منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة فصلت الآيات من 46-50

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة فصلت الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: سورة فصلت الآيات من 46-50   سورة فصلت الآيات من 46-50 Emptyالثلاثاء 07 سبتمبر 2021, 2:56 pm

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق سبحانه يقرر هنا حقيقة واقعية، يريد سبحانه للعباد أن يؤمنوا بها، حتى يرسخ في أذهانهم أن كلاً منهم يعمل لصالح نفسه، وأن إيمان المؤمنين لا يعود على الله تعالى بشيء، ولا يزيده سبحانه صفة لم تكُنْ له.

كذلك لا تضره معصية العاصين، ولا جحد الجاحدين، ولا إنكار المنكرين، لأنه سبحانه مُستوْفٍ كلَّ صفات الجلال والجمال والكمال قبل أنْ يخلق هذا الخَلْق، فالله تعالى ليس في حاجة أبداً إلى طاعة الطائعين ولا إيمان المؤمنين، بل العباد هم المستفيدون من أعمالهم الصالحة.

وما أمور التكاليف الشرعية إلا حرصاً من الله تعالى على خَلْقه، ورحمةً من الصانع بصَنْعته، فكُلُّ صانع يريد لصنعته الصلاح، ويرْبأ بها عن الفساد وأسباب الهلكة.

وتذكرون الحديث القُدسيّ: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، وشاهدكم وغائبكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في مُلكي شيئاً، ولو أنَّ أوَّلكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، وشاهدكم وغائبكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من مُلْكي إلا كما ينقص المخْيَط إذا أُدخِلَ البحر ذلك أني جواد ماجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيءٍ إذا أردتُه أنْ أقولَ لهُ: كُنْ فَيَكُون“.

إذن: أنتم أحرار، يؤمن مَنْ يؤمن، ويكفر مَنْ يكفر، فكلٌّ مُجازَى بعمله (مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ) (فصلت: 46) هو المستفيد، وليس لي من عمله شيء (وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا) (فصلت: 46) أي: على نفسه تحسب إساءته، هذه قضية يقررها ربك عز وجل، ولك أن تختار لنفسك، وأنْ تُوردها المورد الذي يُسعدها لا الذي يُشقيها.

ومن العجيب أن الإنسان بعد أنْ عرف هذه الحقيقة يورد نفسه موارد الهلاك، لذلك وصفه الحق سبحانه بأنه ظلوم وجهول.

والحق سبحانه حين ينذرنا بالعقوبة، وحين يشددها ليس من حظه أنْ يُوقع هذه العقوبة بالعباد، إنما أراد سبحانه أنْ يصرفنا نحن عن أسبابها ويُخوِّفنا منها حتى لا نقع فيها، الله تعالى مُنزَّه عن الظلم (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ) (فصلت: 46).

إنه يُخوِّفك حمايةً لك، بالله حين يقول لنا: مَنْ قتل يُقتل، أيريد أنْ يقتل الناس، أم يريد أنْ يحقن الدماء ويحفظها؟

ومَنْ يقدم على القتل وهو يعرف أن مَنْ قتل يُقتل؟

لذلك تجد القرآن في مسألة القوة العسكرية يقول: (وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ..) (الأنفال: 60).

العجيب أن أعداء الإسلام يأخذون من هذه الآية دليلاً على أن الإسلام يؤيد الإرهاب لأنه ذكر كلمة: (تُرْهِبُونَ) وهذا فَهْم خاطئ لأسلوب القرآن، لأن معنى إعداد القوة التي ترهب أنني لا أريد المعركة ولا أريد المواجهة، فحين يعرف عدوى أنِّي مستعد يخاف ولا يُقدِم على القتال.

نسمعهم في المسائل العسكرية يقولون: توازن القوى، هذا التوازن هو الذي يحفظ السلام في المجتمع الدولي كله، وأيام كان في العالم قوتان متكافئتان هي روسيا وأمريكا كان هناك استقرارٌ عسكريٌّ، فكلٌّ منهما تخشى الأخرى حتى كانوا يقولون على الحروب بينهما (الحرب الباردة) لكن لمَّا تفكَّكتْ قوة روسيا أصبح لأمريكا الغَلَبة، فهي القوة الوحيدة الآن، ونراها تعمل ما تريد دون رادع من قوة أخرى.

إذن: نقول: الحق سبحانه وتعالى حين يأمرنا بإعداد القوة العسكرية لا يعني أنه سبحانه يدفعنا إلى ساحة القتال، إنما يعني حفظ السلام بيننا وبين غيرنا، ومعلوم أنك لا تُقدِم أبداً على مهاجمة مَنْ هو أقوى منك، فالآية تريد السلام، لا تريد الإرهاب كما يدَّعُون.

وقوله سبحانه: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ) (فصلت: 46) كلمة (ظَلاَّم) على وزن فعَّال، وهي صيغة مبالغة من ظالم مثل: قاتل وقتَّال، والآية حينما تنفي صيغة المبالغة لا يقتضي ذلك نَفْيَ الأصل وهو ظالم، فالوصف الأقلّ موجود، لأنك لو قلت في الإثبات فلان علاَّم دلَّ ذلك على أنه عالم من باب أَوْلَى، لكن في النفي لو قلت: فلان ليس بعلاَّم، فلا يمنع أنْ يكون عالماً.

إذن: فهل يعني نَفْي المبالغة ظلاَّم إثبات ظالم -تعالى الله عن الظلم- قالوا: لا.

لأن لفظ الآية (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ) (فصلت: 46) ولم يقل للعبد، فصيغة المبالغة جاءت من تكرار الفعل.

يعني: ظلم عبداً واحداً يعني ظالم، فإنْ ظلم الكل فلا بدَّ أن عنده قوة كبيرة تُحوله إلى ظلاَّم.

فنَفْي ظلاَّم بهذا المعنى نَفْيٌ لظالم أيضاً، ثم مَنْ يريد أن يظلم يظلم على قدر قوته، فعلى فَرْض أن الحق سبحانه وتعالى يظلم فهو ظلاَّم (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ) (فصلت: 46).

الحق سبحانه وتعالى حين ينفي صفة الظلم عن نفسهتعالى بعد قوله (مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا) (فصلت: 46) كأنه يقول سبحانه: أنا حكَم عَدْلٌ بينكم وبين أنفسكم، أجزي كل نفس بما عملت وبما سعَتْ دون ظلم، فأنا أحكم لكم وعليكم، فأنتم لستُمْ خصوماً لي.



سورة فصلت الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة فصلت الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فصلت الآيات من 46-50   سورة فصلت الآيات من 46-50 Emptyالثلاثاء 07 سبتمبر 2021, 2:57 pm

إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (إلَيْه) أي: إليه سبحانه وتعالى (يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ) (فصلت: 47) الساعة هي القيامة وعِلْمها يعني وقتها، وهذه من الأمور التي استأثر الله تعالى بعلمها، ولم يُطلع عليها أحداً من خلقه: (لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (الأعراف: 187).

وفي إخفاء وقت الساعة حِكم عظيمة، أهمها ألاَّ يتكل الناسُ وأَلاَّ يتمادى أهل الباطل وأهل النزوات والشهوات في شهواتهم، بل يستعد الجميع لها، ويبادر الجميع بالأعمال الصالحة لأن أحداً لا يضمن ميعاد موته وخروجه من دنيا العمل إلى دار الحساب وقلنا: إنه مَنْ مات قامتْ قيامته.

لذلك قلنا: إن الموقوتات العبادية لها زمنٌ من كذا إلى كذا، فالظهر مثلاً من استواء الشمس إلى ظل المثلين، والذي يصلي في كل هذه المدة أدَّى الفرض، لكن يفضل المبادرة.

لماذا؟

لأنك لا تضمن عمرك إلى آخر الوقت، فربما أتتْك منيّتك بعد لحظة من دخول الوقت فتكون قد أثمتَ.

لذلك لما سُئِلَ سيدنا رسول الله عن خير الأعمال قال: "الصلاة لوقتها“.

وقال تعالى: (إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباً مَّوْقُوتاً) (النساء: 103) كذلك في الحج ترى الرجل مُوسِراً وقادراً على تكاليف الحج، لكنه لا يحج تسأله يقول لك: إنْ عشتُ لعام كذا وبعد كذا وكذا أحج، سبحانه الله هل ضمنتَ عمرك أنْ تعيش إلى هذا الوقت؟

فالحق سبحانه لحكمة أبهمَ وقت قيام الساعة، وأبهم وقت الموت، واستأثر سبحانه بعلمها، والقيامة حَقٌّ والموت حَقٌّ وسَهْم أُرسِلَ إليك بالفعل، وعمرك بقدر سفره ووصوله إليك.

قالوا: وإبهام علم الساعة والأجل هو عَيْن البيان، فإشاعته في الوقت كله تجعلك مُستعداً له تتوقعه وتنتظره في كل لحظة، لذلك قال تعالى في سورة تبارك: (تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الملك: 1-2).

فقدّم الموت في الخلق على الحياة مع أن الحياة كائنة أولاً، قدَّم الموت ليكون دائماً في الذِّهْن وعلى البال، قدَّم الموت لتستقبل الحياة على حذر ولا تغتر بها، تستقبل الحياة بمصاحبة نقيضها الموت، لتنتظره في أيِّ لحظة.

ومن رحمة الله بعباده أنْ جعل للقيامة علامات يُستدل بها على قُرْبها، علامات صغرى وعلامات كبرى ليُخوِّف الناس، ويُوقِظهم من غفلتهم عن الآخرة.

وقوله (وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا) (فصلت: 47) الأكمام: جمع كِمّ.

وهو القشرة الخضراء التي تغلف الثمرة، ثم تنفلق قليلاً قليلاً لتخرج الثمرة منها، كما ترى مثلاً الوردة قبل أن تتفتح تجدها داخل غلاف أخضر مغلق عليها كأنها مُغمضة، ثم تتفتح وتخرج من هذا الغلاف.

(وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ) (فصلت: 47) هذه كلها من الأمور التي تغيب عن علم الناس لكنها لا تغيب عن علم الله، كلمة (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ) (فصلت: 47) الحمل معروف، وهو التقاء البويضة الأنثوية بالحيوان المنوي للذكر، ومن هذا الالتقاء يحدث الحمل، وهو هِبَةٌ من الله على أية حال.

قال الحق سبحانه وتعالى: (يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ) (الشورى: 49).

فكأن العُقْمَ نفسه هبةٌ لمن تدبَّر وبحث عن الحكمة، حين تنظر إلى الولد الذي قتل أباه أو قتل أمه، والولد الذي جلب العار لأهله حتى تمنَّوا أن الموت يُريحهم منه، حين تنظر في عقوق الأبناء تعرف أن العقمَ نعمة وهِبَةٌ من الله تستوجب الشكر كما تستوجبه نعمة الولد.

ثم تجد السياق القرآني يُقدِّم الأنثى، لأنها كانت مكروهة عند العرب قديماً وغير مرغوب فيها؛ لذلك جعل الله منزلة خاصة لمن يُربي البنات ويحسن إليهن، ولمن يحترم قدر الله في إنجاب البنات، وكأن هاتفاً من الله يناديه: عبدي ما دُمْتَ قد قبلتَ هبتي ونعمتي، وعِزَّتي وجلالي لآتينَّكَ لكل بنت منهن بزوج يحقق لك آمالك فيها، ويكون أبرَّ لك من أبنائك.

وفي مسألة الإنجاب هذه رأينا عجائب تؤكد قدرة الله تعالى وطلاقة هذه القدرة، رأينا زوجينِ لم يُرزَقا الإنجاب فافترقَا، ثم تزوَّج الرجل بأخرى فأنجب منها وتزوجتْ المرأة بآخر وأنجبتْ منه، فكأن الإنجاب كان ممتنعاً بين هذين بالذات.

ثم حين تتأمل القسمة العقلية لمسألة الخَلْق هذه، تجد أن قدرة الله تعالى قد استوعبتْها بصورها الأربعة، فالإنجاب الطبيعي يأتي من ذكر وأنثى، لكن قدرة الله جاءتْ بآدم بلا زوج ولا زوجة، وجاءتْ بحواء من أب بلا أم، وجاءت بعيسى من أم بلا أب، وقد يتوفر الأب والأم ولا يحدث الإنجاب، هذه كلها صور تؤكد طلاقة القدرة الإلهية في مسألة الخَلْق.

وقوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي) (فصلت: 47) هو سبحانه الذي يقول (شُرَكَآئِي) أي: في زعمكم، لأنه قال في موضع آخر: (ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) (الأنعام: 22) فأجابوا - والكلام هنا يحكي موقفاً من مواقف القيامة (قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ) (فصلت: 47) يعني: أخبرناك وأعلمناك، والأذن هي وسيلة السمع، وإليها يصل الكلام، ويحصل العلم فكأن الأذن هي أول وسائل العلم.

لذلك قال تعالى عن الأرض: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) (الانشقاق: 2) يعني: استمتعتْ للأوامر، (قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ) (فصلت: 47) أخبرناك (مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ) (فصلت: 47) لا أحد منا يشهد أن لك شركاء، فالحق سبحانه قال: (شُرَكَآئِي) ولم ينفِ الشركاءَ لينفُوهم هم.

فبعد فوات الأوان يُقرُّونَ بأن الله تعالى ليس له شريكٌ، وكأن كلمة الشريك هذه لم تَرِدْ يوماً على لسان واحد منهم.



سورة فصلت الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة فصلت الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فصلت الآيات من 46-50   سورة فصلت الآيات من 46-50 Emptyالثلاثاء 07 سبتمبر 2021, 2:58 pm

وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

معنى (وَضَلَّ عَنْهُم) غاب وانصرف عنهم فهو غير موجود معهم (مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ) (فصلت: 48) من أوليائهم الذين أشركوهم مع الله (وَظَنُّواْ) هنا بمعنى أيقنوا وتأكدوا (مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ) (فصلت: 48) ما لهم من مفرٍّ ولا مهرب يُنجيهم من العذاب، فهو ينظر هنا وهناك، فلا يجد مَلْجئاً ولا مَنْجى، فالمُصيبة طَامّة لا نجاةَ منها؛ لذلك حتى نحن في العاميَّة نقول: (فلان حايس) يعني: حائر لا يجد مكاناً يهرب إليه.



سورة فصلت الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة فصلت الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فصلت الآيات من 46-50   سورة فصلت الآيات من 46-50 Emptyالثلاثاء 07 سبتمبر 2021, 3:02 pm

لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (٤٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (لاَّ يَسْأَمُ) لا يملّ (ٱلإِنْسَانُ) المُراد الكافر (مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ) من طلب الخير لنفسه، الخير في ماله في أولاده، في صحته وعافيته، ترى الرجل يقول: يا رب شقة أسكن فيها، فإنْ أعطاه الله الشقة قال: يا رب (فيلا) صغيرة فإنْ أعطاه الله قال: يا رب عمارة تصرف على (الفيلا).

فالإنسان جُبِلَ على حُبِّ الخير وعلى الطمع: (ولا يملأ عينُ ابن آدمَ إلا التُّرابُ، ويَتُوبُ اللهُ على مَنْ تاب)، وقليل من الناس مَنْ يأخذ الأمور على قدرها.

سيدنا داود عليه وعلى نبينا السلام أعطاه اللهُ من الخيرات الكثير ومع ذلك جلس في يوم من الأيام على سطح بيته فوجد سِرْباً من جراد من ذهب فثنَى ثوبه وأخذ يجمع فيه الجراد، فتجلَّى الله له وقال: يا داود ألَمْ أُغْنِكَ؟

قال: بلى يا رب لكن لا غِنَى لي عن فضلك.

فإذا كان هذا حال نبي الله داود، فما بال المؤمن العادي؟

وما بال غير المؤمنين، أمثال مَنْ نزلت فيهم هذه الآية، ومَنْ قال الله فيه: (وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً) (الكهف: 36) أو: (إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ) (فصلت: 50).

إذن: فالإنسان هنا يعني الكافر، لأن الحق سبحانه أراد للمؤمن أن يكون قَنُوعاً، هذه القناعة التي علَّمنا إيَّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال للصحابي الجليل عمه العباس بن عبد المطلب: "قليلٌ يَكفيكَ خَيْرٌ مِنْ كثير يُطغيك“.

وفي حديث آخر قال -صلى الله عليه وسلم-: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع" وقال: "فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفَسِه".

وفي الحديث القدسي: "مَنْ رضي بقَدَري أعطيته على قَدرِي“.

الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُعلِّمنا هنا طرق الوقاية من أمراض كثيرة، ويُعطينا الحلول الشافية لاقتصاديات الشعوب، قديماً كان الأطباء لا يروْنَ علاقة بين ضيق التنفس والمعدة، يقولون: التنفس في الرئتين، والطعام في المعدة، والآن تأكَّدوا أن العلاقة بينهما وطيدة، فإذا امتلأتْ المعدة بالطعام ضغطتْ على الحجاب الحاجز وضيَّقتْ على الرئة وأرهقتْ القلب.

لذلك وجدوا تصحيح هذه المعلومة في حديث سيدنا رسول الله الذي يُعلِّمنا فيه كيفية الجمع بين مُقوِّمات الحياة المختلفة من طعام وماء وهواء، وألاَّ يكون المؤمن نَهِماً: "ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شراً من بطنه”.

قلنا: إنك إذا عُدْتَ من عملك جائعاً لا تنتظر الطعام حتى ينضج وربما تجد أمامك بقايا طعام سابق، كِسْرة خبز وعود جرجير وجبنة، فتأكل وتجد لهذا الطعام البسيط طعماً ولذة.

لماذا؟

لأنك أكلتَ وأنت جائع، والجوع يجعلك تقبل أيّ شيء وتستسيغه.

لذلك قال الرجل العربي صاحب الفطرة السليمة: نِعْم الإدامُ الجوع، وقال: طعام الجائع هَنِئ، وفراش المتعَب وطيء يعني مريح، نعم تجد المتعَب ينام ملء عينيه، ولو نام على الحصى والحصير، وغير المتعب يتقلَّب في فراشه مُؤرقاً، حتى لو نام على الحرير.

إذن: نقول تأملوا الإسلام، ففيه حَلٌّ لمشكلاتنا الاقتصادية وأزماتنا المتتالية.

الإسلام يُعلِّمني أنْ أقنع بما في يدي، وألاَّ أتطلع إلى ما هو فوق إمكاناتي، لأن الذي ينظر إلى ما هو فوق إمكاناته، كالذي يشرب من ماء البحر، كلما شرب ازداد عطشاً.

ثم يكمل الحق سبحانه الصورة: (وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ) (فصلت: 49) إنْ أصابه الشر (فَيَئُوسٌ) هذه صيغة مبالغة من اليأس والعياذ بالله، واليائس هو مَنِ انقطع أمله ورجاؤه، واليأس صفة الوجدان، أما (قَنُوطٌ) فهي أيضاً صيغة مبالغة من قانط، وهذه صفة الأبدان، قالوا: لأن القنوط أثر اليأس الذي يظهر على الأبدان وعلى الوجه خاصة، فتراه مُغبراً مُكشراً مقشعراً والعياذ بالله من حال هؤلاء، أما المؤمن فتعلو وجهه سيما الصلاح ونور الإيمان تجده هاشاً باشاً مُنشرحَ الصدر مُبتسماً مُستبشراً.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا...).



سورة فصلت الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة فصلت الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فصلت الآيات من 46-50   سورة فصلت الآيات من 46-50 Emptyالثلاثاء 07 سبتمبر 2021, 3:04 pm

وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَىٰ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (٥٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله: (لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي) (فصلت: 50) هذا من حقي، أستحقه بعملي ومجهودي، يعني: ينكر أن هذا من الله، وهذا القول قاله قارون: (قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ) (القصص: 78) فردَّ الله عليه: ما دُمتَ قد أوتيته على علم عندك فاحفظه بعلم عندك: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ) (القصص: 81).

وصدق الله حين قال: (كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ) (العلق: 6-7).

ثم يتمادى في غروره فيقول (وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ) (فصلت: 50) يعني في الآخرة.

والمعنى: على فرض أن هناك بعثاً وحساباً (إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ) (فصلت: 50) الجزاء الأحسن، فكما أعطاني في الدنيا سيعطيني أحسن منه في الآخرة.

(فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ) (فصلت: 50) إذن: تنبيه المسيء إلى إساءته وتعريفه إياها أول مراحل العذاب، نقول له: عملتَ كذا وكذا ونُحصي عليه سيئاته تمهيداً لمحاسبته عليها، وهو يعلم أنه لا رجعةَ ليصلحَ ما بينه وبين ربه.

لذلك حكى القرآن عنهم: (قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ * لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ) (المؤمنون: 99-100) فردَّ الله عليه: (كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)  (المؤمنون: 100).

وقال: (وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ) (الأنعام: 28).

وقوله (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) (فصلت: 50) عذاب شديد، والعذاب يُوصف بأوصاف كثيرة، فمرة يقول: (عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الملك: 28) يؤلم و: (عَذَابٌ مُّهِينٌ) (المجادلة: 16) فيه إهانة وإذلال، فمن المُعَذَّبِينَ مَنْ يُناسبه ويُناسب جريمته ويُناسب طبيعته العذاب المُؤلم، ومنهم مَنْ يُؤثر فيه العذاب المُهين الذي يكسر عنفوان كبريائه، حتى وإنْ لم يكُنْ مؤلماً.



سورة فصلت الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة فصلت الآيات من 46-50
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة فصلت الآيات من 01-05
» سورة فصلت الآيات من 06-11
» سورة فصلت الآيات من 12-15
» سورة فصلت الآيات من 16-20
» سورة فصلت الآيات من 21-25

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: فصلت-
انتقل الى: