امرأة ذكيَّة
قدمت امرأةٌ مكة وكانت من أجمل النساء.
فبينا عمر بن أبي ربيعة يطوف إذ نظر إليها فوقعت في قلبه، فدنا منها فكلمها، فلم تلتفت إليه.
فلما كان في الليلة الثانية جعل يطلبها حتى أصابها.
فقالت له: إليك عني يا هذا، فإنك في حرم الله وفي أيامٍ عظيمة الحرمة.
فألَحَّ عليها يكلمها، حتى خافت أن يشهرها.
فلما كان في الليلة الأخرى قالت لأخيها: أخرج معي يا أخي فأرني المناسك، فإني لست أعرفها، فأقبلت وهو معها.
فلمَّا رآها عمر أراد أن يعرض لها، فنظر إلى أخيها معها فعدل عنها...
فتمثلت المرأة بقول النابغة:
تعدو الذئاب على مَنْ لا كلاب له ... وتتقي صولةً المُستأسد الحامي (1).
التعليق:
لقد أحسنت هذه المرأة بما فعلته لكبح جماح مَنْ لا يرتدع بالخروج عن حُدُودِ الله, وهي أنما تتبع تعاليم النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: "لا يَخْلُوَنَّ أحَدَكُمْ بِامْرَأَةٍ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ" (البخاري في النكاح (5233).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(1) - الأغاني للأصفهاني.
وكان أخوها سبباً في ردع هذا الشيطان لينال ما يريده منها...
وللأسف الشديد الخلوة بالمرأة الأجنبية شائع في المجتمع بطريقة يندي لها الجبين خجلاً, وسبب ذلك دياثة الكثير من الرجال وعدم غيرتهم علي نسائهم.
وينبغي علينا أن نتجنَّب هذا الفعل المُحَرَّمِ حتي لا نتعرَّض لسخط الله تعالي ولا ندع الشيطان يُزَيّنَ لنا الأمر.
فقد حَذَّرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- من الخلوة حتي بالمرأة المتزوجة فقال:
"إيَّاكم والدُّخول على النساء!
فقال رجلٌ من الأنصار: أفرأيت الحمو قال: الحمو الموت" (البخاري في النكاح (5232) ومسلم في السلام (2172).
والحمو قريب الزوج كأخيه، وابن أخيه، وابن عمه.
فماذا عن صديق الأسرة, وخطيب البنت.. الخ.