|
| أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 6:36 pm | |
|
أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة فضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي ------------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم عدد الكبائر وحدها فضيلة الشيخ: هل لنا أن نحكم لبعض المعاصي، التي لم تكن فيمن كان قبلنا بأنها من الكبائر؟
لا شك أن الذنوب تنقسم إلى كبائر وصغائر، قال الله تعالى: (إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا ٣١) (1) واختلف العلماء في عدد الكبائر وفي حدها، قال بعضهم: هي سبع، قال بعضهم: هي سبعون، وقال بعضهم: هي سبعمائة، قال بعضهم: هي ما اتفقت الشرائع على تحريمه. ولكن أرجح ما قيل في تعريف الكبيرة كما بَيَّنَ ذلك المحققون هو أن الكبيرة: كل ذنب توعد عليه بالنار، أو اللعنة، أو الغضب في الآخرة، أو ترتب عليه حَدٌ في الدنيا، وألحق بعضهم إذا نفي عن صاحبه الإيمان، أو قيل فيه ليس منا، أو برئ منه النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حمل علينا السلاح فليس منا) (2) (مَنْ غشنا فليس منا) (3) ومثل السرقة فيها حد فهي من الكبائر، ومثل الزنا فيه حد فهو من الكبائر، والقتل من الكبائر، والنميمة من الكبائر - لحديث: (لا يدخل الجنة قتات) (4) أي: نمام. (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا ١٠) (5) توعد الله بالنار من أكل مال اليتيم فهو كبيرة.
تفاضل الأنبياء والرسل في اتباعهم لأوامر الله ذكرتم أن هناك مفاضلة بين الأنبياء والرسل في الاتباع لأوامر الله سبحانه وتعالى نرجو توضيح ذلك؛ لأنه قد يشكل ذلك علينا، حيث نعتقد أن الأنبياء لا يحصل منهم تقصير في الاتباع، وجزاكم الله خيرًا؟
الأنبياء والرسل لا يحصل منهم تقصير، ولكنهم يتفاضلون في منـزلتهم عند الله -عز وجل- على حسب تفاضلهم في الكمال، وهذا بنص القرآن قال الله تعالى: (وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِمَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَلَقَدۡ فَضَّلۡنَا بَعۡضَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ عَلَىٰ بَعۡضٖۖ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ٥٥) (6) وقال سبحانه: (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣) (7) وقال سبحانه لنبيه: (فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٣٥) (8) خص أولي العزم. فلا شك أن الأنبياء منـزلتهم عند الله متفاوتة، فمنـزلة أولي العزم أعلى من منـزلة غيرهم، فهم أكمل الناس في الاتباع، وإن كان الأنبياء كلهم متبعين، بل إن الصديقين متبعون والشهداء وسائر المؤمنين كلهم متبعون، وكلهم محافظون. وقد سبق بيان أن السابقين بالخيرات هم الذين أدوا الفرائض، وانتهوا عن المحارم وتركوا المكروهات وفضول المباحات، وتقربوا إلى الله بالنوافل والمستحبات - وهذا في سائر المؤمنين هم متفاوتون، فمنهم الصديق، ومنهم الشهيد، ومنهم السابق بالخيرات، ومنهم المقتصد، ومنهم الظالم لنفسه. فالمؤمنون أعلاهم الأنبياء؛ لأنهم أكمل الناس في الاتباع، فالأنبياء يتفاوتون في الكمال كما أن المؤمنين يتفاوتون في الكمال، وإن كان الجميع كلهم متبعين.
نوح أول رسول بعثه الله بعد وقوع الشرك نوح عندما دعا قومه، هل دعاهم على أنهم مشركون أم دعاهم على أنهم جاهلون؟
نوح -عليه الصلاة والسلام- دعا قومه إلى التوحيد؛ لأنهم مشركون حيث انتشر الشرك في زمن نوح عليه الصلاة والسلام، جاء في تفسير قوله تعالى: (كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٍ ٢١٣) (9) عن ابن عباس وغيره: (كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على التوحيد، ثم حدث الشرك) في قوم نوح ثبت في صحيح البخاري بيان سبب وقوع الشرك أنه كان في زمن نوح أناس صالحون ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ثم ماتوا وتقاربت وفاتهم فحزنوا عليهم، فقالوا: لو صورناهم كان أشوق لنا للعبادة فصوروا صور الصالحين حتى يتشوقوا للعبادة، ثم لما طال الأمد والعهد، وجاء أحفادهم من بعدهم دب إليهم الشيطان، وأوحى إليهم أن آباءكم إنما صوروا هذه الصور؛ لأنهم يدعونهم ويستسقون بهم المطر فعبدوهم من دون الله، فحدث الشرك في قوم نوح. إذن سبب حدوث الشرك في قوم نوح هو تصوير صور الصالحين، ثم الغلو والعكوف على قبورهم، فلما حدث الشرك بعث الله نوحا -عليه الصلاة والسلام- فهو أول رسول بعثه الله بعد وقوع الشرك، وقد كان قبله آدم نبي مكلم أرسل إلى بنيه، لكن ما وقع الشرك وشيث كذلك نبي قبله لكن ما وقع الشرك. فنوح أول رسول بعثه الله بعد وقوع الشرك دعاهم إلى توحيد الله ومكث فيهم هذه المدة الطويلة مدة الدعوة ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى التوحيد، وينهاهم عن الشرك ويقول: (لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ٥٩) (10) بنص القرآن: (لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ٥٩) (11) دعاهم إلى العبادة والتوحيد.
التائب من الذنب كمن لا ذنب له ذكرت أن الناس أقسام، فهل من وقع منه معاص في أول عمره، ثم تاب واتصف بصفات السابقين، فهل يلتحق بهم، وجزاك الله خيرا؟
نعم مَنْ تاب، تاب الله عليه، التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فمن وقعت منه معاص، ثم تاب قد تكون حاله أحسن بعد التوبة، قد تكون حاله أحسن إذا ندم وتاب توبة نصوحًا، ثم أتبع ذلك بالإيمان والعمل الصالح بُدلت سيئاته حسنات فضلا من الله وإحسانًا، فتكون حاله أحسن. فالتائب إذا تاب، تاب الله عليه ومحا الذنب، فإن زاد مع ذلك آمن وعمل صالحا، وأكثر من الأعمال الصالحة بُدلت سيئاته حسنات، قال الله تعالى: (وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا ٦٨ يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا ٦٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٧) (12) فإذا تاب توبة نصوحًا وأتى بالفرائض وانتهى عن المحارم، وترك المكروهات، وفضول المباحات، وسابق بالنوافل صار من السابقين.
مَنْ دعا غير الله وطلب منه هناك بعض الناس يقول: يا رسول الله، ويا شيخ فلان، فهل يخرجون من الإسلام بسبب هذا، وهل نقول: إنهم كفار؟
من دعا غير الله وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله، خرج من الملة، وصار من المشركين، كأن يقول: يا رسول الله اشفع لي، يا رسول الله خذ بيدي، يا رسول الله اغفر ذنبي، أو يقول: يا عبد القادر الجيلاني أو يا سيدي البدوي أو يا دسوقي أو يا نفيسة المدد، المدد، خذ بيدي أنا في حسبك، أنا في جوارك، اشفع لي، لا تخيب رجائي، هذا كفر وردّة يخرج به عن ملة الإسلام، وصار من المشركين الوثنيين بعد أن كان من المسلمين الموحدين، وإذا مات على ذلك صار من أهل النار، نعوذ بالله. فالذي يقول: يا رسول الله اشفع لي، نقول له: لا يجوز أن تسأله، فإن قال: رسول الله يشفع.
قلنا: نعم يشفع، لكن لا تسأل رسول الله الشفاعة بل اسألها من الله، قل: يا رب شفّع فيّ نبيك، لكن إذا كان يوم القيامة وهو حي قادر تطلب منه الشفاعة، أما بعد وفاته فلا. إذا قال: يا رسول الله اشفع لي، قلنا: هذا شرك، فلا يجوز سؤال غير الله، من سأل غير الله ودعا غير الله فقد أشرك: (وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا ١٨) (13). أما إذا دعا حيًا حاضرًا قادرًا هذا ما يكون شركًا، إنسان حي قادر تقول: يا فلان أعني على إصلاح سيارتي، أعني على إصلاح مزرعتي، أعني على إصلاح البيت، أقرضني، أو بالهاتف إنسان حي حاضر قادر فلا بأس. أما أن تدعو ميتا أو غائبا لا يسمع فيما لا يقدر عليه إلا الله، هذا شرك وردّة كأن تدعوه أن يفرج كربتك؛ لأنه ميت صار ترابًا: (يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۚ وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ ١٣ إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ ١٤) (14) وقال سبحانه: (وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذٗا مِّنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٠٦) (15) يعني: المشركين، قال سبحانه: (وَمَن يَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرۡهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ ١١٧) (16). نص الله على أن من دعا غير الله كافر. وقال: (يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۚ وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ ١٣ إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ ١٤) (17) سمَّاه الله شركًا. بنص القرآن: من دعا غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كفر وأشرك، وخرج من الملة، لكن إذا تاب قبل الموت تاب الله عليه، فإن مات حبطت أعماله وصار من أهل النار، نعوذ بالله أن نموت على ذلك. ونسأل الله السلامة والعافية. وكذلك من ذبح لغير الله، أو نذر لغير الله، أو طاف بغير بيت الله تقربًا إليه. كأن يطوف مثلا بقبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحجرة النبوية ويقول: أنا أطوف بقبر الرسول، أطوف لله تقربا لله نقول: هذا بدعة حرام. إذا أردت أن تطوف لله اذهب إلى الكعبة ليس هناك شيء يطاف به في الدنيا إلا الكعبة؛ لأن الله أمرنا بقوله: (ثُمَّ لۡيَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ ٢٩) (18) فإذا قال: أنا أطوف لرسول الله، نقول: أنت وثني صرت مشركًا؛ لأنك صرفت الطواف الذي هو عبادة لغير الله، وكذلك الذي يطوف على قبر البدوي أو قبر الحسين يقول: أنا أطوف على قبر السيد البدوي لله، نقول: هذا بدعة، حرام فعلك هذا ولو لله، اذهب إلى الكعبة فليس هناك مكان يطاف به في الدنيا إلا الكعبة. وإذا قال: أنا أطوف للسيد البدوي نقول: أنت مشرك وثني انتقلت من دين الإسلام إلى دين أبي جهل انتقلت إلى الشرك والعياذ بالله؛ لأنك صرفت الطواف الذي هو عبادة لغير الله كذلك إذا قال: أنا أطوف على قبر الحسين لله، نقول: لله لا تطف بهذا المكان، هذا بدعة حرام، طف بالكعبة فإن قال: أنا أطوف للحسين نقول هذا شرك، صرت وثنيًا والعياذ بالله، إلا إن وفقك الله للتوبة قبل الموت. نسأل الله السلامة والعافية. الهوامش: 1- سورة النساء آية: 31. 2- البخاري: الديات (6874), ومسلم: الإيمان (98), والنسائي: تحريم الدم (4100), وابن ماجه: الحدود (2576), وأحمد (2/3,2/16,2/53,2/142,2/150). 3- مسلم: الإيمان (101), وأحمد (2/417). 4- البخاري: الأدب (6056), ومسلم: الإيمان (105), والترمذي: البر والصلة (2026), وأبو داود: الأدب (4871), وأحمد (5/382,5/389,5/397,5/402,5/404). 5- سورة النساء آية: 10. 6- سورة الإسراء آية: 55. 7- سورة البقرة آية: 253. 8- سورة الأحقاف آية: 35. 9- سورة البقرة آية: 213. 10- سورة الأعراف آية: 59. 11- سورة الأعراف آية: 59. 12- سورة الفرقان آية: 68-70. 13- سورة الجن آية: 18. 14- سورة فاطر آية: 13-14. 15- سورة يونس آية: 106. 16- سورة المؤمنون آية: 117. 17- سورة فاطر آية: 13-14. 18- سورة الحج آية: 29. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 6:41 pm | |
| مَنْ استعان بالميت أو بالغائب فقد أشرك بعض الناس إذا سقط البعير قال: يا محمد ما حكم ذلك؟
نعم هذا دعاء لغير الله، يعني: يا رسول الله، يا محمد أعني: يستعين بالرسول هذا شرك: (إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ٥) (19) لا يستعان إلا بالله، من استعان بالميت أو بالغائب فقد أشرك إذا دعاه أو استعان به أو استغاث به. بعض الناس إذا صارت له مصيبة، أو ضربه إنسان قال: يا رسول الله بدل ما يقول: يا الله، يقول: يا رسول الله، تعودوا على الشرك والعياذ بالله، هذا دعاء لغير الله كأن يقول: يا رسول الله أغثني، يا رسول الله أعني، أو مثل ما ذكر السائل، يقول: إذا سقط البعير قال: يا محمد وعليه أن يقول: يا الله، استعن بالله ولا تستعن بالرسول. رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له حق، والله -سبحانه- له حق، حق الله العبادة وحق الرسول الطاعة والاتباع والتعظيم، الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله) (20). لا ترفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مقام العبودية إلى مقام الألوهية. هذا حق الله، لا تقل: يا محمد قل: يا الله، ولا تكن مثل البوصيري ينادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قصيدة يقول: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حـلول الحـادث العمم لاذ بالرسول، يقول: ليس لي أحد ألوذ به إلا أنت يوم القيامة عند الحادث العمم الذي يعم الناس، نسي ربه فلم يلذ بالله، ولاذ بالرسول، ثم قال: إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي فـضلا وإلا فقـل يا زلة القدم يقول: إن لم تأخذ بيدي يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإلا فإني هالك، نسي ربه وقال: فإن من جـودك الدنيا وضرتـها ................................ يخاطب الرسول، يقول: يا محمد من جودك الدنيا وضرتها، وضرة الدنيا الآخرة. ................................ ومن علومك علم اللوح والقلم ما بقي لله شيء، جعل الدنيا والآخرة كلها من جود الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا غلو والعياذ بالله. الله حقه العبادة، والرسول حقه الطاعة والتعظيم، كل له حق يجب أن تنـزل الله منـزلته، وتنـزل الرسول منـزلته. قال تعالى: (أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ٣) (21) فجعل التقوى والعبادة لله، والطاعة فقط للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ضابط المسائل العقدية المحتملة للتأويل سائل يقول: من أشرك في الألوهية كفر، ولم يعتبر بتأويله مهما كان، فكيف اعتبرنا التأويل أو الشبهة في توحيد الربوبية، حيث لا نكفر القدرية وما هو ضابط المسائل العقدية المحتملة للتأويل. أفيدونا جزاكم الله خيرًا؟
القدرية شركهم في الربوبية شرك جزئي، لا يعتبر شركًا عامًا، شرك بالتأويل حصلت لهم الشبهة، وهو زعمهم أن المعاصي إذا خلقها الله وعذب عليها، صار ظالماً. المعروف عند العلماء أن القدرية مبتدعة، والقدرية طائفتان: الطائفة الأولى: القدرية الأولى، وهم الغلاة الذين أنكروا علم الله وكتابته، فهؤلاء كفار؛ لأن مراتب القدر أربعة: علم الله بالأشياء قبل كونها. والثاني: كتابته لها في اللوح المحفوظ. والثالث: الإرادة والمشيئة. والرابع: الخلق. فالقدرية الأولى: الذين أنكروا المرتبتين الأوليين: العلم والكتابة، هؤلاء كفار؛ لأن من أنكر العلم نسب الله للجهل، وهذا كافر بالإجماع، وهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي -رحمه الله-: ناظروا القدرية بالعلم، فإن أقروا به خصموا وإن أنكروه كفروا. أما القدرية المتوسطة والمتأخرون يقرون بعلم الله، وأن الله كتب الأشياء، وأن الله أراد الأشياء، وأن الله خلق الأشياء كلها، لكن بالنسبة لأفعال العباد خاصة أنكروا بشبهة تأويل ولو كان عن إنكار بدون تأويل لكان كفرًا، لكنه عن تأويل يسبب الشبهة التي عرضت لهم. لأن هذا في مسألة جزئية يخفى أمرها بخلاف الأمور الواضحة: الشرك في عبادة القبور، الذبح لغير الله، دعاء غير الله، النذر لغير الله، هذه أمور واضحة لا لبس فيها، ولا إشكال. ومما يبين هذا أن الشيء إذا كان خفيًا قد يعذر صاحبه ما ثبت في الصحيحين في مواضع متعددة (من قصة رجل من بني إسرائيل، قال لبنيه: إني أسرفت على نفسي، وإني أخاف أن يعذبني الله عذابًا شديدًا، لكن إذا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في البحر، فوالله لئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابًا شديدًا، ففعل به بنوه ذلك لما مات، فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر البر فجمع ما فيه؛ في رواية: نصفه في البر ونصفه في البحر، فجمع ما فيه، فإذا هو قائم فسأله الله عن ذلك فقال: ما الذي حملك على ذلك؟ قال: يا رب مخافتك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فغفر الله له) (22). فهذا الرجل: أولا: ما أنكر قدرة الله. وثانيًا: ما أنكر كمال تفاصيل القدرة، وهو ظن أنه إذا وصل إلى هذه الحالة وأحرق وذرّ لا يقدر عليه، وهو يعلم إن لم يفعل به ذلك يبعث يقول: إذا ما أحرقتموني بعثني الله، أريد أن أعمل حالة ما يقدر الله على بعثي، والذي حمله على ذلك أمران: الجهل والخوف العظيم من الله، فغفر الله له، فالشيء الخفي ويكون جزئيًا ومثله يخفى، قد يعذر صاحبه بخلاف الشيء الواضح، فلو أنكر البعث -البعث واضح- كفر، أو أنكر قدرة الله كفر، فهذا الرجل مؤمن بالبعث، ومؤمن بقدرة الله لكن ظن أنه أُحرق وذر في البر والبحر لا يقدر الله عليه فكذلك القدرية حصلت لهم هذه الشبهة.
إنكار صفة من صفات الله ما حكم من ينكر صفة من صفات الله جهلا وظنًا أن ما ذهب إليه هو الصحيح؟
العلماء يفرقون بين من أنكر جهلاً أو تأويلاً، فإذا كان جاهلاً حقيقة، لا يعلم فهو معذور في ذلك، لكن يُعلَّم ويبين له، فإذا أنكر بعد التعليم كفر، أما إذا كان متأولاً والشبهة باقية، فلا يكفر مثل الذين تأولوا الصفات، قالوا: استوى: استولى. يقولون: ما ننكر نثبت أن الله استوى لكن معنى استوى: استولى. نقول: من أنكر الاستواء وقال: إن الله لم يستو على العرش كفر؛ لأنه كذب القرآن، لكن هؤلاء يقولون: ما ننكر نثبت أن الله استوى، لكن معنى استوى استولى. هؤلاء متأولون فكذلك الذي أنكر على جهل، وهو لا يعلم ومثله يخفى عليه معذور في هذه الحالة حتى يعلم.
ضابط الكفر البواح ما هو ضابط الكفر البواح؟
البواح هو الصريح الذي لا لبس فيه ولا شبهة فيه، ولا إشكال فيه؛ لأن الواضح إذا كان فيه لبس أو فيه إشكال، أو فيه احتمال ما يسمى بواحا.
أسماء الله ليست أعلاما محضة ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة: (يلزم من إثبات الاسم إثبات الصفة، كالعزيز يلزم منه إثبات العزة، ولا يلزم من إثبات الصفة إثبات الاسم كالكلام لا يلزم من إثباتها اسم المتكلم)؟
نعم هذا صحيح، أسماء الله ليست أعلاما محضة، بل هي أعلام دلت على صفات الرحمن دلّ على صفة الرحمة، والعليم دل على العلم. أما الصفة فقد لا يُشتق منها اسم فلا يلزم اشتقاق الاسم لله من الصفة، لكن الاسم يدل على الصفة. وأسماء الله ليست أعلاما محضة كما يقوله أهل التعطيل، بل هي أسماء دلت على صفة، أما الصفة فلا يلزم منها أن يشتق، فلا يقال: من أسماء الله المتكلم. الهوامش: 19- سورة الفاتحة آية: 5. 20- البخاري: أحاديث الأنبياء (3445), وأحمد (1/23,1/24). 21- سورة نوح آية: 3. 22- البخاري: أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ (3481), ومسلم: التوبة (2756), والنسائي: الجنائز (2079), وابن ماجه: الزهد (4255), وأحمد (2/269), ومالك: الجنائز (568). |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 6:46 pm | |
| النوايا على الخطيئة التي تدور في نفس الإنسان فضيلة الشيخ: من المعلوم أن الله خالق أفعال العباد، ولكن طرأ عليّ سؤال، وهو النوايا على الخطيئة التي تدور في نفس الإنسان؟ هل يحاسب عليها؟!
