أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52691 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52691 العمر : 72
| موضوع: رد: أخِي المَرِيضْ.. تَـذَكَّــرْ الأربعاء 28 أبريل 2021, 1:40 am | |
| وصبرُك على المرض يتحقَّق بثلاثة شروط: الأول: ألا تسخط أبداً، وألا تحدث نفسك بالجزع والسُّخط، وهذا يستلزم أن تُحسن ظنَّك بالله، وأن تكون راضياً بما قسمه اللهُ لك.
الثاني: أن تمسك عن الشكوى إلا إلى الله وحده.
الثالث: أن تحبس الجوارح جميعها عن فعل ما يُنافي الصبر ويُضاده.
عدم الشكوى إلا إلى الله: أخي: إن الله سبحانه هو كاشف الضُّر والبلوى، ويُحِبُّ مَنْ يدعوه، ويُلِحُّ عليه في الدُّعاء: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (البقرة: 186)، كما أنه سبحانه يكره من المريض أن يشكوه إلى الخلق، فإن ذلك مُنَافِ الصبر، وصفاء التوحيد.
قال معروف الكرخي: "إن اللهَ ليبتلي عبده المؤمن بالأسقام، والأوجاع، فيشكو إلى أصحابه، فيقولُ اللهُ -تبارك وتعالى-: "وعِزَّتِي وجلالي ما ابتليتُك بهذه الأوجاع والأسقام إلا لأغسلك من الذنوب فلا تشتكيني".
وهذا الإمام أحمد -رحمه الله- جاءه عُوَّادٌ يعودونه في مرض فقالوا: كيف تجدُك يا أبا عبد الله؟ قال: بخير وعافية. فقالوا له: حممت البارحة؟ قال: إذا قلت لك أنا في عافية فحسبُك، لا تحوجني إلى ما أكره".
فكان -رحمه الله- يكره أن يُسَمِّي مرضه خوفاً من أن يدخل ذلك في الشكوى، فيذهب أجره وثوابه وصبره ورضاه بما كتب اللهُ له.
فتذكَّر -أخي- أن تمام الصبر بَثُّ الشَّكوى إلى اللهِ وحده، كما فعل يعقوب عليه السلام: "إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ" (يوسف: 86)، وأن الشكوى إلى غيره سبحانه تقدح الأجر، وربما ألحقت بصاحبها الوزر.
حُسْنُ ظَنِّكَ باللهِ: فإن حُسْنَ الظنِّ باللهِ -مع إحسان العمل- فقهٌ جليلٌ لا يُوَفَّقُ إليه إلا مَنْ عَرَفَ اللهَ -جل وعلا- بأسمائه وصفاته، وقَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ؛ قال تعالى في الحديث القدسي: "أنا عند حُسن ظن عبدي بي، فإن ظنَّ خيرًا فله، وإن ظنَّ شرًا فله".
أخي: فأحْسِنْ ظَنَّكَ بالله.. فهو الذي ابتلاك يريد بك خيراً.. وهو القادر على شفائك إن شاء!
أحْسِنْ ظَنَّكَ بربك فإنما ابتلاك ليغفر لك الذنب.. ويقيك مغبَّة العقاب يوم الحساب.. ألا ترى كيف استدرج الكُفَّارَ فعافاهم.. وقوَّاهم وأعطاهم.. وأملى لكثير من الظالمين فما نال منهم مرض.. وما لهم يوم القيامة في العذاب من مَرَدٍ!
كيف لا تُحْسِنْ ظنَّك بالله.. وقد أراد بك خيراً؟!
كيف لا تُحْسِنْ ظنَّك بالله وفضلهُ عليك عظيم؟!
فقد خلقك وأوجدك.. ورزقك فأغناك.. وأعطاك وكفاك.. وأطعمك وسقاك.. وسترك وآواك.. ولا تزال أنفاسك وعافيتك شاهدة على رعايته وعنايته على ما أنت عليه من البلاء! "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا" (النحل: 18).
كيف لا تُحْسِنُ ظَنَّكَ بالله وقد علمت كم شفى من مريض.. وكم عافى من سقيم.. وكم أنجى من مكروب!
وكيف لا تُحْسِنُ ظَنَّكَ بالله، وقد سبقت رحمته غضبه؟!
وكيف لا تُحْسِنُ ظَنَّكَ بالله، وقد وعدك إن دَعَوْتَهُ بالاستجابة، وإن استَغْفَرْتَهُ بالمغفرة، وإن تقرَّبتَ إليه شِبْراً تقرَّبَ إليك ذراعاً، وإن أتيته ماشياً أتاك هرولةً.
كيف لا تُحْسِنُ به ظَنَّكَ وهو أقربُ إليك من حبل الوريد، وأرحمُ بك من رحمتك بنفسك، ورحمة أبويك بك.
فأحْسِنْ أخِي ظَنَّكَ بالله، وقد علمت مِمَّا تقدَّم أن بلاءك ومرضك نعمة؛ إن تلقيتها بالرضا والصبر واحتساب الأجر على الله تعالى.
لن تستطيع لأمر الله تعقيباً فاستنجد الصبر أو فاستثمر الحوبا وافزع إلى كنف التسليم وارض بما قضى المُهيمنُ مكــروهاً ومحـبـوباً
لا تيأس من رَوْحِ الله أخي المريض: لا تيأس من العلاج، فإن يأسك من سُوءِ الظَّنِّ بالله، وهو عليك حرامٌ بنَصِّ قول الله -جل وعلا-: "وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف: 87)، وقوله سبحانه: "لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ" (الزمر: 53).
فاليأسُ -أخي- من تسويلات الشيطان، فهو من أحَدِ أسلحته التي يستعملها لإبعاد العباد عن الله، والتفريق بين المؤمن وربه.
وهذا السلاح سلاحه مع عموم أهل البلاء؛ فكيف بالمريض الذي طال به البلاء.. واستطال عليه الدَّاء، فلا شك أن الشيطان ينتهز فرصة ضعفة وضيقه، وعُسره لينفث في قلبه اليأس ويقتل في نفسه الأمل في الله. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52691 العمر : 72
| |