كيف تكتب بحث التخرج؟

بسم الله الرحمن الرحيم

إضاءة وإشراقه

بحث التخرج :

هدفه في هذه الدرجة العلمية وهي البكالوريوس وهو تدريب الطالب على استعمال الوثائق والكتب الموجودة في المكتبة ، وإظهار مقدرته وبراعته على ترتيب المعلومات وجمعها ، ثم تحليلها واستخلاص النتائج ، ووهي بذات الأمر دافع للطالب إلى القراءة وتنمية معلوماته في الاختصاص الذي يدرسه ، وفي هذه الدرجة فان قيمة البحث لا يتحدد بعدد صفحاتها بل بمنهجيتها وأسلوبها وما تكشفه من قوانين وحقائق، وحقيقتها هي مقياس فرز للتفريق بين الطالب الضعيف والطالب الممتاز الذي اظهر تفوقه العلمي ومقدرته على النقاش ، وإقناع لجنة المناقشة وانه جدير بان يتابع دراسته .

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين واله وأصحابه وسلم،وبعد:
ثمة لحظات من زمن يقضيها الباحث ممزقا بين شعور بالضياع تأخذه الحيرة والشكوك في مقدرتيه وإحساس بالإحباط والتردد والضعف.

و كيف يمكن تقليص حجم هذه اللحظات الرهيبة التي تجعل من لحظاته تعيسة ؟
هل هناك من وسيلة للقضاء عليها نهائيا, وتفك أسره من قيود الخوف ؟
كيف يتحول الباحث من مآرب الاعتراك النفسي و من العثرات المنفعلة من كثرة الهواجس إلى الانطلاقة والابتسامة والجري في كتابة البحث بكل سعة الصدر ؟
ما هي أساليب التغلب على عوائق الكتابة وهواجسها المقلقة التي تكاد تحطمه.؟
كيف تتحول تجربة الكتابة من عمل يتخوف منه الباحث إلى وسيلة للاستماع العميق؟؟
ولكن يجد بعض الطلاب تتمثل لهم عملية الكتابة هاجسا مقلقا إذ يريدون معرفة
كيفية التوصل إلى تحديد موضوع يصلح للبحث العلمي ؟
كيفية كتابة خطة البحث ... كيفية نختبر صلاحية الموضوع للبحث وإمكانية تنفيذه ......كيف نصوغ عنوان البحث.......ما هو دور المشرف ...من أين نبدأ البحث .. كيف نقرا .. متى نقتبس ...كيف نقتبس ..... كيف نجعل أسلوبنا واضحا منسابا ... كيف نوصل أفكارنا المجردة إلى القارئ ... كم هو عدد الصفحات المناسب لإخراج بحث جيد ... متى يكون التكرار منطيقا ..ومتى يكون إثما .. ما هي قواعد كتابة الإملائية السليمة
كيفية فن توزيع العبارات والفقرات.... طريقة كتابة الهوامش ... كيف ؟ متى ؟ لماذا ؟ أين ؟ كيف نكتب مقدمة البحث وخاتمته وقائمته المصادر والمرجع .؟
كيف نعد الفهارس والملاحق والجداول والرسوم البيانية؟
ما هي الصورة النمطية لتريب أجزاء البحث....؟ كيف نتأكد من إننا نجحنا في كتابة البحث... سوف تجد الجواب بين طيات هذه السطور ...

مشتاق صالح حسين


يمر البحث بثلاثة مراحل :

المرحلة الأولى إعدادية نظرية ، والثانية مرحلة تنفيذية عملية ، والثالثة مرحلة نهائية .
عندنا ركنان : هما البحث والباحث لنتعرف على شروط كل واحد منهما ثم نعرج لبيان كيفية كتابة البحث العلمي وفق ضوابط ومعاير:

شروط البحث العلمي :

حتى يكون البحث ناجحا لابد من توافر شروط علمية فيه منها :

1- أن يقدم شيئا جديدا : من الضروري جدا أن يقدر الباحث أهمية الموضوع الذي سيكتب فيه وجدته وطرافته فلا يكتب موضوعا سبقه غير إليه فأشبعه بحثا وتحليلا وبيانا اللهم إلا إذا كان غيره قد تناول جانبا من جوانبه فلا باس في إن يختار جانب أخر.

2- الحيوية والواقعية : ومن أهم عوامل نجاح الموضوع إن يكون حيويا واقعيا له صلة قوية بميل الطالب وحاجة المجتمع وكلما اتسعت دائرة الانتفاع به ازدادت أهميته ، فالكتابة بموضوع يهم الناس ويقدم لهم نفعا أو حلولا لمشاكلهم أو يشخص لهم مرضا أو يسعى في تطوير مجتمعهم.

3- خصوبته وغزارة مصادره : ومن عوامل نجاح البحث أيضا خصوبة مادته وأفكاره وغزارة مصادره وتوافرها وعلى العكس من ذلك البحث الفقير بالمادة العلمية الفقير بالمصادر لن يكون ناجحا وسيتعب كاتبه كثيرا ولذلك كان من أهم واجبات الباحث قبل اختيار بحثه أن يبحث عن مصادره ليعرف هل يستطيع الكتابة فيه أم لا ؟

4- وضع المنهج : ومن العوامل نجاح البحث وضع منهجه وتنظيم خطته بشكل منطقي واضح مستوعب فيوزع أفكاره الرئيسة ضمن أبواب وفصول منسجمة ثم يبدأ الكتابة بحيث يسلسل أفكاره.

5- تحديد عنوان الموضوع بدقة: إن عنوان الموضوع يجب أن يعتبر عن مضمون وتختصر عناوين الأبحاث عادة في كلمتين أو ثلاثة فيجب على الباحث أن يحدد موضوعة تحديدا دقيقا.

6- سلامة الأسلوب ووضع العبارة : إن مما يكسب البحث أهمية كبيرة سلامة أسلوب من الأخطاء النحوية واللغوية ووضع عباراته وعدم غموضها وان مما يفقد البحث أهميته وكثيرة وقوع الأخطاء النحوية واللغوية أو العلمية.

7 – دقة المعلومات : إن المعلومات الموثقة بذكر مصادرها والمبينة بالأرقام تدل على الدقة في البحث وتعطي القارئ معلومات أكيدة وعلى العكس من ذلك النقل الجزاف من الذاكرة أو ما بتناقله الناس دون تمحيص أو تدقيق وبحث عن مصادره والتأكد من سلامته أمور تفقد البحث أهمية وقيمته.

شروط الباحث :

وهناك شروط يجب أن تتوفر في الباحث منها:

1- سعة الاطلاع والعلم والمعرفة : إن القيام ببحث علمي منهجي متخصص – أيا كان نوعه نظريا أو علميا – .
2- الموهبة والذكاء والقدرة على التأمل والتفكير والاستنباط: كي يستطيع الوقوف على دقائق الأمور ويحسن الربط بينها ويوفق في عرضها وبيانها وهذا يتطلب مرونة وسعه أفق تساعد على تقليب المعاني وتوليد الأفكار.
3- التمحيص والتحقيق والتدقيق: إذ ليس كل ما يقع في يد الباحث من كتب وما يقرؤه هو من الحائق المسلم بها فهناك معلومات لا تكون مبينه على الدليل الصحيح والنقل السليم ومنشؤها الوهم أو الخيال.
4- الموضوعية والتجرد والبعد عن الهوى ، والميل ، والتعصب ، والتحيز ، والمبالغات : وهي أهم شروط الباحث ، فعليه أن يبحث عن الحق ، ويجعله غايته ومبتغاه، وان يسلم بما يقود آلية الدليل العلمي وان خالف ميله وهواه ومذهبه وتفكيره فهو يبحث عن الحقيقة ليتوصل إليها وينقلها للناس ، لا أن يضع تصورا مسبقا لفكرة ، غير مبني على الأدلة والوثائق والبراهين العلمية.
5- التواضع واحترام أراء الآخرين: فلا يحط من أراء غيره ولا ينال من شخصياتهم - وان كان على صواب فيما ينقد أو يعرض – فكل هذا يشين بحثه ، ويحط من مكانته وقوته ، وينفر القارئ من مطالعته.
6- الأمانة العلمية : فالبحث مسؤولية تتطلب من الباحث الأمانة العلمية وهي التزام نقل النصوص كما هي من مصادرها بدون زيادة أو نقصان أو تحريف أو تبديل في نصوصها أو معانيها ، والتجرد في فهمها.
7- الدقة والنظام: على البحث أن يكون دقيقا في عمله نظاميا منطقيا، يلتزم الترتيب الفكري المنطقي المنظم ويبتعد عن الفوضى الفكرية فإذا طالع ركز مطالعته على مسالة ولم ينقل مطالعته في أكثر من مسالة.
8- العزيمة والمهمة العالية والتضحية والصبر والمثابرة والتاني وبعد النظر والإخلاص : فالبحث العلمي يحتاج إلى نفس طويل وصبر وجلد وتحمل لمشاق العمل وهو لا يتأتى بسهولة ويسر فلا بد لباحث من التحلي بهذه الصفات حتى ينجز بحثه والبحث أيا كان له مشاكله وعقباته.
9- أن يكتب في مجال تخصصه : لان الباحث المتخصص يكون ملما بجميع جوانب بحثه أساسياته ومكملاته فتقل نسبة الخطأ عنده والعلوم تميل اليوم للتخصص الدقيق في الجزئيات والفروع الصغيرة.
10- أن يكون البحث الذي يكتبه موافقا لميوله ورغباته : من العوامل القوية في نجاح البحث أن يلاقي البحث صدى قويا في نفسه وتجاوبا تاما مع ميوله وفكره فلا يختار موضوعا لا يميل إليه أو أخر يخالف عقيدة حتى لا يتعثر في خطواته أو يخفق في عمله.


أسس اختيار فكرة البحث :

أول معضلة تواجه الطالب الذي يطالب بكتابة بحث علمي هو اختياره لموضوع البحث .... أو فكرة البحث فالطالب كثيرا ما يحتار ويتردد في اختيار الموضوع أو ذاك ما يستحقه من دراسة ...
وهي الخطوة الأولى التي يخطوها الباحث في مجال البحث العلمي في اختيار موضوع البحث في حقل التخصص إذا لم يكن معينا من الجامعة أو المشرف.
واختيار البحث لا يمكن أن يجيء عفوا بل يأتي نتيجة عمل يعتمد على القراءة والتفكير.


الشروط العامة لاختيار موضوع بحث:

1- أول شرط ينبغي مراعاته هو إتباع السنن والقواعد التي تسير عليها الهيأة التي يتبعها الباحث.
2- أن يكون الباحث على درية بإمكانات الهيأة المنتهى إليها أو التي يسجل فيهما بحثه.
3- أن يقوم الباحث بنوع من الاستبطان الداخلي لتكوينه العامي والفكري.
4- الجديد والابتكار: أن يكون الموضوع جديدا لم يسبق بحثه كليا أو جزئيا.
5- أن تكون المصادر الموضوع ومراجعه متوافرة .
6- أن يكون البحث قادر على التعامل المباشر مع مظان البحث.
7- يجب أن يكون الموضوع البحث محددا مكثفا بعيدا عن العمومية.
8- أن يكون للبحث فائدة علمية أو علمية.
9- الموضوعية والوضوح : ان يحمل البحث العنوان الطابع العلمي الهادئ الرصين بعيدا عن العبارات الدعائية المثيرة التي هي الصق بالإعلانات التجارية.
10- التحديد الدقيق : نحن في عصر التخصص العلمي والعلوم تميل للدراسات الجزئية والتركيز.


من الأخطاء في صياغة العنوان :

1- أن يحمل العنوان نتيجة البحث الرئيسية . والباحث بهذا اختزل بحثه وجهده بهذه النتيجة وهو بذلك أيضا يصادر جهد الآخرين المخالفين لنتيجته التي وصل إليها .
2- أن لا يمثل العنوان إلا جزءا من مخطط البحث أعني الأبواب والفصول بمعنى أن العنوان لا ينطبق إلا على الباب الأول.
3- أن يكون العنوان طويلا بأن يكون فيه تكرار لبعض الكلمات التي لو حذفت لم يتغير معنى العنوان . ومن نافلة القول أن العنوان يكون جامعا مانعا .
4- أن يكون العنوان ناقصا كان يكون مبتدأ لا خبر له . أو فيه عموم .


تحذيرات قبل اختيارك لموضوع البحث:

1- الموضوعات التي تم معالجتها من قبل من دراسة أو غير ذلك.
2- الموضوعات التي يحتدم فيها الخلاف ويشتد حولها .
3- الموضوعات العلمية المعقدة .
4- الموضوعات الخاملة العقيمة التي لا ثمرة في دراستها.
5- الموضوعات التي يصعب العثور على مادتها العلمية.
6- الموضوعات الواسعة جدا.
7- الموضوعات الضيقة جدا.
8- الموضوعات الغامضة .

ولكن مع هذا يجب على الباحث أن يفهم بكل وضوح واكتمال طريقة البحث التي اختارها لحل مشكلته البحثية ، كما ينبغي على الباحث أن يضع خطة مقدما للخطوات التي سيقوم بها للتقدم نحو حل مشكلته .

ويجب أن تتضمن هذه الخطة كل الأسس اللازمة للبحث ابتداء من تحديد واضح لمشكلة البحث ثم مرورا بفرض البحث ومناهجه المختارة التي يتبعها نتيجة لاكتشافه لمزيد من الأدلة مع تقدمه في الدراسة ، فان خطته يكون كامل الوضوح في ذهنه.


خطة البحث :

البحث من دون خطة سابقة مدروسة بدقة وعناية مضيعة للوقت وتبديد للجهد لان إهمالها والبدء بكتابة ، ثم أن وضع الخطة الأولية للبحث يعني تقسيم أفكار البحث إلى أفكار رئيسية وجزئية ، وعادة ما تضم الخطة المثالية ما يلي :
المقدمة ، والتمهيد ، وبضعة أبواب ، وفي كل باب عدة فصول وفي كل فصل مبحث ، وخاتمة ، وفهارس.
ثم إن خطة البحث في الحقيقة هي عرض لمستوى الطالب العلمي أمام للجنة فينبغي أن يظهرها بأفضل حالة وينبغي للطالب أن لا يعطي من خلال خطته تصورا أنه طالب ضعيف أو قليل الاطلاع أو لديه قصور بحثي ، ثم لتعلم أن الخطة هي السبب بعد الله لقبول الموضوع أو رده وهي السبب لحصولك على الدرجة بعد توفيق الله تعالى وقد ترد بعض الموضوعات المهمة الجديرة بالبحث لضعف الخطة وسوء عرض الطالب لفكرته .
ثم تعتبر الخطة مرآة تعكس قدرة الباحث المبدئية على دراسة الموضوع أم لا.
فانه سيعطى انطباعا جيد جيدا عنه منذ الوهلة الأولى للجنة العلمية المنوط بها تقرير صلاحية الموضوع للدراسة من عدمه .


أسباب رد الخطة إلى الطالب :

1- ضعف الصياغة وكثرة الأخطاء اللغوية والإملائية في فقرات الخطة المختلفة .
2- التداخل بين الفصول والخلط بين المباحث أو تكرارها أو جودها في فصول غير مناسبة لها
3- سوء العرض للدراسات السابقة .
4- عدم معرفة الطالب بمسائل بحثه .


أسباب رفض الموضوع:

1- وجود دراسات سابقة ملاصقة بالموضوع وتغطي فصول ومباحث خطة الطالب ولم يستطع الطالب أن يقنع القارئ بقدرته على الإضافة في هذا الموضوع .
2- ضخامة البحث ن حيث لا يشعر الباحث وسيكون قبول الموضوع فيه تسطيح.
3- صغر البحث بحيث لا يكفي لرسالة .
4- صعوبة البحث على الطالب.

سوف نشير إلى العناصر اللازم توافرها في خطة البحث :

أسباب اختيار البحث :

بين أسباب البحث وأهميته اشتراك لكن يمكن أن نلمس بينهما الفروق التالية :

1- الأهمية هي أحد أسباب اختيار البحث .
2- الأهمية تتعلق بالبحث وأسباب البحث تتعلق بالباحث .
3- كل ما يتعلق بميول الباحث واتجاهاته وعمله فهو من أسباب البحث.
ومع هذا فإن القسم من باب التيسير على الطلاب لا يمانع في دمج العنوانين في عنوان واحد .


أهمية البحث :

في هذه النقطة يجب إبراز أهمية الموضوع بشكل واضح ملاصق للموضوع وهي عنصر رئيس في خطة الباحث ويتوقف قبول الموضوع في كثير من الأحيان على قدرة الطالب في إبراز أهمية الموضوع ولذلك لا بد أن يوظف كل مهاراته في الصياغة والابتكار والإقناع .
والأفضل كتابة الأهمية على شكل نقاط .


ومن أخطاء الطلاب في كتابة الأهمية :

1- ذكر بعض النقاط العامة التي يشترك فيها كثير من الموضوعات مثل :
• تعلقه بالقرآن الكريم .
• حاجة طلاب العلم له.
• المعلومات عنه غزيرة والمصادر التي تكلمت عنه كثيرة .
وكيف نعرف أنها نقاط عامة ؟
ج/ يمكن وضع هذه النقاط في أي بحث وتحت أي عنوان فتصلح .
2- خلو الأهمية من نصوص مقتبسة تبين أهمية هذا الموضوع.


أهداف البحث :

الأهداف يجدها غير المتخصصين من أصحاب اللجان المختلفة أهم وأولى ما يقرأ لأنها هي النتائج المتوخاة من البحث وكلما كانت الأهداف واضحة المعالم محبوكة الصياغة كان أدعى لقبول الخطة ودليل صادق على معرفة الباحث بموضوعه وقدرته التامة على معالجته
إن الأهداف هي النتائج التي يأمل أن يحققها الباحث من بحثه لنفسه وللقراء ولمجتمعه وأمته.


من أخطاء الطالب في كتابة الأهداف :

1- ضعف الصياغة اللغوية للهدف مما قد يجعله غير واضح للقارئ . ويمكن في هذا السياق استخدام ألفاظ تبرز الهدف بشكل واضح مثل : بيان ، إبراز ، إثبات ، التعرف ، إيضاح ..
2- الخلط بين الأهداف والأهمية وبين الأهداف والإجراءات فكل ما يقال فيه ترتيب أو جمع أو عرض أو تبويب فهذه في الحقيقة إجراءات وليست أهداف إلا أن كان الموضوع "جمع ودراسة" فإن الجمع قد يكون هدفا.
3- أن تكون الأهداف بعيدة عن أسئلة البحث وغير مرتبطة بها ولا تمثل إجابة عليها .
4- الإكثار من الأهداف والتداخل بينها . وأقول : أربعة أو خمسة أهداف واضحة المعالم خير من عشرة فيها تكرار وبعضها غير واضح .


حدود البحث :

وهنا يذكر الطالب حدود بحثه الزمانية أو المكانية أو من الأعلام أو من الكتب
مثل :
• السنة النبوية في القرن الرابع هذا مثال على وجوب بيان الحدود الزمانية فعلى الباحث أن يذكر في حدود بحثه أن دراسته ستقتصر على القرن الرابع الذي يبدأ من سنة كذا وكذا ويذكر ما شاء من حدود متعلقة بهذا .
• التفسير والمفسرون في شبه القارة الهندية وهذا مثال على الحدود المكانية لا بد أن يحدد شبه القارة الهندية جغرافيا ويحدد ما شاء من حدود في المفسرين كأن يذكر أن المراد بهم من دخل القارة أو توفي بها أو ولد فيها أو زارها.
• المخالفات العقدية في كتب إعجاز القرآن الكريم.
لا بد أن يحدد الكتب المراد دراستها من كتب إعجاز القرآن .
والأولى في هذه الحالة وأمثالها أن يذكر طبعات الكتب المعتمدة ولا يكتفي بذكرها في المراجع وعليه أن يختار الطبعات المعتمدة المحققة .


الدراسات السابقة حول الموضوع :

يجب أن لا يقدم الطالب خطته إلا بعد أن يتأكد من أن الدراسات السابقة في موضوعه لم تشمل كل الجوانب وقلنا هذا لان وجود الدراسات السابقة في أي بحث مظهر صحي يدل على أهمية الموضوع وتشعبه . وقد يخفي بعض الباحثين بعض الدراسات أو يقصر في عرضها ظننا منه أن التوسع في ذكرها قد يكون سببا في رد الموضوع وهذا ظن خاطئ بل إن عرضها بالشكل العلمي الصحيح ولو كثرت ينبئ عن شخصية علمية رصينة للباحث وتدل على أمانته وقدرته على الإبداع والابتكار والتجديد في الموضوع .
والدراسات السابقة تحتل في خطط الأقسام التربوية والنفسية نصيب الأسد وقد تصل إلى صفحات كثيرة إيمانا منهم بأهمية الدراسات السابقة بينما نجدها في خطط القسم مجتزأة وقاصرة في العرض .


ومن أخطاء الطلاب في عرض الدراسات السابقة :

1- الإجمال في عرض الدراسة وردها وعدم ذكر فصولها وأبوابها .
2- إدراج المقالات والكتيبات ضمن الدراسات السابقة ويمكن أن تعرض هذه على لجنة المسار ثم تحذف عند رفعها.
3- عدم إيراد المعلومات الكاملة عن الدراسة مثل تاريخ النشر أو مكانها إذا كانت رسالة أكاديمية ومتى نوقشت .
4- لا يبين الباحث بشكل واضح الفرق بين بحثه أو ما ينوي بحثه وبين الدراسة السابقة وما ينوي إضافته على الدراسة .
اعتزاز الباحث بنفسه وهضمه جهد الباحثين الآخرين أو إلزامهم الباحثين السابقين بما لا يلزمه مثل : وأغفل.. وفاته ...


إشكالية البحث :

يجب إبراز مشكلة البحث بطريقة صحيحة وكثيرا ما يخطئ طلاب العلم الشرعي في صياغة مشكلة البحث ويذكرون تحت هذا العنوان ما ليس له علاقة بمشكلة البحث من الأهمية أو الإجراءات أو يعرضون جوانب الموضوع المختلفة تحت هذا العنوان وهذا خلاف المتعارف عليه في صياغة مشكلة البحث فيجب أن تكون محددة في أسطر معدودة وبعضهم يرى جواز صياغة المشكلة في شكل سؤال كبير . وللعلم فإن أكثر ما يقرأ في خطة الطالب من غبر المتخصصين هو العنوان ومشكلة البحث وأهداف البحث . يقرؤون مشكلة البحث لأنه يريد أن يتعرف على المشكلة التي يحاول الباحث أن يحلها
ومن العبارات المناسبة في عرض المشكلة : اللبس و التداخل ، أو عدم المعرفة ، تفرق المادة وتشبعها وتباعدها ، تشابه المسائل ....


فروض حل الإشكالية :

إبداع الفروض فعل غريزي من أفعال العقل الإنساني .
اطرح سؤال ... ستحصل على إجابة دائما .
اطرح إشكال .... ستجد حلول كثرة يفرض العقل لها .
فعلى الباحث أن يذكر في خطته مجموعة الفروض التي يظن أنها ستحل الإشكالية وستجيب عن الأسئلة المطروحة.


كيفية التحقق من الفروض :

وبعد أن يوضح الباحث فروضه لحل المشكلة يشرع في بيان الوسائل والمناهج التي سيستخدمها في التحقق من صحة الفرض أو بطلانها.
بطريقة كشفها بطريقة استقرائية أم استنباطية أم تاريخية أو تحليله أم غير ذلك .


مصطلحات البحث :

خطة البحث ستعرض على مجالس مختلفة وأعضاء هذه المجالس من تخصصات مختلفة فقد لا يفهمون بعض الألفاظ أو بعض المصطلحات فلا بد أن يذكر الباعث جميع المصطلحات تحت هذا العنوان ويعرف بها .


ومن أخطاء الطلاب في فقرة المصطلحات :

1- اقتصار الطالب في التعريف بالمصطلحات على المصطلح الوارد في عنوان البحث فقط . والصواب أن يعرف بالمصطلحات الواردة في التصور المبدئي أيضا .
2- إيراد المعنى اللغوي والتوسع فيه وإنما المراد التعريف الاصطلاحي مختصرا دون ذكر الخلاف فيه إن وجد.
3- نقل التعريف من كتب غير متخصصة فإن كان المصطلح المراد تعريفه في أصول الفقه يجب نقل التعريف من كتب أصول الفقه وهكذا.


إجراءات البحث :

وتعني الإجراءات الطرق التي سيسير عليها الباحث في كيفية كتابة بحثه وتعامله مع المصادر
ومن أخطاء الطلاب في كتابة إجراءات البحث : كتابة مسلمات معروفة يجب أن يفعلها أي باحث فلا حاجة لذكرها مثل أخرج الآيات والأحاديث .. أو أكتب الآيات برسم المصحف .. أو أضعها بيت قوسين بهذا الشكل ..


التصور المبدئي لأبواب البحث وفصوله :

وهذه صلب الخطة وهي الخطوط العريضة لرسالتك وستبقى أمام ناظريك طوال مدة البحث . ولذلك لا بد أن يتحرى الباحث الدقة والشمول في كتابة الأبواب والفصول والمباحث والمطالب وعليه أن يعيد كتابتها أكثر من مرة ويقارن بين صياغات المختلفة
وعليه أن يتأنى في كتابة هذه الأبواب والفصول يعدل ويستشير ويتأكد من تقسيمها المنطقي وتسلسلها الهرمي .


ومن أخطاء الطلاب في كتابة الأبواب :

1- ضعف الصياغة وطول عناوين الأبواب أو الفصول .
2- عدم التناسب بين المباحث في حجم المعلومات أو عدد الصفحات المتوقع كتابتها فبعض المباحث تكتب في أكثر من عشرين صفحات وبعض المباحث لا يمكن أن تكتب فيها أكثر من ثلاث صفحات .
3- التداخل بين الفصول أو المباحث بمعنى أن يدرج فصل ما في الباب الأول وحقه الباب الثاني وهكذا في المباحث .
4- ذكر الفروع والمسائل تحت المطالب والتقسيم بالفروع والمسائل يمكن يتم تحذف بعد رفعها .
5- الخطأ في تعداد المباحث والمطالب .


منهج البحث

يناسب العلوم الشرعية المنهج الاستقرائي الاستنباطي (الاستنتاجي) ولا مانع أن يدخل الباحث أكثر من منهج في بحثه مثل المنهج التحليلي والمنهج الوصفي وليس هناك ضير ؛ بل إن المسألة الواحدة قد يدخل في معالجتها أكثر من منهج بحثي .
ولا حاجة لتعريف المنهج في خطة البحث لكن لا بد أن يكون واضحا في ذهن الباحث.


التكوين الأولى المحتويات البحث :

بعد توفر الشروط السابقة من ذكر أهمية البحث والهد منه ، ونقد الدراسات السابقة وبيان إشكاليات البحث فروض حلها وكيفية التحقق من صحة الفرض إذا توفر ذلك فان البحث يكون قد قطع خطوات أساسية في سبيل رسالته ورسم هيكل العام للبحث وتكوين محتوياتها تكوينا اوليا.


المصادر والمراجع :

والمقصود به المراجع التي رجع لها الباحث أثناء إعداد خطته وليس مراجع البحث . وهذا يدل على أن الباحث لابد أن يضمن خطته شيئا من الأقوال والإحالة إلى المراجع.
ومن أخطاء الباحث في هذا :
1- كثرة المراجع وليس لها أثر في الخطة .
2- ذكر المراجع دون ترتيب معروف .
3- ذكر الكتب دون معلومات نشر .


تقسيمات البحوث العلمية :


1- مجلدات .
2- أجزاء.
3- أبواب.
4- فصول .
5- مطالب.
6- مباحث .
7- فقرات.
8- مسائل.

بحث التخرج يدون من فصول ومطالب ومباحث لصغر حجمه.


بقى سؤال يطرح الباحث على نفسه وهو :

كيف يتمكن الباحث من تحقيق هذه الشروط :

يمكن للباحث أن يجب عن السؤال و الأسئلة وحل كثير من المشكلات والمعضلات من خلال إتباع الأتي :
1- الاطلاع على مجموعة من الخطط التي سبق أن كتبت في تخصصه ولا سيما خطط رسائل كبار الأساتذة.
2- الاطلاع على بعض الأبحاث التي تناولت موضوعا شبيها بموضوعه.
3- الاطلاع على المراجع التي سبق إن تناولت الموضوع أو دارت حوله.
من خلال هذه يحقق الباحث الشروط التي تقدمت بكل جداره بعد التوفيق من الله تعالى.


كيف تختبر صلاحية الموضوع للبحث وإمكانية تنفيذه :

لاشك إن كل بحث علمي يتضمن لونا من ألوان المخاطرة وعادة ما تكون أكثر البحوث اشتمالا على مخاطرة هي تلك التي يتسرع الباحثون الشبان إلى تسجيلها بدافع من الحماس الزائد والطموح المبالغ فيه إذ قد تكون هذه البحوث من الصعوبة بما لا يتفق مع إمكانات الباحث الذي يخطو الخطوات الأولى في ميدان تخصصه.
أول أمر ينبغي التنبه إلية جيدا هو الأهمية القصوى لان ينتج الباحث لنفسيه مساحة زمنية كافية قبل أن يقرر نهائيا دراسة الموضوع فترك فترة للاختيار والتقرير ليس تضييعا للوقت بأي حال من الأحوال لان هذه الفترة تمثيل مرحلة أساسية من مراحل البحث نفسه فضلا عن أنها تقضى على كثير من المخاطر التي قد يتعرض لها الباحث إن تسرع في الاختيار دون الوقف على طبيعة الموضوع وما قد يكون منطويا عليه من معضلات .


السؤال الآن :

كيف يقضى الباحث فترة الاختيار:

وما هي الاعتبارات التي ينبغي أن يضعها في ذهنه أثناء تلك الفترة :

1. الاطلاع السريع على مصادر البحث ومراجعه وسائر المظان المتعلقة به بهدف جميع اكبر قدر من المعلومات حول الموضوع .
2. كتابة كل ما يطرى على ذهن الباحث من أفكار وخواطر حول الموضوع ثم صياغتها بشكل مركز ودقق .
3. استشارة ذوى الاختصاص والاحتكاك المستمر بهم فليس من الطبيعي أن يكون الشارع في دراسة موضوع ما متعمقا فيه ولديه الدراية التامة بإشكالياته.
4. الحوار مع أهل الاختصاص يأتي بنتائج طيبة تنير للباحث كثيرا من الجوانب المستغلقة عليه في الموضوع وذلك بتوجيههم له إلى بعض من المواجع الهامة أو تنبهه إلى خطا منهجي أو لفت نظره إلى نقطة ما كان غافلان عنها أو إعلامه بان هذا الموضوع غير جديرا بالدراسة أو إن احد الباحثين الأكفاء يقوم بدراسته حاليا أو انه قد بُحث بشكل جيد من قبل.


مقياس الاختبار:

تتمثل مقياس الاختبار في مجموعة من الأسئلة المحدودة إذا ما أجاب عنها الباحث بدقه عرفه مدى صلاحية الموضوع ووقف على إمكانات إجرائه من عدمها.
المقياس الأول :هل يثير هذا الموضوع اهتمامي ويحفزني إلى البحث والدراسة.
المقياس الثاني :ما مدى توافر مراجع الموضوع .
المقياس الثالث : هل يتطلب الموضوع دراسة عدد كبير من المراجع أو الحالات تفوق المساحة الزمنية المتاحة لي .
المقياس الرابع :ما مد جدة الموضوع .
المقياس الخامس :هل إشكالية الموضوع محددة المعالم متمركزة حول نقطة معلومة العمق والإبعاد .
المقياس السادس :هل من المتوفر إن يسفر بحيث هذا الموضوع عن نتائج نظرية أو تطبيقية ذات قيمة في تقديم التكوين العلمي لباحث أو الهيأة العلمية أو المجتمع .
المقياس السابع : هل يناسب الموضوع مع طبيعة قدراتي العلمية وخبراتي في ميدان البحث .


عنوان البحث :

بعد أن يختار الطالب الموضوع ويقتنع به ويكون موافقا لميوله واتجاهاته في البحث. وأنبه هنا إلى أن بعض الطلاب قد يختار موضوعا لا يوافق ميوله ولا قدرته على البحث في هذه الموضوعات وإنما يريد أن ينتهي وينجز فقط فيقبل بأي موضوع يطرح عليه .
والعنوان هو أول وأكثر ما يقرأ من الخطة والرسالة وهو الذي يعطي الانطباع الأول عن البحث والباحث .
وعلى الباحث أن يضع عناوين كثيرة لبحثه ثم يبدأ يقارن ويستشير فيها حتى يصل إلى الأصح والأنسب .
والعنوان هو الذي يحدد مسار البحث وتخصصه وهذا يبرز بشكل كثير في العلوم الشرعية حيث التداخل بينها فلو تغير العنوان ولو قليلا لتغير التخصص :

فمثلا : لو أراد باحث أن يبحث عن الوكالة في الإسلام وسجل العناوين التالية :

1- أحكام الوكالة في الفقه الإسلامي . (تخصص فقه).
2- مراحل تطور الكتابة في باب الوكالة. (تخصص مكتبات).
3- الوكالة في الشريعة والقانون . (فقه مقارن لمتخصص في القانون) .
4- أخلاقيات وآداب الوكالة. (علم نفس ودعوة).
5- الجوانب التربوية في النصوص الشرعية في الوكالة والتوكيل. (تربية).
6- أحاديث الوكالة . (حديث).
7- الوكالة في القرآن الكريم دراسة موضوعية . (تفسير).
8- الوكالات والوكلاء في المحاكم الشرعية . (إعلام) .
إذا : حيث التداخل بينها فلو تغير العنوان ولو قليلا لتغير التخصص كما قرأت.
ثم عملية صياغة عنوان البحث تخضع لاعتبارات عديدة يجب أن يلتزم بها الباحث

وتنقسم هذه الاعتبارات قسمين :


القسم الأول : موضوعي :

1- يلزم أن يأتي العنوان معبرا عن مضمون البحث ومحتواه دون زيادة أو نقصان .
2- يفضل أن يكون العنوان مبينا لنوع المنهج وطبيعة الأدوات المستخدمة فيه.

القسم الثاني : شكلي :

1- محددا مركزا بعيدا عن أي شكل من إشكال التعميم أو التطويل.
2- واضحا خاليا من الغموض .
3- مباشرا يسهل فهمه .


.فن القراءة والاقتباس

كيف ؟ متى ؟ أين ؟ لم ؟

بعد أن ينتهي الباحث من خطة بحثه الأولية يكون قد اتضح لدية كثير من الجوانب الموضوع ولم ببق إلا أن يشرح في القراءة المراجع والمصادر بهدف جمع المادة العلمية اللازمة لكتابة البحث .

من أين نبدأ ؟:

إن المبدأ الأول الذي يجب أن يستمر عليه الباحث هو المبدأ الأولويات وبناء عليه ينبغي أن يترتب مراجعه حسب أهميتها ويبدأ بما يظن انه أكثر فائدة بالنسبة له ثم الذي يليه في الفائدة وهكذا على أن يكون الأولوية دائما للمصادر ثم للمراجع الأصلية ثم المراجع الثانوية .


كيف نقرأ؟

وعندما يستشعر الباحث إن هذا النص أو ذاك من المحتمل إن يفيده في بحثه فعليه أن يقوم على الفور باقتباسه وبطبيعة الحال.
و ليس مطلوبا من الباحث أن يقرأ الكتاب الذي بين يديه كاملا بل يقرأ ما يتعلق فقط بموضوعه وهذا يستلزم منه أولا أن يقوم بقراءة استكشافية سريعة للكتاب فينظر في مقدمته وخاتمته وفهرسته ويقلب صفحاته وفصوله حتى يستطيع تحديد ما يمكنه الاستفادة به في بحثه وإذا تم له ذلك فعليه أن يقوم بقراءة ثانية دقيقة لتلك الأجزاء الهامة والقراءة الدقيقة هي القراءة العميقة الفاحصة التي تزن الفكرة وتشريحها بهدف بيان قيمتها ايجابيا أو سلبيا وليست بقصد المعارضة التامة ولا بقصد التقبل المطلق.


متى نقتبس ؟ :

هناك حالات يتعين على الباحث أن يقتبس وهي كالأتي :
1- تأييد موقفه من قضية .
2- تفنيد رأى معارض.
3- إذا كانت كلمات النص تجسد المعنى الذي يطرحه على نحو أفضل.
4- إذا كان النص يحتوى على بعض المصطلحات التي يصعب ايجاد بدليل لها.
5- إجراء بعض المقارنات بين أفكار صاحب النص المقتبس وغيره من العلماء أو المفكرين.
6- إذا كان المسالة تتعلق بنقد الأفكار المؤلف معين فيجب أن نقدم أفكاره بالنص وندع له الفرصة كاملة حتى يتوفر شروط الموضوعية في نقدنا.
7- إذا كان الاقتباس ضروريا في بناء نسق من البراهين المنطقية.
8- إضفاء التماسك على النص وبث الحياة في ثناياه بمعنى تحويله من نص علمي تجريدي إلى نص حي من خلال الأقوال الحية الأبدية للخالدين من العلماء والمفكرين ولكن ليس معنى هذا أن نكثر منها ونحشو صفحتنا بها ففي هذه الحالة ستخنق روح البحث من الزحام.


هل نكثر من الاقتباسات أم نقصد فيها :

هذا أمر متوقف على طبيعة الموضوع الذي يتناوله الباحث بالدراسة فإذا كان الموضوع في مجال النقد الأدبي لنص من النصوص أو التحليل النقدي لفيلسوف ما فهنا يكون من الجائز إيراد مقتبسات عديدة لإخضاعها للتأويل والتحليل والنقد ولكن في بعض الأحيان تعكس كثرة الاقتباس تقصير الباحث في عدم قيامه بالدور المنوط به في طرح قضاياه وعجزه عن تحليل هذه الاقتباس ونقدها والتأليف بينها.
الباحث المكتمل هو الذي لا يقف متفرجا إمام الاقتباسات وإنما هو الذي يتحكم فيها ويسيطر عليها ويوجهها فيأتي بها حيث يكون لها هدف واضح ويحللها بالشكل الذي يخدم سياق بحثه وينقدها إذا كانت تتضمن فكرة غير دقيقة أو مباينة للحقيقة.


مميزات نظام البطاقات :

التعامل مع بطاقات تحتوى كل منها على اقتباس واحد أيسر إلى حد كبير من التعامل مع اقتباسات مدونه في كراسة أو كشكول حيث يمكن للباحث في إي وقت إعادة ترتيبها بسهولة على عكس نظام الكراسة الذي يقيد الباحث بالترتيب الأول.
إن البطاقة المشتملة على فكرة واحدة إذا ثبت للباحث فيما بعد انه ليس بحاجة إليها فانه يمكنه استبعادها بسهولة.


كيف ندون الاقتباسات والمعلومات ؟ :

في حالة النقل الحرفي ، إذا كان قليلا ينقله على بطاقته ، وأما إذا كان طويلا كبيرا يتجاوز الصفحة فعليه تصويره أن تيسره له ذلك وان لم يتيسر له ذلك يكتب على البطاقة فكرة موجزة عن النص.
يجب أن يفرق الباحث بين ما ينقله حرفيا وما يوجزه ويختصره أن يتصرف به مع نقله بعض عباراته .
فيقيد عبارة غيره المنقولة بنصها حرفيا بين قوسين ( ) ويضع رقم الهامش صغيرا فوق القوس الأخير ويكتب اسم المصدر الذي نقله منه .
وأما ما يلخصه فلا يقيده بين قوسين وإنما يكتب في الهامش كلمة ( ينظر ) قبل ذلك المصدر .
هذا التفريق بين ما ينقله الباحث نصا حرفيا وما ينقله فكرة أو ملخص أو بتصرف يسير أو غير ذلك.

وتتمثل مبادئ علمية التدوين فيما يأتي :

أولا : يجب أن يكون حجم البطاقات موحدا حتى يمكن التعامل معها بيسر فلو استخدام الباحث بطاقات ذات أحجام مختلفة عرض نفسه لعدد من الصعوبات في أثناء تنظيمها

ثانيا : يدور في البطاقة الواحدة ثلاثة أنواع من المعلومات :

1. عنون الفكر التي يشتمل عليها الاقتباس .
2. نص الاقتباس .
3. مصدر الاقتباس .
ثالثا : يراعى أن يكون عنوانه البطاقة ذات علاقة واضحة بأحد العناوين الأساسية أو الثانوية في البحث .
رابعا : ليس هناك داع الكتابة بيانات المصدر أو المرجع بالتفصيل فيكفى أن تشير إليه باختصار مع ذكر الصفحة بدقة على أن تكتب البيانات فيما بعد الرسالة وفق الطريقة الأكاديمية التقليدية.
خامسا : يجب الالتزام بكتابة اقتباس واحد فقط على البطاقة الواحدة.
سادسا : يتحتم التزام الدقة والأمانة في نقل الاقتباس فلا يحاول الباحث تصحيحه أو التعديل في علامات ترقيمه .
أو كتابة بعض عبارات وإذا كان ولابد أن يتدخل إي نوع من التدخل في الاقتباس لاسيما إذا كان خطا مطبعيا بارزا فينبغي أن يشير إليه .
سابعا : إذا رأى الباحث أن بعض الكلمات أو العبارات في الاقتباس غير مهما بالنسبة له فيمكن أن يحذفها بشرط أن تضع مكانها نقط متوالية هكذا (...).
ثامنا : إذا وجد الباحث لسبب على أنها من الأسباب ضرورة إضافة عبارة أو كلمة إلى النص المقتبس فعلية أن يحيطها بقوسين معكوفين [ ] .
عاشرا : عندما يكون للباحث تعليق خاص سواء إن كان مقارنة أو تحليلا يقوم بتسجيله فورا أما في أسفل البطاقة.
أو في ظهرها ففي كثير من الأوقات يوحى الاقتباس للباحث بفكرة ما وإذا لم يسرع بتسجيلها فلا يلوم إلا نفسه عند نسيانها بمرور الوقت وتزاحم الأفكار.
حادي عاشر : عندما يقوم الباحث ينتقل الاقتباس إلى متن البحث فعلية أن يلاحظ إن القارئ يعتقد إن البحث يؤيد الفكرة التي يتضمنها الاقتباس فعليه بتفنيدها على نحو واضح.
ثاني عاشر : ينبغي وضع الاقتباس إذا كان قصيرا بين علامتي تنصيص أما اذا كان الاقتباس طويلا فيوضع أيضا بين علامتي تنصيص (( )) ولكن يزحزح قليلا من جهة اليمين والشمال بحيث يكون الهامش الجانبي في ناحيتي الصفحة اكبر من المعتاد عم تغيير.


كتابة البحث :

يقول الحسن بن بشر الامدي :

ان حسن التأليف وبراعة اللفظ يزيد المعنى المكشوف بهاءً وحسنا ورونقا ، حتى كأنه قد احدث فيه غرابة لم تكن ، وزيادة لم تعهد.أ.هـ
بعد أن يقوم الباحث بتحديد مصادر بحثه وقراءتها بتركيز وتسجيل ما يريد منها في بطاقات أو تصوير ما يريده من معلومات وفرزها وفق الهيكل العام الذي وضعه حسب الخطة الأولية للبحث , يقوم باختيار ما يناسب منها ويحذف المكررات يبدأ بصياغة البحث وكتابته.


وهذه المرحلة تتطلب إضافة إلى الصياغة السليمة :

1- حسن التأليف .
2- التزام المنهج العلمي في عرض الأمور ومناقشتها مناقشة علمية.
3- السعي لمعرفة أسباب الجودة في كتابة البحث.


أركان البحث العلمي الدقيق :

1- الأسلوب :
فهو القالب التعبيري الذي يحتوي العناصر الأخرى، وهو الدليل على مدى إدراكها وعمقها في نفس البحث .
فان شدة الوضوح وبساطة الأسلوب وسطحيته لون غير مرغوب فيه في كتابة البحث العلمي وعكسه الغموض والتعمق المفرط في الأسلوب .
لابد من الوسطية بين الإفراط والتفريط .
2- المنهج :
أما المنهج فانه يتمثل في طريقة استخدام المعلومات في تكوين فكرة وصياغة حكم من دون تقليد للغير .
3- المادة :
وهي تشكل الركن الأساس في البحث العلمي الجيد فالمادة العلمية الجيدة هي ما سيقدمه هذه البحث من جديد مفيد للقارئ ، وتعود قيمة البحث وأهميته إلى غزارة مادته العلمية ، ومدى صحتها وتوثيقها وجدتِها وحيويتها .


كيف تجعل أسلوب واضحا متماسكا ؟

1. تجنب الجمل الطويلة أكثر من اللازم:فهي عسيرة الفهم وتتطلب من القارئ مزيدا من التركيز قد يجعله يشعر بالملل .
2. الإقلال قدر الإمكان من الجمل المشتمل على عناصر كثيرة إي الالتزام بالجمل التامة المكثفة المختزلة.
3. أن تكون المسافة بين المبتدأ والخبر أو بين الفعل والفاعل قصيرة: فالجمل التي تطول المسافات بين أجزائها الرئيسية تكون صعبة الفهم وابعث على السأم .
4. تحاشى الاستخدام المفرط للأفعال المبنية للمجهول فكثرتها تجعل المعاني غير مباشر على العكس من ذلك الأفعال المبنية للمعلوم فإنها تقدم للقارئ الأفكار والمعاني بأسلوب مباشر ومحدد.
5. حذف الكلمات غير الضرورية .
6. أيضا حذف الجمل غير الضرورية : وهى تلك الجمل ذات الطابع الإنشائي الفارغ أو التي تحمل معان مكررة سبق التعبير عنها.
7. تجنب الجمل الاعتراضية الكثيرة : أذانها تشتت ذهن القارئ.
8. إذا كان ولابد من جملة اعتراض ما فيبغي أن تكون قصيرة
9. حسن استخدام الفقرات وتوظيفها .


أيهما له الأولوية :التفكير في المعاني أم الكلمات ؟:

يميل الكثيرون إلى البحث أولا عن الكلمة واختيارها قبل ان يفكروا فى المعنى هذا الخطأ الفادح نتج عن الأسلوب الذي يتبعه مدرسو اللغة حيث يركزون على النحو والقواعد دون التركيز على الأفكار والمعاني والوقائع ومن هنا يجد الغالبية صعوبة حقيقة في الكتابة والتعبير عن أفكارهم إن الكاتب الناجح هو الذي يحدد أفكاره أولا ثم يبحث عن الكلمات التي تلائمها وليس العكس.


احذر القيام وكأنك مرشد :

نعم .. احذر القيام بدون المرشد في رسالتك في هذا الدور الذي يضطلع به بعض الباحثين حيث يقطع حديثه من وقت لأخر لكي يقدم للقارئ لونا من الإرشادات السياحية كان يقول له:
• الآن نكون قد انتهينا من بحيث النقطة (( الفلانية )) وسننتقل إلى عرض نقطة أخرى هي كذا وكذا....
• عرضنا من قبل للمسالة (.....) أما الآن فإننا سنعالجها بشيء من التفصيل ."
• بهذا نكون قد فرغنا من الفصل الثاني الذي تناولنا فيه كذا وكذا وقد حان الوقت للشروع في الفصل الثالث الذي سنتناول فيه كيت وكيت....


متى يكون التكرار إثما ومتى يكون التكرار منطقيا ؟:

إن وجود نسبة غير ضرورية من التكرارات والاستطرادات يؤدى إلى زعزعة إن لم يكن غياب البناء المنطقي للبحث .
ومن هنا يجب التنبيه جيدا إلى الأفكار والعبارات المكررة أو التي فيها استطراد وخروج عن وحدة الموضوع ولكن لا يعنى هذا إن كل تكرار هو إثم وإنما هناك لون من التكرار تحتمه ضروريات التسلسل المنطقي فكثير من الموضوعات تتدخل فيها بينها ويتطلب عرض أي منها ذكر فكرة سبق التعرض لها في موضع أخر أو قد تكون الإشارة إليها للمرة الثانية أو الثالثة أمرا ضروريا ضرورة منطقية لاستنباط نتيجة جديدة.

إن الكتابة المحكمة تتسم بالإيجاز فيجب أن لا تشتمل الجمل على كلمات أو فقرات غير ضرورية بالضبط مثل اللوحات الفنية التي يجب أن تكون خالية من أي خطوط لا مبرر لها أو الآلة التي يجب أن لا تشتمل على أجزاء غير لازمة ولا يعنى هذا إن الكاتب يجب أن يجعل كل جملة قصيرة أو أن يتجنب أي تفصيل أو أن يعالج فقط الخطوط العامة من موضوعه بل المطلوب هو أن تكون كلماته متماسكة مثلها مثل البيان المرصوص.

إن كلمة واحدة معبرة عن المعنى تماما أفضل من كلمتين يعبران معا عن نفس المعنى لان الجملة التي تتكون من كلمات قليله تدخل الذهن بسرعة ووضح كبيرين .


مختصرات عربية في المنهج العلمي :


ح - جزء
ص - صفحة
س - سؤال
هـ- سنة الهجرية
م - سنة ميلادية
ق.م - قبل الميلاد
مخ - مخطوطة
لا ؛ن – لا ناشر
تر - ترجمة
تحق - تحقيق
مح - محرر
لا: ت – لا تاريخ
د - دكتور
أ.د - أستاذ دكتور
و – ورقه
ت – توفي
مج – مجلد
تحـ - تحقيق
م.ن – المصدر نفسه
د.ط – دون طبعة
م.س – المصدر السابق

الفهارس :
1. فهرس الجداول
2. فهرس الإعلام
3. فهرس الأماكن
4. فهرس المحتويات


فهرس المحتويات :

يقوم الفهرس بدور المرشد الجغرافي لقارئ البحث إذ يساعده على تكوين رؤية مبدئية شاملة عن محتواه ويعطيه فرصة الوصول من اقرب طريق إلى الموضوع الذي يهمه وكلما كان الفهرس شاملا مستوعبا دقيقا واضحا كان أفضل وأوقع عند القارئ.
ويفضل أن يكون هيأة الفهرس وهناك هيئات أخرى معتمدة المهم أن يكون هناك بيان بعناوين الأبواب والفصول مع ذكر أرقام صفحاتها أما عن المكان الذي ينبغي أن نضع فيه الفهرس :هل هو عند مطلع الدراسة أم في أخرها كلا الموضعين جائز ومتعمد وان كان من الأفضل من الناجية العملية للكثيرين نهاية البحث والأمر كله لا يتجاوز نطاق التعود.


ما هو حجم البحث الجيد ؟ :

سؤال كم هو عدد الصفحات المناسب لإخراج بحث جيد :

الجواب ليس المهم في كتابة البحث ان يكون مطولا وموسعا ، ولكن المهم هو اكتشاف جانب معين في شكل دقيق ومفصل , فالحجم والكم في البحث العلمي ليس ذا قيمة علمية بل دع قلمك يكتب على أساس من المعايير البحثية المعتمدة والتي تنص على عدم وجود علاقة منطقية بين جودة البحث وحجمه ففي أحيان كثيرة يكون البحث جيد المضمون متماسك الأسلوب واضح الفكرة قوى الحجة رغم صغر حجمه وفى المقابل نستهجن كثيرا من الأبحاث الكبيرة لأنها فقيرة جدباء فما أيسر أن يقوم البعض بـ(نفخ ) أبحاثهم عن طريق حشو الصفحات بنصوص طويلة لم يتم تحليلها أو نقدها .

وقد تكون تكرارا لمعاني سبق التعبير عنها وفى أحيان أخرى تكون غير ذي علاقة بما هو مطروح من أفكار ناهيك عن الوثائق والجداول والرسوم التي لا تضيف جديدا ولا توضح غامضا هذا وأكثر منه يحدث في عدد غير قليل من الأبحاث المنتفخة وكان أصحابها يظنون أن قيمة الأشياء تتحدد بأحجامها وغالبا ما يكون السبب بالإضافة إلى هذا هو أنهم يريدون أن يكتبوا في أبحاثهم كل ما قرءوه فاحذر أن تسلك في بحثك مثل هذا المسلك غير العلمي فأنت لا تقرا لكي تكتب فقط وإنما لكي تتكون عقليتك العلمية أيضا.
ثم إن كثير من الباحثين يقحمون بحوثهم الجيدة بأمور أفقدت أهميتها بسبب عدم حذف ما لا ضرورة لوجوده وحشو البحوث العلمية يما ليس فيه فائدة فانه يهوي البحث بمكانته وينقص من درجتها .
وعليك أن تنسى في أثناء الكتابة الأيام والأسابيع التي قضيتها في قراءة بحث أو مقال أو إعداد جدول أو رسم بياني...
المعتبر في عدد صفحات البحث التخرج في المرحلة الرابعة بالنسبة للكليات (25 – 50 ) صفحة .


علامات الوقف والترقيم

الأهمية والوظيفة :

علامات الوقف والترقيم هي مجموعة من الرموز والعلامات التي تعد جزءا أساسيا من فن الكتابة فهي تساعد على بيان العلامات النطقية بين أجواء الجملة من ناحية وبين عدد من الجمل من ناحية أخرى إذ تقوم بدون المحطات في قراءة النص فتسهل قراءته من خلال دورها البارز في المساهمة في ترتيب الأفكار ومنع اختلاطها وتزاحمها وبالتالي سد الطريق إمام الفهم الخاطئ.
وهي انفعالات الكاتب الصوتية أو الحركية أو التعبيرية التي تظهر على وجهة في انثناء الكتابة وتوجد قواعد محددة تخضع لها عملية استخدام علامات الوقف والترقيم:
1. النقطة (.) :
توضع في نهاية الجملة بعد تمام معناها بحيث تكون الجملة التي بعدها مفتتحة لمعنى جديد كما توضع في نهاية الفقرة ونهاية القول .
2. النقطتان الفريقان ( : ) :
توضعان بعد القول وقبل المقول مثل :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من سلك مسالك التهم اتهم ).
كما توضعان أيضا قبل ما يفصله ، مثل الأمثلة لا يركن إليها : الدنيا ، والسلطان ، والمرأة.
- وتوضعان أيضا قبل تعداد الممثلة، وكما تلاحظ فإننا فيهما سبق
كلما قلنا : (مثل ) اتبعناها بنقطتين.
- وتوضعان بعد العناوين الجانبية , انظر على سبيل المثال العناوين الجانبية للكتاب الذي بين يديك، فكلها متبوعة بنقطتين فوقيتين.
- وبعد : ما يراد أثبات ما أو نقضه.
التمثل : مثول الصور الذهنية بإشكالها المختلفة في عالم الوعي أو حلول بعضها محل بعضها الأخر.
3. علامة الاستفهام ( ؟ ) :
توضع في نهاية الجملة المشتملة على سؤال أو استفهام .
4. علامة التعجب (!) قد يظن بعضهم إن هذه العلامة ( ! ) تستخدم في حالة التعجب فقط، والوقع إن حالات استخدامها واسعة النطاق، حيث تشمل كل ما يدل على التأثر العقلي أو العاطفي فتستخدم في العبارات التي فيها معنى الحزن، والفرح، والاستغاثة، والدهشة، وما إلى ذلك. وقد تجتمع مع علامة الاستفهام إذا كان السؤال يشمل على معنى يفيد التعجب.
يتبع إن شاء الله...