الأربعون حديثا في المهدي

الأربعون حديثا في المهدي

للحافظ أبي نعيم الأصفهاني رحمه الله

إخراج وتعليق

أبي يعلى البيضاوي

عفا الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

رب أنعمت فزد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد:

•    فهذه درة خامسة من السلسلة المباركة ((كشف خبايا الزوايا من تراث السلف وكنوز الخلف)), وهي كتاب (الأربعون حديثا في المهدي)) للحافظ أبي نعيم الأصبهاني المتوفى رحمه سنة 430هـ, وقد لخصه الحافظ السيوطي رحمه الله, وزاد عليه أحاديث وآثارا أخر, وذلك في كتابه ((العرف الوردي في أخبار المهدي)), وهو مطبوع ضمن ((الحاوي للفتاوي)).

•    و لكتاب الحافظ أبي نعيم هذا عدة تسميات, فقد سماه الحافظ الذهبي في ((سير الأعلام))(19\306)  والحافظ ابن حجر في ((معجمه المفهرس)) (467) وحاجي خليفة في ((كشف الظنون))(2\1465): كتاب ((المهدي)).

•      وسماه الحافظ جلال الدين السيوطي في ((العرف الوردي)), والإربلي  الشيعي في ((كشف الغمة في معرفة الأئمة)) (3\267) بـ ((الأربعين)).

•      وسماه المحدث أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي في كتابه ((البيان في أخبار صاحب الزمان))(ص 60): ((مناقب المهدي)) وفي (ص57) ((نعت المهدي)).

•    وذكر الشيخ أبو القاسم (علي بن موسى بن طاوس) الشيعي الإمامي المتوفى سنة664 هـ في كتابه ((الطرائف في معرفة الطوائف)) (ص181) أن للحافظ أبى نعيم كتاب ((ذكر المهدي ونعوته, وحقيقة مخرجه وثبوته)), ولكن الوصف الذي وصفه به يدل على أنه كتاب آخر غير ((الأربعين)).

•    فقد ذكر (ص179) أنه في نحو ست وعشرين ورقة, ثم سرد في (ص183) أبوابه وعناوينه وهي كالتالي:

روى في أوله (49) حديثا تتضمن البشارة بالمهدي وانه من ولد فاطمة وانه يملا الأرض عدلا وانه لابد من ظهوره.

ثم ذكر المهدي ونعوته وخروجه وثبوته وروى فيه (42) حديثا.

ثم إعلام النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المهدي سيد من سادات الجنة وروى فيه (3) أحاديث.

ثم ذكر جيشه وصورته وطول مدته وأيامه وروى فيه(11) حديثا.

ثم ...بالعدل وفي وبالمال سخي يحثوه حثوا ولا يعده عدا وروى فيه (9) أحاديث.

ثم البيان عن الروايات الدالة على خروج المهدي وظهوره وروى فيه (4) أحاديث.

ثم البيان في أن توطئة أمر المهدي وخلافته وجيشه من قبل المشرق وروى فيه حديثين.

ثم ذكر القرية التي يكون منها خروج المهدي وروى فيه حديثين.

ثم ذكر بيان أن من تكرمة الله لهذه الأمة أن عيسى بن مريم -صلى الله عليه وسلم- يصلي خلف المهدي وروى فيه (8) أحاديث.

ذكر ما ينزل الله عز وجل من الخسف والنكال على الجيش الذين يرمون الحرم تكرمة للمهدي وروى فيه (5) أحاديث.

ثم ذكر المهدي وانه من ولد الحسين وذكر كنيته وموته حين يبعث وذكر فيه (9) أحاديث.

ثم ذكر فتح المهدي المدينة الرومية ورد ما سبي من بني إسرائيل إلى بيت المقدس وروى فيه (5) أحاديث.

ثم ما يكون في زمان المهدي من الخصب والأمن والعدل وروى فيه (7) أحاديث.

فجملة الأحاديث المذكورة في كتاب ذكر المهدي ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته المختصة بهذا المعنى المقدم ذكرها (156) حديثا .اهـ

•    وقال الشيخ (أبو الحسن علي بن عيسى الإربلي ) الشيعي المتوفى سنة 693هـ في كتابه ((كشف الغمة)) (3\267): وقع لي أربعون حديثا جمعها الحافظ أبو نعيم احمد بن عبد الله رحمه الله في أمر المهدي أوردتها كما أوردها واقتصرت على ذكر الراوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- .اهـ

والوصفان متغايران, لا يمكن تطابقهما على كتاب واحد, وهذا يدل على أن لأبى نعيم رحمه الله في موضوع  ((المهدي)) كتابان: الأول كبير, عدد أحاديثه (156), والثاني صغير, وهو ((الأربعون)).

•    وقد أكثر من النقل عن كتاب الحافظ أبى نعيم مع إيراد الأحاديث بأسانيده, الشيخ المحدث (أبوعبد الله محمد بن يوسف الكنجي)   الشافعي المتوفى مقتولاسنة 658هـ  في كتابه ((البيان في أخيار صاحب الزمان)) وهو بالأسانيد, وهذا الشيخ ممن انتكس وترفض, وكتابه مطبوع على أيدي الرافضة, متشبعين به, ومستدلين به على مذهبهم الباطل في مهديهم اللامنتظر.

•    وقد قمت بحمد الله وتوفيقه بجمع وتتبع أحاديث هذه ((الأربعين)) من كتاب ((العرف الوردي في أخبار المهدي)) للحافظ جلال الدين السيوطي, وقابلتها مع ما ذكره الإربلي, ومزية كتاب الأخير محافظته على ترتيب مؤلفها وعناوين أبوابه, وقد فات السيوطي رحمه الله ذكر خمسة أحاديث أوردها الإربلي, وهي بالأرقام: ( 6و 10و 19و21 و29).

•     ثم تبعت  بعد ذلك أسانيد الأحاديث من كتب الحافظ أبي نعيم ((كالحلية)) و((تاريخ أصبهان)), وكذا من كتاب ((البيان)) للكنجي, والتي رواها من طريق أبى نعيم, فوضعتها أمام متونها, فأصبحت ((الأربعين)) ولله الحمد شبه كاملة.

•    وجعلت للأحاديث رقمين, الأول رقم تسلسلي, والثاني رقم الحديث في كتاب ((العرف الوردي)) والذي حققته وخرجت أحاديثه.

•    وقمت أيضا بتخريج الأحاديث وذكر كلام أهل العلم فيها تصحيحا وتضعيفا

وختاما أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق من يشاء بفضله من طلبة العلم للحصول على أصل كامل لهذا الكتاب حتى يرى النور كما صنفه مؤلفه, وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.

ترجمة الحافظ أبي نعيم الأصبهاني رحمه الله

الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء.

ولد سنة ست وثلاثين وثلاث مائة.

تفرد بالسماع من خلق ورحلت الحفاظ إلى بابه لعلمه وحفظه وعلو أسانيده.

قال علي بن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السلفي أخبار أبي نعيم, فسمى نحوا من ثمانين نفسا حدثوه عنه, وقال: لم يصنف مثل كتابه ((حلية الأولياء)).

قال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه, لم يكن في أفق من الآفاق أحد أحفظ منه, ولا أسند منه, كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده, وكل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر, فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء, وكان لا يضجر, لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف.

وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه, ولا أحفظ منه, وكانوا يقولون: لما صنف كتاب ((الحلية)) حمل الكتاب في حياته إلى نيسابور فاشتروه بأربع مائة دينار.

ولأبي نعيم تصانيف مشهورة ككتاب ((معرفة الصحابة)) وكتاب ((دلائل النبوة)) في مجلدين وكتاب ((المستخرج على البخاري)) و((المستخرج على مسلم)) وكتاب ((تاريخ أصبهان)) و((صفة الجنة)) وكتاب ((الطب)) وكتاب ((فضائل الصحابة)) وكتاب ((المعتقد)) وأشياء صغار.

مات أبو نعيم في العشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربع مائة عن أربع وتسعين سنة.

- مصادر ترجمته: ((تذكرة الحفاظ)) للذهبي (1092) و((وفيات الأعيان)) لابن خلكان (1\91) و((طبقات الشافعية الكبرى)) لابن السبكي (4\18) و((شذرات الذهب)) لابن العماد (3\245).