القسم التاسع: الروايات المتعلقة بعبد الله بن سبأ
1- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو البركات الأنماطي1 أنا أبو الطاهر2 أحمد بن الحسن. وأبو الفضل أحمد بن الحسن3 قالا: أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الملك4 أنا أبو علي بن الصواف5 نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة6: نا
----------------------------
1 أبو البركات الأنماطي، عبد الوهاب بن المبارك، وثقه السمعاني، والسلفي، وابن ناصر (الذهبي، سير أعلام النبلاء: 20/ 134-137)
2 أحمد بن الحسن بن أحمد الكرجي، الباقلاني، البغدادي، ولد سنة 416 هـ ت سنة 489 هـ وثقه السمعاني (الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 144، تذكرة الحفاظ 1227)
3 أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون، البغدادي، الباقلاني، قال السمعاني: "ثقة عدل متقن" (الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 105)
4 عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، أبو القاسم الأموي، ولد سنة 339 هـ وتوفي سنة 443 هـ قال عنه الخطيب البغدادي: "كان صدوقاً ثبتاً صالحاً". (تاريخ بغداد 10/ 432 –433).
5 محمد بن عمر بن أحمد بن الحسن الصواف، وثقه الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 1/289)
6 محمد بن عثمان ابن أبي شيبة العبسي، أبو جعفر الكوفي، مؤرخ لرجال الحديث، من الحفاظ، مختلف في توثيقه، قال الذهبي: "له تآليف مفيدة، منها التاريخ الكبير، توفي في بغداد، عن نيف وثمانين سنة. وفي الظاهرية: أرواق من مسائل ابن أبي شيبة . خ.
(الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 3/ 42، ابن عدي، الكامل في الضعفاء 6/229، الذهبي، ميزان الاعتدال 3/101، ابن حجر، لسان الميزان 5/281، وانظر مخطوطات الظاهرية 235) ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يروي عن العراقيين، كتب عنه أصحابنا" (الثقات 9/155) ووثقه صالح بن محمد جزرة. وقال مسلمة بن قاسم: " لابأس به كتب الناس عنه ولا أعلم أحداً تركه" وقال ابن عدي: "ولم أر له حديثاً منكراً فأذكره"، وقال أيضاً: "لا بأس به".
----------------------------

محمد بن العلاء1 نا أبوبكر ابن عياش2 عن مجالد3 عن الشعبي4 قال: "أول من كذب، عبد الله بن سبأ"5.
وهذا إسناد قوي: لا يعلله ما في مجالد من كلام، لأنه متجه إلى ما طرأ عليه من تغير للحفظ في آخر عمره.
قال ابن مهدي: "حديث مجالد عند الأحداث أبي أسامة وغيره ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم، وهؤلاء يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره"6.
وقال يعقوب بن سفيان: "تكلم الناس فيه، وهو صدوق"7.
----------------------------
1 محمد بن العلاء بن كريب، ثقة حافظ، من العاشرة (التقريب/ 6204) (الخطيب، تاريخ بغداد 3/140)
2 أبو بكر بن عياش، ثقة عابد، لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة 194 هـ، وقد قارب المائة، وروايته في مقدمة صحيح مسلم ع (التقريب/ 7985)
3 مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، تقدمت ترجمته.
4 الشعبي عامر بن شراحيل ثقة مشهور، من الثالثة، مات بعد المائة، وله نحو 80 سنة ع (التقريب/ 3092).
5 تاريخ دمشق (عبد الله بن سالم – عبد الله بن أبي عائشة ص 4)
6 ابن حجر (تهذيب التهذيب 10/ 40-41).
7 المصدر نفسه.
----------------------------

