أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: فضل المطر في القرآن والسُّنَّة الأحد 02 يناير 2022, 6:41 pm | |
| الحادي عشر ((سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) ربه عز وجل أن يطهره به)): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: ((أَقُولُ: اللهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ)) ([19]).
سؤال: ولماذا خَصَّ الغَسل من الخطايا بالماء والثلج والبرد مع أن الماء الساخن أبلغ وأحسن في التنظيف؟
((الجواب)): أ ــ قيل: لأن الثلج والبرد ماءان لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال.
ب ــ وقيل: الذي يتكرَّر عليه ثلاثة أشياء مُنْقِيَة، يكون في غاية النقاء.
ج ــ وقيل: لأن الذنوب تؤدي إلى العذاب بالنار، والنار حارة، فذكر الماء للتنظيف والثلج والبرد للتبريد؛ لإطفاء هذه الحرارة.
د ــ وقيل: خَصَّ هذه الثلاثة بالذِّكر؛ لأنها مُنزَّلة من السماء.
هـ ــ وقيل: يُحتمل أن تكون الدعوات الثلاث إشارةً إلى الأزمنة الثلاثة: "فالمباعدة للمستقبل، واالتنقية للحال، والغسل للماضي، وكان تقديم المستقبل للاهتمام بدفْع ما سيأتي قبل رفْع ما حصل" ([20]).
الثاني عشر: ((أنه سبب في الفرح والبشارة)): قال الله جل جلاله: (فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الروم: 48).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستبشر بنزول المطر: عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم)، تَقُول:ُ كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ، وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: ((إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي))، وَيَقُولُ، إِذَا رَأَى الْمَطَرَ: ((رَحْمَةٌ)) ([21]).
الثالث عشر: ((شـرع الـلـه صـلاة خاصة لأجله)): وهى صلاة الاستسقاء (عند الجَدْب) عند تأخير المطر وعدم نزوله، فـجعل الله عبادة من أعظم العبادات -وهي صلاة الاستسقاء- مرتبطةً بالمطر استغاثةً بالله عز وجل؛ ليُغيثنا بــالمطر.
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: شكَا الناسُ إلى رسولِ الله ((صلى الله عليه وسلم)) قُحوطَ المطرِ، فأمَرَ بمِنبَرٍ فوُضِع له في المُصلَّى، ووَعَد الناس يومًا يَخرُجون فيه، قالت عائشةُ: فخرَج رسولُ اللهِ ((صلى الله عليه وسلم)) حين بدأ حاجبُ الشَّمس، فقَعَد على المِنبَرِ، فكَبَّر ((صلى الله عليه وسلم))، وحمِد الله عزَّ وجلَّ، ثم قال: إنَّكم شكوتم جَدْبَ دِيارِكم، واستئخارَ المطرِ عن إبَّان زَمانِه عنكم، وقدْ أمرَكم الله عزَّ وجلَّ أن تَدْعُوه، ووعدَكم أن يَستجيبَ لكم... ثم رفَع يديه، فلم يزلْ في الرَّفْعِ حتى بدَا بياضُ إِبْطَيه، ثم حوَّل إلى الناسِ ظَهرَه، وقَلَبَ أو حَوَّل رداءَه وهو رافعٌ يديه، ثم أقْبَل على الناسِ، ونزَل فصَلَّى ركعتينِ، فأنشأ اللهُ سحابةً، فرعدَتْ وبرَقتْ، ثم أمطرتْ بإذن الله، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالتِ السِّيولُ، فلمَّا رأى سُرعتَهم إلى الكِنِّ ضَحِكَ ((صلى الله عليه وسلم)) حتى بدَتْ نواجذُه، فقال: ((أَشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه)) ([22]).
وعن عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ، قال: ((رأيتُ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) يومًا خرَج يَستسقي، قال: فحوَّل إلى الناسِ ظَهرَه، واستقبل القِبلةَ يَدْعو، ثم حوَّلَ رِداءَه، ثم صلَّى لنا ركعتينِ، جهَر فيهما بالقِراءةِ)) ([23]).
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِنَانَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُقبَةَ -وَكَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ- إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي الِاسْتِسْقَاءِ، فَقَالَ: ((خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مُتَبَذِّلًا مُتَوَاضِعًا مُتَضَرِّعًا حَتَّى أَتَى الْمُصَلَّى، فَرَقَى عَلَى الْمِنْبَرِ وَلَمْ يَخْطُبْ خُطَبَكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ لَمْ يَزَلْ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّكْبِيرِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ)) ([24]).
الرابع عشر: ((هو سبب لإحياء الأرض)): قال الله جل جلاله: (وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) (البقرة: 164).
قال الله جل جلاله: (وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (النحل: 65).
قال الله جل جلاله: (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الروم: 24).
قال الله جل جلاله: (فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الروم: 50).
قال الله جل جلاله: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَٰلِكَ النُّشُورُ) (فاطر: 9).
الخامس عشر: ((به تَخْضَرُّ الأرضُ، وتزدهر، وتُخْرِج ثمارها)): قال الله جل جلاله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً) (الحج: 63).
وقال الله جل جلاله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا) (فاطر: 27).
وقال الله جل جلاله: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ) (ق: 9-10).
وقال الله جل جلاله: (وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) (النبأ: 14-16).
وقال الله جل جلاله: (وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج: 5).
السادس عشر: ((جعله الله سُقيا للناس، وشرابًا ورعيًا للدوابِّ)): قال الله جل جلاله: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) (الحجر: 22).
قال الله جل جلاله: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) (النحل: 10).
((تُسِيمُونَ)) يعني: ترعون مواشيكم ([25]).
السابع عشر: ((الدعاء مُستجاب عند نزوله)): يُروي عَن رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): ((اطْلُبُوا إِجَابَةَ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْتِقَاءِ الْجُيُوشِ، وَإِقَامَةِ الصَلَاةِ، وَنُزُولِ الْغَيْثِ)) ([26]).
ويُروي عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا يُرَدُّ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ الْبَأْسِ، وَتَحْتَ الْمَطَرِ)) ([27]).
قال الشافعي رحمه الله: ((وَقَدْ حَفِظْتُ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ طَلَبَ الْإِجَابَةِ عِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ، وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ)) ([28]).
ولأن نزول المطر رحمة من الله، وعند تنزل الرحمات تُرْجَى إجابة الدعوات.
الثامن عشر: ((شرع اللهُ لهُ أدعية خاصة)): فمِن السُّنَّة أن يقول المسلم عند نزول المطر: ((مُطرنا بفضل الله ورحمته)).
برهان ذلك: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟)) قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ((أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِر،ٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ)) ([29]).
فمِن السُّنَّة عند نزول المطر أن نقول: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ.
وكذلك من السنة أن نقول: ((اللهم صَيّباً نافعًا))، أو نقول: ((اللهم اجعله صيبًا نافعًا)).
أو نقول: ((اللهم صيبًا هنيئًا))، أو نفول: ((اللهم اجعله صيِّبًا هَنيئًا)).
((برهان ذلك)): عَنْ عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ، قَالَ: ((اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا)) ([30]).
وعَنْ عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) كَانَ إِذَا أُمْطِرَ، قَالَ: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا نَافِعًا)) ([31]).
وعَنْ عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ تَرَكَ الْعَمَلَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاةٍ، ثُمَّ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا))، فَإِنْ مُطِرَ قَالَ: ((اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا)) ([32]).
وعَنْ عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا)) ([33]).
التاسع عشر: ((جعل اللهُ عدم نزوله عُقوبة على الخلق)): فقد جعل الله عز وجل منْع المطر عقوبةً للأمَّة عند التهاون والتقصير في إخراج زكاة أموالهم.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (رضي الله عنهما) قَالَ: "أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ ([34]) فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ ([35]) الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ ([36])، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ ([37])، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ([38])؛ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ ([39]) مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ([40])؛ وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ ([41]) إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ؛ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ ([42]) وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ، إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأسَهُمْ بَيْنَهُمْ ([43]))) ([44]).
العشرون: ((جعل الله نسبة المطر له من أمارات توحيده)): عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ)رضي الله عنه) قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟)) قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ((أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِر،ٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي، وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ)) ([45]).
(الحديبية): قرية علي حدود الحرم، وتُسمي الآن: (الشميسي)، ويقال: سُميت بــ: شجرة حدباء هناك ([46]).
(على إثر): الإثر هو: ما يعقب الشيء.
(سماء): أي مطر، وأُطلق عليه: سماء؛ لكونه ينزل من جهة السماء ([47]).
(فلما انصرف) أي: من صلاته أو مكانه ([48]).
(نوء) معني النوء: هو سقوط النجم أو الكوكب في المغرب من النجوم الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر.
وقيل: هو طلوع نجم منها، (ولا خلاف بينهما؛ فإنه عند طلوع نجم في المشرق وقع حال طلوعه آخر في المغرب) ([49]).
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): ((أَصْبَحَ مِنْ النَّاسِ شَاكِرٌ، وَمِنْهُمْ كَافِرٌ، قَالُوا: هَذِهِ رَحْمَةُ اللهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا)).
قَال:َ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآية: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) (الواقعة: 82: 75) ([50]).
وأخيرًا: ((خيرٌ في باطن الأرض)): بعد أن ينتفع به الخلق من البشر والبهائم والزروع، يجري بفضل الله في باطن الأرض، فيحفر الناس الأرض آبارًا، وتنفجّر العيون، فينتفع الخلق، كما قال الله جل جلاله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ) (الزُّمر: 21).
فالحمد لله على نعمته. وبالله جل جلاله التوفيق. وكتبه: أبو عبد الله محمد أنور محمد مرسال الخميس/ الثاني والعشرون ـ ذي الحجة/ (1435 هــ) الموافق / 16 / أكتوبر / 2014 م |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: فضل المطر في القرآن والسُّنَّة الأحد 02 يناير 2022, 6:42 pm | |
| الهوامش: ([1]) ــ تفسير الطبري (5 / 379) طـ (دار الحديث) القاهرة، تفسير البغوي (صـ 467). طـ (دار ابن حزم) بيروت ـ لبنان، تفسير ابن كثير (2 / 269) طـ (دار القلم للتراث) القاهرة. ([2]) ــ تفسير الطبري (10 / 314) طـ (دار الحديث) القاهرة، تفسير البغوي (صـ 1227) طـ (دار ابن حزم) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي (17 / 7) طـ (المكتبة التوفيقية) القاهرة، تفسير ابن كثير (2 / 269) طـ (دار القلم للتراث) القاهرة. ([3]) ــ تفسير الطبري (5 / 425) طـ (دار الحديث) القاهرة، تفسير البغوي (صـ 479) طـ (دار ابن حزم) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي (7 / 206) طـ (المكتبة التوفيقية) القاهرة،تفسير ابن كثير (2 / 282) طـ (دار القلم للتراث) القاهرة. ([4]) ــ رواه مسلم (126). ([5]) ــ رواه مسلم (898). ([6]) ــ صحيح: رواه البخاري في الأدب المفرد (1228). ([7]) ــ تفسير الطبري (5 / 379) طـ (دار الحديث) القاهرة، تفسير البغوي (صـ 467)طـ (دار ابن حزم) بيروت ـ لبنان. ([8]) ــ تفسير الطبري (6 / 808) طـ (دار الحديث) القاهرة، تفسير القرطبي (9 / 248)طـ (المكتبة التوفيقية) القاهرة. ([9]) ــ تفسير الطبري (6 / 808) طـ (دار الحديث) القاهرة، تفسير البغوي (صـ 672) طـ (دار ابن حزم) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي (9 / 248) طـ (المكتبة التوفيقية) القاهرة،تفسير ابن كثير (2 / 608) طـ (دار القلم للتراث) القاهرة. ([10]) ــ رواه البخاري (79)، ومسلم (2282). ([11]) ــ والآيات ذكرت: المنيَّ، والزرع، وماء المطر. ([12]) ــ تفسير الطبري (10 / 643) طـ (دار الحديث) القاهرة، تفسير البغوي (ص: 1272) طـ (دار ابن حزم) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي (17 / 168) طـ (المكتبة التوفيقية) القاهرة، تفسير ابن كثير (4 / 384) طـ (دار القلم للتراث) القاهرة. ([13]) ــ تفسير الطبري (10 / 643) طـ (دار الحديث) القاهرة، تفسير البغوي (ص: 1272). طـ (دار ابن حزم) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي (17 / 168) طـ (المكتبة التوفيقية) القاهرة. ([14]) ــ تفسير ابن كثير (4 / 384) طـ (دار القلم للتراث) القاهرة. ([15]) ــ تفسير القرطبي (17 / 168) طـ (المكتبة التوفيقية) القاهرة. ([16]) ــ رواه البخاري (1039)، وابن حبان (70) وغيرهما. ([17]) ــ رواه أحمد (4766)، والبخاري (7379) وغيرهما، وهذا لفظ أحمد. ([18]) ــ تفسير البغوي (صـ 1374) طـ (دار ابن حزم) بيروت ـ لبنان، وتفسير القرطبي (20 / 122) طـ (المكتبة التوفيقية) القاهرة،تفسير ابن كثير (4 / 599) طـ (دار القلم للتراث) القاهرة. ([19]) ــ رواه البخاري (744)، ومسلم (598). ([20]) ــ انظر لهذه الأوجه: فتح الباري (2 / 282) حديث رقم: (744) طـ (دار الحديث) القاهرة،عون المعبود شرح سنن أبي داود (2 / 158) طـ (دار الحديث) القاهرة، الشرع الممتع، لابن عثيمين (3 / 37) طـ (المكتبة التوفيقية) القاهرة. ([21]) ــ رواه البخاري (3206)، ومسلم (899) واللفظ له. ([22]) ــ حسن: رواه أبو داود (1173)، وابن حبان (991)، والحاكم (1 / 476) وصححه النووي في المجموع، وجود إسناده الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام. ([23]) ــ رواه البخاري (1025) ومسلم (894). ([24]) ــ حسن: رواه أبو داود (1165)، والترمذي (558)، والنسائي (1506)، وابن ماجه (1266). ([25]) ــ تفسير الطبري (7 / 153) طـ (دار الحديث) القاهرة، تفسير البغوي (صـ 706) طـ (دار ابن حزم) بيروت ـ لبنان. ([26]) ــ رواه الشافعي في الأم (1 / 289) ح، وسنده ضعيف للانقطاع، فهو مرسل؛ لأنه من رواية مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم. ([27]) ــ رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار، رقم: (7238)، وانظر سنن أبي داود (2540)، وسنن الدارمي (1200)، وصحيح ابن خزيمة (419)، وفي سنده مقال، وقد حسنه بعض العلماء بشواهده. ([28]) ــ كتاب الأم (1 / 289) ح ، معرفة السنن والآثار، البيهقي، رقم: (7237). ([29]) ــ رواه البخاري (1038)، ومسلم (71)، وأبو داود (3906)، والنسائي (1525). ([30]) ــ رواه البخاري (1032). ([31]) ــ صحيح: رواه النسائي (1523). ([32]) ــ صحيح: رواه أبو داود (5099). ([33]) ــ صحيح: رواه ابن ماجة (3890). ([34]) ــ الفاحشة: الزنى، وكذلك الشذوذ واللواط. ([35]) ــ الأوجاع: الأمراض (وليس معنى ذلك أن كل مَن مَرِضَ فَعَل فحشاءَ، ولكن هذا في العموم). ([36]) ــ السِّنين: الفقر، والقَحْط، والجفاف. ([37]) ــ شدة المئونة: الغلاء، وضيق العيش، وقلة الزاد والقوت، فلا ينالون ما يحتاجون من طعام وشراب إلا بالكَدْح. ([38]) ــ جَوْر السلطان: ظلم الولاة والحُكام. ([39]) ــ القَطْر: المطر. ([40]) ــ لولا البهائم لم يمطروا: لولا رحمة الله بالبهائم ما نزل المطر. ([41]) ــ ينقضوا عهد الله ورسوله: إذا أخلُّوا بالعهود والمواثيق التي أخذها الله ورسوله عليهم. ([42]) ــ ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله: ما لم تحكم أئمتهم)ولاتهم وحُكامهم) كليةً، أو اختاروا بعض ما فيه مما لهم فيه مصلحة، وطبقوه. ([43]) ــ إلا جعل الله بأسهم بينهم: الخلاف والخصومات، فيصير بعضهم عدوًا لبعض. ([44]) ــ صحيح لغيره: رواه ابن ماجه (4019)، والحاكم (8632)، والطبراني في الأوسط (4671). ([45]) ــ رواه البخاري (1038)، ومسلم (71)، وأبو داود (3906)، والنسائي (1525). ([46]) ــ فتح الباري، ابن حجر (2 / 636) طـ (دار الحديث) القاهرة. ([47]) ــ فتح الباري، ابن حجر (2 / 636) طـ (دار الحديث) القاهرة، الفتح الرباني، الساعاتي (1 / 998) حديث رقم: (2943) طـ (بيت الأفكار الدولية). ([48]) ــ المصادر السابقة. ([49]) ــ شرح النووي على صحيح مسلم (2 / 248) حديث رقم: (71)، فتح الباري، ابن حجر (2 / 636) طـ (دار الحديث) القاهرة، لسان العرب (8 / 729) مادة: (نوأ). طـ (دار الحديث) القاهرة. ([50]) ــ رواه مسلم (127).
المصدر: http: http://saaid.net/mktarat/sh/26.htm |
|