أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: (44) كَيْفِيَّة نُزُولِ القُرْآنِ الأربعاء 10 يونيو 2020, 1:22 am | |
| (44) كَيْفِيَّة نُزُولِ القُرْآنِ: لَمَّا كَانَ القُرآنُ هو كلامُ اللهِ تعالى، المُخاطبِ به رَسُولُهُ -صلى الله عليه وسلم-، كان الرَّسولُ الأمينُ على ألفاظه ومعانيه سيدنا جبريل، وهو المَلَكُ الخَاصُّ بالوَحِي إلى الأنبياءِ، وكان ينزلُ ليُبَلِّغَ الآية أو السُّورة إلى هذا النبي في ظروف أحوال ذاتِ حوادثٍ ووقائع تنزلُ فيها وفي شأنها الآية سواء كان هذا الشأن أمرًا دينيًّا أو دنيويًّا؛ ولذلك أُنْزِلَ القرآنُ مُفرَّقًا على حَسْبِ الحوادث والوقائع لهذا السبب، ولسببٍ آخر وهو التثبُّت في هداية الأمَمِ إلى الإيمان وعدم خبرة القُّوَّادِ حيالَ هذا الحُكم والأحكام التي تناولت كُلَّ شيء لأن تتلقَّى كل هذه الحِكَمِ والأحكام دفعةً واحدة مع ما حوته من السِّرِّ العجيب في المدلولات، وهي حُسْنُ التركيب وجمال الأساليب التي تقفُ بالعقل عند حَدِّ الحيرة، وفي هذا تعليم للخلق بأن يأخذوا كُلَّ أمُورهم بالحزم، وعدم الاندفاع عند مُبادرة الخواطر؛ لأن الترتيب في العمل من مصائد الفلاح.
وكَانَت أوَّلُ آيةٍ نزلت منه في شهر رمضان المُعَظَّم في ليلة القَدْر، وسُمِّيَتْ بذلك تشريفًا لها على جميع ليالي هذا الشهر والشهور كُلِّها، وكان الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- يتلقَّى عن ربِّه بواسطة سيدنا جبريل هذا القرآن، ويتلوهُ على أصحابه الذين خَصَّصُوا أناسًا لِحِفْظِهِ، وتدوينه، فكتبُوهُ كما أُنزل، وقد بالغوا في الاعتناء بحفظه وتدوينه كُلَّ المُبالغة؛ ولذلك لم يُحَرَّف منه حَرْفٌ إلى الآن، ولن يزال كذلك كما أُنْزِلَ حتى تقومَ السَّاعةُ، بدليل قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وأوَّلُ ما أُنزِل منه قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وآخِرُ ما أُنزلَ منه قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا). |
|