وشعبة، وهشيم، من السابعة، وحماد من الثانية، والراوي هنا عنه من السابعة فتعادل روايته رواية الكبار عنه، لا الأحداث.
والشعبي ولد ما يقارب سنة 20 من الهجرة، وتوفي بعد المائة، فيدل ذلك على أن ابن سبأ كان معروفاً قبل انتهاء القرن الأول، أي قبل ولادة سيف بن عمر التميمي.
وبهذا يتبين بطلان ما ذهب إليه من وهّم شخصية ابن سبأ، وجعلها خيالية، مدعياً تفرد سيف بن عمر بإثباتها، بل جعلها من نسج خيال سيف.
ويشهد لشيء مما في هذه الرواية، ويفسرها ما رواه مسلم عن ابن سيرين قال: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم"1.
فبين ابن سيرين أنه لم يكن الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موجوداً في القرن الأول، حتى إنهم كانوا لا يسألون عن الإسناد، فلما ظهرت الفتنة احتاجوا إلى البحث عن الرجال، وتسميتهم ليعرف الكاذب من الصادق.
فما جاء عن الشعبي في رواية ابن عساكر هذه كلام ابن سيرين ويبين بأن عبد الله بن سبأ هو أول من فتح باب الكذب بفتحه باب الفتنة التي أدت إلى الكذب، كما يفهم من قول ابن سيرين.
----------------------------
1 مقدمة صحيح مسلم (1/ 15).
----------------------------

ولا يعلل بعنعنة سفيان الثوري، لأنه قليل التدليس، قال البخاري: "ما أقل تدليسه!"1.
وذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين2 وهم الذين احتمل الأئمة تدليسهم، وأخرجوا لهم في الصحيح، لإمامتهم وقلة تدليسهم في جنب ما رووا3.
2- قال أبو إسحاق الفزاري: "عن شعبة4 عن سلمة بن كهيل5 عن أبي الزعراء6 عن زيد بن وهب7 أن سويد بن غفلة8: دخل على علي في إمارته، فقال: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر، يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك.
منهم عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله أول من أظهر ذلك.
----------------------------
1 ابن حجر (طبقات امدلسين 32 عاصم).
2 ابن حجر (طبقات المدلسين 32 عاصم).
3 نفسه (ص: 13).
4 شعبة هو ابن الحجاج، تقدمت ترجمته.
5 سلمة بن كهيل الحضرمي، أبو يحيى الكوفي، ثقة، من الرابعة، ع (التقريب/ 2508)
6 عبد الله بن هانئ، أبو الزعراء الأكبر، الكوفي، وثقه العجلي، من الثانية، د س (التقريب/ 3677).
7 تقدمت ترجمته.
8 تقدمت ترجمته.
----------------------------

فقال علي: ما لي ولهذا الخبيث الأسود، ثم قال: معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل، ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ، فَسَيَّرَهُ إلى المدائن، وقال: لا يُساكنني في بلدة أبداً، ثم نهض إلى المنبر، حتى اجتمع الناس فذكر القصة في ثنائه عليهما بطوله.
وفي آخره: ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري"1.
إسناد صحيح: رجاله كلهم ثقات.
3- قال أبو يعلى: حدثنا أبو كريب2 محمد بن العلاء، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي3 حدثنا هارون بن صالح4 الهمداني، عن الحارث بن
----------------------------
1 ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (3/ 290) وابو إسحاق هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة الفزاري، الإمام، ثقة، حافظ، له تصانيف، من الثامنة، مات سنة 185هـ، وقيل بعدها (التقريب/ 230) وله كتاب السير في الأخبار والأحداث، ولعل هذا الخبر فيه، وذكر الزركلي أن الجزء الثاني من هذا الكتاب مخطوط على الرق، وأجزاء منه على الكاغد في خزانة القرويش بفاس رقم (3062 وأن فيه تلفاً كثيراً (الأعلام 1/ 59).
2 تقدمت ترجمته.
3 محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي، الكوفي، لقبه "التلّ"، صدوق، فيه لين، من التاسعة، مات سنة 200هـ، خ س ق (التقريب/ 5816).
4 هارون بن صالح الهمداني، مستور، من السادسة، تمييز (التقريب/ 7233).
----------------------------

