منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة الشورى الآيات من 21-25

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 21-25 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الشورى الآيات من 21-25   سورة الشورى الآيات من 21-25 Emptyالسبت 20 نوفمبر 2021, 12:33 am

أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢١)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

يعني: لماذا كذَّبوا محمداً ولم يؤمنوا بما جاء به؟

ألهم شركاء وضعوا لهم شرعاً ومنهجاً يتبعونه، وديناً يدينون به ويتركون دين محمد؟

والشركاء أي: الأشياء التي عبدوها من دون الله، منهم مَنْ عبد الشمس، ومنهم من عبد القمر أو الشجر أو الحجر أو الملائكة، فهل هذه الآلهة المدَّعاة لها شرع؟

هل قالت لهم: افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا؟

إذن: آلهة بلا منهج وبلا تكاليف فعبادتها باطلة، وهم ما عبدوها إلا لذلك، لأنها بلا منهج وبلا تكاليف، فقط تُرضِي ما في نفوسهم من الرغبة في التديُّن، وما أسهلَ أن يكونَ للإنسان دينٌ بلا تكاليف.

والعبادة ما هي إلا طاعة العابد للمعبود في أمره ونهيه، ثم ماذا أعدَّتْ هذه المعبودات لمن أطاعها، وماذا أعدَّتْ لمَنْ عصاها؟

إذن: هذه جمادات لم تقُلْ لكم شيئاً، ولم تأمركم بشيء، ولم تشرع لكم ديناً، بل أنتم شرَّعتم لأنفسكم واتبعتم أهواءكم لإرضاء عاطفة في نفوسكم، آلهتكم من صُنْع أيديكم أو أفكاركم السقيمة الضالة.

لذلك يقول تعالى: (مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) (المائدة: 103).

نعم هؤلاء قوم يفترون على الله الكذب، ويختلقون من عند أنفسهم أشياء ما أنزل الله بها من سلطان، فمن أين أتوا بالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام؟

هذه أشياء اخترعوها من عندهم افتراً على الله وكذباً.

فالبَحيرة هي الناقة التي ولدتْ خمس مرات، فهي عندهم أدَّتْ ما عليها، فيشقون أذنها ويتركونها سائبة لا تُركب ولا يُشرب لبنها، ولا تُدفع عن الماء ولا عن المرعى، وهذه أمور ما شرعها الله، وقد أحلَّ الله لهم حتى الانتفاع بلحمها.

كذلك السائبة: كانوا إذا اشتكى الواحد منهم من وجع أو نزلتْ به نازلة قال: إذا حصل كذا وذهب المشكو منه أجعل ناقتي هذه سائبة لا تُركب ولا يُشرب لبنها، ولا تُرد عن الماء ولا عن المرعى.

والوصيلة هي الشاة كانت إذا ولدتْ ذكراً جعلوه للآلهة وذبحوه للخدم والسَّدنة، وإذا ولدت أنثى أخذوها لهم لتُنجب عندهم، أما إذا ولدتْ ذكراً وأنثى احتفظوا بهما الأنثى وصلتْ أخاها، فلم يُؤخذ للآلهة بل يظل معها.

والحام: هو البعير حمى ظهره من أنْ يركب إذا أنتج عشرة أبطن فيقولون: إنه أدى ما عليه، فلا يُركب ولا يُردّ عن الماء ولا عن المرعى.

هذه كلها أمور أحلَّها الله لهم وحرَّموها على أنفسهم، لذلك قال سبحانه في سورة الأنعام: (ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ * وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ وَصَّٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ) (الأنعام: 143-144).

فالحق سبحانه يقول لهم: أخبروني مَنْ حرَّم هذه الأشياء: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ وَصَّٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا..) (الأنعام: 144) أي: بهذا التحريم الذي شرَّعتموه من عندكم افتراءً على الله، إذن: أنتم جعلتم المشرَّع له مُشرَّعاً، شرع لنفسه بدل أنْ يتلقى التشريع من الله.

(وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ..) (الشورى: 21) أي: الحكم بعدم إهلاكهم وتأخير عذابهم إلى الآخرة (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ..) (الشورى: 21) يعني: حُكِم عليهم بالعذاب العاجل.

حين ننظر في الأشياء التي أحلَّها الله والأشياء التي حرَّمها نجدها تعتمد على مراعاة المنفعة ودفع المضرة عن الإنسان، فالحلال فيه نفع والحرام فيه ضرر، لذلك نجد بعض المستشرقين يعترضون على أشياء حرَّمها الحق سبحانه على بني إسرائيل مثلاً وهي غير ضارَّة، وغيرهم يأكلها ولا تضره.

