قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام الإثنين 08 نوفمبر 2021, 9:45 am
أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام المحتويات: * مقدمة 1. علاقة الاسم بالمسمى. 2. وجوب معرفة أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم-. 3. تعدد أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم-. 4. أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قبل البعثة. 5. أسماؤه، في الإسلام. 6. أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، في الشعر العربي. 7. شبهات حول أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم-. * الملاحق. * المصادر والمراجع.
مقدمة درجت العرب على العناية بالأسماء والتسميات، وقد ضمّنتها أدق المعاني، التي تشكل حضارتها، وتراثها، وخبراتها: الفكرية والثقافية والاجتماعية.
فجاءت أسماء العرب معبرة عمّا لديهم من معرفة، وثقافة، وفكر.
وانطلاقاً من هذه العناية العربية الفائقة بالأسماء والتسميات، فقد حرص العرب على تكثير الأسماء وتعددها، للمسميات الشريفة أو الجليلة عندهم، ذات الشرف والمكانة والرفعة والسمو.
لهذا، فإن أسماء العرب هي قوالب للمعاني، ودلائل عليها، وعناوين لها.
ولمّا كان مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم- أشرف العرب، نسباً ونشأة؛ فقد تعدَّدت أسماؤه، حتى من قبل بعثته.
فقد حظي من قومه باسم "الأمين"؛ لِمَا عُرف عنه من أمانة وصدق في المُعاملة التجاريــة، والسُّلوك الأخلاقي القويم.
ويقودنا هذا، إلى أن تعدد أسماء النبي وتنويعها، جاء بتأثير جهتين: الأولى، شرف النسب، وعلو الهمة؛ والثانية، رفعة الشأن، وعظمة القدر، بما وهب من عطاء الوحي والنبوة والرسالة.
وهذا يجعل من دراسة أسمائه واجباً، تفرضه الضرورة الشرعية، ومقتضيات القيام بحقوق العلم والمعرفة؛ فهذا الموضوع، لم يسبق تناوله، من قبل، تناولاً علمياً؛ إذ لا يتجاوز ما دار حوله من دراسات سوى عدد قليل من المقالات والبحوث، التي إن تناولت جانباً منه، أغفلت بقية الجوانب؛ فضلاً عن التناول السطحي، والسريع، للمسألة، والذي ربما يقتصر، في بعض الأحيان، على التفسيرات اللغوية لمعاني الأسماء.
لذلك، تستهدف هذه الدراسة الإلمام بجوانب الموضوع، بمنهج علمي، نقدي، تحليلي، توثيقي؛ حتى تقدم تاريخاً وتحليلاً وتسجيلاً، لأسماء النبي، موثقاً بالمصادر.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام الإثنين 08 نوفمبر 2021, 9:49 am
1.علاقة الاسم بالمُسَمَّى ترتبط الأسماء بالمُسَمَّيات بعلاقة تلازم، بحيث إذا ذكر الاسم، لزم استحضار معنى المُسَمَّى، فهو يدل عليه دلالة لزوم وتعين.
وتتضح هذه العلاقة اتضاحاً جلياً، من خلال بيان المطلبين التاليين: أ.مفهوم الاسم، في اللغة الاسم هو اللفظ الموضوع، لتعيين معنى أو تمييزه.
وقد اختُلف في أصل اشتقاقه فقيل: إنه من (السِّمة)، بمعنى العلامة؛ وقيل: من (السُّمو)، وهو العلو؛ وهو الأرجح؛ لأنه في التصغير، يُردُّ إلى السمو، فيقال (سُمَيُّ)، وكذلك في جمع التكسير (أسماء).
والاسم ليس هو المُسمَّى نفسه، كما زعم بعضهم؛ فإن الاسم هو اللفظ الدال؛ والمسمى هو المعنى المدلول عليه بذلك الاسم.
وليس الاسم، كذلك، التسمية نفسها، لأن التسمية فعل من أفعال المُسمِّى، ويقال: سميت ولدي مُحَمَّداً، أي أنى القائم بإطلاق اسم مُحَمَّد على ابني.
فهناك ثلاث مستويات من الفهم، هي ، مسمِّ وهو الأب؛ ومُسمًّى، وهو الولد؛ والاسم وهو مُحَمَّد.
ب.مكانة الأسماء عند العرب، ودلالة تعددها تدل كثرة الأسماء، المشعرة بكثرة النعوت والأوصاف، على شرف المُسَمَّى؛ لأن كثرة الأسماء، هي عنوان العناية بالمسمَّى، والاحتفاء بشأنه، والتنويه بذِكْره.
لذلك، حاولت العرب التمييز بين المسَّميات بالأسماء الكثيرة، الدالة على مكانتها، والناطقة بسموّها، وذلك في ضوء المناسبة بين كل اسم ومسماه.
لذلك، فإن الأسماء تُعَدّ قوالب للمعاني، تدل عليها.
وقد اقتضت الحكمة، أن يكون بينهما ارتباط وتلاؤم؛، وألا يكون المعنى بمنزلة الأجنبي المحض منها، الذي لا تعلق له بها؛ فإن الواقع يشهد بخلاف ذلك؛ إذ إن للأسماء تأثيراً في المُسَمَّيات، وللمُسَمَّيات تأثيراً في أسمائها، في الحسن والقبح، والخفة والنقل.
وكما قيل: وقلَّ أن أَبْصرتْ عيناك ذا لقبٍ إلاّ ومعناه، إن فكرت، في لقبه
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستحب الاسم الحسن، وأمر إذا أُرسل إليه رسول، أن يكون حسن الاسم، حسن الوجه.
وكان يأخذ المعاني من أسمائها، في المنام واليقظة.
فقد رأى في منامه، أنه وأصحابه في دار عقبة بن رافع، فأُتُو برطب، قد طاب، فأوّله بأن لهم العاقبة في الدنيا، والرفعة في الآخرة، وأن الدِّين، الذي اختاره الله لهم، قد أرطب وطاب.
ولمَّا جاءه سهيل بن عمرو، يوم الحديبية، ليعقد معه الصُّلح، تأوَّل الرسول ذلك سهولة الأمر.
كذلك، كان الرسول يكره الأماكن ذات الأسماء المُنكرة، ويكره المرور فيها.
فقد مرّ، في إحدى غزواته، بجبلين، فسأل عن اسميهما، فقالوا: فاضح ومخز؛ فعدل عنهما، ولم يجز بينهما.
وقد ثبت عنه أنه غيَّر اسم "عاصية"، وقال: أنت جميلة.
وغير اسم "حزن"، جد سعيد بن المسيب، وجعله "سهلاً".
ولأجل الارتباط والتواؤم والقرابة، بين الأسماء والمُسَمَّيات، بما يشبه الترابط بين الأرواح والأجساد، فإن العقل، كما يرى ابن القيم، يعبر من أحدهما إلى الآخر.
كما كان إياس بن معاوية يرى الشخص، فيقول: ينبغي أن يكون اسمه كيت وكيت، فلا يكاد يخطئ.
لذلك، لَمَّا قَدِمَ النبيُّ المدينة، غيَّر اسم "يثرب"، الذي كانت تُعرَفُ به، إلى "طيبة"؛ لأنه قد زال عنها ما يقتضيه لفظ "يثرب" من التثريب، واستحقّت لفظ "طيبة"، بما يعنيه من الطيب، الذي ازدادت به إلى طيبها.
يضاف إلى كل ذلك، أن الاسم هو أحد مراتب الوجود الأربعة للأشياء؛ فالشيء له وجود عيني، ووجود في الأذهان، ووجود في اللسان، ووجود في الكتب.
بل إن الاسم يكون هو الملفوظ باللسان، والمكتوب في السِّجلّات، وفي كليهما يَدُلُّ على مُسَمَّاهُ، ولا يتخلّف عنه.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام الإثنين 08 نوفمبر 2021, 9:53 am
2.وجوب معرفة أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا كانت الأسماء مرتبطة بالمُسَمَّيات ارتباط مصاحبة وتلازم، فإن ذلك يستوجب على المسلمين، بل على غيرهم من البشر، معرفة أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- معرفة ترفع الجهل، وتمنع الخلط، وتحقق التفرقة بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخاتم أنبيائه، وبين غيره من الناس.
وهذه المعرفة المطلوبة، تقتضيها أمور تتعلق بالمُسمَّى، وأمور تتعلّق بالأسماء ذاتها.
فمن الأمور التي تتعلّق بالمُسمَّى: أ.أمر الله العباد أن يؤمنوا به وبرسوله: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (سورة التغابن: الآية 8).
ويتطلب الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- معرفة فضله ورفعته، وهما يتجليان في أسمائه.
والإقسام بحياة شخص دليل على شرف حياته وشرف أسمائه؛ لما فيها من الإكرام والبركات.
هـ.وبَّخ الله من لم يعرف الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) (سورة المؤمنون: الآية 69).
ومعرفة الرسول متعلقة بمعرفة أسمائه.
ومن الأمور المتعلقة بالأسماء: أ.ذِكرها في القرآن، وفي السنَّة النبوية، في غير موضع، تنبيهاً على أهميتها وضرورتها.
ب.ارتباطها بتوحيد الله وذكره وصلاته، وصلاة أنبيائه؛ فاسم النبي مرتبط بلفظ الجلالة، في شهادة التوحيد، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (سورة الأحزاب: الآية 56).
ج.اطلاع المرء على أسماء النبي، المتضمنة أوصافه وشمائله، يعطي صورة حسنة، فتطبع في القلب مع كل اسم، وفى المخيلة مع كل دلالة، فكل الإنسان يرى الحبيب المصطفى.
وكما قال أحد العارفين: أخـلاي، إن شـط الحبيـب وربعـه وعـــز تلاقيـه، ونـاءت منازلــه وفاتـكم أن تنـــــظـروه بعينكــــم فمـا فاتكم بالسمع، هذي شمائلــه
و.تعلق معرفة أسماء النبي بأمر الله ونهيه؛ إذ نهى الله تعالى عن نداء النبي باسمه مجرداً (لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (سورة النور: الآية 63).
ز.إخبار القرآن، أن الله قد أعلى من ذكر مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم-، كما ورد في سورة الانشراح.
ورفعة ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- تتضمَّنُ أمرين: الأول: ألاّ يذكر الله سبحانه إلاّ ذكر معه، ولا تصح للأمَّة خطبة، ولا تشهّد، أو شهادة توحيد، حتى يشهدوا أنه عبده ورسوله.
كذلك، لا يصح الأذان، وهو شعار الصلاة، عماد الدين، من دون الشهادة بأن مُحَمَّداً رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
والثاني: الاقتداء بأسلوب القرآن في انتقاء أحب الأسماء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليُخاطب بها، مثل: "يا أيها الرسول"، "يا أيها المزمل"، "يا أيها المدثر"، إمعاناً في تعظيمه وتوقيره وإعلاء شأنه -صلى الله عليه وسلم-.
ح.أن الله تعالى قد سَمَّى مُحَمَّداً، من السَّماء، ووضع له اسماً علماً، هو "أحمد"، لم يكن يناديه به قومُهُ، وأسماء أخرى، وصفية أو وظيفية، قال تعالى: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (سورة الصف: الآية 6).
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام الإثنين 08 نوفمبر 2021, 9:56 am
3.تَعَدُّدْ أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- لمّا كانت كثرة الأسماء، تدل على شرف المُسَمَّى، والاحتفاء به، والإشادة بذِكره؛ لما تتضمنه من نعوت وأوصاف، فإنه من الضروري، أن تكثر أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- كثرة، تلائم ما كان عليه، من كمال الخصال، وعظائم الشمائل والأوصاف، من: النسب، والجمال، والقوة، والعلم، والحلم، والشجاعة، والسماحة، والفضل، والقدر؛ ذلك الكمال الخلقي، الذي يستحيل تحققه لأحد غيره؛ لذلك، يُعَدُّ أحَد أدلّة نبوّته.
هذا إلى جانب ما خصه به الله، من فضيلة: النبوة والرسالة، والخلة والمحبة، والاصطفاء، والإسراء، والرؤية، والقرب والدنو، والوحي، والشفاعة، والوسيلة، والفضيلة، والدرجة الرفيعة، والمقام المحمود، والبراق والمعراج، والبعث إلى الناس كافة، والصلاة بالأنبياء، والشهادة على الخلق، والسيادة على ولد آدم، ولواء الحمد، والأمانة والهداية، والرحمة للعالمين، وإتمام النعمة وكمال الدين، والعفو عما تقدم وتأخر، وشرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر، ونزول السكينة، والتأييد بالملائكة، وإيتاء الكتاب والحكمة والسبع المثاني، وصلاة الله والملائكة، ووضع الآصر والأغلال، والقسم باسم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإجابة دعوته، وعصمته من الناس، وانشقاق القمر، والنصر بالرعب.. إلى آخر ما هناك من مراتب السعادة والحسنى والزيادة، التي تقف دونها العقول، وتحار فيها الأذهان.
وقد اختلفت الآراء في عدد أسمائه -صلى الله عليه وسلم-: فأحصى القاضي ابن العربي المالكي، الوارد منها وروداً ظاهراً بصيغة الأسماء البينة، فبلغ سبعة وستين اسماً.
وذكر القاضي عياض تسعة وتسعين اسماً.
وقال السيوطي، في "الخصائص الكبرى"، إنها ثلاثمائة وأربعون اسماً، لكنه أورد، في "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة"، ثلاثمائة وسبعة أسماء فقط.
وقريب من العدد، ما أحصاه النووي، في تهذيب الأسماء، إذ وقف على ثلاثمائة وبضع وأربعين اسماً.
أمَّا شمس الدين السخاوي، فأوصلها إلى أربعمائة وثلاثين اسماً.
لكن هناك مَنْ توسَّع في عدد أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال ابن فارس، إنها ألفان وعشرون أسماً.
وحكى ابن العربي، عن بعض الصوفية، أنها ألف اسم.
ويرجع هذا التفاوت الكبير في عدد الأسماء، إلى اختلاف مناهج المصنفين؛ فمنهم مَنْ يُحصي الأسماء الواردة بصيغة الاسم وروداً ظاهراً بيناً، مثل القاضي عياض.
ومنهم مَنْ يعمد إلى أفعال النبي، فيستخلص منها أسماء؛ وهو شأن أكثر المصنفين، كالنووي، والسيوطي، والسخاوي، وغيرهم، ممن يستقصون الآثار والأحاديث والآيات القرآنية، التي دارت معانيها حول النبي، فيفهمون المراد منها، ويستنبطون وصفاً، يعدونه اسماً للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
أمّا الذين أوصلوا أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ألف أو أكثر، فأولئك يزيدون على ما سبق، الإكثار من التفريغ، والاشتقاق من الصفة الواحدة أكثر من اسم.
ولذلك، فلا تعارض بين هذه الأعداد الواردة لدى المُصنِّفين، إذا ما أخذنا في الحُسبان، أن من هذه الأسماء علمان فقط، أحدهما "أحمد"، سمّاهُ اللهُ تعالى قبل أن يُولد، وهو الذي بشَّر به عيسى -عليه السلام-: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (سورة الصف: الآية 6).
والآخر هو الذي حمله، وعُرِفَ به، ونودي به، منذ ولادته، وهو "مُحَمَّد" -صلى الله عليه وسلم-.
أمّا الأسماء الأخرى فهي صفات، قد صارت أعلاماً عليه، بغلبة الاستعمال في حقه، واختصاصه بها، حتى نسيت الوصفية فيها.
وهذا هو أحد أسباب وقوع الترادف في اللغة، وهو استعمال الكلمة في معناها الاسمي، حتى تنسى الوصفية فيها، فيصبح للشيء أسماء كثيرة، منها اسم واحد فقط، والبقية صفات.
لذلك، كان اسم "مُحَمَّد" أوضح هذه الأسماء وأشهرها، للدلالة على الذات، ابتداء بالوضع، ولكونه جامعاً للصفات، التي تفرَّقت بين الأسماء الأخرى، فهو مرجعها، وهي متضمنة فيه.
وهذا ما ذهب إليه أبو على الفارسي، حينما كان في مجلس سيف الدولة الحمداني، في حلب، ومعه جماعة من أهل اللغة؛ فقال ابن خالويه: أحفظ للسيف خمسين اسماً.
فقال أبو علي: ما أحفظ له إلاّ اسماً واحداً، وهو السيف.
فقال ابن خالويه: فأين المهند والصارم… إلخ؟
فقال أبو علي: هذه صفات، أمّا السيف فهو واحد، كما قال المتنبي. فقلـت ألا إن السـيوف كثـيرة ولكـن سـيف الدولـة اليـوم واحــد
لكن، يظل هناك إشكال، يحتاج إلى جواب، وهو أن تعدُّد أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم-، على النحو السابق، لا يتفق مع حديثه-صلى الله عليه وسلم-: "لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّد، وَأَحْمَدُ"، وَأَنَا الْمَاحِي، الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ، الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ" (صحيح البخاري، الحديث الرقم 3268).
وقد أجاب السيوطي على ذلك قائلاً: أ.إن الحديث سابق لاطلاع الله تعالى على بقية الأسماء. ب.إن لفظة "خمسة"، ليست في كل الروايات؛ فلعلها من كلام الراوي وليست من كلام النبي. ج.إن العدد لا يعنى الحصر؛ كحديث السبعة، الذين يظلهم الله بظله. فقد وردت أحاديث أخرى بزيادة بعض الخصال على السبع، مثلما ورد في صحيح مسلم: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ" (صحيح مسلم، الحديث الرقم 5328).
فهاتان الخصلتان، غير السبع، المذكورة في حديث السبعــة المشهور.
وفي ذلك يقول الحافظ ابن حجر: تتَّبعتُ، بعد ذلك، الأحاديث الواردة في مثل ذلك، فزادت على عشر خصال، وقد انتقيت منها سبعاً، وردت بأسانيد جيدة، ونظمتها في بيتين، تذييلاً على أبي شامة، وهما: وزد سـبعة : إظـلال غــاز وعونـه وإنظار ذي عسـر، وتخفيـف حملــه وإرفـاد ذي غـرم، وعـون مكاتـــب وتاجر صـدق في المقـال وفعلــــه
د.قد يُرادُ بالعدد هنا تخصيص المشهور، والسائد من الأسماء.
وزاد الفاضل بن عاشور، وجهاً لطيفاً آخر، هو: إن هذه الأسماء، هي المتعلقة بكليات الإسلام الخمس: الإيمان، الإسلام، والإحسان، والنسخ، والختم.
ففي اسم "مُحَمَّد"، معنى امتثال أحكام الشريعة، في العبادات والمعاملات؛ وهو معنى الإسلام.
وفي اسم "أحمد"، إشارة إلى حمد الله ـ تعالى ـ على نعمه واستحقاقه العبادة لذاته؛ وهو معنى الإحسان.
وفي اسم الماحي، معنى محو الكفر، الذي بمحوه يفتح الباب للإيمان.
أما الحاشر، فيشير إلى ختم الرسالة.
والعاقب يفيد ذلك المعنى، كذلك، كما يفيد معنى نسخ الرسالات السابقة.
لكن هذا الجواب، فيه مبالغة في التعليل؛ لأن الإيمان والإسلام والإحسان مراتب ودرجات، لأتباع مُحَمَّد.
أما النسخ والختم، فهما من خصائص رسالته؛ فالجوانب مختلفة.
وأجوبة السيوطي الأربعة السابقة وجيهة.
ويضاف إليها، أن في هذا الحديث نفسه دليلاً على تعدُّد الأسماء؛ لأن الحديث أخبر باسمين علمين، هما أحمد ومُحَمَّد، وبثلاثة أوصاف للنبي، مما يعد توجيهاً منه باشتقاق أسماء له من صفاته وأفعاله، وخصائص رسالته، ووظائفه، تصبح أعلاماً عليه، بعد ذلك، بغلبة الاستعمال.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام الإثنين 08 نوفمبر 2021, 9:58 am
4.أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قبل البعثة لمّا كانت النبوة اصطفاء من الله لبعض خلقه، وإعدادهم لتلك المُهمّة الجليلة، فإن الله تعالى قد اصطفى مُحَمَّداً، وأعدّه للرسالة، وصنعه على عينه.
فعُرِفَ، منذ مولده، بحُسن الخصال والفعال، مما جعل ذِكره معلوماً، ومحموداً، لدى الناس، حتى قبل مبعثه.
وهذا يظهر في أسمائه، المعروف بها قبل البعثة.
أ.أسماؤه لدى قومه، من عرب الجاهلية اشتهر النبي -صلى الله عليه وسلم-، لدى قومه، بصفات، جعلته معروفاً بينهم.
وتجلّت، تلك الصفات في صفتين، صارتا اسمين له، هما: (1) الأمين، وهو اسم مأخوذ من الأمانة وأدائها.
وكانت العرب تُسَمِّيه الأمين؛ لِمَا عاينوا من أمانته، وحفظه لها.
فقد كانت توضع عنده الودائع؛ ولمّا هاجر، خلَّف علياً، ليؤدى عنه الودائع والأمانات.
ويكفي شاهداً على ذلك، قول قريش، حينما أقبل، وهم يتنازعون في وضع الحجر الأسود: هذا الأمين، قد جاء.
(2) الصادق، وقد كان معروفاً به؛ لذلك، حينما صعد الجبل، ونادى قريشاً، لتستمع إليه، سألهم: هل لو أخبرتكم، أن خيلاً تقبل من وراء هذا الوادي، لتغير عليكم؛ أو كنتم مصدقيَّ؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذباً قط.
ب.أسماؤه لدى أهل الكتاب لأن الله تعالى أرسل مُحَمَّداً إلى الناس أجمعين، كان من الملائم، أن تكون لدى أهل الكتاب منهم معرفة به.فقد أخذ الله عهد جميع الأنبياء وميثاقهم،على الإيمان به ونصرته.
وقد أخبر الأنبياء أقوامهم عن مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم-، وعن بلده، وصفته، وصفة أمّته، وعن كتابه؛ حتى أصبحت لديهم معرفة تامة به، كما قال تعالى: (الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) (سورة البقرة: الآية 146)، (سورة الآنعام: الآية 20).
ومعرفة أهل الكتاب بمُحَمَّد، تشمل نوعين من المعرفة: معرفة شفهية، تلقوها عن السابقين منهم، بعلامات وإشارات، تدل عليه. ومعرفة كتابية، مدونة في كُتبهم، التي أخبر عنها المولى ـ في قوله: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ) (سورة الأعراف: الآية 157).
فقد تضمَّنت التوراة والإنجيل صفة مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم- ونعته، وبعض أسمائه، مثل: (1) مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم-، جاء في سفر حبقوق، الإصحاح الثالث/3-6: القدوس من جبال فاران، لقد أضاءت السماء من بهاء مُحَمَّد، وامتلأت الأرض من حمده.
(2) أحمد، جاء في سفر أشعيا، المطبوع باللغة الأرمنية، عام 1666، الإصحاح الثاني والأربعين: "سبحوا لله تسبيحاً جديداً، وأثر سلطانه على ظهره، واسمه أحمد".
(3) ابن قيدار، جاء في سفر أشعيا: "ستمتلئ البادية والمدن من أهل أولاد قيدار، يسبحون، ومن رؤوس الجبال ينادون، هم الذين يجعلون لله الكرامة، ويسبحونه في البر والبحر".
(4) فقيدار هو ابن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وربيعة ومضر من ولده، ومُحَمَّد من مضر.
(5) الجبار جاء في مزامير داود -عليه السلام-: "من أجل هذا، بارك الله عليك إلى الأبد، فتقلد أيها الجبار، بالسيف؛ لأن البهاء لوجهك، والحمد الغالب عليك".
(6) الباراقليط، يقول المسيح -عليه السلام-: "إن خيراً لكم أن أنطلق؛ لأني إن لم أذهب، لم يأتكم الباراقليط، فإذاً لا تستطيعون حمله.
لكن، إذا جاء روح الحق ذاك، الذي يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه ليس ينطـق من عنده، بل يتكلم مما يسمع، ويخبركم بكل ما يأتي، ويعرفكم جميع ما للأب" و"الباراقليط" كلمة يونانية، تعني، من الناحية اللغوية البحتة، الأمجد، والأشهر، والمستحق للمديح.
وهي اسم أو صفة لنبي، يبشر به المسيح، يأتي بعده، وتنطبق أوصافه على نبي الكلمة، ما يعنيه اسم أحمد، باللغة العربية؛ أي المشهور والممجد؛ وهذا الاسم، لم يتسم به أحد قبـل الإسلام، إذ تعني النبي مُحَمَّداً.
(7) عبدي مختاري، جاء في سفر أشعيا: "هو ذا عبدي، الذي أعضده، مختاري، الذي رضيت عنه نفسي. قد جعلت روحي عليه، فهو يبدى الحق للأمم، لا يصيح، ولا يرفع صوته، ولا يسمع صوته في الشوارع. القصبة المرضوضة لن يكسرها. والفتيلة المدخنة، لن يطفئها. يبدي الحق، بأمانة. لا يني، ولا ينثني، إلى أن يحل الحق في الأرض، فلشريعته تنتظر الجزر".
ولم يوجد أحد على ظهر الأرض بهذه الأوصاف، سوى مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم-.
ولو اجتمع أهل الأرض، لم يقدروا أن يذكروا أحداً غيره، قد جمع هذه الأوصاف، وهي باقية في أمّته، إلى يوم القيامة؛ فهو عبدالله ومختاره، الذي اصطفاه من خلقه.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام الإثنين 08 نوفمبر 2021, 10:02 am
5.أسماؤه -صلى الله عليه وسلم-، في الإسلام تنوَّعت أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم-، تنوُّعاً يُلائم تعدُّد وظائفه، ومهامه، وفضائله، وأعماله، ودرجاته.
وقد تنوَّعت، كذلك، الينابيع، التي جرت الأسماء، فمنها ما ورد في القرآن الكريم، ومنها ما ورد في السنَّة المُطهّرة، ومنها ما اشتهر على ألسِنة الأمّة، ومنها ما اجتمع فيه كل ذلك.
ويمكن تصنيف هذه الأسماء في ما يلي: أ.الأعلام وهما علمان، عرف بهما الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (1) مُحَمَّد ومعناه الذي حمد مرة بعد مرة، أو المُبالغ في تحميده، لكثرة محامده وفضائله، وكلا المعنيين مجتمعان في النبي.
ولم يكن هذا الاسم مشهوراً بين العرب، في الجاهلية، حتى إن جده عبدالمطلب، قيل له: كيف سمَّيت ابنك مُحَمَّداً، وهو اسم ليس لأحد من آبائه أو قومه؟
ولا شك أن ذلك كان من تدبير الله، الذي أرى عبدالمطلب، في منامه، كأن سلسلة من فضة، تخرج من ظهره، لها طرف في السماء، وطرف في الأرض، وطرف في المشرق، وطرف في المغرب؛ ثم عادت كأنها شجرة، على كل ورقة منها نور، وإذا أهل المشرق والمغرب، كأنهـم يتعلقون بها.
ولمَّا عُبّرت له هذه الرؤيا بمولود، يكون من صلبه (عبدالمطلب)، يتبعه أهل السماء والأرض، سَمَّاهُ مُحَمَّداً، حتى يكون الحمد من فضائله، يحمده ربه من عليائه، ويحمده الخلق في الأرض.
وقد ورد اسم النبي (مُحَمَّد) -صلى الله عليه وسلم-، في أربع آيات من القرآن: • في سورة آل عمران، الآية 144 (وَمَا مُحَمَّد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ). • في سورة الأحزاب، الآية 40 (مَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ). • في سورة مُحَمَّد، الآية 2: (وَءَامَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّد وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ). • في سورة الفتح، الآية 29 (مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).
كما أن السورة الرقم (47) هي إحدى سور القرآن الكريم، التي تحمل اسم مُحَمَّد.
ويتضمَّن اسم مُحَمَّد ثناء الله تعالى عليه؛ لأن مُحَمَّداً محمود من الناس ومن ربه؛ ولذلك، اختار له ربه هذا الاسم.
كما أشار إلى ذلك الشاعر عباس بن مرداس، في قوله. يا خاتم النبأ إنك مرسل بالحـــق كل هـدى السـبيل هــداك إن الإلـه بـنى عليك محبـــة مـن خلقـه، ومُحَمَّدا سمـاك
وهناك غاية أخرى، كانت وراء اختيار اسم مُحَمَّد، وهي ملاءمته للاقتران بلفظ الجلالة، والذي سوف ترفعه المآذن، ويجري على ألسنة الملايين، عشرات المرات، في كل يوم وليلة.
وكما قال حسان بن ثابت: وشق له مـن اسمه، ليجلـــه فـذو العرش محمود، وهـذا مُحَمَّد وضـم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال، في الخمس، المؤذن أشهـــد
(2) أحمد وهو صيغة "أفعل" التفضيل، من المبالغة في الحمد.
وهو متعلق باسم مُحَمَّد ومعناه.
فلم يكن مُحَمَّداً حتى كان أحمد، فكان أجلّ من حمد ربه، وجعل بيده لواء الحمد، وشرع الحمد له ولأمّته، عند افتتاح الأمور وعند اختتامها؛ فهو أكثر من حمد ربه في الدنيا، وأفضل من يحمده يوم القيامة، حيث يفتح الله عليه بمحامد، لم يكن يُحسنها في الدنيا.
وكذلك، فقد سمَّى اللهُ تعالى نبيّه "أحمد"، في كتابه العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، وأعلم الأنبياء السابقين بهذا الاسم، كي يبشروا به أقوامهم.
وهذا الاسم قد حُجز للنبي -صلى الله عليه وسلم- بطريقة معجزة، فلم يتسمّ به أحُدٌ قبله، على الإطلاق، ولا في حياته؛ حتى يكون علامة خاصة بصدق نبوّته، وحتى لا يدخل لبس أو شك حول شخص المبشَّر به.
وقد وردت البشارة باسم أحمد، في أشعار العرب.
فقيل، على لسان الحرث الرائش، من ملوك حمير: ويملك بعدهـــم رجـل عظــيم نبي لا يرخـص في الحــرام يسمـى أحمــد، يا ليت أنـــي أعمــر، بعـد مخرجـه، بعــام
ويُعدّ اسما "مُحَمَّد" و"أحمد"، هما أجلّ أسماء الرسول؛ إذ لا يتم إيمان، ولا إسلام، لمن لم ينطق باسم مُحَمَّد، في شهادة التوحيد.
وقد قال الحليمي بصحة شهادة التوحيد، بذكر أحمد، بدلاً من مُحَمَّد بشرط أن تكون مقرونة بذكر الكنية، "أبي القاسم".
وإلى جانب هذين العلمين، اختلف كتاب السيرة والشمائل في كون "طه" و"يس" من أسماء الأعلام للنبي؛ ولكن، ليس هناك دليل قوي، يؤيد ذلك.
ب.الكُنَى للنبي -صلى الله عليه وسلم- عدة كُنَى، منها: أبو المؤمنين، أبو الأرامل؛ وأشهرها: أبو القاسم، وقد كني بأبي القاسم، إمّا باسم أكبر أولاده؛ وإمّا لأنه قاسم، يقسم بين الناس.
وقد اختلف الفقهاء في جواز التَّسَمِّي بـ "القاسم"، والتكني بـ "أبي القاسم". وأرجح الآراء في ذلك، أن النهي عن التَّسَمِّي بأبي القاسم مٌختصٌ بمدّة حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى لا يكون ذلك سبيلاً إلى إيذاء الكفار له، بالنداء عليه بالكنية، فإذا التفتَ قالوا: لم نقصدك.
ج.الوظائف وهي كثيرة، تلائم دوره الكبير في تجديد الدين، وتصويب الانحراف، وفتح الأعين العمي، والآذان الصم، والقلوب الغلف، وتأسيس التوحيد في بلاد، ما جاءها من نذير.
وأغلب هذه الأسماء مستخلص من القرآن الكريم، ومما ورد في السنَّة المشرَّفة.
د.الرتب والدرجات وهي الخصائص، التي امتاز بها الرسول عن غيره من الأنبياء، ممّا منَّ عليه به الله ـ تعالى ـ وأصبحت عَلَماً عليه.
مثل: إمام المتقين، صاحب المقام المحمود، خليل الرحمن، علم الهدى، صاحب الشَّفاعة، صاحب اللِّواء، صاحب الحوض، قائد الغُرّ المحجَّلين، مفتاح الجنة، صاحب الوسيلة، صاحب الدرجة الرفيعة، خطيب الأمم.
هـ.الأوصاف هي السِّمات، التي عُرف بها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
مثل: الماحي (الذي يمحو الله به الكفر)، السراج المنير، الحق المبين، نعمة الله، النجم الثاقب، الرحمة المهداة، المصطفى، المختار، المتوكل، نبي الملحمة، نبي الرحمة، نبي التوبة، المجتبَى، المحمود.
و.الأحوال وهي الأعمال، التي كان يقوم بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو قام بها غيره تجاهه، وخاطبه القرآن مثبتاً إياها، ومعِّرفاً به من خلالها.
ز.ما وافق الأسماء الحسنى وهو مما خصَّ الله به مُحَمَّداً، من أسمائه تعالى، وحلاَّه بها، في كتابه العزيز، مثل: • الرءوف الرحيم، في قوله تعالى: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (سورة التوبة: الآية 128). • المبين، في قوله تعالى: (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) (سورة الحجر: الآية 89). • الحق، في قوله تعالى: (فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ) (سورة الأنعام: الآية 5). • النور، في قوله تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) (سورة المائدة: الآية 15). • الشهيد، في قوله تعالى: (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (سورة البقرة: الآية 143). • الخبير، في قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) (سورة الفرقان: الآية 59).
وهذا النوع من الأسماء قد ثبت لغير النبي -صلى الله عليه وسلم-، من الأنبياء السابقين، فسُمِّي عيسى ويحيى بـ"البر"، وسُمِّي موسى بـ"الكريم القوي"، ويوسف بـ"الحفيظ العليم"، وإسماعيل بـ"العليم"، وإبراهيم بـ"الحليم"، ونوح بـ"الشكور".
ولكن، لم يثبت لأحد منهم أكثر من اسمين.
أمَّا النبي فقد اجتمع له نحو ثلاثين اسماً. ح.ما تفرَّد به النبي الكريم تميز الرسول الأمين -صلى الله عليه وسلم- بأسماء، لا يشاركه فيها بشر آخر، من نبي مرسل أو عبد صالح، بل هي مما لا ينبغي لأحد غيره.
مثل: • خاتم النبيين. • سيد المرسلين. • خاتم الرسل. • الحاشر (أي الذي يُحشر على أثره). • العاقب (الذي لا نبي بعده).
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام الإثنين 08 نوفمبر 2021, 10:08 am
6.أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، في الشعر العربي كان حظ النبي -صلى الله عليه وسلم- وافراً، بين الرسل والأنبياء؛ فلم يحظ نبي بما حظي به من العناية بتدوين سيرته، وأفعاله، وخصائصه، وخصائص أمّته.
فقد حفظ القرآن الكريم، والسنَّة المطهرة، وكتب الطبقات والسِّيَر، تفاصيل حياته وحقائقها، حتى غدا الشخص الوحيد، في التاريخ، الذي يعلم الناس عنه كل ما يتعلق بشخصه، وهيئته، وفعله، وقوله، وأسمائه.
ولمّا كان الشعر ديوان العرب، فقد اعتنى بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، كحدث فريد في تاريخ البشرية، بل إن لوناً من ألوان الشعر، نشأ خاصاً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو المدائح النبوية.
وقد كان الشعراء الأوائل، في عصر النبوة، ممن عرضوا في شعرهم لمدح النبي -صلى الله عليه وسلم- أو للدفاع عنه، يضعون نصب أعينهم قاعدة ذهبية، في مدحهم للنبي، وهي: دع مـا ادعته النصـارى في نبيهـم واحكم بـما شئـت مـدحا فيه واحتكم
لكن المتأخرين منهم، ربما لم يراعوا هذه القاعدة، في كثير من الأحيان.
فأدى ذلك إلى نوع من الغلو، والمبالغة في المدح، مما شكل عدواناً على تلك القاعدة المهمة.
من ذلك، مثلاً، ما أنشده البوصيري: يـا أكرم الخلق، ما لي من ألوذ بـه سواك، عند حلول الحادث العمـم ولن يضيق، رسـول الله، جاهك بـي إذ الكريم تحلـى باسـم منتقـم فإن من جـودك الدنيـا وضرتهـا ومن علومك علم اللوح والقلـم
وكذلك ما أنشده أبو الحسن البكري: يا أكرم الخلق على ربه وخير من فيهم به يسأل قد مسني الكرب، وكم مرة فرجت كرباً، بعضه يعضل! فبالذي خصك بين الورى برتبة، عنها العلا تنزل عجّل بإذهاب اشتكى فإن توقفت، فمن أسأل؟
وقد أحلَّ الشعراء أسماء النبي محلها اللائق بها، من العناية.
فجاءت أشعارهم ثرية بأسماء المصطفى، وذلك على مدار تاريخ الشعر العربي، منذ فجر النبوة وحتى يومنا هذا.
فمن أقدم القصائد، التي تضمنت أسماء النبي، قصيدة الأعشى، التي يقول فيها: متى ما تُناخي عند باب ابن هاشم تُراحي وتلقي من فواضله ندى
وكذا الحال في قصيدة كعب بن زهير الشهيرة، التي مطلعها: بانت سعاد، فقلبي اليـوم متبـول متيَّـم إثرها، لم يُفْد مكـبول
والتي يقول فيها: أنبئـت أن رسـول الله أوعدنــي والعفو عند رسول الله مأمول إن الرسـول لنـور يسـتضاء بـه وصارم من سيوف الله مسلول في عصبـة من قريش، قـال قائلـهم ببطن مكة، لمـا أسلموا، زولوا
ويُعَدُّ حسان بن ثابت، من أكثر الشعراء مدحاً للنبي ودفاعاً عنه، إذ بدأ دفاعه بقصيدته الشهيرة، التي أبرز فيها أسماء النبي، مخاطباً شعراء المشركين. هجوتَ مُحَمَّداً، فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاء هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً أمين الله، شيمته الوفاء فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه، وينصره، سواء فإن أبي ووالده وعرضـي لعرض مُحَمَّد منكم وقاء
وقد أذاع حسان، في إحدى قصائده، اسماً، انتشر، بعد ذلك، في الشعر العربي، وهو "بكر آمنة" في قوله: يــا بـكْرَ آمنة المبارك بكرها ولدته محصنة بسعد الأسعد
وفي مرثيته الدالية، يذكر من أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم-: وما فقد المـاضون مثل مُحَمَّد ولا مثله، حتى القيامة، يُفْقد إمام لهم، يهديهم الحق، جاهداً معلم صدق، إن يطيعوه يسعدوا عفو عن الزلات، يقبل عذرهم وإن يحسنوا، فالله بالخير أجود عزيز عليه، لا يُثنى جناحـه إلى كنفٍ، يحنو عليهم ويمهد فأصبح محموداً، إلى الله راجعاً يبكيه جفن المرسلات ويحمد
ومن الأسماء، التي ضمَّنها الكميت بن زيد الأسدي أشعاره، في مدح آل البيت. أسرة الصادق الحديث أبي القا سم، فرع القُدَامس القُدَّام خيـر حَي وميِّتٍ مٍنْ بنـي آ دم طراً، مأمومهم والإمام
أمّا في العصر الحديث، فقد أضاف أمير الشعراء، أحمد شوقي، إلى ديوان العرب اسماً جديداً، زين قصائد الشعر والمديح النبوي، بل تشدَّق به الخطباء على المنابر، بعد ذلك، وذلك في قصيدته ذائعة الصيت، "ذكرى المولد".
إذ قال: أبا الزهراء، قد جاوزتُ قَدري مدحك، بيد أنّ لي انتسابا
أمّا في همزيته النبوية، فقد تعدَّدت الأسماء، التي نظمها شوقي في عقد، كأن حباته اللؤلؤ النضيد. ولــد الهــدى، فالكائنــات ضياء وفــم الزمــان تبســم وثنــــاء اسم الجلالـة في بديــع حروفـــه ألـف هنـالك، واسم (طـه) البــــاء يا أيهـا الأمـي، حسـبك رتبــــة في العلـم، أن دانـت بـك العلمــــاء قـد نـال (بالهـادي) الكريم و(بالهدى) ما لـم تنـل مـن سـؤدد ســـــيناء بك، يا ابـن عبداللـه، قامـت سمحة بالحـق، مـن مـلل الهـدى، غــــراء الخيـل تأبـى غـير أحمـد حاميــاً وبهـا، إذا ذُكِـر اسمه، خيــــــلاء
وازدانت قصيدة "نهج البردة"، بأسماء المصطفى، المعروف منها وما أضافه أمير الشعراء. لزمـت باب أمـير الأنبيـاء، ومــن يــة الله من خلـق ومن نســم وصاحب الحوض، يوم الرسـل سائلـة متى الورود؟ وجبريل الأمين أظمى يا جاهلـين علـى الهادي ودعوتــه
7.شبهات حول أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم- زعم بعض المستشرقين، أن اسم النبي -صلى الله عليه وسلم-، "أحمد"، لم يوجد في زمنه، وادَّعوا أن الآية الكريمة، التي جاء فيها: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (سورة الصف: الآية 6)، لم تكن موجودة في القرآن، زمن حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وأن المسلمين، أضافوا هذه الآية إلى القرآن، بعد سنة 135 من الهجرة النبوية.
وقد رأوا -أو ادَّعوا- أن هذا الاسم، لم يستعمل من قبل ذلك؛ واحتجوا لذلك بالأدلة الآتية: أ.أن ابن إسحاق، وابن هشام، قد بيّنا، في كتابيهما، أن اسم "محمنا Mohammna، باللغة السريانية، هو "مُحَمَّد"، في الحقيقة؛ وهذا هو الاسم، الذي يقال له: "بيركليطس Prakletos باللغة اليونانيـة.
وأن هذين المؤرخين، لم يكتبا اسم النبي "أحمد" في سيرتيهما، ولم ينقلا هذه الآية: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (سورة الصف: الآية6).
ب.أن النحاة، وأهل اللغة، لم يعدوا عبارة "اسمه أحمد" من اللغة الفصيحة.
ج.أن اسم "أحمد"، قد استُعمل وراج، بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأن كتب القدماء، لم تستعمل هذا الاسم للنبي.
وأن كتب التاريخ والسّيَر والمغازي، لم تذكر هذا الاسم؛ ولعل اسم "أحمد"، قد أخذ من أحد الأناجيل، لأنه قيل في موضع منها: He shall glorify me، ومعناه، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، الذي سيأتي، سيعظم اسمي ويجله.
ولعل المسلمين أخذوا هذا التعريف من الإنجيل، ثم اخترعوا له اسم "أحمد".
وأن ابن إسحاق، لم يرض بهذا الاسم، لأنه يشابه ما جاء في الإنجيل.
ومما يبطل هذا الادِّعاء، ويكشف غلطه: أ.أن ابن إسحاق، لم يقتبس جميع الآيات المتعلقة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، في أبحاثه، ولم يلزم نفسه، في كتابه، أن ينقل الآيات، كما زعم المستشرق؛ فلم يكن هناك داع لنقل آيات القرآن، في كتابه "السيرة النبوية" وبعبارة صريحة واضحة، ليس تركه لهذه الآية دليلاً على انتحالها.
ثم إن الأمة الإسلامية، تعرف، من قديم الزمان، هذا الاسم، ولم ينكره عالم من علمائها، ولا فرقة من فرقها، في أي من الأزمان، وأي قطر من الأقطار، بل إن المسلمين، قد أيقنوا أنه من أسماء النبي؛ لأنه ورد في القرآن؛ وأجمعت الأمة، أن القرآن لم يحذف منه حرف، ولم تبدل فيه آية، ومن ثم، نرى أن المسلمين، في العالم الإسلامي كله، يسمون أولادهم باسم "أحمد"، لشرف الانتساب إليه، كما يسمونهم "مُحَمَّداً".
ولم يشك في ذلك شاك، عبر القرون الطويلة إلى الآن، ولو كان الأمر كذلك، لأبرزه الزنادقة والملاحدة، في العصر العباسي؛ ولو عرفه الشعوبيون، لحملوا به على الإسلام، ولاحتجوا به على أن القرآن محرف.
ولكن هذا المعنى، أو هذا الاتهام، لم يخطر ببال أحد؛ لأنه لا يقوم على أساس، كما توهّم المستشرق "منتجومري وات"؛ أمّا ابن إسحاق، فبين، في باب "صفة رسول الله من الإنجيل"، أخبار النبي، التي توجد في الإنجيل، ولم يكن هناك داع لنقل الآيات من القرآن.
ومن العجب، أن يستنتج من هذا الأمر، أن ابن إسحاق، لم يعتمد على هذه الآية؛ لأنه خالها، كما زعم هذا المستشرق، محرفة! فمن أين تسرب إليه هذا الوهم، أو هذا الزعم؟ إن نقله الآيات، لا يثبت صحتها، كما أن تركه إيّاها لا يثبت بطلانها!
ب.ومما يثير السخرية، أن يزعم أحد، أن هذه الآية، ليست بصحيحة، من جهة اللغة والنحو، فإن من له أقل إلمام باللغة العربية، لا يرى في هذه الآية ما يخالف النحو، وذلك مما يدل على أن هذا المستشرق، ليس له علم باللغة العربية؛ فكيف يتطاول، إلى أن يتهم القــرآن بالتحريف!
ج.ومن الخرافة قوله: إن المسلمين، أخذوا اسم "أحمد" من "الإنجيل"، من دون أن يعتمد في ذلك على حجة أو دليل.
أمّا قوله: إن استعمال اسم "النبي" -صلى الله عليه وسلم-، كان بعد وفاته، فهو، كذلك، قول يدل على الجهـل؛ لأن اسم النبي "أحمد" كان شهيراً، في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد استعمل الشعراء هذا الاسم في أشعارهم، وذكروا "أحمد" و "مُحَمَّداً" كليهما، وإن حسان بن ثابت نفسه، قد استعمل هذا الاسم مراراً؛ فكيف يدعي المستشرق (مونتجومري)، مع هذه الأدلة الواضحة، أن اسم النبي -صلى الله عليه وسلم-، "أحمد"، لم يعرف في زمانه، بل سمي به، بعد وفاته!.
لقد عرف الشعراء اسم "أحمد"، وذكروه في أشعارهم، ومنها على سبيل المثال قول عطية بــن يغوث: فوارسـنا من خير فرسان أحمـد لهم همة، تعلو على همم الدهر
وقول كعب بن مالك: يرى القتل مدحاً ـ إن أصاب شهادة من الله يرجوها، وفوزاً بأحمد
يمكن القول، إن أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم-، تمثل معجماً لأخلاقه؛ ذلك أنها، باستثناء العلمين الوحيدين، "مُحَمَّد" و"أحمد"، ما هي إلا صفات أو خصائص له.
وقد تضمن ذلك المعجم العشرات من أعماله، وخصاله، ووظائفه، ومقاماته، ودرجاته، وعطاياه، وأسباب محامده وفضائله.
ولما كانت تلك الصفات أكثر من أن تحصى؛ نظراً إلى عظمة قدر صاحبها، ورفعة شأنه، فقد اجتهدت العقول في إحصائها، وتباينت معها نتائج العد والإحصاء، تبعاً لدرجة التوفيق، التي صاحبت أصحاب الكتب والمصنفات في أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
لكن، يبقى، في النهاية، أن أسماءه، ستظل دليلاً، وشاهداً على نبوّته، وكذلك، على عظمته، وعلوّ مقامه، ورفعة ذِكْره، يكفى أن اسمه الكريم، "مُحَمَّداً" تردده المآذن، في كل أرجاء المعمورة، وعلى مدار اليوم والليلة.
كما لا يفتأ المسلم يذكره في تشهده، في الخمس المكتوبة، والنافلة المأثورة.
كما لا يفتأ المسلم، خارج صلاته، يصلى عليه، وعلى آله، كلما سمع اسمه مذكوراً في الكتاب الكريم، وفى الحديث الشريف، وعلى ألسنة العلماء والحكماء.
هل تجهلون مكان الصادق القلم؟ لقبتموه أمين القـوم، في صغـــر وما الأمين على قول بمتهــم يا أحمد الخير، لي جاه بتسميتي وكيف لا يتسامى بالرسول سمي!
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
موضوع: رد: أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام الإثنين 08 نوفمبر 2021, 10:10 am
أسماء الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "اسمي في القرآن مُحَمَّد، وفي الإنجيل أحمد، وفي التوراة أحيد؛ وإنما سُمِّيتُ أحيداً؛ لأني أحيد عن أمتي نار جهنم، يوم القيامة".
وورد عن كعب الأحبار -رضي الله عنه- أنه قال: اسم النبي -صلى الله عليه وسلم-، عند أهل الجنة، عبدالكريم؛ وعند أهل النار، عبدالجبار؛ وعند أهل العرش، عبدالحميد؛ وعند سائر الملائكة، عبدالمجيد؛ وعند الأنبياء، عبدالوهاب؛ وعند الشيطان، عبدالقهار؛ وعند الجن، عبدالرحيم؛ وفي الجبال، عبدالخالق؛ وفي البر، عبدالقادر؛ وفي البحر، عبدالمهيمن، وعند الحيتان، عبدالقدوس؛ وعند الهوام، عبدالغياث؛ وعند الوحوش، عبدالرزاق؛ وعند السباع، عبدالسلام؛ وعند البهائم، عبدالمؤمن، وعند الطيور، عبدالغفار؛ وفي الإنجيل، طاب طاب؛ وفي الصحف، عاقب؛ وفي الزبور، فاروق؛ وعند الله، طه وياسين؛ وعند المؤمنين، مُحَمَّد.
موضوع: رد: أسماء الرسول، عليه الصلاة والسلام الإثنين 08 نوفمبر 2021, 10:12 am
المصادر والمراجع أولاً: 1.القرآن الكريم. 2.كتب السنة المعتمدة. ثانياً: 1. "الكتاب المقدس"، العهد القديم والعهد الجديد"، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط. 2. احتشام أحمد الندوي، "هل سمي النبي "أحمد" بعد وفاته؟"، مجلة الأزهر، عدد رجب وشعبان، السنة السابعة والثلاثون، 1385هـ. 3. أحمد بن حجر العسقلاني، "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، مج13، المطبعة السلفية، القاهرة، 1380 هـ. 4. أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، ابن فارس، "أسماء الرسول ومعانيها"، مج 8، عالم الكتب، الرياض، 1408هـ. 5. أحمد بن مُحَمَّد بن علي المقري، الفيومي، "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير"، دار المعارف، القاهرة، 1977. 6. أحمد شوقي، "الشوقيات"، دار الكتب العلمية، بيروت. 7. جلال الدين بن عبدالرحمن بن أبي بكر، السيوطي، "الخصائص الكبرى"، مج 2، دار الكتب العلمية، بيروت. 8. جلال الدين عبدالرحمن، السيوطي، "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة"، دار الكتب العلمية، بيروت، 1985. 9. رحمة الله الهندي، "إظهار الحق"، منارة إظهار الحق، القاهرة، 1978. 10. زكي مبارك، "المدائح النبوية"، مطبعة الحلبي، القاهرة، 1935. 11. عبدالرؤوف عثمان، "محبة الرسول"، رئاسة البحوث العلمية والإفتاء، الرياض، 1414هـ. 12. عبدالراضي عبدالمحسن، "نبي الإسلام بين الحقيقة والادعاء"، الدار العالمية للكتاب الإسلامي، الرياض، 1419هـ. 13. عبدالملك بن هشام، ابن هشام، "السيرة النبوية"، مج 4، المكتبة التوفيقية القاهرة. 14. علي الجندي، "نفح الأزهار"، مجمع البحوث الإسلامية، القاهرة، 1985. 15. عماد الدين العامري، "بهجة المحافل"، دار الكتب العلمية، بيروت. 16. عياض بن موسى بن عياض اليحصبي، القاضي عياض، "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، مج2، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة. 17. مُحَمَّد الفاضل بن عاشور، "أسماء النبي"، مجلة الهداية الإسلامية، القاهرة، ذو القعدة 1357هـ. 18. مُحَمَّد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي، ابن القيم، "زاد المعاد في هدي خير العباد"، مطبعة السنَّة المُحَمَّدية، القاهرة. 19. مُحَمَّد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي، ابن القيم، "هداية الحيارى"، المكتبة القيمة، القاهرة، ط2، 1399هـ. 20. مُحَمَّد بن عبدالرحمن السخاوي، "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع"، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978. 21. مُحَمَّد بن عبدالله بن مُحَمَّد الأندلسي المالكي، ابن العربي، "عارضة الأحوذي لشرح صحيح الترمذي"، مج 10، دار الكتاب العربي، بيروت. 22. محيي الدين بن شرف النووي، "تهذيب الأسماء واللغات"، مج3، دار الكتب العلمية، بيروت.