أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الموت الأحد 13 مارس 2022, 7:09 pm | |
| بسم اللـه الرحمن الرحيم الموت الحمد لله الذى أنهى بالموت آمال القياصرة، فنقلهم بالموت من القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمات اللحود ومن ملاعبة الجواري والنساء والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان، ومن التنعم في ألوان الطعام والشراب إلى التمرغ في ألوان الوحل والتراب!!
وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له، ينادى يوم القيامة بعد فناء خلقه ويقول: أنا الملك..!! أنا الجبار..!! أنا المتكبر..!! ثم يقول: لمن الملك اليوم..؟! فيجيب على ذاته سبحانه!! لله الواحد القهار.
وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله أدى الأمانة وبلغ الرسالة، ونصح للأمة فكشف اللـه به الغمة ولبى نداء ربه حتى أجاب مناديه، ومشى طوال أيامه ولياليه على شوك الأسى يخطو على جمر الكيد والعنت، يلتمس الطريق لهداية الضالين وإرشاد الحائرين، حتى عَلَّم الجاهل، وَقوَّم المعوج، وَأمَّن الخائف، وطَمْأَن القلق ونشر أضواء الحق والخير والتوحيد والإيمان كما تنشر الشمس ضياءها في سائر الأكوان.
اللـهم صلى وسلم وزد وبارك عليه، رفع اللـه له ذكره وشرح صدره وذكاه ربه على جميع خلقه، ومع ذلك خاطبه ربه بقوله: (إِنَّكَ مَيتُ وَإِنَّهُم مَيِّتُونَ) (الزمر - 30).
اللـهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل مَنْ اهتدى بهديه واستنَّ بسُنَّته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أمَّا بعــد... فحياكم اللـه جميعاً أيها الآباء الفضلاء وأيها الأخوة الأحباب الأعزاء وطبتم جميعا وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا، وأسأل اللـه العظيم جل وعلا الذى جمعني وإياكم في هذا البيت المبارك على طاعته أن يجمعني وإياكم في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار كرامته إنه ولى ذلك والقادر عليه.
أحبتي في اللـه:- في رحاب الدار الآخرة سلسلة علمية هامة تجمع بين المنهجية والرقائق، وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي تبدأ هذه السلسة بالموت وتنتهى بالجنة.
وقد تحتاج هذه السلسلة إلى جهد شاق حتى تتضح لنا معالمها، لذا فإن الموضوع جد خطير ومن الأهمية بمكان، لذا استحلفكم باللـه الذى لا إله إلاَّ هو.. أن تعيروني قلوبكم وعقولكم وأسماعكم حتى نقف على أهميتها ونسأل اللـه التوفيق، ونسأله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، إنه ولى ذلك والقادر عليه ويجعلنا من الذين قال فيهم اللـه: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللـه وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ) (الزمر: 18).
أيها الأحبة الكرام: وسوف أستهل هذه السلسلة بالحديث عن الموت، فهذه هي المرحلة الأولى في هذه الرحلة الطويلة.
أيها الخيار الكرام: لقد بين اللـه جل وعلا لنا الغاية التي من أجلها خلقنا فقال سبحانه وتعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56).
بل وبين لنا حقيقة الدنيا التي جعلها محل اختبار لنا فقال سبحانه: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد: 20).
وأكد الحبيب المصطفى هذه الحقيقة في حديثه الصحيح الذى رواه الترمذي من حديث سهل بن سعد الساعدي -رضى اللـه عنه- قال صلى اللـه عليه وسلم: ((لو كانت الدنيا تعدل عند اللـه جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء)) (1).
فالدنيا حقيرة عند اللـه أعطاها للمؤمن والكافر على السواء، فلو كانت تزن عند اللـه جناح بعوضة ما سقى منها كافراً قط شربة ماء واحدة، لذا كان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يوصي أحبابه بعدم الركون والطمأنينة إلى هذه الدار الفانية لا محالة، كما أوصى بذلك عبد اللـه بن عمر -رضى اللـه عنه-ما كما في صحيح البخاري: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))، وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك".
ورَحِمَ اللـهُ مَنْ قال: إن للـه عبــــــاداً فطنا طلقوا الدنيا وخافـــوا الفتنـا نظروا فيهــــا فلمَّا علمـوا أنها ليست لِحَـىٍّ وطنــــاً جعلوها لُجَّــــــة واتخذوا صالح الأعمـال فيهـا سُفْنــا
فالفطناء العقلاء هم الذين عرفوا حقيقة الدار، فحرثوها وزرعوها... وفى الآخرة حصدوها.