نعم حرَّم الله على بني إسرائيل كُلَّ ذي ظفر من البقر والإبل، وغير مشقوقة الأصابع مثل: البط والأوز والنعام، وحرَّم عليهم الدهون(إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ ٱلْحَوَايَآ أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ..) (الأنعام: 146) وهذه كلها أشياء حلال لغير بني إسرائيل وليس فيها ضرر، إنما حُرِّمت عليهم عقاباً لهم وتأديباً فليستْ العلة في التحريم الضرر.

قال تعالى: (فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ..) (النساء: 160) فلما ظلموا أدَّبهم الله بأنْ حرَّم عليهم ما أحلَّ لغيرهم.

ثم نلحظ على الآية أنها عبَّرتْ عن باطلهم الذي جاءوا به من عند أنفسهم بأنه دين (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ..) (الشورى: 21) فسمي الباطل ديناً تجاوزاً، لأنهم مؤمنون به ويعتبرونه ديناً، كما قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون: 6) على اعتقادهم، والدين ما يدين به الإنسان.

(وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى: 21) الظالم إما يظلم غيره، وإما يظلم نفسه، وهذا أشنع أنواع الظلم، فقد يعقل أن يظلم الإنسان عدوه، إنما يظلم نفسه التي بين جنبيه؟! فكيف يكون ظلم الإنسان لنفسه؟

يظلمها حين يُعرِّضها للعقوبة، ويحرمها من الثواب والنعيم، وأشد أنواع ظلم الإنسان لنفسه أنْ يظلمها في مسألة العقيدة والإيمان بالله: (إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان: 13).



سورة الشورى الآيات من 21-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 21-25 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 21-25   سورة الشورى الآيات من 21-25 Emptyالسبت 20 نوفمبر 2021, 12:35 am

تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٢٢)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

كلمة (تَرَى..) (الشورى: 22) تدل على كل ما يتأتى منه الرؤيا (مُشْفِقِينَ..) (الشورى: 22) خائفين مرعوبين (مِمَّا كَسَبُواْ..) (الشورى: 22) مما فعلوا من السيئات، قلنا: إن الفعل كسب يكسب من الزيادة على رأس المال أي الربح، وأنها دائماً تأتي في كسْب الخير، أمَّا اكتسب فهي على وزن افتعل فيها افتعال ومحاولة وتأتي في الشر، لكن هنا استخدم كسب للسيئات.

وكما في قوله تعالى: (بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ..) (البقرة: 81) قالوا: استخدم كسب هنا لأن السيئة أصبحتْ عنده عادةً وأمراً طبيعياً يشبه فعل الخير عند أهل الخير، فهو يفعل السيئة فلا تتعبه لأنه أَلِفها.

قوله: (مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ..) (الشورى: 22) تصوير لموقفهم يوم القيامة، لأنهم في الدنيا ما خافوا وما عملوا لهذا اليوم حساباً (وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ..) (الشورى: 22) يعني: لا محالة في ذلك لأنه وَعْد الله وحكمه الذي أخبر به.

أو خائفين وهم ما يزالون في سعة الدنيا، وفي هذا دليل على وجود الضمير والنفس اللوامة في الإنسان، فهو يعرف السيئة ويعرف جُرْمه، ويعرف أنه محاسب عليه، لذلك يخاف منه ويؤنبه ضميره.

وفي المقابل (وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ) (الشورى: 22) هذا إخبار من الله تعالى وهو حق، فعاقبة الإيمان والعمل الصالح روضات الجنات يعني ملاذها وأطيب أماكنها يجدونها يوم القيامة، ويجدونها حتى في الدنيا بالتخيل لها والشوق إليها. فالشهيد الذي يجود بنفسه في سبيل الله لم يُقدم على ذلك إلا لثقته في هذا النعيم، وأنه إذا قُتِل في سبيل الله سيذهب إلى خير من هذه الحياة.

وقد ذكرنا قصة الصحابي الذي سمع من رسول الله جزاء الشهداء، فقال: يا رسول الله أليس بيني وبين الجنة إلا أنْ أقاتل هؤلاء فأُقتل؟

قال -صلى الله عليه وسلم-: بلى. فألقى الصحابي تمرة كانت في فمه وبادر إلى الشهادة، ولم ينتظر حتى يمضغ التمرة التي كانت في فمه. لماذا؟

لأنه واثق من صدق الجزاء في قوله تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران: 169). نعم الشهداء أحياء، وأحياء عند مَنْ؟

عند ربهم، وهذه قمة الشرف والعز والنعيم، وهي خصوصية لم ينلْها غيرهم، فالشهادة نقلتهم من حياة لحياة، فلا يموتون بعد ذلك، ويُبعثون مع الناس وهم أحياء.

وقد عبَّر الشاعر عن هذا المعنى حين قال في سيد الشهداء حمزة ابن عبد المطلب عم رسول الله:
أَحَمْزَةُ عَمّ المصْطفى أنتَ سَيِّدٌ عَلَى شُهَداء الأرض أجمعِهمْ طُرّا
وحَسْبُكَ مِنْ تلْكَ الشَّهادة عِصْمةٌ مِنَ الموت في وصْلِ الحياتين بالأُخْرى

وقوله: (فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ..) (الشورى: 22) روضات جمع روضة، وهي الحديقة أو البستان المليء بالخضرة والنضرة والأزهار والثمار، بحيث إذا دخلتها تنفحك بأريج عطرها، وفي خلال ذلك أنهار تجري بالماء العذب.

فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات يعني: في أفضل أماكنها وأطيبها (لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ..) (الشورى: 22) فهذه العندية أشرف وأعظم من أيِّ نعيم آخر، فهم في نعيم الجنات وملاذِّها، يفوق ذلك كله أنهم عند ربهم، لذلك ختم الآية بقوله: (ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ) (الشورى: 22) أي: تفضُّلاً من الله وتكرُّماً عليهم.

والإنسان منا حين يتأمل هذا النعيم الدائم المقيم الذي أعده الحق سبحانه لعباده المؤمنين تهون عليه كلُّ مشاق الطاعات والعبادات، ويرى أنها يسيرة إذا ما قُورنت بالجزاء عليها.

فالإنسان يتعب في الدنيا ويجتهد في طلب العلم عشرات السنين، أو في تعلُّم صنعة أو مهنة ويتحمل مصاعبها وأخطارها، كلّ ذلك ليوفر لنفسه مجرد ضروريات الحياة، فإن اجتهد أكثر وعرق وبذل الجهد، ربما يصل إلى مرحلة الرفاهية، فيكون له خادم يخدمه أو طباخ مثلاً يُعد له الطعام، وهؤلاء يعملون عنده بأجر وربما قصَّروا في أعمالهم، وربما أغضبوك وتمردوا عليك.

لكن حين تعمل للآخرة تجد الأمر مختلفاً تماماً، فالعبادة أمرها يسير، لا تحتاج منك إلى كل هذا الجهد وهذا العرق وسهر الليل وعمل النهار وانشغال البال والذهن، ومع يُسْرها وسهولتها فالجزاء عليها عظيم لا تحدُّه حدود ولا يخطر على بال.

قلنا: إن قصارى ما توصَّل إليه البشر في التقدم العلمي في مجالات الخدمة الفندقية مثلاً أنْ تضغط على زر في ماكينة ينزل لك منها الشاي أو القهوة، وهذه آلة يمكن أنْ تتعطل وخلفها عامل يُعِدُّ لك الشاي أو القهوة، أمَّا في الجنة فالنعيم هناك صَافٍ لا يُنغِّصه شيء ودائم لا ينقطع، لا يحتاج منك إلى طلب ولا ضغط على زر ولا مناداة على خادم، مجرد أن يخطر الشيء ببالك تجده بين يديك، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فيها ما لا عَيْن رأت، ولا أذن سمعتْ، ولا خطر على قلب بشر“.

واقرأ مثلاً في سورة البقرة: (وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ) (البقرة: 25).

ففي الجنة إنْ شاء الله سنجد أشياء كنا نأكلها في الدنيا، فنتصور أنها مثل نعيم الدنيا، لكن حين نتذوقها نجدها شيئاً آخر(قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً..) (البقرة: 25) ذلك لأن كمالات الحق سبحانه لا تتناهى، فلا تظل على حالة واحدة رتيبة، إنما فيها ارتقاء في النعمة.

إذن: نحن أمام نعيم دائم يهون في سبيله كلُّ تعب وكلُّ مشقة، ووالله لو لم يكُنْ للطاعة جزاء إلا سلامة الإنسان وسعادته في الدنيا لكانتْ كافية، يكفينا من الطاعة راحة البال وهدوء النفس والطمأنينة.

