منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله   الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 11:22 pm

الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله
المبحث الأول: صفة قتله -رضي الله عنه-.
استمر الحصار إلى صبيحة يوم الجمعة؛ الموافق للثاني عشر من شهر ذي الحجة من السنة الخامسة والثلاثين بعد الهجرة1.
وفي هذا الوقت كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يجلس في داره ومعه عدد كبير2 جداً3 من الصحابة -رضي الله عنهم- وغيرهم، يريدون الدفاع عنه وحمايته من اعتداء المحاصرين منهم:
----------------------------
1 سيأتي في المبحث التالي تحديد تاريخ قتله.
2 خليفة بن خياط، التاريخ (173)، من رواية عبد الله بن الزبير، بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [ 119].
3 خليفة بن خياط، التاريخ (173)، من طريق ابن سيرين عن سليط بن سليط، وسليط هذا لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [84].
وابن سعد، الطبقات (3/ 71)، من طريق ابن سيرين دون ذكر سليط، وبذلك يكون الإسناد منقطعاً لأن ابن سيرين لم يعاصر الحادثة، انظر الملحق الرواية رقم: [83].
وخليفة بن خياط، التاريخ (173) من رواية عبد الله بن الزبير، بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [11]. وابن أبي شيبة، المصنف (15/ 227) من رواية الحسن البصري، وفي إسناده أبو عبيدة، ضعفه غير واحد، فالخبر حسن لغيره، انظر الملحق الرواية رقم: [128].
----------------------------

الحسن بن علي1 وعبد الله بن عمر2 وعبد الله بن الزبير3 وعبد الله بن عامر بن ربيعة -رضي الله عنهم-4 ومحمد
----------------------------
1 ابن عبد البر، الاستيعاب (3/ 78 مع الإصابة) من رواية كنانة مولى صفية -رضي الله عنها- وخليفة بن خياط، التاريخ (175) بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [51].
وخليفة بن خياط، التاريخ (173) من طريق ابن سيرين عن سليط بن سليط، وسليط هذا لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [84].
وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (396) من رواية نافع، انظر الملحق الرواية رقم: [83].
2 سعيد بن منصور، السنن (2/ 336)، وابن سعد، الطبقات (3/ 70)، وابن أبي شيبة، المصنف (15/ 204)، وخليفة بن خياط، التاريخ (173)، وأبو عرب، المحن (69-70)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (402-403)؛ كلهم من طريق عبد الله بن عامر بن ربيعة، وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [38].
وابن سعد، الطبقات (3/ 71) من طريق ابن سيرين، دون ذكر سليط، وبذلك يكون الإسناد منقطعاً لأن ابن سيرين لم يدرك الحادثة، انظر الملحق الرواية رقم: [83].
وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (396) من رواية نافع، انظر الملحق الرواية رقم: [83].
وخليفة بن خياط، التاريخ (173)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (397-398) بإسناد حسن انظر الملحق الرواية رقم: [77].
3 ابن عبد البر، الاستيعاب (3/ 78 مع الإصابة)، وخليفة بن خياط، التاريخ (175)، من رواية كنانة مولى صفية -رضي الله عنها- بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [51].
وابن سعد، الطبقات (3/ 71) من طريق ابن سيرين دون ذكر سليط، وبذلك يكون الإسناد منقطعاً لأن ابن سيرين لم يعاصر الحادثة، انظر الملحق الرواية رقم: [83].
وابن سعد، الطبقات (3/70)، وابن أبي شيبة، المصنف، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (399-400) بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [117].
4 سعيد بن منصور، السنن (2/ 336)، وابن سعد، الطبقات (3/70)، وابن أبي شيبة، المصنف (15/ 204)، وخليفة بن خياط، التاريخ (173)، وأبو عرب، المحن (69-70)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (402-403)؛ كلهم من طريق عبد الله بن عامر بن ربيعة، وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [38].
----------------------------

بن حاطب، ومروان بن الحكم1، وكثير بن الصلت2، ونائلة بنت الفرافصة3،
----------------------------
1 ابن عبد البر، الاستيعاب (3/ 78 مع الإصابة)، وخليفة بن خياط، التاريخ (175)، من رواية كنانة مولى صفية -رضي الله عنها- بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [51].
وابن سعد، الطبقات (3/ 71) من طريق ابن سيرين دون ذكر سليط، وبذلك يكون الإسناد منقطعاً لأن ابن سيرين لم يعاصر الحادثة، انظر الملحق الرواية رقم: [83].
وابن سعد، الطبقات (3/ 70)، وابن أبي شيبة، المصنف، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (399-400) بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [117].
2 ابن سعد، الطبقات (3/ 75)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق163ب -ق164أ)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)؛ كلهم من طريق أبي علقمة عن كثير بن الصلت، وإسناده ضعيف لجهالة أبي علقمة، انظر الملحق الرواية رقم: [103].
وأبو عرب، المحن (67)، من طريق عوانة بن الحكم، قال: بلغنا أن كثير بن الصلت وهذا إسناد ضعيف، لإبهام شيخ عوانة، انظر الملحق الرواية رقم: [103].
والبزار، كشف الأستار (3/ 180-181)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ج3/ ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391)؛ كلهم من طريق عبد الملك بن عمير، عن كثير بن الصلت، وإسناده ضعيف، بإسماعيل بن إبراهيم، انظر الملحق الرواية رقم: [ 103]. وبمجموع هذه الطرق يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره.
3 ابن سعد، الطبقات (3/ 76)، وأبو عرب، المحن (44)، وأبو نعيم، حلية الأولياء (1/ 57)، والمحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 42)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (228) بإسناد صحيح إلى ابن سيرين، وابن سيرين لم يدرك قتل عثمان -رضي الله عنه-، انظر الملحق الرواية رقم: [90].
وابن سعد، الطبقات (3/ 76)، وأبونعيم، حلية الأولياء (1/ 57) بإسناد صحيح إلى أنس بن سيرين، وأنس لم يدرك قتل عثمان -رضي الله عنه-، انظر الملحق الرواية رقم: [91]
وأبوسعيد بن الأعرابي، كما في تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة عثمان (228) وأحال المحقق على معجم ابن الأعرابي (ق120أ)، من طريق أيوب السختياني عن نائلة، وفي الإسناد ضعف، لجهالة بكر بن فرقد، ولعدم تبين روايته عن النعمان بن بشير، وفي إسناده مجهول أيضاً، انظر الملحق الرواية رقم: [92]، والخطيب البغدادي، تلخيص المتشابه (1/ 96).
----------------------------

كنانة مولى صفية -رضي الله عنها-1 ورجال من بني عدي بن سراقة وابن مطيع2.
----------------------------
1 ابن عبد البر، الاستيعاب (3/ 78 مع الإصابة)، وخليفة بن خياط، التاريخ (175) من رواية كنانة مولى صفية -رضي الله عنها- بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [ 77].
وعلي بن الجعد، المسند (2/ 958-959)، وابن سعد، الطبقات (3/ 83-84) وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (417-418)، وإسناده حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [67-68].
2 سعيد بن منصور، السنن (2/ 339)، ابن سعد، الطبقات (3/70)، وابن أبي شيبة، المصنف (15/ 204)، وخليفة بن خياط، التاريخ (173)، وأبو عرب، المحن (69-70)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (402-403)؛ كلهم من طريق عبد الله بن عامر بن ربيعة، وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [38].
----------------------------

وكان عثمان -رضي الله عنه- يأمرهم بالخروج، وينهاهم عن الدفاع عنه، وهم مصرون على ذلك؛ كما تقدم.
وأخيراً استطاع أن يقنعهم، فخرجوا من الدار، وخُلِّي بينه، وبين المحاصرين1فلم يبق في الدار إلا عثمان وآله، وليس بينه وبين المحاصرين مدافع، ولا حامٍ من الناس، وفتح -رضي الله عنه- باب الدار2.
فترى هل سيهاب القوم من خليفتهم فيحجموا عن إيذائه، فتزول كل الأحقاد لهول الموقف، أو أنهم أناس صادقون في غيرتهم ضالون عن جادة الحق يرون أن قتله واجب ديني؟ فسيقتلونه محسنين قتلته، لنترك بيان ذلك إلى الروايات الصحيحة التي ستكشف لنا عن حقيقة القوم، وعن صفة دخولهم عليه وما فعلوه به.
لتحكي لنا أحداث تلك الساعة الحاسمة التي لم يمح ذكرها عبر العصور التي مضت منذ حدوثها إلى يومنا هذا، أي منذ ما يقارب الأربعة عشر قرناً.
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/70)، وابن أبي شيبة، المصنف، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (399-400)، من رواية عبد الله بن الزبير بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [ 117].
2 ابن سعد، الطبقات (3/ 70-75) وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (389-391) من رواية نافع مولى ابن عمر، ونافع لم يدرك عثمان -رضي الله عنه- انظر الملحق الرواية رقم: [38].
وخليفة، التاريخ (174) من رواية سعيد بن مولى أبي أسيد بإسناد صحيح أو حسن، وابن سعد، الطبقات (3/66) انظر الملحق الرواية رقم: [121].
----------------------------

بعد أن خرج من في الدار ممن كان يريد الدفاع عنه، نشر -رضي الله عنه- المصحف بين يديه، وأخذ يقرأ منه1.
وكان إذ ذاك صائماً2 فإذا برجل من المحاصرين -لم تسمه
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/70-75) و ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (389-391) من رواية نافع مولى ابن عمر، ونافع لم يدرك عثمان -رضي الله عنه- انظر الملحق الرواية رقم: [38].
وخليفة، التاريخ (174) من رواية سعيد بن مولى أبي أسيد بإسناد صحيح أو حسن، وابن سعد، الطبقات (3/66) انظر الملحق الرواية رقم: [121].
والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/383–384) من رواية أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري، بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [123].
وخليفة، التاريخ (174)، من رواية سعيد بن مولى أبي أسيد بإسناد صحيح أو حسن، وابن سعد، الطبقات (3/ 66)، انظر الملحق الرواية رقم: [121]، وخليفة بن خياط، التاريخ (171)، من رواية أم أم يوسف بنت ماهك، وإسناده: ضعيف لجهالة أم يوسف وأمها، ولكن تشهد له رواية سعيد، انظر الملحق الرواية رقم: [146].
2 البزار، كشف الأستار (3/181)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق 164أ)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ق257ب)، وأبو نعيم، كما في تاريخ دمشق، لابن عساكر، ترجمة عثمان (391)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، من رواية نافع عن ابن عمر --رضي الله عنهما-- بإسناد فيه أبوحعفر الرازي، وهو صدوق سيء الحفظ، انظر الملحق الرواية رقم: [ 96].
وابن سعد، الطبقات (3/75)، وعبد الله بن أحمد، مسند أحمد (2/ 7)، بتحقيق: أحمد شاكر، من رواية نائلة بنت الفرافصة بإسناد فيه أم هلال، وهي مجهولة، وزياد ابن عبدالله لم أجد له توثيقاً، انظر الملحق الرواية رقم: [ 99].
والخطيب البغدادي، تلخيص المتشابه (1/ 96)، من رواية نائلة أيضاً وفي إسناده مجاهيل، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391-392، 394)، والمحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 67) من رواية عبد الله بن سلام، بإسناد فيه فرج بن فضالة وهو ضعيف، وقد تكون في الإسناد علة أخرى فالله أعلم.
----------------------------

الروايات- يدخل عليه، فلما رآه عثمان -رضي الله عنه- قال له: "بيني وبينك كتاب الله"1 فخرج الرجل، وتركه2 وما إن ولّى حتى دخل آخر، وهو رجل من بني سدوس، يقال له: الموت الأسود؛ فخنقه وخنقه قبل أن يضرب بالسيف، فقال: والله "ما رأيت شيئاً ألين من خنّاقه، لقد رأيت خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده3.
ثم أهوى إليه بالسيف، فاتقاه عثمان -رضي الله عنه- بيده، فقطعها، وشك الراوي أبانها أو لم يبنها.
فقال عثمان: أما والله إنها لأول كف خطت المفصَّل4 وذلك أنه كان من كتبة الوحي، وهو أول من كتب
----------------------------
1 خليفة بن خياط، التاريخ (174)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 383-384)، من رواية أبي سعيد مولى أبي أسيد بإسناد صحيح، انظر الملحق الروايتين رقم: [121]، [123].
2 خليفة بن خياط، التاريخ (174)، من رواية أبي سعيد مولى أبي أسيد بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [121].
3 خليفة بن خياط، التاريخ (174-175)، من رواية أبي سعيد، بإسناد صحيح أو حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [52].
4 خليفة بن خياط، التاريخ (174)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 383-384)، من رواية أبي سعيد بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [121].
----------------------------

