منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 تمهيد - بقلم رئيس معهد أدلاي ستيفنسون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

تمهيد - بقلم رئيس معهد أدلاي ستيفنسون Empty
مُساهمةموضوع: تمهيد - بقلم رئيس معهد أدلاي ستيفنسون   تمهيد - بقلم رئيس معهد أدلاي ستيفنسون Emptyالسبت 28 ديسمبر 2019, 5:11 pm

 تمهيد - بقلم رئيس معهد أدلاي ستيفنسون Untit422

تمهيد

هناك بليون فرد على الأقل سوف يموتون مبكراً ويعيشون حياة موقوفة النّمو بسبب الإسكان الشائه غير الصحي وغير الاقتصادي.


وهذه المشكلة حالة اقتحمت بالطرق التقليدية فإنها ستبدو بلا حل ممكن؛ وقد قدمت لجنة بيرسون دراسة للبنك الدولي تمدنا ببيانات تبين أنه حتى لو حدث ما هو غير محتمل، فأعطى أغنياء العالم 1% من دخلهم للمساعدة على النهوض بفقراء العالم، فسوف يظل ما يقرب من ثلث سكان العالم وهم يعيشون في مستويات من الفقر الطاحن.


وربما استمر ثلث سكان العالم حتى نهاية هذا القرن بحيث لا يكسبون في العام إلا أقل من الأجر الأسبوعي لعامل المصنع في أمريكا حالياً.


ورأس المال المطلوب توظيفه لتوفير أدنى حَدٍّ من الإسكان لعائلة فقيرة في الولايات المتحدة هو في حدود 20.000 دولار.


وبكلمات أخرى فإنه حتى يحصل الإنسان على مأوى يسكنه فإنه يستهلك لذلك معظم حصيلة سنوات حياته العملية المنتجة.


وهذه الأرقام على دقتها، فإن فيها بعض ما يُضلّل.


فتكاليف الإسكان يجب أن تُقَسَّم على عناصره المكونة له، وهي فيما اقترح، عناصر ثلاثة: اقتصادية، واجتماعية، وجمالية،.


وهي على علاقة وثيقة معاً، إلا أن كلاً منها يستحق اهتماماً منفرداً.


وقد تعلّمنا أن نؤمن أن الاقتصاد العالمي ينقسم إلى جزئين، هما الدول الغنية والدول الفقيرة.


وهذا التقسيم يتم التعبير عن جزء كبير منه بالمفارقة الموجودة بين العملة الصعبة والعملة السهلة.


فالعملة الصعبة هي التي تسيطر على التكنولوجيا المتقدمة وبذلك فإنها هدف مرغوب لكل الناس.


أما العملة السهلة فتنتجها الدول الفقيرة ذات المنتجات التي لا يتلهف الآخرون جد التلهف على طلبها.


وحتى عندما يُتاحُ لأحد البلاد وفرة من العملات السهلة، فإنه غالباً لا يستطيع الحصول على تلك الخدمات والسلع التي يحتاجها احتياجاً شديداً أو يطلبها طلباً مُلحّاً على أن ثمَّة قسماً فرعياً آخر للاقتصاد؛ هو عن الفقراء الذين في داخل كل بلد.


فثلث سكان العالم على الأقل يعيشون تحت مستوى أي اقتصاد يحسب بالنقود.


ومن منظورهم فإنه ليس سوى فارق بسيط بين العملة الصعبة والسهلة؛ يكاد يكون الأمر أن أي شيء لا يستطيعون اكتسابه بعملهم هم أنفسهم ومن البيئة التي تجاورهم مباشرةً، لهو شيء لن يستطيعون اكتسابه أبداً.


ومتوسط دخل هؤلاء الناس في أجزاء كثيرة من العالم قد يتدنى لما يصل إلى ثلث المتوسط القومي القليل في البلاد الفقيرة، ذلك المتوسط الذي تثير قلته الرثاء من قبل.


وفي قرى آسيا، يبلغ الدخل السنوي للفرد قدراً من الصغر يكاد يصبح احصائياً بلا مغزى.


فهو قريب أشد القرب من حد الإبقاء على الحياة، بل ويهبط أحياناً لأقل من ذلك.


