أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: 7ـ الشجرة الملعـونة في القرآن السبت 23 يناير 2021, 10:43 pm | |
| 7ـ الشجرة الملعـونة في القرآنالمقدم: يقول الله -تعالى- في سورة الإسراء: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا)، فما هذه الشجرة الملعونة المشار إليها في هذه الآية الكريمة؟أبي: حكى الإمام ابن جرير الطبري -رحمه الله- إجماع الحجة من المفسرين على أن الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم في جهنم في الآخرة. وتلك شجرة ورد ذكرها في القرآن الكريم في عدة مواضع، وحدّد الله أرضها التي تنبت فيها فقال: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ)، فتربة شجرة الزقوم هي قرار الجحيم ووسطها، كما وصف الله ثمارها بقوله: (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) يعني: ثمرتها مثلُ رأس الشيطان، وهذا مشبَّهٌ به غيرُ معروفٍ في المشاهدات، غير أن لدى كل إنسان تصورًا عامًا عن شكل رأس الشيطان.
حتى إذا ما ذُكر راح العقل يتخيل منظرًا قبيحًا، وشكلًا مخيفًا، وصورةً قبيحةً لا تقر بها العين، ولا يسكن لها الفؤاد.
كما حدثنا الله عن مذاق هذه الثمرة المستقبحة، فقال: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ(43)طَعَامُ الْأَثِيمِ(44)كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ(45)كَغَلْيِ الْحَمِيمِ)، فهي طعام أهل الآثام والذنوب العظيمة في النار، وإذا بلغت أمعاءهم كانت كالماء الحار غاية الحرارة، تغلي في بطونهم وتفور من حرارتها.
المقدم: وما علاقة هذه الشجرة الملعونة بسورة الإسراء لتُذكر فيها؟
أبي: هذه العلاقة ثابتةٌ فيما رواه الإمام أحمد والإمام الطبري -رحمهما الله- من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر القوم بعد عودته من الإسراء والمعراج بأنه رأى الجنة والنار، ورأى شجرة الزقوم، فكذّبوه بذلك حتى قال أبو جهل -لعنه الله-: هاتوا لنا تمراً وزبداً، وجعل يأكل التمر بالزبد ويقول: تزقموا، فلا نعلم الزقوم غير هذا. فكان من المناسب ذكرُ الشجرة الملعونة في سورة الإسراء؛ لرؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لها ليلة الإسراء والمعراج.
هذا، والله أعلم! |
|