المصحف من إملاء من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقُتل -رضي الله عنه- والمصحف بين يديه1.
وعلى أثر قطع اليد، انتضح الدم على المصحف الذي كان بين يديه يقرأ منه، وسقط على قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 2.
----------------------------
1 عبد الله بن أحمد، مسند أحمد (1/388-389) بتحقيق أحمد شاكر، ومن طريقه ابن الأثير، أسد الغابة (3/490)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (393)، انظر الملحق الرواية رقم: [98].
وأبو يعلى، المقصد العلي (ق164أ)، وأبو عرب، المحن (64)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 67-68)، والهيثمي، مجمع الزوائد (7/ 232)، انظر الملحق الرواية رقم: [98].
وصحح إسناده أحمد شاكر، وفيه مسلم أبو سعيد، لم يوثقه غير ابن حبان، ويشهد لهذه الفقرة ما تقدم من أنه ضُرب والمصحف بين يديه، في ما رواه خليفة بن خياط، التاريخ (174)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 83-84) من رواية أبي سعيد بإسناد صحيح.
2 خليفة بن خياط، التاريخ (175)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (420)، من رواية عبد الله بن شقيق وقد عاصر الحادثة، وفي هذه الرواية أن أبا حريث رأى هذا الدم على المصحف، والإسناد صحيح إليه، انظر الملحق الرواية رقم: [134].
وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان ( 419) من رواية أبي سعيد مولى أبي أسيد، بإسناد فيه من لم يُوثق، انظر الملحق الرواية رقم: [135]، ومن رواية معاذ بن معاذ (ص: 420) وفيه أنه رأى في مصحف عثمان أثر الدم على هذه الآية، انظر الملحق الرواية رقم: [136].
وقال خليفة بن خياط، التاريخ (175): "وفي رواية غير أبي سعيد..." وذكر معناه، انظر الملحق الرواية رقم: [137]، وبمحموع هذه الطرق يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره.
----------------------------

وفي رواية: إن أول من ضربه رجل يسمى رومان اليماني، ضربه بصولجان1 ولما دخلوا عليه ليقتلوه أنشد قائلاً:
أرى الموت لا يبقي عزيزاً ولم يدع ... لعاد ملاذاً في البلاد ومرتقى
وقال أيضاً:
يبيت أهل الحصن والحصن مغلق ... ويأتي الجبال في شماريخها2العلى3
ولمَّا أحاطوا به قالت امرأته نائلة بنت الفرافصة: "إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن"4.
----------------------------
1 خليفة بن خياط، التاريخ (175)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان، بإسناد صحيح إلى عبد الله بن شقيق وهو معاصر للأحداث، انظر الملحق الرواية رقم: [59]؛ والصولجان هو: العود المعوج، أو المحجن، الفيروزآبادي، القاموس المحيط (1/204) وابن منظور، لسان العرب (2/ 310).
2 أي: رؤوسها (ابن منظور، لسان العرب 3/31).
3 ابن أبي الدنيا، المحتضرين (ق12أ) (كما في حاشية تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 407)، من رواية مسلم بن بانك، بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [53].
4 ابن سعد، الطبقات (3/ 76)، وأبو عرب، المحن (44)، وأبو نعيم في الحلية (1/57)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (228)، والمحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 42)، من رواية محمد بن سيرين، والإسناد إليه صحيح، إلا أنه لم يعاصر الحادثة، انظر الملحق الرواية رقم: [90].
وابن سعد أيضاً، الطبقات (3/ 76)، وأبو نعيم، الحلية (1/57)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (227-228) من رواية أنس بن سيرن والإسناد إليه صحيح، إلا أنه لم يدرك الحادثة، انظر الملحق الرواية رقم: [90].
وأبو سعيد بن الأعرابي، المعجم (ق120أ)، كما في حاشية ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (228)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (228)، من رواية أيوب السختياني، وفيه بكر بن فرقد وهو مجهول، كما لم تتبين روايته عن شيخه عبدالوهاب أهي قبل اختلاطه (أي عبد الوهاب) أم بعده؟ انظر الملحق الرواية رقم: [92].
وبمجموع هذه الطرق يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره.
----------------------------

ولما فرغ قاتله -الرجل الأسود- من قتله رفع يده أو بسطها في الدار وهو يقول: "أنا قاتل نعثل"1.
وكانت قتلته وحشية، حتى إن أبا هريرة -رضي الله عنه- كان كلما ذكر ما صُنع بعثمان -رضي الله عنه- بكى حتى ينتحب يقول: هاه هاه2.
وفي ذلك يقول سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل -رضي الله عنه-: لو أن أحداً ارفضّ3 للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقاً أن يرفضّ4.
----------------------------
1 علي بن الجعد، المسند (2/ 958-959)، وابن سعد، الطبقات (3/ 83-84) وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (417-418)، من رواية كنانة مولى صفية -رضي الله عنها- بإسناد حسن، انظر الملحق الروايتين رقم: [67-68].
2 ابن سعد، الطبقات (3/ 81)، وسعيد بن منصور، السنن (2/ 335)، من رواية أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [158].
3 ارفض: أي زال من مكانه، فتح الباري (7/176) ولم أجد هذه اللفظة في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، ولا في مختار الصحاح.
4 البخاري، الجامع الصحيح (فتح الباري: 7/ 176، 178، 12/ 315)، وابن سعد، الطبقات (3/79)، وابن أبي شيبة، المصنف (15/205)، وخليفة بن خياط، التاريخ (176-177)، وأحمد بن حنبل، فضائل الصحابة (1/278)، والطبراني، المعجم الكبير (1/84)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان(485-486) من رواية قيس بن أبي حازم، عن سعيد -رضي الله عنه-، انظر الملحق الرواية رقم: [33].
----------------------------



الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله   الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 11:28 pm

المبحث الثاني: تاريخ قتله
إن في تحديد السنة التي قتل فيها عثمان -رضي الله عنه- شبه إجماع من المؤرخين، فلم يقع خلاف في أنه كان في السنة الخامسة بعد الثلاثين من الهجرة، إلا ما رُوي عن مصعب بن عبد الله: أنه كان في السنة السادسة والثلاثين1وهو قول شاذ مخالف للإجماع.
فممن قال بالقول الأول جمع غفير منهم:
عبد الله بن عمرو بن عثمان ت 96هـ2.
وعامر بن شراحيل الشعبي ت بعد المائة من الهجرة3.
ونافع مولى ابن عمر ت 117هـ4.
وقتادة بن دعامة السدوسي توفي سنة بضع وعشرة ومائة5.
ومخرمة بن سليمان الوالبي ت 130هـ6.
وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب المتوفى بعد سنة
----------------------------
1 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 415).
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (528).
3 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 416).
4 المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 73)، وابن الأثير، أسد الغابة (3/ 489).
5 أبو عرب، المحن (66).
6 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/417).
----------------------------

140هـ1.
ومحمد بن إسحاق ت 150هـ2.
وأبو معشر ت 170هـ3.
ويزيد بن عبيدة4.
وسيف بن عمر التميمي، المتوفى في حدود 170هـ5.
والليث بن سعد ت 175هـ6.
وهشام بن الكلبي ت 204هـ7.
ومحمد بن عمر الواقدي ت 207هـ8.
----------------------------
1 أحمد، المسند (2/ 11) بتحقيق أحمد شاكر، وضعفه، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/416)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (526، 528-529، 531)، وابن الأثير، أسد الغابة (3/489).
2 البخاري، التاريخ الصغير (1/84)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (530-531).
3 أحمد، المسند (2/10بتحقيق أحمد شاكر)، وضعّفه، وخليفة بن خياط، التاريخ (176)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/416)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (204، 209-230).
4 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (529).
5 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/416).
6 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (531).
7 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/417).
8 ابن قتيبة، المعارف (197).
----------------------------

ويعقوب بن إبراهيم الزهري ت 208هـ.
وأبو نعيم الفضل بن دكين ت 218هـ.
وأبو عمر الضرير ت 220هـ.
وخليفة بن خياط ت 240هـ.
وعمرو بن علي ت 249هـ.
والزبير بن بكار ت 256هـ.
ويعقوب بن سفيان الفسوي ت 277هـ.