النوايا تختلف فأحيانًا تكتب للإنسان نية حسنة، وأحيانًا تكتب سيئة، وأحيانًا لا تكتب له ولا عليه؛ ثبت في الحديث في الصحيحين: (أن العبد إذا همّ بحسنة فلم يعملها، كتبها الله حسنة واحدة، وإن همّ بها في وعملها كتبها الله عشر حسنات -فإذا همّ بالحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة، وإذا همّ بها وعملها كتبها الله عشر حسنات- وإذا هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وإن هم بها فعملها كتبت عليه سيئة) (23). فالإنسان إذا هم بالسيئة فله أحوال؛ دلت عليها النصوص الواردة في هذا: الحال الأولى: أن الإنسان إذا همّ بالسيئة لكن لم يعملها عجزًا، يريد أن يعملها، لكن عجز - منعه العجز، (وأحيانًا يمنعه خوف الله، وأحيانًا يعمل السيئة فيعرض عنها، يتشاغل فيعرض عنها، ولا يهتم بها) فإذا هم بالسيئة فلم يعملها عجزًا عنها كتبت عليه سيئة، إذا فعل الأسباب التي يقدرها كقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (القاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه) (24) فالمقتول ما عمل شيء في النار، لكن نوى وحاول أن يقتل صاحبه، ولكن غلبه صاحبه. إذن ما الذي منعه من فعل السيئة؟ العجز، عجز فغلبه صاحبه، فقتله، وإلا كان حريصًا على قتل صاحبه، فهذا همّ بسيئة فكتبت عليه؛ لأنه تركها عجزًا. الحالة الثانية: أن ينوي السيئة، ثم يتركها خوفًا من الله، ما يمنعه العجز، لكن يمنعه خوف الله. هذا تكتب له حسنة لما جاء في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا همّ عبدي بسيئة فلم يعملها، فاكتبوها له حسنة، فإنما تركها من جرائي) (25) يعني: من أجلي، فإذا تركها خوفًا من الله كتبت له حسنة. الحالة الثالثة: أن ينويها ثم يعرض عنها، أو يتشاغل عنها، ما منعه الخوف ولا العجز، هذا لا تكتب له ولا عليه؛ كما في الحديث: (وإذا همّ بسيئة، فلم يعملها لم تكتب عليه، وإن همّ بها فعملها كتبت عليه سيئة واحدة) (26).
خلود أهل القبلة في النار فضيلة الشيخ: أشكل عليّ كلام شيخ الإسلام حيث قال: أن لا أقول بخلود أهل القبلة في النار، وحسبي حديث: (لا يحافظ على الوضوء إلا مسلم) (27) ووجه الإشكال أن هناك فرق انتسبت إلى القبلة، وكفرهم أئمة أهل السنة مثل: غلاة القدرية والجهمية وغيرهم. والكفر يقتضي التخليد في النار؟
هذا كلام عام؛ أهل القبلة -على وجه العموم- لا يخلدون في النار، لكن من فعل ناقضًا من نواقض الإسلام، أو شرك في العبادة خلد في النار، غلاة القدرية وغيرهم هؤلاء فعلوا ناقضًا من نواقض الإسلام - أنكروا علم الله، وأنكروا كتابته، فإذا فعل ناقضًا من نواقض الإسلام، وإن كان من أهل القبلة، يكفر إذا فعل ناقضًا أو شركًا في العبادة، لكن على وجه العموم يقال: كل مؤمن في الجنة، أهل القبلة لا يخلدون في النار؛ أهل القبلة لأنهم لم يعملوا ناقضًا من نواقض الإسلام، أو شرك في العبادة، والكلام يضم بعضه إلى بعض، كما أن النصوص يضم بعضها إلى بعض، ويتبين الحق في مواضع أخرى رحمة الله بين هذا فيها، كما بينها غيره من أهل العلم. فالمراد أهل القبلة لا يخلدون في النار، إذا فعل ناقضًا، أو شركًا في العبادة، ومات على ذلك فهذا خرج من كونه من أهل القبلة، ما ينفعه كونه مستقبل القبلة.
الحكم بغير ما أنـزل الله فضيلة الشيخ: بعض ولاة الأمور عندهم العمل بالقوانين الوضعية، مع أنهم تقام عندهم الصلاة، ولكن له قانون يطبق في حقه، يعني: كالزاني يطبق عليه القانون في حقه، ألا يكون هذا من الكفر، وإن كان أقام الصلاة؟
هذا فيه تفصيل من حكم بغير ما أنـزل الله إذا استحله، ورأى أنه حلال فهذا يكفر، أما إذا لم يستحله، فهذا يكون فسقا ومعصية عند أهل العلم، فلا يحكم بالكفر إلا بعد إقراره واعترافه بالاستحلال.
تعريف الزنادقة هل الزنادقة طائفة من الطوائف، أم وصف يطلق على كل من خالف في الأسماء والصفات، وما معناه، وجزاك الله خيرا؟
الزنادقة وصف متأخر وصفه به المتأخرون، والزنديق معناه: المنافق -فالمنافق- كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإيمان، يسمى منافقا في العصور الأولى، وفي العصور المتأخرة يسمى زنديقاً. فالزنديق هو المنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإيمان، ويطلق الزنديق أيضاً على الجاحد، الذي أنكر وجود الله، فهو زنديق ملحد، فالمقصود أن الزنديق هو الملحد وهو الكافر، وهو الذي يبطن الكفر ويظهر الإيمان، ويطلق على الجاحد الذي أنكر الرب سبحانه وتعالى.
التعبيد لاسم ليس من أسماء الله هل يجوز التسمي بعبد المعبود؟
لا يجوز التعبيد إلا لاسم من أسماء الله، قد ثبت في نصوص الكتاب والسنة، أما المعبود هذا الله تعالى هو المعبود من باب الخبر، يخبر بأنه معبود، لكن لا أعلم أن من أسماء الله المعبود، حتى يعبّد له، وإنما هذا خبر يخبر عن الله، وباب الخبر عند أهل العلم أوسع من باب الوصف، فالله تعالى يخبر عنه بأنه موجود، وبأنه شيء، لكن لا يقال من أسماء الله: الموجود، وكذلك بأنه صانع العالم، ما يقال: عبد الصانع أو عبد الموجود، أو عبد الشيء، وكذلك عبد المعبود، وإنما يعبد باسم من أسماء الله، قد ثبت في الكتاب والسنة، وأفضلها عبد الله، وعبد الرحمن، هذه أفضل، ثم يعبد بسائر أسماء الله، مثل: عبد الملك، عبد الحميد،... إلى آخره من الأسماء والصفات الواردة في الكتاب والسنة. أما المعبود فلا يظهر لي أنه من أسماء الله، لكن يخبر عن الله بأنه معبود؛ لأنه المعبود بحق أيضاً، وإلا هناك غيره عُبد بالباطل، والله تعالى هو المعبود بحق، وأيضاً مما يُبْعِد قول: عبد المعبود، أن الله تعالى معبود وغيره معبود. فالنار عُبدت من دون الله، والشمس عُبدت من دون الله، لكنها بالباطل، والآدميون عبدوا، والملائكة عبدوا، فالله تعالى هو المعبود بحق، وغيره معبود بالباطل، قال الله تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٦٢) (28).
الهوامش: 23- البخاري: الرِّقَاقِ (6491), ومسلم: الإيمان (131), وأحمد (1/227,1/279,1/310,1/360). 24- البخاري: الإيمان (31), ومسلم: الفتن وأشراط الساعة (2888), والنسائي: تحريم الدم (4117,4120,4121,4122,4123), وأبو داود: الفتن والملاحم (4268), وابن ماجه: الفتن (3965), وأحمد (5/41,5/43,5/46,5/48,5/51). 25- البخاري: التوحيد (7501), ومسلم: الإيمان (128,129,130), والترمذي: تفسير القرآن (3073), وأحمد (2/234,2/242,2/315,2/411,2/498). 26- البخاري: الرقاق (6491), ومسلم: الإيمان (131), وأحمد (1/227,1/ 279,1/ 310,1 /360). 27- ابن ماجه: الطَّهَارَةِ وَسُنَنِهَا (277), وأحمد (5/276,5/282), والدارمي: الطهارة (655). 28- سورة الحج آية: 62. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 10:13 pm | |
| وضع القدم في مقابلة المصاحف هل يجوز وضع القدم في مقابلة المصاحف وهل يجوز استدبار المصاحف؟
إذا قصد الامتهان فلا يجوز له أن يمد رجليه من باب الامتهان، لكن إذا كان بعيداً واحتاج إلى هذا أو كان ناسيًا فلا حرج، أما إذا كان قريباً فالأولى أن لا يمد رجله أمام المصحف، فإذا لم يقصد الامتهان فالأمر في هذا واسع خصوصًا إذا كان بعيداً عن المصاحف.
القرآن منـزل غير مخلوق هل ثبت أن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- كان يقول: بأن القرآن منـزل غير مخلوق، أم كان يقول: بأن القرآن منـزل فقط، وما الرد على الواقفة حيث تكلمتُ مع أحدهم، وكان يقول: إن الإمام أحمد لم يقل: إن القرآن غير مخلوق، ولكن أصحابه قالوا بهذا لمحاجة أهل الاعتزال، فالنصوص كلها تثبت التنـزيل، ولا تثبت أنه غير مخلوق ولا غيره؟
نقول: إذا قلنا إنه منـزل فهذا يلزم أنه غير مخلوق؛ لأنه إذا أثبتت النصوص أنه منـزل فهو غير مخلوق، فالعلماء يضطرون إلى هذا للرد على من قال: إنه مخلوق، فهو منـزل غير مخلوق؛ هذا قاله العلماء والأئمة (كلام الله منـزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود) هذا قرره العلماء - قرره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن قدامة في اللمعة وفي غيرها. والمعنى واضح إذا كان منـزلا فهو غير مخلوق، وهذا لازم، يلزم من كونه منـزل أن يكون غير مخلوق، والأمر واسع لا ينبغي الاستشكال في مثل هذا.
اقتناء تفسير الزمخشري وقراءته هل يجوز اقتناء تفسير الزمخشري وقراءته؟
إذا كان مقتنيه طالب علم وعنده بصيرة، ولا يخشى من تأثيره عليه، فلا بأس أن يستفيد منه؛ لأن فيه بلاغة في أسلوبه، والمعاني التي يقررها. أما إذا كان مبتدئًا فلا ينبغي أن يقتنيه، بل يقرأ في كتب التفسير الميسرة - كتفسير الشيخ السعدي وتفسير الحافظ ابن كثير أي التفاسير السلفية. أما أن يقتني تفسير الكشاف للزمخشري أو مفاتيح الغيب للرازي ففيه طوام أيضاً، فيه بيان وتقرير لشبه أهل الباطل، حتى أنه قرر وجوب تعلم السحر، حتى قال بعض العلماء: فيه كل شيء إلا التفسير، نقل ابن كثير عن الرازي أنه أوجب تعلم السحر، استدل بقوله: (أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٩) (29) والعلم في ذاته شريف، والسحر علم من العلم فيجب تعلمه. هكذا يقول. فتفسير الكشاف للزمخشري أو مفاتيح الغيب للرازي لا ينبغي للمبتدئ أن يقتنيهما، لكن طالب العلم الذي عنده بصيرة لا بأس أن يستفيد منها.
معنى الخلود عند أهل السنة والجماعة من المعلوم أن عصاة الموحدين لا يخلدون في النار، فما معنى الخلود في قوله تعالى: (وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا ٩٣) (30)؟
معنى الخلود عند أهل السنة والجماعة في قوله تعالى: (وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا ٩٣) (31) المكث الطويل، فالخلود خلودان: خلود مؤبد لا نهاية له، وهذا خلود الكفرة. والثاني: خلود مؤمد له أمد ونهاية، وهذا خلود عصاة الموحدين، وقد يطول مكث بعض العصاة؛ لشدة وعظم جريمته كالقاتل وغيره قد يطول، لكنه له نهاية ما دام على التوحيد والإيمان فلا يخلد في النار.
صور الخروج على ولي الأمر هل يكون الخروج بغير السيف والقتال في منهج أهل السنة والجماعة؟
الخروج يكون بالسيف وأيضاً الاجتماع في مكان معين ضد ولي الأمر، أو كذلك تأليب الناس وتنفيرهم منه، وتحذيرهم وحثهم على الخروج عليه، أو قال: ينبغي أن نفعل كذا، أو أن نتجمع في كذا، هذا نوع من الخروج، إذا حثهم على الخروج، وأمرهم بالخروج أو حسنه لهم، أو أمرهم به، أو خرجوا يطالبون، أو ما أشبه ذلك، فهذا من الخروج.
الهوامش: 29- سورة الزمر آية: 9. 30- سورة النساء آية: 93. 31- سورة النساء آية: 93. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 10:17 pm | |
| الخروج على الأئمة الفساق عند أهل السنة يرى البعض أن قول المعتزلة في الخروج على الأئمة الفساق فيه شيء من القوة، والشدة الصارمة معهم، وقول أهل السنة فيه ضعف وخور وركون إلى الدنيا، والإقرار لهم على فسقهم ومعاصيهم؟
هذا السائل كأنه يميل إلى المعتزلة هذا ميل للمعتزلة وركون إليهم. أهل السنة ليس في كلامهم ضعف ولا خور ولا جبن، أدلة أهل السنة واضحة كثيرة كالشمس - حديث عوف بن مالك الأشجعي في صحيح مسلم، من أصح الكتب بعد كتاب الله، لما قيل للرسول عن الأئمة: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة) (32) كيف يكون في هذا ضعف؟ الضعف في فهم هذا السائل، إنما أتى من قبل نفسه. أدلة أهل السنة واضحة قوية، وأهل السنة جمعوا بين النصوص جمعًا معقولا، وعملوا بالنصوص من الجانبين، وعملوا بالقواعد العامة التي قررتها النصوص، وهو الجمع بين المصالح والمفاسد، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح. من يقول: إن أدلة أهل السنة فيها ضعف وخور، وأدلة المعتزلة فيها قوة؟ فيها قوة، لكن على غير بصيرة قوة بالباطل.
فعل المعاصي ليس من الكفر البواح يقول بعضهم: إن تقرير البنوك الربوية وبناءها من الكفر البواح، نرجو البيان، وجزاكم الله خيرًا؟
ليس من الكفر البواح، الكفر البواح: الاستحلال - من استحل الأمور التي دلت النصوص على تحريمها، الأمور المعلوم من الدين بالضرورة تحريمها أو وجوبها، هذا الذي يستحلها أو يصرح بأنه يستحلها، هذا من الكفر البواح، أما فعل المعاصي فليس من الكفر البواح، القول بأن فعل المعاصي من الكفر البواح هذا مذهب الخوارج والمعتزلة. أما أهل السنة فلا يرون فعل المعاصي من الكفر البواح. الكفر البواح الشيء الصريح الذي لا شبهة فيه، أين البواح؟ إنسان زنى تقول: كفر كفرًا بواحًا، إنسان تعامل بالربا تقول: هذا كفر بواح؟ هذا ليس بواحا، لكن إنسان أعلن وقال: أنا أزني، الزنا حلال، وبينت له النصوص، فقال: لا، حلال، هذا الكفر البواح، أو إنسان سب الله، أو استهزأ بالله، أو بكتابه، أو برسوله، أو بدينه أمام الناس هذا الكفر البواح. أما إنسان فعل المعاصي تقول: هذا الكفر البواح، هذا تحكم في تفسير الكفر البواح، وهذا لا يصلح.
الإنكار على ولاة الأمور متى يجوز إنكار المنكر على الإمام إنكارًا علنيًا؟
لا يجوز الإنكار على ولاة الأمور بالخروج عليهم، مثّل العلماء على هذا بأنه إذا ترتب على إنكار المنكر منكر أعظم فلا ينكر. فالإنكار على ولاة الأمور بالخروج عليهم هذا من الشيء الذي يترتب عليه منكر أعظم، ولهذا قرر العلماء كابن القيم وغيره بأنه لا ينكر على ولي الأمر بالخروج عليه، والنصيحة إنما تكون سرًا. وقد ثبت في صحيح البخاري عن بعض الصحابة أن قيل له، لما ولى عثمان بعض الولاة، قالوا له: لو كلمته. قال: أتروني لا أكلمه إلا وأنتم تسمعون، أو وأنتم ترون أني لا أكلمه سرًا فيما بيني وبينه، حتى لا أفتح شرًا، أو كما قال. فالنصيحة تكون لولاة الأمور تكون سرًا فيما بينهم وبينه، تكون عن طريق أهل البصيرة وأهل العلم هم الذين يتولون هذا، لا يتولى هذا إنسان ليس عنده بصيرة، أو إنسان حدث السن لم يتبصر، ولم يتفقه في النصوص، وإنما عنده اندفاع، وعدم بصيرة، ولم يتعمق في النصوص، يخفى عليه كثير من النصوص، ولا يعرف، ثم يندفع على غير بصيرة.
أهل الفترات الذين لم تبلغهم الدعوة كيف نرد على من يقول: ليس على من نشأ في وسط كافر، ولم يسمع قط بالإسلام، ولم ير مسلمًا، ولم يسمع شيئًا من الدين، إلا الدين الذي رباه عليه أبواه، ليس عليهم ذنب؛ لأنهم جهلوا ولم تقم عليهم الحجة؟
إذا وجدنا هذا، فهذا ظاهر النصوص أنه يكون من أهل الفترة فإذا مات على ذلك يعامل معاملة المشركين في الدنيا، فلا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين وأمره في الآخرة إلى الله. وقد اختلف العلماء في أهل الفترات الذين لم تبلغهم الدعوة، ولم يعلموا شيئًا، قرر شيخ الإسلام وابن القيم في آخر كتابه: "طريق الهجرتين" أقوال، لكن اختاروا: أنهم يمتحنون يوم القيامة، وجاءت في هذا أدلة كثيرة، لا تخلو من ضعف، أنه يؤتى بالشيخ الكبير والهرم والفاني، ومن لم تبلغه الدعوة، ويوقفون بين يدي الله، وأنه يخرج لهم عنق من النار فيقال: ردوها، يمتحنون يوم القيامة، فمن ردها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يردها فقد عصى. وجاءت أحاديث كثيرة، لكن لا تخلو من ضعف، لكن في مجموعها يشد بعضها بعضًا، ولهذا قرر شيخ الإسلام وابن القيم أنهم يمتحنون أخذًا من هذه النصوص، والأصل في هذا قوله: (مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا ١٥) (33). وتوجد رسالة عنوانها "أهل الفترة" موجودة في كلية أصول الدين، رسالة ماجستير، كنت أشرفت عليها منذ سنوات.
الهوامش: 32- مسلم: الإمارة (1855), وأحمد (6/24), والدارمي: الرقاق (2797). 33- سورة الإسراء آية: 15.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الثلاثاء 25 يناير 2022, 12:36 am عدل 1 مرات |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 10:20 pm | |
| تلبس الجني بالإنسان فضيلة الشيخ: قد حصل من بعض الطلاب في مستوانا الدراسي أن أنكروا تلبس الجني بالإنسان، وإلحاقهم الضرر به، كما اعتقدوا أن علم النفس أفضل في علاج الأمراض النفسية من القرآن الكريم، فهل هم على صواب، أم لا، وكيف يكون الرد عليهم. أفيدونا، وجزاكم الله خيرًا؟
ليسوا على صواب، بل هم على باطل، وهذه شنشنة معروفة سُبقوا إليها، وقبل سنوات أُشيعت هذه المسألة، وبعض الناس سمعوا بعض الناس يقرر في التلفاز أن الجن لا يتلبسون بالإنس، قالوا: نحن نثبت الجن، لكن لا دليل على تلبسهم بالإنس. نقول أولاً: من أنكر الجن فهو كافر؛ لأنه مكذب للقرآن، وهم أحد الثقلين، لكن تلبسهم للإنس بعض المتأخرين أنكر هذا. ثانياً: أن هذه مسألة سبقهم إليها المعتزلة وغيرهم، وقالوا: لا يمكن أن يتلبس الجني بالإنسي؛ لأن الجني جسم، والإنسي جسم، فلا يمكن أن يدخل جسم في جسم، هكذا قرروا هذا، وهذا باطل بالعقل والسمع، والصواب الذي دلت عليه النصوص والعقل والواقع والحس المشاهد، أنه يمكن أن يتلبس الجني بالإنسي، وهذا واقع مشاهد محسوس لا ينكره إلا مكابر.
