أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الزخرف الآيات من 76-80 السبت 27 نوفمبر 2021, 12:24 am | |
| وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦) تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
لأن ما صاروا إليه من العذاب جزاءَ عملهم ليس ظُلْماً لهم، لأننا هديناهم وبيَّنا لهم الخير والشر: (وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ) (البلد: 10) وقال: (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (الشمس: ومع ذلك ظلموا أنفسهم حين تعجَّلوا لها الشهوات، وأخذوها في الحرام فحرمهم الله من المتعة الحلال الأبدية في الآخرة، وشَرُّ الظلم أنْ يظلمَ الإنسانُ نفسه، وظُلم النفس حُمْق وتَعدٍّ.
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الزخرف الآيات من 76-80 السبت 27 نوفمبر 2021, 12:25 am | |
| وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (٧٧) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (٧٨) تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
الكلام هنا عن أهل النار والعياذ بالله ينادون مالك خازن النار (يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ..) (الزخرف: 77) يعني: بالموت لنستريحَ ممَّا نحن فيه من العذاب الدائم الذي لا ينتهي، لأن الحق سبحانه يقول: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ..) (النساء: 56).
وقلنا: إن العلوم الحديثة أثبتتْ أن الجلد هو موضع الإحساس، بدليل أنك حين تأخذ حقنة مثلاً لا تشعر بالألم إلا بمقدار نفاذ الإبرة من الجلد، وقد سبق القرآن كل العلوم في بيان هذه الحقيقة، لذلك يطلب أهل النار الموتَ لينقذهم من هذا العذاب.
لكن نلحظ أن الفعل (لِيَقْضِ..) (الزخرف: 77) جاء بصيغة الأمر، واقترنَ أيضاً بلام الأمر، فهل الحق سبحانه وتعالى يُؤمر وخاصةً من أهل النار؟
قلنا: إن الطلب إنْ كان من الأعلى للأدنى فهو أمر، وإنْ كان من المساوي لك فهو التماس، وإن كان من الأدنى للأعلى فهو دعاء، فنحن إذن لا نأمر الله إنما ندعوه.
(قال) أي مالك (إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ) (الزخرف: 77) باقون في النار خالدون فيها، لأنه لا عذرَ لكم (لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ..) (الزخرف: 78) أي: الدين الحق والمنهج الحق (وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) (الزخرف: 78) وهذا معنى(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ) (الزخرف: 76).
ثم يُوجه السياقُ الحديثَ إلى سيدنا رسول الله، وكثيراً ما يخاطبه ربه ليُسلِّيه ويُخفِّف عنه لأنه لاقى من عَنَت قومه وعنادهم الكثير، وآذوه في نفسه وذاته حينما أغروا به سفهاءهم ورَمَوه بالحجارة حتى أدْموا قدميه، وألقوا سقط البعير والقاذورات على ظهره وهو يصلي.
وآذوه في معنوياته فقالوا عنه: ساحر وكاهن وكذاب وشاعر ومجنون، فالحق سبحانه يُبيِّن له أنه جاء على فترة من الرسل بعد أنْ فسدَ الخَلْق وانتشر الشرُّ، ووراء هذا الفساد قومٌ يستفيدون منه ويدافعون عنه، وطبيعي أنْ يصادموك وأنْ يقفوا في وجه دعوتك، لأنهم يريدون الإبقاء على مكانتهم وانتفاعهم بهذا الفساد.
وقد وصل كُرْه هؤلاء لرسول الله أنْ بيَّتوا للقضاء عليه والخلاص من دعوته، قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30).
وهنا يخاطب الحق سبحانه رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الزخرف الآيات من 76-80 السبت 27 نوفمبر 2021, 12:25 am | |
| أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (٧٩) تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
يعني: أحكموا كيداً لك يا محمد وبيَّتوه واتفقوا عليه، فلا تهتمَّ لأننا لهم بالمرصاد (فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) (الزخرف: 79) يعني: نحكم كيداً كما أحكموا كيداً.
ونحن نعلم ما يُبيِّتونه ولا يخفى علينا، وهم لا يعلمون ما نُبيِّته لهم، إذن: أيُّ الفريقين أقوى؟ |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الزخرف الآيات من 76-80 السبت 27 نوفمبر 2021, 12:26 am | |
| أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (٨٠) تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
أيظنون أنَّا لا نسمع ما يُبرمونه وما يُحكِمون تخطيطه لإيذاء رسول الله، ولا نسمع سِرهم، والسر هو الحديث تُسِرُّ به إلى آخر، أو السرُّ إذا سمعتَ شيئاً وبقي سِراً في صدرك لا يطلع أحدٌ عليه.
والنجوى هي الحديث الخافت بين اثنين بحيث لا يسمعهما ثالث لكن الله يسمع سرَّهم ويسمع نجواهم، ولا يخفى عليه شيء من أمرهم، بل وأكثر من ذلك (وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (الزخرف: 80) يعني: نسمعهم ونُحصي عليه ما قالوا، فلنَا رسل وملائكة تكتب وتسجل ما يقولون وما يفعلون.
فلو قلتَ: إذا كان الحق سبحانه يعلم ويسمع ولا يخفى عليه شيء من أمرهم، فما فائدة التسجيل عليهم وكتابة سِرِّهم ونجواهم؟
قلنا: الكتابة تفيد الملائكة فهي من أجلهم، حتى إذا ما رأوا الأحداث تحدث كما سُجِّلتْ في اللوح المحفوظ يعلمون أن الله عليم حكيم فيزدادوا يقيناً فوق يقينهم، وإيماناً على إيمانهم. |
|