله عنه، (23/425)، ومن حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: (36/447). وابن ماجه من حديث أنس رضي الله عنه (2/1408)، والترمذي من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه، (1/600). ومن حديث معاذ أيضا، (4/362).
([30]) البخاري، الجامع الصحيح، 3/48.
([31]) البخاري، الجامع الصحيح، 3/46 و3/47-48.
([32]) سورة البقرة:187.
([33]) مالك، الموطأ، 3/453. وهو مذهب أهل المدينة، (ابن عبد البر، الكافي في فقه أهل المدينة، 1/352) وقد اشترط الصيام في الاعتكاف نافع، والقاسم بن محمد، (المدونة، 1/290) وابن عمر، (مالك، الموطأ، 3/453)، وعائشة رضي الله عنهم (المدونة، 1/296)، وحكى مالك إجماع أهل المدينة عليه (مالك، الموطأ، 3/453).
([34]) محمد بن الحسن الشيباني، الحجة على أهل المدينة، 1/420.
([35]) وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما مر، وهو اختيار مالك، فلا يختار اعتكاف أقل من عشرة أيام، (ابن عبد البر، الكافي، 1/352).
([36]) وهو أقل الاعتكاف عند مالك، القاضي عبد الوهاب، التلقين، 1/76. وابن العربي، القبس في شرح الموطأ، ص: 529. والمسالك له: 4/253. وأقله عند أبي حنيفة يوم كذلك، (محمد بن إبراهيم الحلبي، ملتقى الأبحر، ص: 377)، وروي أن أقل النفل منه عنده ساعة، (الحصكفي، الدر المختار، ص: 152).
([37]) لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحري ليلة القدر في الأوتار، (البخاري، الجامع الصحيح، 3/48).
([38]) وهو مذهب الشافعي وأحمد، في عدم اشتراط وقت محدد في الاعتكاف، ولا اشتراط صيام فيه، فيصح في الليل، وفي أيام العيد والتشريق خلافا لمالك (الشافعي، الأم، 2/118)، ومختصر الخرقي، (ص: 52).
([39]) الأصل في الاعتكاف أن يكون في المسجد، وقد كره أبو حنيفة الاعتكاف في مسجد بيته، وقد يفهم من الكراهة الإجزاء، (الشيباني، الحجة على أهل المدينة1/416)، ولكنه بعيد لنصوص الحنفية على أن لا اعتكاف إلا في المسجد، (الجصاص، شرح مختصر الطحاوي، 2/470، ومختصر القدوري، ص: 65، والسرخسي، المبسوط، 3/115، والكاساني، بدائع الصنائع، 2/113) وأباح الحنفية الاعتكاف للمرأة في بيتها، وجعلوه الأنسب لها، (الفرغاني، بداية المبتدي، ص: 42)، وكرهوا لها الاعتكاف في المسجد، (الحصكفي، الدر المختار، ص: 152).
ورغم أن القول بالاعتكاف في غير المسجد جد ضعيف للرجال والنساء فإن المراد هنا الحبس على العبادة بعض الوقت، وخاصة للمغتبربين الذين لا يجدون فرصة للذهاب إلى المساجد أو لا توجد مساجد في بلادهم، حتى لا يحرموا من أجر الانقطاع للعبادة.
([40]) سورة المزمل:8.
([41]) سورة المزمل:10.
([42]) البخاري، الجامع الصحيح، 8/17.
([43]) مسلم، المسند الصحيح المختصر، 3/157.
([44]) سورة البقرة:183.
([45]) سورة البقرة:185.
([46]) أفضل الذكر لا إله إلا الله، (الترمذي، 5/393). وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله”، (5/388).
([47]) البخاري، الجامع الصحيح، 5/133.
([48]) لأن الله أمرنا بها: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ٥٦﴾ [سورة الأحزاب:56]، وهو أخبرنا بالأجر الكثير فيها: “من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا”، (مسلم، 2/4) وقال للذي سأله: “كم أجعل لك من صلاتي؟ قال: «ما شئت». قال: الثلث. قال: «ما شئت وإن زدت فهو أفضل». قال: النصف. قال: «ما شئت وإن زدت فهو أفضل». قال: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذا يكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك»”، (البيهقي، شعب الإيمان، 2/217).
([49]) لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال: ‌سبحان ‌الله ‌وبحمده. في يوم مائة مرة. حطت عنه خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر”، (مالك، الموطأ، 2/293). ومسلم، 8/69. ولمسلم أيضا: “من قال حين يصبح وحين يمسي ‌سبحان ‌الله ‌وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه”، (مسلم، 8/69). وفي مسلم أيضا: “عن ‌جويرية « أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: ‌سبحان ‌الله ‌وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته»، (مسلم، 8/83). وفيه أيضا: “عن ‌أبي ذر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته، أو لعباده سبحان الله وبحمده»”، (مسلم، 8/85). وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله فقال: إن أحب الكلام إلى الله ‌سبحان ‌الله ‌وبحمده»، (مسلم، 8/85).
([50]) “من قال: ‌سبحان ‌الله ‌العظيم غرس له نخلة -أو شجرة- في الجنة”، (ابن أبي شيبة، المصنف، 16/210)، “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن ‌سبحان ‌الله ‌وبحمده، سبحان الله العظيم”، (مسلم، 8/70). و: “عن ‌أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح ‌سبحان ‌الله ‌العظيم وبحمده ‌مائة مرة، وإذا أمسى كذلك، لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى»”، (أبو داود، السنن، 4/324)
([51]) “عن ‌أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك”، (مسلم، 8/69).
([52]) جاء في مسلم:  «لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ‌أحب ‌إلي ‌مما ‌طلعت ‌عليه ‌الشمس»، (مسلم، 8/70)، وفيه أيضا: «كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ‌ألف ‌حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ‌ألف ‌حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ‌ألف ‌حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة»، (مسلم، 8/71)، وفيه: “فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل ‌تكبيرة ‌صدقة”، (مسلم، 2/158).
([53]) “إنه ‌ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة”، (مسلم، 8/72). وفي حديث ابن عمر مرفوعا: أن من قال: من حين يطلع الصبح إلى حين يصلي الفجر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وبحمده ‌أستغفر ‌الله ‌مائة مرة أتته الدنيا صاغرة راغمة، (العطار، الرواة عن مالك، ص: 82)، ومقدمة تحقيق الأعظمي للموطأ، 1/148.
([54]) سورة المدثر:37.
([55]) سورة التوبة:53.
([56]) ﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ٢١﴾ [سورة الحديد:21]، ﴿وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ١٤٨﴾ [سورة البقرة: 148].
﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ٤٨﴾ [سورة المائدة:48].  
([57]) ﴿۞وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ ١٣٣﴾ [سورة آل عمران:133].
([58]) ﴿وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ ٢٦﴾ [سورة المطففين:26].