الأشاعرة والقول بالحلول هل صحيح أن الأشاعرة يعتقدون أن الله في كل مكان؟
المعروف عن قدامى الأشاعرة أنهم لا يعتقدون هذا الاعتقاد؛ وإن كان أبو الحسن الأشعري وغيره من القدامى لا يثبتون العلو، وقد يفسرون الاستواء بالقدرة، لكن لا يقولون بالحلول، لكن المتأخرون -متأخرو الأشاعرة- كالرازي قالوا بنفي النقيضين عن الله وهو أشد من القول بالحلول. فالرازي أشعري وهو إمام المتأخرين، وهو صاحب المصنفات المعروفة في أصول الدين على طريقة الجهمية كتاب الأربعين وأساس التقديس، ورد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب سماه: "تلبيس الجهمية" في مجلدات ضخمة وصلت إلى ثمان رسائل دكتوراه، كلها في الرد على الرازي في أساس التقديس، كلها نوقشت، وسيطبع الكتاب إن شاء الله. فالرازي هو أشعري، لكنه تحول إلى جهمي ينفي النقيضين عن الله، فقرر في كتابه أساس التقديس وغيره أن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايف، ولا متصل به ولا منفصل عنه، وهذا أشد من القول بالحلول، فالأشاعرة لا يقولون بالحلول، وإنما يقول بهذا الجهمية إلا من تحول منهم مثل الرازي تحول للجهمية. والجهمية طائفتان من يقول بالحلول والاتحاد، وهم القدامى، وهم العباد الصوفية والثاني: من يقول بنفي النقيضين عن الله، وهم أشد كفرًا ممن يقول بالحلول والاتحاد؛ لأنه يصف الله بأنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايف، ولا متصل به ولا منفصل عنه، فهذا يكون معدومًا، بل أشد، يكون ممتنعًا مستحيلاً ووجود هذا الذي يتصف بهذه الأوصاف ممتنع. أما الذي يقول بالحلول والاتحاد أثبت وجودين أحدهما حل في الآخر، وإن كان هذا كفرًا، لكنه أقل كفرًا ممن ينفي النقيضين. المقصود أن الأشاعرة الأصل أنهم لا يقولون بهذا، لكن من قال بالحلول أو الاتحاد، أو قال بنفي النقيضين فهذا تحول من كونه أشعريًا إلى كونه حلوليًا، واتحاديًا، أو يكون ينفي النقيضين، أو أنه جمع بين الأمرين، فصار ينتسب إلى الأشاعرة ومع ذلك يقول بالحلول والاتحاد، أو يقول ينفي النقيضين عن الله سبحانه وتعالى.
الأشاعرة والقول بخلق القرآن هل الأشاعرة يقولون بخلق القرآن الكريم؟
لا، الأشاعرة لا يقولون بخلق القرآن، والمعروف أن الذين يقولون بخلق القرآن هم الجهمية والمعتزلة لكن الأشاعرة يثبتون الكلام لله هو من الصفات السبع، لكن ما أثبتوها على وجهها حقيقة، يقولون: الكلام عندهم معنى قائم بالنفس، كلام الله حينما تكلم بالقرآن، أو غيره فهو معنى قائم بالنفس، ليس بحرف ولا صوت، والحرف والصوت مخلوقان. فيقولون: إن كلام الله قائم في نفسه كالعلم لا يُسمع وجبريل عبر عن المعنى القائم بنفس الله، فعبر بالقرآن، فالله اضطره حتى فهم المعنى القائم بنفسه فعبر به، وأحيانًا يقولون: الذي عبر بالقرآن محمد -صلى الله عليه وسلم- فالقرآن قول محمد وقول جبريل. المعنى من الله، واللفظ من محمد وجبريل المعنى من الله فهمه جبريل من نفس الله؛ لأن الله لا يتكلم لا بحرف ولا صوت، الحرف والصوت حادث، هكذا يقولون. وبعضهم يقول: جبريل أخذه من اللوح المحفوظ، أما الله فلم يتكلم، وعلى هذا يكون القرآن الموجود بين أيدينا عند الأشاعرة يسمى قرآنًا مجازًا؛ لأن كلام الله تأدَّى بالقرآن، كلام الله معنى تأدى بهذا اللفظ، والكلام معنى قائم في نفس الله، لا يسمع، لكن هذا القرآن تأدَّى به كلام الله، فيسمى كلام الله مجازًا، فهم أحيانا يقولون: كلام الله عند خصومهم، لكن عند المناظرة يقول: لا أنا مقصودي كلام الله المجاز، سميته كلام الله؛ لأنه تأدَّى به كلام الله. ويقولون: كلام الله لا يسمع وليس بحرف ولا صوت. كلام الله قائم بنفسه، فعلى هذا الحروف والأصوات مخلوقة والمعنى غير مخلوق، فيكون مذهبهم نصف مذهب الجهمية ونصف مذهب المعتزلة المعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، حروفه ومعانيه، والأشاعرة يقولون: المعاني ليست مخلوقة، والحروف والألفاظ ليست مخلوقة، فيكون مذهب الأشاعرة يمثل نصف مذهب الجهمية ونصف مذهب المعتزلة. ومع الأسف أن هذا من الصفات السبع التي أثبتوها، وهي الكلام لكن ما أثبتوا الكلام على وجهه، فالكلام عند الأشاعرة معنى قائم في نفس الله لا يسمع، والحروف والأصوات هذه دليل، فيستدلون ببيت ينسب للأخطل النصراني: إن الكـلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلاً يقول: الكلام في القلب واللسان يعبر عن القلب، ويترجم عنه، ويدل عليه فقط، فإذن كلام الله معنى قائم في نفسه، والحروف والأصوات دليل عليه، تأدَّى بها كلام الله، فهو عبارة عن كلام الله، هذا القرآن في المصاحف ليس كلام الله، بل هو عبارة عن كلام الله، تأدَّى به كلام الله، وهذا أمر خطير، ولهذا تجرد الإمام ابن القيم للرد عليهم في كثير من كتبه، وكذلك شيخ الإسلام وغيرهم من علماء السنة؛ لأن أمرهم ملتبس، الأشاعرة أكثر التباسًا من الجهمية والمعتزلة ويسمون أنفسهم أهل السنة.
أبو المعالي الجويني ومذهب الأشاعرة هل أبو المعالي الجويني على مذهب الأشاعرة وهل رجع عنه؟ نعم هو على مذهب الأشاعرة ولا أعلم أنه رجع عنه.
طريق الأشاعرة في إثبات الصفات السبع هل طريق الأشاعرة في إثبات الصفات السبع مثل طريقة أهل السنة؟
هم يثبتون الصفات السبع بالعقل وبالشرع، يقولون: اجتمع فيها العقل والشرع، فلذلك يثبتونها، أما بقية الصفات ينفونها، أما أهل الحق - أهل السنة يثبتونها؛ لأن النصوص أثبتتها ولا ينظرون للعقل، العقل كونه أثبتها أو لم يثبتها لا ينظر إليه أهل السنة لكن لا شك أن العقل الصريح يوافق النقل الصحيح، هذه قاعدة العقل الصريح يعني: الخالص الذي لا شبهة فيه، السالم من الشبهة والإرادة الباطلة، والهوى يوافق النقل الصحيح، لا تجد اختلاف بين العقل الصريح أو النقل الصحيح، ومن لقي الله بقلب سليم لقيه سالمً: (إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩) (34). فالعقل الصريح هو السالم من الشبهة والشهوة. هذا يوافق النقل الصحيح، ولا يمكن أن يوجد اختلاف بينهما، إن وجد اختلاف فهذا يرجع إلى أحد أمرين: إما أن العقل غير صريح انحرف بسبب شبهة، أو شهوة، أو أن النقل غير صحيح، أما نقل صحيح آية من القرآن، أو حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يخالف عقلا صريحًا بهذا القيد، لكن يخالف العقل غير الصريح، إذا كان العقل انحرف بسبب الشبهة والشهوة يخالف النقل، لكن العقل الصريح السالم من الشبهة والشهوة لا يمكن أن يخالف النقل الصحيح بحال من الأحوال.
الهوامش: 34- سورة الشعراء آية: 89. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 10:25 pm | |
| أقسام الصفات هل يمكن أن نقول: إن الصفات المأخوذة من أسماء الله كلها صفات ذاتية، لا تنفك عن الله تعالى؟
الصفات عند أهل الحق تنقسم إلى قسمين: صفات ذاتية لا تنفك عن الباري كالعزة والقدرة والعظمة والكبرياء والعلم والسمع والبصر واليد والرجل كل هذه صفات ذاتية لا تنفك عن الباري، وهناك صفات عند العلماء تسمى اختيارية، وتسمى فعلية، وهي التي تتعلق بالإرادة والمشيئة والاختيار مثل الغضب، الله يغضب إذا شاء، والرضا فهو يرضى إذا شاء، وكذلك الكلام يتكلم إذا شاء، وكيف شاء، متى شاء، سبحانه وتعالى، والكلام من الصفات الذاتية الفعلية فهو قديم النوع، حادث الآحاد الرب لم يزل متكلمًا متى شاء، وإذا شاء وهو يتكلم بقدرته، ومشيئته سبحانه وتعالى.
معية الله عند أهل السنة والجماعة لماذا أهل السنة لا يمرون قوله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٤) (35) على القاعدة، وهي إثباتها لفظًا وتفويض الكيفية، وإنما يقولون هو فوق العرش، وهو معنا بعلمه، وجزاكم الله خيرًا؟
أهل السنة والجماعة مدينون للنصوص يجمعون بين النصوص حينما يقول: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٤) (36) يستدلون بنفس النص؛ لأن العلم جاء في النص. قال تعالى: (أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَيۡنَ مَا كَانُواْۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ ٧) (37) فافتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم، فعلم أن المعنى معية العلم هذا دليل، ثم أيضاً نصوص العلو والفوقية أدلة محكمة واضحة لا لبس فيها، وهي تزيد على ثلاثة آلاف دليل: (ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦) (38)، (إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۭ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٥٤) (39)، (وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ ١٨) (40)، (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ ۩ ٥٠) (41). في صحيح مسلم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للجارية: (أين الله؟ قالت: في السماء. قال: أعتقها فإنها مؤمنة) (42) فهم يجمعون بين النصوص، ويضمون بعضها إلى بعض، فدل على أن المعية ليس معناها معية اختلاط بالمخلوقات، وإنما معية علم واطلاع وإحاطة ومعية نصر، وتأييد، وحفظ مع ذلك للمؤمنين، فالله فوق السماوات وفوق العرش ذاته علية، وهو مع خلقه بعلمه واطلاعه وإحاطته، وبصره، ونفوذ قدرته، ومشيئته، وتصرفه في خلقه.
القول في ابن سينا هل ابن سينا كافر، أو أنه رجع في آخر حياته؟ ابن سينا من الفلاسفة المتأخرين، ويسمونه المعلم الثالث، والمعلم الأول: أرسطو والمعلم الثاني: الفارابي والمعلم الثالث: ابن سينا، وأرسطو هو أول من ابتدع القول بقدم العالم، وأن العالم قديم، وخالف الفلاسفة الذين قبله، وكان الفلاسفة قبل أرسطو يعظمون الشرائع والإلهيات، ويثبتون وجود الله، وأن الله فوق العرش، والعالم حادث خلقه الله، ومنهم أفلاطون شيخ أرسطو فلما جاء أرسطو ابتدع القول بأن العالم قديم، يعني: قديم كقدم الله، لم يخلقه الله بمشيئته، وقدرته، ولم يثبت وجودًا لله إلا من جهة كونه مبدأ عقليًا للكثرة، وعلة غائية لحركة الفلك فقط. يقول: مبدأ الكثرة هو الله، وهو الذي يحرك الفلك، وهو -أي أرسطو- أول من وضع علم المنطق -حروف المنطق- ثم جاء الفارابي وتوسع في علم المنطق، وصاروا يسمونه المعلم الأول، وهو لم يثبت وجوداً لله، ولا للملائكة ولا للكتب، ولا للرسل، ولا لليوم الآخر، ولا للقدر. ملاحدة، ثم جاء أبو علي بن سينا يسمونه المعلم الثالث، فحاول أن يجمع بين الفلسفة والإسلام، وأن يقرب الإسلام من الفلسفة، لكن محاولته الشديدة لم تصل إلى ما وصلت إليه الجهمية الغالية في التجهم، فالجهمية أحسن منه، وأصح مذهبًا من مذهب ابن سينا مع أن الجهمية الغالية في التجهم ما يثبتون شيئًا لا الصفات ولا الأسماء. فلما جاء ابن سينا من محاولته أثبت وجودين، قال: هناك وجودين: وجود واجب، ووجود ممكن، وجود واجب وهو وجود الله، ووجود ممكن وهو وجود المخلوق، لكن وجود الواجب ليس له اسم ولا صفة، ولا علم، ولا قدرة، ولا سمع، ولا خلق الخلق بقدرته، بل هو وجود مطلق في الذهن، هذا من محاولته التقريب إلى الإسلام. أما الفارابي وأرسطو ما أثبتوا شيئا أبدا، ما أثبتوا وجودين، لكن هذا في محاولته التقريب، ثم الملائكة ما أثبت أنهم ملائكة بل أثبتهم على أنهم أشخاص، وأشكال نورانية، ليسوا ذوات، ولا تصعد وتنـزل، لا بل هم أشكال نورانية، وإذا تقربوا إلى الإسلام قالوا: عبارة عن أمور معنوية، القوى العقلية التي تبعث على الخير. والكتب قالوا: فيض؛ أي معنًى يفيض من العقل الفعال على الرجل العبقري، والرسول رجل عبقري، فيه صفات من توفرت فيه فهو نبي: قوة الإدراك، قوة التخيل والتخييل، وقوة التأثير. وهذه الصفات ممكن يحصل عليها الإنسان بالمران والخبرة، ليست هبة من الله، بل هناك الفلسفة أعلى من النبوة، كثير من الفلاسفة لا يرضى بمرتبة النبوة، يقول: النبوة ليست منـزلة عالية، بل هي منـزلة هابطة، هناك شيء أعلى منها وهي الفلسفة، فالنبوة فلسفة العامة، والفلسفة نبوة الخاصة، ونبوة الخاصة أعلى من نبوة العامة، ولا يثبتون اليوم الآخر، ولا البعث، ولا النشور، ولا الجنة، ولا النار، ولا الشرائع، ولا الحلال ولا الحرام. يقول: هذه الرسل أمثال مضروبة لتفهيم العوام، الرسول رجل عبقري يُفَهِّم الناس؛ يقول: هناك جنة ونار وبعث وحساب، حتى يتعايش الناس بسلام، وحتى لا يعتدي أحد على أحد، وإلا الواقع ليس فيه جنة، ولا نار، ولا بعث، ولا نشور، هذا مذهب ابن سينا يسميه ابن القيم إمام الملحدين كما في إغاثة اللهفان - الجزء الثاني، وله كتاب الإشارات كلها إلحاد وزندقة، والنصير الطوسي الذي تسبب في جلب التتار وسقوط بغداد أخذ كتاب الإشارات لابن سينا وأراد أن يلغي القرآن ويجعله بدل القرآن، فلما لم يوافقه الناس، قال: هذا كتاب الخواص كتاب الإشارات لابن سينا وهذا قرآن العوام، وحاول أن يختصر الصلوات الخمس إلى صلاتين، ويقول ابن سينا عن نفسه: أنا وأبي من دعوة الحاكم العبيدي - دعوة الحاكم العبيدي رافضي خبيث لا يؤمن بالله، ولا ملائكته ولا رسله، ولا باليوم الآخر، ولا بالقدر. بعض الناس يغتر، يقول: ابن سينا فيلسوف الإسلام، يعتز به، وسمى باسمه مدارس، ومؤلفات. صحيح هو طبيب لا بأس، له كتاب القانون لا بأس إذا سمي طب أو صيدلة، لكن ما ينبغي أن يسمى باسم الملحد هذا، فهو ملحد ليس من الإسلام في شيء، لكن بعض الناس، وبعض الأدباء، وبعض المذيعين في بعض الإذاعات ما يعرفون حاله، فيغترون به، يقولون: فلاسفة الإسلام الفارابي وابن سينا نعتز بهم، هؤلاء ملاحدة زنادقة، ليسوا من الإسلام في شيء، أما كونه رجع ما نعلم، لكن كتبه ومؤلفاته في إنكار البعث، ويقول: إن البعث للأرواح، وكتبه موجودة - ككتاب النجاة. أما كونه رجع فيحتاج إلى دليل، إذا وُجد وثبت أنه رجع وعُرف تاريخه أنه رجع نعم، هذه احتمالات تحتاج إلى دليل، فهذه مؤلفاته الآن واعتقاداته، نسأل الله السلامة والعافية.
دراسة الفِرَق ما رأيك فيمن يقول: لماذا تدرسون عن الخوارج والمعتزلة وغيرها من الفرق، مع أنها فرق قديمة مندثرة؟
ليست مندثرة، امتلأت الأرض بهم - الجهمية موجودة، حتى بعض الطلاب يقول: إن بعض المدرسين يقول: ما أدري الله في السماء، أو في الأرض، هذا مذهب جهم فمن يقول انقرضوا؟ بل الأرض امتلأت منهم في كل مكان؛ جهمية ومعتزلة والأشاعرة أكثر وأكثر.
الصلاة خلف الفاسق والمبتدع سائل يقول: كنت خارج البلاد، وصليت في مسجد عدة مرات، وسمعت من بعض الأخوة أن إمام هذا المسجد ينكر النـزول، ما حكم إنكار ذلك؟ وما حكم الصلاة خلفه؟
يختلف إن كان هذا الرجل يفعل شيئا من الشرك يكون وثنيًا يدعو غير الله، أو يذبح للأولياء، أو فعل شركا، أما هذا فيحتاج إلى قيام الحجة عليه، يحتمل أنه جاهل لا يدري، فإذا فعل مكفراً، أي إذا كان ما يفعله مكفرًا لا تصح الصلاة خلفه، ويحتاج إلى قيام الحجة عليه في مسألة النـزول إذا كان ما له مكفر آخر، وإلا نصوص النـزول متواترة. المقصود أن القاعدة إذا كان الإمام الذي تصلي خلفه إذا كان فعل مكفرًا قامت عليه الحجة، فواضح أنك لا تصلي خلفه، ولا تصح الصلاة وإن كان بدعة، أو فسق، فقال بعض العلماء: تعيد الصلاة، وقال آخرون: لا تعيد، والصواب: أنك لا تعيد، فإذا عاد على قول بعض العلماء حسن، لكن الصواب لا يعيد إلا إذا كان فعل مكفرًا، وبعض العلماء يرى الإعادة على كل حال إذا صلى خلف الفاسق يعيد، وكذلك المبتدع.
الهوامش 35- سورة الحديد آية: 4. 36- سورة الحديد آية: 4. 37- سورة المجادلة آية: 7. 38- سورة الملك آية: 16. 39- سورة الأعراف آية: 54. 40- سورة الأنعام آية: 18. 41- سورة النحل آية: 50. 42- مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (537), والنسائي: السهو (1218), وأبو داود: الصلاة (930) والأيمان والنذور (3282). |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 10:28 pm | |
| عبادة الله بين الخوف والرجاء فضيلة الشيخ: ما رأيكم في قول بعضهم: إني أعبد الله لا رجاء في جنته، ولا خوفًا من ناره، ولكن حبًا له؟
هذا قول الصوفية الملحدة الزنادقة، وهذه العبارة تروى مكتوبة في كتب الوعظ، وينسبون هذا الكلام إلى رابعة العدوية وأنها قالت: ما عبدت الله خوفًا من ناره، ولا طمعًا في جنته، فأكون كأسير السوء، ولكن عبدته حبًا لذاته، وشوقًا إليه. تقول: إذا عبدت الله خوفًا ورجاءً معناه صرت نفعي أنفع نفسي فقط، لكن أنا أعبده حبًا لذاته، وشوقًا إليه. ويقول بعض الصوفية أنا أعبد الله ولا أبالي وضعني في النار أو في الجنة، ما أبالي. بل بعضهم يفضل أن يجعل في النار على أن يجعل في الجنة، يقول: لأن الجنة تميل نفسه إليها وتتمتع، أما النار عكس مراده، فهو يحب النار -نسأل الله السلامة والعافية- فهذه المقالة مقالة الملاحدة والزنادقة، والعبادة لا تكون إلا بالحب والخوف والرجاء، لا بد أن يعبد الإنسان ربه حبًا وخوفًا ورجاء، قال الله تعالى عن أنبيائه ورسله، الذين هم أفضل الناس، وأخص الناس، وأعرف الناس بالله، لما ذكر إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب وزكريا وعيسى واليسع وذا الكفل قال: (فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَوَهَبۡنَا لَهُۥ يَحۡيَىٰ وَأَصۡلَحۡنَا لَهُۥ زَوۡجَهُۥٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ ٩٠) (43) انظر رغبا هذا الرجاء، ورهبا هذا الخوف، يعبدون الله خوفًا ورجاءً - أشرف الخلق، وقال في وصف عباده المتقي: (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ١٦) (44). فلا تتم العبادة إلا بالحب والخوف والرجاء، ولهذا يقول العلماء: من عبد الله بالحب وحده، فهو زنديق، و من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري من الخوارج و من عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، و من عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد.
