(53) الإمَامَة:
وفي الإمِامِةِ إشارة إلى أن الإنسان يجب عليه أن يقتدي بأهل الدِّين والعقلاء في كُلِّ أعمالهم، وزيادةً على هذا فإن الإمام نائب عن الخليفة الذي هو نائب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا اقتدى المُسْلِمون بالإمام فإنما هم في الحقيقة مقتدون بالرسول؛ ولذلك اشتُرط في الإمام شروط يدل مجموعها على أنه يجب أن يكون الإمام عالمًا تقيًّا، وربما كان سالمًا من كُلِّ العيوب التي تشين الرجال وتزري بهم.

ومثال ذلك إذا اجتمع المُسْلِمون للصلاة اختاروا أكبرهم وأصلحهم، وإذا تساووا اختاروا أكبرهم سنًّا؛ لأنه يكون فطنًا من جهة العقل والإدراك.

ولَمَّا كان الإمامُ ممتازًا لهذه الصفات الكاملة أمرَنا الشارع بأن لا يقتدي الحر بالعبد، وهكذا من المميزات الأخرى.