عبد الرحمن1 عن أبي الجلاس2 قال: "سمعت علياً يقول لعبد الله السبائي: ويلك والله ما أفضى إليّ بشيء كتمه أحداً من الناس، ولقد سمعته يقول: "إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً وإنك لأحدهم"3.
ورواه من طريقه: ابن عساكر4 وذكره الهيثمي5 وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات"6.
وذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان7 وفيه: "لعبد الله بن سبأ" ورواه النسائي في مسند علي8.
في إسناده ضعف: فإن أبا جلاس، مجهول العين والحال، ومثله هارون بن صالح وقد وثق الأخير ابن حبان وثقه .
----------------------------
1 الحارث بن عبد الرحمن القرشي، العامري، خال ابن أبي ذئب، صدوق، من الخامسة، مات سنة 129هـ، وله 73سنة ع (التقريب/ 1031).
2 أبو الجلاس الكوفي، مجهول، من الثالثة، عس (التقريب/ 8029). قال مسلم: "سمع علياً" (الكنى 96).
3 المسند (1/ 349-350).
4 تاريخ دمشق (عبد الله بن سالم -عبد الله بن أبي عائشة، 6).
5 مجمع الزوائد (7/ 333).
6 (3/ 289-290).
7 كما في تهذيب الكمال للمزي (1595).
8 مجمع الزوائد (7/ 333).
----------------------------

4- روى أبو طاهر المُخَلِّص1 من طريق: عبد الله بن شريك العامري2 عن أبيه3 قال: "قيل لعلي: إن هنا قوماً على باب المسجد يدَّعون أنك ربهم، فدعاهم فقال لهم: ويلكم ما تقولون؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا، فقال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون، وأشرب كما تشربون، وإن أطعت الله أثابني إن شاء الله وإن عصيته خشيت أن يعذبني، فاتقوا الله، وارجعوا، فأبوا.
فلما كان من الغد غدوا عليه، فجاء قنبر، فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام، قال: أدخلهم، قالوا كذلك، فلما كان الثالث، قال: لئن قلتم ذلك لأقتلنكم لأخبث قتلة، فابو إلا ذلك، فقال: يا قنبر ائتني بفعلة معهم مرورهم، فخدّ لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر، وقال: احفروا فأبعدوا في الأرض، وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود.
وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعوا، فأبوا أن يرجعوا، فقذف بهم فيها، حتى إذا احترقوا، قال:
----------------------------
1 محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا، أبو طاهر المخلص، وثقه الخطيب البغدادي، وقال عنه العتقي: "شيخ صالح ثقة"، ولد سنة 305 هـ، وتوفي سنة 393 هـ (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 2/322-232)
2 عبد الله بن شريك العامري، الكوفي، صدوق يتشيع، أفرط الجوزجاني فكذبه، من الثالثة، س (ابن حجر، التقريب، 3384)
3 لم أجد له ترجمة.
----------------------------

إني إذا رأيت الأمر أمراً منكراً ... أوقدت ناري ودعوت قنبراً"1.
قال الحافظ: "وهذا سند حسن" 2.
وقد روى البخاري في صحيحه3 شاهداً لبعض هذه الرواية فقال: "حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: "أتي عليّ -رضي الله عنه- بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تعذبوا بعذاب الله"، ولقتلتهم، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من بدل دينه فاقتلوه".
ورواه أيضاً4 من طريق: سفيان عن أيوب به نحوه.
5- قال ابن سعد: "أخبرنا كثير بن هشام5 قال: حدثنا جعفر بن برقان6 قال: حدثنا ربيع بن أبي زينب الكوفي7 عن أي المنحاب البصري8:
----------------------------
1 ذكر رواية أبي طاهر هذه: الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/270)
2 فتح الباري (12/ 270)
3 فتح الباري (12/ 267)
4 فتح الباري (6/149)
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 لم أجد له ترجمة.
8 لم أجد له ترجمة.
----------------------------

