أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52697 العمر : 72
| موضوع: لا يُولَدُ المَرْءُ فِرْعَوْناً الأربعاء 22 يونيو 2011, 6:12 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
لا يُولَدُ المَرْءُ فِرْعَوْناً نِزَار مُحَمَّد عُثمَان نعم لا يولد المرء فرعوناً، لكنه يُصنع صناعة من قِبَلِ الأتباع المنتفعين، والمحكومين الخانعين، لا يُولدُ المرءُ فرعوناً لأن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال: ( ما من مولودٍ إلا يُولدُ على الفِطرة، فأبواهُ يُهودانهِ أو يُنصرانهِ أو يُمجسانهِ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ) البخاري، وكذلك لا يبدأ الحاكم فرعوناً، إن لم يجد من الأعوان مَنْ يُفجِرُ فيهِ طاقتهُ الفرعونية الكامنة، ولنا في مثال الرئيس المصري حسني مبارك، والتونسي بن علي خيرُ شاهد، اقرأ الكلمات التالية لمبارك وتعجب..
قال مبارك في بداية حكمه: (الكفن مالوش جيوب، سنُعلي من شأن الأيادى الطاهرة ( من خطاب له فى فبراير 1982م )، ونسي أن يطهر يده من مال الشعب، أو لعله وجد كفناً له جيوب تسع المليارات التي اكتنزها.
وقال كذلك: (لن أرحم أحداً يمد يدهُ إلى المال العام حتى لو كان أقرب الأقرباء ، إننى لا أحبُ المناصب ولا أقبلُ الشللية وأكرهُ الظلم ولا أقبلُ أن يُظلم أحد وأكرهُ استغلال علاقات النسب ( في 18 أكتوبر 1981م جريدة مايو ).
فامتدت أيادٍ عديدة للمال العام، واستولت شلة معروفة على ثروات مصر، وحدثت مظالم عظيمة، ووقع أبشع ما عرفه تاريخ مصر من استغلال علاقات النسب، بل وصل الحد إلى الطمع في توريث ابنه حكم مصر، وعَدَّلَ الدستور وهَيَّأ الملعب لذلك، وكأنه نسي أنه هو مَنْ قالَ: ( مصرُ ليست ضَيْعَةً لحاكمها ـ المصور 30 أكتوبر 1981م ).
انظر إلى هذا الكلام، ثم تعجب كيف وصل به الحال إلى أن يزكمَ فسادهُ الأنوفَ، ويسودَ ظلمهُ آلاف الصفحات، وتبلغ ثروته المليارات، ويثورُ عليه الشعبُ أعظم ثورةٍ في التاريخ المُعاصر، ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه كفرعون من فراعين العصر، استغل منصبه أسوأ استغلال، وقمع الشعب ونشر الظلم، وصالح العدو، وخان الأمة.
لا شك عندي أن البطانة الفاسدة سبب رئيس في ما وصل إليه مبارك، فهو في سكرة الثروة والسلطة جمع حوله أسوأ الناس، ممن زين له أنه حامي الحمى، وحافظ الأمن والنظام، حتى قال تعليقه المضحك: ( أوباما رجلٌ طيبٌ جداً ولا يعرفُ أنني أريدُ أن أرحلَ ولكني أخشى الفوضى ).
أيها الحكام خذو العبرة من مُبارك وإياكم وبطانة السوء. |
|