عمر وأم اليتامى
مَرَّ عمر -رضي الله عنه- وهو يَعسُّ ليلاً يتفقَّد أحوال رعيَّته ببيت سمع فيه بكاء صبية صغار، فدخل فوجد امرأةً تضعُ قِدْرَاً على النار تُحَرِّكَهُ، وحولها صِبْيَةٌ يتضاغُّون..
فسألها ما يُبْكِي الصِبْيَة؟..
قالت: الجوع..
قال: وما هذه القِدْرُ..
قالت: أضع فيها حصوات أقَلِّبُهَا، حتى ينام الصِبْيَةُ، فإنه لا طعام لدينا، وعُمَرُ لا يَأبَهُ بنا، وهي لا تعرفُ أنه عمر..
فقال لها: وما يُدري عمرُ بِكِ؟..
قالت: وفيمَ إذَنْ تولّى أمْرَ المُسلمين؟..
فبكى عمرُ، وذهب إلى بيت المال، ومعه تابعه، فحمل دقيقاً وسمناً وعاد إلى بيت المرأة..
فيقول له تابعه: دعني أحمل عنك يا أمير المؤمنين..
فيقول: ومَنْ يحمل عني يوم القيامة‍، ثم يضع الدقيق والسمن في القِدْرِ، وينفخُ النار حتى يتخلل الدُّخانُ لحيته الكثيفة، ولا يُغادر المكان حتى يرى الصِبْيَةَ قد أكلوا وشَبِعُوا ونَامُوا..