إنكار الرؤية ما رأيكم في هذا النشيد: إن تدخلني ربي الجنة هـذا غايـة ما أتمنى وهل في ذلك إنكار للرؤية؟
يخشى مثل ما قال البلقاني عن الكشاف: استخرجت من الكشاف اعتزالا بالمناقيش منها أنه قال في قوله تعالى: (كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ ١٨٥) (45) أيّ فوز أعظم من الجنة، وقصده بذلك إنكار الرؤية؛ لأن الرؤية أعظم، وهي أعلى نعيم يُعطاه أهل الجنة، فلهذا لا ينبغي قراءة هذا النشيد.
الصلاة خلف الفاسق والمبتدع هل تجوز الصلاة خلف إمام أشعري؟
هذه مسألة خلافية، وهي مسألة الصلاة خلف الفاسق، أو المبتدع، هل تصح، أو لا تصح؟ بعض العلماء يرى أن الصلاة غير صحيحة، فإذا صلى خلف المبتدع أو الفاسق فإنه يعيدها، وقال بعضهم: إنه يصلي خلفه نفلا، ثم يعيدها، وذهب آخرون إلى أنها تصح وهو الصواب، فالصواب أن صلاته صحيحة، بشرط أن تكون بدعته أو فسقه لا يوصله إلى الكفر، أما إذا كانت بدعته أو فسقه يوصله إلى الكفر فإن صلاته لا تصح، أي إذا كان وثنيا يدعو غير الله؛ يذبح للأولياء أو الصالحين، أو حلولي أو اتحادي، فهذا لا تصح الصلاة خلفه. أما إذا كان مبتدعًا أو فاسقًا، ولم يوصله إلى الكفر فالصلاة صحيحة والدليل على ذلك أن الصحابة صلوا خلف الحجاج وكان الحجاج فاسقًا ظالمًا، ولما ثبت في صحيح البخاري أن النبي قال: (يصلون لكم -يعني: الأئمة- فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم) (46) لكن إذا وجدت غير الفاسق فلا تصل خلفه، ولا ينبغي أن يرتب إمام للناس، إذا كان فاسقا أو مبتدعا، أي لا يجوز أن يكون إماما للناس، وإذا وجد فاسق أو مبتدع يصلي بالناس يجب أن يرفع إلى ولاة الأمور حتى يعزل، ويعيّن إمام من أهل السنة والجماعة سلفي المعتقد، لا أشعري، ولا فاسق، بل يعين عدل، لكن إذا بليت وصليت خلفه فصلاتك صحيحة، وإن لم تجد جماعة إلا هو تصلي خلفه، وإذا وجدت غيره تصلي خلف غيره، وإذا صليت خلفه، فمعناه أنك أقررته على المنكر وأقل شيء لإنكار المنكر ألا تصلي خلفه. والواجب إنكار المنكر، وإذا كنت لا تنكر باللسان، أقل شيء لإنكار المنكر ألا تصلي خلفه، لكن لو صليت الصلاة صحيحة في أصح قولي العلماء، بشرط أن لا تكون هذه البدعة أو الفسق يوصلانه إلى الكفر الأكبر، أو الشرك الأكبر، أما إذا كانت البدعة أو الفسق يوصلانه إلى الكفر الأكبر أو الشرك الأكبر فلا تصح الصلاة، وإذا صلى يجب إعادتها كما لو صلى خلف من يدعو غير الله، أو من يذبح للأولياء، أو طلب المدد من غيره، أو ينذر للصالحين، أو ينكر وجود الله، أو أن الله حال في المخلوقات، فلا تصح الصلاة، وإذا صلى يجب إعادتها.
القول فيمن يحذر الناس من كتب ابن حجر والنووي ما رأيكم -حفظكم الله- فيمن يحذر الناس من كتب ابن حجر والنووي؛ لأن فيها شيئاً من التعطيل، بل ربما أمر بإحراقها، ووصفهم بأنهم من أهل البدع؟
هؤلاء والعياذ بالله عندهم غلو، وهؤلاء مخطئون خطئًا عظيما كبيرا، فكتاب فتح الباري لابن حجر كتاب عظيم، ما زال العلماء في كل عصر ومصر بعده ينهلون من معينه، ويستفيدون منه، فهو كتاب عظيم من أعظم الكتب، أما الأخطاء في مسألة العقيدة فممكن تلافيها، ما زال العلماء ينبهون عليها, وهؤلاء الأئمة لم يتعمدوا هذا الخطأ وهم علماء كبار أجلاء، نرجو الله أن يغفر لهم، فهم نشئوا على هذا وصاروا يؤولون في بعض الصفات، لكن ليس معنى هذا أن يهجر الكتاب، هذا كتاب عظيم. وكذلك النووي في شرح مسلم سلك هذا المسلك في الصفات، لكنه كتاب عظيم في معاني الحديث والاستنباطات وفي الأحكام الفقهية، فهي كتب عظيمة، كيف يهدر ما فيها من العلم من أجل أشياء يسيرة ممكن تلافيها، وممكن التنبيه عليها، هذا غلط كبير، وهؤلاء الذين يفعلون ذلك جهلة سفهاء، والذين يحرقونها، ويحذرون منها كذلك، أما الأغلاط فليس هناك أحد يسلم من الغلط، ليس هناك كتاب معصوم إلا كتاب الله. أما لو كتاب أكثره فيه أخطاء وأغلاط عظيمة مثل كتاب الزمخشري "الكشاف"، أو كتاب "مفاتيح الغيب" للرازي هذا خطير يؤثر على طالب العلم المبتدئ، فلا ينبغي لطالب العلم المبتدئ أن يقرأ فيهما؛ لأنه يدعوك إلى مذهبه، يدعوك للقول بالحلول، وإنكار وجود الله، يدعوك إلى تعلم السحر، فلا يصلح أن يقرأ ذلك إلا طالب العلم الذي عنده بصيرة. أما كتاب فتح الباري لابن حجر كتاب عظيم، نفع الأمة، جلس في شرحه سبعة عشر عاما، رحمه الله، من أنفع وأحسن الكتب، ولا يستغني عنه طالب العلم، كذلك شرح صحيح مسلم للنووي. والذي يحذر الناس من هذين الكتابين أو يحرقهم، هذا سفيه جاهل، يجب أن يؤخذ عليه، ويؤدب ويعزر حتى يرتدع عن هذا العمل المشين، ويرفع به إلى ولاة الأمور، إلى المحكمة حتى يحكم عليه بالتعزير والتأديب، حتى يتوب من هذا العمل المشين.
الضابط الشرعي لتكفير الفرق والطوائف أي الفرق نستطيع القول بأنها خرجت من الإسلام، وما هو الضابط الشرعي لتكفير هذه الطوائف وغيرها، وجزاكم الله خيرا؟
الحلولية والجهمية؛ من العلماء من كفرهم بإطلاق، ومنهم من بدعهم بإطلاق، ومنهم من كفر الغلاة دون غيرهم، وعلى كل حال من قال: إن الله حالّ في شيء من مخلوقاته أو اتحد بشيء من مخلوقاته، وهو يعلم ذلك فهذا كافر بإجماع المسلمين لا شك فيه، أما إن كان عنده شبهة المعتزلة فخلاف في تكفيرهم: من العلماء من بدعهم، ومنهم من كفرهم، والمشهور تبديعهم، وكذلك الأشاعرة مبتدعة؛ لأن لهم تأويلا، ولهم شبهة، وفرق بين الجاحد والمتأول، المتأول لا يكفر. هذا هو الضابط، من كان له تأويل فالأصل لا يكفر، وأما الجاحد عن علم وبصيرة فإنه يكفر. الهوامش: 43- سورة الأنبياء آية: 90. 44- سورة السجدة آية: 16. 45- سورة آل عمران آية: 185. 46- البخاري: الأذان (694), وأحمد (2/355,2/536). |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 10:31 pm | |
| الإيمان قول وعمل واعتقاد هل الإيمان قول وعمل واعتقاد، أو قول واعتقاد، وما حكم الذي يقول: إن الإيمان اعتقاد وقول فقط، نرجو التفصيل؟
هذا يحتاج إلى كلام طويل، لكن الخلاصة أن الصواب هو أن الإيمان قول باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل القلب، وعمل الجوارح، هذا هو الصواب، ومرجئة الفقهاء وهم طائفة من أهل السنة يقولون: الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب، وأما الأعمال فهي ليست من الإيمان، لكن مطلوبة، وأما المرجئة المحضة فيقولون: ليست مطلوبة، فرق بينهما، فأهل السنة من الأحناف وغيرهم، يقولون: الأعمال ليست من الإيمان، لكنها مطلوبة، والواجبات واجبات، والمحرمات محرمات، لكن لا نسميها إيمانا، فالإنسان عليه واجبان: واجب الإيمان وواجب العمل، أما المرجئة المحضة قالوا: لا تؤثر في الإيمان ولا تضر، هذا هو الفرق. والصواب: أن الإيمان قول باللسان، وقول بالقلب، وهو التصديق وعمل القلب، وعمل الجوارح كلها، داخلة في مسمى الإيمان، والنصوص الدالة على هذا كثيرة.
هجر أهل البدع إذا علمت أن المحل التجاري الفلاني هو لفلان الصوفي، أو غيره من المبتدعة، فهل يجوز الشراء من ذلك المحل، مع إمكان الشراء من غيره؟
ينبغي للمؤمن أن يكون آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر على قدر الاستطاعة، ومن الإنكار على الصوفي ألا تشتري منه، إلا إن استطعت أن تنصحه، وأن يقبل نصيحتك، ثم تشتري منه تشجيعا له، فلا بأس. فينبغي هجره، ومن هجره ألا تشتري منه، وإذا هجر أهل الخير وأهل التوحيد والإيمان الصوفية ولم يشتروا منهم، أثر عليهم، وتواصوا بذلك، فالمقصود أنه ينبغي هجره، كما أنك لا تجيب دعوته، فكذلك لا تشتري منه إلا إذا كان في شرائك منه فائدة بأن تنصحه وتذكره بالله، ويقبل منك ويستفيد فهذا طيب.
معنى لا إله إلا الله هناك من يفسر لا إله إلا الله بأنها إخراج اليقين الفاسد من ذات الأشياء، وإدخال اليقين الصادق بالله، فهل لهذا التعريف أصل، أفيدونا، جزاكم الله خيرا؟
ما أعرف هذا، لكن من شروط كلمة التوحيد اليقين المنافي للشك والريب، وهو أن تتيقن معنى هذه الكلمة، وأن معناها نفي العبادة عن غير الله، وهذا لا شك أنه فاسد عبادة غير الله فاسدة، فلا بد أن تنافيها وتنكرها، أما قوله من القلب، المقصود من اعتقادهم؛ لأن القلب الموحد لا يدخله هذا اليقين الفاسد، ما يسمى يقين المؤمن ليس عنده يقين فاسد، المؤمن عنده يقين صحيح وتوحيد الله، والإيمان به، فكيف يقول يخرج اليقين الفاسد. المراد تنفي العبودية عن غير الله بأنواعها، وتثبتها لله، لا إله إلا الله: لا معبود حق إلا الله، يكون ذلك عن يقين، لا شك فيه، هذا من شروط كلمة التوحيد، اليقين المنافي للشك والريب، ما يكون عندك شك في استحقاق الله للعبادة، وأنه مستحق للعبادة، وأن عبادة غيره باطل.
الخوف من المخلوق في قريتنا ساحر، وأريد أن أبلغ عنه، ولكني أخاف أن يفعل بي شيئا، فهل هذا يعتبر شرك الخوف؟
لا شك أن هذا خوف من المخلوق، قد يقال: إن هذا أسبابه ظاهرة، معه أسباب من حي حاضر، لكن لا ينبغي لك أن تخاف منه، بل عليك أن تقوي رجاءك بالله، وأن تثق بالله، وأن تعتمد عليه، وأن تتوكل عليه، فهو لا يضرك، والحمد لله تتحصن بالأوراد بالآيات القرآنية، والأدعية الشرعية، وهو ما يعلم الغيب. إذا كان يعتقد أنه يضره بسحره، أو أنه يعلم الغيب، هذا كفر أكبر والعياذ بالله. الواجب عليك أن تبلغ عنه، وأن ترفع به إلى ولاة الأمور حتى يحال للمحكمة الشرعية، حتى يقتل، حد الساحر ضربه بالسيف، وما زال الناس يبلغون عنهم، وما أصابهم شيء، لا شك أن هذا جبن وخور وضعف، وإذا كان يعتقد أن الساحر يعلم عنه، وأنه يضره بمشيئته، وقدرته هذا كفر أكبر، شرك أكبر، قال الله تعالى عن السحرة: (وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ١٠٢) (47) فما يضرك إلا ما قدر الله لك، عليك أن تثق بالله، وأن تقوي رجاءك بالله، وأن تعتمد على الله، وأن تتوكل عليه، وأن تعلم أن هذا الساحر لا قدرة له، ولا يستطيع أن ينفعك ولا يضرك، عليك أن تبلغ ولاة الأمور حتى يحال للمحكمة الشرعية.
عقوبة الشرك الأصغر قولكم -حفظكم الله- في الشرك الأصغر: إنه لا يغفر، أي: سيعذب صاحبه، ثم قلتم: أنه داخل تحت الموازنة بين الحسنات والسيئات، فنرجو الجمع بين القولين؟
نعم يعذب به إذا رجحت السيئات كما سبق، إذا رجحت السيئات عذب به، وإن رجحت الحسنات يسقط ما يقابله من الحسنات ولا يعذب به، فإذا كانت الحسنات كثيرة صار مغمورا، فيها كتوحيد كثير وإخلاص كثير في جانب شرك قليل، فهو لا يغفر، إما يعذب به، وإما يسقط ما يقابله من حسنات، فإذا كانت الحسنات كثيرة سقط ما يقابله، وإذا كانت السيئات راجحة عذب بها، وقال بعض أهل العلم: إنه كالكبائر تحت مشيئة الله، لكن ظاهر النصوص والتأدب مع القرآن بأنه داخل قوله: (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا ٤٨) (48). الهوامش: 47- سورة البقرة آية: 102. 48- سورة النساء آية: 48. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 10:35 pm | |
| إثبات الجسم لله هل هناك نص يدل على إثبات الجسم لله؟
هذا لفظ مبتدع، إثبات الجسم ونفي الجسم لم يرد في الكتاب ولا في السنة، ولهذا سكت عنه السلف فمن قال: إن الله جسم أو ليس بجسم فهو مبتدع عند أهل السنة بل إن الله تعالى له الكمال المطلق، متصف بالصفات التي وردت بالكتاب والسنة. فلا يقال: إنه جسم، ولا يقال: إن الله ليس بجسم، ومن قال: إن الله جسم عند أهل الحق، يسأل فإن كان مراده الحق قبل المعنى، ورد اللفظ، وإن كان معناه باطلاً رد اللفظ والمعنى جميعاً.
التسمي بعبد الإله هل اسم الإله من أسماء الله، وهل يجوز التسمي بعبد الإله؟
ظاهره نعم، وهو الإله: (وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَآءِ إِلَٰهٞ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَٰهٞۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ ٨٤) (49) ظاهر الأدلة نعم أنه من أسماء الله.
سؤال الله بجاه النبي ما حكم سؤال الله بجاه محمد -صلى الله عليه وسلم-؟
هذا من البدع عند أهل العلم، من قال: سألك بجاه فلان، أو حق فلان، أو بحرمة فلان، فهذا من البدع؛ لأن التوسل بوسيلة غير شرعية يكون من البدع، والذي ينبغي التوسل بأسماء الله وصفاته، بالعمل الصالح، بفقر الإنسان وحاجته إلى ربه: (وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٨٠) (50) لا أن تتوسل بحق فلان، ولا بجاه فلان، حق فلان لفلان، وجاه فلان لفلان، لكن أنت عليك أن تتوسل بأسماء الله وصفاته، بالإيمان بالله، بالتوحيد، بالعمل الصالح.
ذبيحة المشرك تعلمون فضيلتكم أن الطواف حول القبور منتشر في جميع الدول الإسلامية، وكثير منهم يأتون كعمالة إلى هنا، وبعضهم قد يقوم بالذبح في المسالخ، وفي المطاعم، فما حكم ذبائحهم، وما الواجب تجاههم، وجزاكم الله خيرا؟
إذا ثبت أنه مشرك، وأنه يدعو غير الله، وأنه يذبح فلا تصح ذبيحته، فلا بد على من عرف شيئا من ذلك أن يبين للمسئولين حتى يبتعد عن المسالخ، فإذا كان يطوف بالقبور تقربًا إليها، أو يذبح لغير الله، أو ينذر أو يدعو غير الله، أو كان لا يصلي أيضاً في أصح قولي أهل العلم يترك الصلاة، فلا تصح ذبيحته، وعلى من عرف ذلك أن يبلغ المسئولين حتى يبعد هذا المشرك عن الذبح.
هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ما حكم قول: العمر الطويل لله؟
كان المقصود من العبارة: العمر الطويل لله، أي: العمر من الله، أو العمر لله، فالمعنى صحيح لكن العبارة خاطئة، إلا إذا كان المقصود شيئا آخر، محتمل أن المقصود البقاء لله، وأن الله هو الباقي: (هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ ٣) (51) لكن العبارة ليست سليمة؛ لأن كلمة العمر معناها: العمر محدد، والله تعالى: (هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ ٣) (52) سبحانه وتعالى. ثبت في الحديث الصحيح في دعاء الاستفتاح، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء) (53) فهذه ليست سليمة؛ لأنها تشعر بالتحديد؛ لأن العمر محدد، إلا إذا كان قصده المخلوق في عبارة "العمر لله"، يعني: العمر من الله، يعطيه المخلوق، فهذا شيء آخر على حسب مقصوده، وبكل حال فالأولى تركه.
آداب التحية حين قول أحدهم: حياك الله، يقول الآخر: حياك النبي، فما حكم ذلك؟
ما أعرف معنى هذه الكلمة، والذي ينبغي أن يرد عليه تحيته يقول: حياك الله، والنبي عليه الصلاة والسلام ميت كما قال: (إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ٣٠) (54) فكيف يقال: حياك النبي، وهو في قبره وهو لا يعلم، قد يقال: إن هذه الكلمة تشعر بأنه يعتقد أن الرسول يعلم، وأنه يحييه، هذا غلط، الذي ينبغي أن يقول: حياك الله، يرد عليه تحيته، ولا يقول: حياك النبي.