أن رجلاً كان يأتي إبراهيم النخعي1 فيتعلم منه، فيسمع قوماً يذكرون أمر علي وعثمان، فقال: أنا أتعلم من هذا الرجل، وارى الناس مختلفين في أمر علي وعثمان، فسأل إبراهيم النخعي عن ذلك، فقال: "ما أنا بسَبَلِيّ ولا مرجئ"2.
ولم أقف على ما يبين معنى السبلية، ويحتمل أنها مصحفة من السبأية؛ لتقارب رسميهما جداً، كما أن سياق الرواية يقوي هذا الاحتمال.
فإن الناس كانوا في أمر علي وعثمان أقسام، منهم من يعرف فضلهما وقدرهما، ومنهم من يقع فيهما، ومنهم من يتوقف في أمرهما يرجئ الكلام فيهما3.
ومعلوم أن الذين يقعون فيهما هم الخوارج الذين كان بذرتهم ابن سبأ.
فلما سأل النخعيَ تلميذه عن أمرهما؛ بين له أنه ليس من السبأية الذين يقعون فيهما، ولا من القسم الثاني الذي يتوقفون في أمرهما.
والنخعي ولد سنة ست وأربعين ومائة -تقريباً- وتوفي سنة ست
----------------------------
1 تقدمت ترجمته.
2 الطبقات (6/275)
3 وكان يسمى هؤلاء بالمرجئة؛ وهم غير المرجئة في مسائل الإيمان (انظر تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر 2/ 320-321).
----------------------------

وتسعين ومائة1 مما يبين أن السبأية كانت معروفة في عصر سيف بن عمر التميمي، فإن سيفاًَ توفي في حدود السنة الثمانين بعد المائة2.
6- قال ابن عساكر: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب3 أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي4.ح. وأخبرنا أبو محمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسن بن أبي إبراهيم الداراني5 أنا سهل بن بشر6 أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن منير الخلال7 قال: أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله
----------------------------
1 ابن حجر (تقريب التهذيب 270).
2 ذكر الحافظ ابن حجر: أنه مات في زمن الرشيد، (تقريب التهذيب 2724)، وخلافة الرشيد ما بين سنتي؛ سبعين ومائة وثلاث وتسعين ومائة -تقريباً -(الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 14/ 5-13).
3 لم أجد له ترجمة.
4 علي بن محمد بن علي، أبو القاسم الفارسي، مسند الديار المصرية،روى عن الذهلي، توفي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة (الذهبي، العبر 2/ 283).
5 لم أجد له ترجمة.
6 سهل بن بشر أبو الفرج، الإسفرائيني، ثم الدمشقي، الصوفي المحدث، ولد سنة تسع وأربعمائة، وتوفي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة (الذهبي، العبر 2/ 364).
7 علي بن منير بن أحمد الخلال، أبو الحسن، مصري الشاهد، روى عن أبي الطاهر الذهلي (الذهبي، العبر 2/ 275).
----------------------------

الذهلي1 نا أبو أحمد بن عبدوس2 نا محمد بن عباد3 نا سفيان4 نا عبد الجبار بن العباس الهمداني5 عن سلمة بن كهيل6 عن حُجَيَّة بن عدي الكندي7 قال: رأيت علياً وهو على المنبر، وهو يقول: من يعذرني من هذا الحميت الأسود، الذي يكذب على الله وعلى رسوله؟ -يعني: ابن الأسود- لولا أن لا يزال يخرج علي عصابة تنعى علي دمه، كما ادعيت علي دماء أهل
----------------------------
1 أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله القاضي البغدادي، ولي قضاء واسط، ثم بغداد ثم دمشق، ثم الديار المصرية، وكان مالكي المذهبب، فصيحاً مفوهاً، شاعراً، أخبارياً، حاضر الجواب، غزير الحفظ، توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة، وقد قارب التسعين (الذهبي، العبر 2/ 126).
2 محمد بن عبدوس بن كامل البغدادي، أبو أحمد السلمي السراج، قال الخطيب: "كان من أهل العلم، والمعرفة والفضل" وقال ابن المنادى: توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث، أكثر الناس عنه لثقته وضبطه، وقال أحمد بن كامل القاضي: "كان حسن الحديث كثيره، ثبتاً، لا أعمله غير شيبه" (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 2/ 382).
3 محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية بن عابد المخزومي المكي، ثقة، من الثالثة. ع ابن حجر (التقريب/ 5992).
4 سفيان هو ابن عيينة، فقد روى عنه محمد بن عباد (المزي، تهذيب الكمال خ1/515)
5 عبد الجبار بن العبّاس الشِّبَامي، نزل الكوفي، صدوق يتشيّع، من السابعة، بخ، قد، ت (التقريب/ 3741).
6 تقدمت ترجمته.
7 حُجَيَّة بن عدي الكندي، صدوق يخطئ،من الثالثة، ت (ابن حجر، التقريب/150)
----------------------------