فالـذم الوارد في القرآن والسُّنَّة للدنيا لا يرجع إلى زمانها من ليل ونهار فلقد جعل اللـه الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، والذم الوارد للدنيا في الكتاب والسُّنَّة لا يرجع إلى مكانها ألا وهو الأرض، إذ أن اللـه قد جعل الأرض لبنى آدم سكناً ومستقراً.
والذم الوارد في القرآن والسُّنَّة لا يرجع إلى ما أودعها اللـه عز وجل من خيرات، فهـذه الخيـرات نعم اللـه على عبـاده وجميع خلقه.
إنما الذم الوارد في القرآن والسُّنَّة يرجع إلى كل معصية ترتكب في حق ربنا جل وعلا.
إذاً لابد وحتما من تأصيل هذا الفهم الدقيق لا سيما لإخواننا الدعاة وطلاب العلم الذين ربما يغيب عن أذهانهم حقيقة الزهد في هذه الحياة الدنيا، فنحن لا نريد أن نُقنَّتْ أحداً من هذه الدنيا، ولا نريد أن نثبت لعامل في هذه الدنيا ولو كان في الحلال أنه قد تجاوز عن طريق الأنبياء والصالحين والأولياء... كلا..! كلا..!!
بل الدنيا مزرعة للآخرة.
تدبَّر معي قول على -رضى اللـه عنه- وهو يقول: "الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار نجاة لمن فهم عنها، ودار غنى لمن أخذ منها، الدنيا مهبط وحى الأنبياء ومصلى أنبياء اللـه ومتجر أولياء اللـه".
فالدنيا مزرعة للآخرة فتدبر معي هذا الحديث الصحيح الذى رواه البخاري ومسلم من حديث أنس قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة)) (2).
إذاً لابد من هذا التأصيل والفهم العميق لحقيقة الدنيا، لننطلق من هذه الدار الفانية إلى دار تجمع بين سلامة الأبدان والأديان.. دار القرار.
فلابد قبل العبور إلى دار القرار من المرور من دار الفناء، فالدنيا دار ممر والآخرة هي دار المقر، الدنيا مركب عبور لا منزل حبور، الدنيا دار فناء لا دار بقاء، لابد من وعى هذه الحقيقة التي لا مراء فيها، لنزرع هنا بذوراً، لنجني هنالك ثماراً.
فاعلم أيها الحبيب هذه الحقائق جيداً، وكن على يقين جازم بأن الحياة في هذا الدنيا موقوتة محدودة بأجل، ثم تأتى نهايتها حتماً لابد..
فيموت الصالحون.. ويموت الطالحون.. يموت المجاهدون.. ويموت القاعدون.. يموت المستعلون بالعقيدة.. ويموت المُستذلون للعبيد.. يموت الشرفاء الذين يأبون الضيم ويكرهون الذل.. ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن.. الكل يموت.
قال اللـه جل وعلا: (كُل مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) (الرحمن: 26، 27).
فلابد أن تستقر هذه الحقيقة في القلب والعقل معاً، إنها الحقيقة التي تعلن بوضوح تام على مدى الزمان والمكان في أذن كل سامع وعقل كل مفكر أنه لا بقاء إلا للملك الحى الذى لا يموت، إنها الحقيقة التي تصبغ الحياة البشرية كلها بصبغة العبودية والذل لقاهر السموات والأرض!!
إنها الحقيقة التي شرب كأسها تباعاً الأنبياء والمرسلون بل والعصاة والطائعون!!
إنها الحقيقة التي تذكرنا كل لحظة من لحظات الزمن بقول الحى الذى لا يموت: (لا إِلَه إِلا هُو كُلُّ شيء هَالِكُ إِلا وَجْهُه). (القصص: 88).
أيها الحبيب تذكر هذه الحقيقة ولا تتغافل عنها إذ أن النبي أمرنا أن نكثر من ذكرها كما في الحديث الصحيح الذى رواه الترمذي والنسائي والبيهقي والحاكم وغيرهم من حديث ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أكثروا من ذكر هادم اللَّذات (الموت))) (3).