تحديد الشهر:
ولا خلاف أيضاً عند المؤرخين في تحديد الشهر الذي قتل فيه -رضي الله عنه-، وأنه ذو الحجة8 إلا أنه اختلف في تحديد ما بعد ذلك من اليوم والساعة وغير ذلك.
----------------------------
1 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (201).
2 المصدر السابق (531).
3 المصدر السابق (530).
4 التاريخ (176).
5 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (531).
6 المصدر نفسه (532).
7 المصدر نفسه (530).
8 نقل الطبري الإجماع على ذلك في: تاريخ الأمم والملوك (4/ 415)، ونقل ابن قتيبة عن الواقدي أنه لا خلاف في ذلك (ابن قتيبة، المعارف ص: 197).
----------------------------

تحديد اليوم من الشهر:
اختلف في ذلك على ثمانية أقوال، محصورة فيما بين الثامن والثامن والعشرين من ذي الحجة، وفيما يلي تفصيل هذه الأقوال:
القول الأول: قال الواقدي: لثمان ليال خلت من ذي الحجة أي: (يوم التروية) 8/ 12/35هـ1.
القول الثاني: روي عن عبد الله بن عمرو، وذكره خليفة بن خياط بصيغة التمريض أنه كان يوم النحر؛ أي: (يوم عيد الأضحى)2 10/12/35هـ.
القول الثالث: صح عن أبي عثمان النهدي3 وقال به عمرو بن علي4 ويعقوب الفسوي5 وحكاه الزهري6 بصيغة: "فزعم بعض الناس" أنه كان في أوسط أيام التشريق؛ وهو اليوم الثاني عشر من أيام ذي الحجة؛ 12/ 12/35هـ.
----------------------------
1 ابن قتيبة، المعارف (ص: 197).
2 التاريخ (177).
3 ابن أبي شيبة، المصنف (15/230)، وابن سعد، الطبقات (3/79)، وخليفة بن خياط، التاريخ (176)، وأحمد في المسند تحقيق أحمد شاكر (2/10 وصححه)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (526)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/489)، والمحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 73).
4 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (531).
5 المصدر نفسه (532).
6 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 417).
----------------------------

القول الرابع: روي عن الليث بن سعد1 أنه كان مصدر الحاج؛ وهو اليوم الرابع من أيام النحر2؛ أي 13/ 12/ 35هـ.
القول الخامس: قال أبو نعيم الفضل بن دكين3 بأنه كان لست عشرة بقين من ذي الحجة؛ 13 - 14/ 12/ 35هـ.
القول السادس: قال أيضاً بهذا القول4 أنه كان لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، 17/ 12/ 35هـ.
القول السابع: أنه كان لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة؛ 18/12/35هـ قال به: نافع مولى ابن عمر5 والشعبي6 ومخرمة بن سليمان الوالبي7 ومحمد بن إسحاق8
----------------------------
1 المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 73)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (531).
2 الفيروز آبادي، القاموس المحيط (2/70)، وابن منظور، لسان العرب (4/449).
3 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (531).
4 خليفة بن خياط، التاريخ (176)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/489).
5 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/416).
6 المصدر السابق (4/417).
7 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (530).
8 أحمد، المسند (تحقيق أحمد شاكر 2/10 وضعفه).
----------------------------

وأبو معشر1 وسيف بن عمر التميمي عن شيوخه2 وإبراهيم بن سعد الزهري3 وهشام بن الكلبي4 ومصعب بن عبد الله الزبيري، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري5 وعزاه الطبري إلى الجمهور6 وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة7.
القول الثامن: ذكر ابن الأثير8 بصيغة التمريض أنه كان لليلتين بقيتا من ذي الحجة 27- 28/12/35هـ.
الترجيح: والذي ترجح لديَّ من هذه الأقوال؛ القول الثالث الذي فيه أنه
----------------------------
1 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/416).
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (201).
3 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/417).
4 المصدر السابق (4/ 415).
5 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (201).
6 تاريخ الأمم والملوك (4/415).
7 الرياض النضرة (3/ 73).
8 أسد الغابة (3/ 489).
----------------------------

استشهد في أوسط أيام التشريق (12/12/35هـ) لصحة نقله عن أبي عثمان النهدي، المعاصر للحادثة.
وما سواه من أقوال لم يصح إسناد شيء منها، وكل ما جاء به من أسانيد فهي ضعيفة، وبعض منها صدر ممن لم يعاصر الحادثة.

تحديد اليوم من أيام الأسبوع:
أما عن تحديد اليوم الذي قتل فيه من أيام الأسبوع ففيه ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه يوم الجمعة، وقال به كل من:
نافع مولى ابن عمر1 ومخرمة بن سليمان الوالبي2 وأبومعشر3 وهشام بن الكلبي4 ومحمد بن عمر الواقدي5ومصعب بن عبد الله الزبيري6 وخليفة بن خياط العصفري7 وأبو سليمان بن زبر8.
القول الثاني: أنه كان يوم الاثنين، رُوي عن ابن إسحاق9 كما
----------------------------
1 خليفة بن خياط، التاريخ (176)، وابن الأثير، أسد الغابة (3/ 489).
2 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 417).
3 أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 2/ 10 وضعفه ).
4 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/417).
5 ابن قتيبة، المعارف (197)، وابن الأثير، أسد الغابة (3/ 489).
6 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/415).
7 التاريخ (176).
8 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (533).
9 المصدر السابق (529-530).
----------------------------

روي عنه أيضاً القول الآتي.
القول الثالث: أنه كان يوم الأربعاء، رواه ابن إسحاق1.
الترجيح: والذي ترجح لديَّ من هذه الأقوال الثلاثة، قول الجمهور، وهو يوم الجمعة؛ لأنه قول الجمهور ولم يخالفه قول أقوى منه، كما أنه يوافق الحساب الفلكي فإنه ينتج أن اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة من السنة الخامسة والثلاثين يوافق يوم الجمعة2.
وهذا يقوي أن وفاته كانت في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة.

تحديد وقت قتله من اليوم:
وفي تحديد وقت قتله من اليوم قولان هما:
القول الأول: أنه كان في صبيحة، أو ضحوة اليوم، قال به الشعبي3 ومخرمة بن سليمان الوالبي4 وابن إسحاق5 وهشام بن الكلبي6 والفسوي7 وحكاه الطبري عن غيرهم بلفظ "آخرون"8 وقال
----------------------------
1 المصدر السابق (533)
2 انظر برنامج التقويم المدمج في منسق الكلمات صخر.
3 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/416).
4 المصدر نفسه (4/ 417).
5 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (530).
6 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/417).
7 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (533).
8 تاريخ الأمم والملوك (4/416).
----------------------------

بعضهم: في ضحوته 1.
القول الثاني: أنه كان في عصر اليوم، قال به أبو سليمان بن زبر2.
الترجيح: ويترجح عندي من هذين القولين أنه كان في صبيحة اليوم، لقول الجمهور به، ولم يخالف بأقوى منه.
----------------------------
1 روى ذلك ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (533)؛ عن أبي سليمان بن زبر، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/415)، عن أبي يعقوب زيد.
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (533).
----------------------------



الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله   الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 11:34 pm

المبحث الثالث: سنُّه عند استشهاده
لم أقف على رواية صحيحة الإسناد تحدد سن عثمان -رضي الله عنه- عند استشهاده، وكل ما وقفت عليه في ذلك أقوال متضاربة مختلفة.
والخلاف في ذلك قديم، حتى إن الطبري -رحمه الله- يقول: "اختلف السلف قبلنا في قدر مدة حياته"1.
وبعد جمع الأقوال في ذلك نتج لديّ خمسة عشر قولاً، وهي كالتالي مرتبة على الأقل فما فوقه:
القول الأول: أن سنه كانت ثلاثاً وستين سنة [63]، رواه سيف ابن عمر التميمي عن شيوخه2.
القول الثاني: نيف وسبعون، قال به أبو إسحاق السبيعي3.
القول الثالث: خمس وسبعون[75]، قال به هشام بن محمد بن السائب الكلبي4وحكاه محمد بن إسحاق5 والبخاري عن بعضهم6.
----------------------------
1 تاريخ الأمم والملوك (4/417).
2 المصدر نفسه (4/ 418).
3 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (534).
4 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/418).
5 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (530).
6 التاريخ الصغير (1/ 84).
----------------------------

القول الرابع: ثمانون سنة [80] حكاه ابن إسحاق1 عن بعضهم.
القول الخامس: نيف وثمانون، قال به محمد بن يعلى2.
القول السادس: أنه جاوز الثمانين، قال به أبو زرعة3.
القول السابع: بين الثمانين والتسعين[80-90]قال به الزهري 4.
القول الثامن: إحدى وثمانون سنة [81]، قال به كل من: عثمان وأبوبكر ابنا أبي شيبة5 وأبو سليمان بن زبر6.
القول التاسع: اثنتان وثمانون سنة [82]، وقال به الجمهور، فقد قال به: أبوالمقدام، ومحمد بن عبد الله المخزومي7 وزيد8 وأبوعمرو الضرير9 وعبد الله بن عمرو الأموي10 ويحيى بن بكير11 والزبير بن
----------------------------
1 البخاري، التاريخ الصغير (1/ 84)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (535-536)، والمحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 75-76).
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (534).
3 التاريخ الصغير (1/596) وعنه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (535).
4 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (534).
5 المصدر نفسه (531).
6 المصدر نفسه (533-534).
7 خليفة بن خياط، التاريخ (177)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (535).
8 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 415).
9 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (531).
10 ابن سعد، الطبقات (3/77)؛ من طريق الواقدي.
11 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (535).

----------------------------
بكار1 ومحمد بن عمر الواقدي، وادعى الإجماع عليه فقال: "لا خلاف عندهم أنه قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة"2 وقدّم الطبري هذا القول على غيره3 وجزم به ابن الأثير4.
القول العاشر: اثنتان وثمانون وأشهر [82 وأشهر]، رواه الواقدي عن صالح بن كيسان5.
القول الحادي عشر: ست وثمانون سنة [86]، قال به قتادة6.
القول الثاني عشر: ثمان وثمانون، أو تسع وثمانون سنة [88أو89] جاء عن قتادة7على الشك هكذا.
القول الثالث عشر: ثمان وثمانون أو تسعون [88أو90]، جاء عن قتادة8 أيضاً على الشك.
----------------------------
1 المصدر نفسه (532).
2 المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 76).
3 تاريخ الأمم والملوك (4/417)
4 أسد الغابة (3/491).
5 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/418).
6 خليفة بن خياط، التاريخ (177)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/418)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (535)، والمحب الطبري، الرياض النضرة (3/76)، وابن الأثير، أسد الغابة (3/491).
7 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (535).
8 أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 2/10-11)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/418).
----------------------------

القول الرابع عشر: تسعون سنة [90]، حكاه ابن الأثير1 بصيغة التمريض (قُيل).
القول الخامس عشر: ثلاث وتسعون سنة [93]، قال به ابن إسحاق2.
الترجيح:
والذي ترجح لدي من هذه الأقوال؛ القول التاسع، الذي يذهب إلى أن سنه عند استشهاده كانت اثنتين وثمانين سنة، وما يدخل فيه من الأقوال الأخرى لأسباب ثلاثة:
الأول: أنه ولد في السنة السادسة بعد عام الفيل3 واستشهد في السنة الخامسة والثلاثين بعد الهجرة4فمقارنة سنة ولادته مع سنة استشهاده تؤيد هذا القول5.
الثاني: أن أربعة أقوال من الأقوال الخمسة عشر تدخل في هذا
----------------------------
1 أسد الغابة (3/491).
2 أبو عرب، المحن (82).
3 ابن عبد البر، الاستيعاب (3/ 70) مع الإصابة.
4 كما تقدم في المبحث المتعلق بتحديد تاريخ قتله.
5 وذلك أن الهجرة كانت سنة 53 من عام الفيل، فبعد إضافة هذا العدد إلى سنة قتله بالهجرية (35) ينتج لدينا أن سنة قتله هي: 88 من عام الفيل (53+35=88) ولما كانت سنة ولادته هي: السادس من عام الفيل، فبإنقاص ست سنين من الثمانية والثمانين (88-6=82) تكون هذه النتيجة.
----------------------------

القول ولا تعارضه، وهذا لا يتفق مع أي قول من الأقوال الأخرى.
الثالث: أنه قول الجمهور، ولم يخالفه قول أقوى منه.



الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله   الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 11:39 pm

المبحث الرابع: قاتله
لقد اتّهم في مباشرة قتل عثمان -رضي الله عنه- عدة أشخاص، جاء ذلك في روايات كثيرة، منها المقبول، وأكثرها ضعيف مردود.
وفي الروايات الصحيحة أنه رجل أسود من أهل مصر1 ولكنها تختلف في تعيينه، ففي رواية منها أنه كان يقال له: حمار2 وفي رواية ثانية: جبلة3 وفي ثالثة: جبلة بن الأيهم4.
ومصدر هذه الروايات الثلاث واحد، وهو كنانة5 مولى صفية -رضي الله عنها-، اختلف فيها عليه، فروى عنه محمد بن طلحة بن مصرف الرواية الأولى، والثالثة، وروى عنه زهير بن معاوية الرواية الثانية.
----------------------------
1 خليفة بن خياط، التاريخ (176)؛ من رواية الحسن البصري، وابن أبي شيبة، المصنف (15/206)؛ من رواية جندب الخير، بإسناد حسن لغيره، انظر الملحق الرواية رقم: [114].
وابن سعد، الطبقات (3/ 83-84)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (417-418)؛ من رواية كنانة بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [67]، وعلي ابن الجعد، السنن (2/ 958-959)، بإسناد حسن.
2 خليفة بن خياط، التاريخ (175).
3 البخاري، التاريخ الكبير (7/ 237).
4 أسد بن موسى كما في الاستيعاب (3/ 349) مع الإصابة.
5 انظر الملحق الرواية رقم: [40].
----------------------------

وزهير ثقة حافظ1 أما محمد فصدوق له أوهام2 فرواية زهير هذه محفوظة، فتصبح رواية محمد -الأولى- شاذة لمخالفتها لرواية أوثق منها.
ويحتمل أن لفظة حمار مصحفة من جبلة، لتشابه الرسمين في طريقة الأقدمين في الكتابة، حيث إنّهم كثيراً ما يُغفلون النقط.
أما روايته الثالثة، فلا يعمم الحكم عليها من حيث دخول الوهم عليها وعدمه، لأنه وافق زهيراً في بعضها وزاد اسم الأب.
وزيادة الثقة مقبولة، إلا أن ما في محمد من وهم، وخفة في الضبط يخرجه من عداد من تقبل زيادتهم، خاصة وأن ما أدت إليه زيادته مردود من وجوه، فإن زيادته تجعل القاتل هو جبلة بن الأيهم، ولا يعرف بهذا الاسم إلا الغساني، ملك الغساسنة، وهو من أهل الشام3 بينما أجمعت الروايات الثلاث على أن القاتل من أهل مصر.
كما أن زيادته هذه تدل على أن جبلة؛ اسم للقاتل، بينما يفهم من الروايات الثلاث أنه ليس اسماً إنما هو لقب، لقب به لسواد بشرته، يفهم هذا من قول كنانة: "رجل من أهل مصر يقال له جبلة... أي الرجل
----------------------------
1 انظر ترجمته في الملحق الرواية رقم: [40].
2 انظر ترجمته في الملحق الرواية رقم: [18].
3 له ترجمة في سير أعلام النبلاء، للذهبي (3/378)، وجمهرة أنساب العرب (372) والبداية والناهية لابن كثير (8/65)، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني (15/157)، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور (5/368).
----------------------------

الأسود"1.
وإذا تذكرنا أن الرجل الذي دخل على عثمان -رضي الله عنه- وخنقه أسود أيضاً، وأن الراوي قال: "خنقه ثم خنقه قبل أن يضرب بالسيف"2 دلنا ذلك على أن هذا الرجل هو القاتل الذي يُقال له: جبلة؛ لأنه أسود البشرة، ولأن في قول الراوي: "قبل أن يضرب بالسيف" دليلاً على أنه ضرب بالسيف.
فإذا صح هذا الربط، فإنه يبين لنا نسبة هذا القاتل، حيث إن الراوي أوضح عن نسبته وأنه من بني سدوس3.
ويزيد ذلك في توهم زيادة (الأيهم)؛ لأن جبلة بن الأيهم الغساني من الغساسنة4 وهذا القاتل من بني سدوس.

والخلاصة:
أن قاتل عثمان -رضي الله عنه- رجل مصري، لم تفصح الروايات عن اسمه، وبينت أنه سدوسي الأصل، أسود البشرة، لقب بـ(جِبْلة) لسواد بشرته كما لقب أيضاً ب(الموت الأسود)، ولم أقف
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/ 83-84)، من رواية كنانة مولى صفية -رضي الله عنها- بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [67].
2 خليفة بن خياط، التاريخ (174)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 383)، بإسناد صحيح إلى أبي سعيد مولى أبي أسيد؛ وهو مختلف في صحبته، انظر الملحق الرواية رقم: [121].
3 انظر التعريف ببني سدوس في الملحق الرواية رقم: [52].
4 انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي (3/532).
----------------------------

على ترجمة تتصف بهذه الصفات.
وذهب محب الدين الخطيب إلى أن القاتل: هو عبد الله بن سبأ حيث قال: "ومن الثابت أن ابن سبأ كان مع ثوار مصر عند مجيئهم من الفسطاط إلى المدينة، وهو في كل الأدوار التي مثلها كان شديد الحرص على أن يعمل من وراء ستار، فلعل (الموت الأسود) اسم مستعار له أراد أن يرمز به إليه، ليتمكن من مواصلة دسائسه لهدم الإسلام"1.
وقد يشهد لما ذهب إليه: أن ابن سبأ أسود البشرة؛ فقد صح عن علي -رضي الله عنه- أنه وصفه بالخبث، وسواد البشرة، وذلك في قوله عنه: "الخبيث الأسود"2.
وأنه يعتبر من أهل مصر لتغلغل أفكاره في بعض أهلها، ولمكثه فيها آخر أمره، ولقدومه مع أهلها3.
وأن اللقبين اللذين وردا للقاتل يلتقيان مع لقبه المشهور (ابن السوداء)، فإن الألقاب الثلاثة تشتمل على لون بشرته وهو السواد.
وأن اللقب الذي لقب به القاتل (جبلة) اسم لرجل يهودي يمني4 ورُوي أن ابن سبأ من يهود اليمن5.
----------------------------
1 العواصم من القواصم، الحاشية (201، ص: 141).
2 رواه أبو إسحاق الفزاري، كما في لسان الميزان (3/290) من رواية سويد بن غفلة، بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [390] وما بعدها.
3 العواصم من القواصم، الحاشية (201، ص: 141).
4 ذكر ياقوت: أن جبلة اسم لرجل يهودي يمني كان يبيع الفَخَّار(معجم البلدان 2/107)
5 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 340-341)؛ من طريق سيف بن عمر التميمي: أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً من أهل صنعاء، أمه سوداء...، وإسناده ضعيف، انظر الملحق الرواية رقم: [305].
----------------------------

ولا صحة لاتهام كنانة بن بشر التجيبي الكندي1 ورجل بن بني عبد الدار يسمى نهران الأصبحي2 وأبي عمرو بن بديل الخزاعي3 وسودان بن رومان المرادي4 ورجل من بني أسد بن خزيمة يسمى رومان5 وسودان بن حمران6 ومحمد بن أبي بكر الصديق7 وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-8 بقتل عثمان -رضي الله عنه-.
فكل ذلك رُوي بأسانيد ضعيفة، بينت عللها في قسم دراسة الأسانيد، كما أن متونها شاذة؛ لمخالفتها للرواية الصحيحة التي تبين أن القاتل هو رجل مصري يقال له: جبلة؛ لسواد بشرته.
----------------------------
1 انظر الملحق الروايتين رقم: [137]، [220].
2 انظر الملحق الرواية رقم: [213].
3 انظر الملحق الرواية رقم: [218].
4 انظر الملحق الرواية رقم: [202].
5 انظر الملحق الرواية رقم: [234].
6 انظر الملحق الرواية رقم: [215].
7 انظر الملحق الروايات: [122]، [123]، [124]،[147]، [210]، [215]، [227].
8 الملحق الرواية رقم: [46].
----------------------------

وأما ما يتعلق بتهمة محمد بن أبي بكر1 فإنه يضاف إلى ما تقدم أنه قد وردت رواية صحيحة الإسناد تبرئه من هذه التهمة، وتكشف عن سبب اتهامه بها؛ يرويها لنا شاهد عيان، -حضر يوم الدار ورأى القاتل- وهو كنانة مولى صفية -رضي الله عنها- فقد سأله محمد بن طلحة؛ هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه -أي عثمان- فقال: معاذ الله، دخل عليه فقال له عثمان: يا ابن أخي لست بصاحبي، وكلمه بكلام فخرج ولم يند بشيء من دمه2.
وفي رواية صحيحة أخرى أن كنانة قال: لم يند محمد بن أبي بكر من دم عثمان بشيء، فقال له محمد بن طلحة: فلم قيل إنه قتله؟ قال: معاذ الله أن يكون قتله، إنما دخل عليه فقال له عثمان.."3.
وبهاتين الروايتين الصحيحتين تظهر لنا براءة محمد بن أبي بكر الصديق من دم عثمان، براءة الذئب من دم يوسف، كما تبين أن سبب تهمته هو دخوله عليه قبل القتل.
----------------------------
1 محمد بن أبي بكر الصديق، أبو القاسم، له رؤية، وقتل سنة ثمان وثلاثين، وكان عليٌّ يثني عليه. س ق ابن حجر (التقريب/5764)، وذكره الحافظ في القسم الثاني من الإصابة، وهم الذين ولدوا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- (الإصابة 3/ 472).
2 رواها أسد بن موسى (كما في الاستيعاب لابن عبد البر 3/349 مع الإصابة)، بإسناد حسن إلى كنانة مولى صفية -رضي الله عنها-.
3 رواها خليفة بن خياط، التاريخ (174)، من رواية الحسن البصري، بإسناد صحيح إلى الحسن البصري، انظر الملحق الرواية رقم: [122].
----------------------------

وقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- أنه لما كلمه عثمان -رضي الله عنه- استحيى، ورجع، وتندم، وغطى وجهه وحاجز دونه فلم تفد محاجزته1.
----------------------------
1 البداية والنهاية (7/ 193-194).
----------------------------



الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله   الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 11:42 pm

المبحث الخامس: جنازته والصلاة عليه ودفنه
لم يصح مما ورد في الصلاة على عثمان -رضي الله عنه-، وجنازته، ودفنه إلا نتف من روايات ضعيفة، قوّى بعضها بعضاً، فمما تقوى أنه صُلِّي عليه1 وأن مالك بن أبي عامر كان ممن حمل نعشه، وسار في
----------------------------
1 أبو زرعة، التاريخ (187)، بإسناد منقطع أو معضل، انظر الملحق الرواية رقم: [204]، وابن سعد من ثلاث طرق:
الأولى: (الطبقات 3/78-79)، وإسنادها منقطع وضعيف جداً بالواقدي، انظر الملحق الرواية رقم: [349].
والثانية: (الطبقات 3/79)، وإسنادها ضعيف جداً بأبي مالك النخعي، انظر الملحق الرواية رقم: [249].
والثالثة: (الطبقات 3/78)، وإسنادها ضعيف جداً بالواقدي وبموسى بن محمد التميمي؛ فإن الواقدي متروك، وموسى منكر الحديث، انظر الملحق الرواية رقم: [382].
وروى ذلك أيضاً الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/413)، بإسناد ضعيف جداً بالواقدي، ومنقطع، ورواه أيضاً ابن عساكر عن ابن إسحاق، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (533)، وذكر ذلك خليفة بن خياط، التاريخ (177)، انظر الملحق الرواية رقم: [ 338]، والطبراني، المعجم الكبير (1/78-79)، بإسناد ضعيف.
وأحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 2/11) بإسناد صحيح إلى قتادة، وقتادة لم يدرك عثمان -رضي الله عنه-، انظر الملحق الرواية رقم: [206].
وابن سعد، الطبقات (3/79)، ورجاله رجال الشيخين إلا الربيع بن مالك بن أبي عامر، فلم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [183].
وذكر ذلك الزبير بن بكار (ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 532).
والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 415)، من طريق سيف بن عمر، انظر الملحق الرواية رقم: [320].
وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (542)، وذكره خليفة بن خياط دون إسناد بلفظ "ويقال" (التاريخ 177)، وابن عساكر من طريق البخاري (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 458، وقسم النساء (411)، وفي الإسناد عيسى بن منهال وثقه ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [201].
----------------------------

جنازته1 وأنه دُفن في حائط من حيطان المدينة يقال له: حش كوكب2.
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/79)، ورجاله رجال الشيخين إلا الربيع بن مالك بن أبي عامر، فلم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [183]، وذكر ذلك الزبير بن بكار (ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 532)، والطبراني، المعجم الكبير (1/78-79)، وفيه ضعف، وهذه الرواية تقوي التي قبلها ولا تتقوى بها.
2 ابن سعد، الطبقات (3/77-79)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (532، 538، 539، 542 -543)، عن مالك بن أبي عامر بإسناد رجاله رجال الشيخين إلا الربيع بن أبي مالك وثقه ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [183].
والطبراني، المعجم الكبير (1/78-79)، وأبو نعيم، معرفة الصحابة (1/259-260)، وأبو عرب، المحن (72-73)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (542-543)؛ كلهم من طريق عبد الملك بن الماجشون، عن مالك بن أنس، وفي إسناده ضعف، وبهاتين الطريقين، يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره، وذكر ابن الأثير، أنه دفن في حش كوكب (أسد الغابة 3/491).
----------------------------