النهر لجعلت منهم ركاماً1"2.
7- قال ابن عساكر: "قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن3 عن أبي الحسين الآبَنُوسي4 أنا أحمد بن عبيد بن الفضل5 ح. وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز6 أنا علي بن محمد بن خَزَفَةَ7. قالا: نا محمد بن الحسين8 نا ابن أبي خيثمة9: نا
----------------------------
1 الرَّكْمُ: جمع الشيء فوق آخر، حتى يصير ركاماً، مركوماً؛ كرُكَامِ الرَّمْل (الفيرز آبادي، القاموس المحيط، ص 11440)
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم -عبد الله بن أبي عائشة ص5)
3 يحيى بن الحسن بن أحمد البناء، تقدمت ترجمته.
4 محمد بن أحمد بن محمد، قال الخطيب: "كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً". سمع الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين (تاريخ بغداد 1/356)
5 أحمد بن عبيد بن الفضل بيري، أبو بكر: لم أجد له ترجمة. وتتمة اسمه من تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم – عبد الله بن أبي عائشة ص: 710)
6 لم أجد له ترجمة .
7 لم أجد له ترجمة .
8 محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد، الزعفراني، أبو عبد الله، الواسطي، سمع أبا بكر أحمد بن أبي خيثمة، وكان عنده كتاب التاريخ عنه، وثقه السمعاني، توفي سنة 337 هـ (الأنساب 6/ 300-301).
9 أحمد بن زهير بن حرب النسائي الأصل، البغدادي، أبو بكر بن أبي خيثمة، الحافظ الكبير ابن الحافظ، ولد سنة 205 هـ قال الخطيب: "كان ثقة عالماً متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس وأئمة الأدب"، توفي سنة 279 هـ (تاريخ بغداد 4/ 164، لسان الميزان 1/ 174).
----------------------------

محمد بن عبّاد1 نا سفيان2 عن عمار الدُّهْني3 قال: سمعت أبا الطفيل4 يقول: رأيت المسيب بن نَجَبَة5أتى به مُلَبِّبَه6يعني: ابن السوداء، وعليُّ على المنبر، فقال علي: ما شأنه؟ فقال: يكذب على الله وعلى رسوله"7.
8- قال ابن عساكر: أخبرنا أبوبكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار8- في كتابه - وأخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السِنْجي بمرو9 عنه،
----------------------------
1 تقدمت ترجمته.
2 هو: ابن عيينة، فقد روى عنه، محمد بن عباد المكي (المزي، تهذيب الكمال،1/ 515 خ)
3 عمار بن معاوية الدُّهني، أبو معاوية البَجَلي، الكوفي، صدوق يتشيّع، من الخامسة، مات سنة 133هـ م 4 (ابن حجر، التقريب 4833)
4 عامر بن واثلة بن عبد الله الليثي، أبو الطفيل، ولد عام أحد، ورأى النبي (، وروى عن أبي بكر فمن بعده، وعُمِّر إلى أن مات سنة عشر ومائة على الصحابة على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة. ع (ابن حجر، التقريب 3111)
5 المسيَّب بن نَجَبَة، الكوفي، مخضرم، من الثانية، مقبول، قتل سنة 65هـ ت (ابن حجر، التقريب 6677)
6 لبَّبَهُ تلبيباً؛ جمع ثيابه عند نحره في الخصومة، ثم جرّه. (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 171)
7 تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم – عبد الله بن أبي عائشة ص: 5)
8 لم أجد له ترجمة.
9 في الرواة محمد بن محمد بن عبد الله المؤمل، أبو طاهر البزاز الأنباري، سكن بغداد، وحدث بها عن أبي بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وعن أحمد بن يحيى الدوسي الأنباري، وروى عنه الخطيب البغدادي، وقال عنه: "كان صدوقاً صالحاً ديناً"، ولد سنة ست وستين وثلاثمائة، ومات ببغداد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 3/ 237).
----------------------------

