عش حياتك..
لا تنقب عن المشكلات.. ولا تدقق في صغائر الأمور.. وإنما استمتع بحياتك..
46. مشاكل ليس لها حل..
كم ترى من الناس غاضباً وهو يقود سيارته..
وربما ضرب بيديه على مقودها.. وردد.. أوووه دائماً زحمة.. زحمة..
أو قد تراه يمشي في الطريق.. ولا يحتمل أن يكلمه أحد.. بل متضايق أشد الضيق.. ويردد: أوووف حررر شديييد..!!
وربما كنت زميلاً له في مكتب واحد.. تبتلى برؤيته كل يوم.. ويشغلك كلما جلس.. " ياخي العمل كثييير.. أوووه إلى متى ما يزيدون رواتبنا ".. ويدخل عابساً.. ويخرج ساخطاً..
وربما أكثر التشكي من آلام بدنه.. أو إعاقة ولده..
لا بد أن نقتنع جميعاً أننا تواجهنا في حياتنا مشاكل ليس لها حل.. فلا بد أن نتعامل معها بأريحية..
قال: السماء كئيبة وتجهما ***
قلت: ابتسم، يكفي التجهم في السما!
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتسم ***
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال: التي كانت سمائي في الهوى ***
صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها ***
قلبي فكيف أطيق أن أتبسما
قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها ***
قضيت عمرك كله متألما
قال: العدى حولي علت صيحاتهم ***
أَأُسَرُّ والأعداء حولي في الحمى
قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمهم ***
لو لم تكن منهم أجلَّ وأعظما!
قال: الليالي جرعتني علقماً ***
قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مُرَنِّـماً ***
طرح الكآبة خلفه وترنما
أتراك تغنم بالترنم درهماً ***
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنماً
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى ***
متلاطم ولذا نحب الأنجما ..
نعم استمتع بحياتك..
انتبه أن تكون ظروفك مؤثرة على سلوكك.. في عملك.. أولادك.. زملائك..
فما ذنبهم أن يتعذبوا بأمور ليس هم طرفاً فيها.. ولا يملكون حلها؟
لا تجعلهم إذا رأوك.. أو ذكروك . ذكروا معك الهم والحزن..
لذا نهى -صلى الله عليه وسلم- عن النياحة على الميت.. والصراخ.. وشق الجيب.. وحلق الشعر.. و..
لماذا؟
لأن التعامل مع الموت يكون بتغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه.. والدعاء له..
أما الصراخ والعويل فلا ينفع شيئاً.. سوى أنه يقلب متعة الحياة إلى أحزان..
مشى المعافى بن سليمان مع صاحب له.. فالتفت إليه صاحبه عابساً وقال: ما أشد البرد اليوم؟
فقال المعافى: أستدفأت الآن؟
قال: لا..
قال: فماذا استفدت من الذم؟ لو سبّحت لكان خيراً لك..