الحلف بغير الله فضيلة الشيخ: ما رأيك فيمن يقول: في ذمتك، أو أمانة، يريد الحلف؟
هذا ليس من الحلف، الحلف يكون بحروف القسم، يقول: والله، وتالله، وبالله، هذا حلف بالله، فإذا قال: بفلان، بلحيتك، بكذا، هذا حلف بغير الله، أو قال: بذمتك، أما أن يقول: في ذمتك، فهذه ليست من حروف القسم، إلا إذا كان معه تقدير: في ذمتك يمين، هذا يحتمل، معنى في ذمتك، يعني: في أمانك وعهدك، المقصود أن الحلف يكون بحروف القسم، إذا قال: بذمتك، أو بذمتي، وهو يريد القسم، صار قسمًا بغير الله، فلا يجوز الحلف إلا بالله، وبأسمائه وصفاته. الهوامش: 49- سورة الزخرف آية: 84. 50- سورة الأعراف آية: 180. 51- سورة الحديد آية: 3. 52- سورة الحديد آية: 3. 53- مسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2713), وابن ماجه: الدعاء (3831), وأحمد (2/381,2/536). 54- سورة الزمر آية: 30. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 10:39 pm | |
| التعريف بالسيد البدوي من هو السيد البدوي؟
السيد البدوي قُبِرَ في مصر وفي طنطا يُزار هذا القبر، ويقع فيه أنواع من الشرك، ويُدعى من دون الله، تسمع الضجيج والأصوات إذا قربت منه، كما حدَّثنا بذلك مَنْ شاهده، ويُذبح عنده الذبائح، ويحجون إليه في وقت المولد، حتى إن في بعض السنوات -كما حُدِّثت- حج إلى قبر السيد البدوي ما يقارب المليونين، أكثر من الحجاج الذين يحجون إلى بيت الله وهذا من البلاء ومن المصائب. القبر يطوف به الناس كما يطوفون بالكعبة وضجيج الأصوات: يا سيدي البدوي أغثني، أنا في حسبك، ضجيج من أصوات الدعاء، وذبائح، وبعض الجُهَّال المصريين يقول: إن الإنسان إذا جاء لمكة حول الحرم بعض الأحيان ما يجد مواقف، لكن قبر السيد البدوي فيه مواقف واسعة، يقف الإنسان بارتياح، ثم يأتي إلى القبر، يقول هذا: أنا أطوف، لكن ما أطوف سبعة أشواط، بل ستة، خمسة، وبعضهم يقول: أنا أذبح عند قبر السيد البدوي حتى يأكل الغلابة الفقراء، هذا من الجهل. المقصود أن هذه الذبائح يتقربون بها إليه، وهذا القبر يُقال: إنه دفن فيه شخص، وقال آخرون: ليس فيه أحَدٌ، وقال بعضهم: دُفِنَ فيه حمار. فالمقصود أنه حتى ولو كان قبر نبي فلا يجوز الطواف بالقبر، ولا يجوز الذبح له، ولا يجوز النذر له، ولا يجوز دعاؤه من غير الله، كل هذا من الشرك، حتى ولو كان قبر نبي من الأنبياء، فالمقصود أن هذا من الشرك ابتلي وافتتن به كثير من الناس، نسأل الله السلامة والعافية، كما أنه يُطاف بقبر الحسين وقبر الدسوقي وقبر نفيسة وقبر ابن علوان في اليمن وقبر عبد القادر الجيلاني في العراق. وقبور الشيعة كثيرة كالكاظم، وفي كل مكان قبور يُطاف بها، في الباكستان وفي ليبيا وفي أفريقيا وفي كل مكان قبور يُطاف بها من دون الله، ما عدا هذه البلاد التي سلّمها الله، نسأل الله أن يُسَلِّم أوطان المسلمين وأن يبعد عنها الشرك، وأن يكثر فيها دعاة الخير والإصلاح، الذين يدعون إلى توحيد الله ويبصرون الناس بما يجب عليهم من حق الله، وينهونهم عن الشرك ووسائله وذرائعه.
طلب الشفاء من الموتى قد نرى مثلا من يطلب من الميت أن يشفي ابنه، ونرى ذلك يتحقق بعد دعائه له، فهل هذا يعتبر من الاختبار أم لا؟
هذا من الشرك، إذا طلب من الميت أن يشفي مريضه، فهذا شرك، وإذا شفي المريض فهذا ابتلاء وامتحان له، هذا وافق القضاء والقدر، فقد قدر الله أن يشفى في هذا الوقت، فلما دعا ثم شفي بعد ذلك، ظن أن هذا بسبب دعاء الميت، فصار فتنةً له واختبارًا، وقد يكون هذا من الأسباب التي تغريه بالشرك والاستمرار عليه. فالمقصود أن كونه شفي بعد ذلك هذا وافق القضاء والقدر، ومثال ذلك دعاء بعض الناس عند قبر، فيشفى مريضه فيظن أن السر للقبر، وقد يكون سبب إجابة دعائه لضرورته أنه صاحب ضرورة، فالله تعالى يقول: (أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ ٦٢) (55) ظن أن السر للقبر، فقال: لما دعوت عند القبر شفي مريضي هذا ابتلاء وامتحان. فالمقصود أن هذا وافق القضاء والقدر؛ لأن الله تعالى قدر وكل شيء له قدر مقدر، ومكتوب في اللوح المحفوظ أن هذا يشفى في الوقت الفلاني، فلما دعا وأشرك بالله، ودعا الميت ظن أن هذا بسببه، فكان هذا فتنة له، نسأل الله السلامة والعافية. (أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ ٦٢(النَّمۡل الآية: 62).
الشرك في الدعاء سائل يقول: ما هو تعريف الشرك في الدعاء؟
الشرك في الدعاء أن يدعو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله سواء كان طلبا للشفاعة أو لغيرها، يسأله المدد أو قضاء الحاجات، أو تفريج الكربات، يدعو ميتا أو غائبا أو حيا حاضرا فيما لا يقدر عليه إلا الله، كأن يقول: يا فلان أغثني، يا سيدي البدوي أو يا سيدي الدسوقي أو يا نفيسة أو يا عبد القادر أو يا ابن علوان أغثني، المدد المدد، فرج كربتي، خذ بيدي، لا تخيب رجائي، اشفع لي، هذا شرك يدعو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله. أما من دعا حيا حاضرا أمامه، معه أسباب ظاهرة، فلا يكون شركا، كأن يقول: يا فلان أعني على بناء بيتي، أو إصلاح مزرعتي، أو إصلاح سيارتي، أو أعطني مالا، هذا لا يكون شركا؛ لأنه حي حاضر أمامك، تشاهده قادر معه أسباب ظاهرة.
التعريف بعبد القادر الجيلاني هل كان عبد القادر الجيلاني على عقيدة أهل السنة والجماعة وأن تلاميذه عظموه بعد وفاته؛ لأنني قرأت هذا في بعض الكتب؟
نعم عبد القادر الجيلاني من الصالحين، ومن الحنابلة ولكن الناس عكفوا على قبره، وغلوا فيه ودعوه من دون الله، وهو لا يرضى بذلك، وهو من العلماء الأفاضل - من علماء الحنابلة وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وله كتاب الغنية، ومن ذلك ما ذكر شيخ الإسلام عنه قصة: وهو أن الشياطين تستولي على بعض الناس، وتغريهم بالشرك، وتتسلط على المشركين، ومن ذلك أن بعض الشياطين تدخل في القبور، وتخاطب من يدعوها من دون الله، ويسمع منها الصوت مثل العزى، كان يسمع منها الصوت، فيظن المشرك إذا دعاه، وقد يقضي له حاجته، فيظن أن الميت هو الذي دعاه، وقد ينشق القبر، ثم يخرج الشيطان في صورة الميت، ويسلم عليه، ويقول: أنا أقضي لك حوائجك حتى يغريه بالشرك، ويشجعه على الشرك، هكذا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يأتي ويقول: ذكر عني أنه رآني شخص بصورتي في البلد الفلاني، وأنا في البلد الفلاني، هذا شيطان تشبه به. ومن ذلك ما يحصل من الشياطين ما حصل لعبد القادر الجيلاني قال: رأيت عرشًا بين السماء والأرض، فناداني صوت قال: يا عبد القادر أنا ربك قد أسقطت عنك الفرائض، وأبحت لك المحارم كلها، أسقطت عنك جميع الواجبات، قال: فقلت له: اخسأ يا عدو الله، فتمزق ذلك العرش، وذلك النور، وقال: نجوت مني بحلمك وعلمك يا عبد القادر وقد فتنت بهذه الفعلة سبعين صديقا أو كما قال. قيل له: كيف عرفت يا عبد القادر أنه شيطان. قال: عرفت بقوله: أسقطت عنك الواجبات، وأبحت لك المحرمات، وعرفت أن الواجبات لا تسقط عن أحد إلا من فقد عقله، وقال: إنه لم يستطع أن يقول: أنا الله، بل قال: أنا ربك. فهذه من القصص التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن عبد القادر الجيلاني - رأى عرشًا بين السماء والأرض ويخاطبه. فالشياطين لهم شيطنة يتسلطون على بعض الناس، وعباد القبور وغيرهم، يشجعونهم على الشرك، ويؤذونهم، حتى إذا ترك الشرك يؤذيه الشيطان حتى يفعل الشرك إذا تأخر عن الشرك آذاه ولو ما يذبح لغير الله آذاه، وتسلط عليه، قال الله تعالى: (إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩ إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠) (56) حتى إن بعضهم - بعض عباد القبور - يزحف أو يأتي كأنه ساجد حتى يصل إلى القبر، يقول، ولا يستطيع يمشي وهو مستقيم، لو يمشي وهو مستقيم سقط خبطه الشيطان، حتى يمشي وهو راكع، أو يزحف على ركبتيه، وإذا غير هذه الحالة ما استطاع. وهذا مشاهد وواقع في قصص كثيرة من هذا، وأنا ذكر لي بعض المصريين الحجاج يقول: إنه يذبح للسيد البدوي وبعضهم يقول: يذبح في العام مرة، ويقول: علي ذبيحة لأهل الله، هذا ولي لأهل الله، علي ذبيحة لأهل الله، ويقول: إني أردت مرة أن أترك الذبح، أو تأخرت عن الذبح، فجاءني في الليل جمل فتح فاه، يريد أن يأكلني فما تخلصت حتى ذبحت -حتى ذبح للبدوي- فهذا من تلاعب الشياطين، والشياطين تتسلط عليهم كما قال الله: (إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ) (57).
تخصيص زيارة القبور بيوم معين في منطقتي يذهب الناس في العيدين بعد صلاة الفجر إلى زيارة القبور، ويدعون لهم، مثل الابن يذهب إلى قبر أبيه وأمه وجده، وغيره من الأقارب، فهل يوجد دليل على هذا؟
لا أعلم دليلاً على تخصيص يوم العيد، وإنما يزور الإنسان القبر في كل وقت، ليس هناك وقت محدد يزور الإنسان فيه قبر قريبه، ويسلم عليه، ويدعو له، ويترحم عليه، ثم ينصرف، ولا يقرأ شيئا من القرآن، ولا يجلس عنده، ولا يصلي في المقبرة، كل هذا من وسائل الشرك، إنما يدعو له وينصرف؛ لأن الزيارة الشرعية فيها فائدتان: فائدة للحي، وفائدة للميت. فائدة الميت: أن تدعو له وتترحّم عليه، وفائدة لك -أيها الحي- أن يرق قلبك، وتتذكر الآخرة، وتتذكر مصيرك، وأنك صائر إلى ما صار إليه، تسلم عليه تقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تغمده برحمتك، وتنصرف، في أي وقت، لا أعلم أن هناك وقت محدد، لا يوم العيد ولا يوم الجمعة، ولا غيرها؛ لأن هنا يحتاج إلى دليل، وأنا لا أعلم دليلاً يدل على التخصيص. الهوامش: 55- سورة النمل آية: 62. 56- سورة النحل آية: 98-100. 57- سورة النحل آية: 100. |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 11:13 pm | |
| العمل شرط لصحة الإيمان هل العمل شرط لصحة الإيمان أم لا مع التفصيل؟
نعم لا يكفي في الإيمان الاعتراف بالقلب، والتصديق بالقلب فقط، بل لا بد من شرطه وهو الانقياد بالعمل، وإلا صار كإيمان فرعون - فرعون يعلم وهو مصدق، لكن ما انقاد بالعمل، كما أن العمل ما يصح بدون تصديق القلب، وإلا صار كإيمان المنافقين. لأن المنافقين يعملون، لكن ما عندهم إيمان وتصديق، فالجوارح تعمل - يصلون ويصومون ويتصدقون، لكن ما عندهم إيمان، فالإسلام لا بد له من إيمان يصححه، والإيمان لا بد له من أعمال يتحقق بها، فإذا لم يوجد أعمال صار كإيمان فرعون وإذا وجد العمل وما وجد إيمان صار كإسلام المنافقين، أسلموا من دون إيمان، ومن يدّعي الإيمان ولا يعمل صار كفرعون: (وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ١٤) (58) قال له موسى: لقد علمت -معترف- لكن ما يعمل، لا بد من انقياد الجوارح، بأن تكون منقادة بالعمل، ومن شروط لا إله إلا الله الإيمان والتصديق الانقياد بالعمل - انقياد الجوارح، وإلا صار كإيمان فرعون كما أن العمل بالجوارح بدون إيمان لا ينفع، وإلا صار كإسلام المنافقين، لا بد من عمل تنقاد به الجوارح، حتى يتحقق الإيمان.
التبرك المشروع والممنوع يقع من بعض الإخوان بعض المزاح، ومنه أن يتمسح بأخيه، ويتبرك به، وهذا من باب المزاح، مع اعتقاده الجازم بأن هذا الشخص لن يضره، ولن ينفعه فهل هذا يقع عليه مثال الشرك في التبرك.. أفيدونا؟
فإذا كان يعتقد أن البركة من الله، ولكن هذا سبب، وهو ليس شخص مبارك، فهذا من الشرك الأصغر، أما إذا كان الشخص مباركاً، فيه نفع للإسلام والمسلمين عالم ينفع الناس، أو مثلاً محسن يتصدق، وينفع الناس، ينفق أمواله في المشاريع الخيرية، فقال: أنت رجل مبارك، أو أنت فيك بركة، أو هذا من بركاتك، لا بأس، أما شخص ليس له نفع، ولا شيء، ثم يتمسح به، ويتبرك، ويقول: أنا أطلب البركة، إذا كان يعتقد أنه سبب، فهذا شرك، وإن كان يعتقد أن ذاته فيه بركة، فهذا شرك أكبر، لكن ما أظن يعتقد هذا مسلم. فإذا كان يمسح مزاحا ليس معه عقيدة، فلا بأس، لكن قال: يتبرك، أي يطلب البركة فهو على حسب الاعتقاد.
مظاهر الرياء أحيانا أعمل بعض الأعمال أريد بها وجه الله تعالى، نسأل الله الإخلاص، لكن بعد العمل أو أثناء العمل، يدخل في قلبي شيء من الرياء، كفرحي بعلم فلان من الناس، أو أحب أن أمدح، فهل هذا من الرياء، وما العلاج لهذا حفظكم الله؟
إذا كان في أثناء العمل فهذا فيه تفصيل؛ إن طرأ الرياء في أثناء العمل، فإن كان خاطرا ودفعه، فلا يضره، أما إذا استرسل واستمر ففيه خلاف بين أهل العلم، فمن العلماء قال: يجازى بنيته الأولى؛ لأن نيته الأولى لله، ومنهم من قال: إذا استرسل أحبط العمل وأبطله، أما إذا كان بعد العمل، ثم أثنى عليه الناس فإنه لا يضره، قال: تلك عاجل بشرى المؤمن، لكن لا يتحدث للناس، لكن لو علم الناس وتحدثوا به، ثم سره ذلك فإنه لا يضره ذلك، فإن هذا من عاجل بشرى المؤمن. أما أن يتحدث بعمله يقول: أنا أفعل، أنا أصوم، وأنا أصلي الليل، وأنا أصوم الاثنين والخميس، ذكر العلماء أن هذا من الرياء، كونه يتحدث بعمله، ويثني على نفسه، لكن لو علم الناس وأثنوا عليه، وهو ما راءاهم، فلا يضره، وهذا من عاجل بشرى المؤمن. وعلى الإنسان إذا وقع في شيء من ذلك أن يجاهد نفسه، ويستعيذَ بالله من الشيطان الرجيم، ويجاهد هذه الخواطر، ويعلم أن الناس لا ينفعونه ولا يضرونه، حتى تزولَ عنه هذه الخواطر الرديئة.
الصفة المشروعة في زيارة القبور أرجو أن تخبرنا بالصفة المشروعة في زيارة القبور، هل الداعي إذا دعا للميت يستقبل القبر، أم ماذا، أرجو التفصيل؟
نعم يستقبل القبر، ويسلم عليه، يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا فلان ورحمة الله وبركاته، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، كان ابن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا زار قبر النبي قال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم يتأخر ويقول: السلام عليك يا أبا بكر ورحمة الله وبركاته، ثم يقول: السلام عليك يا أبتاه، يسلم ثم ينصرف، ويستقبل القبر، ولكن لا يقرأ القرآن عنده، ولا يصلي عند المقبرة، كل هذا من وسائل الشرك، ولا يطيل المكث، بل يدعو وينصرف.
التعريف بالجنيد والتيجاني من هو الجنيد ومن هو التيجاني؟
أبو القاسم الجنيد هذا من الصوفية كان يثني عليه شيخ الإسلام -رحمه الله- وينتسب إلى الصوفية والظاهر أنه من الصوفية المعتدلين، ولهذا نقل عنه شيخ الإسلام أنه قال: علمنا مقيد بالكتاب والسنة، وهذا كلام عظيم. أمَّا التيجاني فهذا رئيس فرقة التيجانية تنتسب إليه التيجانية وهي فرقة من فرق الصوفية وتوجد فرقة القادرية والنقشبندية وطرق كثيرة، مئات الطرق موجودة في السودان والباكستان وأفريقيا والشام كلها طرق، وكل طريقة لها شيخ، وهذه الطرق منها ما يوصل إلى الكفر، ومنها ما يكون بدعة. مثل صلاة الفاتح بعضهم يعتقد أنها أفضل من الصلاة على النبي، وبعضهم يعتقد أنها أفضل من القرآن، والطريقة الشاذلية. كذلك توجد مؤلفات للطرق، على السائل أن يرجع إلى تفاصيل هذه الطريقة، وكيف الأذكار عندهم، وكيف يتمسحون بشيوخهم، وبعض أهل الطرق يعبدون شيوخهم، يقول الشيخ: إذا أردت أن تعصي الله فاذكرني، يعني: خف مني، ولا تخف من الله، بعضهم يعبدون شيوخهم من دون الله، يجعلونهم هم المقدمون، يقدمونهم على النبي، ويعرضون كلام النبي على كلام شيوخهم، ما وافقه أخذوه، وما خالفه ردوه، هذه الطرق منها ما توصل إلى الكفر، ومنها ما يكون بدعة، وقد يكون في البلد أكثر من مائة طريقة، وكل طريقة لها شيخ، لهم طريقة في الأذكار، وطريقة في تقديس شيخهم، وتعظيمه، منهم المبتدع، ومنهم الكافر، نسأل الله السلامة والعافية.
الهوامش: 58- سورة النمل آية: 14.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 11:17 pm | |
| التوحيد الواجب والتوحيد المستحب ما الفرق بين كمال التوحيد الواجب، وكمال التوحيد المستحب، مع ذكر مثال يوضح ذلك؟
كمال التوحيد الواجب ينافي كمال التوحيد المستحب، مثلاً إذا عصى الإنسان نقص توحيده، مثل قوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) (59) هذا كونه ما يحب لأخيه ما يحب لنفسه، هذا ينافي كمال التوحيد الواجب وكمال الإيمان. الواجب: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين) (60) فإذا قدم شيئاً من محبة الولد أو الوالد فإنه ينقص كمال التوحيد الواجب، ومثله قوله تعالى: (قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ٢٤) (61) هذا إذا قدم شيئا من محبة الآباء أو الأبناء أو الإخوان، أو الأزواج، أو العشيرة على الله ورسوله، فإنه متوعد بهذا الوعيد، ويكون فاسقاً: (قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ٢٤) (62). أما إذا ترك شيئا من المستحبات غير الواجب، فهذا الذي ينافي كمال المستحب، فإذا ترك شيئا واجبا، فهذا ينافي كمال التوحيد والإيمان الواجب، وإذا ترك مستحبا فهذا من المستحبات، فمثلا الزاني والسارق هذا ضعيف الإيمان، فعله هذه المعصية نقص إيمانه الواجب، وليس إيمانه المستحب. كذلك إذا قصر في بعض الواجبات، قصر في بره لوالديه، أو صلته لرحمه، يكون ناقص الإيمان وناقص التوحيد؛ لأن عقوق الوالدين ينافي كمال الإيمان الواجب، أما المستحبات إذا تركها ترك المستحبات. الضابط في هذا أنه إذا ترك واجبا، أو فعل محرمًا فهذا ينافي كمال الإيمان الواجب، نقص إيمانه الواجب، ونفص توحيده الواجب، أما إذا ترك شيئاً مستحباً، كأن يترك بعض النوافل - ترك قيام الليل، هذا ترك شيئاً مستحباً، وهو كمال الإيمان المستحب، ترك صلاة الضحى، هذا ترك كمال المستحب.
