(52) الأذان:
أمَّا الأذانُ فحكمته عظيمة جدًّا لأن الناس لداعي اشتغالهم بأمر المعاش قد ينسون وقت أداء الفريضة، فجُعِل الأذان لإعلامهم بحلول الوقت، فيتركون الأشغال ويُقبِلون على الصلاة، وفي لفظ الأذان إشارة إلى أن الصلاة خير الأعمال؛ حيث يقول المؤذن: “حي على الصلاة حي على الفلاح.” ومعنى هذه العبارة أقبلوا على الصلاة التي هي فلاحٌ لكم ولا شيء أفضل من اجتماع المُسْلِمين لأداء الفريضة المتضمِّنة للحِكَم التي شرحناها وهي الفلاح بعينه.

ولأجل هذا الغرض لم يجعل الشارع شيئًا غير الأذان لهذه الصلاة، لأجل إعلام المُسْلِمين بحلول وقت الصلاة، وإلَّا لناب عنه الناقوس أو أي شيء ينيبه الناس إلى حلول الوقت، ولو كان الأمر كذلك لاكتفى مسلمو مصر والهند مثلًا بمدفع نصف النهار الذي يُضرَب في وقت صلاة الظهر.