أنا أبو علي بن شاذان: نا أبوبكر محمد بن جعفر بن محمد ابن محمد الأَدَمي1 نا أحمد بن موسى الشطوي2 نا أحمد بن عبد الله ابن يونس3 نا أبو الأحوص4 عن مغيرة5 عن سماك6 قال: بلغ علياً أن ابن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر، فدعا به، ودعا بالسيف - أو قال: فهَمَّ بقتله - فكُلِّم فيه، فقال: لا يساكنني ببلد أنا فيه. قال: فسيره إلى المدائن"7.
----------------------------
1 محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة بن يزيد بن عبد الملك الأدمي القارئ، كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وأجهرهم بالقراءة، توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وقد اختلط بآخره (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 2/ 147-149).
2 أحمد بن موسى بن يزيد بن موسى، أبو جعفر البزاز، المقرئ، المعروف بالشطوي، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: "كتبت عنه مع أبي وهو صدوق"، ووثقه الدارقطني، وقال ابن المنادي: "كان صالحاً مقبولاً عند الحكام ومن أهل القرآن والحديث" مات سنة سبع وسبعين ومائتين (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 5/ 141).
3 تقدمت ترجمته.
4 سلام بن سليم، تقدمت ترجمته.
5 مغير بن مقسم الضبي، تقدمت ترجمته.
6 سماك تقدمت ترجمته.
7 ابن عساكر (تاريخ دمشق، جزء عبد الله بن سالم - عبد الله بن أبي عائشة ص: 7)
----------------------------

9- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري1 وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة2؛ قالا: أنا أبو الحسين بن مكي3 أنا أبو القاسم المُؤَمَّل بن أحمد بن محمد الشيباني4: نا يحيى بن محمد بن صاعد5 نا بُنْدَار6 نا محمد بن جعفر7 نا شعبة8 عن سلمة9 عن زيد بن وهب10 عن
----------------------------
1 كتب عنه الحسن بن أبي الحديد وقال: "كان حافظاً للقرآن مستوراً"، توفي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (ابن عساكر، تاريخ دمشق، خ 18/ 44-45).
2 عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس، أبو محمد السلمي الحداد، قال عنه الحافظ ابن عساكر: "كان ثقة مأموناً مستوراً" ت سنة ست وعشرين وخمسمائة (ابن عساكر، تاريخ دمشق، خ 10/ 426-427).
3 محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري، وثقه الكتاني وغيره، توفي سنة إحدى وستين وأربعمائة (الذهبي، العبر 2/ 312).
4 المؤمل بن أحمد بن محمد، أبو القاسم الشيباني البزاز، حدث عنه محمد بن مكي الأزدي، المصري، وثقه الخطيب البغدادي، ولد سنة وسبع وتسعين ومائتين، ومات بمصر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 13/ 183-184).
5 تقدمت ترجمته.
6 محمد بن بشار بن عثمان العبدي، أبو بكر، بُنْدَار، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين، وله بضع وثمانون سنة، ع (ابن حجر، التقريب 5754).
7 تقدمت ترجمته.
8 تقدمت ترجمته.
9 تقدمت ترجمته.
10 تقدمت ترجمته.
----------------------------

علي؛ قال: ما لي وما لهذا الحَمِيت الأسود؟ قال1: ونا يحيى بن محمد2 نا بندار3 نا محمد بن جعفر4 نا شعبة5 عن سلمة6؛ قال: سمعت أبا الزعراء يحدث عن علي - عليه السلام7-؛ قال: ما لي وما لهذا الحَمِيت الأسود؟"8.
10- قال ابن عساكر: أنبأنا أبوبكر محمد بن طرخان بن بُلْتَكِين بن بَحْكَم9 أنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق10؛ قال: قرئ على أبي القاسم عبيد الله بن علي بن عبيد الله الرقي11 نا أبو أحمد عبيد الله بن
----------------------------
1 أي أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني.
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 انظر (ص: ) فليس من الصواب تخصيص علي -رضي الله عنه- بهذه العبارة.
8 ابن عساكر، تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم - عبد الله بن أبي عائشة ص: 5)
9 أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن مبارز التركي، ثم البغدادي، المحدث النحوي، أحد الفضلاء، وكان فيه زهد وورع تام (الذهبي، العبر 2/ 401).
10 لم أجد له ترجمة.
11 عبيد الله بن علي بن عبد الله، أبو القاسم الرقي، سكن بغداد، كان أحد العلماء بالنحو والأدب، واللغة، عارفاً بالفرائض وقسمة المواريث، كتب عنه الخطيب البغدادي، وقال: "كان صدوقاً" ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ومات سنة خمسين وأربعمائة. (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 10/ 387-388).
----------------------------

محمد بن أبي مسلم1 أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد2 أخبرني الغطفاني3 عن رجاله، عن الصادق4 عن آبائه الطاهرين5عن جابر6.قال: لما بويع علي خطب الناس، فقام عبد الله بن سبأ، فقال له: أنت دابة الأرض. قال: فقال له: اتق الله، فقال له: أنت الملك، فقال له: اتق الله، فقال له: أنت خلقت الخلق، وبسطت الرزق، فأمر بقتله. فاجتمعت الرافضة؛ فقالت: دعه وانفه إلى ساباط المدائن، فإنك إن
----------------------------
1 عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ (الذهبي، المقتنى في سرد الكنى1/63)
2 لم أجد له ترجمة.
3 يبدو أنه مصحف من الشيباني: أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد، المعروف بثعلب، فهو شيخ أبي عمر الزاهد، ويشهد لذلك استئناف الخبر بـ: (قال ثعلب) (حاشية: 2، ص: 7، من تاريخ دمشق، جزء عبد الله بن سالم -عبد الله بن أبي عائشة).
4 جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام، من السادسة، مات ثمان وأربعين ومائة. بخ م 4 (ابن حجر، التقريب 950). روى عن جده لأمه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأبيه أبي جعفر محمد بن علي الباقر، قيل لأبي بكر بن أبي عياش: ما لك لم تسمع من جعفر بن محمد وقد أدركته؟ فقال: سألناه عما يتحدث به من الأحاديث، أشيء سمعته؟ قال: لا، ولكنها رواية رويناها عن آبائنا (المزي، تهذيب الكمال خ 1/ 199).
5 تقدمت ترجمة أبيه: أبي جعفر محمد بن علي.
6 جابر بن عبد الله بن حرام، الصحابي -رضي الله عنه-، تقدمت ترجمته.
----------------------------

قتلته بالمدينة خرجت أصحابه علينا وشيعته، فنفاه إلى ساباط المدائن فَثَمَّ القرامطة والرافضة.
قال ثم قامت إليه طائفة وهم السبأية، وكانوا أحد عشر رجلاً، فقال: ارجعوا، فإني علي بن أبي طالب، أبي مشهور وأمي مشهورة، وأنا ابن عم محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فقالوا: لا نرجع، دع داعيك، فاحرقهم بالنار، وقبورهم في الصحراء أحد عشر مشهورة، فقال من بقي ممن لم يكشف رأسه منهم: علمنا أنه إله؛ واحتجوا بقول ابن عباس لا يعذب بالنار إلا خالقها.
قال ثعلب: وقد عذب بالنار قبل علي، أبوبكر الصديق، شيخ الإسلام -رضي الله عنه- وذاك أنه رفع إليه رجل يقال له الفجاءة، وقالوا إنه شتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، فأخرجه إلى الصحراء فأحرقه بالنار.
قال: فقال ابن عباس: قد عذب أبوبكر بالنار فاعبدوه أيضاً"1.
إسناده ضعيف: لما فيه من مجاهيل.
----------------------------
1 ابن عساكر، تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم -عبد الله بن أبي عائشة ص: 7 -8).
----------------------------