إنها الحقيقة التي سمَّاها اللـهُ في قرآنه بالحق فقال جل وعلا: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) (ق: 19، 21).
لا إله إلا اللـه... اللـه أكبر... اللـه أكبر. إن للموت لسكرات... هل علمت إن هذه الكلمات قالها حبيب رب الأرض والسموات وهو يحتضر على فراش الموت؟
روى البخاري عن عائشة -رضى اللـه عنه-ا قالت: مات رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- بين حاقنتي وذاقنتي وكان بين يديه ركوة (علبة) بها ماء فكان يمد يده في داخل الماء ويمسح وجهه بأبي هو وأمي ويقول: ((لا إله إلا اللـه إن للموت لسكرات)) (4).
هكذا يقول حبيب رب الأرض والسموات إن للموت لسكرات!!
حبيب الرحمن يذوق سكرة الموت، فما بالنا نحن؟!!
وفى رواية الترمذي كان الحبيب -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن للموت لسكرات وإن للموت لغمرات)).
وفى رواية كان -صلى الله عليه وسلم- يدعو اللـه ويقول: ((اللـهم أعنِّى على سكرات الموت)).
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ): وما أدراك ما السكرات..!
وما أدراك ما الكربات..!
في هذه اللحظات يزداد الهم والكرب، في لحظات السكرات إذا نمت يا ابن آدم على فراش الموت ورأيت في غرفتك التي أنت فيها دون أن يرى غيرك، رأيت شيطاناً جلس عند رأسك يريد الشيطان أن يضلك عن كلمة الإخلاص "لا إله إلا اللـه"، يريد الشيطان أن يصدك عنها، يقول لك: مُت يهودياً فإنه خير الأديان، يقول لك: مُت نصرانياً فإنه خير الأديان.
واستدل أهل العلم على ذلك بصدر حديث صحيح رواه الإمام مسلم أن رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الشيطان يُحضِرُ كل شيء لابن آدم..)).
بل وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية طَيَّبَ اللـهُ ثراهُ عن مسألة عَرْض الأديان على ابن آدم في فراش الموت، فقال في مجموع الفتاوى (5): "من الناس مَنْ تُعرض عليه الأديان ومنهم مَنْ لا يُعرض عليه شيء قبل موته، ثم قال: ولكنها من الفتن التي أمرنا النبي أن نستعيذ منها في قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال)) (6).
فمن فتن الموت أن يأتيك الشيطان ليصدك عن لا إله إلا اللـه، ليصدك عن كلمة التوحيد، هذه من الكربات، هذه من أشد السكرات على ابن آدم ولا حول ولا قوة إلا باللـه.
هل علمت أُخَيَّ في اللـه أن إمام أهل السُّنَّة أحمد بن حنبل حينما نام على فراش الموت ذهبت إليه الشياطين لتنادى عليه بهذه الكلمات، قال عبد اللـه ولده: "حضرت وفاة أبى فنظرت إليـه فإذا هو يغرق ثم يفيق ثم يشير بيده ويتكلم ويقول: لا بَعْد..!! لا بَعْد..!!.
فلما أفاق في صحوة بين سكرات الموت وكرباته، قال له ولده عبد اللـه يا أبتي ماذا تقول؟! تقول لا بعد، لا بعد..!! ما هذا؟!!
أتدرى ماذا قال إمام أهل السُّنَّة؟ قال لولده: يا بنى شيطان جالس عند رأسي عاضٌ على أنامله يقول لي: يا أحمد لو فُتَّني اليوم ما أدركتك بعد اليوم وأنا أقول له: لا بعد، لا بعد حتى أموت على لا إله إلا اللـه.
فإذا كنت حقا من المؤمنين الصادقين..
من الموحدين المخلصين وجاءتك الشياطين ثبتك رب العالمين وأنزل إليك ملائكة التثبيت، كما في حديث البراء بن عازب الصحيح وسأذكر الحديث بتفصيله لاحقاً إن شاء رب العالمين.
إلاَّ أن محل الشاهد فيه الآن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر: ((أنَّ المؤمن إذا نام على فراش الموت جاءته ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفنٌ من أكفان الجنة وحنوطٌ من حنوط الجنة فيجلسون من المؤمن مُدَّ البصر حتى يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه وينادى على روحه الطيبة وهو يقول: أيتها الروح الطيبة اخرجي حميدة وابشري بروحِ وريحان وربٍ راضٍ عنك غير غضبان، فتخرج روح المؤمن سهلة سلسة كما يسيل الماء من في السقاء فلا تدعهـا الملائكــة في يد ملك الموت طرفة عين، ثم ترقى بها إلى اللـه جل وعلا..)) (7).
