أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الشعراء الآيات من 096-100 الأربعاء 05 أغسطس 2020, 11:21 pm | |
| قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (٩٦) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٩٨) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
هذه لقطة من ساحة القيامة، حيث يختصم أهل الضلال مع مَنْ أضلوهم، ويُلْقِي كل منهم بالتبعة على الآخر.
وهذه الخصومة وردتْ في قوله تعالى على لسان الشيطان: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ..) (إبراهيم: 22) والمعنى: لم يكُنْ لي عليكم سلطانُ قَهْر أحملكم به على طاعتي، ولا سلطان حجة أقنعكم به.
ثم يعترف أهل الضلال بضلالهم ويقسمون (تَٱللَّهِ..) (الشعراء: 97) يعني: والله (إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) (الشعراء: 97) يعني: ظاهر ومحيط بنا من كل ناحية، فأين كانت عقولنا (إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ) (الشعراء: 98) أي: في الحب، وفي الطاعة، وفي العبادة.
كما قال سبحانه: (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ ٱللَّهِ..) (البقرة: 165). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 096-100 الأربعاء 05 أغسطس 2020, 11:22 pm | |
| وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (٩٩) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
يعني: يا رب أرنا هؤلاء المجرمين، ومَكِنّا منهم لننتقم لأنفسنا، ونجعلهم تحت أقدامنا، وهكذا أخرجوا كل سُمِّهم في هؤلاء المجرمين، وألقوا عليهم بتبعة ما هم فيه. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 096-100 الأربعاء 05 أغسطس 2020, 11:23 pm | |
| فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
الشافع من الشَّفْع أي: الاثنين، والشافع هو الذي يضمُّ صوته إلى صوتك في أمر لا تستطيع أن تناله بذاتك، فيتوسط لك عند مَنْ لديه هذا الأمر، والشفاعة في الآخرة لا تكون إلا لمن أَذِن الله له، يقول تعالى: (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ..) (الأنبياء: 28).
ويقول سبحانه: (مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ..) (البقرة: 255).
إذن: ليس كل أحد صالحاً للشفاعة مُعداً لها، وكذلك في الشفاعة في الدنيا فلا يشفع لك إلا صاحب منزلة ومكانة، وله عند الناس أيَادٍ تحملهم على احترامه وقبول وساطته، فهي شفاعة مدفوعة الثمن، فللشافع رصيد من الجميل وسوابق الخير تزيد عما يطلب للمشفوع له.
لذلك نرى في الريف مثلاً رجلاً له جاه ومنزلة بين الناس، فيحكم في النزاعات ويفصل في الدم، فحين يتدخّل بين خصميْن ترى الجميع ينصاع له ويذعن لحكومته.
ومن ذلك ما عرفناه في الشرع من شركة الوجوه، ومعلوم أن الشركة تحتاج إلى مال أو عمل، لكن قد يوجد شخص ليس لديه مال ولا يستطيع العمل، لكن يتمتع بوجاهة ومنزلة بين الناس، فنأخذه شريكاً معنا بما لديه من هذه الميزة.
والحقيقة أن وجاهته ومنزلته بين الناس قُوِّمت بالمال؛ لأنه ما نالها من فراغ، إنما جاءت نتيجة جَهْد وعمل ومجاملات للناس، احترموه لأجلها، فلما زال عنه المال وأنفقه في الخير بَقِي له رصيد من الحب والمكانة بين الناس..
ومن ذلك أيضاً شراء العلامة التجارية. |
|