سماع الميت لكلام الحي هل الميت يسمع كلام أصحابه إذا حدثوه وهو في القبر؟
الأصل أنه لا يسمع، قال الله تعالى: (إِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ ٨٠) (63)، (وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ ٢٢) (64) هذا هو الأصل، فالأصل أن الميت لا يسمع إلا ما ورد الدليل بأنه يسمع، وما عدا ذلك فالأصل بأنه لا يسمع، لكن جاء الاستثناء في هذا كما جاء في الحديث: (أن الميت إذا دفنه أصحابه وتولوا، أنه يسمع قرع نعالهم) (65) هذا مستثنى، وكذلك أيضاً صناديد قريش، الذين قتلوا يوم بدر وسحبوا وألقوا في بئر هناك، ناداهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسمائهم، يا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا، فقد وجدت ما وعدني ربي حقا، فقال عمر يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما تكلم من ناس هلكى، فقال: (ما أنتم بأسمع ما أقول منهم، ولكن لا يجيبون) (66) فقتلى بدر الذين سحبوا في القليب يسمعون - سمعوا كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الميت يسمع قرع نعالهم، وما عدا ذلك فلا يسمع، إلا ما ورد الدليل. فالقول بأن الميت يسمع كلامنا ليس عليه دليل؛ لأن الأصل أنه لا يسمع؛ لأنه ميت، إلا ما استثني وجاء به الدليل.
العذر بالجهل حتى تقوم الحجة هل يعذر من يطوف بالقبر أو يفعل شيئا من وسائل الشرك بالجهل، أي: إذا كان جاهلا أن ما يعمله شركا، أرجو التفصيل؟
هذا فيه قولان للعلماء، وهو التفريق بين ما قبل وما بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- أهل الفترات قبل بعثته، هؤلاء فيهم كلام لأهل العلم، أنهم يمتحنون، لكن بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد نـزول القرآن، الله تعالى يقول: (مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا ١٥) (67) الله بعث الرسول وأنـزل القرآن، فهل يعذر المشرك إذا لبس عليه أن يطوف بالقبور ويدعوها، ويذبح لها، لبس عليه علماء الشرك فصار مغطى عليه، ولا يبصر الحق من تلبيس علماء السوء، الذين يلبسون عليه، ويحسنون له الشرك. قال بعض العلماء: إنه يعذر في هذه الحالة، ولكن يعامل في الدنيا معاملة المشركين، لا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم، وفي الآخرة أمره إلى الله، حكمه حكم أهل الفترات، وهذا هو الذي ذهب إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- قال: لا نكفر أحدا حتى تقوم عليه الحجة، وقال آخرون من أهل العلم: إنه لا يعذر أحدا بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الله يقول: (مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا ١٥) (68). الله بعث الرسول، وأنـزل القرآن، والقرآن يتلى والنصوص واضحة في بيان الشرك والتحذير منه، فلا يعذرون هما قولان لأهل العلم، ذكرهما شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وعلى كل حال من يقول إنه يعذر، يقول: في الدنيا يعامل معاملة المشركين لا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم، ولا يتصدق عنه، ولا يحج عنه، ولا يدعى له بالمغفرة والرحمة، أما في الآخرة فأمره إلى الله.
الدعاء من القدر هل الدعاء يغير القدر؟
الدعاء من القدر، لا يخرج عن القدر، الدعاء سبب من الأسباب، فالله قدر السبب والمسبب، فلا يخرج عن القدر، وجاء في الحديث: (إن الدعاء والبلاء يعتلجان بين السماء والأرض) فأيهما أقوى غلب صاحبه، فالله تعالى قدر أن يكون شفاء المريض بهذا السبب، وهو الدعاء، أي قدر أن هذا لا يشفى بترك الدعاء، المقصود أن الدعاء سبب من الأسباب، فلا يخرج عن القدر.
طلب العلم وعبادة الله على بصيرة في بلادنا أنواع من الشرك، والعامة ليس عندهم من يعلمهم إلا مشايخ الصوفية هل هؤلاء يعذرون بالجهل لعدم علمهم؟
عليهم أن يبحثوا عن العلم، لا ينبغي لهم أن يستسلموا للصوفية بل عليهم أن يبحثوا عن العلماء، ولا سيما في العصر الحاضر، الوسائل -وسائل الإعلام- قد تعددت، الآن يمكنهم أن يتصلوا بالعلماء عن طريق الهاتف، عن طريق الإذاعة، يسمعون الإذاعة السعودية، فيها نور على الدرب، وفيها فتاوى، وممكن أن يتصلوا بالعلماء هنا، ويكتبوا لهم، لا يستسلموا. والإنسان إذا كان له حاجة دنيوية، تعب حتى يحصل عليها، فلماذا لا يبحث عن دينه، ويسأل عما أشكل عليه؟ ليسوا مكتوفي الأيدي، بل لهم قدرة على الاتصال والطرق متعددة، يستطيعون أن يتصلوا وهم في بلادهم عن طريق الهاتف، عن طريق المكاتبة، عن طريق المكاتبة للإذاعة بالبريد، المقصود أنهم لا يستسلمون للجهل، بل عليهم أن يبحثوا ويسألوا ويستفصلوا حتى يتعلموا دينهم، حتى يبحثوا عما أشكل عليهم، وحتى يعبدوا الله على بصيرة.
الهوامش: 59- البخاري: الإيمان (13), ومسلم: الإيمان (45), والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2515), والنسائي: الإيمان وشرائعه (5016,5017), وابن ماجه: المقدمة (66), وأحمد (3/176,3/206,3/251), والدارمي: الرقاق (2740). 60- البخاري: الإيمان (15), ومسلم: الإيمان (44), والنسائي: الإيمان وشرائعه (5013,5014), وابن ماجه: المقدمة (67), وأحمد (3/177,3/207,3/275,3/278), والدارمي: الرقاق (2741). 61- سورة التوبة آية: 24. 62- سورة التوبة آية: 24. 63- سورة النمل آية: 80. 64- سورة فاطر آية: 22. 65- البخاري: الْجَنَائِزِ (1338), ومسلم: الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2870), والنسائي: الجنائز (2051), وأحمد (3/126). 66- البخاري: الجنائز (1370), وأحمد (2/131). 67- سورة الإسراء آية: 15. 68- سورة الإسراء آية: 15.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الإثنين 24 يناير 2022, 11:19 pm | |
| التوكل على الله ما حكم قول: إني متوكل على الله، ثم عليك؟
لا بأس به، وإنما الممنوع أن يقول: إني متوكل على الله وعليك، فهذا من الشرك الأصغر، أما إذا جاء بـ "ثم" يزول المحذور، لكن المقصود الوكالة، فتسميته متوكل هذا غلط من قائله؛ لأن المقصود الوكالة، أي: وكلتك هذا الشيء، أنبتك عني، فالعامة يقولون متوكل على الله، وعليك هذا غلط. فهو مقصوده الوكالة، وتسميته متوكلا هذا غلط.
السجود لغير الله سجد رجل أمام حجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة فلمَّا أنكر عليه قال: هذا سجود احترام، مثل سجود أبوي يوسف ليوسف فكيف يُجاب عليه؟ يجاب عنه كما أجبنا عن الصوفي الذي يسجد للشيخ، ويقول: وضع الرأس قدام الشيخ احتراما له، وتواضعا، نقول: هذا سجود ولو سميته احتراما وتواضعا ما دام قصد السجود للنبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا شرك، وكونه يقول: هذا احترام وتواضع، لا يغير من الأمر شيئا؛ لأن العبرة بالحقيقة المعنى، ليست العبرة بالتسمية، فلو سمى الناس الخمر شراب الروح فهو خمر، ولا تزيل التسمية تحريمه، ولو سمى الناس الربا الفائدة أو العمولة، أو الربح المركب فهو ربا؛ لأن العبرة بالمعاني والحقائق، فإذا سمى هذا سجودا للنبي، أو للقمر، أو للنجم تواضعا، واحتراما، فهو سجود، ولو سماه تواضعا واحتراما؛ لأن العبرة بالمعنى والحقيقة، لا بالتسمية. أمَّا سجود أبوي يوسف وإخوته له فهذا سجود احترام، وهو جائز في شريعتهم -في شريعة يعقوب- ولهذا رأى الرؤيا في أول الأمر حينما كان صغيراً، قال: (إِذۡ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ إِنِّي رَأَيۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَيۡتُهُمۡ لِي سَٰجِدِينَ) (69) هذه وهو صغير، ثم بعد ذلك لما كبر، وتولى خزائن الأرض، وأتاه الناس يكيل لهم، ثم أتاه إخوته، ثم أخذ أخاه، ثم بعد ذلك أرسل قميصه قال لأخوته: (ٱذۡهَبُواْ بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَىٰ وَجۡهِ أَبِي يَأۡتِ بَصِيرٗا وَأۡتُونِي بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِينَ ٩٣) (70) جاء أبوه وأمه وإخوته -أحد عشر أخا-، وأمه وأبوه، فلما جاءوا رفع أبويه على العرش، وخرُّوا له سُجَّدًا - سجود تحية واحترام، لا سجود عبادة، وهذا جائز في شريعتهم، لكن شريعتنا أكمل الشرائع، لا يجوز في شريعتنا التحية بالسجود. ولما سجد معاذ للنبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء من اليمن وقال: إنه رآهم يسجدون للملوك أنكر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) (71) من عظم حقه عليها. المقصود أن السجود لا يجوز في شريعتنا، أما في شريعة يعقوب ويوسف فهو جائز، وليس سجود عبادة، بل تحية وإكرام. ولما سجدوا قال: (وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدٗاۖ وَقَالَ يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّٗاۖ وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِيٓ إِذۡ أَخۡرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٞ لِّمَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ ١٠٠) (72) تحققت الرؤيا، وقعت الرؤيا، هذا التأويل بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الشيء، التأويل أنواع، يأتي بمعنى التفسير، ويأتي بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها، فهذه حقيقة الرؤيا قد وقعت.
حكم الانحناء لغير الله ما يفعله بعض اللاعبين من الانحناء لحكم المباراة، أو ما يفعله بعض الممثلين من الانحناء للجماهير أثناء خروجه على المسرح، فهل هذا من الشرك؟
يخشى إذا كان مقصوده التعظيم لهم، فهذا يخشى مثل ما يفعله الصوفية حينما يلقى بعضهم بعضا، يركع بعضهم لبعض، وبكل حال ينبغي ألا يفعل هذا، ولا ينبغي له أن ينحني أمام أحد، فهذا يخشى أن يكون من الركوع لغير الله.
اتباع الهوى متى يكون اتباع الهوى شركا ومتى لا يكون؟
إذا اتبع الهوى في ترك التوحيد، وفعل الشرك والكفر، صار شركا، وإذا كان اتبع الهوى في المعصية، صار معصية - إذا اتبع الهوى فزنا أو سرق، أو شرب الخمر، صار عاصيا، وإذا اتبع الهوى فذبح لغير الله، أو نذر لغير الله، أو طاف لغير الله صار مشركاً.
استعمال السدر لفك السحر ينكر بعضهم استعمال السدر لفك السحر، ويقولون: لا دليل على ذلك؟ فما توجيهكم؟!
النشرة هي حل السحر عن المسحور وهي عند أهل العلن نوعان: الأول: "حل بسحر مثله" وهذا لا يجوز لحديث: (هي من عمل الشيطان) (73) وعليه يحمل قول الحسن: لا يحل السحر إلا ساحر. الثاني: هو حل السحر بأدعية شرعية ودعوات وأدوية مباحة فهذا لا بأس به، والسدر من الأمور المباحة، فإذا وجد فيه فائدة من حل السحر وغيره فلا بأس باستعماله.
ترتب على إنكار المنكر منكر أكبر توجد في خارج هذه البلاد عين تقصد، ويطاف بها، وينذر لها، وهذه العين تقع في وسط الجبال، فهل لنا أن نذهب خفية ونهدمها، مع العلم أنه ربما يصيبنا من ذلك ضرر؟
إذا لم يترتب على ذلك ضرر أكبر، فهذا مشروع، وطيب، أما إذا كان يترتب على ذلك ضرر فلا، بل يكون عن طريق المسؤولين، أو أهل الحسبة، أو من له قدرة وسلطة، وبكل حال من أفضل القربات وأجل الطاعات هدمها وإزالتها، إذا كان لا يترتب على ذلك ضرر أكبر؛ لأنه قد يزيل هذه، ثم يجعل غيرها كمعابد أكثر ردة، فعلى هذا يترتب منكر أكبر. فبعض الناس إذا أنكرت عليه المنكر زاد في منكره. قد إذا أزيلت هذه العين التي يطاف بها، قد يجعل عدة مطافات أو عدة أشياء يطاف بها. أما إذا لم يترتب على ذلك ضرر أكبر فهذا مشروع وطيب. وإن كان يحصل ضرر أو منكر أعظم، فلا تفعل، ولا بد من المشاورة مع العقلاء في تلك الديار، والعلماء والصلحاء، وأهل الخير، وإذا كان من المسئولين من فيه خير، فلا بد من مشاورته، وأخذ رأيه، وبيان عظم هذا الأمر، ويكون عن طريق الولاة، أو العلماء الصالحين، أو العقلاء، أو أعيان البلاد، فلا بد من البصيرة في هذا الأمر، وعدم التسرع، والنظر في عواقب الأمور. الهوامش: 69- سورة يوسف آية: 4. 70- سورة يوسف آية: 93. 71- الترمذي: الرضاع (1159). 72- سورة يوسف آية: 100. 73- البخاري: التعبير (6985), والترمذي: الدعوات (3453), وأحمد (3/8). |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الثلاثاء 25 يناير 2022, 12:17 am | |
| حلق الشعر ما حكم حلق الشعر إذا طلب منهم ذلك في المدارس، أو الدورات العسكرية؟
هذا لا بأس به، الصوفية يحلقون رءوسهم تقربًا إلى الشيخ، أما حلق الرأس هكذا مباح، والأفضل بقاء الشعر، وكان النبي يترك شعره حتى يكون كالوفرة إلى كتفه، أو إلى أذنه، ولا يحلق إلا في الحج، أو العمرة. قال الإمام أحمد: هو سنة -بقاء الشعر- لو نقوى عليه لاتخذناه، لكن له كلفة، ومشقة، ومن كان له شعر فليكرمه، يعني: يحتاج إلى غسل ودهن وكد، وحلقه مباح. فالصواب أن حلق الشعر مباح، وقال بعض العلماء بكراهته، لكن إذا كان إبقاؤه فيه تشبه ببعض الفساق، فهذا يحلق حتى لا يتشبه بهم، والمقصود أن هذا لا محذور فيه، إنما الذي يفعله الصوفية - حلق الرأس تقربا إلى الشيخ وتعبدا، كما يتقرب الحاج بحلق رأسه في الحج أو العمرة فهم يعتبرونه نسكا من المناسك.
رد النصوص المخالفة للمذهب مع وضوحها هل يدخل في شرك الطاعة ما يفعله متعصبي المذاهب المعروفة من رد النصوص المخالفة لمذهبهم مع وضوحها؟
نعم قال بعض العلماء: يدخل، يتعصب حتى يترك النص من الآية، أو الحديث لقول شيخه، أو إمامه، قال بعض العلماء: يخشى أن يكون هذا داخل، حتى قال متعصبو الأحناف كل آية أو حديث يخالف المذهب فهو منسوخ أو متأول. انظر إلى هذا التعصب، كل نص يخالف المذهب فهو منسوخ أو متأول، يعني: من دون تأول، من دون تفكير. فجعل المذهب هو الأصل والنصوص من الآيات، أو الأحاديث تخضع للمذهب، والواجب العكس، الأصل هو الدليل، النصوص من كتاب الله وسنة رسوله، والمذهب يخضع للآيات. إذا وافق المذهب النص أخذ، وإذا لم يوافق ترك وطرح، هذا هو الأصل. لكن هؤلاء المتعصبين عكسوا الأمر، فقالوا: الأصل المذهب، وإذا جاء آية أو حديث يخالف المذهب فهو منسوخ أو متأول، هذا من البلاء ومن المصائب، والله تعالى يقول: (لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذٗاۚ فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣) (74) قال الإمام أحمد أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك. نسأل الله السلامة والعافية.
تعلم علم الأبراج ما حكم من يتعلم علم الأبراج كالجدي والميزان وما نراه في المجلات بأن يدعو وصف حالة صاحب هذا البرج، وهل يجوز اقتناء الجرائد والمجلات التي تحتوي على هذه الأشياء؟
إذا كان يتعلمها لدعوى علم الغيب، أو يتعلمها ويستدل بها على السعادة، أو على الشقاء، أو النحاسة، أو على المرض، فهذا من التنجيم. أما إذا كان يتعلم الحروف الأبجدية، حتى يتهجَّاها لحساب الجمل من أجل معرفة الوفيات - وفيات الأئمة والعلماء (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ) هذه الحروف الأبجدية إذا كان يتعلمها مثلا الألف: واحد، والباء: اثنين حتى يصل لعشرة، ثم الكاف: عشرين، بعضهم ضبط وفيات الأئمة الأربعة بالحروف الأبجدية فقال. فنعمــان قــان وللشـــافعي در وطعق لابن مالك ورام لابن حنبـل أبو حنيفة النعمان قان: النون أربعين، والقاف مائة، والألف واحد 141 مثلاً، وطعق لابن مالك الطاء تسعة، والعين سبعين، والقاف مائة 179 وللشافعي در: الدال أربعة، والراء مائتين هذه 204 ورام لابن حنبل راء مائتين، والألف واحد، والميم أربعين 241. هذا ضبط وفيات الأئمة بالحروف الأبجدية، لا بأس لضبط وفيات العلماء، أو ولادتهم، أو التهجي لا بأس به، أما يستعملها يدعي بها علم، أو يعرف بها النحاسة، والتعاسة، أو السعادة، أو الشقاوة، أو يعرف حظه، فهذا من التنجيم المحرم.
عبادة القبور والذبح لغير الله من الشرك ما رأيكم فيمن يسمي عبادة القبور والذبح بها: شركا بدائيا، أو ساذجا؟
الشرك شرك، أما تسميته شركاً بدائياً، أو ساذجاً هذه تسمية خاصة به، يقصد أن هذا شرك الأولين، أما شرك الآخرين فهذا يعبد الأشخاص، ويعبد الرؤساء، أو النساء، أو الصور، هذا الشرك المتطور، أمَّا الذبح للقبور فهذا شرك بدائي، هذا اصطلاح له، لكن هذا شرك أهل الجاهلية، التسمية لا تغير من الأمر شيئا، سواء سماه بدائيا أو غير بدائي.
التبرك المشروع والممنوع توجد عين يأتي إليها الناس، يغتسلون بها، ثم يلقون ثيابهم بعد ذلك، وقصدهم بذلك التطيب، وغالب من يأتيها من العوام، فهل ينكر عليهم، وما حكم ذلك؟ نعم ينكر عليهم، إذا كانوا يعتقدون فيها شفاء لذاتها، فهذا مثل التبرك، إذا كان يعتقد البركة منها ذاتية، فهذا شرك أكبر، أما إذا كان يعتقد أنها سبب، وأن الله يجعل فيها شفاء، فهذا شرك أصغر، لكن بعض الناس يقول: إن فيها مواد مالحة، وأنها تفيد من هذه الجهة، لا؛ لأنها شافية بنفسها، ولا؛ لأنها سبب، بل يستفيد من الأملاح، أو المعادن، التي فيها هذا شيء آخر، أما إذا كان يعتقد أنها سبب فهذا شرك أصغر، أما إذا اعتقد أنها تشفي بنفسها فهذا شرك أكبر.
الجهاد وبر الوالدين أنا شاب يقارب عمري 16 عاما، وأنا متعلق قلبي بالجهاد، ووالداي يمنعاني، وحب الجهاد يزداد شيئا فشيئا، فماذا أفعل لوالداي حتى أقنعهما بالذهاب للجهاد؟ الحمد لله ما دام منعاك فتمتنع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- استأذنه رجل في الجهاد، فقال له: (أحي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد) (75) الجهاد فرض كفاية، وبر والديك فرض عين، ففرض العين مقدم على فرض الكفاية.
الهوامش: 74- سورة النور آية: 63. 75- البخاري: الجهاد والسير (3004), والترمذي: الجهاد (1671), والنسائي: الجهاد (3103), وأبو داود: الجهاد (2529), وأحمد (2/165,2/188,2/193,2/197,2/221). |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الثلاثاء 25 يناير 2022, 12:23 am | |
| الذهاب إلى السحرة رجل صالح، ابتلي بإصابة زوجته بالسحر، فعالجها بالرقى الشرعية فترة من الزمن عند كثير من القراء الصالحين، ولكنها لم تشف، وتراوده نفسه بعلاجها عند بعض السحرة؛ لأنهم ضمنوا علاجها، وقد قيل له: إن في المسألة خلافاً عند الضرورة القصوى، فما رأيكم، جزاكم الله خيرا؟
الذي ننصح هذا السائل ألا يذهب إلى السحرة، وعليه أن يستمر، ويكرر العلاج بالأدوية، والقرآن، والدعوات المباحة والمشروعة، مع التضرع إلى الله، والابتهال إليه وسؤاله العافية، فإن العافية بيد الله، وهذا ابتلاء وامتحان، وعليه الصبر، والتحمل، والمرض تكفر به السيئات، وترفع به الدرجات، عليه أن يصبر ويتحمل، وقد سبق أن النشرة، وهي حل السحر عن المسحور نوعان، كما ذكر العلامة ابن القيم -رحمه الله-: نوع جائز، ونوع محرم، وبهذا تجتمع النصوص، وقد ثبت أن النبي سئل عن النشرة فقال: (هي من عمل الشيطان) (76) وقال الحسن -رحمه الله-: لا يحل السحر إلا ساحر، وقال قتادة قلت لابن المسيب رجل به طب، أو يؤخذ عن امرأته، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه. فهذه النصوص والآثار في بعضها جواز النشرة، وفي بعضها المنع من النشرة، والجمع بينهما أن ما ورد من النصوص والآثار في المنع محمول على النشرة المحرمة، وهي النشرة التي من عمل الشيطان، وهي التي عن طريق الإتيان إلى السحرة، ولهذا قال الحسن -رحمه الله-: لا يحل السحر إلا ساحر، سئل النبي عن النشرة فقال: (هي من عمل الشيطان) (77) وقال قتادة قلت لابن المسيب رجل به طب، أو يؤخذ عن امرأته -يعني: يحبس عن امرأته، فلا يصل إلى جماعها -، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه. ولهذا قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: النشرة نوعان: نوع محرم، وهو حله عن طريق الإتيان إلى السحرة؛ لأنه يتقرب الناشر والمنشر إلى الشيطان بما يحب، يبطل عمله عن المسحور، هذا طريق مسدود، هذا محرم؛ لأن الناشر والمنتشر يتقرب إلى الشيطان بالشركيات التي يحبها، فيبطل عمله عن المسحور. والثاني: النشرة عن طريق الرقية الشرعية، وليحذر من الإتيان إلى الكهنة والسحرة، عليه أن يصبر ويحتسب، ويتضرع إلى الله بشفاء مريضه، وعليه - مع ذلك - أن يستعمل الأسباب الشرعية، وهذه من المصائب التي قدرها الله، وهي خير للمؤمن، تكفر بها السيئات، وترفع بها الدرجات، وقد ورد في الحديث الصحيح: (أن المؤمن تكون له الدرجة العالية في الجنة، لا يبلغها بكثير عمل، وإنما بالمصائب التي أصيب بها، واحتسب) وإذا رضي بالمصيبة كان له ثواب أعظم، وأعظم، وإذا اعتبرها نعمة شكر الله عليها، كان من عباد الله الخلص، فالناس حينما تنـزل بهم المصائب والنكبات أقسام: القسم الأول: أن يجزع ويتسخط، ويفعل ما حرم الله، يلطم الخد، ويشق الثوب، وينتف الشعر، ويدعو بالويل والثبور، هؤلاء تسخطوا ولم يصبروا - تركوا الصبر واجب، ومن ترك الواجب فإنه يأثم، ولهذا جاء في الحديث: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب) (78). سربال: ثوب من قطران حتى يكون اشتعال النار به أشد، ودرع من جرب، ثم تشعل فيه النار، والعياذ بالله؛ لأنها ناحت، ولم تصبر، وإنما تسخطت، فهذا المتسخط حصل على الإثم والوزر. القسم الثاني: من يصبر على المصيبة، والصبر معناه: حبس النفس عن الجزع، حبس اللسان عن التشكي، وحبس الجوارح عن فعل ما لا يرضاه الله، فلا يلطم خدًا، ولا يشق ثوبًا، ولا ينتف شعرًا، بل يصبر ويحتسب، هذا أدى الواجب. والقسم الثالث من الناس: من يصبر ويرضى بقضاء الله وقدره، لما يعلم من ترتب الأجر والثواب العظيم، فهذا له أجر الصابرين وله أجر الراضين. من يصبر ويرضى ويشكر الله يعتبرها نعمة، لا فرق بين المصيبة وبين غيرها، فهي نعمة يشكر الله عليها، حيث قدرها عليه؛ ليرفع درجاته، ويكفر سيئاته، لا يقوى على هذا ولا يصل إلى هذه الدرجة إلا عباد الله الخلص - الصابرون الراضون الشاكرون لله. فنصيحتي لهذا السائل أن يصبر ويحتسب، ويتضرع إلى الله كثيرا، ولا ييأس، ويستمر ويكرر الرقية الشرعية - دعوات، آيات من القرآن، التعوذات الشرعية، ولا ييأس، بل يصبر ويحتسب، ويكثر من دعاء الله وسؤاله العافية، ومن صدق مع الله، فالله تعالى يصدقه، وربما كان في بقاء ذلك خير له، ثبت في الحديث: (ما من عبد مؤمن يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال أو خلال: إما يعجل له دعوته، وإما أن يعطيه الله مثلها، أو أن يصرف عنه الشر مثلها) (79) أو كما جاء في الحديث: (فهو على خير، سواء أجيبت دعوته، أو صرف عنه من الشر ما هو أعظم، أو مثلها، أو أعطي من الخير ما هو أفضل. قالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذًا نكثر، قال: الله أكثر) (80) يعني: أكثر عطاء. أكثر من الدعاء، ما دام أن الإنسان على خير، شرط إذا لم يكن فيها إثم، ولا قطيعة رحم, وجدت الشروط، فهذا إما تجاب دعوته، وإما أن يعطى من الخير ما هو أفضل منها، وإما أن يصرف عنه من السوء ما هو أعظم منها. فأنت، يا أخي، عليك أن تصبر وتحتسب، وتكثر من التضرع، والدعاء، وأنت على خير عظيم، وإياك أن تذهب إلى السحرة والمشعوذين، فإن هذا طريق مسدود، ممنوع شرعًا.
العرَّاف القافة هل الذين يعرفون الأثر، وهم القافة، يعتبرون عرَّافين؟
العرَّاف ينقسم إلى قسمين: القسم الأول: العرَّاف الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق، ومكان الضالة، يدَّعي علم الغيب، فهذا هو العرَّاف الممنوع، هذا كاهن. والثاني: العرَّاف القافة الذي يعرف الشبه ويعرف الأثر، فهذا ليس داخلاً في ذلك، وكانت العرب تعرف هذا، القافة الذين يعرفون الشبه، وقد ثبت أن أسامة بن زيد وأبوه زيد بن حارثة كانا ملتحفين قطيفة، وقد بدت رجلاهما الأربع، وأحدهما رجلاه بيض، والآخر رجلاه سود، زيد أنجب أسامة لكنه خالفه في اللون، فطعن بعض الناس في نسب زيد قالوا: ليس ابناً له؛ لأن الشبه واللون مختلف، فدخل مجزز المدلجي وكان رجلاً يعرف القافة والشبه، وهو لا يدري مَنْ هذين اللذين التحفا القطيفة، غطَّت جسمهما ورأسيهما، ولم يبديا إلا الرجلين، رجلين اثنتان بيض، واثنتان سود. فقال مجزز المدلجي إن هذه الأرجل بعضها من بعض، فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مسروراً، تبرق أسارير وجهه على عائشة وقال: (ألم تري إلى مجزز المدلجي دخل فقال: إن هذه الأرجل بعضها من بعض) (81) تأييداً له، فهذا دليل على أن الإسلام يعتبر القافة، والشبه، والأصل أن الولد للفراش، فالطعن بغير دليل لا يُعتبر، فهذا مؤيد، وكذلك بعض الناس يعرف الأثر - أثر القدم في الأرض، فهذه خاصية أعطاها الله لبعض الناس قوة معرفة، وليست من هذا الباب، إنما الممنوع العرافة التي يستدل بها على دعوى علم الغيب.
الاعتقاد في النجوم عندما يحدث أحيانا تقلب في الجو من رياح وغبار، يقول بعض العامة: إن هذا بسبب دخول نجم، أو خروج نجم، وهو لا يعتقد أن لهذا النجم تأثير، ولكن يجعل هذا علامة وسببا، فما حكم ذلك؟
هذا الأمر قد يقال: إن هذا من جنس معرفة فصول السنة، وأن المراد أن الله أجرى العادة، وأنه إذا طلع النجم الفلاني دخل الفصل الثاني، لكن قوله: إنه سبب، لا هذا غلط، ما ينبغي أن يقول: إن هذا بسبب النجم، السببية هذه ممنوعة، لكن كونه الآن يتعرف على النجوم، وعلى فصول السنة، ويعرف أنه في هذا الوقت يدخل فصل الربيع، فصل الخريف، فصل الشتاء، ويكون الجو باردًا. إن الله تعالى أجرى العادة بهذا، وليس هذا بلازم، قد لا يكون الجو باردًا كثيرا، ما ينبغي أن يقول: إن هذا بسبب النجم، السببية ما ينبغي أن يجعل النجم هو السبب، وإنما الله تعالى هو الذي جعل ذلك، لكن الله سبحانه وتعالى جعل علامات لفصول السنة، وطلوع النجوم وغروبها. إذا كان يعتقد أن الله أجرى العادة بنـزول المطر عند طلوع النجم وغروبه، إن هذا من الشرك الأصغر، فلا ينبغي أن يقول: هذا بسبب النجم، لكن كونه يعرف الفصول كونه يتعرف على النجوم، ويعرف أنه دخل الفصل الفلاني، وهذا وقت البدر، إذا طلع النجم الفلاني هذا وقت البذر - صلاح البذر، إذا طلعت النجوم الفلانية دخل فصل الشتاء، فصل الربيع، فصل الخريف، من دون ما يقول: هذا سبب، ما ينبغي أن يقول: هذا سبب.
دراسة علم الفلك ما حكم دراسة علم الفلك؟
إن كان يدرس علم التسيير فلا بأس، أما علم التأثير فهذا حرام، إن كان يدرسه ليستدل به على دعوى علم الغيب، أو لاعتقاد أن النجوم لها تأثير في الأرض فهذا شرك، أما إذا كان يدرس علم التسيير ليتعرف وقت الزوال، وقت القبلة، وقت البذر، علم التسيير جائز، وعلم التأثير باطل محرم، كما قال الحافظ ابن رجب قليله وكثيره.
قراءة باب الأبراج والحظ في الصحف والمجلات هل من قرأ في باب الأبراج والحظ في الصحف والمجلات لا تقبل له صلاة أربعين يوما، وهل إذا صدقها يكفر؟
إذا صدقهم في دعوى علم الغيب يكفر، وأن هذه الأبراج سبب في الحظ، وسبب في السعادة، أو التعاسة، أو سبب في طول العمر، أو في كثرة المال، أو أن هذا البرج الفلاني إذا طلع يكون الإنسان حظه سعيد، أو تعيس، من ادعى ذلك أو صدق من يقول ذلك كفر؛ لأن هذا دعوى علم الغيب، وتصديق في دعوى علم الغيب. هذا تنجيم، من قال: إذا طلع النجم الفلاني، أو كذا حصل لفلان حظ، حصل له سعادة، أو طال عمره، أو كثر رزقه، أو حصل له مال، هذا منجم كافر، ومن صدقه في دعوى علم الغيب كفر. أما من قرأه للرد عليها، أو للعبرة، أو لتبليغها للعلماء حتى يردوا على القائل، أو للتعرف على خرافاتهم، لا لتصديقها، فهذا لا بأس به. ومن ذلك (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل ابن صياد وكان دجالا من دجاجلة اليهود قال: ما يأتيك، -يتعرَّف على حاله- قال: صادق وكاذب، قال له: لقد خبأت لك خبأ، قال: هو الدخ، قال: اخسأ عدو الله، فلن تعدو قدرك، فإنما أنت من إخوان الكهان) (82). وثبت (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء يختل ابن الصياد وكان له زمزمة، أو رمرمة يختله تحت جذوع النخل، فرأت أمه النبي -صلى الله عليه وسلم- مقبلا فقالت: أي صافي هذا؟ محمد فثار، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لو تركته بين) (83) فهذا سأله -صلى الله عليه وسلم- للتعرف على حاله، وللتحذير منه، ولهذا سأله ما يأتيك؟ قال: صادق وكاذب، وقال له في النهاية: اخسأ عدو الله، فلن تعدو قدرك، فإنما أنت من إخوان الكهان. الهوامش: 76- البخاري: التعبير (6985), والترمذي: الدعوات (3453), وأحمد (3/8). 77- البخاري: التعبير (6985), والترمذي: الدعوات (3453), وأحمد (3/8). 78- مسلم: الجنائز (934), وابن ماجه: ما جاء في الجنائز (1581), وأحمد (5/342,5/343,5/344). 79- أحمد (3/18). 80- الترمذي: الدَّعَوَاتِ (3573), وأحمد (5/329). 81- البخاري: الفرائض (6771), ومسلم: الرضاع (1459), والترمذي: الولاء والهبة (2129), والنسائي: الطلاق (3493,3494), وأبو داود: الطلاق (2267), وابن ماجه: الأحكام (2349), وأحمد (6/82,6/226). 82- مسلم: الفتن وأشراط الساعة (2931), والترمذي: الْفِتَنِ (2249), وأبو داود: الملاحم (4329), وأحمد (2/148). 83- الترمذي: الفتن (2249), وأحمد (2/149). |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الثلاثاء 25 يناير 2022, 12:29 am | |
| إتيان الكهان وسؤالهم ذكرتم -حفظكم الله- أن في الحديث: (من أتى كاهنًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما) (84) فهل يترك الصلاة أربعين يوما، أم يصلي وتكون دون أجر؟
ما يجوز للإنسان أن يترك الصلاة، عليه أن يصلي، لكن الوعيد من باب الوعيد، ظاهر النص أن لا يثاب على صلاته أربعين يوما، لكن صلاته مجزئة، لا بد من الصلاة، يجب عليه أن يصلي، لا أحد يقول: إنه لا يصلي - يزيد الطين بلة، بل يؤمر بالتوبة، والندم على ما مضى، والاستغفار، وعدم الذهاب إلى الكهان، ويصلي، ويتوب، فمن تاب تاب الله عليه، أما أن يترك الصلاة، هذا جهل عظيم، يصلي ويتوب إلى الله، ويندم على ما مضى، ويعزم عزمًا جازمًا على أن لا يأتي الكهان، ولا يسألهم.
التحصن بالأوراد الشرعية يوجد في قريتنا شركيات كثيرة وسحرة، وأخشى إن ذهبت أن يصيبوني بأذى، سواء بسحر أو قتل، أو غيره، علما أنهم يعرفونني، فما واجبي تجاه العامة، الذين تأصل فيهم تقديس هؤلاء السحرة؟
الواجب عليك أن تتحصن بالأوراد الشرعية، والأدعية، والآيات القرآنية، ولا يضرك شيء، تقرأ بعد كل فريضة آية الكرسي، وتقرأها عند النوم، فإن من قرأها عند النوم لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح، وهؤلاء السحرة معهم شياطين، ما يقربك شيطان إذا صدقت مع الله، وتقرأ قل هو الله أحد، وتقرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، بعد كل فريضة، وتقرأها هذه السور الثلاث بعد المغرب ثلاث مرات، وبعد الفجر ثلاث مرات، وعند النوم تقرأ هذه السور الثلاث، وتنفث في كفيك، وتمسح وجهك ورأسك، وما استطعت من جسدك، كما كان النبي يفعل ذلك عند النوم، وتتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، تقرأ الآيتين من آخر البقرة في كل ليلة، وأبشر بالخير، ولا يضرك. وفهم العامة أنهم سحرة، وأنه ليس بيدهم شيء، الأمر بيد الله، قال الله تعالى: (وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ١٠٢) (85) فلا يضرك شيء، إلا ما قدره الله عليك، فلا ينبغي للإنسان أن يكون جبانا، رعديدا، هذه الصفة، بل تحصن بالأوراد الشرعية، وقوِّ رجاءك بالله، وثق بالله، وتوكل عليه. الله هو الحافظ، وهو الواقي، سبحانه، وأفهم العامة ذلك، وبين لهم أن يعلقوا آمالهم بالله، وأن يتوكلوا على الله، وأن يتحصنوا بالأدعية، والآيات، والأوراد الشرعية من شر هؤلاء الشياطين ومن غيرهم. تأمل الآيات: (قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ ١ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ٢) (86) جميع ما خلقه الله تستعيذ بالله من شره، جميع ما خلقه الله مما فيه شر، من شر مخلوق فيه شر؛ لأن هناك بعض المخلوقات لا شر فيها - الأنبياء و الملائكة خير: (مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ٢) (87) ومن شر المخلوقات التي فيها شر، (وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ٣) (88) الليل إذا دخل؛ لأن أهل الشرور ينتظرون الليل فيظهرون، ويظهرون شرورهم في ظلام الليل، (وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ ٤) (89) السواحر اللاتي يعقدن، وينفثن في عقدهن، (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥) (90) أصدق مع الله، هذه آيات عظيمة، (قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١ مَلِكِ ٱلنَّاسِ ٢ إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ ٣ مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ ٤ ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ ٥ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ ٦) (91). آية الكرسي اقرأها وتدبر معانيها، وثق بالله، وتوكل على الله، واعتمد عليه، ولا يضرك أحد إلا شيئا كتبه الله عليك لابد منه. نفوذ القدرة والمشيئة، ونفوذ القضاء والقدر لا بد منه، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
العلاج من العين فضيلة الشيخ: أصابني مرض نفسي، وبعد مدة جاء أخي بشخص، قال: إنه شيخ، وقال هذا الشيخ: إنني مصاب بعين، والذي أصابني بعين أوصافه كذا وكذا، ومعه سيارة كذا، فذهب والدي إلى هذا الشخص الذي أصبح عمي، والذي أصابني بالعين، فقال له: توضأ، وأتى بوضوئه، واغتسلت به، فهل أصبح أنا وأخي ووالدي ممن ينطبق عليهم الحديث، وهل علي ذنب، وأنا لا أعلم إلا منك هذا اليوم، فما الحكم، وأريد شيخا يقرأ عليّ، وأنا شاب تائب إلى الله، وجزاكم الله خيرا؟
إذا كنت تعلم فعليك التوبة والاستغفار والندم، وإذا لم تعلم فلا لوم عليك؛ لأن الإنسان لا يكلف إلا بعد العلم، فعليك بالتوبة والندم، ولا تذهب إلى هؤلاء الذين يدعون علم الغيب، وكونه يقول: إنه هذا الشخص ويجزم بدون دليل، هذا يدل على أنه مشعوذ في الغالب؛ لأنه ما عنده دليل إلا إذا كان حضره، أو سمعه، لكن هذا الرجل بعيدا كما ذكرت، ليس قريبا، وعلى كل حال إذا عرفت العائن يؤمر بالاستغسال، يعني: يغسل أطراف القدمين وركبتيه ووجهه، وداخلة إزاره كما ثبت في الحديث (أن رجلاً كان يغتسل، فرآه عائن، فقال: ولا جلد مخبأة فلبط الرجل، وأصابه، وقال النبي: علام يقتل أحدكم أخاه؟ استغسل له) (92) الاستغسال يعني: يغسل أطراف القدمين وركبتيه ووجهه، وداخلة إزاره، وكذلك إذا عرف العائن، وأخذ بشيء من آثاره - من سؤره، يعني: فصم التمر، أو فنجان يشرب به، ويغسل هذا مجرب ونافع، إذا عرف العائن، أما تخمينات بدون دليل لا. بعض الناس يوسوس، كل شيء أصابه، يقول: هذا عين أو جن، هذا ليس بصحيح، الوسوسة لا وجه لها، لا بد من دليل.
الإتيان إلى الكهنة والمنجمين والسحرة والعرافين أخبرني أحد الكهنة فيما مضى أنني مختلف مع أهلي، وهذا صحيح، وأخبرني أن هذا بسبب سحر معمول لي، ولم آخذ الأمر بجدية، ولكن قد زاد الأمر الآن، فهل يجوز أن أذهب إلى أحد المشايخ، وأساله عن هذا السحر؟
ليس لك هذا بسبب إتيانك إلى الكاهن، لا يجوز الذهاب إلى الكهان، ولا سؤالهم، عليك التوبة والاستغفار والندم على ما مضى، وإنما عليك أن تستعمل العلاج الشرعي. والكهان كذبة، ولو صدقوا، يعني: ولو وافق الواقع، ولو كان الكلمة التي سمعتها صدقوا فيها، فهم كذبة؛ لأن طبيعتهم الكذب، فليس لك أن تأتي إليهم، بل عليك أن تلتجئ إلى الله، -عزوجل- وتعتمد عليه وتتوكل عليه، سبحانه، وتقرأ على نفسك، ويقرأ عليك بعض الإخوان - يرقيك بالرقية الشرعية، بآيات من القرآن، وبأدعية شرعية، اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما، باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك، أعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ربنا الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنـزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك، على هذا الوجع. هذه رقية شرعية وردت، في الحلال غنية عن الحرام، ما أباحه الله من الرقية الشرعية والأدوية المباحة، والعقاقير الطبية عند الأطباء التي لا محذور فيها، يكفي عن الحرام، في الحلال غنية عن الحرام، وعليك التوبة والندم على ما مضى، واستعمال ما شرعه الله من الرقية الشرعية، والحذر من الإتيان إلى الكهنة والمنجمين والسحرة والعرافين.
التداوي بالمحرم وبالنجاسات بعض الناس يأخذ من بول العائن، ونعاله وثيابه، ويغسلها، ويشربها، فما حكم ذلك؟ شرب البول حرام، هذا نجس، ما يجوز الأخذ من البول، ما يجوز التداوي بالمحرم، ولا بالنجاسات، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها. عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام) (93) ما يجوز التداوي بالنجاسات، لكن إذا عرف أنه عائن، يأخذ من سؤره، فنجانه الذي يشرب فيه ويغسله أو العس، أو ما شابه ذلك. حتى غسل الثوب ليس بطيب، الثوب في وسخ، أما شرب البول حرام نجاسة، هذا من استحواذ الشيطان عليهم، كونه يزين له شرب البول، ما يجوز التداوي بالمحرم، لا بوله ولا بول غيره، إلا أبوال التي أباح الله أكلها - أبوال الإبل، أو البقر، أو الغنم، لا بأس. وقد ثبت أن جماعة من العرنيين جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- واستوخموا المدينة أصابهم الوخم، فأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يلحقوا بإبل الصدقة، فيشربوا من أبوالها وألبانها، فشربوا وصحوا، لكنهم بعد ذلك قتلوا راعي النبي -صلى الله عليه وسلم- وسرقوا الإبل، وسملوا عيني الراعي، وارتدوا عن دينهم، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرسل في أثرهم، وجيء بهم إلى المدينة فأمر بهم فسملت أعينهم. جيء بحديدة وأحميت ووضعت على أعينهم كما فعلوا بالراعي، وقطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، كل واحد قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى، ثم تركوا في الحرة، يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا. قال الراوي: إن هؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بالله، وارتدوا عن دينهم، نسأل الله السلامة والعافية.
الهوامش: 84- مسلم: السلام (2230), وأحمد (4/68,5/380). 85- سورة البقرة آية: 102. 86- سورة الفلق آية: 1-2. 87- سورة الفلق آية: 2. 88- سورة الفلق آية: 3. 89- سورة الفلق آية: 4. 90- سورة الفلق آية: 5. 91- سورة الناس آية: 1-6. 92- ابن ماجه: الطِّبِّ (3509), وأحمد (3/486), ومالك: الجامع (1747). 93- أبو داود: الطب (3874).
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الثلاثاء 25 يناير 2022, 12:32 am | |
| الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية سمعت في برنامج علمي فلكي أنهم وجدوا علاقة بين ظاهرة تكوينية تسمى البقعة الشمسية، وبين الكوارث والحروب التي تقع على سطح الأرض، وذلك بالملاحظة والمراقبة، فهل يجوز تصديق هذا القول من باب معرفة سنة الله في الكون، والاستفادة منها؟
لا يجوز تصديق هذا القول، هذا من التنجيم، هذا من علم التأثير، الاستدلال بالأحوال الفلكية، أو بمسير الكواكب، أو اجتماعها، أو افتراقها على الحوادث الأرضية، هذا من علم التأثير، وهو باطل محرم قليله وكثيره. إذا كان يدعي أن هذه البقع الشمسية لها تأثير -مؤثرة في الحروب والكوارث، فهذا شرك أكبر في الربوبية، وهو شرك الصابئة، أما إذا كان يعتقد أن الحوادث والكوارث بإذن الله وبتقدير الله، لكن هذه البقع الشمسية دليل عليها إذا حصل كذا، أو اجتمع، صار هذا من النوع الثاني من علم التأثير- الاستدلال بمسير الكواكب، وبكل حال هذا من علم التنجيم المحرم، لا يجوز تصديقه ولا العمل به، وهو إما شرك أكبر في الربوبية إذا كان يعتقد أن هذه البقع الشمسية لها تأثير في هذه الكوائن والحوادث. لكن إذا كان يعتقد أن المؤثر في الكوائن والحوادث هو الله، لكن هذه البقع الشمسية دليل عليه، فهذا أيضاً من النوع الثاني محرم، وبكل حال هذا محرم، لا يجوز تصديقه، لا يجوز تصديق من أخبر بذلك، ولا يجوز العمل في ذلك، ولا النظر في ذلك، ولا اعتقاد صحة ذلك، كل هذا لا أساس له من الصحة، بل من علم التأثير الباطل المحرم.
أحوال الطوالع تصدر بعض الشركات جدولا تبين فيه أحوال الطوالع على مدار السنة، بحيث يقسم في الفترة الفلانية إلى الفترة الفلانية من المتوقع أن يكون الجو ممطراً، ومن الأفضل زراعة الفاكهة الفلانية، ويصدرون ذلك بقولهم: بمشيئة الله؟
لا أعلم محظورا في هذا، ومن ذلك أحوال الطقس، يتوقع في الإذاعات، يبنونه على التوقعات وعلى أشياء يشاهدونها، ولا يجزمون بها من باب التوقعات، وكذلك ما يصدره بعض الشركات من التقاويم التي فيها بيان مطالع النجوم وأفولها، وما كان في سنة الله الكونية إذا طلع النجم الفلاني صلح البذر الفلاني، أو صلح كذا، وكذلك التوقعات التي يذكرها أهل المراصد، يتوقع نـزول مطر بمشيئة الله، يتوقع هبوب الرياح، إنما هذه توقعات يبنونها على أشياء يشاهدونها، ولا يجزمون بها.
إقامة الحدود والتعزيرات ليست للأفراد قلت -حفظك الله-: إن جزاء الساحر القتل، فهل يجوز لي أن أقوم بهذا إن كنت قادراً عليه؟
لا يجوز لك، إنما هذا من قبل ولاة الأمور، وإلا ستكون المسألة فوضى، كل مَنْ أبغض شخصاً، أو كان له عدو قتله، وقال: هذا ساحر - الساحر يُقتل. هذا يُرفع أمره إلى ولاة الأمور، يُرفع به إلى المحكمة الشرعية، ويُنظر ويُتحقق من الأدلة التي تدل على أنه ساحر، ثم يُحكم عليه بما تقرَّر شرعاً، هذا من قِبَلِ ولاة الأمور، ومن قِبَلِ المحاكم الشرعية. الأفراد ليس لهم أن يُقيموا الحدود، وليس لهم أن يعملوا شيئاً، إقامة الحدود والتعزيرات ليست للأفراد، وإنما هي لولاة الأمور.
الاعتقاد في النجوم في إحدى المجلات ركن لأحد علماء النجوم، يطلب القراء منه أن يحدد اللون المفضل، والعطر المفضل، والطعام المفضل، وذلك عن طريق إعطائه الاسم والعنوان، ثم يجيبهم، ويبين جميع الأشياء التي طلبها السائل، ما حكم ذلك، وما حكم شراء المجلة، وما توجيهكم تجاه ذلك؟
ما أدري ما قصده من اللون المفضل، والطعام المفضل، إن كان يدعي أن هذا الطعام له تأثير، إنه إذا طلع النجم الفلاني يستدل بالنجم على أن الإنسان إذا أكل الطعام الفلاني في النجم الفلاني يحصل له كذا وكذا، يحصل له عافية، شفاء، أو يحصل له كذا وكذا، ربط بشيء من علم الغيب. فهذا لا يجوز، والذي يظهر لي، والله أعلم، أنه لا يخلو بشيء من هذا، فنصيحتي البعد عن هذه الأمور ولا ينبغي شراء المجلة ولا الاعتناء بها، وينبغي الرفع بها إلى ولاة الأمور حتى يزال هذا الشيء.
التداوي بالتقرب إلى الجن أحيانا عندما يسقط أحد في مكان ما على الأرض يصاب بمرض، ويسميه بعض العامة: التعوير، فيقومون بمسح المكان الذي سقط فيه، ويشرب منه المريض، فما حكم هذا؟
لا يجوز مسح المكان والشرب، ما علاقة هذا المكان بالشرب فيه؟ قد يكون سببه اعتقاد بعض الناس أن التعويرة، يعني: عوره الجن، يعني: سقط والجن عوروه، هم يريدون - يشرب من هذا الشيء، كأنه تقرب إلى الجن، حتى لا يعوروه، ولا يؤذوه، هذا لا يجوز، كيف هذا؟ إنما إذا حصل له شيء من المرض يعالج عند الأطباء بالعقاقير الطبية، والأدوية المباحة، أو بالرقية الشرعية، يقرأ عليه آيات من القرآن، والتعوذات الشرعية، والذي يظهر -والله أعلم- أن هناك اعتقادا سيئا فاسدا - يشرب من هذا التراب كأنه تقرب إلى الجن، حتى لا يعوروه أو يخففوا عنه، هذا تقرب إلى الجن وموافقة لهم، لا يجوز هذا العمل. ما علاقة شرب التراب بالمرض، فهذا ناشئ عن هذا الاعتقاد، ويحتمل أنه أخبرهم بهذا كاهن أو غيره، فالمقصود أن هذا العمل لا يجوز، محرم، لا ينبغي هذا العمل.
توبة العلماء المخالفين لأهل السنة ذكر بعض العلماء في كتبهم توبة أبي المعالي الجويني والشهرستاني والفخر الرازي وابن عربي وأن بعضهم صرح بذلك قبل موته، ولم يتمكن من الكتابة، وبعضهم تمكن من الكتابة، أي: الرجوع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة وسؤالي هو: ما موقفنا من ذلك، أنصدقها أم نقول: إنها لم تثبت عمن لم يكتب، علما بأن بعض العلماء ترحم عليهم، ودعا لهم بالمغفرة؟
على كل حال، الأصل هو بقاؤهم؛ لأن كتبهم موجودة، حتى يثبت بنقل صحيح، إذا ثبت بنقل صحيح عن الثقات، إذا وجدنا سندا صحيحا أنه تاب، أو كتب، فهذا لا بأس. فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الرازي تاب في آخر حياته، وترحم عليه، وقد نقض كتابه "أساس التقديس" في مجلدات عظيمة، وبيان تلبيس الجهمية الذي وزع عل ثمان رسائل دكتوراه، وكنت مشرفاً على هؤلاء الثمانية جميعا والحمد لله، وانتهى الكتاب، والآن تحت الطبع "بيان تلبيس الجهمية -نقض أساس التقديس للرازي" وهو من أعظم كتب شيخ الإسلام، رد فيه على الرازي ونقض الرازي أشعري ولكنه جهمي- ينفي النقيضين عن الله، يقول: لا داخل العالم ولا خارجه، لكن شيخ الإسلام رحمه الله قال: إنه تاب في آخر حياته، وترحم عليه، وشيخ الإسلام ثقة، وإمام عظيم، فإذا أخبرنا ثقة، أو وجد سند على أنه تاب لا بأس، وأعلن ذلك في كتبه بعض الناس، يقول ابن سينا تاب فلان تاب، ابن عربي تاب. على كل حال من تاب تاب الله عليه، إذا أشكل عليك الأمر قيدها، قل: إن لم يتب، لكن هذا لا يمنع من الرد على آرائه المنتشرة في الكتب، وكفرياته، وإلحاده، وزندقته، الإلحاد والكفر والزندقة منتشر في الكتب والمؤلفات، هل معنى ذلك أن نسكت؛ لأن بعض الناس قال: إنه تاب، لا، يرد الكفر، ويرد عليه، أما الشخص نفسه نقول: إن تاب غفر الله له، وإن لم يتب فعليه من الله ما يستحق.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة الثلاثاء 25 يناير 2022, 12:35 am | |
| نداء الأموات هل من الشرك قول الشخص: أين أنت يا سعد بن معاذ من حال المسلمين اليوم، أو قال: أين أنت يا عمر من حال المسلمين اليوم، أو قال: أين أنت يا خالد أو يا سعد أو يا طارق من مذابح المسلمين اليوم؟
الذي يظهر لي -والله أعلم- أنه إذا قالها على سبيل التوجع لا على سبيل النداء لا يناديه، إنما يتوجع ويتمنى، أين يوجد في الأمة خيار مثل هؤلاء الصحابة لبيان غيرتهم، فإنه لا بأس به، أما إذا كان يناديهم ويدعوهم فهذا شرك. ظاهره أنه تمنى أن يوجد مثل هؤلاء الأخيار، وتوجع لحال المسلمين.
تعليق التمائم من الشرك يوجد في الأسواق صندوق صغير يباع، وهو جميل ومزخرف، يعلق في مرآة السيارة، وفي داخل الصندوق كتيب مكتوب على غلافه: الحصن الحصين من كلام رب العالمين، ثم أورد في أول الكتاب آيات قرآنية، ثم تكلم وقال كلاماً مختصره أن مَنْ علّق هذا الصندوق في سيارته، فلن يحصل له حادث، أو علّقه في بقالته فسوف يكثر عنده الزبائن، وغير ذلك، ثم أورد في آخر الكتيب مربعات صغيرة فيها رموز وطلاسم، فما حكم استخدام هذا الصندوق؟
لا يجوز بيع هذا الصندوق، فهذا من الشرك، وهو من التميمة، إذا جعل في السيارة وفي البقالة لأجل الحفظ إن اعتقد أنها سبب، فهو كالتميمة وهو من الشرك الأصغر، أما إذا اعتقد أنه بذاته يجلب الزبائن، ويكثر ماله بذلك، هذا شرك أكبر، وهذه الرموز والطلاسم يخشى أن يكون فيها شرك أكبر - مناداة أو توسل بأسماء الجن، أو الملائكة أو الشياطين، ومثله بعض الناس يضع المصحف في السيارة أو في البيت - في الغرفة، يعتقد أنه وسيلة للحفظ، هذا من جنس التميمة. الواجب أن تقرأ القرآن، وتعوذ أنت بنفسك، أما أن تجعل المصحف التميمة ما يصلح، أما إذا جعل القرآن في المصحف، في السيارة ليقرأ فيه، أو في الغرفة ليقرأ وقت الفراغ لا بأس على حسب القصد.
الاعتقاد في القمر ما حكم قول: إن المد والجزر -أي: مد البحر وجزره- له علاقة بالقمر، أو هو السبب في ذلك؟
إذا كان يعتقد أن القمر سبب في المد والجزر، فهذا من الشرك، أمَّا إذا اعتقد أن الله أجرى العادة بأنه في وقت كذا، في منتصف الشهر أو آخره، يحصل مد وجزر، فهذا من جنس معرفة فصول السنة، وأوقات البذر. أمَّا إذا اعتقد أن القمر مؤثر بنفسه، هذا شرك أكبر، أو اعتقد أنه سبب، ليس سبباً، لكن الله أجرى العادة بأنه في وقت كذا، في منتصف الشهر أو آخره، يحصل مد وجزر.
تحسين الصوت بالقرآن هل إذا حسنت صوتي ليلين قلب الذي بجانبي، هل هذا رياء؟
على حسب قصدك ونيتك؛ إذا كان قصدك أن ترائي من أجل أن يمدحك ويثني عليك، فهذا رياء، أما إذا كان قصدك أن تحسن صوتك حتى يستفيد وتستفيد أنت من غير أن يقع في قلبك شيء، فهذا مطلوب، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (حسنوا أصواتكم بالقرآن) (94) وفي لفظ: (زينوا أصواتكم بالقرآن) (95) وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استمع إلى أبي موسى الأشعري وكان له صوت حسن، فقال: (لقد أوتي مزمارا من مزامير داود) (96) قال -صلى الله عليه وسلم- (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة؟. فقال: لو علمت ذلك لحبرته لك تحبيراً) أي: زينته لك تزيينا. فإذا كان قصدك أن تمتثل أمره -صلى الله عليه وسلم- تفيد وتستفيد فلا بأس؛ لأن هذا شيء يقوم بالقلوب لا يعلمه إلا الله.
الهوامش: 94- صحيح البخاري: كتاب الشهادات (2661) وكتاب الجهاد والسير (2990) وكتاب المغازي (4232) وكتاب تفسير القرآن (4722,4839,4845) وكتاب فضائل القرآن (5011,5023,5024) وكتاب الاستئذان (6285) وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (7302) وكتاب التوحيد (7482,7525,7527,7544), وصحيح مسلم: كتاب الإيمان (119) وكتاب الصلاة (446) وكتاب صلاة المسافرين وقصرها (792,798,805) وكتاب الإمارة (1869,1879) وكتاب فضائل الصحابة (2450,2499), وسنن الترمذي: كتاب فضائل القرآن (2918,2919) وكتاب تفسير القرآن (3145,3146,3147,3266), وسنن النسائي: كتاب الافتتاح (1011,1012,1015,1016,1017,1018) وكتاب قيام الليل وتطوع النهار (1663) وكتاب الزكاة (2561), وسنن أبي داود: كتاب الطهارة (226) وكتاب الصلاة (1331,1333,1468,1469,1471,1473) وكتاب الجهاد (2610) وكتاب الحروف والقراءات (3970), وسنن ابن ماجه: كتاب المساجد والجماعات (750) وكتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (1337,1339,1340,1342,1354) وكتاب ما جاء في الجنائز (1621) وكتاب الجهاد (2879,2880) وكتاب الأدب (3779), ومسند أحمد (1/23,1/96,1/104,1/172,1/175,1/179,1/215,1/405,1/424,2/6,2/7,2/10,2/55,2/63,2/128,2/271,2/284,2/450,3/137,3/145,3/287,4/4,4/6,4/130,4/151,4/158,4/183,4/201,4/269,4/283,4/285,4/298,4/304,4/337,4/343,5/36,5/44,5/222). 95- صحيح البخاري: كتاب الشهادات (2661) وكتاب الجهاد والسير (2990) وكتاب المغازي (4232) وكتاب تفسير القرآن (4722,4839,4845) وكتاب فضائل القرآن (5011,5023,5024) وكتاب الاستئذان (6285) وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (7302) وكتاب التوحيد (7482,7525,7527,7544), وصحيح مسلم: كتاب الإيمان (119) وكتاب الصلاة (446) وكتاب صلاة المسافرين وقصرها (792,798,805) وكتاب الإمارة (1869,1879) وكتاب فضائل الصحابة (2450,2499), وسنن الترمذي: كتاب فضائل القرآن (2918,2919) وكتاب تفسير القرآن (3145,3146,3147,3266), وسنن النسائي: كتاب الافتتاح (1011,1012,1015,1016,1017,1018) وكتاب قيام الليل وتطوع النهار (1663) وكتاب الزكاة (2561), وسنن أبي داود: كتاب الطهارة (226) وكتاب الصلاة (1331,1333,1468,1469,1471,1473) وكتاب الجهاد (2610) وكتاب الحروف والقراءات (3970), وسنن ابن ماجه: كتاب المساجد والجماعات (750) وكتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (1337,1339,1340,1342,1354) وكتاب ما جاء في الجنائز (1621) وكتاب الجهاد (2879,2880) وكتاب الأدب (3779), ومسند أحمد (1/23,1/96,1/104,1/172,1/175,1/179,1/215,1/405,1/424,2/6,2/7,2/10,2/55,2/63,2/128,2/271,2/284,2/450,3/137,3/145,3/287,4/4,4/6,4/130,4/151,4/158,4/183,4/201,4/269,4/283,4/285,4/298,4/304,4/337,4/343,5/36,5/44,5/222). 96- النسائي: الافتتاح (1019), وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (1341), وأحمد (2/369,2/450).
|
| | | | أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |