| 200 سؤال وجواب في العقيدة | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 5:11 pm | |
| (معنى الإيمان بالجنة والنار) س: ما معنى الإيمان بالجنة والنار؟ جـ: معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن، وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا، ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب.
(الدليل على وجود الجنة والنار الآن) س: ما الدليل على وجودهما الآن؟ جـ: أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان، فقال في الجنة: (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران: 133) وقال في النار: (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة: 24) وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة، وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء” (1). الحديث، وتقدم في فتنة وعذاب القبر: “إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده” (2) الحديث، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم” (3) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت: ربي أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير” (4) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء” (5) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال: اذهب فانظر إليها” (6). الحديث، وقد عرضتا عليه -صلى الله عليه وسلم- في مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة الإسراء، وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة ما لا يحصى. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (3241)، 5198). (2) رواه البخاري (1379)، ومسلم (الجنة / 65، 66). (3) رواه البخاري (533، 534، 535)، ومسلم (مساجد / 180، 184، 186). (4) رواه البخاري (537، 3260)، ومسلم (مساجد 185، 186). (5) رواه البخاري (3261، 3262، 3263)، ومسلم (السلام / 78، 79، 80). (6) (إسناده حسن، وهو صحيح لغيره) رواه النسائي (3763)، وأحمد (2 / 332، 334، 354)، وأبو داود (4744) وسكت عنه، والترمذي (2560) وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه الحاكم (1 / 27)، وقال الألباني: حسن صحيح، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. ---------------------------------- (الدليل على بقاء الجنة والنار وأنهما لا يفنيان) س: ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا؟ جـ: قال الله تعالى في الجنة: (خَالدِّين فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة: 100) وقال تعالى: (وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) (الحجر: 48) وقال تعالى فيها: (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود: 108) وقال تعالى: (لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ) (الواقعة: 33) وقال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) (ص: 54) وقال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ) (الدخان: 51) إلى قوله: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى) (الدخان: 56) وغيرها من الآيات، فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها، وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها، وكذلك النار قال تعالى فيها: (إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالدِّين فِيهَا أَبَدًا) (النساء: 169) وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا - خَالدِّين فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) (الأحزاب: 64 - 65) وقال تعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالدِّين فِيهَا أَبَدًا) (الجن: 23) وقال تعالى: (وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (البقرة: 167) وقال تعالى: (لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (الزخرف: 75) وقال تعالى: (لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا) (فاطر: 36) وقال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا) (طه: 74) وغير ذلك من الآيات، فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها، أنهم خالدون فيها أبدا، فنفى تعالى خروجهم منها بقوله: (وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (البقرة: 167) ونفى انقطاعها عنهم بقوله: (لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ) (الزخرف: 75) ونفى فناءهم فيها بقوله: (ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا) (الأعلى: 13) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " “أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون” (1). الحديث، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم” (2) وفي لفظ: كل خالد فيما هو فيه، وفي رواية: “ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (مريم: 39) “، وهي في الصحيح، وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا. ---------------------------------- (1) رواه مسلم (الإيمان / 306). (2) رواه البخاري (4730، 6548)، ومسلم (الجنة / 40، 43). ---------------------------------- (الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة) س: ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة؟ جـ: قال الله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ - إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة: 22 - 23) وقال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: 26) وقال تعالى في الكفار: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين: 15) فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه، وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كنا جلوسا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: " إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا” (1) وقوله: كما ترون هذا، أي كرؤيتكم هذا القمر، تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي، كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي: " ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله: كأنه سلسلة على صفوان " (2). وهذا تشبيه للسماع بالسماع، لا للمسموع بالمسموع، تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه، وتنزه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه، وهو أعلم الخلق بالله عز وجل، وفي حديث صهيب عند مسلم: “فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل” (3) ثم تلا هذه الآية: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: 26) وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة ذكرنا منها في شرح (سلم الوصول) خمسة وأربعين حديثا عن أكثر من ثلاثين صحابيا. ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله، وكان من الذين قال الله تعالى فيهم: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين: 15) نسأل الله تعالى العفو والعافية، وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه آمين. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (554، 573، 4851) ومسلم (مساجد / 211). (2) رواه البخاري (4701). (3) رواه مسلم (الإيمان / 297، 298). ---------------------------------- (دليل الإيمان بالشفاعة وممن تكون ولمن تكون) س: ما دليل الإيمان بالشفاعة، وممن تكون، ولمن تكون، ومتى تكون؟ جـ: قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة بقيود ثقيلة، وأخبرنا تعالى أنها ملك له ليس لأحد فيها شيء، فقال تعالى: (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا) (الزمر: 44) فأما متى تكون؟ فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه كما قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (البقرة: 255) (مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) (يونس: 3) (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) (النجم: 26) (وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) (سبأ: 23) وأما ممن تكون؟ فكما أخبرنا تعالى أنه لا تكون إلا من بعد إذنه، أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى: (لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا) (النبأ: 38) وقال: (لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا) (مريم: 87) وأما لمن تكون؟ فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى: (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى) (الأنبياء: 28) (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) (طه: 109) وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص، وأما غيرهم فقال تعالى: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ) (غافر: 18) وقال تعالى عنهم: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ - وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) (الشعراء: 100 - 101) وقال تعالى فيهم: (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (المدثر: 48) وقد “أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أوتي الشفاعة، ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها، لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له: " ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع” (1). الحديث، ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة، بل قال: “فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة”، ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة، وقال له أبو هريرة رضي الله عنه: من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: “من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه” (2). ---------------------------------- (1) رواه البخاري (3340، 4476، 4712)، ومسلم (الإيمان / 322، 326). (2) رواه البخاري (99، 6570). ---------------------------------- (أنواع الشفاعة الست وأعظمها) س: كم أنواع الشفاعة وما أعظمها؟ جـ: أعظمها الشفاعة العظمى في موقف القيامة في أن يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده وهي خاصة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل كما قال تعالى: (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) (الإسراء: 79) وذلك أن الناس إذا ضاق بهم الموقف وطال المقام واشتد القلق وألجمهم العرق التمسوا الشفاعة في أن يفصل الله بينهم فيأتون آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى بن مريم وكلهم يقول نفسي نفسي إلى أن ينتهوا إلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فيقول: “أنا لها” (1) كما جاء مفصلا في الصحيحين وغيرهما. الثانية: الشفاعة في استفتاح باب الجنة، وأول من يستفتح بابها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأول من يدخلها من الأمم أمته. الثالثة: الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها. الرابعة: في من دخلها من أهل التوحيد أن يخرجوا منها فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما، فيطرحون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل. الخامسة: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا -صلى الله عليه وسلم- ولكنه هو المقدم فيها ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط يشفعون ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما بدون شفاعة لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة. السادسة: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار، وهذه خاصة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في عمه أبي طالب كما في مسلم وغيره: “ولا تزاد جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط، وعزتك، ويبقى في الجنة” (2) فضل عمّن دخلها فينشئ الله تعالى أقواما فيدخلهم، وفي ذلك من النصوص ما لا يحصى فمن شاءها وجدها من الكتاب والسُّنَّة. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (3340)، ومسلم (الإيمان / 322، 326). (2) رواه البخاري (4848، 4849، 4850)، ومسلم (الجنة / 37، 38، 39). ---------------------------------- (معنى حديث لن يُدْخِلَ الجَنَّةَ أحَدٌ عملهُ والجمع بينه وبين آية وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) س: هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله؟ جـ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله - قالوا: يا رسول الله ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلا أني يتغمدني الله برحمة منه وفضل”. وفي رواية: “سددوا وقاربوا وأبشروا فأنه لن يدخل الجنة أحد عمله - قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل” (1). ---------------------------------- (1) رواه البخاري (5673)، ومسلم (المنافقين / 71- 78). ---------------------------------- س: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأعراف: 43) جـ: لا منافاة بينهما بحمد الله فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة، لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه، والمنفي في الحديث هي باء الثمنية، فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة، فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة، " (رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (المؤمنون: 118)
(دليل الإيمان بالقدر جملة) س: ما دليل الإيمان بالقدر جملة؟ جـ: قال الله تعالى: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) (الأحزاب: 38) وقال تعالى: (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا) (الأنفال: 42) وقال تعالى: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) (النساء: 47) وقال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) (التغابن: 11) الآية. وقال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ) (آل عمران: 166) وقال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 156 - 157) وغير ذلك من الآيات، وتقدم في حديث جبريل: “وتؤمن بالقدر خيره وشره” (1) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك” (2) وقال -صلى الله عليه وسلم-: " “وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل” (3) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “كل شيء بقدر حتى العجز والكيس” (4) وغير ذلك من الأحاديث. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (50، 4777)، ومسلم (الإيمان / 1، 5). (2) (صحيح رواه أحمد (5 / 182، 183، 185، 189)، وأبو داود (4699)، وابن ماجه (77)، وسكت عنه الإمام أبو داود وقد صححه الألباني. (3) رواه مسلم (القدر / 34)، وابن ماجه (79). (4) رواه مسلم (القدر / 18). ---------------------------------- |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 5:16 pm | |
| (مراتب الإيمان بالقدر) س: كم مراتب الإيمان بالقدر؟ جـ: الإيمان بالقدر على أربع مراتب: المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وأنه تعالى قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم، وعلم أرزاقهم وآجالهم وأقوالهم وأعمالهم وجميع حركاتهم وسكناتهم وأسرارهم وعلانيتهم ومن هو منهم من أهل الجنة ومن هو منهم من أهل النار. المرتبة الثانية: الإيمان بكتابة ذلك، وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن، وفي ضمن ذلك الإيمان باللوح والقلم. المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة، وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن؛ فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله إياه لا لعدم قدرة الله عليه، تعالى الله عن ذلك وعز وجل: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) (فاطر: 44) المرتبة الرابعة: الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، وأنه ما من ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا فيما بينهما إلا والله خالقها وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه، لا خالق غيره ولا رب سواه.
(دليل المرتبة الأولى الإيمان بالعلم) س: ما دليل المرتبة الأولى وهي الإيمان بالعلم؟ جـ: قال الله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) (الحشر: 22) وقال تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) (الطلاق: 12) وقال تعالى: (عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ) (سبأ: 3) وقال تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) (الأنعام: 59) الآيات، وقال تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) (الأنعام: 124) وقال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل: 125) وقال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) (الأنعام: 53) وقال تعالى: (أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ) (العنكبوت: 10) وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 30) وقال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 216) وفي الصحيح قال رجل: “يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال: " نعم ". قال: فلم يعمل العاملون؟ قال: " كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له” (1) ”وفيه: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أولاد المشركين؟ فقال: " الله أعلم بما كانوا عاملين” (2) وفي مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم” (3) وفيه: قال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة” (4) وفيه: وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ما منكم من نفس إلا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار” قالوا: يا رسول الله، فلم نعمل أفلا نتكل، قال: “لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له” (5) ثم قرأ (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) (الليل: 5 - 6) - إلى قوله - (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (الليل: 10) وغير ذلك من الأحاديث. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (6596، 7551)، ومسلم (القدر / 9). (2) رواه البخاري (1383)، ومسلم (القدر / 27، 28). (3) رواه مسلم (القدر / 31). (4) رواه البخاري (2898، 4202، 4207)، ومسلم (الإيمان / 179). (5) رواه البخاري (1362، 4945، 4946)، ومسلم (القدر / 6، 7). ---------------------------------- (دليل المرتبة الثانية الإيمان بكتابة المقادير وما يدخلها من التقادير) س: ما دليل المرتبة الثانية، وهي الإيمان بكتابة المقادير؟ جـ: قال الله تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) (يس: 12) وقال تعالى: (إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ) (الحج: 70) وقال تعالى في محاجة موسى وفرعون: (قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى - قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى) (طه: 51 - 52) وقال تعالى: (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (فاطر: 11) وغير ذلك من الآيات. وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة” (1). رواه مسلم، وفيه قال سراقة بن مالك بن جعشم: يا رسول الله، بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل؟ قال: “لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير”، قال: ففيم العمل؟ فقال: “اعملوا فكل ميسر” - وفي رواية - “كل عامل ميسر لعمله” (2) وغير ذلك من الأحاديث. ---------------------------------- (1) هو رواية في الحديث السابق. (2) رواه مسلم (القدر / 8). ---------------------------------- س: كم يدخل في هذه المرتبة من التقادير؟ جـ: يدخل في ذلك خمسة من التقادير كلها ترجع إلى العلم، التقدير الأول: كتابة ذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، عندما خلق الله القلم وهو التقدير الأزلي. الثاني: التقدير العمري، حين أخذ الميثاق يوم قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) (الأعراف: 172) الثالث: التقدير العمري أيضا عند تخليق النطفة في الرحم. الرابع: التقدير الحولي في ليلة القدر. الخامس: التقدير اليومي، وهو تنفيذ كل ذلك إلى مواضعه.
(دليل التقدير الأزلي) س: ما دليل التقدير الأزلي؟ جـ: قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا) (الحديد: 22) الآيات، وفي الصحيح: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال وعرشه على الماء” (1) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب فقال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة” (2). الحديث في السنن، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “يا أبا هريرة جف القلم بما هو كائن” (3). الحديث في البخاري، وغير ذلك كثير. ---------------------------------- (1) رواه مسلم (القدر / 16)، وأحمد (2 / 169)، والترمذي (2156). (2) صحيح رواه أحمد (5 / 317)، وأبو داود (4700)، والترمذي (2155)، وابن أبي عاصم (102، 103، 104، 105) قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وسكت عنه أبو داود، وقد صححه الشيخ الألباني. (3) رواه البخاري (5076). ---------------------------------- (دليل التقدير العمري يوم الميثاق) س: ما دليل التقدير العمري يوم الميثاق؟ جـ: قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا) (الأعراف: 172) الآيات، وروى إسحاق بن راهويه “أن رجلا قال: يا رسول الله، أتبتدأ الأعمال أم قد مضى القضاء؟ فقال: " إن الله تعالى لما أخرج ذرية آدم من ظهره أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفيه فقال: هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار، فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار” (1). وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (الأعراف: 172) فقال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل عنها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه حتى استخرج منه ذريته فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون” (2). الحديث بطوله، وفي الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي يده كتابان فقال: “أتدرون ما هذان الكتابان”؟ فقلنا، لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا. فقال للذي في يده اليمنى: “هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيه ولا ينقص منهم أبدا” (3) فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه؟! فقال: “سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل”، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده فنبذهما ثم قال: “فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير”. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. ---------------------------------- (1) (ضعيف) رواه البيهقي في الأسماء والصفات (326)، ورواه أيضا الطبري في تفسيره (9 / 80، 81) قال الحافظ في المطالب: حديث غريب، وعلق عليه الأعظمي بقوله: أخرجه البزار أيضا، قال البوصيري: رواه إسحاق والبزار بسند ضعيف (1 / 89). (2) (صحيح) رواه أحمد (1 / 44، 45)، وأبو داود (4703، 4704)، والترمذي (3075)، والحاكم (2 / 324، 325)، والسُّنَّة لابن أبي عاصم (196، 201)، وقد سكت عنه الإمام أبو داود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الشيخ الألباني بعد أن ساق طرقه في الصحيحة (1623) : وجملة القول أن الحديث صحيح بل متواتر المعنى كما سبق، اهـ. (3) (حسن) رواه أحمد (2 / 167)، والترمذي (2141) وقال: هذا حديث حسن صحح غريب، وقال الشيخ شاكر: إسناده صحيح، وقد حسن إسناده الشيخ الألباني في الصحيحة (848). ---------------------------------- (دليل التقدير العمري الذي عند أول تخليق النطفة) س: ما دليل التقدير العمري الذي عند أول تخليق النطفة؟ جـ: قال الله تعالى: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) (النجم: 32) وفي الصحيحين قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها” (1). وفيه روايات غير هذه، عن جماعة من الصحابة بألفاظ أخر والمعنى واحد. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (3208، 3332)، ومسلم (القدر / 1). ---------------------------------- (دليل التقدير الحولي في ليلة القدر) س: ما دليل التقدير الحولي في ليلة القدر؟ جـ: قال الله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ - أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا) (الدخان: 4 - 5) الآيات. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السُّنَّة من موت أو حياة ورزق ومطر، حتى الحجاج يقال: يحج فلان، ويحج فلان، وكذا قال الحسن وسعيد بن جبير ومقاتل وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم.
(دليل التقدير اليومي) س: ما دليل التقدير اليومي؟ جـ: قال الله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: 29) وفي صحيح الحاكم: قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن مما خلق الله تعالى لوحا محفوظا من درة بيضاء، دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة أو مرة، ففي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء، فذلك قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: 29) (1). وكل هذه التقادير كالتفصيل من القدر السابق، وهو الأزلي الذي أمر الله تعالى القلم عندما خلقه أن يكتبه في اللوح المحفوظ، وبذلك فسر ابن عمر وابن عباس رضي الله عنْهما قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الجاثية: 29) (2). وكل ذلك صادر عن علم الله، الذي هو صفته تبارك وتعالى. ---------------------------------- (1) (ضعيف) رواه الحاكم (2 / 474) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: اسم أبي حمزة ثابت وهو واه بمرة. (2) (صحيح) رواه الحاكم (2 / 454)، وابن جرير (25 / 94، 95) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ---------------------------------- (ما يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة) س: ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة؟ جـ: اتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه، بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح، ولهذا لما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم بها قال بعضهم: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال: “لا، اعملوا فكل ميسر” ثم قرأ: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) (الليل: 5) الآية، فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهيأ لها أسباباً، وهو الحكيم بما نصبه من الأسباب في المعاش والمعاد، وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والآخرة، فهو مهيأ له ميسر له، فإذا علم العبد أن مصالح آخرته مرتبطة بالأسباب الموصلة إليها كان أشدّ اجتهادا في فعلها والقيام بها وأعظم منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه، وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع أحاديث القدر: ما كنت أشدّ اجتهادا مني الآن. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز” (1). وقال -صلى الله عليه وسلم- لما قيل له: “أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: " هي من قدر الله” (2). يعني أن الله تعالى قدر الخير والشر وأسباب كل منهما. ---------------------------------- (1) رواه مسلم (القدر / 34)، وابن ماجه (79). (2) (حسن) رواه أحمد (3 / 421)، والترمذي (2065)، وابن ماجه (3437) قال الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ورواه الحاكم (4 / 199) من حديث حكيم بن حزام وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ورواه أيضا ابن حبان بإسناد حسن من حديث كعب بن مالك، وقد ساق الشيخ الألباني عدة طرق ومرويات للحديث، ثم قال: وبالجملة فأرجو أن يصل الحديث إلى مرتبة الحسن، اهـ. (مشكلة الفقر ح 11). ---------------------------------- |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 5:19 pm | |
| (دليل المرتبة الثالثة وهي الإيمان بالمشيئة) س: ما دليل المرتبة الثالثة وهي الإيمان بالمشيئة؟ ج: قال الله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) (الإنسان: 30) وقال تعالى: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا - إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) (الكهف: 23 - 24) وقال تعالى: (مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الأنعام: 39) (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) (المائدة: 48) (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا) (البقرة: 253) (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ) (محمد: 4) وقال تعالى: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) (هود: 107) وقال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس: 82) (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (النحل: 40) (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا) (الأنعام: 125) وغير ذلك من الآيات ما لا يحصى. وقال -صلى الله عليه وسلم-: “قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء” (1) وقال -صلى الله عليه وسلم- في نومهم في الوادي: “إن الله تعالى قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء” (2) وقال: “اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء” (3) ”لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله وحده”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من يرد الله تعالى به خيرا يفقهه في الدِّين” (4) ”وإذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها، وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي” (5). وغير ذلك من الأحاديث في ذكر المشيئة والإرادة ما لا يحصى. ---------------------------------- (1) رواه مسلم (القدر / 17). (2) رواه البخاري (595، 1471). (3) رواه البخاري (1432)، ومسلم (البر والصلة / 145). (4) رواه البخاري (71، 3116، 7321)، ومسلم (الأمارة / 175). (5) رواه مسلم (الفضائل / 24). ---------------------------------- (الإرادة في النصوص جاءت على معنيين) س: قد أخبرنا الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله وبما علمنا من صفات أنه يحب المحسنين والمتقين والصابرين، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا الظالمين ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد، مع كون كل ذلك بمشيئة الله وإرادته وأنه لو شاء لم يكن ذلك فإنه لا يكون في ملكه ما لا يريد، فما الجواب لمن قال: كيف يشاء ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه؟ جـ: اعلم أن الإرادة في النصوص جاءت على معنيين: إرادة كونية قدرية وهي المشيئة ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا بل يدخل فيها الكفر والإيمان والطاعات والعصيان والمرضيّ والمحبوب والمكروه وضده، وهذه الإرادة ليس لأحد خروج منها ولا محيص عنها كقوله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا) (الأنعام: 125) وقوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) (المائدة: 41) الآيات، وغيرها. وإرادة دينية شرعية مختصة بمراضي الله ومحابه، وعلى مقتضاها أمر عباده ونهاهم كقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة: 185) وقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (النساء: 26) وغيرها من الآيات، وهذه الإرادة لا يحصل اتباعها إلا لمن سبقت له بذلك الإرادة الكونية، فتجتمع الإرادة الكونية والشرعية في حق المؤمن الطائع وتنفرد الكونية في حق الفاجر العاصي، فالله سبحانه دعا عباده عامة إلى مرضاته، وهدى لإجابته من شاء منهم كما قال تعالى: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (يونس: 25) فعمم سبحانه الدعوة وخص الهداية بمن شاء (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى) (النجم: 30)
(دليل المرتبة الرابعة من الإيمان بالقدر وهي مرتبة الخلق) س: ما دليل المرتبة الرابعة من الإيمان بالقدر وهي مرتبة الخلق؟ جـ: قال الله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الزمر: 62) وقال تعالى: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (فاطر: 3) وقال تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) (لقمان: 11) وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ) (الروم: 40) وقال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات: 96) وقال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا - فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (الشمس: 7 - وقال تعالى: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (الأعراف: 178) وقال تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) (الحجرات: 7) وغير ذلك من الآيات، وللبخاري في خلق أفعال العباد عن حذيفة مرفوعا: “أن الله يصنع كل صانع وصنعته” (1) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها إنك وليها ومولاها” (2) وغير ذلك من الأحاديث. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (73). (2) رواه مسلم (الذكر / 73). ---------------------------------- (معنى قول النبي عليه السلام والخير كله في يديك والشر ليس إليك) س: ما معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “والخير كله في يديك والشر ليس إليك” (1) مع أن الله سبحانه خالق كل شيء؟ جـ: معنى ذلك أن أفعال الله عز وجل كلها خير محض من حيث اتصافه بها وصدورها عنه ليس فيها شر بوجه، فإنه تعالى حَكَمٌ عَدْلٌ وجميع أفعاله حِكْمَةٌ وعَدْلٌ يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى، وما كان في نفس المقدور من شر فمن جهة إضافته إلى العبد لما يلحقه من المهالك، وذلك بما كسبت يداه جزاءا وفاقا، كما قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى: 30) وقال تعالى: (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) (الزخرف: 76) وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (يونس: 44) ---------------------------------- (1) رواه مسلم (مسافرين / 201). ---------------------------------- (للعباد قدرة على أعمالهم ولهم مشيئة وإرادة) س: هل للعباد قدرة ومشيئة على أفعالهم المضافة إليهم؟ جـ: نعم للعباد قدرة على أعمالهم، ولهم مشيئة وإرادة، وأفعالهم تضاف إليهم حقيقة وبحسبها كلفوا وعليها يثابون ويعاقبون، ولم يكلفهم الله إلا وسعهم، وقد أثبت لهم ذلك في الكتاب والسُّنَّة ووصفهم به، ولكنهم لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه، ولا يشاءون إلا أن يشاء الله، ولا يفعلون إلا بجعله إياهم فاعلين، كما تقدم في نصوص المشيئة والإرادة والخلق، فكما لم يوجدوا أنفسهم لم يوجدوا أفعالهم، فقدرتهم ومشيئتهم وإرادتهم وأفعالهم تابعة لقدرته ومشيئته وإرادته وفعله، إذ هو خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم ومشيئتهم وأفعالهم، وليس مشيئتهم وإرادتهم وقدرتهم وأفعالهم هي عين مشيئة الله وإرادته وقدرته وأفعاله، كما ليس هم إياه، تعالى الله عن ذلك، بل أفعالهم المخلوقة لله قائمة بهم لائقة بهم مضافة إليهم حقيقة، وهي من آثار أفعال الله القائمة به اللائقة المضافة إليه حقيقة، فالله فاعل حقيقة، والعبد منفعل حقيقة، والله هاد حقيقة، والعبد مهتد حقيقة، ولهذا أضاف كلا من الفعلين إلى من قام به، فقال تعالى: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ) (الأعراف: 178) فإضافة الهداية إلى الله حقيقة وإضافة الاهتداء إلى العبد حقيقة، فكما ليس الهادي هو عين المهتدي، فكذلك ليس الهداية هي عين الاهتداء، وكذلك يضل الله من يشاء حقيقة وذلك العبد يكون ضالا حقيقة، وهكذا جميع تصرف الله في عباده، فمن أضاف الفعل والانفعال إلى العبد كفر، ومن أضافه إلى الله كفر، ومن أضاف الفعل إلى الخالق والانفعال إلى المخلوق كلاهما حقيقة، فهو المؤمن حقيقة.