وبلغة الإسكان، فإن هذا يعني أن الحديد الصلب اللازم لإنشاء المباني -وهذا بند مستورد عادة من مناطق العملة الصعبة- لا يكون هو وحده ترفاً مستحيلاً، بل هناك أيضاً منتجات الصناعة الحضرية أو منتجات المناطق الأخرى في نفس القطر -أي الإسمنت والخشب والزجاج- كلها تكون بدورها غير اقتصادية وغير عملية.


وإذا دفعت الضرورة إلى استخدام هذه المواد، فإن غلو ثمنها سيتطلب وجوباً الشُّحَّ في استخدامها، فيكون لهذا تأثيره المُعوق في الإسكان.


وهكذا فإن المشاريع التي تُنشئها الحكومات كثيراً ما تكون مشابهه لصفوف منتظمة من عشش دجاج أسمنتية.


والقرى التقليدية رغم حالتها من عدم الانتظام والقذارة والازدحام، التي تجعل الملاحظ الخارجي لا يكاد يرى فيها سوى الفوضى، إلا أنها غالباً تعبر تعبيرات مرهفة حساسة عن النظام الاجتماعي.


فروابط القرابة هي وحواجز العداوة كثيراً ما يتم التعبير عنها جغرافياً وإنشائياً.


ومهما كانت درجة سوء الإسكان فيزيائياً، إلا أن القروي ليستمد من نمطه بعض الراحة، بل وبعض المعنى.


وهذه القضية ليست غريبة حتى عن حضارة جعلت جد متجانسة مثل حضارتنا.


ولنأخذ كمثل حالة المجتمع الأمريكي الأسود.


إن خبرته التاريخية الغالبة هي خبرة من اقتلاع للجذور.


فهؤلاء الأفريقيون اقتلعت جذورهم من مجتمعاتهم القبلية، ليتم بيعهم في معازل الرقيق بغرب أفريقيا.


وكثيراً ما كانوا يخلطون معاً عن عمد، وقتها أو فيما بعدها، بحيث يتم تقويض تماسكهم القبلي، بل إن العبيد كانوا حتى من حيث اللغة يجدون مشقة في الاتصال أحدهم بالآخر بنفس مشقة اتصالهم بسادتهم البيض الجدد.


وبالطبع فإن هذا يمنع أي مكان للتمرد.


وبالإضافة إلى هذه العناصر ذات التأثير الحاسم، كانت هناك أيضاً معايير السوق.


فكثيراً ما كان الأطفال والأمهات يفصلون أحدهم عن الآخر، بحيث أن أي مجتمع كان موجوداً أصلاً يتم تفتيته إلى ذرَّات.


وأيّاً ما كانت ضآلة ما تم الوصول إليه من الاستقرار قبل الحرب الأهلية، فإن هذا قد تبدد ثانية بالتحرير، حتى وإن كان ذلك تغيراً للأحسن، واقتلاع جذور المجتمع الأسود الأمريكي أبدى فعاليته في مدن الأكواخ، وفي الفقر، وانعدام المهارات.


على أن الأفراد السُّود من البشر إنما هم حيوانات اجتماعية مثل الأفراد البيض والسُّمر والصُّفر، وهكذا فإنهم ظلوا يمدُّون أيديهم في محاولة لتلمس جيرانهم ولإعادة التأكيد على دافعين أساسيين عند كل الجنس البشري، هما نزعة الانتماء للمكان Territoriality، والمجتمع.


ثم ما لبث الاضطراب أن حلَّ مُجدداً، إذ أطاح كساد السِّلم بما سبق أن أتاحه اقتصاد الحرب من فرص، فسَبَّبَ ذلك هجرات جماعية إلى المُدُن الكبرى شمالاً.


ولم تكن الهجرة تحدث من نقطة إلى نقطة، ولكنها كانت بالأحري هجرة من سلسلة من نقط توقف مؤقتّة للوصول إلى الأخرى.


والكثير من الأحياء الفقيرة السوداء في مدن أمريكا كانت أصلاً مجرد محطات للطريق، حيث يتوقف المهاجرون للراحة ولمحاولة كسب رأسمال لمواصلة المرحلة التالية، وللوصول إلى الانتقال ذهنياً من الجنوب الريفي إلى الشمال الحضري.


على أنه في كل مرحلة من هذه المراحل كان دافعَي الانتماء المكاني والمجتمعي يؤكدان نفسيهما.


فالعائلات، حتى وقد اجتاحها عدم الاستقرار، وحتى وهي بلا أب، تحاول تأكيد علاقة الجيرة.


ورغم أن هذه العلاقة كان الإحساس بها ضعيفاً، وكان نموها دائماً مقلقلاً، إلا أن مظاهرها كانت غالباً لا تحوز قبولاً عند أولئك الذين هم أكثر غنى، سوداً كانوا أم بيضاً.


وقد أدَّى النَّظر إلى هذه الظروف بنظرة من خارجها إلى أن حاول أناس لبراليون شُرفاء ذوو دوافع طيبة أن يمدُّوا أيديهم بالعون.


وكان أحد الجوانب الرئيسية من هذا العون هو التجديد الحضري للإسكان، أي إقامة إسكان أفضل مؤسَّس على نمط تجريدي يأتي من الخارج.


وفكرة ذلك مبسطة نسبياً هي أن الأحياء الفقيرة إسكان سيء، والحل هو هدم هذا الإسكان السيئ وبناء إسكان حضاري أجود.


وقد يعترض المرء على الكثير من ظواهر هذا التجديد الحضري.


فهو بمثابة منجم ذهبي للمقاولين على أنه مهمة تافهة للمعماريين.


كما أن تكلفته جد مرتفعة لمَنْ هم جِدُّ فقراء.


إلا أن هذه مجرد قضايا على السطح إذا نظرنا إليها بالمقارنة للثمن الحقيقي لهذا التجديد الحضري؛ ذلك أنه بمثابة اقتلاع الجذور من جديد لمجتمعات تعد جذورها من قبل معطوبة سيئة التغذية ومهما كانت الروابط أصلاً ضعيفة بين الجيران إلا أنها لها وجودها، على أن هذه العملية ستمزق هذه الروابط إرباً وتجبر الأفراد على أن يبدأوا كل شيء من جديد في بيئة هي جديدة عليهم وأجنبية، حتى وإن كانت بيئة أفضل فيزيائياً.


ولكن هل هذه البيئة أفضل اجتماعياً؟


إن هذه المنشآت المرتفعة من المساكن إنما يُطلق عليها اسم الأحياء الفقيرة الرأسية.


وأكثرها، حتى ما يكون منها جديداً، هو بالتأكيد جدير بهذا التوصيف.


فالسكان إذ ينقصهم الإحساس بهوية الانتماء للمكان، ولا تحكمهم روابط الجيرة، يتبعون أنماطاً سلوكية لعلها مما قد نراها عند الثدييات العليا وهي في حالة يأس؛ فهم يلوثون مأواهم.


وسرعان ما تفقد المباني أناقتها، وتزيد إحصائيات الجرائم زيادة مروِّعة، ويتجلّى إحساس باللامبالاة والغضب الكئيب هو بمثابة الطابع الدَّامغ ((القصور في النمو)).


ولعل من الحقيقي، بل أعتقد أنه من الحقيقي، أنه كلما كان الأفراد في المجتمعات أضعف وأفقر، فإنهم ولابُدَّ يزيدون التصاقاً بالرُّغام.


وسواء كان هذا حقاً أم لم يكن، فمن الواضح ومن المؤكد أن الناس ينبغي أن يعبروا عن علاقاتهم أحدهم بالآخر.


وإذا اعتُرض سبيل تعبيرهم هذا بكل الطرق، فإنهم سيفعلون ذلك من خلال خلق عصابات الشوارع.


وإذا اعتُرض سبيل هذا التعبير بالكلية، فإنهم يستسلمون لليأس.


وهذا هو اللبُّ من الحي الفقير ومما يثير السخرية أن أنقى شكل يظهر فيه ذلك قد لا يكون في القرية الآسيوية التي تمتد عشوائياً وإنما هو مشروع التجديد الحضري الحديث.


والعنصر الرئيسي الثالث في مشاكل الإسكان هو: العنصر الجمالي.


والواقعيون ذوو الرؤوس المُتحجِّرة قد يجادلون بأن الاعتبارات الجمالية إنما هي تزيد.


فالجمال أو القبح كلاهما لا يكاد يكون له أهمية عند النظر للأمور من منظور الشروط  الصحية، أو التكلفة، أو مساحة الأقدام المربعة الخالصة لكل فرد.


والأمر المهم هو توقي البرد والمطر، وإتمام ذلك بتكلفة يمكننا أن نتحملها.


أما فلسفياً فإن للمرء أن يُجادل بأن البشر يحتاجون إلى الجمال مثلما يحتاجون إلى الحرية، وعلى أي حال فمن المؤكّد أن الهدف الصحيح لأفراد الجنس البشري ليس مجرد أن يوجدوا أو مجرد أن يذووا, هم يسلكون طريقهم من الرَّحِم إلى القبر.


لقد داومنا زمناً طويلاً على أن نُسقط من حسابنا الوجدانيات التي من هذا النوع، إلا أن البراهين لتتزايد على أهميتها.


فنحن نعرف أن الأطفال الذين يُحرمون من البيئة الشائقة بصرياً في سنواتهم المبكرة لا تنمو عقولهم وقد ((بُرمجت)) البرمجة الصحيحة اللازمة للتعامل مع الكثير من مشاكل النضوج.


وقد رأينا عشرات من الأمثلة في مختلف أنحاء العالم حيث يفشل توفير كل المعدات المادية للتنمية في أن يشعل شرارة العقل، وبالتالي فإن هذا الفشل يكون فشلاً كلياً.


والحقيقة كما تعلّمناها بصورة مؤلمة من خلال إنفاق ترليون دولار في الفترة منذ الحرب العالمية الثانية، هي أن التنمية لا تتم إلا في عقول البشر وقلوبهم وإلا فإنها لا تحدث أبداً فالإسكان، والطرق، والجسور، والسدود كلها شروط ضرورية للتنمية ولكنها وحدها ليست كافية فالتنمية تكون مستحيلة دون عون من الذّات.


على أن الناس الذين تكون بيئتهم شائحة قاحلة يُصبحون عُرضة لأن يكونوا غير منتجين وبلا روح.


وليست هذه مجرد تأمُّلات في كسل لمُحِبٍّ لفعل الخير؛ فأي مدير لمصنع يعرف صدقها.


والعمال الذين يعملون في بيئة جذّابة وضَّاءة يُنتجون أكثر من العمال الذين يعملون في بيئة قبيحة كئيبة.


وروح الإنسان لهي أنفس مواردنا.


وبيئة هذه الروح لهي أكبر تحدٍ لنا.


ومن المؤكّد أن هذه مشاكل مروِّعة إن لم تكن ساحقة، تلك الاعتبارات الاقتصادية المُعقَّدة، وتلك الحساسية بالنسبة لاحتياجات الإنسان الاجتماعية والعمل على تغذية الروح البشرية.


هل يمكن حل ذلك حلاً مُرضياً؟


ما من شكٍ أنه لا يوجد حل نهائي، ولكن الطريق قد ينيره لنا بعض مَنْ يعرض من رجال ذوي عبقرية وحساسية وهدف أخلاقي عميق.


والكتاب التالي هو منار ناصع قوي.


والدكتور حسن فتحي إذ يخوض الصراع مع مشاكل الفقر الطاحن -فقر بمستوى لا يكاد  يتذكره أي أمريكي على قيد الحياة- ويخوض الصراع مع البيروقراطيين فاقدي الإحساس، ومع أناس مفعمين بالشَّكِّ، ومع أناس كئيبين بلا مهارات، فإنه هكذا قد ولد لا الإجابة فحسب بل ولد أيضاً الإلهام أي إلهام.


فالحل الذي يطرحه له أهميته على نطاق العالم كله، وفكره وخبرته وروحه فيها ما يُشَكِّلُ مصدر إلهام أساسي على النطاق  الدولي.


وما يقترحه الدكتور فتحي هو شكل جديد من المشاركة.


أمَّا ما ينبغي أن يُسهم به الفقراء في هذه المشاركة فهو بالضرورة عملهم.


كما أنهم في كثير من أنحاء العالم لديهم إمكانية أن يحوزوا بلا تكلفة جوهرية،على مادة البناء الوحيدة المُتاحة هكذا، وهي التُربة التي من تحت أقدامهم.


وبهذين الشيئين، العمل والتُربة، يمكنهم أن ينجزوا الكثير.


على أن هناك مشاكل تقنية ومشاكل أخرى لا يستطيعون حلّها بأنفسهم، أو هي عُرضة لأن يتم حلّها بطرق مُكلّفة أو قبيحة أو غير سليمة.


وها هنا فإن المهندس المعماري يستطيع أن يقوم بإسهام رئيسي.


وما يُبَيِّنهُ الدكتور فتحي لنا هو أن المهندس المعماري يمكن أن يكون هو المُرشد لِمَا يكون أساساً مشروعاً يعتمد على الذّات أو يعتمد على العون الذاتي.


والمهندس المعماري باستخدام مهارته التقنية يستطيع أن يساعد الناس للوصول إلى حَلٍّ رخيص لحل مشكلة التسقيف.


وهذه هي أصعب مشكلة في البناء وهي عادةً تخلق طلباً لمواد بناء من خارج القرية وبالتالي فهي مواد غالية.


وقد أدَّتْ محاولة حل مشكلة التسقيف في مناطق كثيرة إلى خلق أسقف ثقيلة مُرهقة إلى حَدٍ هائل، وهي كثيراً ما تنهار من الزلازل أو بعد الأمطار الغزيرة.


ومثل هذه الأسقف كانت عموماً مسئولة عن الوفيَّات المُرعبة التي حدثت في تركيا وإيران في الزلازل العنيفة.


وهناك حَلٌ موجود.


ويُبَيِّنُ الدكتور فتحي في هذا الكتاب ما هو هذا الحل وكيف يمكن تعلُمه سريعاً.


وهناك قضايا أخرى تؤثر في الصحة والاتصال والخصوصية، وغير ذلك من الشئون التي تُهِمُّ الأسرة.


وفي كل هذه الشئون، فإن المهندس المعماري يستطيع مساعدة الناس للوصول إلى أهدافهم بواسطة مجهوداتهم هم أنفسهم، بأحسن وأرخص مما  يستطيعونه  دون مساعدته لهم.


وحتى في أمور بسيطة مثل الحصول على التُربة التي يصنع منها الطوب اللبن، قد ينتج بشيء من التخطيط خلق مورد اقتصادي لمجتمع القرية؛ هو بركة تُربَّي فيها الأسماك.


وكل هذا يتطلّب التعاون: وبدون مساهمة المهندس المعماري، تكون المباني قبيحة، غير سليمة أو غالية.


وبدون تعاون الناس فإن المشروع يصبح عقيماً، وغير محبوب، فلا يرعونه.


ومما يثير السخرية أن معظم الإسكان الجماهيري في العالم الآن يتم بدون تعاون لا من المهندس المعماري ولا من الناس.


فهو إسكان بقرار بيروقراطي يقوم المقاولون ببنائه، سواء كان الإسكان يمتد أفقياً أو رأسياً، فإنه غالباً يصبح في التَّو حياً من الأحياء الفقيرة.


ولعل مُنتهى السُّخرية في عصرنا كما يذكرنا الدكتور فتحي، أن إنتاج هذا الشكل من القُبح مكلّف أكثر التكلفة، وأننا في النهاية سوف ندفع إلى الإسكان الأفضل الأجمل لأننا ببساطة لا نستطيع تحمل ثمن أي نوع آخر من الإسكان.


إن الدكتور فتحي تجسيد للمبدأ الذي يؤازره معهد أدلاي ستيفنسون؛ وهو إتاحة الفرصة لرجل له رؤيته والتزام من أجل أن يدخل في صراع مع مشكلة اجتماعية هائلة.


وهناك الكثير مما يمكن أن نتعلمه من ذلك حتى عند الفشل، وثمَّة جوانب من هذا في عمل الدكتور فتحي.


على أن هناك أمراً واحداً واضحاً.


أنه حتى في عالم السُّرعة والكتل والتجريد، ما من بديل عن الفرد الموهوب الذي يبذل من اهتمامه.

وليام  ر. بولك.

رئيس معهد أدلاي ستيفنسون للشئون الدولية.



تمهيد - بقلم رئيس معهد أدلاي ستيفنسون 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تمهيد - بقلم رئيس معهد أدلاي ستيفنسون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان - تمهيد
» الباب الثاني: مؤلفاته في علم القراءات (تمهيد)
» مقدمة بقلم: الدكتور أحمد زكي
» تقديم بقلم عمر عبيد حسنة
» تقديم بقلم: عمر عبيد حسنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: عمــــــارة الفقـــــــراء-
انتقل الى: