أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52645 العمر : 72
| موضوع: المقـــــــدمة الأربعاء 08 يونيو 2011, 1:27 pm | |
| مقدمة
في أعقاب حرب العدوان الثلاثي عام 1956، كان قرار إسرائيل الإستراتيجي هو الاستعداد لخوض جولة قادمة بإمكانيات ذاتية متفوقة، وبالاعتماد على حليف أقوى من حلفائها السابقين..
وكانت تنظر إلى الولايات المتحدة لكي تكون ذلك الحليف، كإحدى القوتين العظميين على مستوى العالم..
وقد نجحت في ذلك تماماً، للدرجة التي ـ عندما قررت الحرب عام 1967 ـ كانت واثقة من النصر. ويبدو من النظرة الفاحصة الشاملة، أنه بقدر ما أعدت إسرائيل، وجهزت والتزمت بأسس ومبادئ العلم العسكري المخططة لخوض غمار حربها مع العرب في كل جولة من الجولات الثلاث.. بقدر ما تهاون العرب في الإعداد والتجهيز.
وحادوا عن الصواب فيما تنص عليه تلك الأسس والمبادئ ..
ويبدو أيضاً، أنه بقدر ما حشدت إسرائيل وعبأت من قدرات مادية ومعنوية، بقدر ما أضاع العرب من إمكانيات وقدرات هباءً سدى، وبلا مبالاة. وفي جولة يونيه 1967.
كانت المكاسب الإسرائيلية لا تقدر بثمن، ولم يحلم بها أي فرد في إسرائيل، وكان حجم المساهمة في تلك المكاسب، قد تحقق بفعلين، الأول، هو ما قدمه العرب أنفسهم لإسرائيل من كل عوامل تحقيق النصر، وذلك من خلال التردد في القرار، والضعف في الإعداد، وعدم الثقة في النفس، أو في الغير.
أما الثاني، فهو الإعداد الجيد للقوات الإسرائيلية، والقدرة في التنسيق، والحسم في القرار .. ويمكن القول، أن كل تلك العوامل، لم تكن لتتحقق، لولا العوامل التي قدمها لهم العرب، والتي سبق ورودها في السبب الأول.
يقول "أهارون ياريف" :
وفي أعقاب تلك الجولة تغير الموقف الإستراتيجي الإسرائيلي تغيراً جوهرياً، فلأول مرة في تاريخها أصبح لإسرائيل ميزة الدفاع بعمق حيث في الجنوب كانت صحراء سيناء بمثابة منطقة عازلة كما أبعدت السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية وأسفل نهر الأردن القوات المعادية من الشريط الساحلي وخط الوسط الضيق بإسرائيل والمنطقة المحيطة بمدينة القدس كونت أيضاً منطقة عازلة لإسرائيل في الشمال وانتقل تهديد المدفعية والمدرعات الإسرائيلية على دمشق وهو مقابل التهديد السوري ضد الجليل الشمالي في إسرائيل وأصبحت الأوراق في أيدي إسرائيل في شكل المناطق التي كانت تستخدم لشن هجوم على إسرائيل وهذه الأوراق لو لعبت بها إسرائيل جيداً لأمكن فتح الطريق لمفاوضات السلام.
وكانت نتائج الحرب انعكاساً لمجهود السنين الشاق الذي قام به قادة القوات المسلحة الإسرائيلية وأيضاً للتخطيط العسكري الفعال الذي حدث في قيادة قوات الدفاع الإسرائيلية وكانت الفترة الطويلة إلى حد ما من الانتظار لأسابيع طويلة وعديدة في ظل حالات التوتر قد مكنت قوات الدفاع الإسرائيلية للتحرك بفاعلية واستعدت للضربة الأولى.
وعموماً، فإن النصر في حرب الأيام الستة كان نصراً مدهشاً وغير متوقعاً لقد جاءت هذه النتائج في ضوء الإهمال العربي وقلة التنسيق وضعف القيادة العليا.
وكانت الحادثة المدهشة في تلك الحرب هي الضربة الأولى عندما قامت القوات الجوية الإسرائيلية بقيادة "موردخاي هدو" بهجوم خُطِط له جيداً للقضاء على القوات المصرية والعربية وبمفاجأتها. وبعد ثلاثة ساعات من النشاط المكثف كانت لإسرائيل السيادة الجوية التامة على كل الجبهات، وهذا التحرك مهد الطريق لنصر القوات البرية وهناك عنصراً غالباً وهو شجاعة الجنود الإسرائيليون في مثل تلك المعارك مثل قتال المظليين في القدس الشرقية، خاصة تل الذخيرة ضد عدو شجاع وعنيد، والهجوم غير العادي الذي قامت به المشاة والمدرعات على مرتفعات الجولان، خاصة في الجزء الشمالي من المنطقة وهذا مقياس للنموذج والمقدرة القيادية في قوات الدفاع الإسرائيلية يمكن أن يتضح في الحقيقة التي تقول أن 23% من الخسائر بقوات جيش الدفاع تحملها الضباط والصف ضباط. فأحد أسرار النجاح الإسرائيلي هو أن الضباط بمختلف رتبهم وتخصصاتهم كانوا على رأس رجالهم في المعركة. ومرة أخرى وفي تلك الحرب وعلى مستوى القيادات العليا كانت القوات العربية قد أصبحت بدون قادة بسبب إسرائيل.
وقد كان السبب في هذه الحرب هو الرئيس "عبدالناصر" والذي ارتكب في تقييمه لمطامح مصر وفي الطريقة التي أدار بها الحرب خاصة في بدايتها فقد ارتكبت عدداً من الأخطاء الجوهرية، والخطأ الأول أنه أصبح مقتنعاً بمناقشاته الذاتية بأن النجاح الإسرائيلي في حملة 1956 جاء نتيجة تدخل الفرنسيين والبريطانيين.
وكان من نتيجة ذلك أنه في تخطيطه للحرب قلل من شأن قوات الدفاع الإسرائيلي وكانت غلطته الثانية تتمثل في مبالغته في قدرات قواته والجيوش العربية وذلك كما أوضح الجنرال "ديان" بعد ذلك بأن "عبدالناصر" قد أعمته الكميات الكبيرة من التجهيزات الحربية التي تلقاها من الاتحاد السوفيتي، وحقيقة في أن مصر والجيوش العربية الأخرى قد نجحت في امتلاك الطائرات الحديثة والمعدات الإلكترونية والأنواع المختلفة من المدرعات وهذا جعله يبالغ ويضع تقديراً كبيراً على تلك التجهيزات والتي تتعارض مع قدرة الرجال الذين استخدموها.
وهناك غلطة أخرى وهي ميله لرؤية الحروب في مرآة الحرب العالمية الثانية أو تنعكس في خبرته الشخصية في حصار الفالوجا في حرب 1948 فهو لم يبحث الحرب السريعة الضاربة في المناورات في الصحراء لكن رآها (وذلك كما وضح من نشره لقواته وتحصيناتها) كمنازلة انسحاب طويلة.
وأخيراً فإنه لم يقدر أهمية الضربة الأولى منذ بداية العدائيات التدريجية والمثيرة من جانب القوات العربية ورغم ذلك فلم يحدث أي عمل لشن ضربة أولى قوية كانت محتملة، وكل هذه الأخطار تجمعت لتؤدي إلى تقديرات مزيفة وخادعة في عقل "عبدالناصر" قادته في كل التحركات قبل بداية الحرب وما دار في الحرب نفسها.
فوق كل هذا ومن وجهة النظر السياسية كان العامل الرئيسي لاندلاع الحرب يتمثل في الانتماء المباشر للسيطرة السوفيتية حيث قام قادة الاتحاد السوفيتي بعد الحرب مباشرة بعرقلة أي تحرك من جانب الدول العربية، حتى بعد أن أعلن الرئيس "عبدالناصر" استقالته (ثم سحبت بعد ذلك بناء على طلب الشعب من الجماهير المصرية) للدخول في مفاوضات مع إسرائيل لحل سلمي للصراع.
وفي يوم 19 يونيه 1967 صوت الكنيست الإسرائيلي بالموافقة وبالإجماع لإعادة كل سيناء إلى مصر مقابل السلام والتطبيع.
وترتيبات معينة خاصة في شرم الشيخ وأيضاً كل المرتفعات في الجولان إلى سورية في مقابل السلام والتطبيع وكانت هناك تحركات للدخول في مفاوضات مع الملك حسين حول الضفة الغربية ولكن كل هذا تم عرقلته بسبب الاتحاد السوفيتي فقد جاء الرئيس نيكولاي بودجورني مع فريق عسكري كبير إلى الشرق الأوسط وتبنى مهمة إعادة بناء الجيوش السورية والمصرية وهذا التحرك أثر على رد الفعل العربي لتحركات السلام الإسرائيلية فأصدر مؤتمر القمة العربي بالخرطوم يوم الأول من سبتمبر 1967 الثلاث توصيات وهي: لا مفاوضات مع إسرائيل ـ لا تطبيع مع إسرائيل ـ لا سلام مع إسرائيل وهكذا مهدت المكيدة السوفيتية والعناد العربي لتجديد العدائيات بالمنطقة. والدراسة في مجملها، عرض لوجهة نظر إسرائيلية، بأقلام قادة إسرائيليين وهو تصور وجهة نظر مزهوة بالنصر، وتغالي في التحقير من شأن العرب، ولكن النقل بأمانة، استوجب عرض تلك الوجهة، وعليها بعض التعليقات التي أوردت أحداث غير حقيقية. منقول من موسوعة مقاتل من الصحراء |
|