هكذا أيها الأحبة.. (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (إبراهيم: 27).
ولقد سجل اللـهُّ هذه البشارة للموحدين في قرآنه العظيم فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) (فصلت:30، 32).
وقال تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) (إبراهيم: 27).
قال ابن عباس: القول الثابت هو لا إله إلا اللـه في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل اللـه الظالمين ويفعل اللـه ما يشاء.
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) (ق: 19).
والحق أنك تموت واللـه حي لا يموت، الحق أن ترى عند موتك ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب.
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
والحق أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران.
(ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) ذلك ما كنت منه تهرب.
تحيد إلى الطبيب إذا جاءك المرض، وتحيد إلى الشراب إذا أحسستَ بالظمأ.
ثم ماذا أيها القوى الفَتِىّ؟! ثم ماذا أيها العبقري الذكي؟! ثم ماذا أيها الوزير والأمير؟! ثم ماذا أيها الكبير والصغير؟! ثم ماذا أيها الغنى والفقير؟!
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الموت الأحد 13 مارس 2022, 7:14 pm | |
| اسمع يا هذا وذاك: كل باك فَسَيُبكَى كل مَذْكور سَيُنْسَـــــى وكل ناعٍ فَسَيُنعَى ليــس غيــرُ اللـه يبقى مـن عــلا فاللـه أعلـــى أيا من يَدَّعِ الفهم تعب الذنب والذنب أمــا بـــان لك العيب؟ إلى كم يا أخي الوهم وتخطئ الخطأ الجم أما أنـــذرك الشـــيب ومــا في نصحـه ريــــب أما أسمعك الصوت أما تخشى من الفَوْت فكم تسير في الهوى كأنى بك تنحط وقد أسلمك الرهط هناك الجسم ممدود إلى أن ينخر العود فزود نفسك الخير وهيأ مركب السير بذا أوصيك يا صاح فطـــوبى لفتـــى راح أما نادى بك الموت فـتحتاط وتهتم وتختال من الزهو إلى اللحد وتنغط إلى أضيق من سم ليستأكله الدود فيمسى العظم قد رم ودع ما يعقب الضير وخاف من لجة اليم وقد بحتك من باح بقــرآن الــرب يهتــم وبـآداب محمــد يأتــم
وصدق اللـه عز وجل إذ يقول: (كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ) (القيامة: 26، 30).
(كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ) إذا بلغت الروح الترقوة.
(وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ) من يرقيه؟!! من يرقى بروحه؟!! ملائكة الرحمة؟ أم ملائكة العذاب؟. من يبذل له الرقية؟ من يبذل له الطب والعلاج؟! فهو من هو؟!! صاحب الجاه والسلطان! صاحب الأموال والأطيان!
انتقل في طيارة خاصة إلى أكبر مستشفى في العالم، التف حوله أكبر الأطباء، هذا متخصص في جراحة القلب والبطن وهذا متخصص في جراحة المخ والأعصاب، وهذا متخصص في كذا، وذاك متخصص في كذا!!.
التف حوله الأطباء يريدون شيئاً وملك الملوك أراد شيئاً آخر.
قال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (الأعراف: 34).
(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (النساء: 78).
والتف حوله الأطباء مرة أخرى، كل يبذل له العلاج والرقية!!
ولكن حاروا وداروا!!
اصفر وجهه، شحب لونه، بردت أطرافه، تجعد جلده، بدأ يشعر بزمهرير قارس يزحف إلى أنامل يديه وقدميه!!
فينظر في لحظة السكرة والكربة فيرى الغرفة التي هو فيها مرة فضاءً موحشاً ومرة أخرى أضيق من سم الخياط.
وينظر مرة فيجد أهله يبتعدون عنه وأخرى يقتربون منه، اختلطت عليه الأمور والأوراق!!
من هذا..؟!! ملك الموت!! ملك الموت عند رأسه. ومن هؤلاء الذين يتنزلون من السماء؟!! إنه يراهم بعينه، إنهم الملائكة!! يا ترى ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟!! يا ترى ماذا سيقول ملك الموت؟!!!
هل سيقول لي الآن يا أيتها الروح الطيبة اخرجي إلى مغفرة من اللـه ورضوان ورب راض غير غضبان؟!!
أم يقول يا أيتها الروح الخبيثة اخرجي إلى سخط اللـه وعذابه؟
ينظر لحظة الصحوة بين السكرات والكربات.
فإذا هو يعي من حوله من أهله وأحبابه فينظر إليهم نظرة استعطاف!!
نظرة رجاء!!
فيقول بلسان الحال وربما بلسان المقال: يا أولادي.. يا أحبابي.. يا أخواني لا تتركوني وحدي. ولا تفردوني في لحدي!! أنا أبوكم. أنا الذى بنيت لكم القصور!! أنا الذى عَمَّرت لكم الدور! أنا الــذى نمَّيت لكـم التجارة!! فمن منكم يزيد في عمري ساعة أو ساعتين؟ فدُّوني بأموالي.. فدُّوني بأعماركم!!
وهنا يعلو صوت الحق كما قال جل وعلا: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) (الحاقة: 28، 29).
وقد سجَّل التاريخ لهارون الرشيد عندما نام على فراش الموت فنظر إلى جاهه وماله وقال: ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه!!
ثم قال: أريد أن أرى قبري الذى سأدفن فيه!!
فحملوه إلى قبره.
فنظر هارون إلى القبر وبكى.
ونظر إلى السماء وقال: يا مَنْ لا يزول مُلكه... ارحم مَنْ قد زال مُلكه.
أين الجاه؟! أين السلطان؟! أين المال؟! أين الأراضي والأطيان؟! ذهب كل شيء!!
سبحانه... سبحانه... سبحانه. سبحان ذي العزة والجبروت. سبحان ذي الملك والملكوت. سبحان من كتب الفناء على جميع خلقه. وهو الحى الذى لا يموت. سبحانك يا مَنْ ذللت بالموت رقاب الجبابرة. سبحانك يا مَنْ أنهيت بالموت آمال القياصرة.
(كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ): من يرقى بروحه؟!! أو من يبذل له الرقية والعلاج؟!!
وقال سبحانه: (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ).
إنه يوم المرجع.. إنه يوم العودة... انتهى الأجل... انتهت الدنيا.. وحتماً ستُعرض على مولاك.
سأل سليمان بن عبد الملك عالمـاً من علماء السلف يُقال له أبو حازم.
قال سليمان: يا أبا حازم، ما لنا نكره الموت؟!
قال أبو حازم: لأنكم عمَّرتُم دُنياكم وخرَّبتم أخراكم فأنتُم تكرهون أن تنتقلوا من العُمران إلى الخراب!!
أحبتي في اللـه: في زيارة إلى أمريكا نبَّهني أحد القائمين على الدعوة هناك برجل مَنَّ اللـهُ عليهِ بالأموال، وهو مسلمٌ عربيٌ ومع ذلك لا يُصَلِّي، ولا يعرف حق الكبيـر المُتعـال ذهبـت إليه لأذكِّرهُ باللـه فقال لي بلسان المقال: أنا أتيتُ إلى هذه البلاد من أجل الدولار وأعِدُكَ إن عُدْتُ إلى بلدي لا أفارق المسجد قط.
قلت: سبحان اللـه.. ومنْ يضمن لك يا مسكين أنك سترجع إلى بلدك؟!! أو أن يمر عليك يوم بكامله؟!!! واللـه لا تضمن أن تتنفس بعد هذه اللحظات.
دع عنك ما قد فات في زمن الصبا واذكر ذنوبـك وابكهــا يا مذنبُ لــم ينسه الملكان حيـن نسيتـه بل أثبتــاه وأنـــت لاه تلعبُ والروح منك وديعـــة أودعتها ستردهــا بالرغـم منك وتسلبُ وغـرور دنياك التي تسعـى لهـا دار حقيقتها متـاع يذهــــبُ الليـل فاعلم و النهـــار كلاهما أنفاسنا فيهما تعــــد وتحسـبُ
دنياك مهما طالت فهي قصيرة.. ومهما عظمت فهي حقيرة.. لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر.. ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر.
ثم سأل سليمان بن عبد الملك، وقال: يا أبا حازم كيف حالنا عند اللـه تعالى؟!!
قال: اعرض نفسك على كتاب اللـه.
قال سليمان: أين أجده؟!!
قال: في قوله تعالى: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (الانفطار: 13، 14).
قال سليمان بن عبد الملك: فأين رحمة اللـه يا أبا حازم؟!!
قال أبو حازم: (إِنَّ رَحمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ المحُسِنِينَ) (الأعراف: 56).
فقال سليمان بن عبد الملك: فكيف عَرضُنَا على اللـه غداً.
قال: أمَّا المُحسن فكالعبد الغائب من سفر يقدمُ على أهله، فيستقبله الأهل بفرح، والمُسيء كالعبد الآبق يقدِمُ على مولاه.
وفى الصحيحين من حديث عائشة -رضى اللـه عنهـا- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((مَنْ أحَبَّ لقاء اللـه أحَبَّ اللـهُ لقاءه، ومَنْ كره لقاء اللـه كره اللـهُ لقاءه)).. قالت عائشة: يا رسـول اللـه أكراهية الموت؟ كلنا يكره الموت.. قال: ((لا يا عائشة، ولكن المؤمن إذا بُشِّر برحمة اللـه ورضوانه وجنته أحَبَّ لقاء اللـهِ وأحَبَّ اللـهُ لقاءهُ، وإن الكافر إذا بُشِّر بسخط اللـهِ وعذابه كره لقاء اللـهِ وكره اللـهُ لقاءهُ)) (8).
وفى صحيح البخاري من حديث أبى سعيد الخدري -رضى اللـه عنه- أن رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا وضعت الجنازة وحملها الرجال على الأعناق تكلمت وسمعها كل شيء إلا الثقلين -أو قال: إلا الإنسان- ولو سمع الإنسان لصعق، فإن كانت صالحة قالت: قدموني.. قدموني!! وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها..!! أين يذهبون بها!!)) (9) اللـهم سلِّم.. سلِّم.
أيها اللاهي.. أيها السَّاهي.. أيها الشَّاب.. أيها الكبير.. أيها الصَّغير.. أيها الأمير.. أيها الوزير.. أيها الحقير..
ذَكِّرْ نفسك، وقُلْ لها!! يا نفس قـــد أزف الرحيــل وأظلك الخطب الجليــــــلُ فتأهبــــي يا نفـــــس لا يلعب بك الأمـــــل الطويـلُ فلتنـــزلــن بمنـــــزل ينسى الخليـلَ بـه الخليــــلُ وليركبن عليـك فيـــــــه من الثَّرَى حمل ثقيـــــــلُ قرن الفنــاء بنـا جميعــــا فلا يبقى العزيــــز ولا الذليلُ
وأقول قولي هذا واستغفر اللـه لي ولكم. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الموت الأحد 13 مارس 2022, 7:15 pm | |
| الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً نبيه ورسوله، اللـهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أمَّا بعد... فيا أيها الأحبة الكرام... هكذا تبدأ رحلتنا في رحاب الدار الآخرة بالموت بعدما بَيَّنا بإيجاز حقيقة الدنيا وتنتهى هذه المرحلة الأولى بالوصول إلى القبر، وها أنا سأقف معكم إن شاء اللـه تعالى لاحقاً أمام القبر، وحقيقة القبر، وما معنى البرزخ وما معنى النعيم، وما معنى الجحيم، ولماذا لم يذكر اللـه عذاب القبر صراحة في القرآن؟
وهل ثبتت أحاديث صحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
وما هي حقيقة القبر؟ وما هي حقيقة البعث؟ لنواصل هذه الرحلة التي هي من الأهمية بمكان.
ها أنا ذا أذكِّر نفسى أولاً ثم إخواني وأحبابي في هذه اللحظة بالتوبة والإنابة إلى رب الأرض والسموات وأقول: يا مَنْ أسرفت على نفسك بالمعاصي!! يا مَنْ تركت الصلاة في بيوت اللـه!! يا مَنْ تركتِ الحجاب الشرعي وضيعت الصلاة!! يا مَنْ شغلك هُبَل العصري (التلفاز) والشيطان عن اللـه عز وجل!! يا من أعرضت عن مجالس العلم وأماكن الخير والطاعة والعبادة!! يا مَنْ قضيت عمرك على المقاهي وتركت طاعات اللـه.
تُبْ من الآن إلى اللـه وسيقبل اللـه توبتك إن كانت خالصة لوجهه قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53).
أقول لك أخي الحبيب: تُـبْ إلى اللـه ولا تيأس مهما بلغت ذنوبك، مهما كثرت معاصيك اطرق باب الرحمن، فلن يغلق اللـه في وجهك قط ما دمت تستغفر وتتوب إليه: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء: 48).
فعاهد نفسك من الآن على التوبة أينما كنت ألم يقل اللـه عز وجل؟!! (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم: 8).
يقول -صلى الله عليه وسلم-: ((قال اللـه تعالى في الحديث القدسي: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة")) (10).
أيها الحبيب... اجتهد في الدنيا وَعَمِّر الكون واربح ما استعطت من أموال ولكن بشرطين أن تربح من حلال، وتؤدى حق الكبير المُتعال.
اجتهد في الدنيا وازرع للآخرة، فأنا لا أريد أن أقنِّتك من هذه الحياة قط وإنما أريد أن أذكر نفسى وإيَّاك بأن الدنيا مزرعة للآخرة، فلا ينبغي أن ننشغل بالدار الفانية على الباقية، فغداً سترحل عن هذه الحياة ولن ينفعك إلا ما قدمت.
((يتبع الميت ثلاث، ماله، وأهله، وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله)) (11).
وينادى عليك في القبر بلسان الحال: رجعـــــوا وتركــــوك و في التـــراب وضعــوك وللحســـاب عرضــــوك ولـو ظلوا معــك ما نفعــوك
ولم يبقى لك إلا عملك مع رحمة الحى الذى لا يموت. .......... الدعــاء.
الهوامش: (1) رواه الترمذي رقم (2321) في الزهد، باب ما جاء في هوان الدنيا على اللـه عز وجل، وابن ماجة رقـم (2410) في الزهـد، بـاب مثـل الدنيا، وهـــو في صحيح الجامع رقـم (5292). (2) رواه البخاري رقم (2320)، في الحرث والمزارعة، باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه، ومسلم رقم (1553) في المساقاة، باب فضل الغرس والزرع، والترمذي رقم (1382) في الأحكام، باب ما جاء في فضل الغرس. (3) رواه الترمذي رقم (2308)، في الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت، والنسائي (4/4)، في الجنائز، باب كثرة ذكر الموت، وهو في صحيح الجامع رقم (1210). (4) رواه البخاري رقم (4449)، في المغازي، باب مرض النبي صلى اللـه عليه وسلم، ومسلم رقم (418) في الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر، والترمذي رقم (978،979)، في الجنائز، باب ما جاء في التشديد عند الموت، والنسائي (4/6،7)، في الجنائز، باب شدة الموت. (5) مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/255). (6) رواه البخاري رقم (1377)، في الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، ومسلم رقم (588)، في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، والترمذي رقم (3599)، في الدعوات، باب الاستعاذة من جهنم، والنسائي (8/275،276)، في الاستعاذة، باب الاستعاذة من عذاب جهنم. (7) رواه البخاري رقم (1369،4699)، في الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، ومسلم رقم (2870)، في الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وأبو داود رقم (3231)، في الجنائز، باب المشي في النعل بين القبور، والنسائي (4/97)، في الجنائز، باب مسألة الكافر. (8) رواه البخاري رقم (6507)، في الرقاق، باب من أحب لقاء اللـه أحب اللـه لقاءه، ومسلم رقم (2683)، في الذكر والدعاء، باب من أحب لقاء اللـه أحب اللـه لقاءه، والترمذي رقم (1066)، في الجنائز، باب ما جاء فيمن أحب لقاء اللـه أحب اللـه لقاءه، والنسائي (4/10)، في الجنائز، باب فيمن أحب لقاء اللـه. (9) رواه البخاري رقم (1314)، في الجنائز، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء، والنسائي (4/41)، في الجنائز، باب السرعة بالجنازة. (10) رواه الترمذي رقم (3534)، في الدعوات، وحسنه الألباني في الصحيحة رقم (127)، وهو في صحيح الجامع رقم (4338). (11) رواه البخاري رقم (6514)، في الرقاق، باب سكرات الموت، ومسلم رقم (2960)، في الزهد في فاتحته، والترمذي رقم (2380)، في الزهد. |
|