وحش كوكب: هو بستان1 بالقرب من بقيع الغَرْقد2.
هذه المعلومات التي صحت في هذه الموضوعات الثلاث، وأما الروايات الضعيفة التي رُويت في ذلك فإنها تارة تتوافق، وتارة تتضارب.
فقد اختلفت في وقوع منع الصلاة عليه -رضي الله عنه-، فقد رويت روايات ضعيفة جداً في أن الأنصار مُنعوا من أن يصلى عليه3وأن منهم: أسلم بن بجرة الساعدي، وأبو حية المازني4.
وفي رواية ضعيفة أيضاً أنه بقي ليلتين ويوماً لا يصلون عليه، وأن أباحذيفة قال: ادفنوه فقد صلى الله عليه وملائكته، وفي لفظ آخر إن تمنعوا الصلاة عليه فقد صلى الله عليه وملائكته5.
ويروي ابن عساكر أنه لما قتل مكث ثلاثاً لا يدفن، حتى هتف بهم هاتف، أن ادفنوه، ولا تصلوا عليه فإن الله قد صلى عليه6.
----------------------------
1 الطبراني، المعجم الكبير (1/ 79).
2 وقد أدخل هذا البستان في البقيع، فهو اليوم في جهته الشمالية الغربية؛ وبالتحديد مقابل طرف عمارة الأوقاف رقم (2) الجنوبي الغربي.
3 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 413-414)، وإسناده ضعيف جداً بالواقدي، كما أن فيه رجلاً مجهولاً، انظر الملحق الرواية رقم: [382].
4 من رواية الواقدي أيضاً.
5 أبو عرب، المحن (65).
6 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (542).
----------------------------

وذكر ابن الأثير وعوانة منع الصلاة عليه بصيغة التضعيف1 وفي رواية لسيف أنه لم يمتنع أحد أن يصلي عليه من شيء، وأن مروان صلى عليه2.
وهذه الروايات التي تثبت منع الصلاة عليه، ويثبت بعضها عدم الصلاة عليه -كما تقدم- شديدة الضعف من حيث الإسناد، ويضاف إلى ضعف أسانيدها نكارة متونها.
فقد ثبت -كما تقدم- في الرواية الصحيحة أنه صُلي عليه، بل وتفصل روايات يسيرة الضعف، فتذكر أسماء الذين صلوا عليه، وهم: جبير ابن مطعم3 وحكيم بن حزام4 وحويطب بن عبد العزى5،
----------------------------
1 أسد الغابة (3/491).
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (538).
3 أبو زرعة، التاريخ (187) بإسناد منقطع أو معضل، انظر الملحق الرواية رقم: [204] وابن سعد من ثلاث طرق:
الأولى: (الطبقات 3/ 78-79) وإسنادها منقطع وضعيف جداً بالواقدي، انظر الملحق الرواية رقم: [349].
والثانية: (الطبقات 3/79)، وإسنادها ضعيف جداً بأبي مالك النخعي، انظر الملحق الرواية رقم: [249].
والثالثة: (الطبقات 3/78)، وإسنادها ضعيف جداً بالواقدي وبموسى بن محمد التميمي؛ فإن الواقدي متروك، وموسى منكر الحديث، انظر الملحق الرواية رقم: [ 382].
وروى ذلك أيضاً الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/413)، بإسناد ضعيف جداً بالواقدي، ومنقطع أيضاً، انظر الملحق الرواية رقم: [338].
ورواه أيضاً ابن عساكر عن ابن إسحاق، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (533)، وذكر ذلك خليفة بن خياط، التاريخ (177).
4 خليفة بن خياط، التاريخ (177) دون إسناد، وابن سعد، الطبقات (3/78) بإسناد ضعيف جداً، فيه الواقدي، وموسى بن محمد التميمي، وكلاهما متروك، والطبراني، المعجم الكبير (1/78-79)، انظر الملحق الرواية رقم: [382].
5 الطبراني، المعجم الكبير (1/78-79).
----------------------------

والزبير بن العوام 1 ومالك بن أبي عامر كما تقدم، ومروان بن الحكم2 والمسور بن مخرمة3 ونيار الأسلمي، وأبو جهم بن حذيفة العدوي4 ونائلة بنت الفرافصة الكلبية زوجته، وأم البنين بنت عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزارية5.
وفي رواية ضعيفة أيضاً أنه وُضع على سريره في البيت، والناس يجيئون فيصلون عليه، وأن رجلاً كان قد أعطى الله عهداً إن قدر أن يلطم وجه عثمان إلا لطمه، فدخل كأنه يصلي عليه، فوجد خلوة فرفع الثوب عن وجهه فلطم وجهه وسجاه، فيبست يمينه6.
----------------------------
1 أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 2/ 11) بإسناد صحيح إلى قتادة، وقتادة لم يدرك عثمان -رضي الله عنه-، فهو منقطع، انظر الملحق الرواية رقم: [206].
وابن سعد، الطبقات (3/ 79)، ورجاله رجال الشيخين إلا الربيع بن مالك بن أبي عامر، فلم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [183]، وذكر ذلك الزبير بن بكار (ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 532).
2 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/415)، من طريق سيف بن عمر التميمي، انظر الملحق الرواية رقم: [320].
3 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (542) وذكره خليفة بن خياط دون إسناد بلفظ "ويقال" (التاريخ 177).
4 ابن سعد، الطبقات (3/78) بإسناد ضعيف جداً بالواقدي المتروك، وبموسى بن محمد التميمي المنكر الحديث، انظر الملحق الرواية رقم: [382].
5 ذكر ذلك الزبير بن بكار، دون إسناد (ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 532).
6 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (458 وقسم النساء 411) من طريق البخاري وفيه عيسى بن منهال، لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [201].
----------------------------

ولا شك أن الظروف التي كانت تحيط بجنازته والصلاة عليه ودفنه، كانت حرجة للغاية، حيث إن الخارجين عليه كانوا محيطين بالدار، كما أن الصلاة عليه كانت ليلاً.
وهذا يبين لنا جلياً عذر من لم يصلِّ عليه ممن كان في المدينة إذ ذاك، على فرض صحة نقل ما يثبت ذلك.
ولم يرد أن أحداً من الصحابة -رضي الله عنهم- امتنع عن الصلاة عليه إلا ما روي بإسناد ضعيف عن بعض الأنصار، وإضافةً إلى ضعف الإسناد، فإن الرواية أبهمت أسماء هؤلاء الممتنعين عن الصلاة عليه، فلم تعيّن اسم واحدٍ منهم سوى شخصين اثنين، ويكفينا في ردّها أنها ضعيفة الإسناد.
كما أنها لا تدل على أنه لم يصلّ عليه سوى من سمتهم الروايات، فلا نفي لصلاة كبار الصحابة عليه، كعلي وطلحة والزبير وغيرهم.



الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الثاني: قتله -رضي الله عنه- وقاتله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: فتنة قتل أمير المؤمنين-
انتقل الى: