أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الشعراء الآيات من 071-080 الأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:55 pm | |
| قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (٧١) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
إذن: شهد شاهد من أهلها، وقالوا بأنفسهم (نَعْبُدُ أَصْنَاماً..) (الشعراء: 71) والعبادة طاعة، فماذا قالت لهم الأصنام؟
وبماذا أمرتهم؟
طبعاً، ليس عندهم جواب. وليت الأمر يقف عند العبادة، إنما (فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ) (الشعراء: 71) أي: قائمين على عبادته ليلَ نهار، نعم ولكم حق؛ لأنها آلهة دون تكليف، وعبادة بلا مشقة وبلا التزام، إنها بلطجة تأخذون فيها حظَّ أنفسكم، وتفعلون معها ما تريدون.
لكن، كيف جادلهم إبراهيم عليه السلام؟
وبم رَدَّ عليهم؟
(قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ...).
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:59 pm عدل 1 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 071-080 الأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:56 pm | |
| قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
فالأصنام لا تسمع مَنْ توجّه إليها بالدعاء، ولا تنفع مَنْ عبدها، ولا تضر مَنْ كفر بها؛ لذلك لم يجدوا رداً، وحاروا جواباً، ولم يجدوا حُجّة إلا أن قالوا: (قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 071-080 الأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:56 pm | |
| قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
إذن: أنتم لم تُحكِّموا عقولكم في هذه المسألة، كما قالوا في موضع آخر: (إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) (الزخرف: 23).
ونقول لهم: ومتى ظللتم على تقليد آبائكم فيما يفعلون؟
إنكم لو أقمتُم على تقليد الآباء ما ارتقيتم في حياتكم أبداً، فلماذا إذن تحرصون على التقليد في هذه المسألة بالذات دون غيرها. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 071-080 الأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:58 pm | |
| قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (٧٧) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
يقول إبراهيم عليه السلام: لا تلقوا بالمسألة على الآباء، وتُعلِّقوا عليهم أخطاءكم، ثم يعلنها صريحة متحدية كأنه يقول لهم: الحمرة في خيلكم اركبوها.
(فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ..) (الشعراء: 77) وكلمة عدو جاءت مفردة مع أنها مسبوقة بضمير جمع وتعود على جمع (فَإِنَّهُمْ..) (الشعراء: 77) ومع ذلك لم يقل: أعداء لي.
قالوا: لأن العداوة في أمر الدين واحدة على خلاف العداوة في أمر الدنيا؛ لأنها متعددة الأسباب، كما جاء في قوله تعالى: (وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ..) (آل عمران: 103).
فجاءت: (أَعْدَآءً..) (آل عمران: 103) هنا جمع؛ لأنها تعود على عداوة الدنيا، وهي متعددة الأسباب، أمّا العداوة في الدين فواحدة على قلب رجل واحد.
ومن ذلك ما قلناه في سورة النور عند قوله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ..) (النور: 61).
كلها بصيغة الجمع إلا في: (صَدِيقِكُمْ..) (النور: 61) جاءت بصيغة المفرد؛ لأن الصداقة الحقة هي ما كانت لله غير متعددة الأغراض، فهي إذن لا تتعدد.
وفي إعلان إبراهيم لعداوته لهذه الأصنام تحدٍّ لهم: فها أنا ذا أعلن عداوتي لهم، فإنْ كانوا يقدرون على مضرّتي فليفعلوا.
وبعد أن أعلن إبراهيم -عليه السلام- عداوته للأصنام نجحت دعوته، وظل إبراهيم هو إبراهيم لم يُصبْه شيء. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 071-080 الأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:59 pm | |
| الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
كأن الحق -تبارك وتعالى- يقول لهم: يا أغبياء، اعلموا أن للعبادة أسباباً وحيثيات.
ويوضح إبراهيم عليه السلام حيثيات عبادة ربه -عز وجل- فيقول: (ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) (الشعراء: 78) أي: خلقني من عدم، وأمدَّني من عُدْم، وجعل لي قانون صيانة يحفظ حياتي، ويضمن سلامتي حين كلَّفني بشرعه: افعل كذا ولا تفعل كذا، وهو سبحانه لا ينتفع بشيء من هذا، بل النفع يعود علينا نحن، وهل فعلتْ الأصنام لكم شيئاً من هذا؟
إذن: فهو وحده المستحق للعبادة.
وقوله سبحانه (فَهُوَ يَهْدِينِ) (الشعراء: 78) أي: بقانون الصيانة الذي يشبه (الكتالوج) الذي يجعله البشر لصناعتهم؛ ليضمنوا سلامتها وأدائها لمهمتها على أكمل وجه، ولا بُدَّ أن يحدِّد لها المهمة قبل أنْ يَشرَع في صناعتها، وهل رأينا آلةَ صنعها صاحبها، ثم قال لنا: انظروا في أيِّ شيء تستخدم هذه، (بوتاجاز) أو ثلاجة مثلاً؟
فإذا ما حدث خلل في هذه الآلة، فعليك بالنظر في هذا (الكتالوج) أو أن تذهب بها إلى المهندس المختص بها؛ لذلك إذا أردتَ أن تأخذ قانون صيانتك، فلا تأخذه إلا من صانعك وخالقك -عز وجل- ولا يجوز أن يخلق الله تعالى وتضع أنت لخِلْقة الله قانون صيانتها، فهذا مِثْل: أن تقول للجزار مثلاً: اعمل لي قانون صيانة (التلفزيون).
ثم يذكر بعد ذلك مُقوِّمات استبقاء الحياة، فيقول: (وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء: 79-80).
ونقف هنا عند الضمير المنفصل (هو) الذي جاء للتوكيد، والتوكيد لا يأتي ابتداءً، إنما يكون على درجات الإنكار، وقد أكّد الحق -تبارك وتعالى- نسبة الهداية والإطعام والسُّقْيا والشفاء إليهتعالى؛ لأن هذه المسائل الأربع قد يدعيها غيرهتعالى، وقد يظن البعض أن الطبيب هو الشافي أو أن الأب مثلاً هو الرازق؛ لأنه الجالب له والمناول.
والهداية قد يدّعيها واضعوا القوانين من البشر، وقد رأينا الشيوعية والرأسمالية والوجودية والبعثية وغيرها، وكلها تدّعي أنها لصالح البشر، وأنها طريق هدايتهم؛ لذلك أكد الله تعالى لنفسه هذه المسألة (ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) (الشعراء: 78) فالهداية لا تكون إلا من الله، وفي شِرْعته تعالى وقد تسأل في قوله تعالى: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء: 80) ولماذا نذهب إلى الطبيب إذن؟
نقول: الطبيب يعالج، وهو سبب للشفاء، أمّا الشفاء فمن الله، بدليل أن الطبيب ربما يمرض، ويعجز هو عن شفاء نفسه، وقد يعطي المريض حقنة ويكون فيها حَتْفه.
وحين نُعرب: (مَرِضْتُ..) (الشعراء: 80) نقول: مرض فعل ماضٍ والتاء فاعل، فهل أنا الذي فعلتُ المرض؟
وهذا مِثْل أن نقول: مات فلان، ففلان فاعل مع أنه لم يحدث الموت؛ لذلك يجب أن نتنبه إلى أن الفاعل يعني مَنْ فعل الفعل، أو اتصف به، والفاعل هنا لم يفعل الفعل وإنما اتصف به.
وقال (مَرِضْتُ..) (الشعراء: 80) تأدباً مع الله تعالى، فلم يقل: أمرضني ونسب المرض الظاهر إلى نفسه.
أما في المسائل التي لا يدَّعيها أحد، فتأتي بالفعل دون توكيد، كما في الآية بعدها: (وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي...).
|
|