أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الضَّرائر والعدل المُستحيل الإثنين 11 مايو 2020, 5:43 pm | |
| الضَّرائر والعدل المُستحيل 1 - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أرسل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها.. فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة.. قالت: فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي بنية ألست تحبين ما أحب؟ فقالت: بلى، قال: فأحبي هذه... قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرجعت إلى أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،.. فقلن لها: ما نراكِ أغنيتِ عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبداً.. قالت عائشة: فأرسل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم أر امرأةً قط خيراً في الدِّين من زينب وأتقى لله وأصدقَ حديثاً وأوصَلَ للرَّحم وأعظمَ صدقةً وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصَّدَّق به وتقرَّب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حِدَّةٍ كانت فيها تُسرع منها الفيئة.. قالت: فاستأذنت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مع عائشة في مُرْطِها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها، فأذِنَ لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة،.. قالت ثم وقعت بي فاستطالت عليَّ وأنا أرقبُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وأرقبُ طرفهُ هل يأذن لي فيها؟.. قالت: فلم تبرح زينب حتى عرفتُ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكره أن أنتصر.. قالت: فلمَّا وقعتُ بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها... قالت: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتبسَّم: إنها ابنة أبي بكر.
التعليق: كان الناس يعلمون حُبَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- الشديد لعائشة -رضي الله عنها- فقد جاء في الصحيحين: "أحب الناس إليَّ عائشة، ومن الرجال أبوها".
ولذالك كانوا يُرسلون الهدايا لها في يومها والرسول -صلى الله عليه وسلم- عندها لإسعاده.. ولكن النساء هُنَّ النساء في كل زمان ومكان, تذهب الغيرة بعقولهن.. ولهذا من رحمة الله بهن أنه يعفو عن مثل هذه الغيرة.. وقال العلماء.. مما سبق من الغيرة التي عفي عنها للنساء في كثير من الأحكام كما سبق لعدم انفكاكهن منها حتى قال مالك وغيره من علماء المدينة: يسقط عنها الحد إذا قذفت زوجها بالفاحشة على جهة الغيرة.
- ومعني الحديث: حتى لا يُفهم الحديث خطأ أذكر قول النووي في شرح ما يُسَاءَ فهمه: معنى (يسألنك العدل في أبنة أبي قحافة) أي يسألنك التسوية بينهن في محبة القلب وكان -صلى الله عليه وسلم- يُسَوِّي بينهن في الأفعال والمَبيت ونحوه.
ومعنى: (ووقعتُ في زينب فطفقتُ أنظرُ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- متى يأذنَ لي فيها فلم أزل حتى عرفتُ..) اعلم أنه ليس فيه دليل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن لعائشة ولا أشار بعينه ولا غيرها بل لا يحل اعتقاد ذلك, فإنه -صلى الله عليه وسلم- تُحَرَّمُ عليه خائنة الأعيُن, وإنما فيه: أنها انتصرت لنفسها فلم يَنْهَهَا.
ومعنى: (أنها ابنة أبي بكر) فمعناه الإشارة إلى كمال فهمها وحُسْنَ نظرها. والله أعلم. |
|