(أليس مُمْكِناً في قدرة الله أن يجعل كل عباده مؤمنين) س: ما جواب مَنْ قال: أليس مُمْكِناً في قدرة الله أن يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعاً؟ جـ: بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) (المائدة: 48) الآية، وقال: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا) (يونس: 99) وغيرها من الآيات، ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته؛ فقول القائل: لِمَ كان من عباده الطائع والعاصي كقول مَنْ قال: لِمَ كان من أسمائه الضَّار النَّافع، والمُعطي والمَانع، والخَافض الرَّافع، والمُنعم والمُنتقم. ونحو ذلك؛ إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه وآثار صفاته، فالاعتراض عليه في أفعاله اعتراض عليه في أسمائه وصفاته، بل وعلى إلهيته وربَوبيته: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ - لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الأنبياء: 22 - 23)
(منزلة الإيمان بالقدر من الدِّين) س: ما منزلة الإيمان بالقدر من الدِّين؟ جـ: الإيمان بالقدر نظام التوحيد كما أن الإيمان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجز عن شره هي نظام الشرع، ولا ينتظم أمر الدِّين ويستقيم إلا لمن آمن بالقدر وامتثل الشرع، كما قرر النبي -صلى الله عليه وسلم- الإيمان بالقدر ثم قال لمن قال له: “أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: " اعملوا فكل ميسر لما خلق له”، فمن نفى القدر زاعما منافاته للشرع فقد عطل الله تعالى عن علمه وقدرته وجعل العبد مستقلا بأفعاله خالقا لها، فأثبت مع الله تعالى خالقا، بل أثبت أن (جميع المخلوقين خالقون)، ومن أثبته محتجا به على الشرع محاربا له به نافيا عن العبد قدرته واختياره التي منحه الله تعالى إياها وكلفه بحسبها زاعما أن الله كلف عباده ما لا يطاق، كتكليف الأعمى بنقط المصحف، فقد نسب الله تعالى إلى الظلم وكان إمامه في ذلك إبليس لعنه الله تعالى إذ يقول: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (الأعراف: 16) وأما المؤمنون حقا فيؤمنون بالقدر خيره وشره وأن الله خالق ذلك كله، وينقادون للشرع أمره ونهيه ويحكمونه في أنفسهم سرا وجهرا، والهداية والإضلال بيد الله يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله، وهو أعلم بمواقع فضله وعدله (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى) (النجم: 30) وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة، وأن الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا على القدر، وإنما يعزون أنفسهم بالقدر عند المصائب، فإذا وفقوا لحسنه عرفوا الحق لأهله فقالوا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) (الأعراف: 43) ولم يقولوا كما قال الفاجر: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) (القصص: 78) وإذا اقترفوا سيئة قالوا كما قال الأبوان: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف: 23) ولم يقولوا كقول الشيطان الرجيم: (رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي) (الحجر: 39) وإذا أصابتهم مصيبة قالوا: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة: 156) ولم يقولوا كما قال الذين كفروا: (وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (آل عمران: 156)
(شُعَبُ الإيمان) س: كم شعب الإيمان؟ جـ: قال الله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة: 177) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الإيمان بضع وستون”، وفي رواية: “بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان” " (1). ---------------------------------- (1) رواه البخاري (9)، ومسلم (الإيمان / 57، 58). ----------------------------------
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 6:07 pm | |
| س: بم فسر العلماء هذه الشُّعَب؟ جـ: قد عدها جماعة من شراح الحديث وصنفوا فيها التصانيف فأجادوا وأفادوا، ولكن ليس معرفة تعدادها شرطا في الإيمان بل يكفي الإيمان بها جملة، وهي لا تخرج عن الكتاب والسُّنَّة، فعلى العبد امتثال أوامرهما واجتناب زواجرهما وتصديق أخبارهما، وقد استكمل شعب الإيمان والذي عددوه حق كله من (أمور الإيمان)، ولكن القطع بأنه هو مراد النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث يحتاج إلى توقيف.
س: أذكر خلاصة ما عَدُّوه؟ جـ: قد لخص الحافظ في الفتح ما أورده ابن حبان بقوله: إن هذه الشُّعب تتفرَّعُ من أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال البدن، فأعمال القلب المُعتقدات والنِّيَّات على أربع وعشرين خصلة، الإيمان بالله، ويدخل فيها الإيمان بذاته وصفاته وتوحيده بأنه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: 11) واعتقاد حدوث ما دونه والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره، والإيمان باليوم الآخر، ويدخل فيه المسألة في القبر والبعث والنشور والحساب والميزان والصراط والجنة والنار، ومحبة الله والحب والبغض فيه ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- واعتقاد تعظيمه، ويدخل فيه الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- واتباع سنته والإخلاص، ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق والتوبة والخوف والرجاء والشكر والوفاء والصبر والرضا بالقضاء والتوكل والرحمة والتواضع، ويدخل فيه توقير الكبير ورحمة الصغير وترك التكبر والعجب وترك الحسد وترك الحقد وترك الغضب، وأعمال اللسان، وتشتمل على سبع خصال: التلفظ بالتوحيد وتلاوة القرآن وتعلم العلم وتعليمه، والدعاء والذكر ويدخل فيه الاستغفار واجتناب اللغو وأعمال البدن، وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة منها ما يتعلق بالأعيان وهي خمس عشرة خصلة: التطهر حسا وحكما ويدخل فيه إطعام الطعام وإكرام الضيف، والصيام فرضا ونفلا والاعتكاف والتماس ليلة القدر والحج والعمرة والطواف كذلك، والفرار بالدِّين ويدخل فيه الهجرة من دار الشرك والوفاء بالنذر والتحري في الإيمان وأداء الكفارات، ومنها ما يتعلق بالاتباع وهي ست خصال: التعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال، وبر الوالدِّين ويدخل فيه اجتناب العقوق وتربية الأولاد وصلة الرحم وطاعة السادة والرفق بالعبيد، ومنها ما يتعلق بالعامة، وهي سبع عشرة خصلة: القيام بالإمارة مع العدل ومتابعة الجماعة وطاعة أولي الأمر والإصلاح بين الناس، ويدخل فيه قتال الخوارج والبغاة والمعاونة على البر، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود والجهاد، ومنه المرابطة وأداء الأمانة، ومنه أداء الخمس والقرض مع وفائه وإكرام الجار وحسن المعاملة، ويدخل فيه جمع المال من حله وإنفاقه في حقه، ويدخل فيه ترك التبذير والإسراف، ورد السلام وتشميت العاطس وكف الضرر عن الناس واجتناب اللهو وإماطة الأذى عن الطريق، فهذه تسع وستون خصلة، ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضها إلى بعض مما ذكر، والله أعلم.
(دليل الإحسان من الكتاب والسُّنَّة) س: ما دليل الإحسان من الكتاب والسُّنَّة؟ جـ: أدلته كثيرة منها قوِله تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة: 195) (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل: 128) (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) (لقمان: 22) (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: 26) (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (الرحمن: 60) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء” (1) وقال -صلى الله عليه وسلم-: " “نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له” (2). ---------------------------------- (1) رواه مسلم (الصيد / 57). (2) رواه البخاري (2549)، ومسلم (46). ---------------------------------- س: ما هو الإحسان في العبادة؟ جـ: فسره النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث سؤال جبريل لما قال له: “فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك” (1) فبين -صلى الله عليه وسلم- أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين، أعلاهما عبادة الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، وهذا هو حقيقة مقام الإحسان. الثاني: مقام المراقبة وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى؛ لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل، ويتفاوت أهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (50، 4777). ---------------------------------- (ما يُضاد الإيمان) س: ما هو ضد الإيمان؟ جـ: ضد الإيمان الكفر، وهو أصل له شعب، كما أن الإيمان أصل له شعب، وقد عرفت مما تقدم أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة، فالكفر أصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان، فالطاعات كلها من شعب الإيمان وقد سمى في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا، والمعاصي كلها من شعب الكفر وقد سمى في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي، فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران، كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما، وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان ولا ينافي مطلقه وهو الكفر العملي، الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك.
(كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية) س: بين كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية وفصل ليّ ما أجملته في إزالته إياه؟. جـ: قد قدمنا لك أن الإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، فقول القلب هو: التصديق، وقول اللسان هو: التكلم بكلمة الإسلام، وعمل القلب هو: النية والإخلاص، وعمل الجوارح هو الانقياد بجميع الطاعات، فإذا زالت جميع هذه الأربعة قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح زال الإيمان بالكلية، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع البقية، فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة، وذلك كمن كذب بأسماء الله وصفاته أو بأي شيء مما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه، وإنزال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فأهل السُّنَّة مجمعون على زوال الإيمان كله بزواله وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب، وهو محبته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون: ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به.
(أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة) س: كم أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة؟ جـ: علم مما قدمناه أنه أربعة أقسام: كفر الجهل والتكذيب، وكفر جحود، وكفر عناد واستكبار، وكفر نفاق.
(كفر الجهل والتكذيب) س: ما هو كفر الجهل والتكذيب؟ جـ: هو ما كان ظاهرا وباطنا كغالب الكفار من قريش ومن قبلهم من الأمم الذين قال الله تعالى فيهم: (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (غافر: 70) وقال تعالى: (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف: 199) وقال تعالى: (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ - حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النمل: 83 - 84) الآيات وقال تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) (يونس: 39) الآيات، وغيرها.
س: ما هو كفر الجحود؟ جـ: هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ككفر فرعون وقومه بموسى، وكفر اليهود بمحمد -صلى الله عليه وسلم-. قال الله تعالى في كفر فرعون وقومه: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) (النمل: 14) وقال تعالى في اليهود: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) (البقرة: 89) وقال تعالى: (وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة: 146).
س: ما هو كفر العناد والاستكبار؟ جـ: هو ما كان بعدم الانقياد للحق مع الإقرار به ككفر إبليس؛ إذ يقول الله تعالى فيه: (إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (ص: 74) وهو لم يمكنه جحود أمر الله بالسجود ولا إنكاره، وإنما اعترض عليه وطعن في حكمه الآمر به وعدله وقال: (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) (الإسراء: 61) وقال: (لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (الحجر: 33) وقال: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (الأعراف: 12).
(كفر النفاق) س: ما هو كفر النفاق؟ جـ: هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس، ككفر ابن سلول وحزبه الذين قال الله تعالى فيهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ - يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ - فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) (البقرة: 8 - 10) إلى قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة: 20) وغيرها من الآيات. |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 9:42 pm | |
| (الكفر العملي الذي لا يخرج من المِلَّة) س: ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من المِلَّة؟ جـ: هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله، كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض” (1) وقوله -صلى الله عليه وسلم-: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر” " (2) فأطلق -صلى الله عليه وسلم- على قتال المسلمين بعضهم بعضا أنه كفر، وسمى من يفعل ذلك كفارا، مع قول الله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) (الحجرات: 9) إلى قوله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات: 10) فأثبت الله تعالى لهم الإيمان وأخوة الإيمان ولم ينف عنهم شيئا من ذلك. وقال تعالى في آية القصاص: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ) (البقرة: 178) فأثبت تعالى له أخوة الإسلام ولم ينفها عنه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، والتوبة معروضة بعد”. زاد في رواية: “ولا يقتل وهو مؤمن - وفي رواية - ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم” (3). الحديث في الصحيحين مع حديث أبي ذر فيهما أيضا، قال -صلى الله عليه وسلم-: “ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: " وإن زنى وإن سرق ثلاثا، ثم قال في الرابعة: " على رغم أنف أبي ذر” (4). فهذا يدل على أنه لم ينف عن الزاني والسارق والشارب والقاتل مطلق الإيمان بالكلية مع التوحيد فإنه لو أراد ذلك لم يخبر بأن من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة وإن فعل تلك المعاصي، فلن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، وإنما أراد بذلك نقص الإيمان ونفي كماله، وإنما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله إياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول في تحريمها بل يكفر باعتقاد حلها وإن لم يفعلها، والله سبحانه وتعالى أعلم. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (121)، ومسلم (الإيمان / 118، 120). (2) رواه البخاري (48، 6044)، ومسلم (الإيمان / 116). (3) رواه البخاري (2475، 5578)، ومسلم (الإيمان / 100، 105). (4) رواه البخاري (5827)، ومسلم (الإيمان / 154). ---------------------------------- (السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدِّين) س: إذا قيل لنا: هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدِّين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر، فلم كان مخرجا من الدِّين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي؟ جـ: اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده، لا يبقى معها شيء من ذلك، فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد، ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد، وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن (قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا) (التوبة: 74) إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا: (إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) (التوبة: 65) قال الله تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ - لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (التوبة: 65 - 66) ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا، بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله.
(أقسام الظلم والفسوق والنفاق) س: إلى كم ينقسم كل من الظلم والفسوق والنفاق؟ جـ: ينقسم كل منهما إلى قسمين: أكبر هو الكفر، وأصغر دون ذلك.
(مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر) س: ما مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر؟ جـ: مثال الظلم الأكبر ما ذكره الله تعالى في قوله: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) (يونس: 106) وقوله تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان: 13) وقوله تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (المائدة: 72) ومثال الظلم الذي دون ذلك ما ذكر الله تعالى بقوله في الطلاق: (وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) (الطلاق: 1) وقوله تعالى: (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) (البقرة: 231)
(مثال الفسوق الأكبر والأصغر) س: ما مثال كل من الفسوق الأكبر والأصغر؟ جـ: مثال الفسوق ما ذكره الله تعالى بقوله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (التوبة: 67) وقوله تعالى: (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) (الكهف: 50) وقوله تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) (الأنبياء: 74) ومثال الفسوق الذي دون ذلك قوله تعالى في القذفة: (وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 4) وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات: 6) روي أنها نزلت في الوليد بن عقبة.
(مثال النفاق الأكبر والأصغر) س: ما مثال كل من النفاق الأكبر والأصغر؟ جـ: مثال النفاق الأكبر ما قدمنا ذكره في الآيات من صدر البقرة، وقوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) (النساء: 142) إلى قوله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) (النساء: 145) الآيات، وقوله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون: 1) وغير ذلك من الآيات، ومثال النفاق الذي دون ذلك ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان” (1). وحديث: “أربع من كن فيه كان منافقا” (2) الحديث. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (2682، 2749)، ومسلم (الإيمان / 107، 108). (2) رواه البخاري (2459، 3178)، ومسلم (الإيمان / 106). ---------------------------------- (حكم السحر والساحر) س: ما حكم السحر والساحر؟ جـ: السحر متحقق وجوده وتأثيره مع مصادفة القدر الكوني، كما قال تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ) (البقرة: 102) وتأثيره ثابت في الأحاديث الصحيحة، وأما الساحر فإن كان سحره مما يتلقى عن الشياطين، كما نصت عليه آية البقرة فهو كافر، لقوله تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) (البقرة: 102) إلى قوله: (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) (البقرة: 102) الآيات.
(حد الساحر) س: ما حد الساحر؟ جـ: روى الترمذي عن جندب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “حد الساحر ضربه بالسيف” (1) وصحح وقفه وقال العمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم، وهو قول مالك بن أنس، وقال الشافعي رحمه الله تعالى: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر فأما إذا عمل دون الكفر فلم ير عليه قتلاً، وقد ثبت قتل الساحر عن عمر وابنه عبد الله وابنته حفصة، وعثمان بن عفان، وجندب بن عبد الله، وجندب بن كعب، وقيس بن سعد، وعمر بن عبد العزيز، وأحمد، وأبي حنيفة وغيرهم رحمهم الله. ---------------------------------- (1) (ضعيف مرفوعا، صحيح موقوفا) رواه الترمذي (1460)، والدارقطني (3 / 114)، والحاكم (4 / 360)، والبيهقي (8 / 136)، والطبراني في الكبير (1665) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الآبادي تعليقا على الدارقطني: الحديث أخرجه الحاكم والبيهقي والترمذي، وفي إسناده إسماعيل بن مسلم المكي، اهـ. قال الحافظ في التقريب: وكان فقيها ضعيف الحديث. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث، وإسماعيل بن مسلم العبدي البصري قال وكيع: هو ثقة ويروي عن الحسن أيضا، والصحيح عن جندب موقوف، اهـ. قال البيهقي: إسماعيل بن مسلم ضعيف، وقد ضعف الحديث أيضا الحافظ بن حجر، والشيخ الألباني. ---------------------------------- (تعريف النشرة وبيان حكمها) س: ما هي النشرة وما حكمها؟ جـ: النشرة هي حل السحر عن المسحور فإن كان ذلك بسحر مثله فهي من عمل الشيطان، وإن كانت بالرقى والتعاويذ المشروعة فلا بأس بذلك.
(الرقى المشروعة) س: ما هي الرقى المشروعة؟ جـ: هي ما كانت من الكتاب والسُّنَّة خالصة وكانت باللسان العربي، واعتقد كل من الراقي والمرتقي أن تأثيرها لا يكون إلا بإذن الله عز وجل، “فإنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد رقاه جبريل عليه السلام” (1) ورقى هو كثيرا من الصحابة وأقرهم على فعلها بل وأمرهم بها وأحل لهم أخذ الأجرة عليها، كل ذلك في الصحيحين وغيرهما. ---------------------------------- (1) رواه مسلم (السلام / 39، 40). ---------------------------------- |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 9:45 pm | |
| (الرقى الممنوعة) س: ما هي الرقى الممنوعة؟ جـ: هي ما لم تكن من الكتاب ولا السُّنَّة، ولا كانت بالعربية، بل هي من عمل الشيطان واستخدامه والتقرب إليه بما يحبه، كما يفعله كثير من الدجاجلة والمشعوذين والمخرفين وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل والطلاسم كشمس المعارف، وشموس الأنوار وغيرهما مما أدخله أعداء الإسلام عليه وليست منه في شيء، ولا من علومه في ظل ولا فيء، كما بيناه في شرح السلم وغيره.
(حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها) س: ما حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها؟ جـ: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من علق شيئا وكل إليه” (1). “وأرسل -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت” (2) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الرقى والتمائم والتولة شرك” (3) وقال -صلى الله عليه وسلم-: ---------------------------------- (1) (حسن) رواه أحمد (4 / 130، 311)، والترمذي (2072)، والحاكم (4 / 216)، وعبد الرزاق (11 / 17 / 1972) عن الحسن مرسلا، وقد حسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي (1691) قال الشيخ البنا في الفتح الرباني (17 / 188) : هذا الحديث لا تقل درجته عن الحسن، لا سيما وله شواهد تؤيده والله أعلم، اهـ. (2) رواه البخاري (3005)، ومسلم (اللباس / 105)، وأحمد (5 / 216)، وأبو داود (2552). (3) (صحيح) رواه أحمد (1 / 381)، وأبو داود (3883)، وابن ماجه (3530)، والبغوي في شرح السُّنَّة (12 / 156، 157) وقد سكت عنه الإمام أبو داود، وصححه الألباني وحسن إسناده الشيخ أحمد شاكر ورواه الحاكم (4 / 217، 218) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ---------------------------------- “من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له” (1) وفي رواية: “من تعلق تميمة فقد أشرك” (2) ”وقال -صلى الله عليه وسلم- للذي رأى في يده حلقة من صفر: " ما هذا "؟ فقال: من الواهنة. قال: " انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا” (3) وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل، ثم تلا قوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (يوسف: 106) وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: (من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة) (4) وهذا في حكم المرفوع. ---------------------------------- (1) (حسن) رواه أحمد (4 / 154)، والحاكم (4 / 216) وصححه ووافقه الذهبي. قال الهيثمي في المجمع (5 / 103) : رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجالهم ثقات اهـ. وفي سنده خالد بن عبيد المعافري، قال الحافظ في التعجيل عنه: ورجال حديثه موثوقون (262)، وقال المنذري: إسناده جيد. (2) (صحيح) رواه أحمد (4 / 156)، والحاكم (4 / 219) قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات (5 / 103) وقال المنذري في الترغيب: ورواة أحمد ثقات (4 / 307) وصححه الشيخ الألباني، وصحح له الحاكم اهـ. (صحيحه 492). (3) (حسن على الراجح) رواه أحمد (4 / 445)، وابن ماجه (3531)، وابن حبان (1410)، قلت: وقد حسن إسناد ابن ماجه البوصيري، وصحح الحديث الحاكم، ووافقه الذهبي، وقد ضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة (1029) والراجح أنه حسن فانظر ما قال. (4) (ضعيف) رواه ابن أبي شيبة (7 / 375) حديث رقم (3524) وفي سنده الليث بن أبي سليم بن زنيم، قال الحافظ في التقريب: صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك اهـ. ويؤيده ما حكاه ابن أبي شيبة عن جرير قوله في الليث: كان أكثر تخليطا، وقال ابن حبان: اختلط آخر عمره، قلت: ثم إن رواية مسلم عنه مقرونة بأبي إسحاق الشيباني. ---------------------------------- (حكم التعاليق من القرآن) س: ما حكم المعلق إذا كان من القرآن؟ جـ: يروى جوازه عن بعض السلف، وأكثرهم على منعه كعبد الله بن عكيم، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن مسعود وأصحابه رضي الله عنهم وهو الأولى، لعموم النهي عن التعليق، ولعدم شيء من المرفوع يخصص ذلك، ولصون القرآن عن إهانته إذ قد يحملونه غالبا على غير طهارة، ولئلا يتوصل بذلك إلى تعليق غيره، ولسد الذريعة عن اعتقاد المحظور والتفات القلوب إلى غير الله عز وجل، لا سيما في هذا الزمان.
(حكم الكهان) س: ما حكم الكهان؟ جـ: الكهان من الطواغيت وهم أولياء الشياطين الذين يوحون إليهم كما قال تعالى: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ) (الأنعام: 121) الآية، ويتنزلون عليهم ويلقون إليهم الكلمة من السمع فيكذبون معها مائة كذبة كما قال تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ - تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ - يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) (الشعراء: 221 - 223) وقال -صلى الله عليه وسلم- في حديث الوحي: " “فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة” (1). الحديث في الصحيح بكماله، ومن ذلك الخط بالأرض الذي يسمونه ضرب الرمل، وكذا الطرق بالحصى ونحوه. ---------------------------------- (1) صحيح البخاري، كتاب التفسير، تفسير سورة سبأ (4800). ---------------------------------- (حكم من صدق كاهنا) س: ما حكم من صدق كاهنا؟ جـ: قال الله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) (النمل: 65) وقال تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) (الأنعام: 59) الآية، وقال تعالى: (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ) (الطور: 41) وقال تعالى: (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى) (النجم: 35) وقال تعالى: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 216) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-” (1) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدَّقه لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً” (2). ---------------------------------- (1) (صحيح) رواه أحمد (2 / 429)، والبيهقي (8 / 135)، والحاكم (1 / وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما جميعا من حديث ابن سيرين ولم يخرجاه، وصححه الألباني (صحيح الجامع 5815)، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر. (2) رواه مسلم (السلام / 125)، وأحمد (4 / 68، 5 / 380). ---------------------------------- (حكم التنجيم) س: ما حكم التنجيم؟ جـ: قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) (الأنعام: 97) وقال تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ) (الملك: 5) وقال تعالى: (وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ) (الأعراف: 54) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد” (1). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الأئمة” (2) وقال ابن عباس رضي الله عنهما ---------------------------------- (1) (صحيح) رواه أحمد (1 / 227، 311)، وأبو داود (3905)، وابن ماجه (3726)، والبيهقي (8 / 138) وقد سكت عنه الإمام أبو داود وصححه الألباني، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. (2) (ضعيف قد يحسن) وقد روي بمثله وبنحوه عن عدد من الصحابة، وكلها لا يخلو من ضعف، وقد بين ذلك الشيخ الألباني في الصحيحة (1127) وسبقه إلى ذلك الحافظ الهيثمي في المجمع (7 / 203) وقال: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان ". رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو لين وبقية رجاله وثقوا اهـ. وذكر الألباني أن للحديث شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحة، اهـ. ---------------------------------- في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم: " ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق " (1) وقال قتادة رحمه الله تعالى: خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به (2). ---------------------------------- (1) (صحيح) رواه البيهقي (8 / 139)، وعبد الرزاق (11 / 19805)، وابن أبي شيبة (8 / 414)، والدر المنثور (3 / 35) وسنده صحيح، رجاله ثقات. (2) أورده الإمام السيوطي في كتابه الدر المنثور (3 / 43). ---------------------------------- (حكم الاستسقاء بالأنواء) س: ما حكم الاستسقاء بالأنواء؟ جـ: قال الله تعالى: (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) (الواقعة: 82) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالأنواء، والنياحة” (1) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “وقال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب” (2). ---------------------------------- (1) رواه مسلم (الجنائز / 29). (2) رواه البخاري (846، 1038)، ومسلم (الإيمان / 125). ---------------------------------- (حكم الطيرة وما يذهبها) س: ما حكم الطيرة وما يذهبها؟ جـ: قال الله تعالى: (أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ) (الأعراف: 131) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر” (1) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “الطيرة شرك، الطيرة شرك”. قال ابن مسعود وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل (2) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك” (3) ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو: “من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: " أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك” (4) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أصدقها الفأل ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك” (5). ---------------------------------- (1) رواه البخاري (5707)، ومسلم (السلام / 101، 102، 103). (2) (صحيح) رواه أحمد (1 / 389، 438، 440)، والبخاري في الأدب (909)، وأبو داود (3910)، والترمذي (1614)، وابن ماجه (3538)، والحاكم (1 / 17 / 18)، والبيهقي (8 / 139)، والبغوي في شرح السُّنَّة (12 / 177، 178) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسكت عنه أبو داود وصححه الحافظ العراقي وقال الحاكم: صحيح سنده. ثقات رواته، وأقره الذهبي، قال الألباني: وهو كما قال. قلت: وهو عندهم جميعا مرفوع ولكن قال الإمام الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان سليمان بن حرب يقول: هذا الحديث (وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل) قال: هذا عندي قول عبد الله بن مسعود اهـ. (3) (ضعيف) رواه أحمد (1 / 213) قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف لانقطاعه اهـ. وذكر أن ابن علاثة هو محمد بن عبد الله بن علاثة القاضي، قال البخاري في الكبير: وهو ثقة يخطئ، وثقه ابن معين وأفرط الأزدي وغيره في تضعيفه ورميه بالكذب، ورجح الشيخ شاكر أن ما قاله البخاري: في حفظه نظر، هو الحق، ومسلمة الجهني فيه جهالة، ترجمه البخاري ولم يخرجه وهو متأخر عن أن يدرك الفضل بن عباس. (4) (صحيح) رواه أحمد (2 / 220)، وابن السني (293) قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح، قال الهيثمي (5 / 105) : رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات، وقد صححه الألباني في الصحيحة (1065) وقال: قلت والضعف الذي في حديث ابن لهيعة إنما هو في غير رواية العبادلة عنه، وإلا فحديثهم عنه صحيح كما حققه أهل العلم في ترجمته، ومنهم عبد الله بن وهب، وقد رواه عنه كما رأيت اهـ. قلت: وهو في مسند ابن السني. (5) (ضعيف) رواه أبو داود (3919)، والبيهقي (8 / 139)، وابن السني (294) وسكت عنه أبو داود. وضعفه الألباني والاختلاف على عروة بن عامر له صحبة أم لا، قال أبو القاسم الدمشقي: ولا صحبة له تصح، وذكر البخاري وغيره: أنه سمع من ابن عباس، فعلى هذا يكون الحديث مرسلا. ---------------------------------- |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 9:47 pm | |
| (حكم العين) س: ما حكم العين؟ جـ: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “العين حق” (1) ”ورأى -صلى الله عليه وسلم- جارية في وجهها سفعة فقال: " استرقوا لها فإن بها النظرة” (2) وقالت عائشة رضي الله عنها: “أمرني النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسترقى من العين” (3) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “لا رقية إلا من عين أو حمة” (4). وكلها في الصحيح، وفيها أحاديث غير ما ذكرنا كثيرة، ولا تأثير لها إلا بإذن الله، وقد فسر بها قوله عز وجل: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) (القلم: 51) عن كثير من السلف رضي الله عنهم. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (5740، 5944)، ومسلم (السلام / 41، 42). (2) رواه البخاري (5739)، ومسلم (السلام / 59). (3) رواه البخاري (5738)، ومسلم (السلام / 55، 56). (4) رواه البخاري (5705)، ومسلم (الإيمان / 374). ---------------------------------- (أقسام المعاصي وبماذا تكفر السيئات) س: إلى كم قسم تنقسم المعاصي؟ جـ: تنقسم إلى صغائر هي السيئات، وكبائر هي الموبقات.
س: بماذا تكفر السيئات؟ جـ: قال الله تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا) (النساء: 31) وقال تعالى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) (هود: 114) فأخبرنا الله تعالى أن السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات، وكذلك جاء في الحديث: “وأتبع السيئة الحسنة تمحها” (1) وكذلك جاء في الأحاديث الصحيحة أن إسباغ الوضوء على المكاره، ونقل الخطا إلى المساجد والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان وقيام ليلة القدر وصيام عاشوراء وغيرها من الطاعات أنها كفارات للسيئات والخطايا، وأكثر تلك الأحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر، وعليه يحمل المطلق منها فيكون اجتناب الكبائر شرطا في تكفير الصغائر بالحسنات وبدونها. ---------------------------------- (1) (حسن) رواه أحمد (5 / 153، 158، 177، 228)، والترمذي (1987)، والحاكم (1 / 54) من حديث أبي ذر، وقال الإمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، ورواه أحمد (5 / 236) من حديث معاذ بن جبل، وقد حسنه الألباني. ---------------------------------- (تعريف الكبائر) س: ما هي الكبائر؟ جـ: في ضابطها أقوال للصحابة والتابعين وغيرهم فقيل: هي كل ذنب ترتب عليه حد، وقيل: هي كل ذنب أتبع بلعنة أو غضب أو نار أو أي عقوبة، وقيل: هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدِّين وعدم مبالاته به وقلة خشيته من الله، وقيل غير ذلك، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسمية كثير من الذنوب كبائر على تفاوت درجاتها فمنها كفر أكبر كالشرك بالله والسحر، ومنها عظيم من كبائر الإثم والفواحش وهو دون ذلك كقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والتولي يوم الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقول الزور، ومنه قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وشرب الخمر وعقوق الوالدِّين وغير ذلك، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: " هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع) (1) اهـ. ومن تتبع الذنوب التي أطلق عليها أنها كبائر وجدها أكثر من السبعين، فكيف إذا تتبع جميع ما جاء عليه الوعيد الشديد في الكتاب والسُّنَّة من إتباعه بلعنة أو غضب أو عذاب أو محاربة أو غير ذلك من ألفاظ الوعيد، فإنه يجدها كثيرة جدا. راحلته عنده” (2). ---------------------------------- (1) (صحيح) رواه عبد الرزاق (10 / 19702)، والطبري في تفسيره (5 / 27)، وقد ذكره الحافظ في الفتح مستشهدا به، وسكت عنه (فتح الباري 12 / 183) وسنده صحيح. (2) رواه البخاري (6308)، ومسلم (التوبة / 3). ---------------------------------- (ما تُكَفَّرُ به جميع الصغائر والكبائر) س: بماذا تكفر جميع الصغائر والكبائر؟ جـ: تكفر جميعها بالتوبة النصوح، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) (التحريم: وعسى من الله محققة، وقال تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) (الفرقان: 70) الآيات، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ - أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) (آل عمران: 135 - 136) الآيات وغيرها، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “التوبة تجب ما قبلها”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني فنام نومة ثم رفع رأسه، فإذا
(التوبة النصوح) س: ما هي التوبة النصوح؟ جـ: هي الصادقة التي اجتمع فيها ثلاثة أشياء: الإقلاع عن الذنب والندم على ارتكابه، والعزم على أن لا يعود أبدا، وإن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن، فإنه سيطالب بها يوم القيامة، إن لم يتحللها من اليوم ويقتص منه لا محالة، وهو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيئا، قال -صلى الله عليه وسلم-: “من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته وإلا أخذ سيئات أخيه فطرحت عليه” (1). ---------------------------------- (1) تقدم ص 37. ---------------------------------- (وقت انقطاع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس) س: متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس؟ جـ: قال الله تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء: 17) أجمع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن كل شيء عصي الله به فهو جهالة سواء كان عمدا أو غيره وأن كل ما كان قبل الموت فهو قريب، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر” (1). ثبت ذلك في أحاديث كثيرة، فأما إذا عاين الملك، وحشرجت الروح في الصدر وبلغت الحلقوم وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص (وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ) (ص: 3) وذلك قوله عز وجل عقب هذه الآية: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) (النساء: 18) الآية. ---------------------------------- (1) (حسن) رواه أحمد (2 / 132، 153)، والترمذي (3537)، وابن ماجه (4253)، والحاكم (4 / 257)، وابن حبان (2 / 628) بإسناد حسن، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني. ---------------------------------- (انقطاع التوبة من عمر الدنيا) س: متى تنقطع التوبة من عمر الدنيا؟ جـ: قال الله تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) (الأنعام: 158) الآية، وفي صحيح البخاري: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعين، وذلك من حين (لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا) (الأنعام: 158) “ (1) ثم قرأ الآية وقد وردت في معناها أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأمهات وغيرها، وقال صفوان بن عسال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إن الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة، لا يغلق حتى تطلع الشمس منه” (2). رواه الترمذي، وصححه النسائي، وابن ماجه في حديث طويل. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (4636)، ومسلم (الإيمان / 248). (2) (حسن) رواه أحمد (4 / 240)، والترمذي (3536)، وابن ماجه (4070) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد حسنه الألباني. ---------------------------------- (حُكم مَنْ مات من المُوَحِدِّينَ مُصِرًّا على كبيرة) س: ما حكم من مات من الموحدين مُصِرًّا على كبيرة؟ جـ: قال الله عز وجل: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء: 47) وقال تعالى: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ - وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ) (الأعراف: 8 - 9). وقال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ) (آل عمران: 30) الآية، وقال تعالى: (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (النحل: 111) وقال تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (البقرة: 281) وقال تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ - فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ - وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (الزلزلة: 6 - وغير ذلك من الآيات، “وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " من نوقش الحساب عذب " (1) فقالت له عائشة رضي الله عنها: أليس يقول الله: (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا) (الانشقاق: قال: " بلى وإنما ذلك العرض ولكن مَنْ نُوقِشَ الحسابَ عُذِّبَ”. وقد قدمنا من النصوص في الحشر وأحوال الموقف والميزان ونشر الصحف والعرض والحساب والصراط والشفاعات وغيرها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس وتباين أحوالهم في الآخرة بحسب تفاوتهم في الدار الدنيا في طاعة ربهم وضدها من سابق ومقتصد وظالم لنفسه، إذا عرفت هذا فاعلم أن الذي أثبتته الآيات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصالح والصدر الأول من الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أئمة التفسير والحديث والسُّنَّة أن العصاة من أهل التوحيد على ثلاث طبقات: الأولى: قوم رجحت حسناتهم بسيئاتهم، فأولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم النار أبدا. الثانية: قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين ذكر الله تعالى أنهم يقفون بين الجنة والنار ما شاء الله أن يقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة كما قال الله تعالى بعد أن أخبر بدخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وتناديهم فيها، قال: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) (الأعراف: 46) - إلى قوله: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) (الأعراف: 49) الطبقة الثالثة: قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الإثم والفواحش ومعهم أصل التوحيد والإيمان، فرجحت سيئاتهم بحسناتهم، فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم، ومنهم من تأخذه إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، حتى أن منهم من لم يحرم الله منه على النار إلا أثر السجود، وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ولغيره من بعده من الأنبياء والأولياء والملائكة ومن شاء الله أن يكرمه، فيحد لهم حدا فيخرجونهم، ثم يحد لهم حدا فيخرجونهم وهكذا فيخرجون من كان في قلبه وزن دينار من خير، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من خير، ثم من كان في قلبه وزن برة من خير، إلى أن يخرجوا منها من في قلبه وزن ذرة من خير، إلى أدنى من مثقال ذرة إلى أن يقول الشفعاء: ربنا لم نذر فيها خيرا. ولن يخلد في النار أحد ممن مات على التوحيد ولو عمل أي عمل، ولكن كل من كان منهم أعظم إيمانا وأخف ذنبا كان أخف عذابا في النار وأقل مكثا فيها وأسرع خروجا منها، وكل من كان أعظم ذنبا وأضعف إيمانا كان بضد ذلك، والأحاديث في هذا الباب لا تحصى كثرة وإلى ذلك أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: “من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه” (2). وهذا مقام ضلت فيه الأفهام وزلت فيه الأقدام واختلفوا فيه اختلافا كثيرا: (فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (البقرة: 213) ---------------------------------- (1) تقدم ص 35. (2) (صحيح) رواه البيهقي في شعب الإيمان (1 / 56)، وأبو نعيم (5 / 46)، وقد صححه الشيخ الألباني في الصحيحة (1932) فلينظر. ----------------------------------
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 9:51 pm | |
| (هل الحدود كفَّارات لأهلها) س: هل الحدود كفَّارات لأهلها؟ جـ: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وحوله عصابة من أصحابه: “بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه”، يعني غير الشرك، قال عبادة: فبايعناه على ذلك (1). ---------------------------------- (1) رواه البخاري (4894، 6784)، ومسلم (الحدود / 41). ---------------------------------- (الجمع بين قوله عليه السلام: فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه وبين أن مَنْ رجحت سيئاته بحسناته دخل النار) س: ما الجمع بين قوله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: “فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه” (1) وبين ما تقدم من أن مَنْ رجحت سيئاته بحسناته دخل النار؟ جـ: لا منافاة بينهما، فإن ما يشاء الله أن يعفو عنه يحاسبه الحساب اليسير الذي فسره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعرض، وقال في صفته: “يدنو أحدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقول: عملت كذا وكذا، فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا، فيقول: نعم. فيقرره ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم” (2). وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم ممن يناقش الحساب، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “من نوقش الحساب عذب” ". ---------------------------------- (1) تقدم ص 35. (2) تقدم ص 36. ---------------------------------- (المراد بالصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه) س: ما هو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه، ونهانا عن اتباع غيره؟ جـ: هو دين الإسلام الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه ولم يقبل من أحد سواه ولا ينجو إلا من سلكه، ومن سلك غيره تشعبت عليه الطرق وتفرقت به السبل، قال الله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (الأنعام: 153) وخط النبي -صلى الله عليه وسلم- خطا ثم قال: “هذا سبيل الله مستقيما” (1) وخط خطوطا عن يمينه وشماله، ثم قال: “هذه سبل ليس منها سبيل إلا عليه الشيطان يدعو إليه”، ثم قرأ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (الأنعام: 153) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعاً ولا تفرقوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلام والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم” (2). ---------------------------------- (1) (حسن) رواه أحمد (1 / 435، 465)، والحاكم (2 / 318)، وابن حبان (1741، 1742)، والبغوي في شرح السُّنَّة (1 / 196، 197)، وابن أبي عاصم (17) وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وقد حسنه الشيخ الألباني، وإسناده حسن عند ابن حبان. (2) (صحيح) رواه أحمد (4 / 182، 183)، والترمذي (2859)، والحاكم (1 / 37)، والطحاوي في مشكل الآثار (3 / 53، 36)، وابن أبي عاصم (18، 19) من حديث النواس بن سمعان، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولا أعرف له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني. ---------------------------------- (الصراط المستقيم كيفية سلوكه والسلامة من الانحراف عنه) س: بماذا يتأتى سلوكه والسلامة من الانحراف عنه؟ جـ: لا يحصل ذلك إلا بالتمسك بالكتاب والسُّنَّة والسير بسيرهما والوقوف عند حدودهما وبذلك يحصل تجريد التوحيد لله، وتجريد المتابعة للرسول -صلى الله عليه وسلم- (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (النساء: 69) وهؤلاء المنعم عليهم المذكورون هاهنا تفصيلا هم الذين أضاف الصراط إليهم في فاتحة اِلكتاب بقوله تعاليِ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (الفاتحة: 6 - 7) ولا أعظم نعمة على العبد من هدايته إلى هذا الصراط المستقيم، وتجنيبه السبل المضلة، وقد ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته على ذلك كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك” (1). ---------------------------------- (1) (صحيح) رواه أحمد (4 / 126)، وابن ماجه (43)، والحاكم (1 / 96)، وابن أبي عاصم (48، 49) وقد صححه الألباني. ---------------------------------- (ما يُضَادِّ السُّنَّة) س: ما ضد السُّنَّة؟ جـ: ضدها البدع المحدثة وهي شرع ما لم يأذن به الله، وهي: التي عناها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” (1) وقوله -صلى الله عليه وسلم-: " “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة ضلالة” (2) وأشار -صلى الله عليه وسلم- إلى وقوعها بقوله: “وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة” (3) وعينها بقوله -صلى الله عليه وسلم-: “هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي”. وقد برأه الله تعالى من أهل البدع بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ) (الأنعام: 159) الآية. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (2697)، ومسلم (الأقضية / 17). (2) (صحيح) رواه أحمد (4 / 126، 127)، والترمذي (2676) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود (4607)، وابن ماجه (42)، والحاكم (1 / 95، 96، 97)، وابن أبي عاصم (31، 54) وقال البزار: حديث ثابت صحيح، وقال ابن عبد البر: حديث ثابت، وقال الحاكم: صحيح ليس له علة. ووافقه الذهبي وصححه الضياء المقدسي، وقد صححه الألباني في صحيح ابن ماجه. (3) (إسناده حسن وهو صحيح لغيره) رواه الترمذي (2641)، والحاكم (1 / 128، 129) من حديث عبد الله بن عمرو، قال الإمام الترمذي: هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه. وقد حسنه الألباني ورواه أبو داود (4596)، والترمذي (2640)، وابن ماجه (3991) من حديث أبي هريرة حتى قوله (فرقة) وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، وسكت عنه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح. ---------------------------------- (أقسام البدعة باعتبار إخلالها بالدِّين) س: إلى كم قسم تنقسم البدعة باعتبار إخلالها بالدِّين؟ جـ: تنقسم إلى قسمين: بدعة مكفرة وبدعة دون ذلك.
(البدع المُكَفِّرَة) س: ما هي البدع المكفرة؟ جـ: هي كثيرة وضابطها من أنكر أمرا مجمعا عليه متواترا من الشرع معلوما من الدِّين بالضرورة؛ لأن ذلك تكذيب بالكتاب، وبما أرسل الله به رسله كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل، والقول بخلق القرآن أو خلق أي صفة من صفات الله عز وجل، وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلا، وكلم موسى تكليما وغير ذلك، وكبدعة القدرية في إنكار علم الله وأفعاله وقضائه وقدره، وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه وغير ذلك من الأهواء، ولكن هؤلاء منهم من علم أن عين قصده هدم قواعد الدِّين وتشكيك أهله فيه فهذا مقطوع بكفره بل هو أجنبي عن الدِّين من أعدى عدو له، وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليهم، وإلزامهم بها.
(البدع غير المُكَفِّرَة) س: ما هي البدعة التي هي غير مكفرة؟ جـ: هي ما لم تكن كذلك مما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشيء بما أرسل الله به رسله، كبدعة المروانية التي أنكرها عليهم فضلاء الصحابة ولم يقروهم عليها، ولم يكفروهم بشيء منها ولم ينزعوا يدا من بيعتهم لأجلها كتأخيرهم بعض الصلوات إلى أواخر أوقاتها، وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد، والجلوس في نفس الخطبة في الجمعة وغيرها، وسبهم بعض كبار الصحابة على المنابر، ونحو ذلك مما لم يكن منهم عن اعتقاد شرعية بل بنوع تأويل وشهوات نفسانية وأغراض دنيوية.
(أقسام البدع بحسب ما تقع فيه) س: كم أقسام البدع بحسب ما تقع فيه؟ جـ: تنقسم إلى: بدع في العبادات، وبدع في المعاملات.
(أقسام البدع في العبادات) س: إلى كم قسم تنقسم البدع في العبادات؟ جـ: إلى قسمين: الأول: التعبد بما لم يأذن الله أن يعبد به البتة، كتعبد جهلة المتصوفة بآلات اللهو والرقص والصفق والغناء وأنواع المعازف وغيرهما مما هم فيه مضاهئون فعل الذين قال الله تعالى فيهم: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) (الأنفال: 35). الثاني: التعبد بما أصله مشروع، ولكن وضع في غير موضعه ككشف الرأس مثلا هو في الإحرام عبادة مشروعة، فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو في الصلاة أو غيرها بنية التعبد كان بدعة محرمة، وكذلك فعل سائر العبادات المشروعة في غير ما تشرع فيه كالصلوات النفل في أوقات النهي، وكصيام يوم الشك، وصيام العيدين، ونحو ذلك.
(حالات البدعة مع العبادة التي تقع فيها) س: كم حالة للبدعة مع العبادة التي تقع فيها؟ جـ: لها حالتان: الأولى: أن تبطلها جميعا كمن زاد في صلاة الفجر ركعة ثالثة، أو في المغرب رابعة، أو في الرباعية خامسة متعمدا، وكذلك إن نقص مثل ذلك. الحالة الثانية: أن تبطل البدعة وحدها كما هي باطلة ويسلم العمل الذي وقعت فيه كمن زاد في الوضوء على ثلاث غسلات فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقل ببطلانه بل قال: “فمن زاد على هذا، فقد أساء وتعدَّى وظلم” (1). ونحو ذلك. ---------------------------------- (1) (حسن) رواه النسائي (1 / 88)، وابن ماجه (422)، والبيهقي (1 / 79) قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية: قال الشيخ تقي الدِّين في " الإمام ": وهذا الحديث عند من يصحح حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لصحة الإسناد إلى عمرو اهـ. (1 / 29) وذكر الحافظ ابن حجر في التلخيص (1 / 83) صحة طرق الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند النسائي وابن خزيمة وابن ماجه وأبي داود. وذكر الألباني أن إسناده عند النسائي وابن ماجه وأبي داود حسن إلا في زيادة لفظ (أو نقص) فهي زيادة منكرة. ---------------------------------- |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 9:55 pm | |
| (البدع في المعاملات) س: ما هي البدع في المعاملات؟ جـ: هي اشتراط ما ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله، كاشتراط الولاء لغير المعتق كما في قصة بريرة لما اشترط أهلها الولاء قام النبي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: “أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق ما بال رجال منكم يقول أحدهم: اعتق يا فلان ولي الولاء إنما الولاء لمن أعتق” (1). وكذلك كل شرط أحل حراماً، أو حرم حلالاً. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (456، 1493، 2155)، ومسلم (العتق / 5، 14). ---------------------------------- (الواجب التزامه في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته) س: ما الواجب التزامه في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته؟ جـ: الواجب لهم علينا سلامة قلوبنا وألسنتنا لهم، ونشر فضائلهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم، والتنويه بشأنهم كما نوه تعالى بذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن، وثبتت الأحاديث الصحيحة في الكتب المشهورة من الأمهات، وغيرها في فضائلهم، قال الله عز وجل: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الفتح: 29) وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (الأنفال: 74) وقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالدِّين فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة: 100) وقال تعالى: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ) (التوبة: 117) الآية، وقال تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ - وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر: 8 - 9) الآية، وغيرها كثير. ونعلم ونعتقد أن الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال: " “اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم” (1) وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، وبأنه “لا يدخل النار ممن بايع تحت الشجرة” (2) بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا ألفا وأربعمائة وقيل: خمسمائة، قال الله تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) (الفتح: 18) الآية، ونشهد بأنهم أفضل القرون من هذه الأمة التي هي أفضل الأمم، وأن من أنفق مثل أحد ذهبا ممن بعدهم لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه، مع الاعتقاد أنهم لم يكونوا معصومين، بل يجوز عليهم الخطأ، ولكنهم مجتهدون للمصيب منهم أجران ولمن أخطأ أجر واحد على اجتهاده، وخطؤه مغفور، ولهم من الفضائل والصالحات والسوابق ما يذهب سيئ ما وقع منهم إن وقع، وهل يغير يسير النجاسة البحر إذا وقعت فيه، رضي الله عنهم وأرضاهم، وكذلك القول في زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ونبرأ من كل من وقع في صدره أو لسانه سوء على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته، أو على أحد منهم، ونشهد الله تعالى على حبهم وموالاتهم والذب عنهم ما استطعنا حفظا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وصيته إذ يقول: “لا تسبوا أصحابي” (3). وقال: “الله الله في أصحابي” (4) وقال: “إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به” (5) ثم قال: “وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي”. الحديث في الصحيحين وغيرهما. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (3007، 3081، 3983)، ومسلم (فضائل الصحابة / 161). (2) رواه مسلم (فضائل الصحابة / 163)، وأبو داود (4653)، والترمذي (3860). (3) رواه البخاري (3673)، ومسلم (فضائل الصحابة / 221، 222)، وأحمد (3 / 11، 54)، وأبو داود (4658)، والترمذي (3861)، وابن ماجه (161). (4) (إسناده ضعيف) رواه أحمد (5 / 54، 57)، والترمذي (3862)، وابن حبان (16 / 7256)، وابن أبي عاصم (992)، وأبو نعيم (8 / 287) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي بعض النسخ له: حديث حسن غريب. وفي سنده: عبد الرحمن بن زياد ويقال: عبد الله بن عبد الرحمن ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله. لم يوثقه غير ابن حبان ولم يرو عنه غير عبيد الله بن رائطة ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي: لا يعرف. وقال يحيى بن معين: لا أعرفه. وقال عنه الحافظ في التقريب: مقبول اهـ. قلت: يعني عند المتابعة، ولا توجد هنا. (5) رواه مسلم (فضائل الصحابة / 36). ---------------------------------- (أفضل الصحابة إجمالا) س: من أفضل الصحابة إجمالاً؟ جـ: أفضلهم السابقون الأولون من المهاجرين، ثم منِ الأنصار، ثم أهل بدر، فأحُد، فبيعة الرضوان، فمَنْ بعدهم، ثم: (مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) (الحديد: 10).
(أفضل الصحابة تفصيلاً) س: من أفضل الصحابة تفصيلاً؟ جـ: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “كنا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نفاضل بينهم” (1) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر في الغار: “ما ظنك باثنين الله ثالثهما” (2) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “لو كنت مُتخذاً من أمَّتِي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخي وصاحبي” (3) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله بعثني إليكم فقلتم: كَذَبْتَ وقال أبو بكر: صَدَقْتَ، وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي” (4) مرتين وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك” (5) وقال -صلى الله عليه وسلم-: " “لقد كان فيما قبلكم ---------------------------------- (1) رواه البخاري (3655، 3697). (2) رواه البخاري (3653، 3922). (3) رواه البخاري (3656)، ومسلم (فضائل الصحابة / 3). (4) رواه البخاري (3661، 4640). (5) رواه البخاري (3294)، ومسلم (فضائل الصحابة / 22). ---------------------------------- محدثون فإن يكن في أمتي أحَدٌ فإنه عمر” (1) وقال -صلى الله عليه وسلم- في تكلم الذئب والبقرة: “فإني أومن به وأبو بكر وعمر” (2) وما هما ثَمَّ، ولما ذهب عثمان إلى مكة في بيعة الرضوان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده اليمنى: “هذه يد عثمان " فضرب بها على يده فقال: " هذه لعثمان” (3) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من يحفر بئر رومة فله الجنة” (4). فحفرها عثمان، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من جهز جيش العسرة فله الجنة” (5). فجهزه عثمان، وقال -صلى الله عليه وسلم- فيه: “ألا أستحي ممن استحيت منه الملائكة” (6). وقال -صلى الله عليه وسلم- لعلي رضي الله عنه: “أنت مني وأنا منك” (7). وأخبر -صلى الله عليه وسلم- عنه “أنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله” (8). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من كنت مولاه فعلي مولاه” (9). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة ---------------------------------- (1) رواه البخاري (3669، 3689)، ومسلم (فضائل الصحابة / 23). (2) رواه البخاري (2324، 3471)، ومسلم (فضائل الصحابة / 13)، وأحمد (2 / 245، 246)، والترمذي (3677، 3695). (3) رواه البخاري (3698، 4066). (4) رواه البخاري (2778). (5) رواه البخاري (2778). (6) رواه مسلم (فضائل الصحابة / 26). (7) رواه البخاري (2699، 4251). (8) رواه البخاري (2975، 3009)، ومسلم (الجهاد / 132) وفي (فضائل الصحابة / 32، 33، 34). (9) (صحيح) رواه أحمد (4 / 368، 370، 372)، والترمذي (3731) وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحاكم (3 / 109، 110)، وابن أبي عاصم في السُّنَّة (1365، 1367)، وابن حبان (2205 / موارد)، والطبراني (3968) قال الهيثمي في المجمع (9 / 104) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي. وقد ذكر الألباني أن الحديث ورد من طرق كثيرة عن عشرة من الصحابة، كلها بين صحيح وحسن ثم قال في آخر بحثه: أن حديث الترجمة حديث صحيح بشرطيه بل الأول منه متواتر عنه -صلى الله عليه وسلم- (صحيحه / 1750). ---------------------------------- هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي” (1). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، قال سعيد بن زيد: ولو شئت لسميت العاشر يعني نفسه” (2) رضي الله عنهم أجمعين، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله عز وجل أبيّ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح” (3). وقال -صلى الله عليه وسلم- في الحسن والحسين: " “إنهما سيدا شباب أهل ---------------------------------- (1) رواه البخاري (3706، 4416)، ومسلم (فضائل الصحابة / 30، 31). (2) (صحيح) رواه أبو داود (4649)، والترمذي (3757)، وابن ماجه (134)، وابن أبي عاصم (1428) من حديث سعيد بن زيد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني ورواه أحمد (1 / 193)، والترمذي (3747) من حديث عبد الرحمن بن عوف، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. (3) (صحيح) رواه أحمد (3 / 184، 281)، والترمذي (3790، 3791)، وابن ماجه (154)، والحاكم (3 / 422)، ومشكل الآثار (1 / 351)، وأبو نعيم (3 / 122) قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. في الأول وقال في الرواية الثانية: حسن صحيح. (1/128) ---------------------------------- الجنة” (1) ”وأنهما ريحانتاه” (2). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم إني أحبهما فأحبهما” (3) وقال في الحسن: " “إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين” (4) فكان الأمر كما قال، وقال في أمهما: “إنها سيدة نساء أهل الجنة” (5) وقد ثبت لكثير من الصحابة فضائل على العموم والانفراد كثيرة لا تحصى، ولا يلزم من إثبات فضيلة لأحدهم في شيء أن يكون أفضل من الآخرين من كل وجه إلا الخلفاء الأربعة، أما الثلاثة فلحديث ابن عمر السابق، وأما علي فبإجماع أهل السُّنَّة أنه كان بعدهم أفضل من على وجه الأرض. ---------------------------------- (1) (صحيح) رواه الترمذي (3768)، وأحمد (3 / 3، 62، 64، 80)، والحاكم (3 / 167) عن أبي سعيد الخدري. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة، وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله قلت: الحكم فيه لين. قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق سيئ الحفظ. قلت: قد ورد الحديث عن عشرة من الصحابة منهم أبو سعيد، قد ذكرها بطرقها الألباني في الصحيحة (796)، ثم قال: فالحديث صحيح بلا ريب، بل هو متواتر كما نقله المناوي اهـ. (2) رواه البخاري (3753، 5994). (3) رواه البخاري (3747). (4) رواه البخاري (2774). (5) رواه البخاري (3624، 6286). ---------------------------------- (مدة الخلافة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) س: كم مدة الخلافة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ جـ: روى أبو داود وغيره عن سعيد بن جُمهان عن سفينة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي اللهُ المُلكَ مَنْ يشاء” (1). الحديث، فكان ذلك مدة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، فأبو بكر سنتان وثلاثة أشهر، وعمر عشر سنين وستة أشهر، وعثمان اثنتا عشرة سنة، وعلي أربع سنين وتسعة أشهر ويكملهما ثلاثين بيعة الحسن بن علي ستة أشهر، وأول ملوك الإسلام معاوية رضي الله عنه، وهو خيرهم وأفضلهم ثم كان بعده مُلكاً عَضُوضاً إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فعَدَّهُ أهل السُّنَّة خليفة خامساً لسَيْرِهِ بسيرة الخلفاء الراشدين. ---------------------------------- (1) (صحيح) رواه أحمد (5 / 220، 221)، وأبو داود (4646، 4647)، والترمذي (2226)، والحاكم (3 / 71، 145)، والطحاوي (4 / 363)، وابن حبان (6904)، وابن أبي عاصم (1181) قال الترمذي: وهذا حديث حسن. وقد قال الألباني بعد سرد الحديث وطرقه وشواهده: وجملة القول أن الحديث حسن من طريق سعيد بن جُمهان صحيح بهذين الشاهدين لا سيما وقد قواه من سبق ذكرهم وهاك أسماءهم: الإمام أحمد والترمذي وابن جرير الطبري وابن أبي عاصم وابن حبان والحاكم وابن تيمية والذهبي والعسقلاني. اهـ (صحيحه / 460). ----------------------------------
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 9:58 pm | |
| (الدليل على خلافة الأربعة جملة) س: ما الدليل على خلافة هؤلاء الأربعة جملة؟ جـ: الأدلة عليها كثيرة لا تُحصى، فمنها حصر مدتها في ثلاثين سنة فكانت مدة ولايتهم، ومنها ما تقدَّم من تفضيلهم على غيرهم وتفاضلهم على ترتيب خلافتهم، ومنها ما روى أبو داود وغيره عن سمرة بن جندب أن رجلاً قال: “يا رسول الله إني رأيت كأن دلواً أُدلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شرباً ضعيفاً، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلّع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلّع ثم جاء عليٌ فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيء” (1) ومنها وهو أقواها إجماعًا مَنْ يعتد بإجماعهم على خلافة هؤلاء الأربعة، ولا يطعن في خلافة أحَدٍ منهم إلا ضَالٌّ مُبتدع. ---------------------------------- (1) (إسناده فيه ضعف) رواه أحمد (5 / 21)، وأبو داود (4637)، والطبراني (6965)، وابن أبي عاصم (1141) وفي سنده عبد الرحمن الجرمي ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب: مقبول، وقال الذهبي: ما حدث عنه سوى ولده أشعث. وقال الألباني: فيه جهالة، وضعف إسناده. ---------------------------------- (الدليل على خلافة الثلاثة إجمالاً) س: ما الدليل على خلافة الثلاثة إجمالاً؟ جـ: الأدلة على ذلك كثيرة منها ما تقدَّم، ومنها حديث أبي بكر رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم: “مَنْ رأى منكم رؤيا "؟ فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزاناً نزل من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رُفِعَ الميزان” (1) وقال -صلى الله عليه وسلم-: “أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر” (2). وكلا الحديثين في السنن. ---------------------------------- (1) (صحيح) رواه أبو داود (4634)، والترمذي (2278)، والحاكم (3 / 70، 71) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وسكت عنه الإمام أبو داود، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: أشعث هذا ثقة لكن ما احتجا به، وصححه الألباني. (2) (إسناده ضعيف) رواه أحمد (3 / 355)، وأبو داود (4636)، وابن أبي عاصم (1134)، والحاكم (3 / 71، 72) وصححه ووافقه الذهبي، وفي سنده عمرو بن أبان قال عنه الحافظ: مقبول ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في التهذيب: قال ابن حبان: روى عن جابر ولا أدري أسمع منه أم لا وقال المنذري: فعلى هذا فالإسناد منقطع، لأن الزهري لم يسمع من جابر، وضعفه الألباني. ---------------------------------- (الدليل على خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إجمالاً) س: ما الدليل على خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إجمالاً؟ جـ: على ذلك أدلة كثيرة، منها ما في الصحيح قال -صلى الله عليه وسلم-: “بينما أنا نائم رأيتُنِي على قليب عليها دلو، فنزعتُ منها ما شاء الله ثم، أخذه ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غرباً، فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقرياً من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن.” (1).
(الدليل على خلافة أبي بكر وتقديمه فيها) س: ما الدليل على خلافة أبي بكر وتقديمه فيها؟ جـ: الأدلة على ذلك لا تُحصى، منها ما تقدَّم، ومنها ما في صحيح البخاري ومسلم: “أن امرأة أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمرها أن ترجع قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك -كأنها تقول الموت- قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن لم تجديني فأتي أبا بكر” (2). ومنها ما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ادعي لي أباكِ وأخاكِ حتى أكتب كتاباً فإني أخافُ أن يتمنَّى متمن ويقول قائل: أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر” (3). وهكذا قال -صلى الله عليه وسلم- في تقديمه في الصلاة في مرض موته -صلى الله عليه وسلم-، وأجمع على بيعته جميع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار فمَنْ بعدهم.
(الدليل على تقديم عمر في الخلافة بعد أبي بكر) س: ما الدليل على تقديم عمر في الخلافة بعد أبي بكر؟ جـ: أدلته كثيرة منها ما تقدَّم، ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: “إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي” (4) وأشار إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ومنها ما في حديث الفتنة التي تموج كموج البحر، قال حذيفة رضي الله عنه لعمر: “إن بينك وبينها باباً مُغلقاً، قال أيُفتح أم يُكسر؟ قال: بل يُكسر، قال عمر: إذاً لا يُغلق، فكان الباب عمر وكسره قتله، فلم يُرفع بعده سيف بين الأمَّةِ” (5) وقد أجمعت الأمَّةُ على تقديمه في الخلافة بعد أبي بكر رضي الله عنهما. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (3633، 3676، 3682)، ومسلم (فضائل الصحابة / 17، 19). (2) رواه البخاري (3659، 7220، 7360)، ومسلم (فضائل الصحابة / 10). (3) رواه البخاري (5666، 7317)، ومسلم (فضائل الصحابة / 11). (4) (صحيح) رواه أحمد (5 / 382)، والترمذي (3662، 3663)، وابن ماجه (97)، وابن أبي عاصم (1148، 1149)، والحاكم (3 / 75)، والطحاوي (2 / 83، 84) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الألباني. (5) رواه البخاري (525، 1435، 1895)، ومسلم (الإيمان / 231)، وأحمد (5 / 386، 401). ---------------------------------- (الدليل على تقديم عثمان بعدهما في الخلافة) س: ما الدليل على تقديم عثمان بعدهما في الخلافة؟ جـ: الأدلة على ذلك كثيرة منها ما تقدَّم، ومنها حديث كعب بن عجرة قال: “ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتنة فقربها فمَرَّ رجل مقنع رأسه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذا يومئذ على الهُدى" فوثبتُ فأخذت بضبعي عثمان ثم استقبلت رسول الله، فقلت: هذا. قال: "هذا". رواه ابن ماجه، ورواه الترمذي عن مرة بن كعب وقال: هذا حديث حسن صحيح (1). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يوماً فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمَّصَكَ اللهُ فلا تخلعه" يقول ذلك ثلاث مرات” (2). رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والترمذي وحسنه، وابن حبان في صحيحه، وأجمع على بيعته أهل الشورى ثم سائر الصحابة، وأول مَنْ بايعه عَلَيٌ رضي الله عنه بعد عبد الرحمن بن عوف ثم الناس بعده. ---------------------------------- (1) (صحيح) رواه أحمد (4 / 235، 236، 242)، والترمذي (3705)، وابن أبي عاصم (1294)، وابن ماجه (111) وصححه الألباني. (2) (صحيح) رواه أحمد (6 / 75، 86، 87)، والترمذي (3705)، وابن ماجه (112) وقال الحاكم: صحيح عالي الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: أنى له الصحة ومداره على فرج بن فضالة. وصححه الألباني وتعقب قول الذهبي بقوله: قد توبع، وبين متابعاته التي صححه بها، انظر ظلال الجنة في تخريج السُّنَّة (1172). ---------------------------------- (الدليل على خلافة علي وأولويته بالحق بعدهم) س: ما الدليل على خلافة علي وأولويته بالحق بعدهم؟ جـ: أدلة ذلك كثيرة، منها ما تقدم، ومنها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار” (1). فكان مع علي رضي الله عنه فقتله أهل الشام، وهو يدعوهم إلى السُّنَّة والجماعة وطاعة الإمام الحق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحديث في الصحيح، وفيه قال -صلى الله عليه وسلم-: “تمرق مارقة على حين فرقة من الناس يقتلهم أولى الطائفتين بالحق” (2). فمرقت الخوارج فقتلهم علي رضي الله عنه يوم النهروان، وهو الأولى بالحق بإجماع أهل السُّنَّة قاطبة، رحمهم الله تعالى. ---------------------------------- (1) رواه البخاري (447، 2812)، ومسلم (الفتن / 70، 72، 73). (2) رواه مسلم (الزكاة / 149، 150، 151). ----------------------------------
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الجمعة 07 مايو 2021, 10:01 pm | |
| (الواجب لولاة الأمور والدليل على ذلك) س: ما الواجب لولاة الأمور؟ جـ: الواجب لهم النصيحة بموالاتهم على الحق وطاعتهم فيه، وأمرهم به وتذكيرهم برفق، والصلاة خلفهم والجهاد معهم، وأداء الصدقات إليهم، والصبر عليهم وإن جاروا، وترك الخروج بالسيف عليهم، ما لم يظهروا كفرا بواحا، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم، وأن يدعى لهم بالصلاح والتوفيق.
س: ما الدليل على ذلك؟ جـ: الأدلة على ذلك كثيرة، منها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء: 59) الآية، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “اسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد” (1). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية” (2). وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: “دعانا النبي -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان” (3). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا” (4). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة” (5). وقال: “إنما الطاعة في المعروف” (6). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع” (7). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من خلع يدا ---------------------------------- (1) رواه البخاري (693، 696، 7142). (2) رواه البخاري (7053، 7054، 7143)، ومسلم (الفتن / 55، 56). (3) رواه البخاري (7052)، ومسلم (الإمارة / 41، 42). (4) رواه مسلم (الإمارة / 37)، وأحمد (4 / 70). (5) رواه البخاري (1724، 2955)، ومسلم (الإمارة / 38). (6) رواه البخاري (4340، 7257)، ومسلم (الإمارة / 39، 40). (7) رواه مسلم (الإمارة / 52). ---------------------------------- من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية” (1). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهو جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان” (2). وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع " قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: " لا، ما صلوا” (3) وغير ذلك من الأحاديث، وهذه كلها في الصحيح.
(على مَنْ يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما مراتبه) س: على من يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما مراتبه؟ جـ: قال الله عز وجل: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران: 104) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من رأى منكم مُنكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” (4). رواه مسلم. وفي هذا الباب من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية ما لا يحصى، وكلها تدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل من رآه لا يسقط عنه إلا أن يقوم به غيره كل بحسبه، وكل ما كان العبد على ذلك أقدر وبه أعلم كان عليه أوجب وله ألزم، ولم ينج عند نزول العذاب بأهل المعاصي إلا الناهون عنها، وقد أفردنا هذه المسألة برسالة بها وافية ولطالبي الحق كافية، ولله الحمد والمنة. ---------------------------------- (1) رواه مسلم (الإمارة / 58). (2) رواه مسلم (الإمارة / 59، 60). (3) رواه مسلم (الإمارة / 62، 63، 64). (4) رواه مسلم (الإيمان / 78، 79). ---------------------------------- (حكم كرامات الأولياء) س: ما حكم كرامات الأولياء؟ جـ: كرامات الأولياء حق، وهو ظهور الأمر الخارق على أيديهم الذي لا صنع لهم فيه، ولم يكن بطريق التحدي، بل يجريه الله على أيديهم، وإن لم يعلموا به كقصة أصحاب الكهف، وأصحاب الصخرة (1) وجريج الراهب (2) وكلها معجزات لأنبيائهم، ولهذا كانت في هذه الأمة أكثر وأعظم لعظم معجزات نبيها، وكرامته على الله عز وجل، كما وقع لأبي بكر في أيام الردة (3) وكنداء عمر لسارية وهو على المنبر فأبلغه وهو بالشام (4) وككتابته إلى نيل مصر فجرى (5) وكخيل العلاء بن الحضرمي إذ خاض بها البحر في غزو الروم، وكصلاة أبي مسلم الخولاني في النار التي أوقدها له الأسود العنسي، وغير ذلك مما وقع لكثير منهم في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعده في عصر الصحابة والتابعين لهم بإحسان ومن بعدهم إلى الآن، وإلى يوم القيامة، وكلها في الحقيقة معجزات لنبينا -صلى الله عليه وسلم- لأنهم إنما نالوا ذلك بمتابعته، فإن اتفق شيء من الخوارق لغير متبع النبي فهي فتنة وشعوذة لا كرامة، وليس من اتفقت له من أولياء الرحمن بل من أولياء الشيطان، والعياذ بالله. ---------------------------------- (1) رواه مسلم (الذكر / 100)، والبخاري في الأدب (5974). (2) رواه البخاري (3436، 2482)، ومسلم (البر / 7، 8). (3) راجع تاريخ الإسلام للذهبي (3 / 20، 25). (4) (حسن) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة (2 / 740)، وابن كثير في البداية (7 / 131)، وابن حجر في الإصابة (3 / 52، 53) وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر، نقله عنه السخاوي في المقاصد (1333). (5) (إسناده فيه ضعف) ابن كثير في التفسير (3 / 464) وفي سنده ابن لهيعة، وهو مختلف فيه، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه اهـ. ---------------------------------- (صفة أولياء الله) س: من هم أولياء الله؟ جـ: هم كل من آمن بالله واتقاه واتبع رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقال الله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس: 62) ثم بينهم فقال: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس: 63) الآيات، وقال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) (البقرة: 257) الآية، وقال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ - وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة: 55 - 56) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي المتقون” (1). وقال الحسن رحمه الله تعالى: ادعى قوم محبة الله، فامتحنهم الله بهذه الآية: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران: 31) الآية، وقال الشافعي رحمه الله تعالى: " إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تصدقوه ولا تغتروا به حتى تعلموا متابعته للرسول -صلى الله عليه وسلم- (2)". ---------------------------------- (1) رواه مسلم (الإيمان / 366) كلهم بهذا المعنى. (2) رواه البخاري (3116، 3640، 3641)، ومسلم (الإيمان / 247). ---------------------------------- (الطائفة التي عناها النبي عليه السلام بقوله لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة) س: من هي الطائفة التي عناها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى”؟ جـ: هذه الطائفة هي الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة، كما استثناها النبي -صلى الله عليه وسلم- من تلك الفرق بقوله: “كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة”. وفي رواية قال: “هم مَنْ كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي”، نسألُ اللهَ تعالى أن يجعلنا منهم وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يَهَبَ لنا من لدنهُ رحمة إنه هو الوهَّاب (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الصافات: 180 - 182).
يقول جامعه غفر الله تعالى له ولوالديه: فرغت من تسويده نهار الاثنين أول يوم من شهر شعبان عام خمسة وستين بعد الثلاثمائة والألف من هجرة خاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وفرغتُ من تبيضه نهار الأحد رابع عشر من الشهر المذكور، جعل اللهُ سعينا خالصاً لوجهه آمين.
المصدر: https://islamhouse.com/read/ar/200 |
|
| |
| 200 سؤال وجواب في العقيدة | |
|