وقد عبَّر الشاعر عن هذا المعنى فقال:
قَالَ المنجِّمُ وَالطَّبيبُ كلاَهُمَا لاَ تُبعَثُ الأجْسَادُ قُلْتُ إليكُمَا
إنْ صَحَّ قولكُما فَلَستُ بخاسِر أَوْ صَحَّ قَوْلِي فَالخَسَارُ عليكُمَا

لذلك الحق سبحانه وتعالى لما أراد أنْ يصف لنا الجنة لم يصف الجنة ذاتها إنما مثلاً لها، لأن الجنة وما فيها فوق تصور البشر، وإذا كان فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيكف إذن تُوصَف لنا على حقيقتها؟

لأن الإنسان لا يضع اللفظ إلا لمسمى معلوم عنده، أما الشيء الذي لا نعرفه فلا نعرف بالتالي اللفظ الدَّال عليه، فليس في لغتنا ألفاظ تصف هذا النعيم، لذلك اقرأ: (مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ..) (الرعد: 35) فيها كذا وكذا.

ثم إن هذا النعيم المقيم جزاء لمن؟

لمن آمن وقرر الإيمان بالعمل الصالح، ودائماً يقرن القرآن بين الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت: 30).

ثم يقول الحق سبحانه: (ذَلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ...).



سورة الشورى الآيات من 21-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 21-25 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 21-25   سورة الشورى الآيات من 21-25 Emptyالسبت 20 نوفمبر 2021, 12:35 am

ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (ذَلِكَ..) (الشورى: 23) إشارة إلى نعيم الجنة (ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ..) (الشورى: 23) والبشارة هي الإخبار بالخير قبل أوانه، ثم ينتقل السياق إلى قضية أخرى متعلقة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر الدعوة (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً..) (الشورى: 23) يعني: قل لهم يا محمد: إنني لا أريد منكم أجراً على الدعوة والمهمة التي أقوم بها من أجلكم، وأنت لا تقول هذه الكلمة إلا إذا كنت قد عملتَ عملاً تستحق عليه أجراً بالفعل.

فالمعنى كأنه يقول: إن العمل الذي أقوم به من أجلكم كان يجب أن يكون لي عليه أجر، لأنني أنصحكم وأدلكم على ما ينفعكم، ومع ذلك لا أريد منكم أجراً.

وكل رسل الله قالوا هذه الكلمة، لأن الإنسان عادة يجازي مَنْ أسدى إليه جميلاً أو دلَّه على خير أو أشار عليه مشورة تريحه، لذلك في كثير من مواكب الرسالات نقرأ: (وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ..) (هود: 29) نعم على الله.

لماذا؟

لأنه عمل عظيم نفيس وشريف، لا يمكن لبشر أنْ يُقدره قدره، أو يعطي عليه ما يستحق من أجر، إذن: لا يعطيني أجري إلا الله الذي بعثني.

قلنا: كل الرسل قالوا هذه الكلمة إلا سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى عليهما السلام.

لماذا؟

قالوا: لأن سيدنا إبراهيم أول ما دعا دعا أباه آزر، فكيف يطلب منه أجراً؟

كذلك سيدنا موسى أول ما دعا دعا فرعون، وكان له عليه فضل التربية.

إذن: لا أريد منكم أجراً على مهمة الدعوة التي أقوم بها، فأجري فيها على الله الذي بعثني، وهو الذي يُقدِّرها قدرها، شيء واحد أريده منكم (إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ..) (الشورى: 23) يعني: مودتكم لقرابتي.

والمودة: ميل القلب إلى مَنْ تواده ثم معاملته بما يستحق من تكريم وتقدير.

فكأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لهم: لقد أُرسِلْتُ إلى الناس كافة، وقد قابلتموني بالإيذاء وجابهتموني بالعداء واضطهدتم أصحابي، وألجأتموني إلى غيركم مرة إلى الطائف، ومرة إلى القبائل الأخرى، وألجأتم أصحابي إلى أن يتركوا بلادهم وديارهم، وأنا لي في كل بطن من بطون قريش قرابة حتى في المدينة حيث أخوالي من بني النجار، فلا أقلَّ من أنْ تعطوني حقي في قرابتي، وحق القرابة ألاَّ تؤذوني، فأنا لا أجبركم على الإسلام ولا أفعل ما يدعو إلى الإيذاء، كذلك من حق القرابة ألاَّ تُسْلموني لعدوي، فهذا حقي عليكم.

أو يكون المعنى (إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ..) (الشورى: 23) يعني: أقاربي وأهل بيتي، ذلك لأن أقارب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرموا من مُعين على العيش، فليسوا كباقي المسلمين، حيث حُرِّمتْ عليهم أموال الزكاة التي يستحقها الفقير من غيرهم، فلا أقلَّ من أن تعاملوهم بالحسنى وبالمعروف، وتراعوا منزلتهم مني.

لذلك نجد لهم أحاديث كثيرة في إكرام أهل البيت يقولون أن غيرهم قالها، من ذلك: مَنْ مات على حب آل بيت رسول الله مات شهيداً، مات مغفوراً له، مات وتُحيِّيه الملائكة في قبره، مات وفي قبره باب يؤدي به إلى الجنة، ومن أبغض آل محمد فهو آيس من رحمة الله.

قالوا هذا لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال كلاماً مثل هذا، قال: "أحبوا الله لما يغذوكم من النعم وأحبوني بحبِّ الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي".

وهذا معنى آخر من معاني (إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ..) (الشورى: 23).         

 أو يُراد بها معنى ثالث (إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ..) (الشورى: 23) قرباكم أنتم يعني كل منكم يودُّ قريبه ويعطيه ويرعى حَقَّ قرابته، ولو أن كل إنسان واجد عنده سعةٌ من الرزق يعطي قرابته ويكفيهم ويساعدهم على المعيشة الكريمة ما وُجد بيننا فقير ولا محتاج، والمجتمع عبارة عن دوائر متداخلة، فلو فعلنا ذلك لَعمَّ خير الله جميع خَلْق الله.

ثم إن الأقارب لهم حَقّ في مالك غير الزكاة، لذلك قال أحد الأغنياء: أنا أعطي أخي الفقير من مال الزكاة، فقلنا له: والله لو يعلم أنك تعطيه من مال الزكاة ما قبلها، إذن أعطه من نسبة 97.5 % لا من 2.5 % اترك هذه النسبة اليسيرة للفقراء الأباعد عنك.

وآخر يقول: أضع مال الزكاة في بناء مدرسة، وآخر يقول: في بناء مستشفى أو مسجد، سبحان الله وهل نسبة 2.5 % تكفي كل هذا؟

اجعلوها لأصحابها كما فرضها الله ليستقيم حال المجتمع، ثم لو فعلنا كل هذا من مال الزكاة ماذا سنفعل في نسبة 97.5 %.

إن وضع مال الزكاة في موضعه كما علَّمنا الحق سبحانه يحمي المجتمع ويستر عوراته، فلا تجد فيه عارياً ولا جائعاً ولا مريضاً لا يجد ثمن العلاج، لكن لما عطلنا أحكام الشرع في هذه المسألة ظهرت عورات المجتمع المسلم كما نرى ونشاهد.

الحق سبحانه وتعالى وزَّع خَيْرَه على كل خَلْقه و (هندس) اقتصاد المجتمع، بحيث لو نُفِّذت تعاليمه في هذه المسألة لعاشَ الفقير في نفس مستوى معيشة الغني.

ومن هذه العدالة في توزيع الخير على الناس تجد مثلاً رجلاً غنياً في بلدة ما هي موطنه منذ مولده، ومع ذلك يحنُّ إلى موطن آخر فيذهب إليه ويعمر فيه ويفيض من خيره على أهله، قالوا: إذا رأيتَ مثل هذا الرجل فاعلم أن وجوده فائضٌ عن حاجة أهل بلده، فنقله الله إلى مكان آخر محتاج إليه.

وإذا كنا نفعل هذا مع أقاربنا، فرسول الله أوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم، فقرب رسول الله أَوْلَى، لأن رسول الله علم أنه سوف تأتي عهود يُضطهد فيها أهل بيته، والتاريخ شاهد على ذلك، وقد رأيتم آل البيت وقد تشتتوا في سائر البلاد، بل وقُتل منهم مَنْ قُتِل، وتعلمون مدى حبِّ شعب مصر لآل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كذلك نحب آبا بكر وعمر، وليس بيننا شيعي واحد.

والمودَّة والقربى أول ما تكون تكون لله تعالى ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا كانت المودة ميل القلب لمن تهواه، فهذا الميْل له تبعات، فلا تراه محتاجاً وأنت واجد، ولا تراه جاهلاً وأنت متعلم، وهكذا.

ومن المودة في القربى بر الوالدين.

وقلنا: إن الحق سبحانه وتعالى جعل بر الوالدين دُرْبة ورياضة للإيمان بالله، لأنهما سبب الوجود المباشر، وهو سبحانه سبب الوجود الأعلى، فقال سبحانه: (وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً..) (العنكبوت: وفي آية أخرى(وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ بِوَٰلِدَيْهِ إِحْسَاناً..) (الأحقاف: 15).

حتى في حال عصيانهما في أعلى منطقة وهي منطقة العقيدة والتوحيد أَمَرَ ببرهما(وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً..) (لقمان: 15) وأعطى الاهتمام الأكبر للأم في قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ..) (العنكبوت: أي: الاثنين ولم يذكر حيثية للأب، إنما ذكر حيثية الأم فقال(حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ..) (لقمان: 14) لأن دور الأم كان في حال الصِّغر وعدم التعقُّل لما تفعل، فدورها غائب عنك، سابق لوعيك وإدراكك للأمور، فلما كبرت عرفت دور الأب، لذلك ذكَّرك الحق سبحانه بدور الأم الذي غاب عنك.

ثم نجد القرآن يحتاط فيراعي حقَّ التربية، حتى إنْ ربَّى غير الوالدين فيقول: (وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء: 24) فمَنْ ربَّى كان في منزلة الوالدين واستحقَّ البر مثلهما تماماً.

وقوله تعالى: (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً..) (الشورى: 23) يعني: يفعل طاعة لله (نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً..) (الشورى: 23) فالأمر لا يقف عند حد المودة، إنما أيضاً ترعاهم فيما يحتاجون إليه (إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (الشورى: 23) غفور وشكور صيغة مبالغة من غافر وشاكر، فالحق سبحانه واسع المغفرة كثير الشكر، يغفر لمن تاب إليه ويشكر مَنْ أطاعه، والشكر يكون بالزيادة كما قال سبحانه: (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ..) (إبراهيم: 7).



سورة الشورى الآيات من 21-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 21-25 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 21-25   سورة الشورى الآيات من 21-25 Emptyالسبت 20 نوفمبر 2021, 12:36 am

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٢٤)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الكلام هنا عن كفار مكة الذين اتهموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه كذب القرآن من عند نفسه ونسبه إلى الله (أَمْ يَقُولُونَ..) (الشورى: 24) أي الكفار (ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً..) (الشورى: 24) يعني: جاء بالقرآن من عنده.

والافتراء منهم هم، فهم أهل الكلام وأصحاب القصائد والخطب، وما عرفوا عن محمد - وقد عاش بينهم - أنَّ له ريادة في هذا المجال.

إذن: أنتم أصحاب هذا الفن ولسانكم طويل، فلماذا لم تأتوا بمثل ما جاء به؟

ولو حتى بسورة واحدة؟

فلو أن الافتراء وارد في حق محمد فأنتم أوْلَى، فلماذا تحداكم القرآن ولم تأتوا بشيء؟

لا بعشر سور ولا بسورة واحدة.

وفي موضع آخر يرد القرآن عليهم بالمنطق وبالحسنى: (أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ) (هود: 35).

لذلك ينتقل سياق الآية من الحديث عن الكافرين وافترائهم على رسول الله إلى مخاطبة الرسول (فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ) (الشورى: 24) يعني: إنْ حدث منك أن افتريت القرآن وجئتَ به من عند نفسك، فالله قادر أنْ يختم على قلبك يا محمد فتنسى الذي تحفظه، وهل حدث ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟

لا بل ظل القرآنُ في صدره يتلوه آناء الليل وأطراف النهار ويُعلِّمه للناس.

إذن: محمد لم يكذب القرآن، ولم يفتر على الله بل أنتم المفترون.

والقرآن في مواضع كثيرة يكشف افتراءهم ويردُّ عليهم بالعقل وبالمنطق وبالتي هي أحسن، فيحكى كيف يتمحكون في هذه المسألة: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ..) (النحل: 103) فقد اتهموا رسول الله أنه يختلف إلى رجل أعجمي يُعلِّمه القرآن، فيرد عليهم الحق سبحانه: (لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) (النحل: 103).

فالرجل الذي تقولون إن محمداً يتردد عليه ليُعلمه القرآن رجل أعجمي والقرآن بلسان عربي واضح، فأين عقولكم، وإنْ كنتَ كذوباً فكُنْ ذَكُوراً حتى لا ينكشفَ زيفُك وباطلك.

ويحكي القرآن عنهم لوناً آخر من التعنت والعناد: (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (يونس: 15-16).

نعم جاء محمد بالقرآن بعد الأربعين، وهو بين أظهرهم، وما رأوه خطيباً ولا شاعراً، ولم يُعرف عنه شيء من ذلك.

فلما يئسوا قالوا: القرآن لا بأس به، لكن يعيبه أنه نزل على محمد بالذات: (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (الزخرف: 31).

ثم يفضح الحق سبحانه موقفهم ويُبيِّن غباءهم ولَدَدهم في الباطل، وأن هذه الخصومة ما هي إلا عناد وتكبُّر عن قبول الحق، فيقول: (وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (الأنفال: 32)، فهل هذا كلام عقلاء، أم هو الحقد على محمد بذاته؟

ثم يقول سبحانه: (وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ) (الشورى: 24) الفعل يمحو وحُذِفت الواو تخفيفاً، والذي يُمحَى هو الباطل الذي قالوه، والافتراء الذي كذبوه على رسول الله، هذا يمحوه الله وفي المقابل (وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ..) (الشورى: 24) يثبته ويُقويه (بِكَلِمَاتِهِ..) (الشورى: 24) أي المنزلة على قلب سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القرآن الكريم.

أو يُراد بالكلمات كلمة كُنْ فيكون (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ) (الشورى: 24) يعني: عليم بخفايا والذي لا يستطيع الإنسان التعبير عنه باللسان فيكتمه في نيته وفي نفسه، كما قال سبحانه(يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ) (غافر: 19).

إذن: ظلَّ هؤلاء القوم يعاندون رسول الله ويحقدون عليه ويصادمون دعوته ويتهمونه، إلى أن كشف الله باطلهم وأزهقه، وانتهى أمرهم إما بالإسلام أو الهزيمة أو شملهم عفو رسول الله يوم فتح مكة يوم أنْ قال لهم: "ما تظنون أني فاعل بكم" قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

إذن: جاء نصر الله والفتح، وزهق الباطل، وثبت الحق، وعلا وانتصر، وهل يُعقل أنْ يرسل الله رسولاً لهداية الخلق، ثم يُسلمه لأعدائه أو يخذله في مواجهته للباطل؟         

قال تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ) (الصافات: 171-173).

وأخيراً نلحظ على هذه الآية أن البعض ظنَّ أن الفعل يمحو معطوف على (يشأ) وأنه مجزوم مثله بعد إنْ الشرطية وهذا غير صحيح، لأن (الفعل يمحو) جاء كلاماً جديداً مستقلاً بدليل تكرار لفظ الجلالة ورفع (ويحقُّ)، فهو فعل مرفوع وحُذِف الواو تخفيفاً أو لالتقاء ساكنين.



سورة الشورى الآيات من 21-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 21-25 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 21-25   سورة الشورى الآيات من 21-25 Emptyالسبت 20 نوفمبر 2021, 12:37 am

وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (٢٥)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

من لُطْف الله بعباده ورحمته بهم أنْ شرع لهم التوبة وجعل بابها مفتوحاً لا يُغلق، والتوبة أمل يتعلق به المسيء ويجد فيه حبل النجاة فيعود وتحسن سيرته ويتقوَّم سلوكه وينتفع به مجتمعه، أما إنْ أغلقنا باب التوبة في وجهه وألجأناه إلى اليأس تمادى في عصيانه فشَقِي وشَقِي به مجتمعه.

والتوبة تعني رجوع المسيء إلى الله، ولها مراحل: شرع الله التوبة ومجرد مشروعيتها فضل من الله، ثم إذا تاب العبد قبلَ الله منه توبته، لذلك قال تعالى(ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ) (التوبة: 118) تاب عليهم.

يعني: شرع لهم التوبة ليتوبوا فيقبل توبتهم.

والتوبة ليست كلمة تقال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه، إنما التوبة منهج متكامل، وقد بيَّنها لنا الإمام علي رضي الله عنه عندما أقيمت الصلاة فسمع رجلاً في الصف يقول: أستغفر الله العظيم، الله أكبر، فلما انتهى من الصلاة قال له: لقد استعجلتَ في التوبة فتوبتك تحتاج توبة.

إذن: ليست مجرد كلمة، إنما منهج وبرنامج تستعرض فيه أولاً ما فاتك من سيئات وما حدث منك من تفريط، فتندم أولاً على ما بدر منك، وقد ورد في الحديث: "الندم توبة“.

وفي قصة بني آدم: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ) (المائدة: 30) فعندما هدأتْ عنده سَوْرة الشر والخصومة عاد إلى الصواب فندم على ما فعل، ثم تتذكر ما فاتك من فروض الصلاة فتقضيها أو تجبرها بصلاة النوافل.

ثم ترد المظالم إلى أهلها.

فهذه شروط ينبغي توافرها، ثم زدْ على ذلك أن تذوب في الحسنة كما ذُبْتَ في السيئة، وأنْ تذوق مرارة مشقة الطاعة كما ذقتَ حلاوة المعصية.

والقياس في اللغة أن نقول: يقبل التوبة من عباده، لكن الحق يقول (عَنْ عِبَادِهِ..) (الشورى: 25) فكأن الحق سبحانه يرد عنهم ذنوبهم حين يقبل منهم التوبة، فتكون النتيجة مغفرة الذنوب التي ارتكبوها لكن الذنوب التي ارتكبوها لها صفات من الحق تطلب حقَّها فيه.

فحين يفعل العبد الذنب تأتي صفة القهار والجبار والمنتقم وهي صفات الجلال، وهذه الصفات تقتضي العقاب، ثم تأتي صفات الجمال من الحق سبحانه صفة الغفور الرحيم التواب.. إلخ.

لذلك قال في حديث آخر رمضان: "شفع المؤمنون، وشفع النبيِّون، وشفعتْ الملائكة، وبقيت شفاعة أرحم الراحمين“.

فإذا كان المؤمنون والنبيون والملائكة سيشفعون عند الله تعالى فعند مَنْ يشفع أرحم الراحمين؟

قالوا: لأن لله صفات جلال وصفات جمال، فإذا أخذتْ صفات الجلال حقَّها من المذنب العاصي تأتي صفات الجمال لتشفع له عند صفات الجلال في نَفي مستحقاتها عنده.

إذن (وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ..) (الشورى: 25) عبَّر بـ (عَنْ) مع أن التوبة منهم، فقال عنهم ليحملهم عنهم.

لذلك تجد دقة في استخدام هذه الحروف في القرآن الكريم، ولكل منها معنى لا يؤيده غيره، اقرأ مثلاً قوله تعالى: (فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ..) (طه: 71).

ومعلوم أن الصَّلْب يكون على الجذوع، لذلك قال بعض المفسرين أي: على جذوع النخل، لكن لماذا عدل القرآن عن (على) إلى (في) لا بدَّ أنَّ لها معنى لا تؤديه (على).

إذن: المراد لأصلبنكم تصليباً شديداً مُحكماً، بحيث تدخل بعض أجزاء المصلوب في المصلوب عليه، لذلك قال: (فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ..) (طه: 71).

كذلك في قوله تعالى(ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ..) (إبراهيم: 39) بعضهم قال: يعني مع الكبر.

كيف و (على) ثلاثة أحرف و (مع) حرفان.

فلا بدَّ أن لها معنى لا تؤديه مع، ما هو؟

قالوا: (على) تفيد الاستعلاء، فالكبر كان مانعاً من الإنجاب، لكن قدرة الله وإرادته عَلَتْ وغلبتْ هذا المانع.

ومثلها تماماً قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ..) (الرعد: 6) فكأن المعصية التي فعلوها كانت تستوجب العقوبة، لكن عفو الله ومغفرته ورحمته بعباده عَلَتْ على العقوبة.

وقوله: (وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ..) (الشورى: 25) أي: يمحوها (وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ..) (الشورى: 25) لأن علمه تعالى محيط شامل لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، فإذا كنتَ قد اقترفت سيئة ولا يعلم بها أحد فالله يعلمها ولا بدَّ أنْ تتوب عنها، حتى خواطرك التي تجول في نفسك ولم تظهر على جوارحك يجب أن تتوب عنها.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ...).



سورة الشورى الآيات من 21-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الشورى الآيات من 21-25
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الشورى الآيات من 26-30
» سورة الشورى الآيات من 31-35
» سورة الشورى الآيات من 36-40
» سورة الشورى الآيات من 41-45
» سورة الشورى الآيات من 46-50

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: الشورى-
انتقل الى: